"الثورة الملونة" في هونغ كونغ و"أمنية" الرئيس الأميركي؟

"الثورة الملونة" في هونغ كونغ و"أمنية" الرئيس الأميركي؟

Ali Nassar. directeur de la revue Al Houkoul : «Les forces communautaires et les Etats-Unis s’emploient à récupérer le hirak libanais»
“الثورة الملونة” في ارمينيا : لماذا دعم الأميركيون “تمرد” اللبناني الأرمني جرير سيفيليان؟
كازاخستان تستضيف اليوم "المؤتمر الدولي لمكافحة التجارب النووية"  

أكدت وزارة الخارجية الصينية اليوم أن الولايات المتحدة تآمرت مع عناصر إجرامية لها صلة بأنشطة متطرفة مناهضة للصين في مدينة هونغ كونغ. وأصدرت الوزارة بياناً يرد على تعليقات مجلس النواب الأمريكي وسياسيين أميركيين بشأن حركات الإحتجاج العنيفة في هونغ كونغ. ووصفت الوزارة ما يقوله هؤلاء السياسيون الأمريكان بأنه “تشويه للواقع.. ويظهر الالتزام الأعمى بالمعايير المزدوجة من قبلهم بشكل قريب من الهستيريا". وقال البيان الصيني إن الأميركيين "تآمروا مع عناصر إجرامية متطرفة ويشاركون بجنون في القضايا الجنائية المعادية للصين في هونغ كونغ”.
ووصف الكاتب العربي وليد شرارة اضطرابات هونغ كونغ بأنها تعني "عودة الثورات الملونة". وأوضح في مقال إخباري ـ تحليلي نشره صباح اليوم في جريدة "الأخبار" اللبنانية، أن "هذا الوصف يرتبط واقعاً بالأجندة الفعلية للقوى التي تتزعّم هذه الاحتجاجات، وتَطابقها مع أجندات القوى الغربية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة" الأميركية.  وأضاف : إن "الأجندة الاستراتيجية الراهنة التي تندرج ثورة الأغنياء في هونغ كونغ في سياقها، فهي الأجندة الأميركية لزعزعة استقرار الصين وإضعاف قدرتها على منافسة الولايات المتحدة في حقل التكنولوجيا". 
وقال شرارة : إن "الثورة الملونة" في هونغ كونغ هي من "أدوات سياسة أميركية أولويتها الفعلية إنهاك الصين واستنزافها لمنعها من الحلول مكان الولايات المتحدة على مستوى الريادة التكنولوجية" العالمية. وشكك في صدق قول الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عن "أمله في أن تُحلّ الأزمة سلمياً، لصالح الحرية ولصالح الجميع بمن فيهم الصين". ورأى شرارة : "
إن ما يتمناه ترامب هو أن تستفحل الأزمة لتجبر الصين على اللجوء إلى القوة بشكل واسع، ما يبرّر بعدها فرض عقوبات أميركية وغربية عليها بحجة انتهاك حقوق الإنسان، مع ما يترتّب على هذه العقوبات من تبعات شديدة السلبية على الاقتصاد الصيني".
 

قوات صينية إلى محيط المدينة المضطربة
وتجمعت قوات صينية تابعة للشرطة العسكرية في ملعب رياضي في مدينة شينزن الواقعة على حدود منطقة هونغ كونغ التي تتمتع بحكم ذاتي، حسبما ذكرت وكالات الأنباء اليوم الخميس. وتشارك شاحنات وآليات مصفحة لنقل الجند في تدريبات تجرى هناك بينما تزداد الشائعات عن احتمال تدخل الصين لوضع حد لعشرة أسابيع من الاضطرابات وأعمال الشغب في هونغ كونغ.
وقالت الوكالات أن آلاف العسكريين يتدربون على الجري بينما يقوم آخرون بجولات على دراجات نارية داخل الملعب الذي يبعد 7 كيلومترات فقط عن حدود هونغ كونغ، فيما نشرت وسائل الإعلام الصينية تسجيلات لقوافل عسكرية تسير باتجاه شينزن. 

بكين : ما جرى "أعمال شبه إرهابية"
وتحولت بعض التظاهرات في مدينة هونغ كونغ إلى أعمال عنف وشغب. واتهمت بكين المحتجين على إثرها بارتكاب أعمال "شبه إرهابية"، في إشارة إلى احتلال المتظاهرين المطار، وتعطيله وتخريب بعض أقسامه. كذلك قيامهم بضرب صحفيين ومواطنين صينيين بـ"تهمة التجسس" للسلطات. وكانت بريطانيا بريطانيا قد أعادت هونغ كونغ إلى الصين في 1997. لكن المدينة بقيت التي يقطنها سبعة ملايين نسمة احتفظت بوضع خاص وحكم ذاتي موسع من حيث المبدأ وعملة محلية. ويفترض ألا يتدخل الجيش الصيني الذي يملك حامية تضم آلاف الجنود في هونغ كونغ في شؤون المنطقة، لكنه قد يقدم على ذلك إذا طلبت منه السلطات المحلية المنتخبة ذلك.

وكانت لجنة الشؤون الدولية بمجلس النواب الأميركي أصدرت في وقت سابق بيانا دعت فيه الصين إلى ما سمته “التخلي عن ممارسة القمع ضد مظاهرات الاحتجاج السلمية في هونغ كونغ”. لكن الصين رفضت أي محاولات للتدخل بشؤون هونغ كونغ مشددة على أن “هونغ كونغ صينية وشؤونها شؤون داخلية صينية محضة”.
مركز الحقول للدراسات والنشر
15 آب / أغسطس، 2019

Please follow and like us: