افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم السبت 21 كانون الأول، 2019

افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الجمعة 17 نيسان، 2020
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الجمعة 19 نيسان ، 2024
“التوحيد العربي” : الشاب الذي افتعل إشكال عين دارة من “التقدمي الإشتراكي”

تتنصل الولايات المتحدة من مسؤوليتها عن تأزم الأوضاع الإجتماعية ـ السياسية في لبنان. هذا هو فحوى تصريح الديبلوماسي الأميركي ديفيد هيل، بعد جولته على المسؤولين. فقد تلا بياناً مكتوباً، جاء فيه : أن "ليس للولايات المتحدة الآن دور أو قرار، ولا رأي، في من يقود أو يؤلف حكومة في لبنان"، وان "قادة لبنان المنتخبين من الشعب هم الوحيدون القادرون على القيام بذلك". طبعاً، كلام هيل غير صحيح. معظم الشعب يعرف أن أميركا وأدواتها المحلية في السلطة وفي "الشارع" لديهم سيناريو انهيار منظم. أميركا والأدوات باشروا بتنفيذ هذا السيناريو لتخريب السلم الإجتماعي والأمن الإقتصادي للمواطنين. باشروا التخريب بحذر شديد، لأنهم خائفون، وبعضهم خائف جداً، من أن يؤدي الإنهيار إلى سقوطهم، وربما محقهم تحت الأنقاض. واحتمال السقوط شبه مؤكد، لأن معظم الشعب يعرف أن حكومة الولايات المتحدة تتعدى على استقلاله الوطني. يدرك أن "للولايات المتحدة، الآن، دور أو قرار، ورأي، في من يقود أو يؤلف حكومة في لبنان". نفاق هيل في بيروت لا يحجب عن نظر المواطنين، عدوان بلاده على حقوقهم السيادية في تشكيل الحكومة وكل سلطاتهم الوطنية. نفاق هيل، يشبه محاولة مجرم إزالة بصماته عن جسد الضحية.  
هيئة تحرير موقع الحقول
السبت 21 كانون الأول، 2019

 

Résultat de recherche d'images pour "‫هيل في بعبدا‬‎"


الأخبار
الحريري يقطع الطرقات
«لهجة هادئة» لهيل… ونحو حكومة طوارئ إنقاذية
المصارف تخفض سقف السحوبات النقدية: صغار المودعين الأكثر تضرراً

تبيّن من المشهد الميداني، أمس، أن الرئيس سعد الحريري يكيل بمكيالين. في السياسة يظهر تجاوباً وإيجابية مع تكليف الرئيس حسان دياب لتأليف الحكومة، وفي الشارع يُحرّك مناصريه لغاية لم تتّضح بعد… فهل يستمرّ دياب ويجتاز قطوع محاولة إسقاطه في الشارع؟
بدت القوى السياسية كأنّها تنفّست الصعداء، للمرة الأولى منذ ما بعد «ضربة» الاستقالة التي وجّهها رئيس الحكومة السابق سعد الحريري في 29 تشرين الأول الماضي. هذه القوى التي لطالما غفت في الأيام الماضية على كوابيس سيناريوات الفوضى والفتنة، اعتبرت بعد تكليف الرئيس الجديد حسّان دياب لتأليف الحكومة أنها مرّرت «القطوع» بأقل ضرر… حتى الآن! التسمية التي أتت على عجل، بعد اعتذار الحريري عن عدم القبول بالمهمة، لا تعني طيّ الصفحة التي فُتِحت مع انطلاق الانتفاضة، وإدارة الأزمة على الطريقة التقليدية. وإن صحّ وصفها بـ«المدوزنة»، فإن رد الفعل عليها في الشارع لا يعطي انطباعاً بأن الأمر قد قُضي. لم يكد دياب يُنهي قراءة بيان التكليف من بعبدا، حتى بدأ الوجه المُعاكس لتيار المُستقبل يظهر في الشارع، إذ تجدّدت فصول قطع الطرقات والاعتصامات، التي بدأت أولاً من أمام منزل الرئيس المكُلف في تلّة الخياط، حيث كال المعتصمون الشتائم لدياب، وردّدوا هتافات التأييد للحريري كونه «الممثل الوحيد للسنّة، والطائفة لا تقبل بغيره بديلاً». ثمّ تطورت الأمور الى تجمعات متفرقة من بيروت الى البقاع والشمال وطريق الجنوب التي تسمّر فيها المواطنون لساعات منذ بعد ظهر أمس نتيجة قطع طريق الناعمة.
المشهد الميداني أمس شكّل رسالة واضحة الى أن الحريري يكيل بمكيالين. من جهة، فرض نفسه سياسياً كمرجعية للطائفة السنية لا يُمكن تخطّي موقفها، ثم ذهب ليفرضها بعد ذلك في الشارع. فبعدما كان الحريري قد أعطى إشارتين إيجابيتين، الأولى بعدم تسمية مرشّح مقابل دياب، ومن ثمّ استقبال الأخير يوم أمس في وادي أبو جميل، جاءت دورة العنف في الشارع لتذكّر بيوم الغضب الذي دعا إليه تيار المستقبل، احتجاجاً على قبول الرئيس نجيب ميقاتي بتكليفه تأليف الحكومة عام 2011. بعد 8 سنوات، يتكرّر «يوم الغضب» مع مفارقة غير مسبوقة. ففيما كان الحريري يستقبل دياب، اتّسم خطاب المتظاهرين بالتحريض ورفع منسوب التوتر، لم تتوقف الهتافات التي كانت تستهدف حزب الله والعهد رفضاً للإتيان بـ«رئيس فارسي» للحكومة اللبنانية. ورأت أوساط سياسية أن المشهد الذي ارتسم، وتطوّر من تحركات الى مواجهات عنيفة بين المتظاهرين الزرق والقوى الأمنية كما حصل في منطقة كورنيش المزرعة، ما ترك انطباعاً سيئاً حيال المسار الذي سيسلكه التأليف، متخوّفة من أن يكون الحريري قد انتقل الى منازلة من نوع آخر لإفشال دياب والعودة الى رئاسة الحكومة، ولا سيما أن هوية المتظاهرين ليست خافية، بل منها من هو معروف بانتمائه التنظيمي الى تيار المستقبل، وقد تقدّم هؤلاء الساحات، فيما لم يظهر أثر للحراك المدني. وبينما تشير المعلومات الأمنية الى استمرار التحركات اليوم، والاستعانة بمتظاهرين من الشمال والبقاع للمشاركة في بيروت، اعتبرت الأوساط أن محاولة الحريري التهدئة ليست جدية «فالخروج من الشارع لا يتحقق عبر تغريدة على وسائل التواصل».
في الشأن الحكومي، شدد دياب أمس في حديث إلى قناة «الحدث» على أنه يرفض أنه يتم وصفه بمرشح حزب الله أو رئيس حكومة حزب الله، مؤكداً أن «هذه الحكومة لن تكون حكومة حزب الله ولا فئة أخرى، بل حكومة لبنان». ورأى أن «الحكم على النوايا غير دقيق، لذلك علينا أن ننتظر حتى تولد الحكومة لنرى ونفحص ميثاقية الحكومة». وجزم دياب بأنه «لم يتم أي تنسيق مع حزب الله ولم يعقد اجتماع لا في اليومين أو الأسبوعين أو الشهرين الماضيين بيني وبين الثنائي الشيعي (…) التقيت رؤساء الحكومات السابقين ورئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، وأبدى كل استعداده للتعاون. كما أن دار الفتوى لكل اللبنانيين ولا مشكلة». وكشف أنه «بعد الاستشارات النيابية في مجلس النواب، سأدعو الحراك الشعبي وستكون هناك اجتماعات متتالية في الأيام المقبلة لكي آخذ برأيهم».
وحتى الآن، لم يتمّ الحديث بعد عن شكل الحكومة العتيدة ونوعية الوزراء الذين ستضمّهم. لكن في المبدأ العام هناك اتجاه لتشكيل حكومة طوارئ إنقاذية. وإذ أكد الرئيس نبيه بري أمس ضرورة مثل هذه الحكومة، كرر أمام زواره أنها «الوسيلة الأولى للخروج من الأزمة، وخاصة أن استمرار هذه الأزمة سيؤدي الى مخاطر كبرى لأن أمامنا تفليسة اقتصادية إن لم نعجل بتأليف الحكومة وإجراء الإصلاحات المطلوبة». وأشار بري الى أنه في اللقاء الثلاثي الذي جمع الرؤساء في بعبدا بعد التكليف «توجهت الى دياب قائلاً: المهم أن نعجل تشكيل الحكومة وأن تسعى لضم أوسع تمثيل ولا تستثني حتى أولئك الذين صوّتوا ضدك، من دون أن تغفل تمثيل الحراك».
الى ذلك، أكدت وزارة الخارجية الفرنسية تعليقاً على تكليف دياب أن «المعيار الوحيد هو فعاليّة الحكومة من أجل إجراء الإصلاحات التي ينتظرها الشعب اللبناني».
من جهة أخرى، وعلى عكس التوقعات التي سبقت زيارة مساعد وزير الخارجية الأميركية للشؤون السياسية ديفيد هيل، أبدت أوساط سياسية استغرابها من «اللغة الهادئة التي تحدث بها هيل خلال لقاءاته المسؤولين»، وخصوصاً أنه «تحدث في الشأن اللبناني بشكل عام، مشدداً على الاستقرار والإصلاح»، فيما لم يأت على ذكر أي من الملفات الحساسة كترسيم الحدود كما كان متوقعاً. وبحسب المعلومات، فإن هيل الذي التقى أمس رئيسَي الجمهورية ومجلس النواب أكد «تمسّك بلاده باستقرار لبنان»، مكرراً «المطالبة بإجراءات جدية للخروج من الأزمة». وفيما استعرض بري أمام هيل مرحلة ما قبل استقالة الحريري، مبدياً تأييده لمطالب الحراك بقيام الدولة المدنية والقانون الانتخابي على أساس لبنان دائرة انتخابية واحدة على أساس النسبية ومحاربة الفساد، عرض مرحلة الاستشارات وسعيه مرات عدة لعودة الحريري الذي أصر على الرفض، مؤكداً «أننا اليوم نمرّ بمسار تشكيل حكومة جديدة مع الرئيس المكلف حسان دياب، وأول واجباتها الإصلاحات ومحاربة الفساد، والشفافية والإصرار على اخضاع كافة التلزيمات عبر مناقصات شفافة». وحول الوضع في الجنوب، شدّد رئيس المجلس على أن إسرائيل وحدها المسؤولة عن الخروقات للقرار الأممي 1701 وليس آخرها تحليق المسيرات فوق الضاحية الجنوبية». هيل كرر في عين التينة ما قاله في بعبدا خلال لقائه الرئيس ميشال عون وهو أن على اللبنانيين «القيام بالإصلاحات المستدامة لدعم الاستقرار في لبنان». وشدّد على أنّه «لا بدّ من وضع المصالح الحزبيّة والسياسيّة جانباً من أجل المضيّ قدماً بالإصلاحات»، مؤكّداً أنّه «ليس للولايات المتحدة دور في تحديد رئيس الوزراء أو الوزراء في الحقائب المختلفة».
المصارف تخفض سقف السحوبات النقدية: صغار المودعين الأكثر تضرراً
يوماً بعد يوم، تزداد قساوة القيود التي تفرضها المصارف بشكل غير قانوني على عمليات السحب والتحويل. فالتحويل إلى الخارج ممنوع بشكل شبه كامل باستثناء عمليات خاصة تصنّف في مستوى الضرورة القصوى أو النفوذ الأقصى، أما عمليات السحب من الحسابات فقد صارت عملية تسوّل مذلّة. غالبية المصارف عمدت إلى تقليص سقوف السحب اليومي والأسبوعي والشهري المخصصة للزبائن والتمييز بين أصحاب الحسابات الكبيرة، أي الذين تفوق ودائعهم مليون دولار، وأصحاب الحسابات الصغيرة الذين تقلّ ودائعهم عن خمسين ألف دولار. تفترض المصارف أن كبار المودعين لديهم حقّ في الحصول على أموال نقدية أكثر، سواء احتفظوا بها في خزنات منازلهم أو أنفقوها أو استعملوها للمضاربة على الليرة والتربّح من فرق سعر صرف الليرة مقابل الدولار بين المصرف والصراف (تقرير محمد وهبة).
اللافت أن المصارف الأكبر حجماً بدأت تخفض سقوف السحب اليومي بنسب أعلى من المصارف الأصغر حجماً. بعض المصارف خفض سقف سحب الدولار النقدي إلى 100 دولار يومياً، وخفض سقف السحب اليومي بالعملة المحلية إلى 500 ألف ليرة يومياً، فيما هناك مصارف لا تزال تمنح كبار المودعين 1000 دولار يومياً وضمن هامش لا يتعدّى 5000 دولار أسبوعياً. مصارف أخرى قرّرت ألا تصرف للزبائن أي شيكات، سواء كانت بعملة الدولار أو بالعملة المحلية إلا في حال أودعت في حساب مجمّد لفترة تتراوح بين 3 أشهر و6 أشهر. وغالبية المصارف ترفض تحويل الودائع عند استحقاقها إلى حسابات جارية قابلة للسحب في أي وقت، إلا بنسبة 10% من قيمة الوديعة.
تشديد القيود على عمليات السحب يأتي بهدف تجفيف السيولة النقدية بالليرة من أجل تخفيف الطلب على الدولارات النقدية من المصارف التي باتت تعاني للحصول على النقد الأجنبي من تجّار العملات. هؤلاء يفرضون على زبائنهم من المصارف تسديد قيمة الدولارات النقدية المطلوب شحنها إلى لبنان في حسابات توضع خارج لبنان، أي أن المصرف يستعمل ودائعه في الخارج ليدفع ثمن هذه العملات النقدية المطلوبة بقوّة من الزبائن، فيما لم يعد لدى المصارف الكثير من الأموال في الخارج. يقدر المصرفيون أن المصارف ليس لديها ما يكفي لتغطية حاجات التحويل الخارجي المقيدة أصلاً وبعض عمليات الاستيراد لأكثر من شهر شباط المقبل.
رغم ذلك، تبيّن أن تجّار العملات باعوا الدولارات النقدية للمؤسسات والشركات بقيمة تفوق قيمتها الفعلية بنسبة 140%. كل دولار نقدي يعادل 140% من الدولار الدفتري في المصرف الصادر بحوالة داخلية أو بشيك مصرفي.
هذا السلوك والمضاربة على ما يمكن تسميته «الدولار اللبناني» يؤدي تلقائياً إلى المزيد من الانخفاض في قيمة الليرة مقابل الدولار، وهو يشكّل ضغطاً كبيراً على عمليات استبدال العملة المدفوعة بهواجس وقلق الانهيار أو الإفلاس المالي، وخصوصاً أن خفض تصنيف لبنان إلى درجة CC من قبل وكالة «فيتش»، ثم خفض تصنيف «بنك عوده» و«بنك ميد» و«بلوم بنك» من قبل وكالة «ستاندر أند بورز» إلى درجة «الإفلاس الانتقائي»، انعكس مزيداً من القلق في السوق وزاد الطلب على الدولار. وتبيّن أيضاً أن الأزمات التي تتعرض لها المصارف، سواء على صعيد المؤونات المطلوبة منها تجاه التوظيفات السيادية، أو مواجهة النقص في سيولتها بالدولار خارج لبنان… أدّت إلى زيادة الضغط على سعر الصرف ودفعته إلى مستوى 2100 ليرة وسطياً مقابل الدولار الواحد، أي بارتفاع 39% مقارنة مع السعر الوسطي المحدّد من مصرف لبنان بنحو 1507.5 ليرات.
ورغم أن مصرف لبنان تلقى الطبعة الأخيرة من الكميات بالليرة اللبنانية التي طلب طباعتها، إلا أن المصارف لا تزال تواجه شحّاً بالليرات المتوافرة لديها، ولا تزال تواجه طلباً كبيراً من الزبائن على سحب الليرات أيضاً. وجود هذه الكميات بيد مصرف لبنان ليس له أثر مباشر على سعر الصرف اليوم، وخصوصاً في ظل القيود الحالية التي تمارسها المصارف على عمليات السحب وتقليص السقوف، إلا أن هذا الأمر سيشكّل تطوّراً خطيراً في الأشهر المقبلة لأنه سيسهم في زيادة معدلات التضخّم بشكل واسع وسيؤدي إلى خفض قيمة العملة وقدرتها الشرائية. الرواتب والأجور بالليرة اللبنانية باتت متآكلة بنسبة كبيرة، فيما الدولة لا تحرّك ساكناً.
هل يلغي «المركزي» غرامات التأخير عن سداد القروض؟
تقول مصادر مطلعة إن مصرف لبنان يعتزم إصدار تعميم ينظّم آليات التعامل مع القروض المتعثّرة أو تلك التي توقف المستفيدون منها عن تسديد أقساطها. وبحسب المصادر، قد يلجأ مصرف لبنان إلى إلغاء الغرامات الإضافية المتوجّبة على المتخلّفين عن السداد منذ ما بعد 17 تشرين الأول، وقد يتم تضمين التعميم المنتظر آليات أكثر مرونة في اتجاه إعادة جدولة القروض وتمديد مهل السداد، فضلاً عن تنظيم عمليات خفض الفوائد على القروض التي لا تخضع فوائدها لمؤشر الـ BRR الصادر عن جمعية المصارف والذي ينتظر أن يعكس تعميم مصرف لبنان الأخير القاضي بخفض الفوائد على الودائع ودفع قيمة الفوائد على ودائع الدولار مناصفة بين الليرة والدولار. يجب الأخذ في الاعتبار أن هذه المناصفة هي التي دفعت ستاندر أند بورز إلى خفض تصنيف ثلاثة مصارف إلى مستوى «الإفلاس الانتقائي».
زيادة رساميل المصارف
لا تزال المصارف تستكمل عمليات زيادة رساميلها من خلال ضخّ مقدمات نقدية بالدولار. بعض المصارف أنجزت هذا الأمر، وبعضها الآخر لا يزال في طور إنجازه، أما من يتبيّن أنه لن يكون قادراً على هذا الأمر فسيواجه مشاكل كبيرة. لكن توقعات مصادر مطلعة أن تجمع المصارف 1.7 مليار دولار من أصل 1.9 مليار مطلوبة منها قبل نهاية السنة الجارية. هذه الأموال تعدّ «طازجة» وستمنح المصارف فسحة قصيرة من الوقت الإضافي.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 


اللواء
«مواجهات الكورنيش» تُربِك المعالجات.. وهيل «لحكومة بلا حزبيِّين»!
إستشارات دياب اليوم على إيقاع تفجيرات طرابلس.. وباريس لوزارة «كفاءات
»
«جمعة الرسائل» على وقع الاضطرابات المتمادية في شوارع العاصمة، لا سيما كورنيش المزرعة، تمثلت بغير اتجاه، على مرأى ومسمع من مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية ديفيد هيل، الذي حمَّل تصريحاته عند الرؤساء الثلاثة، رسالة بأبعاد ثلاثة: 
1- تأليف حكومة لاجراء إصلاحات هادفة ومستدامة.
2- لا تمثيل للحزبيين فيها.
3- توحي بأشخاصها وبرامجها بالثقة للمجتمع الدولي.
من وجهة نظر الدبلوماسي الأميركي ان الشراكة بين بلاده ولبنان قائمة، لكن الالتزام بالاصلاحات الفورية من شأنه إعادة إخراج لبنان من النفق، والسير به إلى الاستقرار والأمن وحتى الازدهار.
ووصفت مصادر مواكبة للقاءات التي اجراها السفير هيل ان الرسالة التي اوصلها الى المسؤولين اللبنانيين انه من دون تاليف حكومة جديدة تلبي تطلعات ابناء الشعب اللبناني ولاسيما، منهم الذين نزلوا الى الشارع، وتعمل على القيام بالاصلاحات المطلوبة وتبدأ تنفيذها سريعا على الأرض ،لايمكن للولايات المتحدة والمجتمع الدولي ان يمد يده للمساعدة وتنفيذ ما نص عليه مؤتمر سيدر.
وقالت المصادر إنه لوحظ ان الموفد الأميركي كان على اطلاع على تطورات الأوضاع في لبنان، أن على صعيد التظاهرات أو مسار الحركة السياسية لجهة تشكيل الحكومة الجديدة ومن خلال استفساره عن العديد من  النقاط  والتفاصيل التي ادت الى تكليف حسان دياب لتشكيل الحكومة، وبدا مهتما بكل مايتعلق بخصوصها، في حين لم يوفر ملاحظات حكومته ورفضها للتعرض غيرالسلمي للمتظاهرين، ان كان من قبل قوى حزبية معروفة أو من خلال القوات الامنية حول المجلس النيابي، مكررا موقف بلاده الداعي لحماية المتظاهرين وعدم التعرض لهم.
وعشية الاستشارات النيابية غير الملزمة في المجلس النيابي، تحوُّل كورنيش المزرعة، عند مدخل بربور، شمال جامع عبدالناصر إلى «خط تماس»، وصف بأنه خط تماس إقليمي، يتخطى ما هو محلي، بدخول عناصر عدّة في المواجهة بين المجموعات التي ترشق الحجارة، وتطلق المفرقعات باتجاه القوى الأمنية وعناصر مكافحة الشغب والجيش اللبناني.
وخشية الخوف من تفاقم الوضع وخروجه عن السيطرة، تدخل العقلاء، عبر مكبرات الصوت من مسجد جمال عبد الناصر في الكورنيش، ودعوة الشبان الغاضبين إلى التهدئة والخروج من الشارع، هذه الدعوات التي نجحت في استيعاب الوضع، فخف رشق العناصر العسكرية بالحجارة والمفرقعات النارية، واصيب عناصر من قوى الأمن من جرّاء ما حصل.
توتر كورنيش المزرعة
وكان الرئيس المكلف تشكيل الحكومة الدكتور حسان دياب باشر جولاته التقليدية على رؤساء الحكومة السابقين، مبتدئاً بالرئيس سعد الحريري ومن ثم الرؤساء: فؤاد السنيورة والدكتور سليم الحص وتمام سلام، فيما غابت زيارته للرئيس نجيب ميقاتي الموجود خارج لبنان، في وقت استمرت الاحتجاجات الشعبية على تكليفه في مناطق محددة الانتماء السياسي بالاجمال، لا سيما في كورنيش المزرعة، حيث تجددت المواجهات العنيفة بين شبان غاضبين والقوى الأمنية والجيش الذي تدخل مرات عدّة طوال النهار لإعادة فتح الطريق الرئيسية للكورنيش، من دون نتيجة.
وقبيل عودة الهدوء عند منتصف الليل، سجل ارتفاع حدة التوتر في منطقة كورنيش المزرعة، رغم محاولات التهدئة إلى درجة كبيرة، حيث استمر وبشكل كثيف إطلاق المفرقعات النارية وإلقاء الحجارة باتجاه القوى الأمنية. وافيد ان بعض الشبان من منطقة «ابو شاكر» حاولوا التدخل لدى الشبان الغاضبين لدعوتهم التزام الهدوء عبر مكبرات الصوت من جامع عبد الناصر وعدم التعرّض لعناصر الجيش والقوى الأمنية، لكنهم لم يمتثلوا وعادوا لرمي الحجارة والمفرقعات النارية والزجاجات الحارقة باتجاه القوى الأمنية، التي ردّت بإطلاق القنابل المسيلة للدموع، ودارت معارك كر وفر استمرت لأكثر من 4 ساعات متواصلة.
وترافق التوتر في كورنيش المزرعة، مع عودة التجمعات امام منزل الرئيس المكلف في تلة الخياط، بعدما انضم عدد من المحتجين كانوا وصلوا من ساحة الشهداء في تظاهرة جابت شوارع العاصمة، مرددين هتافات ضد تكليف دياب وعودة الحريري، فيما هتف آخرون مؤيدين له.
كما انسحب التوتر إلى مناطق أخرى خارج العاصمة، حيث افيد عن إلقاء 11 قنبلة صوتية في أحد احياء طرابلس، وقطع طرقات داخل المدينة وبين المدينة والضنية، وفي عكار والطريق الساحلية جنوباً.
وازاء استمرار هذه الاحتجاجات واتساعها، على الرغم من نداء أصدره الرئيس الحريري بالتزام الهدوء والخروج من الشارع، من دون ان يتقيد به أحد من مناصريه، أصدرت وزيرة الداخلية في حكومة تصريف الأعمال ريّا الحسن، بياناً حول حركة الاضطرابات والمناوشات التي تشهدها بعض المناطق وخصوصاً في كورنيش المزرعة وطرابلس ناشدت فيه الشباب المحتجين في هذه المناطق اخلاء الطرق والساحات درءا للأخطار والفتن، والاحتكام الى دعوة الرئيس الحريري بالخروج من الشوارع فورًا ايمانا منه بدولة المؤسسات وحفاظا على السلم الأهلي ومبدأ الاعتدال الذي لطالما انتهجه الرئيس الحريري».
وكان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط غرّد عبر «تويتر» قائلاً: «أيا كانت الملاحظات على الطريقة أو المسار الذي ادى إلى تكليف حسان دياب فأن الأهم هو الحفاظ على الطابع السلمي للاعتراض بعيدا عن العنف وقطع الطرقات. ان امن البلد واستقراره اهم من كل شيء. دعوا اللعبة الديمقراطية النيابية تأخذ أبعادها مع التمسك والحفاظ على المؤسسات».
مشاورات التأليف
ورغم تجدد الاعتراضات الشعبية على التكليف، فإن المعطيات المتوافرة لـ«اللواء» تفيد ان الرئيس المكلف ماض في مهمته حتى التأليف، وفق المعايير التي حددها وهي حكومة اختصاصيين بدعم من القوى السياسية التي كلفته رسمياً خلال الاستشارات النيابية الملزمة، على ان يباشراليوم حسب المفترض مشاوراته النيابية غير الملزمة مع الكتل النيابية في المجلس النيابي.
وعلمت «اللواء» ان دياب أبلغ بعض الذين التقى بهم: انه يسعى الى إشراك كل القوى السياسية في طريقة تشكيل الحكومة، وانه معني بتنفيذ كل كلمة قالها في بيانه الذي تلاه بعد التكليف، وانه ماضٍ في مهمته ولن يرد على الاتهامات، لأنه اتٍ للعمل وليس للرد على أي طرف، وسيلمس الناس ذلك، «ومن احب المساهمة في عملية الانقاذ من خلال تسهيل تشكيل الحكومة فنرحب به ومن يرفض فهذا خياره، وانا مستمر في المهمة». 
اما الرئيس السنيورة فقال لـ«اللواء» انه نصح الرئيس المكلف باحترام الدستور واحترام مقام رئاسة الوزراء واحترام مصالح لبنان وبأعادة التوازنات الى العلاقات مع العرب. وان حل الازمة لا يكون فقط بإجراءات مالية واقتصادية على اهمية إجرائها، بل يكون ايضا وبالتوازي كمن يعالج المريض بالاشتراكات، اي ان لبنان بحاجة كمريض الاشتراكات الى الكثيرمن الاطباء والكثير من العلاجات والادوية.
واضاف السنيورة ردا على ما سؤال حول ما طرحه دياب: لقد استمع منصتاً باهتمام وانا لم اسأله كيف سيشكل الحكومة، لكني ارى شخصيا ان المهم ماهي الشروط والمعايير التي سيضعها او التي يمكن أن  تكون قد فرضت عليه لتشكيل الحكومة. لكن لا شك ان امامه كمية مشكلات كبيرة. وما نشهده الان  هونتيجة تراكمات من المماحكات واللعب بمصيرالبلد وسوء التقديرالذي يؤدي الى سؤ التدبير.
وعلمت «اللواء» أيضاً من مصادر سياسية متابعة للموضوع الحكومي، ان القوى السياسية التي سمّت دياب لتشكيل الحكومة ستقوم بتسهيل مهمة التأليف الى اقصى الحدود ولن تفرض عليه شروطا او معايير تعجيزية.
وكشفت المعلومات عن توافق بين الكتل النيابيةالكبيرة على ان لا تكون الحكومة موسعة، أي الصيغة الثلاثينية، وان تكون متوسطة الحجم أو صغيرة بين الـ24 وزيراً أو 18 وزيراً، ومن وزراء اختصاصيين، وهي السمة البارزة للحكومة الجديدة، وان بقيت صيغة التكنو-سياسية قائمة بدرجة أقل مما كانت طاغية في مرحلة مشاورات التكليف التي سبقت الاستشارات الملزمة.
ثناء الثنائي الشيعي
ولفت الانتباه في هذا السياق، ثناء الثنائي الشيعي على الرئيس الحريري، لأنه، بحسب مصادر الثنائي، سلفه موقفاً ثميناً يقاس بميزان الذهب، حيث شارك في الاستشارات النيابية لاختيار رئيس للحكومة وامتنع عن تسمية سفير لبنان السابق في الأمم المتحدة نواف سلام، مما ساهم في إفشال المخطط الأميركي عشية وصول مبعوثها إلى لبنان.
وكشفت هذه المصادر ان الحريري أبرم تسوية كاملة مع الثنائي الشيعي لإيصال الأمور إلى تكليف دياب، مشيرة إلى ان المفاوضات بين الحريري والثنائي استمرت حتى ساعات الصباح الأولى عشية التكليف، ورست في النهاية على اتفاق مع الحريري على عدم تسمية كتلة «المستقبل» السفير نواف سلام تحديداً، في موازاة تأمين نصف تغطية لتكليف دياب من خلال المشاركة في المشاورات والامتناع عن تسمية أية شخصية سنية في مواجهته».
وقالت ان الجزء الاهم من التسوية الحكومية بين الثنائي الشيعي والحريري، كان في التزام الثنائي ولو بشكل غير مباشر بعودة الحريري مجددا الى رئاسة الحكومة سواء اذا فشل دياب في مهمة التاليف او بعد انقضاء ولاية حكومته الانقاذية، حسب توصيف المصادر،  التي يرجح ان تستمر حتى نهاية عهد الرئيس ميشال عون.
اما عن ثمن التسوية الحكومية، فان الحريري ضمن موقعه في رئاسة الحكومة او على حد التعبير الحرفي للمصادر «محلو محفوظ» متى اراد العودة، في حين ان الخارج ابدى استعداده للسير بدياب مقابل تسهيل «محور الثنائي» للمفاوضات في بعض الملفات الاقليمية في العراق وسوريا واليمن، وفي هذا دلالة واضحة الى تقدم المفاوضات الايرانية مع كل من الرياض وواشنطن.
زيارة هيل
إلى ذلك، توقفت مصادر سياسية مطلعة عند إطلالة مساعد وزير الخارجية الأميركية للشؤون السياسية السفير ديفيد هيل من مقرات الرئاسات الثلاث، والخطوة المقصودة من ادلائه ببيان مكتوب من المنصة الإعلامية لهذه الرئاسات، اتسم بكثير من الواقعية والاتزان، واصفة مضمونه بالشامل والمطمئن، خصوصاً وانه خلا من نبرة تصعيدية، أو حتى إشارة إلى «حزب الله» الذي تصنفه الإدارة الأميركية بالارهابي، وإلى العقوبات الأميركية.
ولفتت المصادر لـ«اللواء» الى ان هيل اضاف الى بيانه كلمة كل شعب لبنان في اشارته الى تمني بلاده النجاح له مؤكدة ان في العبارات المنتقاة اكثر من رسالة ولا سيما قوله ان لا دور لبلاده في قول من يجب ان يترأس الحكومة وتشكيلها في الوقت الذي شجع فيه السياسيين على الاصلاحات المستدامة.
ولاحظت المصادر في الوقت نفسه حديثه عن قيام حكومة تلتزم بهذه الاصلاحات مشيرة الى انه لم يردد اللهجة الاميركية المتعارف عليها حيال فريق معين في لبنان وكأن المطلوب هو بعث ببعض الرسائل دون سواها حتى انه لم يأت على ذكر ترسيم الحدود.
وذكرت المصادر ان رسالة هيل كانت مشجعة وهو نقل رغبة اميركية بحكومة فاعلة ومنتجة تعمل على تحقيق مطالب الحراك المحقة انطلاقا من الاصلاحات ومكافحة الفساد والمقصود بالإصلاحات ايضا الإصلاحات المالية والنقدية وما شابه.
ووصفت المصادر اجتماعه بالرئيس عون «بالجيد جداً»، متوقفة عند اختيار وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو للسفير هيل لهذه المهمة، باعتبار انه من أكثر الدبلوماسيين الأميركيين الذين يعرفون جيداً الوضع في لبنان.
وكشفت ان الموفد الأميركي أكّد دعم بلاده للبنان، متمنياً التوفيق للرئيس المكلف في مهمته، لا سيما وأن الولايات المتحدة لا تتدخل في من يكون الرئيس أو الوزراء، وتدعم أي جهد لتحقيق الإصلاحات ومكافحة الفساد، وان واشنطن مستعدة لمساعدة لبنان في كل المجالات فور تشكيل الحكومة الجديدة.
وكان السفير هيل، الذي سيزور اليوم أيضاً كلاً من وزير الخارجية جبران باسيل ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، قد أكّد في حديث إلى تلفزيون «أم تي في» ان اختيار رئيس حكومة لبنان هو شأن لبناني محض، نافياً ان يكون للادارة الأميركية أي دور في تحريك الشارع، من دون ان يُخفي تعاطفه مع مطالب الحراك، مؤكداً أن واشنطن لن تتخلى عن لبنان وقادته، وإنما تثق بمستقبل لبنان والمجتمع الدولي مستعد لمساعدة لبنان، ولكن شرط ان يظهر جدية في العمل.
ولفت الدبلوماسي الاميركي إلى ان هدف زيارته هو نقل رسالة من وزير الخارجية الأميركية بومبيو بوجوب القيام باصلاحات اقتصادية، وإلى انه تطرق مع رئيس مجلس النواب نبيه برّي إلى بعض الحوادث في الجنوب، مشيراً إلى انه طلب من الرئيس عون والمسؤولين الذين التقاهم ان يصغوا لمطالب الشارع، معتبراً ان مسألة النهوض الاقتصادي في لبنان هي بيد المسؤولين اللبنانيين وحدهم.
وبحسب المعلومات الرسمية، فإن الرئيس عون أبلغ السفير هيل ان مسار تشكيل الحكومة الجديدة بدءا مع تسمية الرئيس المكلف وستكون امام هذه الحكومة مهمات كثيرة أبرزها اجراء الإصلاحات المطلوبة، مؤكداً ان التحركات الشعبية القائمة تتوافر لها الحماية الأمنية اللازمة، انطلاقاً من المحافظة على حرية التعبير من دون قطع الطرق وشل تنقل المواطنين، لافتاً إلى ان مطالب الحراك تلقى منه كل دعم.
اما اللقاء مع الرئيس نبيه برّي في عين التينة، فقد تناول مرحلة ما قبل استقالة حكومة الرئيس الحريري ثم مرحلة الاستشارات وسعي رئيس المجلس لعودة الرئيس الحريري الذي أصرّ على الرفض، بحسب مصادر عين التينة، التي نقلت عن لسان برّي قوله ان أوّل واجبات الحكومة الجديدة تحقيق الإصلاحات ومحاربة الفساد، مؤكداً استعداد المجلس للمواكبة بإقرار القوانين اللازمة.
وحول الوضع في الجنوب شدّد رئيس المجلس على ان إسرائيل وحدها المسؤولة عن الخروقات للقرار الأممي 1701 وليس آخرها تحليق المسيرات فوق الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت.
ولوحظ ان الموفد الأميركي بعد لقائه الرئيس الحريري في «بيت الوسط»، والذي استبقاه للغداء إلى مائدته حرص على التأكيد انه «ليس للولايات المتحدة الآن دور أو قرار، ولا رأي، في من يقود أو يؤلف حكومة في لبنان، لافتاً إلى ان قادة لبنان المنتخبين من الشعب هم الوحيدون القادرون على القيام بذلك، مكرراً دعوة الأجهزة الأمنية في مواصلة ضمانتها حماية المتظاهرين، والامتناع عن استعمال العنف أو التخويف».
كذلك لفت الانتباه، ان المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية، لم تشأ التعليق على تكليف دياب بتشكيل الحكومة الجديدة، أو انه يُمكن ان يسهل الإصلاحات الضرورية من أجل الحصول على المساعدات المالية الدولية، مكتفية بالقول: «ليس من شأننا التعليق حول تأليف الحكومة اللبنانية المستقبلية. الأمر عائد إلى المسؤولين اللبنانيين للقيام بهذا، مع مراعاة المصلحة العامة لجميع اللبنانيين. يجب أن يكون المعيار الوحيد هو كفاءة هذه الحكومة في خدمة الإصلاحات التي ينتظرها الشعب».

 


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

البناء
الجيش السوري يتقدّم نحو معرّة النعمان… وموسكو تستخدم صواريخ «الكاليبر» في رسالة واضحة
هيل يركّز على عدم اهتمام واشنطن بشخص رئيس الحكومة… والحريري يردّ في الشارع
دياب يبدأ مشاوراته النيابية اليوم… ويعد بحكومة اختصاصيين ومستقلين خلال شهر

ترتسم معالم مرحلة جديدة إقليمياً عنوانها الخروج الأميركي من سورية، بعدما حدّدت دمشق وموسكو ساعة الصفر للحسم العسكري في إدلب، وبدأتا معاً معركة تحرير معرة النعمان، حيث حقق الجيش السوري بغطاء ناري روسي كثيف تقدماً في بلدات وقرى عدة في ريف إدلب الشرقي، واستخدم الروس صواريخ الكاليبر الاستراتيجية في رسالة تتعدّى حدود المعركة تكتيكياً، قرأت فيها مصادر عسكرية تكريساً لمكانة روسيا في حوض المتوسط ودورها العسكري فيه، رداً على الرعاية الأميركية لأنبوب الغاز الإسرائيلي اليوناني الإيطالي نحو جنوب أوروبا لمنافسة الأنبوب الروسي التركي (ساوث ستريم)، وحيث تدور المساعي الأميركية على كيفية توظيف المسرح اللبناني وتجاذباته لخلق مناخات تتيح تمرير المشروع الإسرائيلي بالضغط على لبنان والتدخل في استحقاقاته الحكومية.
بتوقيت متزامن كانت صواريخ «الكاليبر» تعبر المتوسط نحو مواقع جبهة النصرة في إدلب، فيما كان معاون وزير الخارجية الأميركية ديفيد هيل يزور بيروت ويلتقي الرؤساء ميشال عون ونبيه بري وسعد الحريري، بعدما تلقى هزيمة لمشروعه بتسمية السفير نواف سلام لرئاسة الحكومة، كعرّاب لمشروع تدويل الحدود اللبنانية، ورسم خط أزرق بحرّي يتيح مرور الأنبوب الإسرائيلي، الذي تعتبره موسكو تحدياً لها، لكن هيل بدا وقد تأقلم مع الخسارة وتقبّل نتائجها، مكتفياً بتوجيه رسالة واضحة تؤكد التخلي الأميركي عن دعم تسمية الرئيس الحريري، بإعلان عدم اكتراث واشنطن بشخص رئيس الحكومة، بدلاً من الإضافة التقليدية لكل كلام أميركي حول الحكومات وعدم تدخل واشنطن في التسميات، واهتمامها بقدرة الحكومة على القيام بالإصلاحات، بإضافة جملة غابت أمس، عن كلام هيل، هي الحديث عن «الحرص على توازن تمثيل الجماعات اللبنانية»، في إشارة مبطنة كانت تدعم عبرها واشنطن ترؤس الحريري للحكومات المتعاقبة. ورسالة هيل التي أكدت رسالة معراب عن التخلّي الأميركي عن الحريري، قرئت جيداً في بيت الوسط، فكان الردّ في الشارع بتظاهرات وشغب وهتافات عنوانها الاحتجاج على تسمية رئيس الحكومة المكلّف حسان دياب، ومضمونها تأكيد مرجعية الحريري، بوجه مَن يشكّك فيها ويطعن بقدرتها التمثيلية. والمعنيّ حكماً ليس دياب ولا النواب والقوى التي قامت بتسميته، بعد عزوف الحريري عند تبلّغه الرسالة الأميركية ببريد قواتي.
مصادر متابعة لزيارة هيل قالت إنه تفادى التوغّل في ملف ترسيم الحدود البحرية، مكتفياً بالتركيز على الحكومة الجديدة وبعدها الإصلاحي، وخطورة توريطها بالتحوّل لحكومة تخضع لحزب الله، ليسمع من رئيسي الجمهورية ومجلس النواب الحرص على حكومة غير تصادمية منفتحة على علاقات لبنان الدولية والعربية، تضمّ اختصاصيين وتحاكي مطالب الشارع، وهو ما شدّد عليه الرئيس المكلف في لقاءات إعلامية وصف خلالها الحديث عن حكومة حزب الله التي سيشكّلها بالسخيف، مضيفاً أنه سيستعرض مع الكتل النيابية اليوم خلال المشاورات غير الملزمة التي يُجريها الرئيس المكلّف مع النواب، صيغة لحكومة من المستقلين والاختصاصيين، متعهّداً بتشكيل حكومة خلال شهر أو ستة أسابيع.
الوضع الميداني طغى ليلاً على المشهد اللبناني، حيث تواصلت أحداث شغب وقطع طرقات، ومواجهات عنيفة مع الجيش اللبناني، قادها تيار المستقبل في الشمال وعلى طريق الجنوب، وكانت الأشد عنفاً في منطقة كورنيش المزرعة، سقط خلالها عدد من الجرحى في صفوف الجيش، وهدأت بعد منتصف الليل.
وبعد تكليف حسان دياب لتأليف الحكومة وعشية انطلاق المشاورات مع الكتل النيابية لتأليف الحكومة، توالت المواقف الدولية من استحقاق التكليف، حيث أكدت الخارجية الفرنسية رداً على سؤال حول ما اذا كانت تسمية حسان دياب كرئيس وزراء في لبنان يمكن أن تسهل القيام بالإصلاحات الضرورية للحصول على مساعدات مالية دولية، بالقول: “ليس لنا أن نقرّر في تشكيل الحكومة اللبنانية المستقبلية، هذا الأمر يُترَك للمسؤولين اللبنانيين للقيام به مع مراعاة المصلحة العامة لجميع اللبنانيين ويجب أن يكون المعيار الوحيد كفاءة هذه الحكومة في خدمة هذه الإصلاحات التي ينتظرها الشعب”.
أما الموقف الأبرز فكان لمساعد وزير الخارجية الأميركية السفير ديفيد هيل، الذي جال على الرؤساء الثلاثة، حيث التقى رئيس الجمهورية ميشال عون الذي أبلغ ضيفه أن “مسار تشكيل الحكومة الجديدة بدأ مع تسمية الرئيس المكلف حسان دياب وستكون أمام الحكومة مهمات كثيرة أبرزها إجراء الإصلاحات المطلوبة لا سيما أنّها ستتألف من فريق عمل منسجم قادر على مواجهة الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان سياسياً واقتصادياً. وتمنى من واشنطن المشاركة مع المجموعة الدولية لدعم لبنان منوّهاً خصوصًا بالمساعدة التي تقدّمها للجيش اللبناني عتاداً وتدريباً”. وأكد هيل أنه “ليس لدينا أي  دور في قول مَن الذي ينبغي أن يتولى رئاسة الحكومة وتشكيلها».
كما التقى هيل رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، حيث أيّد بري مطالب الحراك في قيام الدولة المدنيّة والقانون الانتخابي على أساس لبنان دائرة انتخابية واحدة ومحاربة الفساد، مؤكداً أننا «اليوم نمرّ بمسار تشكيل حكومة جديدة مع الرئيس المكلف حسان دياب وأول واجباتها الإصلاحات ومحاربة الفساد والشفافية والإصرار على إخضاع كافة التلزيمات  لمناقصات شفافة». وكرر هيل من عين التينة الموقف الذي قاله من بعبدا، مؤكّدًا ألا دور للولايات المتحدة في تحديد مهام رئيس الوزراء أو توزيع الحقائب في الحكومة. وقال «نحث السياسيين على المضي قدمًا بالإصلاحات واعتماد سياسات مخالفة لتحسين الوضع الاقتصادي، ونشكر قوى الأمن على الجهود التي تبذلها من أجل حماية المتظاهرين». كما زار بيت الوسط على أن يلتقي اليوم وزير الخارجية جبران باسيل وقيادات من 14 آذار.
الى ذلك يبدأ الرئيس المكلف اليوم استشاراته مع الكتل النيابية في المجلس النيابي، حيث سيسمع منهم رؤيتهم لتأليف الحكومة، وقد أشارت معلومات «البناء» الى أن «الاتجاه الأغلب لتأليف حكومة تكنوقراط مطعّمة ببعض السياسيين غير البارزين، مشيرة الى أن «رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر وحزب الله وأمل سيسهّلون مهمة تأليف الحكومة ولن يكون شكل تمثيلهم عقدة أمام التأليف»، مشيرة الى أن المهم انسجام الفريق الحكومي وتضامنه وكفاءته واختصاصاته ونزاهته وأن يكون لديه برنامج لإنقاذ الوضع الاقتصادي الاجتماعي وتفعيل عمل المؤسسات ووقف الفساد والاهتمام بشؤون المواطنين وأمنهم وتنقلهم وحمايتهم، وحماية لبنان من الاعتداءات الاسرائيلية والتمسك بسيادة لبنان وحدوده المعترف بها دولياً». كما علمت «البناء» أن «التيار الوطني الحر سيتجه الى المشاركة في الحكومة عبر وزراء اختصاصيين وليس سياسيين». وهذا ما أكده رئيس لجنة المال والموازنة النائب إبراهيم كنعان بأننا «نتجه الى حكومة اختصاصيين بالكامل وما ينطبق على سائر الكتل ينطبق علينا ولا يجب أن يأخذ التأليف أكثر من 10 أيام. فالمواقف واضحة والكثير من العقد قد ذُلّل»، مضيفاً «حريصون على حكومة أولى اولوياتها إنقاذ لبنان وما تسرّب عن لقاءات هيل مع المسؤولين إيجابي».
في حين تحدّثت المعلومات عن حكومة من 18 وزيراً لفتت الى «اتجاه الرئيس المكلف لاعتماد مبدأ فصل النيابية عن الوزارة، وبالتالي عدم مشاركة بعض الوزراء السياسيين في الحكومة الماضية»، وتوقع الرئيس المكلف أن لا يأخذ تأليف الحكومة أكثر من ستة أسابيع، وأكد أن «اتهامه بأنه مرشح حزب الله غير صحيح والحكومة المقبلة ستكون حكومة كل اللبنانيين وستضم الحراك وعلينا الانتظار حتى ولادة الحكومة لنتفحّص ميثاقيتها».
وجال دياب على رؤساء الحكومات السابقين سعد الحريري وتمام سلام وفؤاد السنيورة، وكان اللقاء الأبرز مع الحريري الذي نقل عنه دياب تعاونه وانفتاحه في مسألة تأليف الحكومة. وتشديده على ضبط الشارع ومنح فرصة للتأليف والعمل لإنقاذ الوضع. وأكد دياب بأن دار الفتوى هي دار كل اللبنانيين، ولفت الى أن أميركا واوروبا ستتعاونان مع الحكومة الجديدة وستدعمانها مالياً.في المقابل استمرّ مسلسل قطع الطرقات من أنصار تيار المستقبل في مختلف المناطق اللبنانية رفضاً لتكليف دياب ودعماً لإعادة تسمية الحريري الذي طلب منهم الانسحاب من الشارع، إلا أن مناصريه لم يستجيبوا لطلبه واستمروا في قطع الطرقات والاعتداء على الجيش اللبناني والقوى الأمنية لا سيما في الناعمة وخلدة والجية والبقاع وكورنيش المزرعة، حيث وقع اشتباك مع الجيش أدّى الى سقوط عدد من الجرحى العسكريين بينما تواصلت عمليات الكرّ والفرّ بين الجيش ومناصري المستقبل.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


النهار
سباق بين التأليف والشارع الغاضب

في الوقت الفاصل بين التكليف والتأليف، يختلط الحابل بالنابل وسط حراك شارعي ضاعت معالمه بين الانتفاضة الشعبية المطالبة بالتغيير، والشارع السني الغاضب من طريقة اختيار الرئيس المكلف تأليف الحكومة حسان دياب، وتخوف من حصول فتنة مذهبية بين شارعين متقابلين، نضاف اليها ضغوط متعاظمة على الجيش وقوى الأمن لفتح الطرق ولو بالقوة تجنبا لمواجهات اهلية وتصادم بين اللبنانيين. وفي هذا الاطار، علمت "النهار" ان ضغوطاً حزبية مورست أمس على المؤسسة العسكرية لاستخدام القوة في فتح الطريق التي تربط بيروت بالجنوب، وتجنبت قيادة الجيش اتخاذ أي تدبير متهور يساهم في تأجيج مناطق اخرى، وعملت عبر مديرية المخابرات على انتاج حلول سلمية تبلغ الهدف المنشود من دون اعادة اثارة شوارع كانت اشتعلت قبل الظهر.
لكن أعمال الشغب استمرت ليلاً في الشوارع البيروتية وفي عدد من المناطق بما ينذر بمزيد من التصعيد، ترافقت مع دعوات الى اقفال الشوارع المؤدية الى ساحة النجمة صباح اليوم، حيث من المقرر أن يجري الرئيس المكلف استشارات مع الكتل النيابية للوقوف على ارائها في عملية التأليف.
واذا كانت حركة الشارع التي بلغت حد الشغب، مترافقة مع احتقان كبير في الشارع السني، احتلت مشهداً متقدماً ومواكبة واسعة لاستيعابها امس، فانها لم تحجب الاهتمام بزيارة وكيل وزارة الخارجية الاميركية للشؤون السياسية ديفيد هيل للبنان في هذه المرحلة المفصلية، وعلى أبواب التحضير لتأليف حكومة جديدة.
وعلمت "النهار" ان الاجواء الإيجابية سيطرت على لقاء هيل والرؤساء الثلاثة. وكشف أنه ينقل رسالة من وزير خارجية بلاده مايك بومبيو. وأكد دعم اللبنانيين للتوصل إلى حلول سريعة تخرجهم من ازماتهم، وشدّد على أن تعمل الحكومة بعد تشكيلها لتنفيذ جملة من الإصلاحات المطلوبة، إضافة إلى ضرورة الاستجابة لمطالب اللبنانيين الذين عبروا عنها في الشارع.
ووفق المعطيات التي توافرت لـ"النهار" ان هيل لم يتطرق الى مسألة توزير هذه الجهة أو تلك، كما لم يضع فيتو على أي فريق سياسي، بل دعا الى "حكومة شريكة للمجتمع الدولي وتلتزم الاصلاحات المستدامة ومكافحة الفساد ووقف الهدر وتنظيم الموازنة العامة على أسس صحيحة وواقعية وليست مضخمة ولا منفوخة . لان المؤسسات الدولية والعربية الراغبة في مساعدة لبنان تتطلع الى ممارسة الشفافية في اداء المسؤولين في الحكومة الجديدة واجهزة الدولة على اختلافها".
لكنه أثار مع الرئيس نبيه بري موضوع الاعتداءات على المعتصمين المطالبين بحقوقهم في الساحات من مجموعات حزبية، وتعريض قوى الأمن لامكان المواجهة مع الناس واضعافها.
وقال هيل: "نحن نعتقد أن الوقت قد حان لترك المصالح الحزبية جانبا، والعمل من أجل مصلحة لبنان، من خلال دفع عجلة الإصلاحات وتشكيل حكومة تستطيع إجراء تلك الإصلاحات والقيام بها. وكما قلت، الولايات المتحدة ليس لديها أي دور في تشكيل الحكومة، إن من يختار رئاسة الحكومة واعضاءها هو الشعب اللبناني".
وأضاف: "إن الاحتجاجات الجامعة، وغير الطائفية، والسلمية إلى حد كبير طوال الأيام الـ65 الماضية، تعكس مطلب الشعب اللبناني الطويل الأمد في إصلاح اقتصادي ومؤسساتي، وحكم أفضل، ومن أجل وضع حد للفساد المستشري. أنا اشعر بالقلق بسبب ادلة على وجود مجموعات تسعى إلى تقويض هذا التعبير غير العنيف من خلال التهويل والهجمات الجسدية على المتظاهرين، فليس هناك مكان للعنف في الخطاب المدني".
من جبهة أخرى، ردت وزارة الخارجية الفرنسية على سؤال عما اذا كانت تسمية حسان دياب رئيساً للوزراء في لبنان يمكن أن تسهل القيام بالإصلاحات الضرورية للحصول على مساعدات مالية دولية، بقولها: "ليس لنا أن نقرر في تشكيل الحكومة اللبنانية المقبلة. هذا الأمر يُترك للمسؤولين اللبنانيين القيام به مع مراعاة المصلحة العامة لجميع اللبنانيين، ويجب أن يكون المعيار الوحيد كفاءة هذه الحكومة في خدمة الإصلاحات التي ينتظرها الشعب".
وفي الشأن الحكومي، وبعد الزيارات البروتوكولية للرئيس المكلف حسان دياب لرؤساء الحكومات السابقين، علمت "النهار" ان اتصالات أمس لم تبحث بعد في شكل الحكومة هل تكون تكنوقراط صافية او مطعمة السياسيين وهذا الامر متروك للاستشارات النيابية في مجلس النواب اليوم. واذا كان دياب يفضل الذهاب الى التكنوقراط، فان"حزب الله" لم يحسم موقفه بعد في انتظار جوجلة الاتصالات، أما الرئيس بري فقال امام زواره إن "المبداً العام هو تشكيل حكومة تكون انقاذية وعلى شكل حكومة طوارئ نظراً إلى المخاطر الكبرى التي تهدد البلد. والا فإننا ستتجه إلى تفليسة مالية كبيرة".
وأما أمين سر "تكتل لبنان القوي" النائب ابرهيم كنعان، فاعلن "اننا نتجه الى حكومة اختصاصيين تماماً وما ينطبق على سائر الكتل ينطبق علينا ويجب ألا يأخذ التأليف اكثر من 10 أيام، فالمواقف واضحة والكثير من العقد قد ذُلّل".


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

الجمهورية
دياب يبحث عن "فرصة تأليف".. وبرِّي ينصحه: مَثِّل الجميع

اذا سارت الأمور كما هو مرسوم لها من قبل فريق تكليف الرئيس حسان دياب، فإنه لن يطول الوقت وتولد الحكومة الجديدة، ضمن مهلة قد لا تتعدى الشهر الواحد، وإن كان الرئيس المكلف قد أعطى لنفسه مهلة شهر الى ستة اسابيع لإخراج حكومته الى النور.
اليوم الاول لاستشارات الرئيس المكلف مع رؤساء الحكومات السابقين، جاءت خلاصته مشجعة له، على حد ما يقول مطلعون على ما دار في هذه اللقاءات، حيث سمع كلاماً مشجعاً وتمنيات له بالنجاح في أن يتمكن من توليد حكومة تكون بحجم المرحلة الحالية وتضع لبنان على طريق الخلاص من أزمته الخانقة.
فيما يعوّل الرئيس المكلف على الاستشارات النيابية التي سيباشر بها اليوم في المجلس النيابي، التي عبّرت أوساطه لـ"الجمهورية" انه سيقارب ما سيسمعه من اقتراحات نيابية بانفتاح كلي، ليبني عليها في تأليف الحكومة التي يأمل الّا يطول أمده على غرار ما يجري في مراحل تأليف الحكومات السابقة.
خريطة طريق
وبحسب هذه الأوساط، فإنّ الرئيس المكلف سيعبّر امام النواب عن عناوين خريطة الطريق التي سيتّبعها مع حكومته للتصدي للازمة الخانقة اقتصادياً ومالياً، مع تشديده على مَد اليد الى الجميع من دون استثناء اي طرف، للمشاركة في عملية الانقاذ التي تستوجب تضافر جهود الجميع في هذا الاتجاه، وهو كان واضحاً بإشارته الى عزمه على تشكيل حكومة في اقرب وقت ممكن، مُحدداً برنامجها بمهمة وحيدة، هي الانقاذ، الذي هو مسؤولية الجميع، وبالتالي لا بد ان يكون الجميع مشاركين فيه، وفي مقدمهم الحراك الشعبي.
على انّ اللافت للانتباه في موازاة هذه الاجواء التي تبدو ملفوحة بإيجابيات، هو تراجع حدة الحراك الشعبي عما كان عليه في الايام السابقة لتكليف الرئيس دياب، في وقت بَدا الاعتراض محصوراً بطرف وحيد هو تيار المستقبل الذي عبّر عن ذلك بتحركات احتجاجية وقطع طرقات رئيسية وفرعية في العديد من المناطق، وخصوصاً في بيروت التي شهدت اشتباكات وتضارباً بين مناصري تيار المستقبل والجيش اللبناني في كورنيش المزرعة الذي أصرّ المناصرون على قطعه، بالتوازي مع تجييش حملة على سمّي "إبعاد" الرئيس سعد الحريري" عن رئاسة الحكومة. وهذا "الابعاد" بَدا جلياً في "خطب الجمعة" في اكثر من منطقة وتحديداً في طرابلس. وتجلّى ايضاً في التعبير عن اكثر من خيبة أمل في الصالونات الموالية لتيار المستقبل، مما سمّي "الثنائيين"، اي "الثنائي المسيحي" الذي يضم "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية"، واللذين تمكّنا كلّ منهما لأسبابه، من "تطيير الحريري"، و"الثنائي الشيعي" الذي يستطيع أن يقرر ما يشاء، علماً انه وعد الحريري بالتمسّك به لكنه في الاستشارات سَمّى غيره".
واللافت في هذا المجال ايضاً، أنّ الرئيس المكلّف يقارب هذه الحملة بطريقة وصفت "بالاحتوائية" للغاضبين، من خلال تأكيده انه يتفهّم هذا الغضب، وانّ سعيه مُنصَبّ على الوصول الى حكومة تحاكي كل ما يشكون منه وتحقّق ما يطالبون به، منذ بدء الحراك الشعبي في 17 تشرين الاول الماضي.
أي حكومة؟
على انّ السؤال الاساس الذي يفرض نفسه في هذه الأجواء هو: أي حكومة سيتمكن الرئيس المكلف من تشكيلها؟
حيال هذا الأمر، توافق مصادر مواكبة للملف الحكومي القائلين إنّ ما جرى هو "تكليف اللون الواحد"، الّا انّ هذا الأمر لا يُعتدّ به، خصوصاً انّ التوجّه هو لتشكيل حكومة تجمع كل الالوان". وفي هذا السياق قال رئيس مجلس النواب نبيه بري لـ"الجمهورية": الهدف الاساس في مرحلة ما بعد التكليف، هو ان تنصَبّ كل الجهود لتشكيل حكومة طوارىء إنقاذية من الازمة الاقتصادية والمالية الخانقة، خصوصاً انّ استمرارها سيُرتّب مخاطر كبرى لأننا ذاهبون حتماً الى "تفليسة اقتصادية ومالية"، إن لم نعجّل بتشكيل حكومة تُسارع الى اتخاذ الاجراءات والاصلاحات والمطلوبة".
وجزمت المصادر لـ"الجمهورية" ان ليس في الامكان حتى الآن تحديد شكل الحكومة المقبلة، خصوصاً أنّه لا يوجد ايّ تصوّر محدد لدى القوى السياسية حول الشكل الذي ستكون عليه الحكومة الجديدة، وهذا معناه انّ كل الاشكال الحكومية مفتوحة، إن لجهة تشكيل حكومة اختصاييين بالكامل، او لجهة تشكيل حكومة اختصاصيين مطعّمة بعدد قليل ومحدود من السياسيين.
وبحسب المصادر، فإنّ "اتصالات مكثفة جرت بين مرجعيات "فريق التكليف"، سبقت وتَلت تكليف الرئيس دياب، وسَعت لمعرفة ما اذا كانت خلف أكمة التكليف تفاهمات معينة ومُسبقة معه على شكل الحكومة الجديدة وبرنامجها وتوزيع القوى فيها، فجاء الجواب بالنفي القاطع لوجود اي تفاهمات، بل انّ شكل الحكومة يتم التوافق عليه في الاستشارات التي سيجريها الرئيس المكلف، ويقود هذا الأمر الى افتراض انّ حكومة الاختصاصيين واردة جداً، وكذلك الأمر بالنسبة الى حكومة اختصاصيين مطعّمة بسياسيين.
ولفتت المصادر الى انّ ثمة قراراً حاسماً لدى مكوّنات "فريق التأليف"، الممتَدّ من "التيار الوطني الحر" و"حزب الله" وحركة "أمل" بتسهيل مهمة الرئيس المكلّف في الوصول الى حكومة إنقاذ حقيقي للبلد، حكومة جامعة تعبّر عن كل المجتمع اللبناني، والحراك في مقدمه، وليس حكومة لون واحد او حكومة مواجهة على نحو ما بدأت بعض الاصوات التشويشية بالترويج له. الّا انّ الشرط الاساس لتسهيل المهمة هذه يكمن في عدم تكرار البازارات التي كانت تفتح في السابق، إن حول الحقائب الوزارية او الاحجام، فمجرّد الدخول في هذه البازارات من جديد معناه إعدام فرصة الحل والانقاذ التي تلوح مع الحكومة الجديدة. والتي ينبغي استثمارها الى ابعد الحدود وبمقاربات تستفيد من التجارب السابقة، ومن الانقلاب الذي شهده الواقع اللبناني منذ 17 تشرين الاول، ولم يعد هناك اي مجال لتجاوز متغيراته. وبالتالي لا بد من الأخذ بكل متطلبات الحراك الشعبي والعمل على اساسه، اذ انّ في لبنان واقعاً جديداً لا بد من ان يقارب بعقلية جديدة وليس بالعقلية التي كانت سائدة في ما مضى.
بري: مثّل الجميع
وعلمت "الجمهورية" انّ اللقاء الرئاسي الثلاثي الذي عقد بعد استشارات التكليف أمس الاول، بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس المكلف، تجاوز إطار التهنئة والمجاملات الى رسم معالم المرحلة المقبلة ومتطلباتها. وخلال الاجتماع توجّه الرئيس بري الى الرئيس المكلف قائلاً: قبل ان أغادر أود ان اتوجّه اليك بنصحية، وهي ان تسعى جهدك لأن تشكل حكومة في اقرب وقت، جامعة من كل الاطراف، وان تسعى الى تمثيل حتى الاطراف التي لم تُسمِّك في الاستشارات. والأهم في هذا السياق هو ان تسعى الى تمثيل الحراك الذي بات امراً ضرورياً لأن يكون شريكاً في أي عملية انقاذ للبلد. وبحسب المعلومات، فإن الرئيس المكلف كان متجاوباً مع نصيحة بري ووعد بالعمل في هذا الاتجاه.
كيف حضر؟
على انّ السؤال الاساس الذي طرح في اوساط سياسية مختلفة، تمحور حول كيفية حضور الدكتور حسان دياب الى نادي المرشحين لرئاسة الحكومة، ورُسوّ التكليف عليه؟
بحسب معلومات موثوقة "انّ اسم دياب لم يكن بعيدا عن نادي المرشحين، بل هو دخله لفترة قصيرة ومحددة قبل تكليف حكومة الرئيس تمام سلام قبل سنوات، من دون ان يتوفر له الحظ آنذاك، وثمة خيوط لعلاقة قديمة نسجت بينه وبين الوزير جبران باسيل. في ما بَدا من مقدمات التكليف و"خفاياه" بأنّ دياب هو خيار باسيل".
وتشير المعلومات الى انّ نحو 3 زيارات غير معلنة، وربما أكثر، قام بها دياب خلال الفترة القريبة الى القصر الجمهوري، سبقت الزيارة المعلن عنها عشيّة استشارات الخميس ولقائه رئيس الجمهورية. وبالتالي جاء طرح اسمه من قبل فريق رئيس الجمهورية بشكل نهائي يوم الاربعاء الماضي، حيث لم يكن أي من الاطراف الاخرى وخصوصاً الثنائي الشيعي، في هذا الجو.
وفي المعلومات، انّ وقائع تسمية دياب، توالت منذ اللقاء الأخير الذي عقد الثلاثاء الماضي في عين التينة بين الرئيس بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري، حيث كان بري متمسّكاً بترشيح الحريري، على رغم الامتعاض الذي عبّر عنه حيال ما جرى في استشارات الاثنين المؤجّلة ونسبة الاصوات المتدنية التي كانت ستسمّيه فيها بعد موقفي "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" بعدم تسميته.
وفي هذا اللقاء، كما تفيد المعلومات، سأل بري الحريري عما اذا كان راغباً في ان يستمر في ترشيحه، او في ترشيح شخصية اخرى يدعمها، فردّ بالإيجاب بأنه راغب في المضي في ترشيح نفسه، عندها طرح عليه بري ضرورة ان ينفتح على رئيس الجمهورية، لافتاً الى انّ حركة "امل" و"حزب الله" في موقع الدعم له، عندها طلب الحريري مهلة للتفكير.
وتشير المعلومات الى انّ الوقائع تسارعت يوم الاربعاء، حيث كان بري ينتظر مبادرة الحريري الى خطوات معينة، بحيث بدأت نهاراً ترد أخبار من بيت الوسط عن توجّه لدى الرئيس الحريري بالعزوف عن الترشيح، فسجل اكثر من اتصال بين الوزير علي حسن خليل مكلّفاً من بري، بالحريري الذي أبلغ انه سيخرج من نادي الترشيح، فيما قام المعاون السياسي للامين العام لـ"حزب الله" الحاج حسين الخليل بزيارة بيت الوسط ولقاء الحريري، وصَبّت زيارة الخليل في سياق إقناع الحريري بالبقاء والاستمرار وعدم الخروج من نادي المرشحين، الّا انّ الحريري بقي مصرّاً على الخروج.
وتقول المعلومات انّ الاجتماع انتهى عند هذا الحد. وبعد دقائق قليلة على انتهائه، أصدر الحريري بيان الاعتذار والخروج من نادي المرشحين. وجاء بيان الحريري في وقت قاتل، وعلى بعد اقل من 24 ساعة من موعد الاستشارات التي أصرّ رئيس الجمهورية على ابقائها في موعدها رافضاً تأجيلها تحت اي سبب.
في هذا الوقت، جرى تشاور بين "الثنائي الشيعي" حول استشارات الخميس، ورسما علامات استفهام حولها، خصوصاً ان ليس هناك اي مرشح لديهما يمكن ان يسمّياه في الاستشارات اذا جرت في موعدها، علماً انّ بعض المعلومات قد وصلت اليهما بأنّ ثمة توجّهاً لدى قوى سياسية لتسمية السفير نواف سلام، وهو امر لا يحبذانه.
وتشير المعلومات الموثوقة الى انّه في موازاة هذا الجو، بادر التيار الوطني الحر الى إبلاغ "الثنائي" بوجود اسم الوزير السابق حسان دياب، وتتوافر فيه المواصفات المطلوبة لرئاسة الحكومة الجديدة ويمكن السير به. فوجد "الثنائي" نفسيهما امام خيار من اثنين، امّا الذهاب الى استشارات الخميس من دون ان يسمّيا احداً، وهذا معناه إفساح المجال لتسمية نواف سلام، وامّا تبني تسمية دياب، فتوافقا على دياب ليل الاربعاء، وتلت ذلك جولة اتصالات مع حلفائهما لكي تصب التسمية في الاستشارات لصالح دياب.
وعلم في هذا الاطار انّ دياب، كان قد اتصل قبل استشارات الخميس بالرئيس الحريري، والتقيا معاً، وابلغ رئيس حكومة تصريف الاعمال باتصال تلقّاه من رئيس الجمهورية للقاء به حول موضوع الحكومة، وبحسب المعلومات الموثوقة فإنّ دياب تلقى دعماً وتشجيعاً من قبل الرئيس الحريري.
جولة دياب
وكان الرئيس المكلف، وعشية استشارات التأليف المقررة مع النواب في المجلس اليوم، قد قام بجولته التقليدية على رؤساء الحكومات السابقين، الحريري، وتمام سلام وفؤاد السنيورة وسليم الحص، من دون ان يلتقي الرئيس نجيب ميقاتي الذي آثر السفر خارج لبنان. وشدد في جملة المواقف التي أعلنها بعد لقاءاته على وجوب ان يعطى الفرصة لتجاوز الالغام من طريق التأليف، لافتاً الى وجوده كرئيس مكلف دستوري، ومشيراً الى انه سيسعى الى تشكيل حكومته خلال شهر او ستة اسابيع وستتألف من اختصاصيين ومستقلين. معتبراً وصفها بحكومة "حزب الله" بـ"بالسخيف"، ومتوقعاً ان يلقى دعماً من الاوروبيين والاميركيين.
فضل الله
الى ذلك، فإنّ موقف "حزب الله" من الحكومة عبّر عنه النائب حسن فضل الله، الذي استغرب اطلاق "الاحكام المسبقة على الحكومة ووصفِها بأنها حكومة "حزب الله" او حكومة اللون الواحد. وقال لـ"الجمهورية": هناك قوى سياسية وظيفتها ابقاء الامور مأزومة في لبنان، وكأنّ مصلحتها لا تتأمن الا في ظل الانقسام، ومن هنا تجدها عند اي معبر الى حلول معينة، تعمد الى التضليل بقصد التعطيل.
ولفت الى انّ "حزب الله" ليس الطرف المعني مباشرة بتأليف الحكومة وتلك حقيقة ثابتة، واتهام الحكومة الجديدة بأنها حكومة "حزب الله"، القصد منه العرقلة، في وقت يحتاج البلد الى حكومة سيادية بمهمة انقاذية، وبأوسع تمثيل يحصّنها نيابياً وشعبياً. هذا ما نطالب به، مع تأكيدنا اننا لا نريد حكومة اللون الواحد او حكومة المواجهة.
وردا على سؤال قال: خلافاً لكل ما يقال لم يحصل ان عقد اي لقاء بين الرئيس المكلف وبين حركة "امل" و"حزب الله"، كما ان اقتراحه لتشكيل الحكومة لم يأتِ ابداً لا من قبل الحركة او الحزب. واستطيع ان اؤكد ان الرئيس دياب هو الوحيد من بين الاسماء التي اقترحت ولم يفاوض أحداً على تشكيل الحكومة قبل تسميته، وهذا يُسَجّل له.
وعما اذا كانت ولادة الحكومة قريبة، قال فضل الله: نتمنى ذلك، وما نأمله هو تشكيل حكومة انقاذية بأوسع تمثيل. وفي هذا السبيل، فليعط الرئيس المكلف فرصة ليقوم بأوسع مروحة مشاورات، وعلى الجميع ان يساهموا في الحل، فهناك فرصة سانحة اليوم لتشكيل حكومة متفاهم عليها، تضع برنامجاً وتعمل على تنفيذه، والاهم هو ان توحي هذه الحكومة بالثقة للبنانيين.
واشنطن
وسط هذه الأجواء، جاءت زيارة مساعد وزير الخارجية الأميركية دايفيد هيل الى بيروت، والمواقف التي ادلى بها، وحملت في مضمونها ما اعتُبرت "فرصة اختبار للبنانيين"، وتشجيعاً لهم على بلوغ حكومة تخرج لبنان من أزمته، ما يوجب على هذه الحكومة ان تعمل بعد تشكيلها في هذا الاتجاه بإصلاحات، اضافة الى الاستجابة لمطالب اللبنانيين الذي عبّروا عن احتجاجهم في الشارع.
وبحسب ما اكد مسؤول كبير لـ"الجمهورية" فإنّ هيل لم يقارب ملف ترسيم الحدود وما يتصل بالنفط والغاز، وفي الشق الداخلي قارب ما يجري بحيادية ملحوظة، حيث لم يقارب الشأن الحكومي بسلبية كما لم يتطرق الى توزير او عدم توزير هذه الجهة السياسية او تلك، بل انه تحدث بشيء من الايجابية عن الرئيس المكلف، مشيراً الى انه على معرفة مسبقة به ايام كان وزيراً للتربية، وكان هيل يومها سفيرا للولايات المتحدة في لبنان".
وفي بيان للسفارة الأميركية في لبنان، اشار الى انّ زيارة هيل تأتي بطلب من وزير الخارجية الاميركية، وانه نقل رسالة "حَثّ فيها القادة السياسيين في لبنان على إجراء إصلاحات هادفة ومستدامة يمكنها أن تقود إلى لبنان مستقر ومزدهر وآمن. نحن نعتقد بأنّ الوقت قد حان لترك المصالح الحزبية جانباً، والعمل من أجل مصلحة لبنان، من خلال دفع عجلة الإصلاحات وتشكيل حكومة تستطيع إجراء تلك الإصلاحات والقيام بها".
وقال: "ليس للولايات المتحدة الآن دور أو قرار – ولا رأي – في من يقود او يؤلف حكومة في لبنان. قادة لبنان المنتخبون من الشعب هم الوحيدون القادرون على القيام بذلك. ما يهمنا جميعاً هو ما اذا كان قادة الاحزاب والمجتمعات اللبنانية سيوفون بالتزاماتهم لخدمة شعب لبنان عبر الاستجابة للحاجات والاصوات التي نسمعها. وعندها فقط يمكن للمجتمع الدولي أن يساعد اللبنانيين على تحقيق إمكاناتهم لتطوير هذا البلد".
خلاصات
واستخلصت مصادر معنية بزيارة هيل، من المواقف التي ادلى بها امام الرؤساء او في تصريحاته العلنية الآتي:
– انّ لواشنطن موقفاً داعماً لحراك الشباب اللبناني، وانّ احترام مطالبهم يجب ان تكون له الأولوية كما حمايتهم. ومن هنا جاءت دعوته القوى الامنية الى حمايتهم.
– لا علاقة لبلاده بمن سيكون رئيس الحكومة او اسمه ولا علاقة لها بوزرائها. فما يعني واشنطن تشكيل حكومة منتجة وتلبّي مطالب الناس.
– لا مساعدات مالية للبنان ما لم يثبت اللبنانيون قدرتهم على القيام بالإصلاحات ومكافحة الفساد.
– اشار هيل الى انه مكلّف من قبل بومبيو لإجراء لقاءات شاملة وموسعة بقدر ما تسمح الظروف، ولذلك فهو باق في بيروت حتى مساء غد الأحد. وسيلتقي اليوم باسيل ورئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع إضافة الى آخرين.
– لاحظت المصادر انّ هيل، الذي تجنب في لقائه مع رئيس الجمهورية اعطاء اي إشارة في لقاء بعبدا الى موضوع ايران وحزب الله، شَنّ هجوماً عنيفاً على الطبقة السياسية وبعض "القادة اللبنانيين" الذين يعطون "الأولوية للمصالح الحزبية أو المكاسب الشخصية" ويقدمونها على المصلحة الوطنية.
باريس
وفي السياق نفسه، جاء الموقف الفرنسي، الذي تجنب التعليق على تكليف دياب، بل قاربَ الحكومة المقبلة التي اكد وجوب ان تتمتع بالكفاءة.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية، ردا على سؤال عما اذا كانت فرنسا تعتقد أن تعيين دياب رئيساً للوزراء في لبنان يمكن أن يسهل الإصلاحات الضرورية من أجل الحصول على المساعدات المالية الدولية: ليس من شأننا التعليق حول تأليف الحكومة اللبنانية المستقبلية، الأمر عائد إلى المسؤولين اللبنانيين للقيام بهذا، مع مراعاة المصلحة العامة لجميع اللبنانيين. يجب أن يكون المعيار الوحيد هو كفاءة هذه الحكومة في خدمة الإصلاحات التي ينتظرها الشعب".
صفعة جديدة
على المستوى المالي والاقتصادي تلقّى البلد امس صفعة اضافية من وكالات التصنيف العالمية. وبعد "موديز" و"فيتش"، عمدت "ستاندرد اند بورز" الى خفض تصنيفها الائتماني الطويل الأجل لبنك عودة وبنك لبنان والمهجر وبنك البحر المتوسط إلى "SD" (تعثر افتراضي).
وأشارت الوكالة الى انّ تعميم البنك المركزي الذي يقضي بتسديد نصف الفوائد المستحقة على الدولار الأميركي بالليرة اللبنانية، مخالف لشروط الاتفاقيات التعاقدية الأصلية، وهو أحدث تدبير ضمن سلسلة التدابير الأخيرة التي اتخذها البنك المركزي وجمعية المصارف في لبنان، منها فرض قيود على عمليات السحب من الودائع بالدولار الأميركي، والحد من تحويل الأموال إلى الخارج، ووضع حدّ للتحويل النقدي من الليرة اللبنانية إلى الدولار بالسعر الرسمي.
وفيما رجّحت وكالة التصنيف الائتماني ان تبقى الظروف الاقتصادية متوترة في السنوات المقبلة، رجّحت عدم حصول أي تدفقات جديدة للودائع، مما قد يُبقي هَيكل تمويل النظام المصرفي تحت الضغوطات. ولهذا السبب، قامت الوكالة بمراجعة تقييمها لمخاطر صناعة القطاع المصرفي اللبناني ضمن مؤشر المخاطر (BICRA)، ووضعت المصارف اللبنانية في خانة "الأعلى خطراً".

 


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

نداء الوطن
هيل يُهادن 8 آذار… وإعادة هيكلة الدَّين باتت "على الطاولة" الفتنة نائمة… ودياب أيقظها!

كلمة حق تقال، نجحت قوى السلطة، ونجاحها كان باهراً، في حرف مسار المشهد المتأزم وتحويره، من ثورة وطنية مطلبية عابرة للطوائف والمذاهب والمناطق ضد الطبقة الحاكمة ومنظومتها الفاسدة، إلى انتفاضة سنّية بحتة رافضة للسطو على مقام الرئاسة الثالثة وتولية أمر السراي الكبير إلى شخصية هزيلة لا وزن لها في ميزان قيادات الطائفة. فالفتنة التي لطالما حيكت وسادة نومها بعناية بغية إبقائها في حالة سبات عميق، باغتها تكليف حسّان دياب عنوةً وغصباً عن الشارع السنّي فأيقظها ودفع البلاد إلى حافة فتنة مذهبية من شأن نيرانها، في حال اكتملت عناصر اندلاعها بين الشوارع المضادة، أن تحرق ما تبقى من أخضر ويابس في هشيم الاستقرار الهشّ بمختلف عناصره الاقتصادية والاجتماعية… والأمنية.
وأمام حالة الغليان في الشارع السنّي، وقد بلغت حدة الهيجان ذروتها أمس على مختلف محاور المناطق ذات الأغلبية السكانية السنّية لا سيما عند تقاطع طريق الجديدة – كورنيش المزرعة، يتصرف الرئيس المكلّف بكثير من الاستعلاء والمكابرة إلى درجة الظهور بمظهر الفخور المعتدّ بالنفس متعامياً عن حقيقة كونه منبوذاً من بيئته غير الحاضنة لتكليفه… ورغم ذلك صال دياب وجال على صهوة لقب دولة الرئيس "المبهبط" على قامته النرجسية متباهياً بقماشته الرئاسية الطارئة على نادي رؤساء الحكومات من دون أن يرفّ له جفن حيال صرخات وهتافات بني جلدته في مشهد بدا معه من بني طينة "أنا ومن بعدي الطوفان".
ولعلّ جرعات الإشادات التي انهالت عليه من إعلام قوى الثامن من آذار بوصفه "يجيدُ القيادةَ في الزحمة"، كما عبّرت قناة "المنار"، ساهمت أكثر فأكثر في ارتفاع منسوب "الأنا" في شخص الرئيس المكلف ليطل عبر منابر صحافية عدة داخلية وخارجية متحدثاً عن فتوحاته الموعودة في دنيا المال والاقتصاد والإصلاح وإنجازاته المؤكدة في حل أزمة البلد. في حين بدت قوى 8 آذار نفسها كمن يتجرع جرعة اطمئنان لخطوة تشكيلها حكومة من لون واحد ربطاً بكلام المبعوث الأميركي السفير ديفيد هيل التهدوي المهادن لهذه الحكومة، إنطلاقاً من تشديده على أنّ واشنطن "ليس لديها أي دور في قول من الذي ينبغي أن يتولى رئاسة الحكومة وتشكيلها أو أي حكومة" تتشكل، وهو تصريح أميركي يثلج بطبيعة الحال قلب العهد ويبدد مخاوفه من حصار أميركي وغربي محكم عليه وعلى حكومته، فسارعت قناة "أو تي في" بدورها إلى التنويه بـ"مضمون كلام هيل ومحوره أنّ الأهم من شخص رئيس الحكومة أن تكون الحكومة فاعلة". أما رئيس الجمهورية ميشال عون، فاعتمد في مخاطبته هيل سياسة تسويق "بضاعة" دياب الحكومية في السوق الأميركي، عبر إشارته إلى أنّ الحكومة العتيدة "ستتألف من فريق عمل منسجم قادر على مواجهة الظروف الصعبة التي يمرّ بها لبنان، سياسياً واقتصادياً"، ليحمّل ضيفه رسالة تمنى فيها أن "تشارك الولايات المتحدة مع المجموعة الدولية لدعم لبنان للاتفاق على النقاط الإصلاحية الضرورية"، آملاً في رسالة أخرى على المقلب الحدودي "إقناع إسرائيل الالتزام بترسيم الحدود البحرية بهدف تثبيت الهدوء والاستقرار في الجنوب".
وكما الولايات المتحدة، جاء موقف باريس غير تصعيدي في مواجهة حكومة "اللون الواحد"، من خلال اكتفاء الخارجية الفرنسية رداً على سؤال حول تسمية حسان دياب رئيساً مكلفاً بالقول: "ليس لنا أن نقرر في تشكيل الحكومة اللبنانية المستقبلية، هذا الأمر يُترك للمسؤولين اللبنانيين للقيام به مع مراعاة المصلحة العامة لجميع اللبنانيين، ويجب أن يكون المعيار الوحيد كفاءة هذه الحكومة في خدمة هذه الإصلاحات التي ينتظرها الشعب".
إذاً، وبينما من المتوقع أن تشكل المواقف الأميركية والفرنسية عنصراً دافعاً لقوى 8 آذار نحو المضي قدماً في مسار التكليف والتأليف في سياق يهمّش اعتراضات الشارع الثائر ويدحض نظريات "المؤامرة الأميركية" التي تقف خلف ثورة 17 تشرين… يمضي على خط موازٍ مؤشر الانحدار الاقتصادي والمالي قدماً ويواصل شق طريقه نحو قعر الانهيار، بحيث لم تعد عملية "إعادة جدولة الدين" مجرّد زلّة لسان من وزير المال، ولا هاجساً يحاذر الداخل والخارج مقاربته، بل أصبحت واقعاً موضوعاً "على الطاولة" تجاوز مرحلة التداول به في الكواليس ليصل إلى مستوى المجاهرة بحتمية حصوله في تقارير المؤسسات المالية العالمية، وأبرزها "غولدمان ساكس".
وفي هذا المجال، باتت إعادة الهيكلة (ص 8) تعتبر جزءاً من حلّ متكامل لإنقاذ الوضعين الاقتصادي والمالي لا سيما وأن مستحقات لبنان للعام 2020 تفوق 4 مليارات دولار، وليس للبنان في وضعه المالي أي إمكانية للتسديد… وحتى لو تمّ التسليم جدلاً بتوفّر هذه الأموال فهل ينفقها لبنان بسداد التزاماته أم يضطر إلى توفيرها لتمويل الخبز والدواء والحاجات الاساسية؟


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


الشرق
انتفاضة سنّية ضد تكليف دياب

اكثر من عنصر اقتحم المشهد السياسي اللبناني امس، لعلّ ابرزها الموقف الاميركي النوعي ازاء تشكيل الحكومة، الذي تخطى بأهميته تكليف حسان دياب تأليفها وجولته البروتوكولية على رؤساء الحكومات السابقين، وكلامه عن حكومة اختصاصيين مستقلين والانتفاضة السنّية في الشارع ضد خطف قراره بتسمية ممثله الاول في السلطة.
الضيف الاميركي، مساعد وزير الخارجية الاميركية السفير ديفيد هيل الذي جال على المسؤولين، وخلافا للتوقعات، وما استبق الزيارة من تكهنات وتسريبات عن كلام حاد سيبلغه للمسؤولين اللبنانيين، قال كلاما هادئا ونفض يدي واشنطن من حكومة لبنان تكليفا وتأليفا، مكررا في اكثر من مقر زاره "ألا دور للولايات المتحدة في تحديد مهام رئيس الوزراء أو توزيع الحقائب في الحكومة. والاهم على الارجح ما قاله عن ان بلاده تريد للبنان وشعبه، كل شعبه، النجاح، "وسوف نستمر شريكًا ملتزمًا في هذا الجهد". واشنطن صوبت بوصلتها لبنانياً في هذه المرحلة على التزام الحكومة باجراء إصلاحات هادفة ومستدامة يمكنها أن تقود إلى لبنان مستقر ومزدهر وآمن، ودعت الى ترك المصالح الحزبية جانبا".
وليس بعيدا من المواقف الدولية، افادت مصادر مطّلعة ان روسيا تتمنى تشكيل حكومة سريعا انطلاقا من خطورة الاوضاع في لبنان، الا انها لا تتدخل في تفاصيل التشكيل لان الموضوع شأن لبناني بحت، وهي تفضل الحكومة الجامعة لا تشكيلة اللون الواحد. وتكشف ان موسكو تجري اتصالات مع مسؤولين لبنانيين قريبين من السلطة وتؤكد وجوب تلبية مطالب الحراك الشعبي لانهاء هذه الحالة التي تتهدد الاستقرار في ظل وضع اقتصادي دقيق وتحديات لا يستهان بها ما يوجب حكومة ترضي الشعب وتوحي الثقة للخارج حكومة كاملة الاوصاف تواكب تحديات المرحلة وتعد لتنفيذ مقررات سيدر.
من جانبه، وعشية مشاوراته مع الكتل النيابية اليوم في البرلمان، قام الرئيس المكلف حسان دياب بجولته البروتوكولية على رؤساء الحكومات السابقين، واستهلها من بيت الوسط حيث التقى رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري. وقال دياب "اللقاء مع الحريري له نكهة مميزة، بالامس دولة الرئيس اكد حرصه على البلد والاستقرار وهذا ما يعبر عن رجل دولة وسيكون هناك تواصل وتعاون مستمر لما فيه خير لهذا البلد".
واضاف "الاجواء ايجابية مع الجميع، والحريري ابدى كامل تعاونه لتأليف هذه الحكومة". وتابع : انا كصاحب اختصاص ومستقل، توجهي ان تكون الحكومة حكومة متخصصين وبالتالي نخدم هذا البلد ونحل المشاكل العالقة". وقال "انا اؤمن بفريق العمل، ولا اعلم كل شيء، فأنا مهندس، ولكن فريق العمل سيتألف من رجال اقتصاد واعمال وغيرها، ومعاً سنعالج كل الامور وليس حسان دياب وحده سيعالجها". واشار الى ان "دار الفتوى هي بيت للجميع وحين تنتهي الجولة سيكون هناك لقاء فيها". ومن دارة الرئيس سليم الحص في عائشة بكار، قال "وصلنا الى هذه المرحلة بعد 30 سنة من السياسات الخاطئة، أتفهم مطالب المتظاهرين ولكن يجب أن يمهلونا فرصة للتمكن من تأليف حكومة استثنائية لمعالجة المواضيع الشائكة وسنكون فريق عمل واحد بغض النظر عن توجهاتنا".
وكان دياب أكد تأليف الحكومة خلال شهر او 6 اسابيع، مبديا سعيه لتشكيلها من إختصاصيين مستقلين مع مراعاة التوازنات، ومشددا على انها ستكون وجه لبنان. واعتبر وصفها بحكومة حزب الله أمرا سخيفا، واعلن انه يتوقع الدعم الكامل من الاوروبيين والاميركيين. وتحدث عن تصوراته بشأن تشكيلته الوزارية وبرنامجها المرتقب في ضوء أوضاع لبنان المعقدة، فقال ردا على سؤال عن الاستجابة لمطالب المحتجين: "نحن بحاجة إلى معالجة أمور عديدة لاسيما تنمية قطاعات متعددة منها الصناعي والزراعي. لكي نفعّل هذه القطاعات، ونحن بحاجة إلى النظر بشكل تفصيلي لطبقة الفقراء في لبنان، يبدو لي أن الإحصاءات تشير إلى أن خط الفقر قد ارتفع في لبنان الى حد 40 في المئة ونحن بحاجة إلى معالجة سريعة لظاهرة الفقر".
ميدانيا، استمرت تحركات مناصري تيار المستقبل الرافضة تسمية دياب في اكثر من منطقة. الا ان الوضع في كورنيش المزرعة كان الاكثر توترا اليوم. فقد حصل تدافع بين عدد منهم والجيش بعد منعهم من اقفال الطريق قرب مسجد عبد الناصر في كورنيش المزرعة .ودارت مواجهات بين الطرفين ورشق بالحجارة، ما استدعى استقدام تعزيزات أمنية اضافية الى المكان. وتعليقاً على ما يحدث، غرّد الرئيس الحريري بالقول: "يلي فعلًا بحبني يطلع من الطرقات فورًا".
السنيورة: حكومة دياب تجاوز لصوت السنّة
وامتحانات نجاحها تقترن بـ3 ملفات اساسية
عبّر الرئيس فؤاد السنيورة "عن قلقه من المسار الذي سلكته الاستشارات النيابية امس وافضت الى ما افضت إليه من تجاوز للصوت السنّي، وبالتالي تجاوز الميثاقية التي تحكم الحياة السياسية في لبنان".
واستغرب في تصريح لـ"اندبندنت عربية" ما وصفه بـ"المفارقة" حيال تعاطي رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري مع مسألة الميثاقية، عندما طلب تأجيل الاستشارات الأسبوع الماضي بعد قرار حزب "القوات اللبنانية" الامتناع عن التسمية، ما يؤدي الى امتناع مكوّنين مسيحيين اساسيين هما "القوات" و"التيار الوطني الحر" عن تسمية رئيس الحكومة، في حين ان رئيس الجمهورية لم يُراع هذه الميثاقية على المستوى السنّي".
وسأل "اي حكومة سيلجأ حزب الله الى تشكيلها لتعويم الرئيس المكلّف حسان دياب؟ وهل تكون حكومة تكنوقراط او تكنو-سياسية او سياسية؟ وكيف سيتم اختيار الشخصيات التي ستضمها في ظل مقاطعة كتل كبرى واساسية في البلد"؟
اضاف السنيورة "الا يضفي ذلك عليها طابع اللون الواحد الذي يدفع لبنان نحو مزيد من الضغوط والعزلة العربية والدولية؟ واين صوت الناس المنتفضين في الشارع منذ اكثر من شهرين"؟
ولا يستبعد ان يذهب "تيار المستقبل" الى المعارضة، وهذا ليس خطأ، خصوصاً وان عدم لجوئه الى تسمية شخصية هدف الى توجيه رسالة واضحة تعكس عدم رضاه، وعدم تسليمه بالطريقة التي تم اعتمادها في إجراء الاستشارات والتكليف، فضلا عن الملابسات التي جرت قبل التكليف والتي ادت الى هذه النتيجة".
ولم يُخفِ السنيورة "ان هناك امتعاضاً كبيراً على مستوى القاعدة السنّية، علماً ان لا يجوز اختصارها بالطائفة فقط، بل ستكون على مستوى كل اللبنانيين القلقين على المستقبل".
وتابع "كيف سيكون خطابه خلال جولته المرتقبة على رؤساء الحكومات السابقين؟ كيف سيكون اختياره للوزراء؟ وهل سيستمر في محاصصة "المستعمرات" الطائفية داخل الحكومة؟ اي ان تسيطر كل طائفة على حقيبة وزارية"، معتبراً "ان الرئيس المكلف سيكون امام مجموعة كبيرة من الامتحانات بدءاً من التأليف، وصولاً الى امتحان المعالجات لتبين مدى جدارته في إدارة الأزمة في البلاد".
ولفت السنيورة الى "ان امتحانات النجاح التي سيخضع لها دياب تقترن بـ3 ملفات اساسية: استعادة النمو الاقتصادي عبر استعادة مناخ الثقة، استعادة التوازن الداخلي تمهيداً لاستعادة التوازن الخارجي، ولا سيما مع دول المحيط، وامتحان معالجة الملفات الشائكة مثل ملفي الكهرباء والاتصالات".
وشدد على "ان معالجة هكذا ملفات من شأنها ان تؤشر الى مدى جدّية هذا الفريق في التعاطي مع الأزمات المطروحة، ومدى حرصه على التعامل مع المؤسسات والدول من اجل تأمين الدعم الذي يحتاج إليه لبنان".
وختم السنيورة "هناك 8 افرقاء سيكونون معنيين بتحمّل المسؤولية للوصول الى مواقع مشتركة: رئيس الجمهورية، مجلس النواب، حزب الله، الحراك الشعبي، الأسواق المالية، المجتمع العربي، المجتمع الدولي والطائفة السنّية. وعلى هؤلاء الإجابة على السؤال المشترك كيف يُطمأن حزب الله، وكيف يُطمئن شركاءه في الوطن؟ علماً ان خطوة التكليف كما حصلت بكل ملابساتها وحيثياتها، لم تطمئن".
اليوم 65: تكليـف دياب يؤجج الشارع.. عودة إلى قطع الطرق في بيروت والمناطق
4 جرحى للجيش في كورنيش المزرعة والحريري للغاضبين: "يللي بحبني يطلع فوراً"
كما جرت العادة، لا تجد الثورة أفضل من خيارات السلطة وأحزابها وأركانها لتجدد إنطلاقتها بزخم الأيام الأولى ليؤكد الثوار أنهم باتوا الرقم الصعب في المعادلة السياسية، ولا يمكن أن تجاوز الأطراف إرادتهم ومطالبهم. هذه المرة، كان تكليف الوزير السابق حسان دياب تشكيل الحكومة الجديدة، الشرارة التي أعادت الناس إلى الشارع، حيث قطعت الطرقات في عدد المناطق المحسوبة على تيار المستقبل في بيروت والشمال والبقاع، في مؤشر واضح إلى عدم الرضى الشعبي عما آل إليه المسار الحكومي.
كورنيش المزرعة
في اليوم الـ 65 لثورة 17 تشرين الأول، قطع محتجون من مناصري تيار المستقبل طريق كورنيس المزرعة قرب جامع عبد الناصر. وأكد المحتجون في مداخلات تلفزيونية أن "الحريري يناسب الناس، وهو لم يسرقهم"، مشددين في الوقت نفسه على أن "الحريري ظلم".
وفي تصعيد ميداني محدود، وقع 4 جرحى في صفوف الجيش نتيجة رميهم بالحجارة من قبل المتظاهرين
وسجل تدافع بين الجيش وعدد من المتظاهرين إثر وصول شاحنة محملة بالردميات لقطع الطريق، فتدخل الجيش على الفور لعدم السماح بإفراغها، ما أدى إلى وقوع اشكال بين الطرفين.
كذلك استقدمت قوة من مكافحة الشغب لمساندة الجيش. وسجل تدافع بين عدد من
الشبان والجيش بعد منعهم من اقفال الطريق قرب مسجد عبد الناصر.
فردان
وعملت مساء امس القوى الأمنية على فتح الطريق عند تقاطع فردان – دار الطائفة الدرزية، التي كانت أقفلت بمستوعبات النفايات من قبل بعض الشبان، احتجاجا على تكليف الدكتور حسان دياب تشكيل الحكومة.
الناعمة
وافيد ايضا ان محتجين قطعوا طريق الناعمة باتجاه خلدة بالاطارات المشتعلة، ما تسبب بزحمة سير خانقة في المنطقة. فيما الطريق من بيروت الى الناعمة سالكة.
تغريدة الحريري
وفي محاولة لامتصاص النقمة، توجه الرئيس سعد الحريري إلى مناصريه في تغريدة بالعامية كاتبا: "يللي بحبني فعلاً يطلع من الطريق فورا"، وهو ما أدى إلى تراجع حدة المواجهات في كورنيش المزرعة، ومغادرة الشاحنة المحملة بالاتربة المكان.
وكانت دعوات مكثفة على الارض أطلقت من قياديين في تيار "المستقبل" الى الشبان المحتجين للخروج من شوارع الطريق الجديدة وكورنيش المزرعة، على وقع إطلاق الهتافات الداعمة للرئيس الحريري.
طرابلس
وفي طرابلس وغداة احتجاجات ليليلة على تكليف دياب، قطع محتجون عددا من الطرق الفرعية والرئيسية والدولية مقطوعة لا سيما الاوتوستراد الدولي عند نقطة البالما والطريق العام في البداوي في الاتجاهين وطلعة البحصاص ومستديرة السلام ومسارب مستديرة المرج والطريق الدولية مقابل فندق الكواليتي ان، فضلا عن عدد من الطرق الداخلية، مثل اشارات عزمي والمئتين والزاهرية.
وعمل عناصر الجيش على فتح الطرق، بينها الطريق البحرية أمام حركة المرور وبعض الطرق الداخلية.
إلى ذلك، جابت تظاهرة راجلة شوارع عزمي، نديم الجسر، المنلا ورياض الصلح وصولا إلى ساحة عبد الحميد كرامي في عاصمة الشمال، رفع خلالها المتظاهرون الاعلام اللبنانية ورددوا الهتافات الرافضة لتكليف حسان دياب تشكيل الحكومة.
الضنية
وفي الشمال أيضا، قطع محتجون طريق الضنية الرئيسية التي تربطها بمدينة طرابلس عند مفرق كفرحبو بالإطارات المشتعلة. وحضرت على الفور، قوة من الجيش الى المكان لإعادة فتح الطريق.
شكا
إلى ذلك، قطع محتجون طريق الميناء شكا مقابل "كواليتي أن" بالسواتر الترابية والحجارة وبنوا جدارا من الحجارة، وأقفلوا المسالك الموازية، ما أدى إلى زحمة سير خانقة في المحلة.
عكار
وفي عكار، قطع محتجون عددا من الطرق احتجاجا على تكليف الوزير السابق حسان دياب تشكيل الحكومة، مؤكدين ان "هذه الطرق لن تفتح ما لم يعتذر دياب".
ومن بين الطرق المقفلة في المنطقة: الطريق الدولي المنية – العبدة – العبودية في نقاط عدة هي: جسر النهر البارد في المحمرة،، مستديرة ببنين -العبدة وكل متفرعاتها، مفترق بلدة كفرملكي في سهل عكار، ومدخل بلدة الشيخ عياش الحدودية، طريق عام العبدة – حلبا التي قطعها المحتجون ايضا عند مفترق بلدة وادي الجاموس، وكذلك عند مفترق بلدة الحصنية، وعند ساحة الاعتصام وسط مدينة حلبا.
اما طريق عام حلبا القبيات، فتم قطعها عند مفترق بلدة كوشا، وفي بلدة الكويخات، وفي وسط بلدة البيرة.
إشارة إلى أن مجمل النشاط العام في عكار مشلول وحركة السيارات من عكار في اتجاه طرابلس شبه معدومة.
البقاع
ولم توفر موجة قطع الطرقات منطقة البقاع، حيث أفادت غرفة التحكم المروري أن الطرق المقطوعة هي: تعلبايا، سعدنايل، المرج، اوتوستراد زحلة، مكسة العالي، جديتا العالي، ترشيش – ضهور زحلة، كامد اللوز – جب جنين، حوش الحريمة – القادرية، غزة، قب الياس – عميق، ومفرق راشيا المصنع.
حشود الساحات
وكعادتهم من كل يوم منذ انطلاقة الثورة فقد عاود الثوار مساء امس التجمع والاحتشاد في الساحات لاسيما في بيروت وطرابلس وصيدا والنبطية وسائر الساحات التي الفتهم والفوها في المناطق.

Please follow and like us: