“السوريون أول من ابتكر الأختام في العالم” : الخبر الذي كسب جائزة ؟

“السوريون أول من ابتكر الأختام في العالم” : الخبر الذي كسب جائزة ؟

تدريب المقبلين على الزواج في السعودية على "تأديب الزوجة بالضرب"؟
“من شارع الهرم إلى …” : مسلسل كويتي يثير غضب المصريين
«الإبادة الجماعية» فى ليبيا الحديثة.. التاريخ المخفى للاستعمار

تمتلك الأختام مفاتيح عن أسرار الحياة في العصور التاريخية القديمة فهي من أهم اللقى الأثرية التي يستنبط منها الباحث في علم الآثار معلوماته عن عصور سابقة وسورية هي الارض البكر لأقدم الأختام المكتشفة في العالم وفق المؤرخ الدكتور محمود السيد.

السيد خبير الآثار السوري وقارئ النقوش الكتابية القديمة في المديرية العامة للآثار والمتاحف أوضح أنه في سورية ابتكرت أقدم أختام ومنها انتشرت إلى سائر أنحاء العالم وفقاً للمعطيات الأثرية الحالية حيث صنعت في سورية أختام مسطحة ذات أشكال زخرفية هندسية من حجارة خضراء اكتشفت لأول مرة في العالم في موقع رأس شمرا الأثري “مملكة أوجاريت” بمحافظة اللاذقية وتنسب إلى النصف الثاني من الألف السابع قبل الميلاد ثم ظهرت أختام على شكل سدادة بحلول عام 5800 قبل الميلاد وانطلاقاً من هذا التاريخ ظهر لأول مرة في العالم الفخار الملون  بلون واحد بني أحمر على خلفية برتقالية.

وفي موقع أبو هريرة في الجزيرة السورية اكتشفت طبعات ختم يؤرخ بالفترة الواقعة بين 6500-5500 قبل الميلاد وفي تل أبو هريرة اكتشف أيضاً ختم مسطح مصنوع من فخار يؤرخ بالفترة الواقعة بين 6000-5500 قبل الميلاد.

خبير الآثار أوضح أنه اكتشف في سورية استخدام الأختام في ختم الأواني والسلال التي تحمل البضائع مؤرخة بنهاية الألف السادس قبل الميلاد واكتشفت في موقع تل الصبي الأبيض على الضفة اليسرى لنهر البليخ الأعلى معظمها هندسي الشكل شمل خطوطا متعرجة ودوائر ومثلثات وخطوطاً متقاطعة وبعضها نقش عليه أشكال نباتات وحيوانات كالماعز ذي القرون الكبيرة والغزال.

سورية وفق الدكتور السيد تمتلك مئات الأختام فريدة المضمون والنادرة جداً عالمياً ومنها طبعة ختم فريد من نوعه ويملك خصائص متميزة في بنية الكتابة ومضمونها وكذلك فردانية ايقونوغرافيا.. الختم اكتشف في مملكة قطنا الواقعة في محافظة حمص ويؤرخ بالألف الثاني قبل الميلاد نقش عليه افريز تزييني مع شرائط متشابكة وقسم الى خمسة فهارس واقعة فوق بعضها

البعض ويحمل كتابة بالخط المسماري رتبت في عمود مقابل ديكور الزينة مبروم بزاوية 90 درجة وهو ختم نادر جدا والوحيد في العالم المكتشف حتى الآن زين بافريز هندسي مؤلف من شرائط متشابكة ومتكررة دون عناصر تصويرية ويتميز بطريقة نحت النص المسماري المكتوب عليه بما يسمح بعكس الكتابة واتاحة المجال لقراءة مزدوجة.

ونقرأ في النسخة المنحوتة أي الكتابة الأصلية الموجودة على الختم الحجري إشخي أدد ملك البلدان هو ورب اسمه لعل الإله أدد يستطيع إنقاذي أما في النسخة المعكوسة للطبعة على الأقفال نقرأ أدد رب اسمه ملك البلدان إشخي أدد.

ووفقاً للمؤرخ السوري اكتشف في مملكة قطنا أيضاً ختم أسطواني من حجر الهيماتيت يؤرخ بالقرن الثامن عشر أو السابع عشر قبل الميلاد حفرت عليه صور صغيرة جداً موزعة ضمن أعمدة متساوية ويحتوي الختم على 18 موضوعاً مختلفاً موزعة ضمن 12 عموداً على الصورة المنقوشة عليه وينجم عن ذلك عدد مدهش من الرموز المصورة قدره 73 رمزاً وتتألف هذه الرموز من أشخاص وأيد ورؤوس ثيران وأسود وطيور وأبي هولات سورية ورموز تعبر عن الآلهة.

وخلص الدكتور السيد إلى القول إن ما سبق يوثق بالدليل المادي الأثري دور سورية العالمي في إرساء أسس الحضارة الإنسانية وتكريس مفهوم استخدام الأختام وما حققه ذلك من فوائد للبشرية ما زلنا نحصد ثمارها حتى يومنا الراهن.

محمد عماد الدغلي، سانا – دمشق

السبت، 15 تشرين الأول، 2022

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نشر الوكالة العربية السورية للأنباء هذا التحقيق، يوم 16 آذار. ونحن نعيد نشره اليوم، مع الإعلان عن فوز كاتبه بجائزة أفضل خبر، حيث تسلمت وكالة سانا جائزة أفضل خبر وأفضل صورة ، بعد فوز هذا التحقيق بالمرتبة الأولى،مسابقة اتحاد وكالات أنباء البحر الأبيض المتوسط ” أمان “. وبذلك تقدمت سوريا على دول أوروبية وعربية، من بينها فرنسا وإسبانيا وإيطاليا والمغرب والجزائر ولبنان ومصر شاركوا في المسابقة.

وأعلن اليوم اتحاد وكالات أنباء البحر الأبيض المتوسط “أمان” بشكل رسمي عن الفائزين الأوائل في المسابقة التي أجراها الاتحاد عن أفضل خبر وأفضل صورة، حيث فازت الوكالة العربية السورية للأنباء سانا بالمرتبة الأولى، وللمرة الثانية عن أفضل خبر في هذه المسابقة.

وتسلم الزميل محمد عماد الدغلي من الوكالة العربية السورية للأنباء سانا شهادة المرتبة الأولى عن خبره “السوريون أول من ابتكر الأختام في العالم”، بينما حصل المصور ميجيل كاليريو من وكالة الأنباء الإسبانية على جائزة أفضل صورة.

ونوه الأمين العام لاتحاد وكالات أنباء البحر الأبيض المتوسط “أمان” جورج بنينتكس بفوز الزميل محمد عماد الدغلي من سانا، وللمرة الثانية بالجائزة، وهذا الأمر يحدث لأول مرة، أن يفوز الصحفي نفسه بالجائزة مرتين منذ تأسيس “أمان” عام 1991.

وعبر الزميل الدغلي عن بالغ سروره بالجائزة التي حصل عليها للمرة الثانية، مؤكداً أن تحقيق وكالة سانا كمؤسسة إعلامية سورية المرتبة الأولى في إعداد وصياغة الأخبار على مستوى دول البحر الأبيض المتوسط، هو مجرد انعكاس لما تحققه سورية، على الرغم مما تتعرض له من حرب إرهابية وحصار جائر.

ولفت الدغلي إلى أنه يحمل مشروعاً ثقافياً، بدأ العمل عليه مع خبير الآثار السوري في المديرية العامة للآثار والمتاحف الدكتور محمود السيد منذ العام 2012، ويعنى بالإرث الثقافي السوري والعالمي.

يذكر أن الزميل الدغلي فاز بجائزة “أمان” للمرة الأولى في العام 2015 عن خبره آلهة الحب والجمال محطة بارزة في تاريخ الفن التشكيلي السوري.