البناء
السيد نصرالله يتحدّث اليوم… لحل سريع للأزمة الحكوميّة… وأمل تؤكد بقاء مبادرة بري
سجال بعبدا وبيت الوسط على توتر عالٍ… ووساطات لهدنة إعلاميّة تفتح باب التشاور
«القومي» لمساءلة اللبنانيين الذي وقعوا دعوة لعدم رفع العقوبات عن سورية… ويصفها بالشائنة
يحقق الفريقان الرئيسيان في بعبدا وبيت الوسط المزيد من النجاح في تصليب بيئتهما طائفياً، كلما تحوّلت الأزمة الحكومية الى ازمة صلاحيات تلبس الثوب الطائفي، وكلما زادت الحملات المتقابلة زاد النجاح، بحيث يشتغل أحدهما عند الآخر ويخدم معركته، او يتقاسمان الأدوار في تخديم المعركة المتشابهة التي يخوضها كل منهما للملمة ما خسره خلال سنوات التسوية ومن بدعها الانتفاضة، وصولا لتبلور مشاريع تستهدف كلاً منهما في بيئته لتدفيعه ثمن خيارات الاعتدال الداخلي ورفض التورط بفتنة مع حزب الله، لكن المشكلة هي انه كلما بنى أحدهما جسراً مع الفئات الأشد تطرفاً في بيئته بنى مدماكاً إضافياً في الجدار الفاصل عن ولادة الحكومة، بهذه العبارات وصف مرجع سياسي يواكب المسار الحكومي والسجالات العالية التوتر بين بعبدا وبيت الوسط، متسائلا عما إذا كان الفريقان قد بلغا مرحلة الاكتفاء من شد عصب الطائفة، الذي بات المزيد من العزف عليه مصدر تهديد بانفلات الأمور إلى انسداد أفق سياسي سرعان ما ينزلق معه الشارع المنفعل في ظل أزمة اقتصادية اجتماعية خانقة لدرجة الاشتعال، في ظل وجود مشاريع خارجية جاهزة للاستثمار في البيئات المتقابلة ودفع البلد الى الفوضى، حيث تخرج الأمور عن السيطرة.
الكلام المنتظر الليلة من الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله سيتناول الملف الحكومي، تأكيداً على الحاجة لتغليب العقلانية والوسطية في مقاربات الأطراف المعنية، بينما تؤكد حركة أمل بقاء مبادرة رئيس مجلس النواب على الطاولة، في ظل دعوات لهدنة إعلامية تفتح طريق العودة للتشاور. وتوقعت مصادر مواكبة للملف الحكومي أن يترجم كلام السيد نصرالله بمبادرة عملية بالتنسيق مع الرئيس بري يتولى خلالها حزب الله تحضير المناخ مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، لحلول وسط فيما يتولى الرئيس بري ضفة الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري، يرجح أن يكون المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم من يقوم بمهام الحركة المكوكية على الرئاستين لتسويق مشروع الوساطة، انطلاقاً من الهدنة الإعلامية.
وفقاً للمصادر المواكبة للملف الحكومي، ينتظر ان يكون الأسبوع المقبل حاسماً في العنوان الإقليمي الأبرز الذي يمثله الملف النووي الإيراني، الذي يدخل التصعيد مع نهاية المهلة المقررة من مجلس الشورى الإيراني للخروج من الاتفاق النووي نهائياً، ما لم يصدر عن واشنطن ما يقنع إيران بتأجيل الموعد أو تجميد المهلة، وفيما ترجح المعطيات الدولية والإقليمية وفقاً للمصادر، التوصل لتسوية تخرج المنطقة من مخاطر التصعيد، يصير للجهود المحلية للوساطة فرص فعلية للنجاح، بما يتيح للفريقين الرئاسيين الاطمئنان الى الوقوف على خط التسويات الإقليمية، بعدما نزف كل منهما شعبيته التي يريد استردادها عبر التصعيد الطائفي، بفعل التصعيد على خطوط الاشتباك الإقليمية.
في هذا المناخ استغرب الحزب السوري القومي الاجتماعي إقدام عدد من اللبنانيين مع آخرين على التوقيع على دعوة للأميركيين والفرنسيين لعدم رفع العقوبات عن سورية، واعتبر هذه الدعوة شائنة، داعياً لمساءلة الموقعين عليها قانونياً. اعتبر عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي معن حميّة أنّ الأصوات التي تحرّض الدول على الاستمرار في فرض الحصار والعقوبات على سورية، تعبّر عن غريزة الحقد والكراهية، لا سيما أنّ الحصار يطال كلّ أبناء شعبنا في سورية.
ولفت عميد الإعلام في بيان إلى أنّ الرسالة الموقعة من شخصيات من لبنان والشام والأردن والعراق ومن بعض الدول الأجنبية والتي تطالب الرئيسين الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون بعدم رفع العقوبات عن سورية، تستوجب سريعاً إخضاع الموقعين على الرسالة إلى المساءلة والمحاسبة من قبل المؤسسات القضائية في بلدانهم، لأنّ الحصار المفروض على سورية يطال لبنان والأردن والعراق وكلّ أمتنا.
ولفت حمية إلى أن كلّ فعل يرمي إلى محاربة شعبنا بقوت عيشه وحركته الاقتصادية ومصدر رزقه، هو من الأفعال الشائنة ويقع في إطار حرب التجويع التي هي أحد أوجه الحرب الإرهابية القذرة التي تشنّ على سورية والسوريين. وأدان بشدة هذه الأصوات النشاز الحاقدة، لانخراط أصحابها في حرب التجويع ضدّ شعبنا، تحقيقاً لمآرب الدول الاستعمارية وقوى الهيمنة التي تستهدف قهر الشعوب. وليس خافياً أنّ موقّعي رسالة تشديد الحصار على سورية والسوريين إنما يشكلون بياقاتهم وقمصانهم رديفاً أساسياً للإرهابيين وسيوفهم.
وفيما تتجه الأنظار إلى خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، مساء اليوم الثلاثاء، بمناسبة ذكرى الشهداء القادة وما ستحمله من مواقف حيال العناوين والقضايا الداخلية والإقليمية، استمر الاشتباك السياسي على جبهة بعبدا – بيت الوسط منذ كلام الرئيس سعد الحريري الأحد الماضي الذي صوّب باتجاه العهد محملاً إياه مسؤولية تعطيل تأليف الحكومة.
وحمل رد مستشار رئيس الجمهورية الوزير السابق سليم جريصاتي على الحريري إشارات سلبية تؤشر إلى أن العلاقة بين الرئيسين عون والحريري ساءت إلى حد لم تعد تصلحها الجهود والمبادرات المحلية، بل أصبحت تحتاج إلى معالجات وضغوط وتسويات دولية – إقليمية لا يبدو أنها ناضجة بعد. وقال جريصاتي في بيان «إن خطاب الحريري إنما تميّز بخفة لا متناهية، وقد تكون غير محتملة، لولا إشارته التي لا تخلو من الخطورة المشددة بشأن «وقف العدّ»، تلك الإشارة التي استوقفتني وأدخلتني في نفور كبير مع هذا التمنين الذي لا يملكه أحد على وجه الأرض، لا وألف لا، لست أنت أو سواك من أوقف أو يوقف العدّ، ذلك أن ضمانة من هذا النوع هي من الميثاق والدستور. إن «وقف العد» هو ميثاقي بامتياز وضمانته هو الميثاق، وليس لأحد أن يمنّن النصارى بأنه ضمانتهم، وضمانة وجودهم ودورهم في هذا اللبنان الذي نعيش في رحابه مع سائر المكونات الطوائفيّة. إن اللامركزية الإدارية والمالية الموسّعة، وهي أيضاً من مندرجات وثيقة الوفاق الوطني، إنما هي ضمانة وجوبية من ضمانات ميثاقنا، ولا تزال سجينة الدرج الأسود، أما الضمانة الحقيقية والجذرية لعيشنا معاً فهي في المادة 95 من دستورنا، أي إلغاء الطائفية (وليس فقط الطائفية السياسية)، ما يدفعني إلى السؤال البديهي: هل أنت مستعدّ لها وقادر عليها، أم أن مجرد البدء بإجراءاتها سيودي بنا إلى نزاع من نوع آخر فتنتصف الطريق بنا ولا تستكمل ويستفيق «العد» من سباته المصطنع من جراء زغل ورياء وطني، فنقع جميعاً في المحظور القاتل لهويتنا ووطننا».
رد تيار المستقبل لم يتأخر عبر «مستقبل ويب» وجاء على شكل مقال، وصف جريصاتي بالمفتي الدستوري لعهد العماد ميشال عون، «والمفتن السياسي منذ أيام الوصاية السورية». فردّ جريصاتي بالمثل قائلاً: «لن أرد على شتامي المستقبل ويب وأسيادهم وأبواقهم، وكنتُ آمل بنقاش رصين. يبقى أنهم يزعمون أنهم أوقفوا العدّ فيما أنهم جنّسوا العدد، وأنهم أصحاب الاعتدال فيما أنهم حبسوا مشروع قانون الزواج المدني الاختياري الذي أقره مجلس الوزراء. ويبقى الشعب هو الحَكَم». فرد «مستقبل ويب» بالقول: «على جري عادته، لا يترك كبير الشتّامين في القصر سليم جريصاتي مناسبة إلا وينضح بما فيه. هو الآتي من كنف الوصاية الى كنف الوشاية يعطي «مستقبل ويب» دروساً في « النقاش الرصين»، متناسياً سمومه الممتدة بين القصور والقبور».
ولفتت أوساط في تيار المستقبل لـ«البناء» إلى أن «الرئيس الحريري خرج عن صمته واختار مكاشفة اللبنانيين والرأي العام بالحقائق خلال 15 جلسة جرت بينه وبين رئيس الجمهورية بعدما حاول فريق الرئاسة الأولى تحميل الرئيس المكلف مسؤولية التأخير بتأليف الحكومة واتهامه بتضييع الوقت في زيارات خارجية ومخالفة أصول التأليف وخرق الدستور والتعدي على صلاحيات رئيس الجمهورية، وبالتالي أعاد الحريري كرة التعطيل إلى ملعب العهد والتيار الوطني الحر».
وأشارت الأوساط إلى أن «التفاصيل التي أوردها الحريري للمرة الأولى تكشف هوية المعطل وتؤكد أن الحريري قام بواجبه الدستوري بتقديم تشكيلة حكومية للرئيس عون، وأبدى استعداده لتعديل أي اسم إذا أراد عون ذلك، لكن عون أصر على الثلث المعطل بطريقة التفافية احتيالية من خلال التنسيق مع حليفه الدائم حزب الطاشناق، وإن قال الطاشناق عكس ذلك وميز نفسه عن العهد والتيار وتكتله النيابي»، لكن الأوساط توقفت عند قول الحريري إن الحكومة ستتشكل مضيفة: «لا ندري على ماذا يستند الحريري بتفاؤله هذا، هل على المعطيات الدولية والإقليمية التي جمعها من خلال جولته الخارجية لعدد من الدول أم يعول على زيارة الرئيس الفرنسي للسعودية». وخلصت المصادر للتأكيد بأن «الحريري رغم كلامه العالي السقف إلا أنه أبقى الأبواب مفتوحة للحوار والتشاور مع عون حتى تأليف الحكومة لكن إذا كان الهدف خلف حملات العهد على الرئيس المكلف دفعه للاعتذار، فهذا أمر غير وارد لا الآن ولا في المستقبل».
وفيما اعتصمت عين التينة بالصمت إزاء السجال الدائر على جبهتي بعبدا وبيت الوسط، نقلت مصادر مقربة من مقر الرئاسة الثانية لـ«البناء» إلى أن «التشاؤم سيد الموقف والرئيس نبيه بري قام بما عليه لتقريب وجهات النظر وتدوير الزوايا بين عون والحريري لكن لم يجرِ تلقف المبادرة وبقيت الأمور على حالها لا بل زادت سلبية وسوءاً ولم يعد ينفع النصح والمبادرات ما يستدعي من الطرفين المعنيين حل الأزمة بنفسيهما». وأكدت حركة أمل أن «مبادرة الرئيس بري لا تزال تشكل المخرج للجميع لإخراج التشكيل الحكومي من العقد التي وصل اليها». وزار عين التينة الوزير السابق غازي العريضي موفداً من رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط حيث التقى بري وجرى عرض للأوضاع العامة والمستجدات السياسية.
وأشارت مصادر 8 آذار لـ «البناء» إلى «أنه حتى لو كان كلام الحريري صحيحاً، لكن عرضه للرأي العام بهذا الشكل ضرب الآمال المعلقة على تأليف حكومة في المدى القريب، وبالتالي فإن لبنان الآن أبعد ما يكون عن تأليف الحكومة منذ تكليف الحريري الذي ألزم نفسه أمام الرأي العام بجملة لاءات ومواقف وسقوف عالية لا يمكنه التراجع عنها أمام جمهوره وأمام الخارج»، ولفتت إلى أن «الحريري لديه مشكلة حقيقية مع السعودية وظهر ذلك بعدم زيارة المملكة خلال جولته الخارجية الأخيرة رغم كل الوساطات، ولذلك يريد استرضاء السعودية بحكومة يضعف فيها تمثيل العهد وحزب الله».
في غضون ذلك، يتحدث السيد نصرالله في كلمته اليوم، في ثلاثة محاور بحسب معلومات «البناء»: الأول حول المناسبة وأهمية القادة الشهداء في تحقيق الانتصارات ورسم المعادلات الجديدة، والثاني الموقف من الاعتداءات والتهديدات الإسرائيلية المستمرة بالحرب ضد لبنان والوضع الإقليمي، وسيؤكد السيد على أن محور المقاومة في وضعية مريحة في ضوء الانتصارات التي حققها في سورية وفشل المشروع الإسرائيلي في جنوب سورية وهزيمة السعودية في اليمن، على أن يخصص القسم الثالث للوضع الداخلي لا سيما الحكومة، حيث سيؤكد بلغة هادئة على ضرورة تأليف الحكومة من دون الانحياز لأي طرف أو تحميل اي فريق مسؤولية تعطيل التأليف بل سيدعو جميع الأطراف للتنازل والالتقاء في وسط الطريق لتأليف الحكومة لمواجهة الأزمات الصعبة التي يعاني منها اللبنانيون.
وتلقى الحريري اتصالاً هاتفياً من المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ودول أفريقيا، نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف. وتناول الحديث بحسب بيان الخارجية الروسية «مسألة الأزمة الاجتماعية والسياسية التي يمر بها لبنان حيث جرى التشديد على ضرورة التشكيل السريع لحكومة مهمة برئاسة الحريري». كما تناول الطرفان مسألة مساعدة الجانب الروسي للبنان في مكافحة مرض كورونا بما في ذلك «إرسال دفعة لقاحات الى بيروت». كما تلقى جنبلاط اتصالاً مماثلاً.
وليس بعيداً، وفيما استمر توزيع اللقاحات على المستشفيات، يتوجه وزير الصحة حمد حسن قريباً إلى روسيا لإجراء مفاوضات حول استقدام لقاح سبوتنيك الروسي الى لبنان بكميات كبيرة جداً. وأشارت المعلومات الى أن «زيارة حسن تأتي بعد اتصالات جرت بين لبنان وروسيا في هذا الخصوص تكللت بالنجاح إلا أنها تحتاج الى تقديم عرض حكومي لإنجازها».
على صعيد آخر، استدعى المحقق العدلي في جريمة انفجار مرفأ بيروت القاضي فادي صوان الخميس المقبل 18 الحالي، وزير الأشغال السابق المحامي يوسف فنيانوس لاستجوابه كمدعى عليه، كما يستجوب المدير الإقليمي السابق للجمارك في بيروت موسى هزيمة بصفة مدعى عليه أيضاً. وعلمت «البناء» أن فنيانوس يجري مشاورات واتصالات ببعض القيادات والمسؤولين المعنيين قبيل حضوره جلسة الخميس.
على الصعيد المالي، أعلن مكتب وزير المال أن وزير المالية في حكومة تصريف الأعمال تسلّم وفق الأصول القانونية، «الكتاب المرسل من حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الذي يؤكد فيه التزامه بكامل أحكام القانون رقم 200 تاريخ 29/12/2020 وتعاونه مع شركة Alvarez & Marsal إيجابياً بالنسبة للأسئلة المطروحة من قبلها. ومن المقرر أن يقوم بتحويل ردّ الحاكم لاحقاً إلى شركة Alvarez & Marsal».
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأخبار
الحريري وباسيل: منازلة في الخيارات الفاشلة
تدور منذ ما قبل التكليف، معركة بين الرئيس المكلف سعد الحريري ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل حول تأليف الحكومة. لكن التصعيد بات يتعدى خيارات التأليف ليصبح منازلة حول الخيارات الفاشلة لكليهما.
قد تكون الخلاصة الأساسية لخطاب الرئيس سعد الحريري، أن لا حكومة في الأمد المنظور. ولأن الخرق يبدو مستحيلاً حالياً، فيما تزداد الأوضاع الداخلية تدهوراً، يمكن قراءة ما انتهى إليه كلام الحريري حين كشف بوضوح جانباً من المشهدية الحريرية الموجهة في 14 شباط. وكذلك كشف جزءاً من الترهّل – الفضيحة الذي تعاني منه استراتيجية التيار الوطني الحر في تأليف الحكومة.
أظهر الحريري أنه ليس مستعداً للاعتذار عن عدم تأليف الحكومة. وهذا الاعتذار كان ولا يزال يشكل مقصد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في رغبتهما الواحدة في دفع رئيس الحكومة المكلف الى التنحي. في التسجيل المصوَّر الذي سُرِّب لكلام عون عن الحريري وصفه بالكذاب، وفي كلام الحريري كاد يستعمل الكلمة ذاتها في صورة غير مباشرة. وبقدر ما سعّر الخطاب السجال بينهما في انتظار ردّ باسيل المفصّل في «عظة الأحد»، فإن الطرفين باتا يجاهران على الملأ بعبارات واضحة عن عدم ثقة أحدهما بالآخر واطمئنانه إليه. فأي حكومة يمكن أن تخرج من رحم هذا المشهد الذي يذكّر بخلاف الرئيس إميل لحود والرئيس رفيق الحريري، حتى لو فرضت تسوية ما باتفاق خارجي، مع إضافة حضور باسيل الطاغي فيه.
يلعب الحريري على عامل الوقت، لأن مرور أشهر من دون حكومة يعني أن العهد وباسيل يراكمان خسائرهما، في ظل ارتفاع مستوى الانهيار الداخلي، ما يسهم في الضغط عليهما للقبول بما هو معروض. وهو يعتقد أن عدم تأليف حكومة حالياً أفضل من تأليف حكومة لباسيل فيها حصة الثلث المعطل، قبل أن يتضح موقف الادارة الاميركية الجديدة من لبنان. وهو كان حاسماً في القول إنه مستمر في جولاته الخارجية، من دون التوقف عند مردود وجود حكومة تصريف أعمال. لا بل إنه ضاعف في إظهار حجم اتصالاته الدولية ولقاءاته مقابل عزلة العهد إقليمياً ودولياً. لكن رهان الحريري الأقوى يبقى على حزب الله. يثق الحريري بأن الحزب لن يتخلى عنه (ولو أنه يوازن بينه وبين حليفه رئيس الجمهورية، الى حين موعد الفصل)، وأن تسويتهما قائمة، وأن خطاب الامين العام للحزب اليوم لن يستهدفه. والمصادفة أن الحريري ركّز هجومه ضدّ التيار في ذكرى 14 شباط، كما صبّه سابقاً في المناسبة ذاتها ضد القوات اللبنانية.
يدرك الحريري أن الحزب قادر على الضغط على باسيل، لكن الحزب غير مستعد بعد للتسوية الحكومية في انتظار ترتيب إقليمي ودولي، وهذا يعني أن هامش المناورة في يده لا يزال مسموحاً، فلا يضغط لتحديد موعد الاستحقاق. وفق هذا المسار، يصبح لافتاً استخدام الحريري كلمة «العد»، وقد سبق أن استخدمها بهاء الحريري قبل مدة أيضاً. فوقف العد، هي العبارة التي استخدمها الرئيس رفيق الحريري، في وجه المسيحيين، ليس من باب تأكيد احترام المناصفة، بعدما فعل التجنيس فعله المؤذي في التوازن وفي هويات مناطق لبنانية. والمصادفة أن يستخدمها الحريري بإيحاء من «مجموعة الذميين» المحيطين به، في ذكرى 14 شباط، التي لم تتحول، في السنوات التالية لاغتيال الحريري، الى تظاهرات في ساحة الشهداء الا بضغط من القوى المسيحية على اختلافها ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، ولولا هؤلاء لكان تيار المستقبل لا يزال يرفع شعار النائبة بهية الحريري: «لن نقول وداعاً سوريا بل الى اللقاء». يذهب الحريري الى رفع سقف المواجهة مع رئيس الجمهورية من دون قفازات، وهو في تسريبه المتعمد لائحة عون، كان يحاول تصويب السجال نحو نقطة أخرى تلحق الأضرار بالتيار. فيكاد الطرفان يتباريان في فشل معركتيهما لتأليف الحكومة والاستعاضة عنها بمعارك جانبية.
لم تعد النقطة المحورية الصلاحيات الدستورية. لأن مشكلة التيار تبقى أولاً وآخراً في كيفية استخدام هذه الصلاحيات. فأن يكون رئيس الجمهورية يستخدم صلاحياته ليكون شريكاً كاملاً في عملية التأليف أمر يُدافع عنه ومطروح للنقاش السياسي منذ الطائف الى اليوم. لكن أن تكون عملية التأليف مبنية، بعد مخاض أشهر، على لائحة تضم خليطاً عجيباً من الأسماء المستوزرة، وبعضها القليل الجيد لا يمكن هضم وجوده على طاولة مجلس الوزراء مع آخرين مقترحين، فأمر يدعو الى مراجعة استراتيجية التيار القائمة منذ سنوات على اختيار لائحة أسماء عشوائية، من دون الأخذ في الاعتبار الكفاءة والمهنية. هكذا حصل في التعيينات الديبلوماسية، ومحاولات إجراء تعيينات عسكرية، واختيار جزء من النواب والوزراء السابقين والمقترحين. والأمر نفسه مرشح لأن يحصل في الانتخابات النيابية الفرعية، أو العادية العام المقبل. ومشكلة الاسماء، التي اعتُبر بعضها سابقاً على سبيل النكتة، ليس في ما يقوله الحريري من أنه لا يريد وزراء يتصلون برئيس حزبهم لمعرفة رأيه في ما يعرض على مجلس الوزراء، لأن وزراء «المستقبل» ليسوا أفضل حالاً، وكل الاحزاب سواسية، بل في النموذج الذي يقدمه التيار، بعد كل معركة تتعلق بالصلاحيات وبحقوق المسيحيين والثلث الضامن، وتعطيل الحكومة أشهراً كي يأتي بوزراء اختصاصيين نموذجيين. فهل بهذه الاسماء يحترم الدستور، في حكومة العهد التي تُعدّ للانتخابات النيابية وتناقش الخطط المالية وإيجاد حلول للانهيار المالي والكهرباء وغيرهما من الأزمات الحادة؟ وهل بهذه اللائحة الوزارية، كما إحكام السيطرة على مفاصل القصر الجمهوري استعداداً لمرحلة حساسة، يخوض التيار معركة الصلاحيات وحقوق المسيحيين؟ ليست المرة الاولى التي تنتهي معركة دستورية محقّة، على أبواب مصالح التيار… ولن تكون الأخيرة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللواء
«الإشتباك الحكومي»: فريق العهد يقطع الجسور.. وباريس تتحرك!
انخفاض ملحوظ في عدّاد الإصابات .. ولا جلسة للموازنة وسط انقطاع التواصل
إذا كان فريق بعبدا، ماضٍ في دفع قضية تأليف حكومة جديدة برئاسة الرئيس المكلف سعد الحريري وفقاً لمندرجات المبادرة الفرنسية، سواء في ما خص هوية الوزراء (اختصاصيون) ونزع الصفة الحزبية عنهم (لا حزبيون) والانصراف إلى مهمة محددة (تقتضي الالتزام برزمة إصلاحات لضمان تدفق المساعدات) مع عدد محدد لا يتجاوز الـ18 وزيراً، (منعاً لأي ثلث معطل)، دفعها إلى الهاوية، وإبعاد الرئيس الذي انتخبه النواب، لإنجاز هذه المهمة، عن المشهد، أياً كانت النتائج، فإن بوادر إيجابية طرأت على المشهد الصحي، بتراجع اعداد المصابين إلى ما دون سقف الألفين، وهذا تطوّر إيجابي من شأنه ان يساهم بتسريع خطوات الخروج من حالة الاغلاق، والعودة إلى الحياة الطبيعية، مع استمرار عمليات التلقيح، في يومها الثاني، مع الرهان على وصول دفعات جديدة من اللقاحات من الاستارزينكا، الذي تصل دفعاته الأولى في أوائل آذار المقبل، بالإضافة إلى لقاح الفايرز، وموارنا، وغيرها. وكشف رئيس اللجنة الوطنية للقاح كورونا الدكتور عبد الرحمن البزري ان لبنان هو من البلدان الذي حصل على اللقاح بفعل قرض من البنك الدولي.
الاشتباك الحكومي
وفي ما خص الاشتباك الحكومي، فقد أدى سعي فريق العهد إلى قطع جسور التسويات أو المبادارات الأحد إلى انتقال الحراك المتعلق بحل الازمة الحكومية الى الخارج، بعدما صُدّت ابواب الداخل امام الحلول نتيجة سقوف الشروط والمواقف العالية والسجالات الحادة امس، بين تيار المستقبل والمستشار الرئاسي سليم جريصاتي، فسُجّلَ دخول روسي مباشر عبر اتصالات هاتفية بين الرئيس المكلف سعد الحريري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وبين المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ودول أفريقيا نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف. فيما تفيد المعلومات ان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيزور المملكة العربية السعودية نهاية هذا الشهر أو مطلع آذار، ويزور ايضاً الامارات العربية المتحدة ودولا اخرى، للبحث في عدد من الملفات ذات الاهتمام المشترك وبينها بالطبع ملف لبنان والعلاقات الخليجية – الايرانية ومصيراستئناف مفاوضات الملف النووي بين اميركا وايران وتأثيراتها على لبنان.
ويبدو أن هذه الزيارة اضافة الى «مجمل المستجدات السياسية الراهنة على الساحتين الإقليمية والدولية والقضايا ذات الإهتمام المشترك»، كانت مدار بحث امس، بين سفير خادم الحرمين الشريفين لدى لبنان وليد بن عبد الله بخاري في مقر إقامته باليرزة، وبين السفيرة الفرنسية لدى لبنان آن غريو.
وفي معلومات «اللواء» ان الجانب الفرنسي، وحرصاً على احتواء التدهور في العلاقة بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، ووضع حدّ لهذا الانحدار، الذي يمعن فريق بعبدا بدفع البلد إليه، أجرى سلسلة اتصالات بقيت بعيدة عن الأضواء، وشملت بعبدا وبيت الوسط، ولم يعرف ما إذا كانت شملت رئيس المجلس، إذ تعرب أوساط «الثنائي الشيعي» عن استيائها لانحدار الخطاب، الذي من شأنه ان يجعل مهمة «سعاة الخير» – القدامى والجدد – بتعبير «المنار» ثقيلة أكثر من السابق، بالتزامن مع كلام للسيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله عند الثانية والنصف من بعد ظهر اليوم.
وأكدت أوساط مراقبة لـ«اللواء» أن الواضح من التطور المتصل في التراشق الكلامي بين بيت الوسط وبعبدا أن الملف الحكومي أصبح في خبر كان وأشارت إلى أن هناك توقعات بأستمرار هذا التراشق في المرحلة المقبلة. وأفادت هذه الأوساط ان كل المساعي معلقة إلى توقيت غير معروف وان الواقع الحكومي بات مشلولا ما يطرح علامة استفهام حول المشهد المحلي المقبل في ظل استمرار المراوحة. وأعربت عن اعتقادها أنه قد يعقب رفع السقوف فرصة للمباشرة بأجتماعات يعقدها رئيس الحكومة المكلف حول ما اطلقه من مواقف في ١٤ شباط الجاري.
بوغدانوف
وتناول الحديث خلال الاتصال بين الحريري وبوغدانوف حسب بيان للخارجية الروسية، «مسألة الازمة الاجتماعية والسياسية التي يمر بها لبنان، حيث جرى التشديد على ضرورة التشكيل السريع لحكومة مهمة برئاسة سعد الحريري الحائز على اغلبية الاصوات في البرلمان وكذلك التكليف من رئيس لبنان ميشال عون. كما تناول الطرفان مسألة مساعدة الجانب الروسي للبنان في مكافحة مرض كورونا بما في ذلك ارسال دفعة لقاحات الى بيروت».
كذلك تلقى رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط اتصالاً من بوغدانوف، «حيث جرى عرض مختلف الأوضاع العامة، وضرورة الاسراع في تشكيل الحكومة اللبنانية، وأهمية مبادرة روسيا للمساعدة في هذا المجال، وتواصلها مع الأطراف المؤثرة بما يساعد في تخطي العراقيل المصطنعة التي تعطل الولادة الحكومية». وقد وجّه بوغدانوف دعوة لزيارة موسكو إلى جنبلاط، الذي وعد بتلبيتها حال تلقّيه التطعيم الخاص بوباء الكورونا وتوافر الظروف الصحية المناسبة.
في المواقف، أكد المكتب السياسي «لحركة أمل»، «ان مبادرة الرئيس نبيه بري ما زالت تشكل المخرج للجميع من أجل إخراج التشكيل الحكومي من العقد التي وصل اليها، وللإستفادة من مبادرات الدول الصديقة لمساعدة لبنان، خصوصاً وأن الخيبة من التأليف باتت هي الطاغية والسائدة بحيث اصبح المواطن يخشى أن يكون ما وصلنا اليه مدروساً ومخططاً لإبتداع مصائب تُنسي مصائب أُخرى، وصولاً إلى حالة اليأس من قيامة الوطن، بعد إنعدام الثقة بسبب تزاحم المصاعب والأزمات، وتفرعها تارةً تحت عنوان أمني يتمظهر بسرقات وإعتداءات جوالة ومتنقلة، وطوراً خشية من إنفلات الأمن الاجتماعي والأمن المالي، مضافاً اليهم التردي في الوضع الصحي».
درزياً، يعقد في خلدة اليوم، اجتماع في دارة رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان، يتطرق في جانب منه إلى التمثيل الدرزي في الحكومة، لجهة تمثيلها بوزيرين اثنين، على ان يكون أحدهما من حصة الأمير أرسلان.
لا جلسة للموازنة
وازاء هذا التدهور في الوضع السياسي، وانقطاع التواصل بين الأطراف المعنيين، يتمسك رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب بعدم دعوة الحكومة لجلسة لإقرار الموازنة. وكان وفد هيئة التنسيق النقابية في التعليم الثانوي والاساسي، الذي بحث بنود الموازنة التي تعترض عليها القطاعات التربوية، بما في ذلك رابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية التي أبلغت رفضها لموازنة الجامعة، واعتراضها على المواد التي تنال من حقوق ومكتسبات أساتذة الجامعة تبلغ من الرئيس دياب ان الحكومة لن تجتمع لإقرار الموازنة 2021 حالياً، معرباً عن تفهمه لاعتراض الأساتذة والمعلمين والموظفين في القطاع العام.
سجال خارج المألوف
وفي لهجة تجاوزت حدود المألوف، خاطب المستشار الرئاسي سليم جريصاتي الرئيس المكلف بالقول: لست أنت أو سواك من أوقف أو يوقف العد، ذلك ان ضمانة من هذا النوع، هي من الميثاق والدستور. اضاف: كفانا تعالياً واستقواء، إذ نحن قوم لا يرهبنا تطبيع من هنا أو تخصيب من هناك.. وقال: الضمانة الحقيقية والجذرية لعيشنا معاً هي في المادة 95 من دستورنا، أي إلغاء الطائفية (وليس فقط الطائفية السياسية)، ما يدفعني الى السؤال البديهي: هل أنت مستعد لها وقادر عليها، أم أن مجرّد البدء باجراءاتها سيؤدي بنا إلى نزاع من نوع آخر فتنتصف الطريق بنا ولا تستكمل ويستفيق «العد» من سباته المصطنع من جرّاء زغل ورياء وطني، فنقع جميعاً في المحظور القاتل لهويتنا ووطننا.
وعلى الفور جاء الردّ عبر «مستقبل ويب» على شكل مقال وفيه: «سليم جريصاتي المفتي الدستوري لعهد العماد ميشال عون، والمفتن السياسي منذ ايام الوصاية السورية، منزعج من خطاب الرئيس المكلّف سعد الحريري في ذكرى اغتيال والده. ومصدر الانزعاج ان الرئيس الحريري، أكد مبدأ المناصفة بين المسلمين والمسيحيين وشدد على الشعار الذي اطلقه والده، في حمأة المزايدات الطائفية قبل عشرين عاماً : «اوقفنا العدّ».
انزعاج جريصاتي يعني انزعاج الرئيس ميشال عون وانزعاج عون يعني انزعاج جبران باسيل، وانزعاج باسيل ناشئ عن نجاح الحريري في تعطيل مشروعه لنقل الاشتباك حول الحكومة من الخانة السياسية الى ساحة التحريض الطائفي. كل ما فعله جريصاتي أنه رمى كل ما عنده وعند العهد والتيار البرتقالي من تشوّهات سياسية وطائفية، على الرئيس الحريري، وبذل جهداً كلامياً في إلباس الرئيس المكلف الثوب الطائفي الرثّ الذي يتدثّر به.
وسرعان ما عاد جريصاتي ورد قائلا «لن أرد على شتامي المستقبل ويب وأسيادهم وأبواقهم، وكنتُ آمل بنقاش رصين. يبقى أنهم يزعمون أنهم أوقفوا العد فيما أنهم جنّسوا العدد، وأنهم أصحاب الإعتدال فيما أنهم حبسوا مشروع قانون الزواج المدني الإختياري الذي أقره مجلس الوزراء. ويبقى الشعب هو الحَكَم». ورد المستقبل على الرد: على جري عادته، لا يترك كبير الشتّامين في القصر سليم جريصاتي مناسبة إلا وينضح بما فيه. هو الآتي من كنف الوصاية الى كنف الوشاية يعطي «مستقبل ويب» دروساً في « النقاش الرصين»، متناسياً سمومه الممتدة بين القصور والقبور.
وأشار أمين عام تيار المستقبل أحمد الحريري الى أن «رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري ليس ابن عائلة سياسية تقليدية بل إنسان رؤيوي عانى ما عاناه اللبنانيون جميعا وأتى من عائلة بسيطة، واستخدم العلاقات الخاصة ليخلص لبنان من الأزمة التي عاشها، ومن هنا آمن بلبنان وبالسلام فيه، وعندما أتى بال92 واجه العقلية الميليشيوية كانت موجودة، ولازالت موجودة لدى بعض الأحزاب السياسية».
واعتبر مقابلة تلفزيونية، أنه «لأول مرة يتم تطبيق اتفاق الطائف في تشكيل الحكومة من قبل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، والمعترض الوحيد هو التيار الوطني الحر وربما حزب الله مستترا». وأضاف: «أمام حزب الله خياران، إما خسارة البلد وفقدان الورقة بيد إيران أو إنقاذ لبنان، ونحن ننتظر خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لنستمع إلى موقفهم وقرارهم». وأعلن عن أن «حزب الله كان مسهلا لتشكيل الحكومة ولم يكن معرقلا، وهم لم يكونوا العقدة ولكنهم بحاجة الى غطاء مسيحي بظل انفلاشهم بسوريا والعراق واليمن والبحرين، ويعتبرون أنه يجب استغلال الحليف للنهاية أي ختام مرحلة الرئاسة الحالية».
ودعا الحريري الى «تحرير بعبدا من التيار الوطني الحر وهم يحتلونه، وأنا أحزن على الموقع الذي وضعه فيه التيار»، وأضاف: «الرئيس عون يعطل، والإصرار على الثلث المعطل يعتبرونه مكسبا لهم، ورئيس مجلس النواب نبيه بري كان واضحا بأنه لا ثلث معطل لأحد، علما أنه إن وقف حزب الله مع التيار بالحكومة يكون هناك ثلث معطل، لكن الحقيقة أن هناك جشعا من التيار بالسلطة، يريدون تعويض ما فاتهم من السنوات التي كانوا منفيين فيها».
المصارف
مصرفياً، بدأ العد التنازلي لمعرفة وضعية المصارف، بعد هذا الشهر، لجهة تنفيذ ما طلبه مصرف لبنان من المصارف العاملة، وعددها 12 مصرفاً، بزيارة رأسمالها من الدولار بنسبة 20٪، وإلا ستواجه خيارات تتعلق بالدمج أو بأي خيار آخر.. وبانتظار المهلة المحددة، تتحدث المعلومات عن ان قرابة 5 أو 6 مصارف سيكون بإمكانها رفع النسبة، والاستجابة لطلب المركزي.
اما ماليا، فأعلن مكتب وزير المال ان وفقاً للأصول القانونية، تسلّم أمس وزير المالية في حكومة تصريف الأعمال الكتاب المرسل من حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الذي يؤكد فيه التزامه بكامل أحكام القانون رقم 200 تاريخ 29/12/2020 وتعاونه مع شركة Alvarez & Marsal إيجابياً بالنسبة للأسئلة المطروحة من قبلها. ومن المقرر أن يقوم بتحويل ردّ الحاكم لاحقاً إلى شركة Alvarez & Marsal.
الكهرباء
وارسلت مؤسسة كهرباء لبنان، عبر وزارة الطاقة إلى مصرف لبنان تقريراً عن شركة primesouth، التي تتولى صيانة وتشغيل معملي دير عمار والزهراني، وشرحت في الكتاب أهمية عمل هذه الشركة لاستمرار إنتاج الطاقة الكهربائية. قضائيا، استدعى المحقق العدلي في جريمة إنفجار مرفأ بيروت القاضي فادي صوان الخميس المقبل 18 الجاري، وزير الأشغال السابق المحامي يوسف فنيانوس لاستجوابه كمدعى عليه، كما يستجوب المدير الإقليمي السابق للجمارك في بيروت موسى هزيمة بصفة مدعى عليه أيضا. ميدانياً، قطع ناشطون طريق الرينغ باتجاه الصيفي لبعض الوقت، وعملت القوى الأمنية على إعادة فتحه بالاتجاهين.
حسن إلى موسكو
صحيا وفي وقت بدأ توزيع اللقاحات على المستشفيات، خارج العاصمة، علم ان وزير الصحة حمد حسن سيتوجه قريبا الى روسيا لاجراء مفاوضات حول استقدام لقاح سبوتنيك ف الروسي الى لبنان بكميات كافية. واشارت المعلومات الى ان زيارة حسن تأتي بعد اتصالات جرت بين لبنان وروسيا في هذا الخصوص تكللت بالنجاح الا انها تحتاج الى تقديم عرض حكومي لانجازها.
وفي السياق، قال مدير «مستشفى بيروت الحكومي الجامعي» الدكتور فراس الأبيض أن «رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة. أمس، اكثر من الف تلقوا اللقاح. البارحة ايضا، اظهرت ارقام الكورونا ان نسبة الفحوصات الموجبة لا تزال مرتفعة، وان اسرة المستشفيات لا تزال ملأى». وأضاف على «تويتر» «القطار انطلق، وعلينا جميعا العمل لنشر اللقاح، كي يكون ما امامنا افضل مما مضى».
من جانبه، أكد نقيب الاطباء شرف أبو شرف اننا «سنستمر بالحفاظ على التدابير الوقائية لحين الوصول الى المناعة المجتمعية واللقاحات خففت من خطر الاصابات القاسية والوفيات». وأشار إلى «أننا متقيدون بالتدابير حتى يحصل 80% من المواطنين على اللقاح ونسب اللقاحات التي ستصل الى لبنان تكفي لـ50% من الأشخاص على أمل أن نصل الى المناعة المجتمعية في منتصف العام المقبل». وشجّع «الجميع على التسجيل على المنصة التابعة لوزارة الصحة للحصول على اللقاح»، لافتاً إلى أن «بعض المستشفيات الخاصة تأخذ من مرضى كورونا مبالغ مالية وهذا أمر مرفوض، ووزارة الصحة يجب أن تغطي التكلفة 100%».
صحياً، أعلنت وزارة الصحة في تقريرها اليومي عن تسجيل 1739 إصابة جديدة و44 حالة وفاة، خلال الـ24 ساعة الماضية.