كتب الصحفي الروسي بيوتر ماكيدونتسيف، في موقع وكالة “أوراسيا ديلي” الإخبارية، مقالاً سياسياً تحليلياً، أشار فيه إلى الدور الخطير الذي يمكن أن تلعبه أذربيجان في دول القوقاز بتحريض من الولايات المتحدة وتركيا. وجاء فيه :
خلال القمة التاسعة لمنظمة الدول التركية، التي عقدت في سمرقند، يوم في 11 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، ألقى الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف كلمة، قال فيها:
“في العالم التركي، يجب أن يكون الجيل الأصغر سنا قادرا على تلقي التعليم بلغته الأم في بلدان إقامته. لسوء الحظ، فإن أكثر من 40 مليون أذربيجاني يعيشون خارج الدولة الأذربيجانية محرومون من هذه الفرص”.
ليس من الصعب التكهن بأن علييف كان يقصد الأذربيجانيين الذين يعيشون في إيران، بحديثه عن المواطنين المحرومين من فرصة تلقي التعليم بلغتهم الأم. في الوقت نفسه، لم يكن الهجوم غير المباشر الذي شنه رئيس أذربيجان على إيران عرضيا. لا تخفي وسائل الإعلام الأذربيجانية دعم المتظاهرين الإيرانيين غير الراضين عن آيات الله، بل تقوم بحملة علنية لفصل ما يسمى بأذربيجان الجنوبية عن إيران. في الوقت نفسه، تتهم وسائل الإعلام في باكو إيران بالتحالف مع أرمينيا وعلاقات مع أرمن قره باغ حتى العام 2020. بالإضافة إلى ذلك، ففي 14 نوفمبر، أعلن جهاز أمن الدولة الأذربيجاني الكشف عن شبكة استخبارات إيرانية. أي أن العلاقات بين باكو وطهران تمر بأوقات عصيبة.
على هذه الخلفية، يلاحظ التقارب بين الولايات المتحدة وأذربيجان. أهمية اذربيجان بالنسبة للولايات المتحدة تقوم على عنصرين: الأول، الطاقة. فالنفط والغاز في أذربيجان يجذبان المستثمرين من الولايات المتحدة؛
والثاني، إثنوسياسي. بمساعدة أذربيجان، يمكن للولايات المتحدة زعزعة الوضع في المناطق التركية والمسلمة في روسيا، وكذلك تهديد إيران بانفصال جنوب أذربيجان. كذلك، لا يمكن إلا أن تعجب واشنطن رغبة باكو في إخراج روسيا من منطقة القوقاز. فمن شأن قراءة فاحصة لوسائل الإعلام الأذربيجانية، اكتشاف أن أذربيجان تنظر بعين العداء حتى إلى تعزيز وجود الكنيسة الأرثوذكسية الروسية في أرمينيا. ناهيكم بأن طرد الجيش الروسي وحرس الحدود من أرمينيا هو حلم أساسي مشترك بين الولايات المتحدة وتركيا وأذربيجان.
نقلاً عن موقع روسيا اليوم،
20 تشرين الثاني/ نوفمبر، 2022