كتب غينادي بيتروف، في صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” الصادرة في موسكو، مقالاً حول خطر تحول الاشتباكات في بيروت إلى حرب أهلية وتهديدها لخطة واشنطن في المنطقة.
وجاء في المقال: أطلق أنصار حزب الله وحركة أمل الشيعيتين، الخميس، النار وسط بيروت. واتهموا تنظيم القوات اللبنانية بمهاجمتهم. يُعد حزب الله تقليديا منظمة موالية لإيران، بينما تتعاطف القوات اللبنانية مع إسرائيل.
وكان للمظاهرة، التي تم إطلاق النار عليها، هدف واضح: التعبير عن رفض الطائفة الشيعية في البلاد لنشاط القاضي طارق بيطار الذي يحقق في انفجار مرفأ بيروت سنة 2020.
وجرت المظاهرة بناء على دعوة من زعيم حزب الله، الشيخ حسن نصر الله. فهو يطالب باستقالة بيطار على الفور.
اتخذت السلطات اللبنانية إجراءات حاسمة. صدرت أوامر للجيش بإطلاق النار على كل من يحمل السلاح في منطقة ساحة الطيونة. وفي الوقت نفسه، قد يؤثر تفاقم الوضع في لبنان على الأوضاع حول البلاد.
فعشية إطلاق النار في بيروت، أجرى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن محادثات مع وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد ووزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، كرست لذكرى “الاتفاقات الإبراهيمية” لتطبيع العلاقات بين الدولة اليهودية والدول العربية. نتيجة لتلك الاجتماعات، أوضح بلينكين أن إدارة البيت الأبيض الحالية لن تقتصر سياستها في الشرق الأوسط على الدعم من جانب واحد لإسرائيل، كما فعلت إدارة دونالد ترامب، وأن الولايات المتحدة تهدف إلى فتح قنصلية عامة لها في القدس الشرقية. وهي تعد بمثابة سفارة أمريكية لدى السلطة الوطنية الفلسطينية.
إذا بدأت إراقة دماء خطيرة ومتبادلة بين الطوائف في لبنان، فسيؤدي ذلك إلى خلط أوراق الدبلوماسية الأمريكية. وحتى، هذه اللفتة الجادة، أي افتتاح قنصلية أمريكية عامة في القدس الشرقية، لن يلاحظها “الشارع العربي” ولن يقدرها.