وزارة الدفاع الأميركية ترسل البريد إلى مالي بالخطأ … منذ 10 سنوات!

وزارة الدفاع الأميركية ترسل البريد إلى مالي بالخطأ … منذ 10 سنوات!

العدوان “الاسرائيلي” على قطاع غزة (2021) حتى فجر اليوم الخامس
وقائع العملية العسكرية الخاصة التي ينفذها الجيش الروسي في أوكرانيا حتى اليوم الـ 363
حاخام لبناني يتحدث عن فرار اليهود من أميركا وأوروبا إلى … الإمارات!؟

الخطأ الكبير المرشح لتصاعد الاهتمام به فى العالم أجمع فى الأيام المقبلة، هو هذا الاكتشاف الصادِم فى أمريكا هذا الأسبوع، عن إرسال ملايين الإيميلات الخاصة بأسرار عسكرية بالخطأ إلى دولة مالى، التى هى أقرب حلفاء روسيا فى غرب إفريقيا، وذلك عن طريق السهو بإسقاط حرف واحد فى تسجيل عنوان المُرسَل إليه! والغريب هو استمرار هذا السهو طوال السنوات العشر الماضية حتى يوليو الحالى، لدرجة أن مالى تلقت نحو ألف رسالة يوم الأربعاء من الأسبوع الماضى وحده!

تحتوى هذه الإيميلات على معلومات حسّاسة للغاية، بما فى ذلك الوثائق الدبلوماسية والإقرارات الضريبية وكلمات المرور وتفاصيل سفر كبار الضباط والغرف الفندقية التى يقيمون بها، وهو ما يُعَرِّض الأمن الأمريكى لمخاطر، حيث إن المعلومات الشخصية يمكن استغلالها فى تنفيذ عمليات قرصنة إلكترونية، ويمكن توظيفها فى ملاحَقة تحركات عناصر وزارة الدفاع الأميركية / البنتاجون، فقد احتوت إحدى الرسائل أرقام غرف فندقية لرئيس أركان الجيش الأمريكى الجنرال جيمس ماكونفيل والوفد المرافق له فى رحلة قاموا بها إلى اندونيسيا فى مايو الماضى. وقد اعترفت وزارة الدفاع الأمريكية بوقوع هذا الخطأ، وأكدت أنها تتخذ الإجراءات المناسبة للتعامل معه.

ليس المقصود فى هذا السياق التهكم على أمريكا أو الشماتة فيها، كما تفعل بعض المواقع، وإنما الإشارة إلى أنه من الوارد بشدة أن يتكرر كثيراً هذا الخطأ، الذى وقع فى أمريكا، ذات التطور الأعلى فى هذه التقنيات، فى دول ومؤسسات أخرى، لأنه بالتوازى مع نشر هذا الخبر، كان هناك خبر آخر عن اكتشاف تقنية بسيطة تسمح لأى مستخدم لشركة (ميتا)، التى هى مالكة (فيس بوك) و(انستجرام)، والتى يعمل لديها أكبر الأدمغة الخبراء فى المجال، بما لا يقل عن وزارة الدفاع الأمريكية، أن يخترق حساباتها السرية ليصل إلى الخندق الذى تحتفظ فيه بالمعلومات الشخصية لمئات الملايين من المتعاملين معها، ليعرف المعلومات المسجلة عنه شخصياً، وهى المعلومات المهمة فى تحديد ميوله واهتماماته لجذبه إلى المادة التى يفضلها، وكذلك بتمريرها لحيتان الإعلانات فى العالم لملاحقته بإعلاناتها فى المجال الذى يهتم به. هذا سباق غير مسبوق فى الوصول الأسرع إلى أفضل تقنيات المعلومات، وفى المواجهة باختراقها، مع احتمالات السهو التى تشيعها مجاناً!.

أحمد عبد التواب، كاتب وصحفي عربي من مصر
الأهرام، الخميس 20 يوليو/تموز، 2023

ahmadtawwab@gmail.com

COMMENTS