أين الأحزاب والجمعيات في أزمة النزوح…؟

أين الأحزاب والجمعيات في أزمة النزوح…؟

“جريمة في رام الله” : السلطة الفلسطينية تصادر رواية عبّاد يحيى وتستدعيه والناشر للتحقيق!
هو النسر طار (إلى ناجي العلي المسافر بريشةٍ أحدّ من السيف)
لبنان : إدانة كيندا الخطيب بالعمالة لـ”إسرائيل”

تستمر أزمة النزوح في التفاقم للإسبوع الثالث، منذ بدء العدوان الإسرائيلي على لبنان، وتركيز العدو الغاشم على تهجير المدنيين من مناطق الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت، بكثافة غير مسبوقة، حيث تقدر أعداد القادمين إلى بيروت ومناطق النزوح الأخرى، بمليون ونصف المليون نازح، بينهم نسبة كبيرة من الأطفال والنساء.
خطة الطوارئ التي أعدتها الحكومة مسبقاً لم تستطع إستيعاب هذه الموجات الكبيرة من النزوح، خلال فترة زمنية وجيزة، لم تتجاوز بضعة أيام، لأن التقديرات الحكومية كانت أكثر تواضعاً، وألإمكانيات المتوقرة محدودة جداً، وشبه رمزية.
تأخر وصول المساعدات العربية خاصة، والأوروبية عامة، أدى إلى تفاقم الأزمة، ومضاعفة تداعياتها المأساوية، سواء في مسألة توفير مراكز الإيواء الكافية، أو تأمين الإحتياجات الغذائية الضرورية، أو حتى تقديم الأدوية وحليب الأطفال للعائلات المحتاجة.
وإذا أضفنا إلى تأخير المساعدات، عدم توفر الإمكانيات المالية أساساً، لدى الدولة اللبنانية، يمكن توقع أن خطة الطوارئ بقيت مجرد حبراً على ورق، بمعظم الأقسام الحيوية فيها، مما أدى إلى بقاء مئات العائلات نائمة في الشوارع على الأرصفة، وبعضها بقي في الساحات العامة يلتحف أطفاله السماء في أيام الشتاء والبرد الأسبوع الماضي.
وهنا لا بد من التساؤل: أين الجمعيات والمؤسسات الإجتماعية الأهلية؟
أين المنظمات الأجنبية والدولية المعنية بالمساعدة، وتقديم العون في مثل هذه الحالات الإنسانية، وتخفيف معاناة الآلاف من العائلات والأطفال؟
وأكثر من ذلك: أين الأحزاب والقوى السياسية التي إعتصمت في ساحات بيروت سنة وسبعة أشهر، وقدمت لأنصارها المعتصمين الخيم اللازمة، ووجبات الطعام، ومستلزمات الصرف الصحي وقضاء الحاجات البشرية، بل وتم تركيب المكيفات في أشهر الصيف، وتم الإستعانة بوسائل التدفئة في الشتاء، فضلاً عن تشغيل المولدات الكهربائية، عندما تدعو الحاجة ليلاً.
الا يستحق النازحون ولو الجزء اليسير من تلك الخدمات حفاظاً على الكرامات، ولتخفيف معاناة الذلّ والهوان؟
ألا كان من المستحسن أن تفتح لجنة الطوارئ حساباً مصرفياً لجمع تبرعات وتقديمات المقتدرين من رجال الأعمال والمؤسسات المصرفية والتجارية والصناعية، من المقيمين والمغتربين، لتأكيد تضامن الجميع في هذه المحنة التي تعيشها البلاد؟
قد تكون هذه الخطوة تأخرت الآن. ولكن أن تحصل متأخرة خير من ألا تحصل أبداً، كما يقول المثل الفرنسي.
د. فاديا كيروز
منشور في اللواء، يوم الإثنين 7 تشرين الأول، 2024

Please follow and like us:

COMMENTS