البناء
صندوق النقد يبتز مصر بحاجتها للعملات الصعبة بعد تحرير الجنيه… فيشترط بيع شركة قناة السويس
عبد اللهيان يلتقي الأسد تمهيداً لزيارة رئيسي… والمقداد يربط لقاء الأسد أردوغان بمصير الاحتلال
جلسة رئاسية الخميس… وحكومية الأربعاء… ونصرالله غداً… وجعجع يعترف بالتدخل السعودي
تشكل تجربة مصر مع صندوق النقد الدولي نموذجاً يستحق الدراسة بالنسبة للبنان، فمصر كما تقول الوقائع صورة عن الوصفات التي تتم دعوة لبنان الى اتباعها، سواء لجهة الوقوف تحت سقف السياسات الأميركية في المنطقة، أو تقديم ما يلزم من فروض الولاء للسعودية، أو الانخراط في خط السلام الإسرائيلي، أو السير بوصفات صندوق النقد الدولي، أو السير بخطوط الأنابيب المشتركة مع “إسرائيل” في مجال الغاز، وبالرغم من أن مصر نفذت ما لا يمكن لأحد توقع تنفيذه من لبنان، فهي تقع اليوم في أخطر أزماتها المالية، مع تدهور سريع في سعر صرف الجنيه بعد تلبيتها طلب صندوق النقد بتحرير الجنيه وتنفيذها لدفتر شروطه، وبدلا من أن يمدّ لها الصندوق يد المساعدة بضخ أموال كافية لمنع المزيد من الانهيار يشترط خصخصة شركة قناة السويس وبيعها، وهو ما يوازي لبنانياً بيع الذهب ومستقبل ثروات النفط والغاز، ما يستدعي من المعنيين في لبنان التمهّل والتروي قبل الوقوع في أي فخاخ أو أوهام حول حلول سحرية أو خرافية يمكن أن تجلبها وصفات الصندوق.
في المنطقة، شكلت زيارة وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان إلى دمشق محطة هامة في مقاربة العلاقات السورية الإيرانية من جهة، والعلاقات السورية التركية من جهة موازية، فعلى المسار الأول قالت مصادر متابعة للزيارة إنها جاءت تمهيداً لزيارة الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي الى سورية، وهي أول زيارة لرئيس إيراني لسورية منذ بدء الحرب عليها عام 2011. وتوقعت المصادر أن تشكل الزيارة محطة مفصلية في علاقات الحليفين خصوصاً على الصعيد الاقتصادي، وجاء كلام وزير الخارجية السورية الدكتور فيصل المقداد بعد لقائه عبد اللهيان، الذي التقى لاحقاً الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد، تعبيراً عن تقدير سورية لأهمية العلاقة بقوله، تصوّروا لو لم يكن لسورية بلد حليف كالجمهورية الإسلامية.. ماذا كان سيحصل؟»، مشيراً الى أن لقاءه بعبد اللهيان جاء «لكي نضع سكّة جديدة للعلاقة بين إيران وسورية». أما في المسار السوري التركي الذي أشار إليه عبد اللهيان بإيجابية معرباً عن «سعادة إيران بأنّ اتصالاتنا مع سورية وتركيا أدّت إلى ترجيح الحوار بين البلدين»، فكان كلام المقداد واضحاً في شرح ما سبق وقاله الرئيس الأسد بعد لقائه المبعوث الروسي الخاص، الكسندر لافرنتييف حول الحاجة لربط تطور العلاقة السورية التركية بقضيتي مكافحة الإرهاب وإنهاء الاحتلال، فأكد المقداد أنّ سورية «في كلّ تحركاتها منذ عام 2011 وحتى هذه اللحظة تسعى لإنهاء الإرهاب الذي عكّر علاقاتنا مع تركيا». وشدّد على أنّ «اللقاء بين الرئيس الأسد والقيادة التركية يعتمد على إزالة أسباب الخلاف»، مشددًا على أنّه «يجب خلق البيئة المناسبة من أجل عقد لقاءات على مستويات أعلى مع القيادة التركية». وأوضح أنّه «لا يمكن الحديث عن إعادة العلاقات الطبيعية مع تركيا من دون إزالة الاحتلال».
لبنانياً، ينتظر أن يوجه رئيس مجلس النواب نبيه بري الدعوة لجلسة نيابية لانتخاب رئيس للجمهورية يوم الخميس المقبل بدلاً من جلسة الخميس الماضي التي تم إلغاؤها بسبب الحداد على رحيل الرئيس حسين الحسيني، كما يتوقع أن يدعو رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي لجلسة حكومية يوم الأربعاء يشكل موضوعها الرئيسي ملف الكهرباء وبواخر الفيول والعقد مع العراق لتزويد الكهرباء بالزيت الثقيل، لكن جدول الأعمال سوف يتضمن بنوداً أخرى، يجري البحث بها مع الوزراء ومرجعياتهم السياسية في ظل حسم التيار الوطني الحر لعدم المشاركة حتى لو اقتصر جدول الأعمال على بند الكهرباء. وقالت مصادر حكومية إن احتمال الجدول بعشرة بنود وارد على أن يتم ترتيبها بصورة تتيح نيل الموافقة على أغلبها قبل أن ينسحب المعترضون على البنود الخلافية من الجلسة وتفقد النصاب.
في الشأن الرئاسي، تحدّث رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع حاسماً استحالة التفاهم مع التيار الوطني الحر حول مرشح مشترك، مشيراً الى ان التيار يصر على مرشح من آل البستاني في تلميح لكل من النائبين فريد وندى البستاني، مجدداً رفض التصويت للنائب السابق سليمان فرنجية، معترفاً بوضوح بالتدخل السعودي بقوله إن لدى السعودية فيتو على أسماء معينة.
بانتظار أن يدعو رئيس المجلس النيابي نبيه بري هذا الأسبوع الى جلسة لانتخاب رئيس الخميس المقبل، فإن الأنظار تتجه الى الدعوة التي سيوجّهها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اليوم الى جلسة لمجلس الوزراء من المرجح أن تعقد وفق مصادر وزارية لـ»البناء» يوم الأربعاء او بعد ظهر الخميس، وسوف يحضرها فضلاً عن الوزراء الذين حضروا الجلسة السابقة وزير الاقتصاد أمين سلام. وتقول المصادر إن جدول الاعمال الذي يضم ثمانية بنود فإنه لن يقرّ بأكمله اذ ان الجلسة ستكون محصورة بإقرار بندي سلفة الفيول أويل لتشغيل معامل الكهرباء، وإبرام اتفاقية بيع مادة زيت الوقود بين لبنان والعراق، وزيادة الاعتمادات للعراق ثمن الفيول الذي وصل الى لبنان وتجديد عقد الاتفاق بين الطرفين، في حين أن البنود الأخرى المتصلة بملف الأساتذة المتعاقدين وملفي القمح والصحة سيتم إرجاؤها الى جلسة أخرى بانتظار إيجاد تفاهم بين المكوّنات السياسية، علماً أن الأمور قد تتبدل إذا بدل حزب الله موقفه من الجلسة وتراجع عن مطلبه بحصر الجلسة ببندي الكهرباء.
وفيما تبدي مصادر سياسية قناعة ان وزير الطاقة لن يحضر الجلسة لاعتبارات تتصل بالخلاف السياسي بين التيار الوطني الحر والرئيس ميقاتي، فإن فياض سيعقد مؤتمراً صحافياً، الحادية عشرة والنصف من قبل ظهر اليوم في وزارة الطاقة، يشرح خلاله آخر المستجدات في موضوع الكهرباء ويطرح مبادرة في هذا الإطار تتعلق بمرسوم جوال حول خطة الكهرباء وقع عليه 8 وزراء.
وأشار الوزير السابق نقولا نحاس الى ان «لا شروط على جدول الأعمال الذي لا يمكن أن يقتصر على الكهرباء، ولا علاقة لهذا الأمر بقرار مشاركة الوزراء وانسحابهم من بعد مناقشة بندي الكهرباء حق دستوري، ولكن فليتحمل كل طرف مسؤوليته».
وأوضح نحاس بأنه «كان يجب أن يرسل وزير الطاقة في حكومة تصريف الاعمال وليد فياض كتاباً الأسبوع الماضي لطلب سلفة بالمبلغ الزائد عن 62 مليون دولار، ولكنه لم يفعل حتى الساعة، وربما هذا ما أخّر الدعوة الى الجلسة».
هذا ومن المتوقع أن تتضمن إطلالة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يوم غد الثلاثاء جملة من المواقف تتصل بجلسة مجلس الوزراء والأزمة الاقتصادية والاجتماعية فضلاً عن الملف الرئاسي وتفاهم مار مخايل.
وفيما يبدأ الوفد الأوروبي الآتي من ألمانيا وفرنسا ولوكسمبورغ، الاثنين، وتحت إشراف قضاة لبنانيين، استجوابه شخصيات لبنانية مالية ومصرفية في قضايا فساد مرتبطة بتهريب وتبييض أموال والإثراء غير المشروع، في مهمة قضائيّة تستمرّ حتى 20 يناير الحالي فإن ملف التحقيق في جريمة انفجار مرفأ بيروت عاد إلى الواجهة مجدداً، حيث يصل وفد فرنسي الى بيروت، في 24 الحالي للقاء المحامي العام التمييزي صبوح سليمان المكلف من النيابة العامة الإشراف على ملف التحقيقات في المرفأ، للاطلاع على وثائق التحقيق اللبناني.
ويمثل اليوم أمام تحري بيروت كل من وليم نون، جورج حتي، أسامة فقيه، كيان طليس، مجيد حلو، إيلي ملاحي، عبدو متى، إيلي بو صعب، بيتر بو صعب، المحامي بيار جميّل، أنطوني سلامة والمحامية سيسيل روكز. ودعا أهالي شهداء المرفأ الى تحرك تضامني عند العاشرة من قبل ظهر اليوم لمواكبة التحقيق مع وليم نون ورفاقه في ثكنة بربر خازن في فردان.
وبحسب مصادر سياسية، فإن ثمة محاولة لتحريك ملف انفجار المرفأ من بوابة الموقوفين الـ 17، وبحسب معلومات «البناء» فإن أعضاء مجلس القضاء الأعلى القضاة حبيب مزهر وداني شبلي وميراي حداد والياس ريشا يتّجهون الى توجيه دعوة الى مجلس القضاء الأعلى الأسبوع المقبل للبحث في قضية تعيين قاضٍ رديف للبتّ في قضية الموقوفين، علماً أن الدعوة التي وجّهت من قبل القضاة الأربعة الأسبوع الماضي للمجلس لم تلتئم لعدم اكتمال النصاب.
وأكّد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في قضية توقيف وليام نون، أنّه جاء ليبيّن أن القضاء أصبح وسيلةً للانتقام والكيدية والحقد، معتبراً أن الأجهزة الأمنية تلبس ثوب الممارسة البوليسية، قائلاً: «هذا الأمر يبيّن فلتان القضاء بحيث أصبح يحلو لأي قاضٍ أن يوقف أي شخص». وطالب، في عظة قداس السلام العالمي من بكركي، الكتل النيابية بالكفّ عن هدم المؤسسات كما دعاهم لانتخاب رئيس وفقًا للدستور.
وعلى خط المساعي الدولية لحل أزمة لبنان، يُعقد اجتماع أميركي فرنسي سعودي قطري أواخر الشهر الحالي او مطلع شباط المقبل حول لبنان، وعلم انه سبقته اتصالات تمهيدية اتفق فيها على تجاوز موضوع المساعدات الى الدخول ببحث المخارج والحلول ليس لانتخابات رئاسية فحسب بل لخريطة عمل للحكم، والإصلاحات تبدأ من وضع مواصفات لرئيس الجمهورية الى مواصفات رئيس الحكومة والحكومة كلها. ومن الشروط الأساسية عدم انغماس أي من المرشحين للرئاسة الاولى او الثالثة بفساد سياسي أو مالي.
وستنتج عن اللقاء ورقة عمل يتمّ إطلاع الفرقاء السياسيين اللبنانيين عليها لتبنّيها أو رفضها وعندها يتحمّل كل فريق مسؤوليته التاريخية، وكذلك يتم إطلاع دول الإقليم من إيران الى مصر ودول الخليج وصولًاً لموسكو ربما حتى يتمّ تحصين الحل.
ومالياً، يعقد اليوم الاجتماع الاستثنائي للمجلس المركزي في مصرف لبنان للبحث بارتفاع الدولار في السوق الموازية تمهيداً لاتخاذ إجراءات في مواجهة تحليق الدولار، ويأتي ذلك وسط توقع مصادر نيابية لـ»البناء» أن تنتهي اللجان النيابية هذا الأسبوع من إقرار مشروع قانون الكابيتال كونترول.
الأخبار
جلسة الكهرباء: أزمة سياسية وتمويل بالقطّارة
ترقب بين الحزب والتيار وجلسة الحكومة تهدد التواصل | ملف الكهرباء: فياض يطلب تمويلاً لستة شهور
صحيح أن اللبنانيين ينتظرون من الحكومة خطوة عملية لمعالجة ملف الكهرباء كما غيره من الملفات. إلا أن الترقب يسود الأوساط السياسية بسبب انعكاس عمل الحكومة على العلاقة بين أبرز قوتين في البلاد، حزب الله والتيار الوطني الحر.
حتى اللحظة لم يقَع الطلاق بين الحزب والتيار، لكن العودة الطوعية إلى التفاهم لم تتقرر بعد. والظاهر للعيان نقص الحماسة عند الطرفين للقيام بخطوة كبيرة على قدر الخلاف القائم بينهما. وتدل الوقائع السياسية على أن تصحيح الخلل يحتاج إلى حوار شامل يتجاوز لقاءات تأخذ طابعاً بروتوكولياً بين قياديين من الفريقين. خصوصاً أن التواصل نفسه لا يزال مقطوعاً. ولم يعقد حتى الآن الاجتماع الذي جرى الحديث عنه بين النائب جبران باسيل ومندوب حزب الله وفيق صفا، علماً أنه كان مقرراً الأسبوع الماضي. وقالت مصادر مطلعة إن «اللقاء سيتأكد بعد جلسة مجلس الوزراء التي ستعقد هذا الأسبوع، بانتظار موقف التيار الوطني الحر من مشاركة وزراء حزب الله في الجلسة وسير الأمور».
وقالت المصادر إن التيار الوطني لا يزال عند موقفه بعدم الموافقة على جلسات حكومية يتم فيها تجاوز صلاحيات رئاسة الجمهورية. وهو يصر على المرسوم الجوال الذي يفترض أن يحصل على تواقيع جميع وزراء الحكومة ليصبح نافذاً. ويرى التيار أن الاستثنائية التي يجري إضفاؤها على بعض البنود لا تصبح كذلك عندما يتبين أن هناك إمكانية لمعالجتها بطرق مختلفة. ويصر التيار على أن الرغبة بعقد الجلسة الحكومية إنما له بعد سياسي، وهو لا يزال راغباً بعدم انجرار حزب الله إلى هذا الفخ، مع إشارة واضحة من جانب مصادر التيار إلى أن مشاركة الحزب في الجلسة المقبلة سيكون له تأثير أكبر على العلاقة مع التيار.
الجلسة والكهرباء
من جهة أخرى، علم أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي سيوجه اليوم الدعوة إلى جلسة تعقد الأربعاء، «لمناقشة بنود ضرورية ومهمة»، وفهم من الاتصالات الجارية أن «ميقاتي لم يتعهد بأن تكون الكهرباء بنداً وحيداً على جدول الأعمال، وقد تكون هناك بنود أخرى»، لكن الحزب أبلغه «أنه لن يناقش أي بند آخر باستثناء الكهرباء». ويدرس الحزب فكرة إصدار بيان حول موقفه من دعوة ميقاتي.
وبما أن الجميع يتصرف على أن جلسة مجلس الوزراء باتت أمراً واقعاً؛ لتسجيل هدف سياسي في مرمى التيار فقط. حيث كان بالإمكان حلّ المشكلة وتفادي دفع مليون دولار غرامات عبر وضع موافقة ميقاتي الاستثنائية على سلفة خزينة الكهرباء على سكة التنفيذ، خصوصاً أن رئيس الحكومة سبق أن وقع مئات الموافقات الاستثنائية في عهد الرئيس ميشال عون من دون الالتفات إلى القانون، وسبق لوزير المال مخالفة القانون باستخدام حقوق السحب الخاصة من دون العودة إلى مجلس الوزراء. لكن لأن القانون تحوّل إلى أداة ابتزاز سياسي خصوصاً في حال كان الملف يتعلّق بأمور الناس الحياتية، كان لا بدّ من الانقضاض على وزير الطاقة بتحميله وحده وزر الاعتمادات غير المفتوحة لأربع بواخر راسية على الشواطئ اللبنانية.
سريعاً (وكما هو متوقع) دخل رئيس هيئة الشراء العام جان العلية طرفاً في هذا الصراع السياسي، بمحاولة تحويله إلى مسألة تقنية. ومنذ نحو 10 أيام لا ينفك العلية يتنقل بين محطة تلفزيونية وأخرى مطالباً وزير الطاقة بدفع الغرامات من جيبه قبل أن يُعدّ لائحة مغالطات في مناقصة البواخر ليتلوها قبل أيام خلال اجتماع لجنة الأشغال والطاقة النيابية، وليعود يوم أمس إلى النغمة نفسها. على رغم أن رئيس هيئة الشراء العام هو نفسه حرص قبل شهرين (في 23 تشرين الأول 2022) على الإشادة بـ«نجاح مناقصات الفيول والغاز أويل لزوم مؤسسة كهرباء لبنان في أول مناقصة تجرى في المديرية العامة للنفط بإشراف ومتابعة مباشرة من قبل هيئة الشراء العام. بقيت هذه المناقصات ناجحة وشفافة وموضوعية إلى أن انقلب ميقاتي وبري وحاكم مصرف لبنان على الاتفاق مع وزير الطاقة، فباتت المناقصات بنظر العلية تحمل مغالطات ويفترض أن يؤمن اعتمادها قبل إبرام العقد (قانون الشراء العام الجديد يسمح بإطلاق مناقصة من دون توافر اعتماداتها). علماً أنه تم تأجيل المناقصة أسبوعاً كاملاً استجابة لملاحظات رئيس هيئة الشراء العام، الذي لم يسجل ملاحظات إضافية خلال مهلة العشرة أيام المتاحة بين التلزيم المؤقت والنهائي. بالمحصلة حوّل علية هيئة الشراء العام من هيئة مستقلة متخصصة مراقبة ومحايدة إلى مجموعة دعم لفريق سياسي على حساب آخر.
ويعقد فياض اليوم مؤتمراً صحافياً للحديث عن ملف الكهرباء الذي تناقشه حكومة تصريف الأعمال بغياب الوزير المعني. وبحسب المعلومات، سيطرح فياض مسألة حلّ مشكلة الكهرباء بشكل كلي ويدوم لأشهر، لا كما يطرحه ميقاتي لمدة شهر واحد ليعود إلى الابتزاز السياسي في الشهر الذي يليه. فميقاتي الذي منع اللبنانيين من التمتع بـ10 ساعات كهرباء نتيجة رضوخه لرغبات الأميركيين من خلال رفض الهبة الإيرانية وخضوعه لمافيا أصحاب المولدات، يريد المتاجرة بساعات الكهرباء الخمس التي سيحصل عليها المواطنون إذا ما حلت مشكلة البواخر وأعيد العمل بالعقد العراقي. لكن المطروح في جدول الأعمال تأمين الاعتمادات لشهر واحد، لتعود الأزمة نفسها بعد استنفاد إلـ 62 مليون دولار. لذلك سيطلب فياض أن تؤمن الاعتمادات للأشهر الستة المقبلة طالما أن المجلس ينعقد بظروف استثنائية ولمناقشة أمور حياتية طارئة، إلا إذا كان الهدف تأمين ذريعة شهرية لعقد مجلس الوزراء وإبقاء الكهرباء رهن التجاذبات السياسية. أما المطلب الثاني فهو تطبيق خطة الطوارئ المُعدّة لمدة ستة أشهر في المرحلة الأولى إلى حين تمكن مؤسسة الكهرباء من تمويل نفسها نتيجة زيادة التعرفة. وهو ما يستلزم موافقة واضحة من مصرف لبنان على تأمين الاعتمادات خلال هذه المدة. علماً أن سلامة اشترط في بيان دفع المبلغ المطلوب شهرياً عبر بيع المؤسسة دولارات وفق منصة صيرفة زائد 20%، وهو ما سيزيد الكلفة على المواطنين. أما مطلب فياض الثالث فهو تأمين توافق سياسي – أمني على إزالة التعديات وضمان دفع كل المشتركين لفواتيرهم. تطبيق هذا الشرط يحتاج إلى مؤازرة من وزارتي الداخلية والعدل وتأليف لجنة أمنية لمتابعة الأمر.
اللواء
أسبوع الجلسات: سيطرة على حرائق الانهيار أو الانفجار
جعجع: لن نقبل برئيس لحزب الله ولو بعد 100 سنة.. والراعي ينتقد «الأمن البوليسي» وتفلت القضاء
تطوي السنة الجديدة، مع دخول الأسبوع الثالث من شهرها الأول، ك2، أيامها سراعاً، مسجلة لتاريخه انهيارات متتالية على مستويات عدة من الدولار، الذي فرض اجتماعاً اليوم للمجلس المركزي في مصرف لبنان، في محاولة لكبحه، أو على اقل احتمال منعه من القفز فوق الخمسين ألفاً، الأمر الذي لو حصل، لأحدث أخطر بلبلة في تاريخ الانهيارات المالية، سواء على صعيد سعر الصرف أو تلاشي القوة الشرائية لليرة اللبنانية، التي فقدت اكثر من 30 ضعفاً في التراجع الى الوراء، في فترة زمنية قياسية.
وفي افق اليوم الأول 16 ك2، إضاءات الى مرحلة من المواجهات او المهادنات، تبدأ من القضاء اليوم، حيث من المتوقع ان تتجدد صورة المشهد أمام المكان الذي سيصار فيه الى استجواب الناشط وليم نون أمام المباحث في التهم المنسوبة إليه، بعد إطلاق سراحه السبت الماضي بسند إقامة، وتعهد بعدم مهاجمة قصر العدل او التعرض للقضاة.
وفي المشهد ايضاً امكانية تبين الخيط الابيض من الخيط الأسود، حيث تبدأ التحقيقات التي يجريها قضاة المان وفرنسيون ومن لوكسمبورغ في قصر العدل حول ملفات تبييض الاموال او التهريب الى الخارج، أو ما شابه لجهة الفساد المالي والنقدي.
اما من الناحية الاجرائية، وما يتصل بها، فهو يتعلق بدعوة رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي مجلس الوزراء لعقد جلسة او تدبر الامر بوسيلة ثانية لتأمين سلفة الكهرباء.
ولاحظت مصادر سياسية أن الدعوة لعقد جلسة لمجلس الوزراء هذا الاسبوع لم تتأكد بعد من اي مصدر وزاري، بالرغم من إعلان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي انه سيدعو المجلس للانعقاد، لاقرار موضوع سلفة الكهرباء تحديدا، وملفات ضرورية اخرى.
وفي حين برر البعض التريث بدعوة المجلس، بعدم ارسال وزارة الطاقة الكتب المطلوبة بخصوص السلفة المالية، ومايتعلق بطلب سلفة اضافية للصيانة، الى الامانة العامة لمجلس الوزراء، كما اعلن عن ذلك الوزير السابق نقولا نحاس، الا ان مصادر وزارة الطاقة اشارت إلى انها ارسلت الكتب المذكورة في الساعات الماضية،حسب الاصول الى الامانة العامة للمجلس.
ومن وجهة نظر المصادر، فإن الالتباس الحاصل اذا تاخرت الدعوة لعقد جلسة لمجلس الوزراء، بعد تأمين نصاب الجلسة السياسي قبل الوزاري، يثير التساؤلات عما إذا كانت هناك أسباب أخرى، تتجاوز ملف الكهرباء المحلي،إلى عروض الكهرباء الايرانية التي طرحها وزير الخارجية الايراني عبدالامير اللهيان خلال زيارته الاخيرة للبنان، والتي لم تلق اي تجاوب أو ردات فعل من المسؤولين اللبنانيين، ما يعني عدم جديتها، او قلة الاهتمام المطلوب بها.
وعليه، فأيام الأسبوع حافلة من اليوم الى غد الثلاثاء، حيث تعقد اللجان المشتركة جلسة، قد تكون الأخيرة، لإقرار الكابيتال كونترول، وإحالته الى الهيئة العامة.
وامتدادا الى الخميس حيث تعقد الجلسة 11 لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، في ظروف بالغة الحساسية، وطنياً وطائفيا، وحتى قضائيا.
جعجع يُصعّد
وعشية اسبوع الجلسات المأمول منها السيطرة على الحرائق من تمادي الانهيار، وسط مخاوف جدية من الدفع نحو شفير الانفجار، كانت إطلالة اعلامية تصعيدية لرئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع. وقال عبر محطة «الجديد» ليل أمس موجهاً رسالة الى السيد حسن نصر الله: «ما راح ننتخب تحت الضغط رئيس جمهورية»، وقال: «فينا نظل هيك خمسين أو مائة سنة». وأكد جعجع ان المرشح ميشال معوض هو الخط الـ23، وليس 29 (تمثلاً بخطي التفاوض على ترسيم الحدود). وأشار جعجع الى اننا «لن نعطل الاستحقاق الرئاسي ولن يكون لدينا خطة «ب»، وسنبقى نصوت للنائب ميشال معوض إلى ما لا نهاية، إلا اذا وجدنا مرشحاً حصل تفاهم حوله». ولفت الى ان «معوض يمثل الخط 23 لدينا، ورئيس مجلس النواب نبيه بري فاز برئاسة المجلس بـ 65 صوتاً، ومع ذلك اعترفنا به كرئيس لكل اللبنانيين».
واكد جعجع بانه «لن يكون هناك مرشح للرئاسة بيننا وبين رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل «ولو عندو حس سياسي لازم بترشيح معوض»، وكل الاسماء التي يطرحها باسيل للحرق و«بعدو مفكر انو ممكن يجي رئيس جمهورية» ولن يقبل إلا بمرشح من بيت البستاني». واكد بانه «لا نستطيع انتخاب رئيس تيار المردة سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية ولا أي مرشح من محور الممانعة انطلاقا من قناعاتنا، ونحن نرفض سيطرة حزب الله على الشرعية اللبنانية وطريقة عمله ومحاولته إيصال رئيس مقرّب منه، وإذا استمر بذلك فسنعيد النظر بالعمل السياسي وسنطرح ما نريد، من غير المقبول أن يبقى مصير الشعب اللبناني معلقاً بمصالح إيران، ولن نترك الوضع على ما هو عليه اليوم»ـ وأبدى جعجع موافقته على عقد جلسات لمجلس الوزراء.
واعتبر بان «الخلاف الحاصل اليوم بين «التيار الوطني الحر» و«حزب الله» هو على توزيع المصالح وليس أي شيء آخر، وأنا استبعد أن ينهي أحد الطرفين «اتفاق مار مخايل» لأن «ما بيطلعوا من بعض». ولفت الى انه «من دون دولة فعلية لن نصل إلى بر الأمان، وبيئة حزب الله تعاني مثل باقي الشعب اللبناني، والدولة الفعلية بحاجة لرجال دولة فعليين، وأعيد وأكرر أننا لا نريد أن نستمر بالذي نعيشه اليوم، وكل الخيارات متاحة و»الله يهنيهم» بالمقاومة»، ولن نقبل أن نبقى محكومين من دون شيء قانوني من خلال حزب الله، وسلاح المواقف لا يزال الأقوى في العالم».
ولفت رئيس القوات الى ان «الديمغرافيا في لبنان متحركة وما يقلقني هو تضاؤل جميع اللبنانيين وليس المسيحيين فقط، وحزب الله وحلفاؤه يعطلون انتخابات رئاسة الجمهورية بحجة «التوافق» ولكن فعلياً يعطلون العملية الديمقراطية لإيصال مرشحهم فقط».
دبلوماسياً، تحدثت معلومات عن اجتماع اميركي – فرنسي – سعودي – قطري مطلع الشهر المقبل حول لبنان، للبحث في تقديم مساعدات والحث على الاتفاق على خارطة طريق تبدأ من وضع مواصفات لرئيس الجمهورية الى مواصفات رئيس الحكومة والحكومة، مع اشتراط المرشحين للرئاسة الأولى والثالثة عدم التورط بفساد سياسي او مالي.
قضية نون وبو صعب
لم تنته زوبعة توقيف وليام نون حيث سيمثل اليوم امام التحقيق مجددا، بتهم عديدة جنحية ودعا أهالي شهداء المرفأ الى تحرك تضامني عند العاشرة من قبل ظهر اليوم الاثنين لمواكبة التحقيق مع نون ورفاقه في ثكنة بربر خازن في فردان.
فيما تطورت القضية يوم السبت وصولا الى انقسام داخل مجلس القضاء الاعلى بين غالبية القضاة الداعمين لصدور بيان داعم للقاضي زاهر حمادة ويمهّد لاطلاق وليام نون، وبين قاضيين يرفضان اصدار البيان… بالفعل، اصدر «القضاء الاعلى» بعد الظهر بيانا استنكر فيه التهجم على عمل القضاة ورفض التعرض والتطاول عليه… لكن رئيس المجلس القاضي سهيل عبود اوضح «أن أي بيان لم يصدر عن المجلس وفق الأصول القانونية المعتمدة، وإنما تمّ التداول بشأن إصدار بيان متعلّق بما آلت إليه الأمور في المرحلة الأخيرة، ولم يصر إلى التوافق على مضمونه، الذي كان ما زال قيد المناقشة. وإن ما وصل إلى وسائل الإعلام إنما هو مشروع بيان لم يحظ بالموافقة المفترضة لإصداره».
الى ذلك، افيد ان «مدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات تنحى عن ملف انفجار المرفأ بالاساس، ما يعني أنه لن يكون قادرا على كسر إشارة القاضي حمادة في موضوع توقيف وليام نون ما يعيد القرار لحمادة وحده.
وقال نون امس: إن قضيتنا تتطلب صبرا ونفسا طويلا لمعرفة الحقيقة، والقاضي الرديف ليس حلا للقضية ونحن تحت سقف القانون وقمنا بردة فعل وسنمثل أمام القضاء للمطالبة بعدالة 4 آب.
وفي ابرز المواقف ما قاله امس البطريرك بشارة الراعي في عظة الاحد، بحضور اهالي الضحايا الانفجار وبينهم وليم نون: لقد جاء توقيف عزيزنا وليم نون، المجروح في صميم قلبه بفقدان شقيقه الغالي بتفجير مرفأ بيروت، ليبين أن القضاء أصبح وسيلة للإنتقام والكيدية والحقد. وإن الأجهزة الأمنية تلبس ثوب الممارسة البوليسية، وليبين فلتان القضاء بحيث صار يحلو لأي قاض أن يوقف أي شخص من دون التفكير بردات الفعل وبالعدالة ألا يخجلوا من أنفسهم الذين أمروا باعتقال هذا الشاب المناضل وبدهم منزله وسجنه غير عابئين بمآسيه ومآسي عائلته وكل أهالي ضحايا المرفأ، وغير مبالين بردة الشعب؟ ثم يستدعون مناضلاً آخر بيتر بوصعب وهو شقيق شهيد آخر. هل يوجد في العدلية قضاة مفصولون لمحاكمة أشقاء شهداء المرفأ وأهاليهم؟ إننا نقدر وقفة إخواننا السادة المطارنة وأبنائنا الكهنة والرهبان والسادة النواب والمواطنين، مستنكرين بتضامنهم هذه الممارسات المقيتة التي تقوض أساسات السلام. وفي إطار السلام الإجتماعي العادل، نرحب بموظفي الدوائر العقارية الذين يرفعون إلينا ظلامة حملة التوقيفات الجارية في الدوائر العقارية في جبل لبنان حصرا. ويطلبون إلينا التدخل لرفع هذه الظلامة».
وتناول الشغور الرئاسي فقال: إن إطالة الشغور الرئاسي سيتبعه بعد مدة شغور في كبريات المؤسسات الوطنية الدستورية والقضائية والمالية والعسكرية والدبلوماسية. منذ الآن نحذر من مخطط قيد التحضير، لخلق فراغ في المناصب المارونية والمسيحية. وما نطالبه لطوائفنا نطالبه للطوائف الأخرى. لكننا نلاحظ تصويبا على عدد من المناصب المارونية الأساسية لينتزعوها بالأمر الواقع، أو بفبركات قضائية، أو باجتهادات قانونية «غب الطلب»، أو بتشويه سمعة المسؤول. نحن لا ندافع عن أشخاص بل عن مؤسسات. لا يهمنا رئيس مجلس القضاء الأعلى بل القضاء، ولا يهمنا حاكم مصرف لبنان المركزي بل مصرف لبنان المركزي، ولا يهمنا أصحاب المصارف بل النظام المصرفي اللبناني وودائع الناس، ولا يهمنا تشريع الكابيتال كونترول بعدما فقد مفعوله، بل الحفاظ على الاقتصاد الحر وحرية التبادل مع الخارج. لكن ما نرصده هو أن التركيز على الأشخاص يستهدف هدم المؤسسات التي يقوم عليها النظام اللبناني وتطيير أموال المودعين.
ورأى متروبوليت بيروت للروم الأورثوذكس الياس عودة، أنّ «مـا حصل بـالأمـس مـن تـوقـيـف شـاب يـطــلـب مـعـرفـة حـقـيـقـة الـتـّفـجـيـر الـذي أودى بـشـقـيـقه ورفـاق له، واعـتـداء الـقـوى الـعـسكرية عـلى الـمحـتجيـن على تـوقـيـفه، بمـن فـيـهـم كـاهـن، هـو أمـر مـرفـوض ومدان».
وأضاف: هـل يـعـي مـن أزعـجـه غــضــب الـشـاب الــذي تــلــفّــظ بــكــلام صــادر عــن قــلــب مــجــروح وكــســر زجـاجــا فـي قــصـر الــعــدل أنّ جــزءا كــبــيـرا مـن الـعـاصـمـة قــد دمّــر وأنّ مـئـات مـن أبـنـائـهـا تــمــزّقــت أجـسـادهـم أشـلاء وآلافـا مـن الـجـرحـى والـمـعــوّقـيـن خـلّـفـهـم الــتــفـجــيــر الآثـم؟ ويـسـتـكــثــرون عـلـى ذوي الـضـحـايـا الإحـتـجـاج والـمــطـالــبـة بـالـحـقــيــقـة والـعــدالـة؟
الكهرباء
في غضون ذلك، لم تتبلور بعد الحلول لدعوة مجلس الوزراء الى جلسة هذا الاسبوع لمعالجة مسألة مراسيم سلفة الفيول اويل لمعامل الكهرباء وتجديد العقد مع العراق لتوريد زيت الوقود، ويجري الحديث عن حل شامل لمسألة دفع ثمن بواخر الفيول يقوم على اعداد وزير الطاقة وليد فياض عدة مراسيم دفعة واحدة تتضمن كل السلف المطلوبة لشراء كامل كمية الفيول، وترسل الى رئاسة الوزراء، ليقرر رئيس الحكومة الموقف بشأنها وبشأن الدعوة الى عقد جلسة مجلس الوزراء.
ad
ويعقد الوزير فياض مؤتمرا صحافيا في الحادية عشرة والنصف من قبل ظهر اليوم الاثنين في وزارة الطاقة، يشرح خلاله آخر المستجدات في موضوع الكهرباء ويطرح مبادرة في هذا الإطار.
وعلمت «اللواء» من مصادر الوزراء الرافضين عقد جلسة بالصيغة التي يطرحها ميقاتي ان فياض انجز المراسيم ووقعها عدد من الوزراء. وبينهم وزير المهجرين عصام شرف الدين، الذي اقترح أمس الاول عبر «غروب» الحكومة على «الواتس اب»، عقد جلسة حوار وزارية يصار خلالها الى توقيع الوزراء على المراسيم وتنتهي الازمة، ولكن لم يستجب الرئيس ميقاتي.
وفي الانتظار، قالت مصادر في مؤسّسة كهرباء لبنان إنّه «لا طاقة كهربائيّة منتجة حاليا على الشبكة العامّة»، مشيرة إلى أنّ «معمل الذوق كان يعمل يوم أمس الاول لوقت قصير إلا أنه انفصل عن الشبكة لأسباب تقنية».
وبحسب المعلومات، فإنّ معمل دير عمار يخضع حاليا لتجارب بعد الصيانة، ومن الممكن أن يتم تشغيله موقتا ضمن إطار عملية التجارب، إلا أنه لا يمكن تقديم التغذية بشكل مستمر نظرا لعدم وجود كميات كافية من الفيول لديه.
أمّا في ما خصّ المعامل الحراريّة الأخرى، فإنّها ما زالت خارج الخدمة، وتقول المصادر: إنّ توليد الطاقة يقتصر في الوقت الرّاهن على خطّ الخدمات الذي يغذي المرافق الحيوية، علما أن الطاقة التي يحظى بها هذا الخط ليست كافية أيضا.لذلك «في الوقت الراهن لا إمكانية لتوليد الكهرباء للمواطنين ولا بزيادة ساعات التغذية أبدا نظرا لشح الفيول، وبالكاد يمكن تشغيل المرافق الحيوية.
اضراب الادارة العامة
الى ذلك، اعلنت الهيئة الادارية لرابطة موظفي الادارة العامة عن توقف الموظفين عن العمل بدءا من صباح الاربعاء 18/1/2023 وحتى يوم الجمعة في 27/1/2023 ضمناً، وتنفيذ وقفة تضامنية ضد استدعاءات التفتيش المركزي بعد غد.
كورونا: 203
كوليرا: صفر
اعلنت وزارة الصحة العامة في تقرير نشرته امس، عن حالات كورونا، وتسجيل 203 إصابات جديدة، رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 1225400، كما تم تسجيل حالة وفاة واحدة، كذلك نشرت الوزارة تقريراً عن حالات الكوليرا في لبنان، إذ لم تسجل اي اصابات جديدة، وعليه استمر العدد التراكمي للحالات المثبتة على 671، كما لم يتم تسجيل اية حالة وفاة وسجل العدد التراكمي للوفيات 23.
النهار
“فتنة التوقيفات”: الكنيسة تتقدم الرد الناري
خرجت “فتنة” توقيف الناشط وليم نون وما رافقها واعقبها من ملابسات شديدة السلبية، بل مفعمة بالريبة والشبهات، عن اطار مجرد استدعاء لشقيق ضحية من ضحايا انفجار #مرفأ بيروت، لتشعل ما يخشى ان يشكل “ردة مسيحية” بالدلالات الطائفية والسياسية في ظل احتدام ازمة الفراغ الرئاسي وانسدادها. ذلك انه لم يعد ممكنا النظر بتبسيط وتبرئة لما اقدم عليه جهاز امن الدولة والقاضي المعني بتغطية عملية استفزازية بهذا الشكل استهدفت الفئة الأشد وجعا بسبب واقع تمزق العدالة و#القضاء تحت عصف التدخلات السياسية والطائفية الوقحة، التي كان من شأنها شل التحقيق في ملف انفجار المرفأ واصابة القضاء باصابات قاتلة في صميم رسالته ومهمته وعمله. حصل التوقيف واشعل الاحتجاجات في الشارع التي ستتواصل اليوم والخميس المقبل في ما قد ينذر بشيء ما مختلف هذه المرة عن الموجات السابقة من الاحتجاجات، خصوصا ان البلاد تبدو مقبلة على مزيج من الاحتدامات مع بلوغ دولار السوق السوداء حافة الخمسين الف ليرة واستتباعاته في اشعال الأسعار. واذا كان وليم نون قد خرج عصر السبت بعدما اقتربت الاحتجاجات في الشارع من حافة وضع مشتعل لا تحمد عقباه، فان التداعيات المؤسساتية والسياسية وحتى الدينية الأخرى لم تكن اقل خطورة. تخوف كثيرون أولا من ان تكون معالم الانقسام القضائي الذي برز نافرا جدا في ظل اصدار بيان يؤيد الإجراءات التي تولاها احد قضاة النيابة العامة الاستئنافية في تغطية استهداف وليم نون واخرين من أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت، ورفض المجلس الاعلى للقضاء تبنيه، نذير تطور غير مسبوق في تشظي القضاء على خلفيات سياسية بل وطائفية أيضا. وسيتواصل المناخ المحموم اليوم مع استدعاء ١٢ شخصا من أهالي شهداء انفجار المرفأ للمثول امام التحقيق في ثكنة بربر الخازن فيما صدرت دعوات للتجمع بكثافة امام الثكنة تضامنا مع أهالي الضحايا وللمطالبة باطلاق يد القاضي طارق البيطار في التحقيق.
اما التطور الأشد أهمية فيتمثل في ردة الفعل الكنسية أولا من خلال مشاركة رجال دين مسيحيين مباشرة في اعتصامات واحتجاجات تخللها اعتداء مريب على احد الكهنة وهو خال وليم نون في جبيل. وتاليا، وهنا الأهم، اعلان موقف ناري غير مسبوق في حدته في عظة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس #الراعي، كما في موقف متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس #عودة، وهما موقفان للكنيسة المسيحية يثبتان موقفا ناريا بكل ما يحمله من دلالات. ولم يقف موقف الراعي عند الحادث بنفسه بل ذهب بعيدا الى اطلاق تحذير صارم من افراغ مناصب الموارنة والمسيحيين تباعا من شاغليها واستهدافها. ولذا تراكمت التساؤلات عمن يقف وراء استفزاز المشاعر الطائفية وهل من رابط بين مجريات ما حصل وفرض وقائع توتر وتسخين وافتعالات “لاحراق” مرشحين وتعويم اخرين كما تردد على نطاق واسع؟
ولم يعد من شك في ان البلاد التي ستشهد من اليوم انطلاق مهمة الوفود القضائية الأوروبية في التحقيقات المتصلة بالفساد التي دخلت حقبة جديدة من التأزم تحت اعين ورقابة هذه الوفود من جهة ووسط ترقب ما ستؤول اليه المواجهة الحكومية في شأن عقد جلسة لمجلس الوزراء. وأفادت معلومات في هذا الصدد أنّ وزير الاقتصاد أمين سلام زار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وأكّد له حضوره جلسة مجلس الوزراء منتصف الأسبوع. وأشارت الى أن الأمانة العامة لمجلس الوزراء وضعت جدول أعمال الجلسة والتزمت ببند الطاقة حتى الآن وفق رغبة “حزب الله”.
وأضافت أن جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء سيتضمنُ بنوداً تتعلق بنفاد مخزون القمح وميزانية لوزارة التربية وأخرى لقطاع الصحة مشيرة إلى أن ميقاتي سيُبقي هذه البنود معلقة لاستكمالها في جلسة أخرى إذا لم تُحسم مسألة الكهرباء هذا الأسبوع.
اما الملف الرئاسي ووسط الانسداد الكامل الذي يحكمه فمن غير المستبعد ان يثير مواجهات سياسية تصعيدية في الجلسة الحادية عشرة لانتخاب رئيس الجمهورية الخميس المقبل على خلفية تصعيد “الغضب المسيحي” الذي عكسه امس البطريرك الراعي.
الراعي
وقد اتسمت هذه العظة بمواقف لاهبة بدءا بموضوع توقيف وليم نون اذ اعتبر البطريرك ان هذا التوقيف جاء “ليبين أن القضاء أصبح وسيلة للإنتقام والكيدية والحقد. وإن الأجهزة الأمنية تلبس ثوب الممارسة البوليسية: وليبين فلتان القضاء بحيث صار يحلو لأي قاض أن يوقف أي شخص من دون التفكير بردات الفعل وبالعدالة . ألا يخجلون من أنفسهم الذين أمروا باعتقال هذا الشاب المناضل وبدهم منزله وسجنه غير عابئين بمآسيه ومآسي عائلته وكل أهالي ضحايا المرفأ، وغير مبالين بردة الشعب؟ ثم يستدعون مناضلا آخر بيتر بو صعب وهو شقيق شهيد آخر. هل يوجد في العدلية قضاة مفصولون لمحاكمة أشقاء شهداء المرفأ وأهاليهم؟ “.
وتناول الملف الرئاسي قائلا “لا شعب لبنان ولا نحن نحتمل تحديا إضافيا على صعيد الرئاسة ولا على غير صعيد. حذار حذار: فجو المجتمع تغير. النفوس تغلي وهي على أهبة الانتفاضة. لم يصل أي شعب في العالم إلى هذا المستوى من الانهيار من دون أن ينتفض ويثور أكان في دولة ديمقراطية أم في دولة ديكتاتورية . إن إطالة الشغور الرئاسي سيتبعه بعد مدة شغور في كبريات المؤسسات الوطنية الدستورية والقضائية والمالية والعسكرية والدبلوماسية. منذ الآن نحذر من مخطط قيد التحضير، لخلق فراغ في المناصب المارونية والمسيحية. وما نطالبه لطوائفنا نطالبه للطوائف الأخرى. لكننا نلاحظ تصويبا على عدد من المناصب المارونية الأساسية لينتزعوها بالأمر الواقع، أو بفبركات قضائية، أو باجتهادات قانونية “غب الطلب”، أو بتشويه سمعة المسؤول”.
انقسام القضاء
اما انقسام القضاء فرسم معالم شديدة الخطورة بعدما رفض رئيس مجلس القضاء الأعلى سهيل عبود بيانا صدر باسم المجلس ينحاز الى القاضي الذي استباح حقوق اهل ضحايا انفجار المرفأ بالمطالبة بحقوق شهدائهم في كشف المتسببين بقتلهم.
وقد اشار رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود في بيان لافت إلى “تناقل بعض وسائل الإعلام ما يُفيد بصدور بيان عن المجلس “، موضحاً أنّ “أيّ بيان لم يصدر عن المجلس وفق الأصول القانونية المعتمدة”، ومشيراً إلى “التداول بشأن إصدار بيانٍ متعلّق بما آلت إليه الأمور في المرحلة الأخيرة، ولم يُصَر إلى التوافق على مضمونه الذي كان ما زال قيد المناقشة”. وأكّد عبود أنّ “ما وصل إلى وسائل الإعلام إنما هو مشروع بيان لم يحظَ بالموافقة المفترضة لإصداره”.
وكان البيان المشار اليه صدر باسم مجلس القضاء الاعلى “مستغربا ومستنكرا التدخل والتهجم على عمل القضاة، ومؤخرا، اجراءات النيابة العامة الاستئنافية في بيروت، من مرجعيات يفترض بها احترام عمل القاضي الذي يحتكم الى ضميره وعلمه القانوني “ورفض “التعرض والتطاول من اي جهة كانت على القضاء وكرامة القضاة في معرض ممارسة واجباتهم كسلطة دستورية مستقلة”. وذكّر “انه طالما كان حاضراً وحريصاً على تلقي اي مراجعة لمتابعتها ضمن الاصول القانونية وليس في الشارع او في الاعلام “ورأى “أن الغاية التي يسعى اليها احد المواطنين مهما كانت شريفة ومحقة لا تبرر الوسيلة غير المشروعة والمعاقب عليها قانوناً، مشددا على أن القضاء لم يكن يوما، ولن يكون مكسر عصا لأحد”.
وأفاد مصدر قضائي ان القاضي زاهر حمادة اشترط صدور بيان عن مجلس القضاء الاعلى يغطيه ليقبل بإطلاق سراح وليم نون ووُزِّع البيان بدون إقراره أصولًا وهذا ما دفع رئيس مجلس القضاء الاعلى سهيل عبود لإصدار البيان التوضيحي.
على الصعيد المالي والمصرفي وفيما الدولار في السوق السوداء عاد يحلّق بلا سقوف في ارتفاعات يومية لامست سقف الخمسين الف ليرة يعقد إجتماع إستثنائي للمجلس المركزي في مصرف لبنان اليوم ، للبحث بالارتفاع الكبير لسعر صرف الدولار في السوق السوداء والإجراءات العاجلة الممكن اتخاذها للسيطرة على الوضع.
COMMENTS