الإحتلال الأميركي يخشى هجمات برية على قواعده في سوريا : مناورات دفاعية ـ هجومية

الإحتلال الأميركي يخشى هجمات برية على قواعده في سوريا : مناورات دفاعية ـ هجومية

واشنطن بوست : جيش الإحتلال الأميركي ينتهك حقوق الإنسان في سجون أفغانستان
هاليفي يحاضر عن مخاوف “إسرائيل” من إيران والمقاومة، والتكنولوجيا و… الشارع؟
المسلمون يعانون من التمييز الديني والعنصري في دول الإتحاد الأوروبي

بدأت الولايات المتحدة مناورات برية واسعة في قواعدها العسكرية غير الشرعية في سوريا، وذلك بعد يوم واحد من نجاح فصائل المقاومة في استهداف قواعدها في سوريا والعراق، بما فيها مقرّ السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء ببغداد، لـ11 مرة في أقل من 12 ساعة. وأطلق الأميركيون على مناوراتهم التي تعدّ الأضخم منذ بدء تواجدهم على الأرض في سوريا، اسم «السهم الأزرق»، وحدّدوا هدفها برفع الجاهزية القتالية الدفاعية والهجومية لقواتهم، علماً أنه يجري إشراك مجموعات من «قسد» فيها. وبحسب مصادر مطلعة، تحدثت إلى «الأخبار»، فإن «المناورات بدأها التحالف الدولي في قاعدتي تل بيدر وقسرك في ريف الحسكة الشمالي، وهي تستمر لعدة أيام، على أن تشمل باقي القواعد الأميركية في محافظتي الحسكة ودير الزور». وتشير المصادر إلى أن «هذه المناورات تحاكي كيفية التصدي لهجمات برية مباغتة على القواعد الأميركية، مع التدريب على اقتحام المباني المحصنة، وتحرير الرهائن»، مضيفةً أنها «تأتي ضمن خطة دفاعية أميركية يتم تطبيقها، منذ التصعيد الأخير ضد الولايات المتحدة في سوريا والعراق، على خلفية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة». وتبيّن أن «الخطة تتضمّن أيضاً تعزيز القواعد الأميركية في سوريا والعراق بمعدات عالية التخصص، وخاصة منظومات الدفاع الجوي المجهزة للتصدي لأهداف منخفضة التحليق، واعتراض الصواريخ القصيرة المدى». وتأتي هذه المناورات بعد يوم واحد من إعلان «المقاومة الإسلامية في العراق»، «استهداف القواعد الأميركية في سوريا والعراق لـ11 مرة، في يوم واحد، يوم الجمعة الفائت، وذلك ردّاً على جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق أهل غزة». وقالت المقاومة، في بيان، إنها «دكّت تلك القواعد بعشرات الصواريخ والطائرات المسيّرة التي أصابت أهدافها بشكل مباشر»، مؤكدة «استمرار عملياتها الجهادية ضد قوات الاحتلال الأميركي، حتى إخراج آخر جندي من البلاد». ويعدّ استهداف المواقع الأميركية بهذه الوتيرة، تطوراً مهماً، لجهة إثبات قدرة المقاومة على مزامنة هجماتها، وإيصال الصواريخ إلى أهدافها بدقة، رغم كل الإجراءات الاحترازية التي تتخذها واشنطن داخل قواعدها منذ بدء الهجمات وحتى الآن. كما أن الوصول إلى الرقم المذكور، في وقت قصير، يؤشر إلى نوايا المقاومة تكثيف عملياتها وتطويرها بشكل يحقق خسائر أكبر في صفوف القوات الأميركية.

وفيما تقترب عمليات المقاومة من الوصول إلى نحو 90 استهدافاً في سوريا والعراق، منذ 17 تشرين الأول (أكتوبر)، في ظل إقرار أميركي بـ82 مرة، أدت إلى إصابة 66 جندياً، اعترفت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون»، أيضاً، بأن «وتيرة الهجمات ضد الجيش الأميركي في العراق وسوريا ارتفعت في الأسابيع الثلاثة الأخيرة بنسبة 45%». وأثارت الهجمات الأخيرة موجة انتقادات في وسائل الإعلام الأميركية، التي شنّت هجوماً على إدارة الرئيس جو بايدن، وطريقة إدارتها للصراع في منطقة الشرق الأوسط، وتوريط البلاد في حرب عديمة الفائدة، وهو ما برز مثلاً في مقالة نشرتها صحيفة «The American Conservative» وحملت عنوان «عارنا الوطني في العراق وسوريا»، أكدّت فيها أن «القوات الأميركية تخاطر بحياتها بلا داعٍ، بسبب الشلل السياسي والافتقار إلى الشجاعة السياسية»، معتبرة أن «هذه القوات موجودة في العراق وسوريا بوصفها جزءاً من عملية قتالية مدمرة للذات». كما نشرت صحيفة «نيوزويك» الأميركية، تقريراً، قالت فيه إنه «حان الوقت لتفكّر الولايات المتحدة بعمق في تكاليف مكافحة الإرهاب في الخارج، والاعتراف بأنها كانت فاشلة»، مؤكدة أنه «حان الوقت لإنهاء حقبة ما بعد حرب 11 أيلول، والتي نفذت فيها الولايات المتحدة عمليات عسكرية في 78 دولة بعنوان مكافحة الإرهاب».
وبحثاً عن تهدئة الرأي العام في الداخل الأميركي، أجرى وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، اتصالاً هاتفياً برئيس مجلس الوزراء العراقي، محمّد شيّاع السوداني، أكد فيه «حق بلاده في الاحتفاظ بحق الدفاع عن النفس ضد أي مجموعات تشن هجمات على القوات الأميركية في العراق وسوريا». وقال أوستن إن «مجموعتي كتائب حزب الله وحركة النجباء، المصنفتين على لوائح الإرهاب والمدعومتين من إيران، مسؤولتان عن معظم الهجمات ضد القوات الأميركية وقوات التحالف»، مؤكداً أن «واشنطن تحتفظ بحقّ الرد الحاسم». وعلّق على ذلك، القائد السابق للقوات الأميركية في الشرق الأوسط، الجنرال المتقاعد فرانك ماكنزي، في تصريحات إعلامية، بأن «الولايات المتحدة حساسة بشأن ضرب أهداف في العراق، حتى لا تزيد من تأجيج البيئة السياسية الداخلية».
من جهتها، تقدّر مصادر ميدانية، في تصريح إلى «الأخبار»، أن «هجوم المقاومة على مقر السفارة الأميركية في بغداد، هو جزء من ردّها على الاعتداءات الأميركية في سوريا والعراق، وانتهاكات الولايات المتحدة لأجواء البلدين بصورة غير مشروعة، ونصرة لأهالي غزة»، لافتة إلى أن «المقاومة دائماً ما تعطي رسائل بأنها جادة في رفع وتيرة التصعيد ضد الأميركيين، وصولاً إلى تحقيق هدف إخراجهم من سوريا والعراق». وتعتبر المصادر أن «خطة المقاومة التصعيدية ضد الأميركيين تسير بخطى واثقة، وربّما تشهد تطورات أكبر، في ظل الدعم المفتوح من الأميركيين للعدو الإسرائيلي، ومنحه الفرص لمواصلة ارتكاب جرائمه بحق أهالي قطاع غزة، وآخرها الفيتو الجديد على وقف إطلاق النار»، مضيفة أن «رد المقاومة على هذه التصرفات الأميركية يتم على الأرض من خلال تكثيف الهجمات على الأميركيين وإلحاق الخسائر الممكنة بصفوفهم». وترى المصادر أن «مناورات الاحتلال الأميركي الأخيرة في سوريا، تثبت وجود مخاوف لدى واشنطن من تطوير الهجوم الجوي إلى بري، وهو ما يدفعها إلى إجراء هذه التدريبات بالذخيرة الحية، مع مواصلة تحصين قواعدها»، مستدركة بأن «كل هذه الإجراءات أثبتت عدم جدواها، في ظل تواصل عمليات المقاومة وتكثيفها، من دون أي رادع»، متوقعة «استمرار هذا التكثيف ربطاً بما يحصل في غزة، والجهد الذي يُبذل لإيقاف حمام الدم المستمر هناك».

أيهم مرعي ـ الحسكة ـ شمال شرق سوريا

منشور في الأخبار، يوم الإثنين، 11 كانون الأول، 2023

 

COMMENTS