أنهت تركيا و”إسرائيل” مرحلة الفتور الديبلوماسي بينهما. فقد حضر السفير التركيّ الجديد شاكر أوزكان تورونلر إلى مقر رئيس كيان العدو الصهيوني يتسحاق هرتسوغ في القدس المُحتلّة، وقدم له أوراق اعتماده. وبذلك طوت أنقرة مع تل ابيب مظاهر التوتر التي بلغت ذروتها قبل حوالي أربع سنوات بمغادرة سفيرها فلسطين المحتلة.
وذكرت مجلّة “تايمز أوف إسرائيل” أنّ هرتسوغ في خطابه لدى استلام أوراق اعتماد تورونلر، دعا الرئيس التركيّ رجب طيب إردوغان لزيارة الكيان المحتل، وقال: “إنّها علاقة عرفت أزمات في الماضي ولكنها الآن تسير في مسارٍ مُشجّعٍ للغاية”، مشيرًا إلى إمكانات التعاون في مجالات السياحة والأكاديميّة والطاقة والعلوم والثقافة والزراعة.
وسبق هذه الخطوة الديبلوماسية قمة سياسية هاتفية عقدت بين أردوغان ورئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو في منتصف شهر تشرين الثاني الماضي. واستغرقت هذه القمة دقيقة. وقالت وسائل إعلام تركية إن نتنياهو وأردوغان بحثا سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية بين البلدين ووجوب الحفاظ عليها على أساس احترام المصالح المشتركة. وخلال قمتهما الهاتفية، نقل نتنياهو إلى محدثه التركي التعازي بقتلى انفجار اسطنبول التي اتهم بتنفيذها إرهابيون أكراد. كما قدم أردوغان إلى نتنياهو تعازيه بالقتلى الصهاينة الذي سقطوا بالعملية الفدائية التي وقعت في مستوطنة أريئيل في فلسطين المحتلة، وقد نفذها الشهيد محمد صوف من بلدة حارس قضاء سلفيت.
الشهيد محمد صوف
وكان السفير شاكر أوزكان تورونلر، قد وصل إلى إسرائيل في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، وسبق أن شغل منصب القنصل العّام لتركيّا في القدس المُحتلّة، كما عمل سفيرًا لبلاده في الهند.
وشدّدّ تورونلر في كلمته على أهمية الحفاظ على الوضع الراهن في القدس، متجنباً الإشارة إلى قضية الشعب العربي الفلسطيني المظلوم. وقال إن حكومة تركيا تأمل في أنْ تنمو التجارة الثنائية بين البلدين إلى 15 مليار دولار في المستقبل القريب، إذْ أنّه في عام 2021، بلغ هذا الرقم 7.7 مليار دولار، بزيادة حوالي 30 بالمائة مقارنة بالعام السابق.
وكتب تورونلر في سجل زوار “مقر رؤساء إسرائيل” أنه يعتقد أنّ “العلاقات الوديّة القائمة بالفعل بين بلدينا ستستمر في التوسع”.
سبق العودة التركية إعلان الكيان الصهيوني في شهر آب/ أغسطس الأخير، عن تعيين إيريت ليليان، سفيرة جديدة في تركيا، وقدّمت أوراق اعتمادها لأردوغان قبل أسبوعين في أنقرة. ويقال أن ليليان قد قامت بدور بارز في المصالحة “الإسرائيلية” ـ التركية.
وتعتبر “إسرائيل” حليفاً إقليمياً لتركيا منذ عشرات السنين. وحسب مصادر صحفية فلسطينية فقد سعى أردوغان إلى انفراجٍ في العلاقات بين بلاده والكيان الصهيوني. وبادر إلى امتداح أم هرتسوغ في برقية التعزية بوفاتها التي أرسلها إليه في مطلع السنة الماضية. كما زار تركيّا في آذار /مارس الفائت، ونظم له استقبال لافت في أنقرة بمرافقة موكبٍ عسكريٍّ وعزف “النشيد الإسرائيليّ”.
وزار رئيس الوزراء السابق في كيان العدو يائير لبيد أنقرة عندما كان وزيرًا للخارجية في حزيران/يونيو الماضي، والتقى مع نظيره تشاووش أوغلو، وبعد المحادثات رفيعة المستوى التي هدفت إلى تعزيز التقارب بين البلدين، أشاد لبيد بالتعاون الأمنيّ مع تركيا، زاعماً أنه ساعد في إحباط مخططٍ إيرانيٍّ لاختطاف أوْ قتل مواطنين “إسرائيليين” في إسطنبول.
مركز الحقول للدراسات والنشر
COMMENTS