الأخبار
انهيار الرهان الإسرائيلي على إمكانية ردع حزب الله
الكوليرا تنتشر : ليس لدى الدولة إلا الكلور!
كان مرجّحاً أن ترفض المحكمة العليا الإسرائيلية الطعون في الاتفاق على الترسيم البحري مع لبنان، معطيةً الضوء الأخضر لتنفيذه. وهذا الترجيح لم يكن ينبع من اقتناع راسخ بأن الاتفاق مُحصَّن من الناحية القانونية، بل العكس هو الصحيح. إذ كان ممكناً، في ظروف أخرى، الطعن في شرعية صلاحية حكومة انتقالية للمصادقة على اتفاق ينطوي على أبعاد استراتيجية، والأهم أن ذلك يجري عشية انتخابات عامة.
لذلك، من أهم الأسئلة التي سعت المستشارة القانونية للحكومة غالي بهراف مياره إلى الحصول على جواب عنها: ما الذي يمنع تأجيل المصادقة على الاتفاق الى ما بعد الانتخابات وتشكيل حكومة، وخصوصاً أن ذلك لن يستغرق سوى أسابيع؟ (تقرير علي حيدر)
ورغم أن مشاركة الكنيست كان يمكن أن تسدّ الثغرة القانونية المتمثلة بمصادقة حكومة انتقالية على الاتفاق عشية الانتخابات، إلا أن المستشارة القانونية للحكومة لم تلزم الحكومة بذلك مع أنها من أنصار هذا الرأي، كما تجاوزته المحكمة العليا، بعدما قدَّم رئيس الاستخبارات العسكرية (أمان)، اللواء أهارون حليفا، توضيحات للقضاة في جلسة مغلقة، الخميس الماضي، حول الضرورات الأمنية للمصادقة على الاتفاق.
هكذا يتضح أيضاً أن الموافقة على الاتفاق جاءت على خلفيات استراتيجية وأمنية مع نتائج اقتصادية وليس العكس. ولذلك، كان للأجهزة الأمنية دور رئيسي في تأمين الغطاء له، وكانت الخلفيات الأمنية أكثر حضوراً من أيّ اعتبار آخر. وتبدّى ذلك واضحاً في الإجماع التام على ضرورته من كل المؤسسات والأجهزة، الجيش والاستخبارات العسكرية، الموساد والشاباك، إضافة الى وزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي. كما تبدّى في اتفاق كل الأجهزة على تقدير مشترك – وهي مسألة نادرة – على أن عدم المصادقة يرفع احتمالات نشوب حرب مع حزب الله. وقد تبلورت هذه التقديرات في جلسات مشاورات تناولت فيها هذه الأجهزة تصميم الحزب وإرادته وقدرته على الذهاب إلى النهاية في منع إسرائيل من استخراج الغاز من حقل «كاريش» وإلى ما بعد بعد كاريش كما أعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.
ليس من الصعوبة التقدير أن مروحة من الأسئلة والقضايا ذات الصلة حضرت على طاولة النقاش والتشاور لدى الجهات المهنية. أولها، على ما يبدو، تمحور حول عدم وجود أي فرصة لتراجع الحزب عن التزامه أو إمكانية ردعه بالتهويل والرسائل العملياتية. ويُعبِّر ذلك عن نجاح حزب الله وأمينه العام في تصفير إمكانية الرهان على أي خيارات بديلة، وبأنه لا جسور للعودة عن التزام الحزب العلني بمنع استخراج من «كاريش» كمرحلة أولى، في حال عدم رفع الحظر عن حق لبنان بالتنقيب والاستخراج.
ويبدو أيضاً أن خيار الامتناع عن استخراج الغاز من «كاريش» كان مستبعداً لأسباب عدة، أولها أنه يُقوّض صورة إسرائيل وقوة ردعها، ويرتّب أضراراً استراتيجية كبرى في هذا المجال، وتداعيات اقتصادية سلبية انطلاقاً من العقود والمشاريع التي تنتظر استخراج الغاز. والأهم، أيضاً، أن حزب الله لجأ الى تعطيل كاريش باعتبار هذا المنسوب كافياً في الضغط والردع. وإذا ما تبيّن خلاف ذلك، من المؤكد أنه كان سيرتقي في خياراته لتحقيق هذا الهدف الى ما بعد حيفا في حال استنفاد الخيارات البديلة.
كما حضر في هذا المجال، وفق التقارير الإسرائيلية، أن الأجهزة الأمنية عبَّرت عن خشيتها من مرحلة ما بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون، حيث من المرجح أن يسود فراغ رئاسي، وربما تتطور الأمور أيضاً نحو صراع سياسي داخلي حول من يملك الصلاحيات… ما قد يعرقل عملية التوقيع التي ستقترن بمنع حزب الله من استخراج الغاز من كاريش. وهو السيناريو الذي سيضع حزب الله وإسرائيل أمام مسار صدامي ويرفع من احتمال نشوب مواجهة عسكرية.
هكذا وجدت إسرائيل نفسها أمام خيارين لا ثالث لهما: إما التسليم بالمعادلة اللبنانية، أو الذهاب إلى مواجهة عسكرية تكون فيها المقاومة رأس الحربة في الدفاع عن ثروات لبنان وشق طريق الإنقاذ من الهاوية التي هوى إليها على المستويين المالي والاقتصادي، مدعوماً بشرعية شعبية واسعة. هذا من دون التطرق الى الأثمان الاستراتيجية الهائلة التي كانت ستدفعها إسرائيل في أمنها القومي. أما بالنسبة إلى لبنان، فإنّ أيّ خسائر وتضحيات كان سيُقدّمها، تبقى أقل مما ينتظره في المستقبل إن لم يتم تغيير الاتجاه الذي يسلكه. وهكذا انهار مفهوم ارتداع حزب الله وخشيته من المواجهة العسكرية مع إسرائيل، كما أكد على ذلك الخبير الإسرائيلي بشؤون الشرق الأوسط، أيال زيسر. على الأقل أصبح هذا الاقتناع راسخاً وجلياً لدى جهات القرار السياسي والأمني في كيان العدو، في القضايا المصيرية التي تتصل بلبنان.
يكشف قرار الجهات القضائية والقانونية، إضافة الى الجيش والأجهزة الأمنية، أنه رغم محاولة التوظيف السياسي والانتخابي لهذا الملف من قبل ينيامين نتنياهو، إلا أن هناك إجماعاً في إسرائيل على مجموعة من الحقائق والتقديرات تتجاوز الانتماءات الأيديولوجية والسياسية والمؤسساتية التي تتصل بتوصيف الكثير من ملامح المشهد في بعدَيه الاستراتيجي والاقتصادي. فالجميع يقرّ بأن تهديد حزب الله هو الذي فرض على إسرائيل ومعها الولايات المتحدة القبول بحصول لبنان على حقوقه في حرية التنقيب والاستخراج، إضافة الى ما حققه على صعيد الترسيم.
الكوليرا تنتشر : ليس لدى الدولة إلا الكلور!
تتّسع خريطة انتشار الكوليرا في لبنان، فيما تتصرّف الدولة ببطء لمواجهة مرض يمكن احتواؤه، في حال خضوع المريض للعلاج مع السّاعات الأولى لبدء العوارض، كما أنّ الوقاية منه ليست بهذه الصعوبة. لكنّها عادة الدولة، التي لم تفعل شيئاً لتحدّ من وصوله إلى لبنان، بعد شهور من انتشاره في كلّ من سوريا والعراق.
حال المنظمات الدولية ليست أفضل، وهي التي احتجّت بالجهات المانحة لتحجب المياه النظيفة عن النازحين السوريين وتوقف نقل مياه الصرف الصحي. وعندما تقرّر اليوم أن تعيد هذه الخدمات إليهم، تميّز بين سوري ولبناني، علماً أن مياه الصرف الصحي التي تنتجها المخيّمات تصبّ في أراضي اللبنانيين.
أما المقيمون، فيتصرّف بعضهم بلامسؤولية واضحة. في البقاع يهرب مريضان في حالة خطرة من المستشفى، وفي طرابلس يتصدّى الأهالي لمحاولة قوى الأمن إقفال سبيل مياه ثبت تلوّثه. في ظلّ هذا الواقع، لا تشكل الأخبار عن فحوصات تثبت تلوّث المياه إلا في رفع نسبة الخوف والقلق لدى المواطنين، ولا يجد المسؤولون سبيلاً إلى الحلّ إلا بالدعوة إلى استخدام الكلور!
اللواء
دولار سلامة يحتفل بطيّ صفحة عون
المراسيم الجوالة تتقدم علی «معجزة الحكومة».. وكهرباء فيّاض تشلُّ المطار والمرافئ ومؤسسات المياه
اليوم الجلسة رقم 4 لانتخاب رئيس الجمهورية: لا شيء جديد سوى اللهجة المتصاعدة للبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، الذي وصف الجلسات الأخيرة «بمسرحية مزاجية»، واصفا الوضع بأننا «أصبحنا في ذروة الفساد السياسي، وصرنا في واحة الخيانة الوطنية».
وغداً، يبدأ مصرف لبنان، وفقا لبيانه المفاجئ مساء امس، بالسيطرة، على الارتفاع المريب لسعر الدولار، او بأقل احتمال توحيد السعر عند منصة صيرفة، فهو سيبيع على هذه المنصة (30100ل.ل لكل دولار) ولن يشتري لاشعار آخر، مما يعني ان العرض سيزيد على الطلب،وبالتالي إن سعر العملة الخضراء سيتوقف عن الصعود، ان لم نقل الهبوط الى قرابة سعر صيرفة.. ولكن المعلومات تحدثت عن اعادة رفع سعر صرف الدولار الى ما بين 37000 و38000 لبنانية لكل دولار.. وسط ارباكات لدى محلات الصيرفة، والصيارفة في البقاع والشمال.
وبعد غد الاربعاء، يصل الوسيط الاميركي في ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية بين لبنان واسرائيل آموس هوكشتاين مسبوقاً بإجازة المحكمة العليا الاسرائيلية للحكومة الاستمرار في اقرار اتفاق الحدود البحرية مع لبنان، على ان تجتمع حكومة لبيد الخميس للمصادقة، على الاتفاق، تمهيداً لبدء مفاوضات التوقيع في الناقورة برعاية اميركية وأممية.
وبالتزامن، يتوجه نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب مع وفد وزاري- امني الى دمشق تمهيدا لاعلان بدء التفاوض على الحدود البحرية بين البلدين، في ضوء اتصال الرئيس ميشال عون بالرئيس السوري بشار الاسد قبل ايام قليلة.
هذه الاجندة التي تملأ الاسبوع الاخير من عهد الرئيس عون، الذي انهمك بدل الاستعداد لتوقيع مراسيم حكومة جديدة، والتوقيع على موازنة العام 2022، التي ما تزال محجوزة في قصر بعبدا، بانتظار مرور مهلة الشهر لتصبح نافذة، مرشحة لتعديلات، تبدأ من امكان حصول «معجزة ولاية الحكومة» الى توفير الكهرباء الى مطار رفيق الحريري الدولي، والمرافئ الحيوية، بعد توقف بسبب عجز معملي الزوق والجية (حيث اعلن عن عودة الزوق الى العمل) عن توليد الطاقة الكهربائية لاسباب تقنية وفنية..
وبالانتظار، يمضي التيار الوطني الحر بضخ المواقف الداعية الى «الويل والثبور وعظائم الامور»، ما لم تؤلف حكومة على قياس النائب باسيل وطموحاته، في السطوة على «القرار المسيحي» وصولاً الى المطالبة بحصة التعطيل في القرار الوطني.
وحسب مصادر التيار الاعلامية والنيابية، فإن حكومة قبل نهاية العهد تستجيب لمطالب هذا الفريق او ذهاب البلد الى كارثة دستورية، وسياسية، وربما امنية ايضاً!
ومع اقتراب موعد انتهاء ولاية عون، تشتد الحملة على الرئيس ميقاتي، الذي سيغادر غدا الى الجزائر لتمثيل لبنان في قمة الجزائر العربية، وتصفه الدوائر النافذة في التيار الوطني الحر «بمغتصب سلطة».
وعلى الرغم من التهويل القائم فإن بعبدا نفت ان يكون رئيس الجمهورية في «وارد توقيع مرسوم قبولة استقالة حكومة ميقاتي او الاقدام على خطوات اخرى»..
وفي معلومات «اللواء» بعيدا عن تهويل باسيل والفريق الداعم له داخل التيار الوطني الحر، فإن الخيارات ما تزال قيد التداول، سواء في ما خصَّ الصيغ او البدائل.
واكد مصدر واسع الاطلاع، وقريب من المفاوضات الجارية، ان ايا من الصيغ الحكومية لم تصل الى خواتيم مقبولة، وباختصار قال المصدر: «مش ضابطة».
وكشف لـ «اللواء» ان العودة الى المراسيم الجوَّالة هو البديل المطروح، في حال اصدر وزراء التيار الوطني الحر، للمشاركة في اية اجتماع او جلسات يدعون لحضورها.
وأشارت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» إلى أن هذا الأسبوع مفصلي بالنسبة إلى تأليف الحكومة لجهة معرفة مصيره ورأت أن هناك عودة لنغمة حكومة الربع الساعة الأخيرة في حال تكللت مساعي الوسطاء بالخير.
وفي السياق، ذكرت مصادر سياسية الى انه لم يتم تحقيق اي تقدم على مسار تشكيل الحكومةالجديدة، والمساعي توقفت عند آخر صيغة تم التوصل اليها الأربعاء الماضي،بعد سلسلة من الاتصالات والمشاورات قام بها الوسطاء،وتضمنت استبدال ستة وزراء من حكومة تصريف الاعمال، ثلاثة مسيحيين، وثلاثه مسلمين، وتعثر تنفيذها بسبب اصرار رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران على تسليم اسماء الوزراء المحسوبين على رئيس الجمهورية والتيار الى الرئيس المكلف في القصر الجمهوري ساعة التشكيل مع رفضه اعطاء كتلة التيار الثقة للحكومة المرتقبة، ما ادى الى رفض الرئيس المكلف لهذا الاسلوب الذي يتعارض مع أسس التشكيل دستوريا، بينما وضعته مصادر نيابية بانه يصب في خانة تعطيل تشكيل الحكومة الجديدة من قبل النائب جبران باسيل وعدم الرغبة في تشكيل الحكومة الجديدة، خارج اطار طموحاته ورغباته العلنية والضمنية،بوصوله على الثلث المعطل فيها لتياره.
ومن وجهة المصادر فإن موضوع تشكيل الحكومة، بدأ رحلة العد العكسي، وطي عملية التشكيل نهائيا، مع اقتراب موعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون، من دون أن يظهر ان هناك رغبة حقيقية لدى الاطراف كافة وتحديداً حزب الله، لممارسة دوره بالضغط الفاعل، لدى ميقاتي وباسيل، لتجاوز خلافاتهما لاستيلاد الحكومة الجديدة، قبيل مغادرة عون لقصر بعبدا السبت المقبل.
من جهة ثانية اعتبرت مصادر قريبة من التيار الوطني الحر، دعوة رئيس المجلس النيابي نبيه بري الأطراف كافة والنواب المنفردين، للحوار للتفاهم على اسم مرشح معين، لرئاسة الجمهورية، بأنها تحمل في طياتها تساؤلات والتباسات عديدة، كونها طرحت قبل أيام معدودة من انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون، بينما تم رفض أكثر من دعوة وجهها الاخير سابقا، وقوبلت برفض عارم، وتساءل قائلا، هل ان الهدف هو حصر تنظيم مثل هذا الحوار بيد رئيس المجلس واقصاء عون عنه؟
وشددت المصادر على ان مثل هذه الدعوة تتطلب دراسة متانية في حال دعا بري الاطراف كافة الى مثل هذا الحوار رسميا،ومعرفة جدول اعماله، قبل تحديد موقف نهائي منه، في حين لاحظت ان الكشف عن رغبة بري هذه، تزامنت مع صدور تعميم لافت لمصرف لبنان، نتج عنه هبوط بسعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية، وتساءلت عن التوقيت الملتبس لهذا التعميم ومدى ارتباطه بانتهاء عهد الرئيس ميشال عون.
إلى ذلك، يشهد الأسبوع الأخير من ولاية رئيس الجمهورية سلسلة محطات أبرزها توقيع بعض المراسيم وإنجاز ملف ترسيم الحدود البحرية فضلا عن لقاءات إعلامية ومنح أوسمة.
وليلاً كشف وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الاعمال هكتور حجار، انه في حال الدعوة لجلسة، فو لن يشارك، نافياً ان يكون هناك امكانية لعقد مجلس الوزراء.
الجلسة
وفي الوقائع، لا جديد سيحكم جلسة انتخاب رئيس الجمهورية الرابعة اليوم، فلازالت الامور على حالها بحجة عدم التوافق، ومواقف الاستعجال بالإنتخاب من هذا الفريق او ذاك لاتقدم ولا تؤخر وتبقى مجرد تسجيل موقف وحضور. وبقي السؤال المهم هل سيتوافر نصاب الـ 86 نائباً؟
واكدت مصادر نيابية لـ«اللواء» انه في الدورة الاولى ستشهد كالجلسة السابقة توفير النصاب ثم تطييره. وقالت المصادر: ان من اختار ميشال معوض سيبقى عليه، ومن اختار الورقة البيضاء سيبقى عليها، لكن العين على نواب التغيير والمستقلين. وثمة اقتراح يتم تداوله لدى بعض هؤلاء بتسمية صلاح حنين، فيما يتجه آخرون الى وضع ورقة «لبنان» مع رمز سيتم الاتفاق عليه في اجتماع للنواب المستقلين يعقد عند العاشرة قبل ظهر اليوم اي قبل الجلسة بنحو ساعة.
وأضافت المصادر: يبدو أن «زبدة الموضوع» تكمن في ان معظم الاطراف تبحث عن الخيار الاقل ضرراً او الذي ينتج اقل الخسائر بإنتظار ظروف ملائمة اكثر للتوافق على رئيس للجمهورية، لذلك فالأرجح ألا يتم انتخاب رئيس جديد قبل انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون وربما تطول القضية اكثر. ولكننا نخشى ان ينعكس الانتظار ايضاً تأخيراً في تشكيل الحكومة نتيجة ربط بعض الاطراف السياسية والمرجعيات تشكيل الحكومة بإنتخاب الرئيس ما قد يعني الدخول في وضع فوضوي فعلا سياسي ودستوري اذا بقيت حكومة تصريف الاعمال بعد الفراغ الرئاسي.
خطوات آخر العهد
رئاسياً، يغادر رئيس الجمهورية ميشال عون القصر الجمهوري ظهر الاحد المقبل 30 الشهر الحالي قبل يوم من نهاية ولايته، بعد مراسم وداع رسمية في القصر، تليها مراسم شعبية عند الساعة الحادية عشرة يشرف على تنسيقها وتنظيمها التيار الوطني الحر، حيث تمتلئ ساحات قصر بعبدا بالحشود من مؤيدي «الجنرال» من حزبيين ومناصرين، ويلقي عون بهم كلمة قبل ان يغادر الى دارته في الرابية، حيث من المرجح ان يكون له هناك استقبال شعبي كبير ايضاً.
3 مذكرات بين الرياض وباريس
وعلى صعيد التنسيق السعودي – الفرنسي في ما خص ببرنامج المساعدة الانسانية للبنانيين، كشف عن ان سفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري زار فرنسا للتوقيع على ثلاث مذكرات لبدء المرحلة التنفيذية الثانية من مشروع الصندوق السعودي- الفرنسي المشترك.
الى ذلك سيشهد الأسبوع المقبل والأخير في عمر العهد ثلاثة لقاءات لترسيم الحدود البحرية، الأوّل لقاء مع الوفد السوري في دمشق، والثاني يُرجَّح الخميس مع الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين يتبعه توقيع رسالتَي الاتفاق في الناقورة، والثالث لقاء الجمعة مع الوفد القبرصي وهو وفد رسمي تقني بامتياز.
ويبدو من سير الاحداث المتسارعة ان الرئيس عون ينوي في نهاية عهده تحقيق ما لم يتمكن من تحقيقه خلال ولايته او وضعه على السكة ليتولى خلفه متابعة ما قام به، وهو باشر عملية اعادة النازحين السوريين اعتباراً من يوم الاربعاء من هذا الاسبوع، حيث تنطلق قافلة تضم نحو ستة آلاف نازح من عرسال وجوارها الى سوريا، وسيباشر الاتصال بسوريا للبحث في ترسيم الحدود البحرية معها، وقد ابلغ عون الرئيس السوري الرئيس بشار الأسد خلال اتصال هاتفي بينهما يوم السبت، بأن وفداً رسمياً لبنانياً سيزور سوريا هذا الأسبوع، لبحث ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وسوريا، وأُفيد أن الأسد أبدى ترحيبه بالأمر.
وعلمت «اللواء» ان نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب الذي تولى المفاوضات الاخيرة حول ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل، سيرأس الوفد الذي سيضم وزير الخارجية عبد الله بوحبيب (اذا تمت زيارة دمشق قبل توجهه الخميس الى الجزائر لحضور اجتماعات مجلس وزراء الخارجية العرب الممهّد للقمة العربية اول شهر تشرين الثاني المقبل التي سيمثل الرئيس نجيب ميقاتي لبنان فيها)، ووزير الاشغال العامة والنقل علي حمية، ووزير والطاقة والمياه وليد فياض، والمدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم الى جانب وفد تقني مختص من وزارة الطاقة وربما من قيادة الجيش. والهدف استشراف الموقف السوري من الموضوع بتفاصيله التقنية.
توقيع الترسيم الخميس
وبالنسبة لترسيم الحدود مع الكيان الاسرائيلي، أعلن الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين أن توقيع اتفاق ترسيم الحدود بين إسرائيل ولبنان سيتم يوم الخميس المقبل. هوكشتاين سيصل الخميس المقبل الى لبنان وسيلتقي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي يتسلم وحده النسخة الرسمية من اتفاق ترسيم الحدود البحرية وليس الرؤساء الثلاثة.
وأفادت المعلومات ان التوقيع على الاتفاق سيكون في الناقورة وسيمثل الجانب اللبناني إما احد الضباط أو المديرة العامة للنفط في وزارة الطاقة أورور فغالي.
وقد رفضت محكمة العدل العليا في كيان إسرائيل امس الاحد، جميع الالتماسات الأربعة ضد اتفاق الحدود البحرية بين حكومة البلاد ولبنان، وفقا لما ذكرته قناة «الحرة».
ويمهد هذا الحكم الطريق أمام مجلس الوزراء للموافقة على الاتفاق خلال وقت لاحق من هذا الأسبوع، بحسب صحيفة «تايمز أوف إسرائيل».
ولم تنشر المحكمة على الفور سبب رفضها الالتماسات الأربعة قائلة إن التفسير سيصدر بشكل منفصل.
وكانت أحزاب يمنية قدمت 4 التماسات لمحكمة العدل العليا ضد اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين «إسرائيل» ولبنان.
وقال وزير الدفاع بيني غانتس: إن قرار المحكمة العليا سيسمح لنا بالمضي قدماً في الاتفاق المهم بشأن الحدود البحرية مع لبنان في الأيام المقبلة.
وأضاف: أن موعد استحقاق الاتفاق القريب من الانتخابات غير مرغوب فيه لكنه ضروري. هذه اتفاقية جيدة وصحيحة لها آثار أمنية وسياسية واقتصادية إيجابية على المنطقة بأكملها. وبعد تقديم الاتفاقية إلى الكنيست لمراجعتها وليس للموافقة عليها أو رفضها، سيكون بإمكان مجلس الوزراء التصويت على الموافقة الرسمية يوم الأربعاء أو الخميس.
وردا على حكم المحكمة العليا، قال عضو الكنيست السابق عن الحركة الصهيونية المتدينة، إيتمار بن جفير، لإذاعة الجيش: إنه سيعمل على إلغاء الاتفاق، إذا كان عضوا بالحكومة المقبلة.
الدولار يتهاوى على سعر صيرفة
على الصعيد النقدي، صدر عن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بيانٌ جاء فيه: بناء على المادتين 75 و83 من قانون النقد والتسليف سيقوم مصرف لبنان و من خلال منصة «SAYRAFA» ببيع الدولار الأميركي حصراً إبتداءً من يوم الثلاثاء القادم علماً أنه لن يكون شارياً للدولار عبر منصة «SAYRAFA» من حينه وإلى إشعار آخر.
وأضاف: كما نص عليه التعميم 161 يستمر دفع معاشات القطاع العام بالدولار الاميركي ومن ناحية اخرى تستمر سحوبات الـ 400$ لأصحاب الحسابات المصرفية كما أنه يستمر العمل بالتعميم 151 والتعميم 157 وأيضًا يتمّ الدفع بالدولار الأميركي.
وبعد ساعات قليلة على بيان مصرف لبنان تهاوى سعر الدولار الأميركي مساء بشكل دراماتيكي، وبلغ 35 ألف ليرة ،أي بتراجع 5500 ليرة. لكنه عاد وارتفع الى 36 و37 الف ليرة.
بالتوازي، أكّد ممثل موزعي المحروقات في لبنان فادي أبو شقرا أنَّ «جدولاً جديداً لأسعار المحروقات سيصدراليوم يتضمن إنخفاضاً كبيراً بالأسعار» .
لكن خبراء ماليين استبعدوا حصول تراجع في اسعار السلع الاستهلاكية والغذائية.
ورأى رئيس لجنة المال والموازنة ابراهيم كنعان ان الخطوة قد تنطوي على خلفية سياسية مع نهاية عهد عون، للايحاء بأنه هو سبب المشكلة في البلد.
الكوليرا: 239
صحياً، تفاقم خطر انتشار مرض الكوليرا، وأمس أعلنت وزارة الصحة العامة في تقرير نشرته عن حالات الكوليرا في لبنان، تسجيل» 12 إصابة جديدة في الساعات الـ24 الماضية رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 239، كما تم تسجيل 3 حالات وفاة رفعت العدد التراكمي للوفيات الى10».
الشتوة الأولى والإزدحام
وأدت الشتوة الاولى في بداية الاسبوع الاخير من تشرين الاول الى تراكم المياه على الاوتوسترادات، التي لم تخضع للصيانة لا سيما على اوتوستراد بيروت- كسروان مما ادى الى توقف السيارات على الاوتوسترادات المؤدية الى العاصمة، والتسبب بزحمة سير.
البناء
صواريخ المقاومة على حقول شرق الفرات… وأوكرانيا بلا كهرباء… وتايوان صينية
محكمة الكيان العليا تجيز التوقيع: ليس معاهدة سيادية ولا اتفاق ترسيم بل إطار اقتصادي
طافت الطرقات… والمركزي يخفض سعر الصرف… وثلاثية الحوار والرئاسة والحكومة
وماً بعد يوم يقترب الجيش الروسي من تنفيذ خطته بتدمير مولدات وشبكات تزويد أوكرانيا بالطاقة الكهربائية، بعدما نجحت الطائرات المسيرة والصواريخ خلال أسبوعين بإخراج أكثر من نصف القدرة الكهربائية عن الخدمة وفقاً لاعتراف الجهات المشرفة على قطاع الكهرباء الأوكرانية، ومع اعتماد المدن على التدفئة بواسطة الطاقة الكهربائية، تبدي مصادر أوروبية خشيتها من موجات كبيرة من النزوح نحو دول الجوار، خصوصاً رومانيا وبولندا، بحيث تصبح عملية الإيواء فوق طاقة الدول الأوروبية خصوصاً إذا بلغ النازحون الملايين، بينما تواجه أوروبا تصاعداً سريعاً بوتيرة الأزمة الاقتصادية، ويحضر العجز عن إيجاد حلول لتأمين وسائل بديلة للتدفئة مع اقتراب موسم البرد الذي بدأ يضغط على استهلاك الكهرباء.
في العالم هم جديد يضاف الى الهم الأوكراني، هو خطر انفجار الوضع في تايوان، خصوصاً بعدما أنهى المؤتمر العشرون للحزب الشيوعي الصيني أعماله، وثبت رفض استقلال تايوان في الدستور، مجدداً لولاية من خمس سنوات لأمينه العام شي جين بينغ، وعلى رأس جدول الأعمال استعادة وحدة الصين، دون استبعاد اللجوء للقوة لتحقيق هذا الهدف، بعدما تقدمت بكين بمبادرة الوحدة السلمية تحت عنوان نظامين في بلد واحد لتحقيق الوحدة بالطرق السلمية ورفضتها حكومة تايبيه.
في المنطقة تطوّر بارز تمثل بعودة صواريخ المقاومة السورية للتساقط في حقول النفط شرق الفرات الخاضعة لسيطرة قوات الاحتلال الأميركي، بما يعني من جهة تكريس معادلة الردّ على كل غارات اسرائيلية جديدة باستهداف مواقع الاحتلال الأميركي، ومن جهة مقابلة تأكيد أولوية انسحاب القوات الأميركية بالنسبة لسورية.
في المنطقة أيضاً صدر قرار المحكمة العليا في كيان الاحتلال الذي يجيز لحكومة يائير لبيد الموافقة على إطار استثمار ثروات النفط والغاز المقترح من الجانب الأميركي، لمنع وقوع النزاع المسلح مع لبنان بعد تهديدات المقاومة، وجاء القرار ليحسم الجدل داخل الكيان حول التوصيف القانوني للإطار الأميركي لتقاسم ثروات الغاز والنفط مع لبنان، فلا يصنفه معاهدة ذات صفة سيادية، ولا ترسيماً للحدود، بل إطار اقتصادي، لا يحتاج الى الإقرار في الكنيست، ولا للعرض على استفتاء. وفيما يتوقع وصول الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين الى المنطقة الأربعاء المقبل، قالت مصادر على صلة بالملف أن يوم الجمعة المقبل سيكون موعد تبادل الأوراق في الناقورة بين كل من الوفدين اللبناني و”الإسرائيلي” منفردين مع كل من الوفدين الأميركي والأممي، بينما يستعدّ لبنان للبدء بمفاوضات تقنية مع كل من سورية وقبرص لإنهاء ملفات الحدود البحرية، في ضوء إنجاز الملف جنوباً.
في الشؤون الداخلية طافت الطرقات الساحلية مع أول تساقط للأمطار، وفرض على اللبنانيين البقاء في الطرقات، والسيارات مغمورة بالمياه، بينما أكد وزير الأشغال علي حمية أن الوزارة قامت بما عليها وأن السبب يعود الى تراكم النفايات وعدم قيام الشركة المسؤولة عن رفعها بواجباتها، بينما فاجأ مصرف لبنان اللبنانيين بتخفيض سعر الصرف عبر إعلانه عن عدم شراء الدولار حتى إشعار آخر، وعرض الدولار للبيع على منصة صيرفة، ما أسفر عن انخفاض سعر الصرف الى الـ 34000 ليرة، ثم ارتفاعه مؤقتاً الى سعر الـ 37000 ليرة، بينما قالت مصادر مصرفية إن القرار كان متوقعاً صدوره مع اقتراب نهاية العهد الرئاسي للرئيس العماد ميشال عون، وتوقعت المصادر أن يواصل الدولار الانخفاض خلال الأسبوع الأخير من عهد الرئيس، ترجمة لقرار سياسي وليس لأسباب تقنية أو مالية، وكانت “البناء” قد توقعت هذا الانخفاض قبل أربعة أيام.
في السياسة ينعقد مجلس النواب لانتخاب رئيس جديد للجمهورية وسط انقسام سياسي مستمر تترجمه الجلسات السابقة وجلسة اليوم عجزاً عن انتخاب رئيس جديد، في ظل استمرار العجز عن تشكيل حكومة، بينما تحدثت مصادر على صلة بالملف الحكومي بأن الآمال معقودة على تجاوز الاستعصاء هذا الأسبوع، وعلى عزم رئيس مجلس النواب نبيه بري الدعوة لحوار يضم رؤساء الكتل النيابية الى حوار مجلسي بعد نهاية المهلة الدستورية لانتخاب الرئيس الجديد طلباً للتوافق الذي يُخرج الاستحقاق من المأزق.
وفيما يصل الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين إلى بيروت يوم الأربعاء على أن يُسلّم رئيس الجمهورية نص الاتفاق الرسميّ لترسيم الحدود صباح الخميس في بعبدا، وبالتالي يقرّر رئيس الجمهورية من سيوفد الى الناقورة خلال اليومين المقبلين، عُلم أن توقيع اتفاق ترسيم الحدود بين لبنان وكيان الاحتلال سيكون يوم الخميس المقبل وسيمثل الجانب اللبناني إما أحد الضباط أو المديرة العامة للنفط في وزارة الطاقة أورور فغالي.
وكانت محكمة العدل العليا في كيان العدو رفضت أمس الاحد، جميع الالتماسات الأربعة ضد اتفاق الحدود البحرية بين كيان الاحتلال ولبنان، حيث يمهّد هذا الحكم الطريق أمام مجلس الوزراء للموافقة على الاتفاق خلال وقت لاحق من هذا الأسبوع، بحسب صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”.
وقال وزير الحرب الإسرائيلي بيني غانتس إن “قرار المحكمة العليا الإسرائيلية القاضي برفض الالتماس ضد اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع لبنان، سيسمح لتل أبيب بالمُضيّ قدماً في الاتفاق المهم”. واعتبر غانتس أن “الاتفاق بشأن الحدود البحرية له تداعيات سياسية واقتصادية إيجابية على المنطقة بأسرها”.
وعلى صعيد العقد المتصلة بالملف الرئاسي، يتّجه رئيس المجلس النيابي نبيه بري بدءًا من الأسبوع المقبل بعد انتهاء ولاية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون استمزاج آراء الكتل النيابية وقادة الأحزاب حول الدعوة لحوار مفتوح لبحث إمكان التوافق على شخصية لرئاسة الجمهورية قطعاً للطريق على فراغ رئاسي طويل الامد، وبحسب مصادر عين التينة لـ”البناء” فإن الهدف من الحوار إنقاذ لبنان، خاصة أن هذا البلد يعاني ازمات كثيرة على مختلف الصعد، معتبرة أن لا غنى عن الحوار في لبنان لتوفير أكبر عدد ممكن من المؤيدين لانتخاب رئيس توافقي فلا يمكن لأحد الذهاب الى تخيير اللبنانيين بين مرشح معين او الفراغ، معتبرة أن كفى لبنان انهياراً.
واشارت المصادر الى ان بري سوف يتواصل بالمباشر او عبر معاونيه مع الكتل النيابية كافة من أجل الحوار خاصة أن هناك حالة مراوحة في البلد يجب تجاوزها والاستفادة من اللحظات الايجابية من اجل تمرير الاستحقاقات بالتوافق بعيداً عن الفوضى.
وفيما يعتبر حزب الكتائب وحزب القوات وفق مصادرهما لـ”البناء” أنه من المبكر لأوانه إبداء الرأي بالحوار خاصة أن الأولوية اليوم لانتخاب رئيس يفترض أن يعقبه حوار ولا يسبق عملية الانتخاب، لا تزال قوى التغيير تنتظر ان توجه الدعوة رسمياً لتبني على الشيء مقتضاه، في حين ان اللقاء الديمقراطي اسوة بتكتل لبنان القوي وحزب الله يرحّب بالحوار للنقاش في كافة الملفات العالقة المتصلة بالرئاسة والأزمة الاقتصادية والمالية فضلاً عن علاقات لبنان العربية والدولية.
وتوجّه البطريرك الماروني بشارة الراعي الى النواب أمس، في عظة الأحد قائلاً: لقد كانت جلسة مجلسكم التي عقدت الخميس الماضي جلستين: جلسة انتخاب الرئيس داخل القاعة العامة، وجلسة تعطيل النصاب في الردهات المحيطة. كأن سوق التسويات والمساومات ينشط بين أعيان النواب لمعرفة ما إذا كانوا يدخلون القاعة ويصوِّتون أم يبقون في الردهات ويعطلون. لقد أصبحنا في ذروة الفساد السياسي الأكثر شراً من الفساد المالي.
واعتبر أن مصير لبنان يقرّره اللبنانيون بمساعدة الأمم المتحدة. نحن دعونا إلى مؤتمر من أجل تطبيق اتفاق الطائف نصاً وروحاً، وسد الثغرات الناتجة في الدستور، وتصحيح اختلال النظام الديمقراطي في ممارسة الحكم، وإعلان المحافظة على حياد لبنان وتحييده، وإعادة النازحين السوريين إلى بلادهم، وحل قضية اللاجئين الفلسطينيين.
حكومياً، يبدو أن هذا الاسبوع سيكون حاسماً على الصعيد الحكومي، حيث من المتوقع أن تتألف الحكومة رغم وصول المفاوضات قبل نهاية الأسبوع الى طريق مسدود، الا ان الحراك الحكومي سيعود ابتداءً من اليوم على خط السراي – عين التينة – ميرنا الشالوحي من أجل تبديد الخلافات وتأليف الحكومة.
وكان مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية نفى نفياً قاطعاً توجّه رئيس الجمهورية الى توقيع مرسوم قبول استقالة الحكومة، وأكد أن لا اساس لها من الصحة جملة وتفصيلا وهي تندرج في أطار التشويش المتعمد والإساءة الممنهجة لموقع الرئاسة وشخص الرئيس.
إلى ذلك أفادت وزارة الخارجية السعودية، بأنّ “وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي عادل الجبير، التقى المنسّقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا.
جرى خلال اللقاء، استعراض آفاق التعاون بين السعودية والأمم المتحدة، بالإضافة إلى مناقشة المستجدات والتطورات في لبنان، والجهود الدولية المبذولة في هذا الشأن”.
وفي وقت سابق، ذكرت وزارة الخارجية السعودية، أنّ “نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي، التقى المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، واستعرضا أوجه التعاون بين السعودية والأمم المتحدة، بالإضافة لبحث التطورات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك”.
وزار السفير السعودي وليد البخاري فرنسا في اليومين الماضيين لتوقيع ثلاث مذكرات لبدء المرحلة التنفيذية الثانية من مشروع الصندوق السعودي الفرنسي المشترك.
نقدياً، أعلن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في بيان انه “بناءً على المادتين 75 و83 من قانون النقد والتسليف سيقوم مصرف لبنان ومن خلال منصة SAYRAFA ببيع الدولار الأميركي حصرًا ابتداءً من يوم غد الثلاثاء علماً انه لن يكون شاريًا للدولار عبر منصة SAYRAFA من حينه وإلى إشعار آخر. كما نص عليه التعميم 161 يستمر دفع معاشات القطاع العام بالدولار الاميركي ومن ناحية اخرى تستمر سحوبات الـ 400$ لأصحاب الحسابات المصرفية، كما أنه يستمر العمل بالتعميم 151 والتعميم 158 وأيضاً يتمّ الدفع بالدولار الأميركي.
وتعليقاً على ذلك، اعتبرت مصادر اقتصادية لـ”البناء” ان تعميم الحاكم سيمنح المضاربين تحقيق الأرباح على حساب اللبنانيين، معتبرة أن الأمور لن تنتظم اذا لم تنظم عملية العرض والطلب، والخوف يكمن في استنزاف جديد للمواطنين ولقدرتهم الشرائية ومدخراتهم. وسألت المصادر هل ستنهار الأسعار مع الدولار ام أنها ستبقى على حالها، مع توقع المصادر أن سعر منصة صيرفة سينخفض في الايام المقبلة. في المقابل ثمة رأي مصرفي رأى أن تعميم سلامة سيستتبع بضخ المزيد من الدولارات عبر منصة صيرفة، لكنه بالطبع سيتوقف عن شرائها من السوق، معتبرة أن تدخل البنك المركزي من خلال تعاميمه نجح مرة جديدة في إلحاق هبوط كبير بالدولار في السوق الموازية.
وأكد عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات جورج البراكس، ان تسعير صفيحة البنزين يتم حالياً وفق سعر صرف 40300. وفي حال تم إصدار جدول تركيبالاسعاراليوم على سعر صرف 37000 ليرة، عندها سينخفض سعر الصفيحة بحدود 50 الف ليرة لا سيما أن سعر صفيحة البنزين مرتبط بشكل مباشر بسعر صرف الدولار في السوق السوداء.
الجمهورية
“لوتو” الرئيس: إذا مش الإثنين الخميس.. وتوقيع وثائق الترسيم الخميس
تزدحم المحطات في الأسبوع الأخير من ولاية رئيس الجمهورية ميشال عون، بدءاً من الجلسة الرئاسية الرابعة اليوم، وقد يدعو رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى جلسة رابعة هذا الأسبوع، مروراً بتوقيع اتفاق الترسيم في الناقورة، وصولاً إلى عودة نحو 6 آلاف نازح سوري، وانتهاءً بمغادرة عون القصر الجمهوري الأحد المقبل مبدئياً. ولكن، المحطة الأبرز التي تشغل أهل الحكم تتمثّل في محاولة تجاوز العقبات والصعوبات لتأليف حكومة جديدة. فهل ستنجح محاولات ربع الساعة الأخير، أم انّ نهاية الولاية ستشكّل بداية لمواجهة من طبيعة دستورية؟
لا نتائج متوقعة من الجلسة الرابعة لمجلس النواب اليوم لانتخاب رئيس جمهورية جديد، لأنّ لا توافق حصل بعد، لا على رئيس توافقي ولا حتى على رئيس من لون واحد او مستقل إن وجِد. وإن اكتمل نصاب جلسة اليوم فإنّ الأوراق البيض سيرتفع عددها، وربما نال المرشح ميشال معوض بضعة اصوات اضافية لا غير، فيما ستبقى اسماء بقية المرشحين مكتومة صوناً لها من الاحتراق، إلى حين نضوج طبخة التوافق على اي منها، والتي يبدو انّ موعدها قد يتجاوز موعد انتهاء ولاية رئيس الجمهورية ميشال عون في 31 من الجاري. فيما لاحت في الأفق مؤشرات إلى احتمال دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري الكتل النيابية والسياسية إلى مؤتمر حوار، من اجل التوافق على إنجاز الاستحقاق الرئاسي، وذلك في حال تعذّر الاتفاق على الرئيس العتيد.
ولاحظت اوساط سياسية، انّ جلسات انتخاب رئيس الجمهورية اصبحت شبيهة بسحب اللوتو، «وإذا مش الاثنين، الخميس». وقالت لـ«الجمهورية»: «انّ دورات السحب الرئاسي ستطول على ما يبدو في انتظار الورقة الرابحة التي ستحمل جائزة الرئاسة الاولى إلى المرشح المناسب».
التأليف الحكومي
اما على جبهة التأليف فلم يطرأ اي جديد، فيما الوقت المتاح لتأليف الحكومة لم يبق منه سوى ايام معدودات. وعلمت «الجمهورية»، انّ الجديد في هذا المجال هو انّ رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، أبلغ الى المعنيين انّه مستعد للسير في التشكيلة الوزارية التي يقبل بها الرئيس المكلّف نجيب ميقاتي، لكنه اشترط في المقابل ان لا يمنح الحكومة الثقة، الأمر الذي رفضه ميقاتي لأنّ الحكومة تكون في هذه الحال فاقدة الميثاقية، حيث انّ كتلتي نواب «القوات اللبنانية» وحزب «الكتائب» لن يمنحانها الثقة ايضاً.
وقالت مصادر مطلعة على الاتصالات، انّ المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم الذي توسط لدى المعنيين، اطفأ محركاته في انتظار اجوبة الطرفين ليعاود وساطته.
وإلى ذلك، أكّد مطلعون على كواليس التفاوض حول تشكيل الحكومة لـ«الجمهورية»، أنّه «على الرغم من انّ الأمور تبدو مغلقة الّا انّها يمكن أن تُسوّى خلال وقت قصير، إذا تحسس المعنيون بحجم المخاطر التي ستنتج من تسلّم حكومة تصريف الأعمال صلاحيات رئيس الجمهورية وكالة، والدخول في فوضى دستورية ومأزق سياسي حاد بعد 31 تشرين الاول».
وكشف المطلعون، «انّ العقبات الموجودة ليست مستعصية على المعالجة ويمكن تدوير زواياها عبر التحلّي ببعض المرونة. ولذلك فإنّ ولادة الحكومة تظل واردة حتى اللحظات الأخيرة من ولاية الرئيس ميشال عون».
موقف المعارضة
وقالت أوساط معارضة لـ«الجمهورية»، انّ «تأليف حكومة جديدة يشكّل مطلباً للثنائي «التيار الوطني الحر» و»حزب الله» فقط، فيما الرئيس المكلّف نجيب ميقاتي غير متحمِّس لحكومة الهدف منها إدخال التيار وزراء مشاكسين خلافاً للانسجام المقبول داخل حكومة تصريف الأعمال. ومن الواضح انّ ميقاتي يستثمر في عامل الوقت الذي يعمل ضدّ ساعة العهد، من أجل ان ينتزع منه تنازلات تقود إلى حكومة مقبولة لا استفزازية، وباستطاعة الرئيس المكلّف تمريرها من دون إحراج داخل بيئته أولاً وعمقه السعودي ثانياً».
وفنّدت الأوساط المعارضة أربعة أسباب وراء إصرار «التيار الوطني الحر» على تأليف حكومة جديدة:
ـ السبب الأول، لأنّه عندما أثار عون إشكالية الحكومة منذ نحو سنة تقريباً كان يرمي إلى استخدامها للضغط على حليفه «حزب الله» من أجل خروجه من التردُّد وحسم موقفه بتبنّي ترشيح باسيل، إذ عندما تألفّت حكومة ميقاتي كان هناك شبه اقتناع بصعوبة تأليف حكومة بعد الانتخابات النيابية، ولم يوقِّع عون مراسيم تأليف هذه الحكومة سوى بعد ان ضَمَن حصته على أكمل وجه، والدليل دعوة باسيل وزراء التيار في حكومة تصريف الأعمال إلى اجتماع للاتفاق على خطة مواجهة في حال لم تتألّف حكومة جديدة، وبالتالي لا مبرِّر لعدم تسلُّم حكومة تصريف الأعمال صلاحيات رئيس الجمهورية سوى انّ العهد حشر نفسه في موقفه، ولم يعد في استطاعته التراجع عنه.
– السبب الثاني، لأنّ الرئيس المكلّف نجح في استمالة بعض وزراء الرئيس، فيما لدى العهد ملاحظات على البعض الآخر الذي إما يسوِّق نفسه لرئاسة الجمهورية، وإما لا يشاكس ميقاتي كما يُطلب منه، وبالتالي يريد توزير من يكون رأس حربة ويواجه رئيس الحكومة عند كل منعطف وقرار تنفيذاً لرغبة من وزّره.
– السبب الثالث، لأنّ العهد يريد الحكومة الجديدة منصّة سياسية متقدّمة في معركته الرئاسية، بدءاً من وضع يده على سلّة من التعيينات، وصولًا إلى خوض معركة رأي عام من داخل الحكومة من خلال تسليط الضوء على دور باسيل، خصوصاً انّه يقترب أكثر فأكثر من ترشيح نفسه، بعد ان أعلن صراحة رفضه «السير برئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، «لأنّ هناك اختلافاً في الفكرة الإصلاحية وحول بناء الدولة وفي الفكر السياسي الأساسي، وهذا موضوع لا يعنيني شخصياً بل يعني الناس الذين منحونا ثقتهم». كما أعلن باسيل صراحة «رفض تعديل الدستور بهدف انتخاب قائد الجيش رئيساً للجمهورية»، وتوجّه إلى الكتل النيابية قائلاً: «لا تدعونا نغيِّر رأينا» وهذا يعني فتح الباب أمام احتمال إعلان ترشيحه.
– السبب الرابع، معنوي، لأنّ جمهور «التيار الوطني الحر» محبط بعد ولاية رئاسية فاشلة خرج منها رئيسه أضعف بكثير مما دخلها، ويخرج منها غير قادر على إيصال باسيل خلفاً له واستمرارية لنهجه، وبالتالي تأتي الحكومة كتعويض معنوي بأنّه في آخر أيام العهد ما زال قادراً على التغيير والفعل والتأثير.
والسؤال الذي يطرح نفسه: هل يستجيب ميقاتي لمساعي «حزب الله» وضغوطه سعياً إلى إخراج حليفه من القصر الجمهوري معززاً ومكرماً؟ وفي الإجابة يجب التمييز بين التجاوب والانتحار، فقد يتجاوب ضمن المعقول وتأليف حكومة متوازنة، ولكنه لن ينتحر في سبيل عهد في أيامه الأخيرة لتأليف حكومته الأخيرة في حياته.
وأما مسايرة «حزب الله» للعهد في تأليف الحكومة، فترمي إلى قطع الطريق على خطوات قد يلجأ إليها عون وتُدخل البلاد في انقسام جديد، وهذه المرة من طبيعة دستورية، خصوصاً انّ باسيل واصل تهديده، مؤكّداً أنّه «إذا لم تتشكّل حكومة جديدة فنحن ذاهبون إلى أبعد من فوضى دستورية واجتماعية». وبمعزل عمّا إذا كان هذا الكلام وغيره هو مجرّد كلام للكلام، وصاحبه غير قادر على ترجمته على أرض الواقع، كون دستور الجمهورية الأولى عندما كان العماد عون رئيساً لحكومة انتقالية في العام 1988 يختلف عن دستور الجمهورية الثانية في ظلّ وجوده اليوم في القصر الجمهوري. إلّا انّه لا يبدو انّ «حزب الله» سيجازف ويترك البلاد بلا حكومة، على رغم إدراكه انّه سيتمّ التعاطي مع اي إجراء يتخذه الرئيس عون كوجهة نظر سياسية وليس كقرار دستوري ملزم.
تحرّك سعودي- أممي
من جهة ثانية، وعلى صعيد التحرّك السعودي حيال لبنان، أفادت وزارة الخارجية السعودية، أنّ وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودية عادل الجبير، التقى المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا. وأكّدت أنّه «جرى خلال اللقاء عرض لآفاق التعاون بين السعودية والأمم المتحدة، بالإضافة إلى مناقشة المستجدات والتطورات في لبنان، والجهود الدولية المبذولة في هذا الشأن».
وفي وقت سابق، ذكرت الوزارة، أنّ «نائب وزير الخارجية السعودية وليد الخريجي، التقى فرونتسكا، وعرضا لوجوه التعاون بين السعودية والأمم المتحدة، بالإضافة إلى البحث في التطورات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك».
إلى ذلك، بثت قناة «LBCI» أنّ السفير السعودي في لبنان وليد البخاري، زار فرنسا في اليومين الماضيين، لتوقيع ثلاث مذكرات لبدء المرحلة التنفيذية الثانية من مشروع الصندوق السعودي ـ الفرنسي المشترك الخاص بلبنان.
توقيع الترسيم
على صعيد ترسيم الحدود البحرية، وفي سلسلة خطوات سبقت الزيارة المنتظرة للموفد الاميركي إلى مفاوضات الترسيم عاموس هوكشتاين يوم الاربعاء إلى لبنان واسرائيل، ظهرت إلى العلن سلسلة الخطوات التمهيدية التي استعجلتها إسرائيل لموافاته، فقدّمت المحكمة العليا اجتماعها الذي كان مقرّراً الخميس المقبل، الموعد المحتمل للتوقيع على الاتفاق، فرفضت في قرارها بالإجماع، الالتماسات المعترضة على اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان، مؤكّدة إجازة المشروع.
وقالت المحكمة العليا – وهي أعلى جهة قضائية في إسرائيل – في نهاية جلسة الاستماع في شأن الالتماسات التي تقدّم بها عضو الكنيست من حزب «الصهيونية الدينية» اليميني المتشدّد إيتمار بن غفير ومنظمات يمينية أخرى، والتي سألتها «ما إذا كان في إمكان حكومة انتقالية كمثل حكومة يائير لابيد توقيع مثل هذا الاتفاق في وقت قريب جداً من الانتخابات، وما إذا كان ينبغي تطبيق القانون الأساسي للاستفتاء عليها، وما إذا كان ينبغي تقديمه إلى الكنيست للموافقة عليه.
وفي السياق، قال خبراء دستوريون اسرائيليون، انّ قرار المحكمة يسمح للحكومة ان تجتمع في الساعات المقبلة للموافقة على «المخطط النهائي للاتفاق» الذي سيُوقّع الخميس في الناقورة، حيث ستجري «مراسم التوقيع على الاتفاق».
هوكشتاين في بيروت الاربعاء
وبناءً على ما تقدّم، قالت مصادر عليمة لـ«الجمهورية»، انّ هوكشتاين سيصل الى بيروت بعد غد الاربعاء لتسليم الجانب اللبناني الوثائق النهائية للتفاهم الذي يستعد ممثلون من لبنان واسرائيل لتوقيعه في اليوم التالي الخميس في مقر قيادة قوات «اليونيفيل» في الناقورة، بعدما استُكملت الترتيبات الحكومية لدى البلدين.
وقالت المصادر، انّ لبنان ينتظر قبل هذا الموعد رسالة من هوكشتاين، يبلغه فيه مستوى أعضاء الوفد الاسرائيلي الذي سيُكلّف التوقيع، ليشكّل وفده بطريقة متناسقة ومستوى التمثيل الإسرائيلي.
وفي وقت لاحق من مساء أمس، نقلت قناة «العربية» عن هوكشتاين، تأكيده انّ «توقيع اتفاق ترسيم الحدود سيتمّ الخميس».
غانتس
وفي السياق، قال وزير الدفاع بيني غانتس، إنّ قرار المحكمة العليا سيسمح لنا بالمضي قدمًا في الاتفاق المهم بشأن الحدود البحرية مع لبنان في الأيام المقبلة». وأضاف أنّ «موعد استحقاق الاتفاق القريب من الانتخابات غير مرغوب فيه، لكنه ضروري. وهذه اتفاقية جيدة وصحيحة، ولها آثار أمنية وسياسية واقتصادية إيجابية على المنطقة بأكملها».
الترسيم مع سوريا
وفي معلومات «الجمهورية»، انّ مسلسل الأحداث المتعلقة بترسيم الحدود الجنوبية سيقود حتماً الوفد اللبناني الى مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وسوريا إلى زيارة دمشق يوم الجمعة المقبل. وكانت المعلومات الرسمية قد اكّدت انّ عون أبلغ الى نظيره السوري بشار الأسد خلال الاتصال بينهما قبل ايام، أن وفداً رسميًّا لبنانيًّا يضمّ كلاً من نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب ووزيري الخارجية عبدالله بوحبيب والاشغال علي حميّة والمدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم وأعضاء من هيئة قطاع الطاقة وتقنيين معنيّين، سيزور دمشق للبحث في آلية استئناف البحث في هذا الملف، بعد توقف المفاوضات لسنوات عدة.
مواقف
وفي المواقف من التطورات خلال عطلة نهاية الاسبوع توجّه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في عظة الاحد من بكركي الى «السادة النواب والكتل النيابية الذين تتكلمون وتعملون من أجل الشغور أو الفراغ في سدّة الرئاسة» قائلا: «قولوا لنا من أين تستنبطون هذا الحق، وتبرّرون مخالفتكم الخطيرة والسافرة للدستور؟ هل نيابتكم وكتلكم وجدت للتعطيل؟» واضاف: «من يدقق في تحرّكات عدد من النواب أثناء الجلسات النيابية الأخيرة، يكتشف فوراً أنّهم في مسرحية لا تخلو من المزاجية عوض أن يكونوا في احتفال سعيد يقدّمون من خلاله للبنان رئيساً مقبولاً من اللبنانيين بعد طول أحزان وأزمات. قلت رئيساً مقبولاً يكون رجل دولة، لا رجل سياسة لا تعنيه إلّا مصالحه الخاصة على حساب الخير العام».
وسأل: «هل من خيانة تجاه الوطن أكثر تعطيلاً من تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية؟ وهل من طريق مصوب نحو انقسام الوطن أكثر من الشغورِ الرئاسي؟». وقال: «إنّ المؤتمر الدولي الخاص بلبنان الذي دعونا إليه يختلف كلياً عن مشاريع المؤتمرات والندوات التي تبتدعها هذه الدول لا لخدمة لبنان، بل لتجميل علاقاتها ببعض دول المنطقة. إنّ مصير لبنان يقرّره اللبنانيون بمساعدة الأمم المتحدة. نحن دعونا إلى مؤتمر من أجل تطبيق اتفاق الطائف نصاً وروحاً، وسدّ الثغرات الناتجة في الدستور، وتصحيح اختلال النظام الديموقراطي في ممارسة الحكم، وإعلان المحافظة على حياد لبنان وتحييده، وإعادة النازحين السوريين إلى بلادهم، وحل قضية اللاجئين الفلسطينيين».
ودعا شيخ العقل لطائفة الموحّدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى خلال جولة له في الجبل الى «مواجهة التحدّيات الراهنة بالوحدة الوطنية وجمع الشمل الداخلي ووحدة الصف لتجاوز الصعوبات التي أنهكت بلدنا، والى المزيد من التماسك الروحي والوطني العام وتضافر الجهود المشتركة كل في موقعه، للحفاظ على الوطن وصون قيمه الاجتماعية والوحدوية وغنى تنوعه»، مشدّداً على «احترام القوانين الدستورية لإنجاز الاستحقاقات المطلوبة لكي يبقى الأمل بنهوض بلدنا وعودته الى دوره الرسالي».
واكّد متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأورثوذكس المطران الياس عوده في عظة الاحد امس، أنّ «النزاع السياسي والتنافس على اغتنام الفرص من أجل تحقيق المصالح والسجالات العقيمة أوصلتنا إلى هذا الاهتراء في المؤسسات والأخلاق وفي الحياة». وقال: «يعود الحديث عن إمكانية الوصول إلى الشغور في سدّة الرئاسة وكأنّه أمر مقبول، وهذا الوضع إن دل على شيء فعلى تقصير المجلس النيابي». وأضاف: «ماذا يمنع انتظام الحياة الديموقراطية وسيادة الدستور على الحياة السياسية وتداول السلطة في الأوقات المحدّدة دون تأخير أو تعطيل؟». وختم: «مؤسف التسليم بالفراغ والتهديد بما هو أبعد من الفوضى الدستورية والاجتماعية، وإن كان النواب يعون خطورة الوضع فليغلقوا على أنفسهم في قاعة المجلس ولا يخرجوا منها قبل انتخاب رئيس».
واعتبر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في بيان، أنّ «البلد في مأزق سرطاني وتفريغ المؤسسات الدستورية انتحار، وانتخاب رئيس جمهورية ضامن للمصالح الوطنية ضرورة إنقاذية للبنان، وانّ الحل يجب أن يكون عبر مطبخ المجلس النيابي، والبلد لا يتحمّل كتلاً نيابية صماء». واعتبر انّ «لبنان في مأزق تاريخي ويحتاج إلى خيارات نيابية تاريخية، والوقوف بنصف الطريق انتحار، وهنا أقول: البلد في ظروفه الحالية يكفيه «الطائف» ولا يحتاج إلى طائف جديد، كما لا يتحمّل مؤتمرات تشاورية ومطابخ دولية ووصفات مسمومة جديدة، وترك البلد بلا رئيس مغامرة كبيرة».
انخفاض الدولار
وعلى الصعيد المالي، فاجأ حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة اللبنانيين امس بقرار اعلن فيه انّ مصرف لبنان سيتوقف عن شراء الدولار ويستمر في بيعه عبر منصة «صيرفة». هذا القرار الذي جاء بالتزامن مع اشاعات كانت تملأ الاسواق، مفادها انّ سعر صرف الدولار سيهبط بالتزامن مع مغادرة رئيس الجمهورية ميشال عون قصر بعبدا، فعل فعله بسرعة قياسية، وسجّل الدولار هبوطاً عمودياً من 40,500 ليرة، إلى ما دون الـ36 الف ليرة للدولار الواحد. هذا الهبوط حصل بعد أقل من ساعة واحدة على القرار، مما دفع الى طرح الاسئلة الآتية:
اولاً- من هي الجهات التي عمدت إلى بيع الدولار في نهاية يوم العطلة (الأحد)؟
ثانياً- من هي الجهات التي اشترت الدولارات في العطلة؟
ثالثاً- لماذا تعمّد مصرف لبنان إصدار القرار يوم الأحد، وأعطى نفسه مهلة اضافية للبدء في تنفيذ القرار حتى صباح الثلثاء؟
رابعاً- ما علاقة انتهاء ولاية عون بهذا الموضوع؟
في الإجابة عن الاسئلة تكمن اكثر من قطبة مخفية. إذ يصعب الاعتقاد انّ المواطن هو من سارع إلى بيع دولاراته، خلال ساعة من الزمن، ويصعب اكثر الاعتقاد انّ مواطناً آخر قرّر شراء الدولار. ما جرى انّ رهانات التسعير تمّت بين مراكز المضاربة، بحيث انّ من يريد ان يبيع عرض سعراً، ومن هو مستعد للشراء عرض سعراً آخر، وفق تقديرات او معلومات حول السقف الذي سيستقر عليه الدولار بعد البدء بتنفيذ القرار صباح غد الثلثاء.
وفي الموازاة، وبما أنّ مصرف لبنان معفي من تنفيذ قراره حتى صباح غد الثلثاء، فهذا يعني انّه سيكون قادراً على شراء الدولارات على السعر المنخفض طوال يوم الاثنين. ومع الأجواء السائدة، سيكون هناك عدد كبير من المواطنين الذين سيتهافتون صباح اليوم على بيع دولاراتهم قبل ان تهبط الاسعار اكثر…
أما في ما يتعلق بالرابط بين هبوط الدولار ونهاية العهد الرئاسي، فيبدو انّ توقيت القرار يهدف إلى نفي الاشاعات التي كانت تقول انّ سلامة سيعمد الى خفض الدولار فور مغادرة عون قصر بعبدا، للإيهام بأنّ رحيل الرئيس أراح الاسواق. وبالتالي، جاء توقيت القرار لينفي هذا التوجّه، بحيث انّ هبوط الدولار سيتمّ قبل نهاية الولاية، بل انّ عون سيغادر في ظل دولار متراجع نسبياً. وكان صدر عن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بيان جاء فيه:
«بناءً على المادتين 75 و83 من قانون النقد والتسليف سيقوم مصرف لبنان ومن خلال منصة SAYRAFA ببَيع الدولار الأميركي حصرًا إبتداءً من يوم الثلاثاء القادم، علماً انّه لن يكون شاريًا للدولار عبر منصة SAYRAFA من حينه وإلى إشعار آخر.
وكما نَصّ عليه التعميم 161 يستمر دفع معاشات القطاع العام بالدولار الاميركي، ومن ناحية اخرى تستمر سحوبات الـ 400 $ لأصحاب الحسابات المصرفية، كما انّه يستمر العمل بالتعميم 151 والتعميم 158 وأيضاً يتمّ الدفع بالدولار.
الطرقات.. تغرق
حوّلت الامطار الغزيرة التي تساقطت مساء أمس طرقات لبنان الى بحيرات ومستنقعات، وقد تسببت السيول بزحمة سير في العديد من المناطق.
وفي السياق، شهد الأوتوستراد الساحلي من بيروت باتجاه جونيه وبالعكس، زحمة سير خانقة بسبب تراكم مياه الأمطار، وقد ناشدت القوى الأمنية المواطنين تجنّب المرور عليه للتخفيف من الازدحام.
وبقي السير متوقفاً كلياً بسبب برك المياه التي سببتها الأمطار الغزيرة وحوادث السيارات في أكثر من مكان على المسرب الشرقي لأوتوستراد الضبية نهر الكلب، وبعد ساعات من الانتظار ناشد المواطنون الجهات المعنية من قوى أمن وبلديات العمل على معالجة الوضع.
وتوقفت حركة السير نهائياً على طريق عام النبطية – مرجعيون عند محلة الخردلي، حيث ادّت زخات المطر التي هطلت في الساعات الاولى من مساء أمس الى انزلاق السيارات والشاحنات والى تسرّب مادة المازوت على الطريق.
النهار
محطّات مصيريّة تتزاحم في أسبوع الوداع
بدءا من إجراءات مالية مصرفية لـ “تبريد” الدولار، سجلت معها تراجعات سريعة وملحوظة في سعر صرفه مساء امس، مرورا بمزيد من جلسات “العقم” لانتخاب الرئيس الرابع عشر للجمهورية بما سيكرس الفراغ الرئاسي، ومرورا أيضا بـ”احتفال” نادر في الناقورة لابرام اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، ومرورا أيضا أيضا بحسم الاتجاه النهائي لمصير الملف الحكومي، وصولا الى احد “الوداع الكبير” في قصر بعبدا … كل هذا سيزدحم تباعا في أسبوع الحدث المشهود المفصلي أي أسبوع نهاية العهد العوني من اليوم الى الاثنين المقبل. هذا الاحتشاد غير المسبوق للمحطات المفصلية سيرتفع معها رحيل العهد العوني عنوانا ضخما للحدث الداخلي بما سيثيره هذا الاستحقاق على ضفتين متقابلتين بين حدث الرحيل لعهد شهد في ظله لبنان انهيارا كارثيا تاريخيا، وحدث تكريس انزلاق لبنان مع نهاية هذا العهد الى فراغ رئاسي مرجح راهنا بنسبة 99 في المئة. واذا كان الاعداد لوداع شعبي ينظمه “التيار الوطني الحر” الاحد امام قصر بعبدا سيشكل الرد المباشر على حملات تحميل العهد تبعات الانهيار، فان محطة ابرام اتفاق ترسيم الحدود البحرية ستأتي بمثابة الاختراق الخارجي الاستثنائي الأكبر لاسبوع نهاية العهد الذي فرضه تزامن نهاية الولاية الرئاسية في لبنان وحلول موعد الانتخابات العامة في إسرائيل واستعجال الوسيط الأميركي احتفال تبادل وثائق الاتفاق قبل هذين الاستحقاقين.
ووسط كل هذا الاحتدام الذي سيبدأ من اليوم مع الجلسة الرابعة لانتخاب رئيس الجمهورية، برزت الى الواجهة الإجراءات التي اعلن مصرف لبنان مساء امس انه سيقوم بها من خلال منصة”صيرفة” ببيع الدولار الأميركي حصرًا إبتداءً من يوم غد الثلثاء، اذ انه لن يكون شاريًا للدولار عبر المنصة من حينه وإلى إشعار آخر. وفور اعلان التعميم مساء امس بدأت انخفاضات سريعة في سعر الدولار في السوق السوداء تجاوزت الستة الاف ليرة ووصل معها الى سقف الـ35 الف ليرة وما دون .
الملف الحكومي
ولعل مؤشرات خجولة حيال عدم سقوط احتمال التوصل في اخر لحظة الى تسوية حكومية ساهمت بدورها في تبريد السوق المتوهجة للدولار اذ ان البيان الذي اصدره مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية نافيا “معلومات مغلوطة عن عزم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون توقيع مرسوم قبول استقالة الحكومة” أوحى بإمكان ان تكون ثمة معطيات لقيام تسوية والا لماذا تأخر اصدار هذا البيان أياما بعدما كان “التيار الوطني الحر” قد سرب بنفسه “المعلومات المختلقة التي تبنى عليها تحليلات حول خطوات اخرى يعتزم الرئيس عون القيام بها” كما جاء في البيان ؟
وردا على سؤال لـ”النهار” في السياق الحكومي، دحض المدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم ما اشاعه البعض عن توقف وساطته وجهوده المكثفة التي بدأها قبل ايام بغية استيلاد حكومة من دون ان يشأ اعطاء تفاصيل اكثر او يتناول نتائج وساطته وقال: “نحن بناء على التكليف المعطى لنا متعهدون ان نواصل المهمة التي حملناها حتى 31 الشهر الجاري (موعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون)” .
واضاف :”اننا نقوم بواجباتنا ونؤدي ما كلفنا به. والحراك في هذه الحال ضروري واليأس والاستسلام ممنوع . ونحن ما زلنا مستعدين للاحتمال والمضي قدما عبر بذل المزيد من الجهود ما دام هناك بصيص ضوء وامل” .
احتفال الترسيم
اما في ملف الترسيم، فان موعد الاحتفال الذي سيقام في الناقورة حدد الخميس المقبل لتبادل الوثائق . وكان الوسيط الأميركي في ملف الترسيم آموس هوكشتاين أرجأ وصوله الى لبنان من غد الثلثاء الى الأربعاء. وامس أعلن هوكشتاين أن توقيع اتفاق ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل سيكون يوم الخميس المقبل. وبعد وصوله الاربعاء الى لبنان يسلم هوكشتاين رئيس الجمهورية نص الاتفاق الرسمي لترسيم الحدود صباح الخميس في بعبدا وسيقرر رئيس الجمهورية من سيوفد الى الناقورة خلال اليومين المقبلين. وأفادت معلومات ان تمثيل لبنان في الاحتفال سيكون عبر احد الضباط أو المديرة العامة للنفط في وزارة الطاقة أورور فغالي .
وامس رفضت محكمة العدل العليا في إسرائيل الالتماسات الأربعة ضد اتفاق الحدود البحرية بين الحكومة الإسرائيلية ولبنان ويمهد هذا الحكم الطريق أمام مجلس الوزراء للموافقة على الاتفاق خلال وقت لاحق من هذا الأسبوع .
السعودية وفرنسا
وسط هذه الأجواء يكتسب الأسبوع الحالي طابعا دراماتيكيا لجهة تكريس الفراغ الرئاسي اذ يستبعد تماما ان تسجل أي تطورات إيجابية في الجلسة الانتخابية الرابعة اليوم ولا في أي جلسة ستليها في ظل دوامة المراوحة التي تطبع موقف كتل “الورقة البيضاء” التي تعطل معركة التنافس فيما يتعذر التوافق بين جميع الكتل على أي مرشح حتى الان. وتوقف المراقبون عند اعلان رئيس مجلس النواب نبيه بري اعتزامه الاتجاه الى مفاتحة الكتل النيابية ورؤسائها والزعماء السياسيين باجراء حوار هدفه التوصل الى رئيس توافقي . وسيكون هذا الموقف محور تشاور في الأيام المقبلة بحيث تتضح الموافق المختلفة منه سلبا او إيجابا.
وأفادت مراسلة “النهار” في باريس رنده تقي الدين امس ان السفيرالسعودي في لبنان وليد بخاري اجرى مشاورات في باريس الجمعة الماضي في الخارجية الفرنسية حيث التقى مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال افريقيا فيها آن غيغين وكبار موظفي الخارجية في اطار مشاورات سعودية فرنسية مستمرة حول الأوضاع في لبنان مع حرص البلدين على ان يتم انتخاب رئيس جمهورية في الموعد الدستوري. وجاءت زيارة بخاري بعد زيارة وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا الى واشنطن حيث تناولت الملف اللبناني مع نظيرها الاميركي انطوني بلينكن. وعلمت “النهار” من أوساط فرنسية رفيعة ان المحادثات الفرنسية الاميركية عكست تقييما متطابقا حول الوضع اللبناني بانه لم يعد للمسؤولين في لبنان الوقت للمماطلة في العمل على ما ينبغي ان يقوموا به من إصلاحات وان ينتخبوا رئيسا في الموعد المحدد دون تأخير. وأكدت باريس للجانب الاميركي تأييدها للدور الاميركي الإيجابي في ترسيم الحدود بين إسرائيل ولبنان . وأعرب كل من بلينكن وكولونا عن ضرورة توصل المسؤولين اللبنانيين الى اتفاق في ما بينهم للانتخاب الرئاسي وتنفيذ الإصلاحات، الا انهما اعربا عن خيبة امل من ان لا شيء يتقدم على هذا الصعيد والبلد لا يمكن ان يستمر في مثل هذا الوضع المتدهور.
ويشار الى ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون يعقد لقاء اليوم مع البابا فرنسيس في الفاتيكان ومن المتوقع ان يثير معه الموضوع اللبناني الذي قد يحضر أيضا خلال زيارة الدولة التي يقوم بها ماكرون الى واشنطن للقاء الرئيس جو بايدن في الأول من كانون الأول المقبل .
الكنيسة والفراغ
في غضون ذلك برز موقف شديد الحدة للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي من الفراغ بلغ حدود الحديث عن الخيانة الوطنية. اذ قال في عظة الاحد : “يا أيها السادة النواب والكتل النيابية الذين تتكلمون وتعملون من أجل الشغور أو الفراغ في سدة الرئاسة، قولوا لنا من أين تستنبطون هذا الحق، وتبررون مخالفتكم الخطيرة والسافرة للدستور؟ هل نيابتكم وكتلكم وجدت للتعطيل؟ من يدقق في تحركات عدد من النواب أثناء الجلسات النيابية الأخيرة، يكتشف فورا أنهم في مسرحية لا تخلو من المزاجية عوض أن يكونوا في احتفال سعيد يقدمون من خلاله للبنان رئيسا مقبولا من اللبنانيين بعد طول أحزان وأزمات. قلت رئيسا مقبولا يكون رجل دولة، لا رجل سياسة لا تعنيه إلا مصالحه الخاصة على حساب الخير العام. لقد كانت جلسة مجلسكم التي عقدت الخميس الماضي جلستين: جلسة انتخاب الرئيس داخل القاعة العامة، وجلسة تعطيل النصاب في الردهات المحيطة. كأن سوق التسويات والمساومات ينشط بين أعيان النواب لمعرفة ما إذا كانوا يدخلون القاعة ويصوِتون أم يبقون في الردهات ويعطلون. لقد أصبحنا في ذروة الفساد السياسي الأكثر شرا من الفساد المالي. وصرنا في واحة الخيانة الوطنية. فهل من خيانة تجاه الوطن أكثر تعطيلا من تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية؟ وهل من طريق مصوب نحو انقسام الوطن أكثر من الشغورِ الرئاسي؟ ”
كما ان متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة اعرب عن “اسفه للتسليم بالفراغ والتهديد بما هو أبعد من الفوضى الدستورية والاجتماعية، وكأن هذه الفوضى ستطال فئة دون أخرى، أو ستؤذي مصالح فئة دون أخرى”. وقال ” أليست الفوضى كارثة على كل البلاد وكل المواطنين؟ وماذا نجني من الفوضى سوى المزيد من الفقر والجوع والبؤس واليأس والخراب؟ لذلك تقع على النواب مسؤولية كبيرة، إن أحجموا عن القيام بها يكونون كمن ينحر وطنه، وإن كانوا واعين خطورة الوضع، فليغلقوا على أنفسهم في قاعة المجلس ولا يخرجوا منها قبل انتخاب رئيس”.