اللواء
استشارات الخميس: ضياع نيابي بين خطوط الغاز وإفلاس المعالجات
اتجاه جنبلاطي لتسمية ميقاتي..
قبل أقل من أسبوع على الاستشارات الملزمة الخميس المقبل (23 حزيران الحالي)، تتفاقم الظروف المعيشية والحياتية، وتتزايد الأزمات، من إضراب القطاع العام، إلى الارتفاع الجنوني لأسعار المحروقات، لا سيما البنزين، إذ اقتربت الصفيحة من سعر الـ700 ألف ليرة لبنانية، وبدت تلوح في الأفق أزمة قمح وطحين في وقت واحد.
وبالانتظار، بين الترقيع والعجز في معالجة ملف الأزمات الحياتية، بدا ان مهمة الوسيط الأميركي في ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل آموس هوكشتين، دخلت في عالم الغيب، لحين جلاء مهمة أميركية أكبر، تتعلق بزيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى الشرق الأوسط منتصف تموز المقبل، حيث سيكون موضوع الغاز والطاقة الأبرز على جدول أعمال الزائر الأميركي.
وعلى هذا الصعيد، تشدّد أوساط في 8 آذار على ربط الاستقرار البحري، لجهة استخراج النفط والغاز، بضمان وصول اللبنانيين إلى حقوقهم لجهة استثمار الغاز من الحقول اللبنانية.
وفي الشأن الداخلي، بدا ان العجز والافلاس لا يقتصران فقط على مقاربة المعالجات، بل ايضا على مقاربة الاستحقاق الحكومي المقبل، ان على جبهة تسمية رئيس جديد يكلف تأليف الحكومة، أو حتى على جبهة التأليف نفسها، إذ كشف النقاب نواب اللقاء الديمقراطي، يبدون ان تحفظا على إعادة تسمية الرئيس نجيب ميقاتي.
مشاورات قبل الاستشارات
وعلى هذا الصعيد، تكثفت المشاورات على اكثر من مستوى بعد تحديد رئيس الجمهورية مواعيد الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس للحكومة، وبدت الكتل متريثة او متحفظة في ذكر من تريد تسميته، ما عدا تلك التي قررت سلفاً وعلناً عدم تسمية الرئيس نجيب ميقاتي، وفي هذا السياق، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة عضوي اللقاء الديموقراطي النائبين وائل أبو فاعور وأكرم شهيب. فيما كان الاستحقاق الحكومي وموضوع ترسيم الحدود البحرية مدار جولة السفيرة الاميركية دوروثي شيا والفرنسية آن غريو على بعض المسؤولين والسياسيين.
وعلى هذا الحال ما زالت الكتل الرئيسية والجديدة تدرس خياراها، حيث تعقد كتلة اللقاء الديمقراطي اجتماعاً مطلع الاسبوع المقبل بعد اجرائها جولة اتصالات لاسيما مع حزب «القوات اللبنانية»، كما تعقد كتلتا التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية اجتماعاتها المفتوحة ايضا لتقرير الموقف. وقالت مصادر القوات لـ«اللواء»: انها تتواصل مع الاكثرية المعارضة الجديدة من كل الاحزاب وقوى التغيير والمستقلين، بهدف التوافق على اسم شخصية تحظى باصوات الاكثرية وتستطيع متابعة وتنفيذ ما برنامجها.
اضافت: المسألة ليست اشخاص بل معايير وشروط ابرزها شكل الحكومة، لا حكومة وحدة وطنية، وحكومة يكون قرارها الاستراتيجي بيدها، وعدم تخصيص اي حقيبة لأي طائفة، ومن تتوافر فيه هذه الامور نقترح اسمه وقد نوفق وقد لا نوفق. وافادت مصادر كتلة نواب التغيير ان اجتماعاتها مفتوحة لمناقشة الموضوع الحكومي، اضافة الى متابعة موضوع ترسيم الحدود البحرية والتزام الخط 29، للتفرغ لاحقاً لإعداد عدد من اقتراحات القوانين الضرورية والملحّة.
وأشارت مصادر سياسية متابعة الى أنه بعد تحديد مواعيد الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس جديد للحكومة بعد شهر من المماطلة المتعمدة،وغير المبررة،انطلقت حركة اتصالات بين مختلف الاطراف السياسيين، كل منها للاتفاق على اسم الشخصية التي ستتم تسميتها لتولي رئاسة الحكومة المقبلة،وكشفت ان الاعلان غير مباشر عن تأييد الثنائي الشيعي لعودة الرئيس نجيب ميقاتي لتشكيل الحكومة الجديدة، بالتوازي مع اتجاه واضح لتاييد تسميته من كتلة اللقاء الديمقراطي وعدد من النواب المستقلين وخصوصا من الشمال، وحيازته لغطاء من السنّه بالداخل، ودول عربية وخارجية، اربك حسابات رئيس الجمهورية ميشال عون ووريثه السياسي النائب جبران باسيل اللذين باءت جهودهما، لاختيار شخصية سنيّة، ينافسان فيها ترشيح ميقاتي بالفشل، في حين ان تعثر النواب التغييرين والسياديين بالاتفاق حتى الساعة، على اسم معين لتسميته لرئاسة الحكومة بمواجهة ميقاتي، زاد من مأزق وعزلة رئيس الجمهورية وباسيل معا، والاهم ان موقف القوات اللبنانية التي تنسق مع اللقاء الديموقراطي وتتجه الى مقاربة سياسية إيجابية تجاه عملية التشكيل، حرمتهما ايضا من انتزاع الغطاء المسيحي عن تسمية ميقاتي لترؤس الحكومة الجديدة كما كانا يسعيان، لاضعاف ترشحه.
وتوقعت المصادر ان يبقى ميقاتي متصدرا، المرشحين لتولي رئاسة الحكومة المقبلة، ويبذل ما في وسعه لزيادة عدد النواب المؤيدين لتسميته، بينما لن يؤدي التصعيد السياسي الحاصل على هامش تشكيل الحكومة، الا الى تعثر وعرقلة مسار تشكيل الحكومة الجديدة، والتي يبدو من خلال المواقف المعلنة، انها غير سالكة في الوقت الحاضر.
وفي المواقف من هذا الموضوع، كرر رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل خلال لقائه السفيرة الفرنسية آن غريو، «ضرورة تشكيل حكومة في اسرع وقت ممكن، تفرمل الانهيار وتشرع في تنفيذ الاصلاحات المطلوبة ومواكبة الاستحقاقات المفصلية المقبلة على لبنان، على ان يكون على رأسها شخصية مستقلة عن المنظومة، مُلمًّة بالواقع المالي والاقتصادي، وتملك رؤية للحل». كما أكد ضرورة الاستفادة من الديناميكية الجديدة التي انتجتها الانتخابات النيابية في البرلمان لإمرار القوانين المطلوبة في اسرع وقت بعيداً عن التسويات التي كانت سائدة.
من جانبه، أشار عضو تكتل الجمهورية القوية النائب فادي كرم إلى أن «تكتل الجمهورية القوية لم يحسم بعد اسم مرشحه لرئاسة الحكومة إنما الموضوع لا يزال قيد النقاش»، لافتاً إلى أن «الباب مفتوح للتفاهم مع الكتل الأخرى لا سيما النواب التغييريين والمستقلين للاتفاق على شخصية قادرة على تأليف حكومة». وقال النائب عبد الرحمن البزري: أن موضوع تسمية رئيس للحكومة المقبلة ما زال قيد البحث، ونحن نتشاور مع القوى السياسية والمستقلة والتغييرية من أجل التوصّل الى صيغة مريحة للبنان.
الحدود وجولة شيا
وفي انتظار الرد الاسرائيلي على طروحات لبنان حول ترسيم الحدود البحرية التي ابلغها الى الوسيط الاميركي اموس هوكشتين الى تل ابيب، إستقبل الرئيس نجيب ميقاتي سفيرة الولايات المتحدة الأميركية دوروثي شيا وبحث معها في العلاقات الثنائية بين البلدين. وزارت شيا ايضا رئيس حركة الاستقلال النائب ميشال معوض في حضور النائب اديب عبد المسيح والنائب السابق جواد بولس، وجرى بحث معمق في موضوع ترسيم الحدود وضرورة حماية المصالح اللبنانية .
وأصدر تكتل نواب قوى التغيير بيانا حول الموضوع والخط 29، أعلنوا فيه «انه وإزاء الخطر البالغ على حقوقنا السيادية بوجود المنصة اليونانية فوق حقل كاريش، قررنا، الإنتقال الى الخطوات التالية التي عددناها في مؤتمرنا الصحافي، والمُضي قدماً بدعم إقتراح القانون المعجلّ المُكرَّر، المقدم من النائب بولا يعقوبيان، لتعديل القانون رقم ١٦٣ تاريخ ٢٠١١/٨/١٨ بغية إعتماد الخط ٢٩ كخط رسمي لتحديد الحدود الجنوبية للمنطقة الاقتصادية الخالصة البحرية اللبنانية، ونطلب من سائر النواب الإنضمام إلينا في هذه الخطوة والدفع بها لإقرار هذا القانون في الهيئة العامة في مجلس النواب».
وقالوا: ان هذه الخُطوة سترافقها خُطوات أُخرى مُسائِلة، في حال إستمرار التقاعس عن إحقاق حقوق اللبنانيين، ومن ضمنها تشكيل لجنة تحقيق برلمانية خاصة لهذه القضية.
واشار النواب الى انه الوسيط هوكشتين «صارحنا أنّ لا بحث إطلاقاً مع السلطات اللبنانية في الخط ٢٩، والبحث دائر معها حول خطوطٍ أُخرى أدنى من هذا الخط؛ فأبلغناه، كنوابٍ ممثلات وممثلين للشعب اللبناني وللأُمة جمعاء، أحقية طرح الخط ٢٩ وضرورة العودة الى التفاوض غير المباشر الذي بدأ في الناقورة بإشراف الأُمم المتحدة».
14 طعناً بالانتخابات
انتهت منتصف ليل امس، المهلة القانونية لتقديم الطعون أمام المجلس الدستوري وقد صل عددها إلى 14 طعنا وهي على التوالي:
في 31 ايار 2022 بول حنا الحامض ضد النائب الياس الخوري(قوات) الفائز عن المقعد الماروني في طرابلس .
في 8 حزيران 2022 محمد حمود ضد النائب بلال الحشيمي الفائز عن المقعد السني في زحلة.
في 13 حزيران 2022 جوزيفين زغيب ضد النائب فريد الخازن الفائز عن المقعد الماروني في كسروان.
في 14 حزيران 2022 حيدر زهر الدين عيسى ضد النائب احمد رستم الفائز عن الموقع العلوي في عكار. وايلي خليل شربشي ضد النائب سينتيا زرازير الفائزة عن مقعد الاقليات في بيروت الأولى. النائب السابق فيصل كرامي ضد كل من النواب رامي فنج، ايهاب مطر، فراس السلوم .
في 15 حزيران 2022 امل ابو زيد (ماروني) ضد النائب الفائز عن مقعد جزين سعيد سليمان الاسمر. ومروان خير الدين الى جانب لائحة الأمل والوفاء ضد النائب فراس حمدان الفائز عن المقعد الدرزي في حاصبيا. وإبراهيم عازار ضد النائبين الفائزين عن مقعد جزين الماروني شربل مارون وسعيد الاسمر. وزينة منذر ضد النائب فيصل الصايغ الفائز عن المقعد الدرزي في بيروت الثانية. وضد النائب وضاح الصادق الفائز عن المقعد السني في بيروت الثانية.
في 16 حزيران 2022 جاد غصن ضد النائب رازي الحاج الفائز عن المقعد الماروني في المتن والنائب اغوب بقرادونيان الفائز عن المقعد الارمني في المتن. وحيدر ناصر المرشح عن المقعد العلوي في طرابلس ضد ايهاب مطر الفائز بالمقعد السني في طرابلس، وضد فراس السلوم الفائز بالمقعد العلوي في طرابلس. سيمون صفير ضد نعمة أفرام وفريد هيكل الخازن في كسروان جبيل عن المقعد الماروني. وطانيوس محفوظ ضد نيابة النائب جميل عبود عن المقعد الأرثوذكسي في الدائرة الثانية في طرابلس.
بحث إضراب القطاع العام بغياب الرابطة
والبارز، حياتيا، الاجتماع الذي ترأسه الرئيس ميقاتي في السراي الكبير لبحث ملف إضراب القطاع العام، وانعكاسه على جمع الأموال والايرادات وتسيير مصالح المواطنين، من زاوية بحث ما يمكن فعله لتلبية بعض المطالب، بغياب ممثّلي الموظفين والاجراء في الإدارة العامة.. أي الرابطة أو الأداة النقابية، وبمشاركة وزير المال في حكومة تصريف الأعمال يوسف خليل ووزير العمل في الحكومة نفسها مصطفى بيرم، ومدير عام المالية بالوكالة جورج معراوي، ورئيس هيئة التفتيش المركزي جورج عطية، ورئيس مجلس الخدمة المدنية نسرين مشموشي، فضلا عن رئيس الاتحاد العمالي بشارة الأسمر، الذي على خط الوساطة، مع الرابطة.
الثابت، في ضوء كلام الوزير بيرم ان الطابة في كرة الرابطة التي لم تعد تمثل الموظفين، فالحل أولا بإجراء الانتخابات. وقال مصدر نقابي لـ«اللواء» ان الاجتماع تجاوز الهدف من انعقاده، وسعى إلى رمي الكرة إلى خارج مسؤولية الدولة في الاستجابة، للمطالبة التي طرحتها الرابطة، ووصفها الرئيس ميقاتي بأنها عالية السقف.
ولم يصل الاجتماع إلى أية نتيجة، فبقيت الاجتماعات مفتوحة، وتحرير الموظفين من حضور ثلاثة أيام لدفع المساعدة الاجتماعية، مع الحاجة إلى توفير دوام لجنتي الواردات لأن الواردات تستلزم إدارة تعمل». داعيا الاجتماع عبر الوزير لكسر هذه الحلقة المفرغة. وكشف بيرم ما ذكرته «اللواء» من ان عدم دفع بدلات النقل، مرده عدم توافر السيولة، بسبب تأخر إقرار الموازنة!
وفي السياق الاجتماعي، أعلن مصرف لبنان في بيان، انه سيقوم «بدفع المساعدة الاجتماعية عن شهرَي آذار ونيسان والتي باشرت بتحويلها وزارة المال لكافة موظفي القطاع العام والعسكريين والمتقاعدين نقداً بالدولار الاميركي بحسب سعر منصة «صيرفة». وعلى جميع المصارف الالتزام بتسديد هذه المساعدة الاجتماعية فور ورودها الى حسابات الموظفين نقداً وبالدولار الاميركي على سعر منصة «صيرفة».
وفي سياق مالي، أكّد حاكم مصرف لبنان رياض سلام الاستمرار العمل بالتعميم 161 الذي يسمح بالحصول على الدولارات على سعر المنصة مقابل الليرة اللبنانية.
وفي المناطق، احتجاجا على عدم توفر مادة الطحين للأفران نفذ عمال الأفران اعتصاما أمام سرايا طرابلس بمشاركة رئيس الإتحاد العمالي العام في الشمال النقيب شادي السيد حيث طالبوا بانصاف الشمال في تسليم الطحبن وطالب وزير الاقتصاد القيام بدوره في مراقبة السوبرماركت والأفران والاشتراكات في طرابلس حيث لا دور له يذكر، وخلال الاعتصام عمد المحتجون الى اقفال الطريق امام سرايا طرابلس.
ردّ طلب تنحي أبو حيدر
قضائياً، ردّت محكمة الاستئناف في بيروت برئاسة القاضي حبيب رزق الله عرض التنحي الذي تقدّم به النائب العام الاستئنافي ببيروت القاضي زياد بوحيدر عن النظر في ملف حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، بسبب إبدائه رأياً في القضية، واعتبار الادعاء ليس من اختصاصه. ومع هذه النتيجة، فالقاضي أبو حيدر بات ملزما بالسير في ملف الادعاء.
الاخبار
معراب والمختارة: مشاركة كاملة أم لا؟
حال من الضبابية تُحيط بملف الحكومة، مع بروز مواقف مستجدة لدى بعض القوى السياسية، ترافقت مع عودة النشاط إلى السفير السعودي في بيروت وليد البخاري، ما أشار إلى بداية اهتمام الرياض بالملف تكليفاً وتأليفاً.
السعودية غير الراضية عن نتائج الانتخابات النيابية استدعت سفيرها في بيروت لتقييم أسباب الفشل بعدما أغرق بلاده بتقارير الانتصار وانتزاع الأكثرية النيابية من حزب الله وحلفائه. هذه المراجعة تشير إلى اهتمام لدى المملكة بالساحة اللبنانية، بخاصة بعدما لمست فشل سفيرها وكذب ادعاءاته، فضلاً عن النتائج الكارثية لتفضيله معراب على حساب الطائفة السنية.
وفيما لا تزال أسهم رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي متقدمة لترؤس الحكومة المقبلة، مع تمتعه بتأييد واضح من الفرنسيين والأميركيين، ورغم أنه لا يزال يفتقد إلى الرضا السعودي، ينقل زوار الرياض أنها لن تخوض معركة ضده طالما ليس هناك توافق بين القوى اللبنانية على بديل له. غير أن مشكلة ميقاتي تبدو محلية، إذ إن القوات اللبنانية لا تزال تمانع تسميته والمشاركة في الحكومة، فيما يرفض التيار الوطني الحر تسميته أيضاً، ما يجعله عملياً بلا غطاء مسيحي. ويتابع ميقاتي عن كثب اللقاءات المتواصلة بين القوات اللبنانية والحزب الاشتراكي، والتي ستستكمل الأحد في لقاء يجمع في معراب سمير جعجع وموفدين من وليد جنبلاط. وبحسب مصادر، فإن جنبلاط لا يرفض فكرة الاتفاق على اسم بديل، لكنه يعتقد بأن ميقاتي هو الأنسب في الوقت الحالي، كونه يحظى بدعم خارجي، كما أن زعيم المختارة يشدد على ضرورة مشاركة القوات في الحكومة لمنع سيطرة النائب جبران باسيل على الحصة الوزارية المسيحية. وعلمت «الأخبار» أن القوات تبدي ليونة في احتمال التراجع عن موقفها الرافض المشاركة في الحكومة، إلا أنها تنتظر المزيد من المشاورات قبل إعلان موقفها النهائي من التسمية ومن المشاركة في الحكومة. وتربط مصادر مطلعة هذه الليونة بالتدخّل السعودي في موضوع التسمية، رغم أنه تُنقل عن البخاري مواقف سلبية تجاه ميقاتي.
وعلمت «الأخبار» أن تعديلاً طرأ على تعامل السفير السعودي مع «أصدقائه» بعد عودته، ويبدو أن الرئيس فؤاد السنيورة هو أكثر المتضررين، إذ حاول بعد الانتخابات زيارة الرياض وطلب أكثر من موعد، لكن أحداً لم يستجِب له. حتى أن السفير البخاري لم يُجِب على اتصالاته حينَ كانَ موجوداً في المملكة، لكنه وافق أخيراً على الاجتماع به في السفارة في لبنان بعد إلحاح من السنيورة نفسه. وتقول المصادر إن السنيورة اقترح على السعوديين أن يعمل على تجميع النواب المقربين سياسياً من المملكة، وبالأخص النواب السنة المستقلين. وعلمت «الأخبار» أنه سيبدأ اتصالاته مع هؤلاء الأسبوع المقبل.
وربطاً بالمهمة الجديدة، أطلق السنيورة نشاطه السياسي بدعوة مجموعة من الإعلاميين المقربين منه، إلى جلسة تحدث فيها عن فوزه في عدة دوائر، موضحاً أنه فاز بكتلة من 7 نواب (3 سنة، درزيان وأورثوذكسيان)،مُدرجاً النائبين «الجنبلاطيين» وائل أبو فاعور (البقاع الغربي) وفيصل الصايغ (بيروت الثانية) في سلته، وهو أثار حفيظة رئيس الحزب الاشتراكي الذي لا توحي أجواؤه بأن الأمور «ماشية» مع السنيورة. وقد علق الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري على ادعاءات السنيورة واصفاً إياه بـ»الخاسر الأول في الانتخابات».
أما على جبهة النواب «التغييريين» الـ13، فقد حُددت لهم مواعيد منفصلة في القصر الجمهوري، لأنهم – بحسب بعضهم – «لم ينجحوا حتى الآن في الاتفاق حول شخصية واحدة لترشيحها لرئاسة الحكومة»، على رغم إصرارهم على أنهم «سيقدمون اسماً واحداً لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وأنهم يعقدون اجتماعات مفتوحة لأجل ذلك كان آخرها مساء أمس». وفي هذا الإطار، علمت «الأخبار» أن «هناك تراكمات تؤخر الاتفاق حول اسم رئيس الحكومة، وأن اجتماعات هؤلاء تشهد إشكالات متكررة بين بعض النواب، أدت إلى انسحاب النائب ميشال الدويهي من إحداها قبل يومين. وأشارت مصادر مواكبة إلى أن يوم السبت قد يشهد اتفاقاً، حيث يجري النقاش في عدد من الأسماء الأبرز بينهما السفير نواف سلام والنائب عبد الرحمن البزري، وعامر البساط.