البناء
داعش يقتل 53 مواطناً سورية يجمعون الكمأة في البادية… بديلاً عن الحصار والعقوبات
الإسرائيليون يدعون الأميركيين لتجنيبهم تداعيات الاشتباك مع حزب الله بعد تهديدات نصرالله
لقاء تضامني مع سورية بدعوة من «القومي»… والقائم بالأعمال السوري: نفخر بتفاعل اللبنانيين
تواصلت قوافل المساعدات إلى سورية لتسجل النقاط في مرمى العقوبات الأميركية، التي انكفأت عن المشهد تفادياً لظهور الفشل، وكانت دولة الإمارات العربية المتحدة قد أرسلت أمس، فقط ثماني طائرات توزعت على المطارات السورية الثلاثة في دمشق واللاذقية وحلب، بينما واصلت روسيا وإيران والجزائر والعراق قوافل المساندة المتعدّدة المجالات، وبصورة فاضحة ظهر تنظيم داعش مفاجئاً السوريين بصفته البديل المعتمد أميركياً للعقوبات والحصار، فقتل بدم بارد عبر فتح نيران الرشاشات الثقيلة لمدة ساعة متصلة على جموع المواطنين السوريين الذي خرجوا الى البادية يجمعون الكمأة السورية المعروفة بجودتها، في ظروف الجوع والحصار، فقتل منهم ثلاثة وخمسين مواطناً.
سورية التي أصابتها مجزرة داعش بالمزيد من الأوجاع فوق أوجاعها، وهي تنزف من جروح الزلزال والحصار والعقوبات، لكنها تواجه، كما قال الرئيس السوري بشار الأسد بتعاون أبنائها وتضامن أشقائها وأصدقائها.
في المنطقة حبس الإسرائيليون أنفاسهم مع تهديدات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بالحرب على كيان الاحتلال اذا لم توقف أميركا سعيها الى تخريب لبنان عبر حربها المالية وصولاً لأخذه الى الفوضى، وشاركت وسائل الإعلام الإسرائيلية في تخصيص ساعات لنقل مقاطع من كلام السيد نصرالله ومناقشة مضمون تهديداته مع الخبراء والمسؤولين السابقين، وأبرز الخلاصات التي خرجت بها حلقات النقاش دعوة الحكومة الإسرائيلية الى أخذ تهديدات السيد نصرالله على محمل الجد، وعدم التهاون في التعامل الحذر مع ملف النفط والغاز، أمام ربط السيد نصرالله بين كيفية تعامل الشركات ومَن يقف خلفها من حكومات مع حقوق لبنان في التنقيب واستخراج ثرواته، وبين كيفية تعامل المقاومة مع قيام كيان الاحتلال باستجرار النفط والغاز من حقل كاريش، وكان الأهم في ما قاله الخبراء هو أن ملف الخطر على أمن «إسرائيل» الذي بدأ مع مفاوضات ترسيم الحدود البحرية وباتت أميركا شريكاً ثالثاً فيه، إضافة للكيان والمقاومة، لم ينته بنهاية مفاوضات الترسيم، وأن تهديدات السيد نصرالله تقول بأن «إسرائيل» قد تدفع من أمنها ثمن التجاذب الدائر بين واشنطن وحزب الله حول الملف اللبناني. وطالب الخبراء حكومة بنيامين نتنياهو إفهام واشنطن أن «إسرائيل» لا تتحمّل تبعات توريطها في هذا التجاذب وأن على واشنطن تجنيب تل أبيب هذه المخاطر.
في بيروت انعقد بدعوة من الحزب السوري القومي الإجتماعي، لقاء تضامني مع سورية بوجه الحصار والعقوبات، ومع حق سورية بكل الدعم والمؤازرة للنهوض من كارثة الزلزال المدمر الذي أصابها، وقد تحدث في اللقاء النائب إبراهيم الموسوي عن حزب الله وأمين عام حزب الاتحاد الوزير السابق حسن مراد ونقيب المحررين جوزف قصيفي والأمين العام السابق للمحامين العرب عمر زين، وممثلون عن حركة أمل وحركة فتح وحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، وحزب الطاشناق والأمين العام لمؤتمر الأحزاب العربية قاسم صالح عن الحزب السوري القومي الاجتماعي، إضافة لكلمة اللقاء الإعلامي الوطني ألقاها الإعلامي روني ألفا وكلمة لرئيس تحرير البناء النائب السابق ناصر قنديل، وكانت كلمة للقائم بالأعمال السوري علي دغمان خاطب فيها المشاركين واللبنانيين قائلاً، لن أقول لكم شكراً، بل ما قاله الرئيس بشار الأسد نحن أبناء بيت واحد ووطن واحد، ولذلك نحن نفخر بكم وبما قدّمتموه وما تقدّمونه.
ونظّم الحزب السوري القومي الاجتماعي لقاء تضامنياً رفضاً لقانون قيصر والحصار المفروض على سورية، تحت عنوان: «كسر الحصار» في قاعة الشهيد خالد علوان البريستول ـ بيروت، بحضور رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الأمين أسعد حردان، وعدد من قيادات الحزب القومي وممثلين عن السفارتين السورية والايرانية في لبنان وممثلين عن الأحزاب والمنظمات وحركات المقاومة وحشد سياسي وإعلامي واسع.
وتمحورت الكلمات حول المطالبة بكسر الحصار الظالم عن سورية، وإدانة الاعتداءات عليها والوقوف معها على كافة الصعد لتجاوز المحنة التي ألمت بها.
وأكد عضو المجلس الأعلى في الحزب ـ أمين عام المؤتمر العام للأحزاب العربية قاسم صالح أنّ كسر الحصار المفروض على سورية واجب قومي وإنساني، وهو الموقف الفصل، ويجب أن يُترجَم بخطوات عملية تتمثل بإطلاق حراك واسع على الصعد كافة، لإسماع العالم صوت الحق. ولفت الى أن إدانة الإجراءات الأميركية القسرية الأحادية الجانب المفروضة على سورية، لكونها عدواناً غير مسبوق ينتهك كلّ الأعراف والمواثيق الدولية، ويشكل جريمة ضدّ الإنسانية. وشدّد على «الثقة بأنّ الشعب السوري الأبي والصامد وقيادته الشجاعة والحكيمة برئاسة سيادة الرئيس الدكتور بشار الأسد، كما واجهوا الحرب الكونية وانتصروا على الإرهاب، فسوف يتجاوزون هذه المحنة رغم حجمها الهائل، بفعل إرادتهم وثباتهم».
ولفت رئيس تحرير صحيفة «البناء» النائب السابق ناصر قنديل أن الشام لن تسقط ولن تسقط القدس ولن تسقط بيروت، وأن قلوبنا تتسع لبعضنا إن سقطت على رؤوسنا البيوت، وتوجّه للأميركي بالقول: «في زمن الغطرسة، عندما يصبح الكذب مؤسسة، لا نحتاج منكم إغاثة، ولا نصحاً وبعض دماثة، اسحبوا قواتكم وأوقفوا سرقة نفطنا، أوقفوا دعواتكم فلكم خطكم ولنا خطنا».
وشدد قنديل على أن «خير ما تحتاجه سورية اليوم هو الوقود، وفي أرضها كثير من الخير موجود»، وقال: «أوقفوا الخداع والنفاق، وسرقة النفط عبر العراق، وأعيدوا النفط لأصحابه، دخلتم من شباك الدار فأخرجوا من بابه، أما سورية فالله حاميها، وشعوب وفية توافيها، ومقاومة جاهزة للنزال، كلما استدعى الأمر القتال، ولا تخشى الحرب ولا من يحزنون، وتكون حيث يجب أن تكون».
في غضون ذلك، لا تزال مواقف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطابه أمس الأول ترخي بظلالها على المشهد الداخلي لما حملته من رسائل تصعيدية ذات أبعاد إقليمية، ما يؤشر وفق ما تؤكد أوساط فريق المقاومة لـ»البناء» الى مواجهة مفتوحة بين الأميركيين وحزب الله في لبنان لن تنتهي إلا بفوضى وحرب عسكرية في المنطقة أو بتسوية سياسية تفتح مرحلة جديدة في لبنان وتنتج رئيساً للجمهورية وحكومة وخطة للنهوض الاقتصادي. مشيرة الى أن «معادلة السيد نصرالله الجديدة ستكون لها تداعياتها في مسار الأحداث والمخطط الأميركي الغربي المرسوم للبنان، وسيدفع مراكز القرار في واشنطن وتل أبيت والقوى الغربية والخليجية الى إعادة حساباتهم والتفكير بأن استمرار مشروع الحصار ضد لبنان لتركيعه واخضاعه للإملاءات الخارجية لن يمر، بل سيفجر الحرب مع «اسرائيل» وفي المنطقة ولن يقف عند هذا الحد بل سيهدد إمدادات تصدير الغاز والنفط من كاريش الى اوروبا، وبالتالي أمن الطاقة في اوروبا والبحر المتوسط».
وبعد تهديد نصرالله بمنع العدو الاسرائيلي الاستمرار بتصدير الغاز الى اوروبا من كاريش إذا لمس تسويفاً بعملية استخراج النفط والغاز في لبنان، وصلت أمس إلى مرفأ بيروت سفينة المسح «جانوس 2» التي تقوم بتشغيلها شركة Keran Liban والتي استقدمتها «توتال إنيرجيز» وشريكتاها «إيني» و»قطر للطاقة» بعد قيامها بمسحٍ بيئيّ في المياه اللبنانيّة في الرّقعة رقم 9.
وفي هذا الإطار، نُظّمت زيارة للسفينة بحضور وزير الطاقة والمياه ووزير البيئة ووزير الأشغال العامّة والنّقل والمدير العام لمرفأ بيروت وممثّلين عن هيئة إدارة قطاع البترول إلى جانب مسؤولين من مختلف الإدارات اللبنانيّة. وتختتم السفينة «جانوس 2» مهمّة استغرقت 8 أيام قامت خلالها بجمع صوَر لقاع البحر وأخذ عيّنات من المياه والرواسب، فضلاً عن القيام بمراقبة الكائنات البحريّة في المنطقة. وسيتمّ تحليل المعلومات والبيانات التي تمّ جمعها في إطار التقرير لإعداد دراسة تقييم الأثر البيئي وهو خطوة تسبق عمليّة الحفر، وذلك بالتوافق مع القوانين الدوليّة والمحليّة.
وأعلن فيّاض في المناسبة أن «المعلومات تُظهر أن الحقل واعدٌ جداً».
ولم ينجلِ غبار «غزوة» المودعين لعدد من المصارف في بيروت، وقطع الطرقات في الشارع، وما تخفي أحداث الخميس الماضي خلف أسوارها من مخططات لإشعال الفوضى الأمنية في الشارع.
واتهمت مصادر مطلعة على الوضع الأمني جهات وسفارات أجنبية بتدبير أحداث أمنية في لبنان لجرّه الى آتون الفوضى للضغط السياسي لفرض تسوية رئاسية تصب في صالح المشروع الأميركي الإسرائيلي في لبنان والمنطقة»، مشيرة لـ»البناء» الى أن قوى خارجية هي التي تقف خلف التحركات الأخيرة في الشارع لاستدراج الناس الى الشارع لاستخدامهم سياسياً». كما لا تستبعد المصادر دوراً للمصارف في تحريك الشارع والهجوم على المصارف لتبرير استمرار إقفال المصارف في كل لبنان». وتحذر المصادر من أن «لبنان سيشهد سلسلة أحداث أمنية كبيرة وسيكون الباب لاشعالها هو الوضع الاقتصادي وارتفاع سعر صرف الدولار الذي سيكون أداة الاشتعال وحرق البلد»، لكن المصادر أكدت من جهة ثانية أن المقاومة وحلفاءها كما أفشلوا مخططات كثيرة منذ العام 2000 الى الآن، سيقفون بالمرصاد أمام العبث بالبلد بكافة الوسائل، والرد لن يقتصر في الداخل كما حصل خلال مرحلة أحداث تشرين وما تلاها، بل سيكون للمرة الأولى خارج لبنان في فلسطين المحتلة وقد يكون في العراق ضد القوات الأميركية هناك، وفق معادلة السيد نصرالله الأخيرة».
وعقد مجلس الأمن المركزي اجتماعاً برئاسة ميقاتي الذي أشار الى أن «مدماكين أساسيين لا يزالان يشكلان سداً منيعا للدولة وهما رئاسة الحكومة والمؤسسات الأمنية والعسكرية»، وأكد أننا «نحن نبذل كل جهدنا للحفاظ على سلطة الدولة وهيبة القوانين، خصوصاً في ظل الاهتراء الحاصل في كل ادارات الدولة ومؤسساتها. من أبرز ما تحقق هو الامن المضبوط».
واضاف: «أوحت الاحداث الامنية التي حصلت في اليومين الفائتين وكأن هناك «فقسة زر» في مكان ما، ومن خلال متابعتي ما حصل من أعمال حرق أمام المصارف سألت نفسي هل فعلا هؤلاء هم من المودعين أم أن هناك ايعازاً ما من مكان ما للقيام بما حصل؟ هذا الاجتماع الأمني سبقه اجتماع مالي ضمن سلسلة اجتماعات ستعقد وستستكمل الاسبوع المقبل في سبيل اتخاذ الاجراءات المطلوبة من مصرف لبنان».
من جانبه، أكد وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي أنّ «التفلت الأمني ليس بمصلحة احد ولا يخدم لبنان واللبنانيين»، مشددا على أنه «يجب فصل الأمن عن السياسة، والوضع الأمني يعني كل اللبنانيين». وكشف بعد الاجتماع أن «طُلب من الأجهزة الأمنية الاستمرار بالمحافظة على الأمن والنظام وعدم التساهل بتهديد السلم الأهلي». واكد أنّ حلّ أزمة المودعين لا يكون بأعمال الشّغب، لافتًا الى أنّنا «نريد الحفاظ على أمن المواطنين والقطاع المصرفي كنظام وقطاع وعملُنا حفظ الأمن وتطبيق القوانين». مؤكدًا أننا «نتفهّم وجع المواطنين، إنّما نقول لهم إنّ أعمال الشغب والاعتداء على الأملاك العامة والخاصة ليسا الحل».
وأعلنت جمعية المصارف أن «خطة التدمير الممنهج للقطاع المصرفي بدأت على يد مجموعة من المدفوعين المرتزقة الذين لا يتعدون الخمسين شخصاً، ولا يقنعنا أحد بأنهم من المودعين، فالمودع المتمتع بالحد الأدنى من الذكاء والمنطق يعرف انه بإحراق المصارف، انما يضرّ نفسه وسائر المودعين، ان عبر حرمانهم من الاستفادة من آليات الصرف الآلي او من خلال نفقات التصليح التي ستزيد من الأعباء المصرفية وتضعف إمكانيات المصارف بإعادة حقوقهم».
وفي اول موقف من الحكومة، رداً على ما أوردته قناة الحدث السعودية حول عقوبات أميركية محتملة على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، ذكر وزير المال يوسف خليل أنّ استبدال الحاكم، سيكون صعبًا، وقد تُمدّد ولايته رغم عدم التوصل إلى توافق بشأن ذلك حتى الآن.
ورداً على سؤال عما إذا كانت المناقشات بشأن خليفة محتمل قد بدأت، أوضح خليل، لـ»رويترز»، أنه «لا يوجد توافق بعد»، مشيراً إلى أنّ «المناخ السياسي الحالي في لبنان يجعل من الصعب بشكل خاص إجراء تغيير كبير مثل هذا».
ولم يسجل الملف الرئاسي أي تطورات، إذ استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، السفيرة الفرنسية آن غريو، حيث تمّ عرض للأوضاع العامة والعلاقات الثنائية بين البلدين. كما بحث رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع مع غريو، في اجتماع مطوّل، التطورات على الساحتين اللبنانية والإقليمية. وأطلعت غريو جعجع على أجواء اللقاء الخماسيّ الذي عقد في باريس.
وأشار مصدر نيابي في كتلة التنمية والتحرير لـ»البناء» الى أن «الرئيس بري لن يدعو الى جلسة لانتخاب الرئيس قبل أن يتلمس أجواء إيجابية من الكتل والقوى السياسية، وبالتالي لن يقبل عقد جلسات تكون كسابقاتها لا تنتج رئيساً، وهو لم يوفر وسيلة لتأمين حد أدنى من التوافق بين القوى السياسية لتأمين أكثرية لمرشح توافقي ونصاب للانعقاد، لكن إذا كان تأمين نصاب 65 نائباً لعقد جلسة تشريعية أمراً صعب المنال فكيف بتأمين نصاب الـ86 صوتاً لجلسة انتخاب».
وسجلت مواقف لافتة لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية، قال فيها «لا يجوز أن تُستعمل الأزمة الاقتصادية كوسيلة للضغط السياسي من قبل البعض الذي يستغلّ وجع الناس للحصول على مكاسب سياسية»، داعياً «الجميع الى تحمّل مسؤولياتهم الوطنية باقتراح حلول واتخاذ قرارات تنقذ البلد».
ورأى أن «الدستور قد وُضع بطريقة حكيمة. فالميثاقية هي أن تكون كل طائفة ممثلة»، مضيفًا أنّ الرئيس المنتخب بـ 65 صوتاً وبحضور 86 نائباً هو رئيس شرعي وميثاقي». وإعتبر فرنجيّة إنّ «حماية المسيحيين تبدأ بتعزيز انتمائهم الى الوطن وليس بإدخالهم في مشاريع تقسيمية عبر تخويفهم من شركائهم في الوطن». أضاف «إنّنا موجودون في السياسة ولدينا كامل الشرعية والكفاءة لخوض كافة الاستحقاقات». وأردف فرنجيّة «بعكس ما يسوّق البعض، إن وجودنا كاسم مطروح للرئاسة لا يعرقل الاستحقاق الرئاسي وأيّ تسوية تحصل لمصلحة لبنان نحن معها ولكن كل تسوية تحتاج الى طرفين يتحاوران من أجل ايجاد قواسم مشتركة».
وتستمر المساعي التي يقودها الرئيس بري لتأمين نصاب انعقاد الجلسة التشريعية، بعد رفض التيار الوطني الحر المشاركة، وعلمت «البناء» أن خطر شغور منصب المدير العام للأمن العام دفع بأكثر من جهة للدفاع باتجاه تأمين نصاب الجلسة وقد يكون عبر نواب حزب الطاشناق وتكتل الاعتدال الوطني اضافة الى عدد من النواب المستقلين فضلاً عن نواب كتلتي الوفاء للمقاومة والتنمية والتحرير، كما يجري التداول بمخارج قانونية للتمديد للواء عباس ابراهيم وبعض المدراء العامين من خارج المجلس النيابي، لكن لم يعثر على مادة تجيز ذلك في مجلس الوزراء على سبيل المثال، وبالتالي لا يمكن التمديد له إلا بتعديل القانون في المجلس النيابي».
وغمز تكتل «لبنان القوي» من قناة حزب القوات اللبنانية، بدعوته اثر اجتماعه «المزايدين في رفض الجلسة التشريعية الى التعبير للأهداف نفسها عن رفضهم لانعقاد مجلس الوزراء وصدور قرارات عنه بشكل عادي وغير شرعي بغياب حضور وتواقيع عدد وازن من الوزراء في ظل غياب رئيس للجمهورية ووجود حكومة ناقصة الشرعية وفاقدة للصلاحيات». واعتبر التكتل أن «انعقاد مجلس النواب في حال وجود سبب قاهر أو استثنائي وضروري وطارئ أو مصلحة وطنية عليا تستدعي التشريع أمر يصبح بديهياً وهذا لا ينطبق على طلب عقد الجلسة او على اختصار جدول أعمالها أو تكبيره». كما حمّل التكتل «حكومة تصريف الأعمال المتأزمة المسؤولية عن التقاعس في القيام بواجباتها وفي ترك الناس يواجهون الأوضاع كأنها قدر محتوم، فيما تتفرّج على غليان الشارع وكأنها غير معنية، ويعقد رئيسها اجتماعات فولكلورية تحت عنوان معالجة الأوضاع المالية والنقدية بحضور حاكم مصرف لبنان المتهم الأول بالتسبب بالفوضى المالية والنقدية وعدم التزامه بقانون النقد والتسليف وهو يتفرج بدوره على إضراب المصارف وكأنه غير معني او مؤثّر بها».
الأخبار
وقاحة الحاكمين: لنجدّد لسلامة
وزير المالية يمهد لمعركة التمديد لسلامة؟
“إسرائيل”: يجب أخذ تهديدات نصرالله في الحسبان
«استبدال حاكم مصرف لبنان سيكون صعباً». هكذا، بكل بساطة، وفي ظل دولار يقترب من عتبة الـ 100 ألف ليرة، افتتح وزير المال يوسف خليل على ما يبدو معركة التمديد لرياض سلامة المحاصر بقضايا فساد وتبييض أموال، والمُلاحق أمام القضاء في عدد من البلدان الأوروبية. وأكّد خليل أن سلامة «قد تُمدّد ولايته رغم عدم التوصل إلى توافق بشأن ذلك حتى الآن (…) لأنّ المناخ السياسي الحالي في لبنان يجعل من الصعب إجراء تغيير كبير مثل هذا». وإذ يصعب أن يكون كلام وزير المالية من «بنات أفكاره»، فإن السؤال هو عن الجهة التي ستجرؤ على تبنّي التمديد لأبرز اللاعبين على حلبة التلاعب بالعملة وكاتم أسرار المنظومة ومدير جرائمها المالية عند انتهاء ولايته في أيار المقبل.
كلام خليل جاء في ذروة الانفجار السياسي والاجتماعي، ومع تخطي الدولار عتبة الـ 80 ألفاً وسطَ مؤشرات تدل على مضيه في تسجيل أرقام قياسية، فيما كانَ لافتاً أمس انكفاء الحركة الاحتجاجية التي شهِدها الشارع أول من أمس. إلا أن هذا «الانسحاب» لا يلغي بأن موجة الاضطرابات التي بدأت تعود ميدانياً ستشهد تصاعداً الأسبوع المقبل بفعل الغلاء الفاحش واستمرار انهيار الليرة وغياب الرقابة على تجار الأزمات. وهو ما استدعى أمس اجتماعاً لمجلس الأمن المركزي برئاسة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي. الاجتماع استعرض العملية التي يقوم بها الجيش اللبناني في بلدة حورتعلا البقاعية، والأحداث الأمنية التي شهدها اليومان الماضيان، وسأل ميقاتي عما إذا كان هناك إيعاز من جهة ما للعودة إلى الشارع. وهو ما نفاه قادة الأجهزة وفق ما توافر لديهم من معطيات. كما عرض هؤلاء الخطط الموضوعة للتعامل مع أي تحركات في الشارع، والمشكلات التي تعاني منها الأسلاك الأمنية والعسكرية لجهة تدني الرواتب وخروج عدد كبير من الآليات عن الخدمة وعدم القدرة على إصلاحها أو شراء قطع غيار لها.
رئاسياً، زارت السفيرة الفرنسية في بيروت آن غريو رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس، بعدما شاركت في لقاء عين التينة بين بري وسفراء دول لقاء باريس الخماسي. وعلمت «الأخبار» أن «هذا اللقاء كانَ مقرراً قبل اجتماع بري مع الديبلوماسيين الخمسة، وبعدما طلبت غريو الإبقاء على الموعد»، وهي، وفق مصادر مطلعة، «لم تضِف جديداً على الأجواء التي نقلها زملاؤها، بل كررت الكلام نفسه عن ضرورة تفعيل الجهود لانتخاب رئيس وتشكيل حكومة والقيام بالإصلاحات المطلوبة»، معتبرة أن «اللقاء يأتي في إطار التمايز الذي تحاول باريس إظهاره عن الأطراف الأخرى بشأن الملف اللبناني».
وكان لرئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، المرشح الضمني لحزب الله وحركة أمل، كلام لافت خلال رعايته العشاء التقليدي في زغرتا أول من أمس اعتبر فيه أن «الدستور وُضع بطريقة حكيمة. فالميثاقية هي أن تكون كل طائفة ممثلة وبالتالي فإن الرئيس المنتخب بـ 65 صوتاً وبحضور 86 نائباً هو رئيس شرعي وميثاقي». وقد يكون هذا الكلام تعبيراً عن جهد جدي لتأمين الـ «بوانتاج» الضامن لإيصال فرنجية بانتظار اللحظة المؤاتية للإفراج عن هذا الجهد”.
“إسرائيل”: يجب أخذ تهديدات نصرالله في الحسبان
لم يكن مفاجئاً أن تتأنى القيادتان السياسية والأمنية في الكيان الإسرائيلي في الرد على المعادلة التي أطلقها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، أول من أمس، في مواجهة مخطط دفع لبنان إلى الانهيار التام. فالوضع الداخلي في الكيان مأزوم، والتوتر مع الشعب الفلسطيني يكاد ينفجر، وجدية تهديدات نصرالله اختبرتها الجهات المختصة في كيان العدو سابقاً، كما أن الدوافع لتنفيذ هذه المعادلة في ذروتها. لذلك، فإن أي موقف غير محسوب أو مدروس جيداً قد يتدحرج إلى ما لا تحمد عقباه سياسياً وحتى عملياتياً. كما أن معادلة الأمين العام لحزب الله ستفرض على جيش العدو رفع مستوى الجاهزية والاستعداد لإمكانية تمدد التوتر القائم مع الضفة وقطاع غزة إلى الجبهة مع لبنان.
مع ذلك، تركت مواقف السيد نصرالله أصداءها في الواقع الإسرائيلي عبر مواقع التواصل ووسائل الإعلام. فاعتبرت إحدى قنوات التلفزة الإسرائيلية أن إسرائيل «استيقظت على جبهة جديدة» بعد تهديد نصرالله، ولفت معلق الشؤون العربية تسيفي يحزكيلي إلى أن إسرائيل، بنظر الأمين العام لحزب الله، هي المذنبة دائماً، ولذلك «يجب أخذ هذا التهديد بالحسبان» لأن لبنان يواجه ضائقة، ولكون الاتفاق مع شركات الغاز لا يسير بسرعة ولذلك فإن «الأمر يستحق الانتباه».
وفي السياق نفسه، اهتمت وسائل الإعلام الإسرائيلية ومواقع التواصل الاجتماعي بكلام نصرالله عن الأزمة الداخلية الإسرائيلية، مشيرين إلى أن ما قاله بصوت عال هو نفس ما أوردته تقارير الاستخبارات الإسرائيلية عن الوضع الداخلي.
وخصوصية الاهتمام الإسرائيلي بمواقف السيد نصرالله إزاء حالة الانقسام والتشظي التي يعاني منها المجتمع الإسرائيلي تشكل تجسيداً لنظرية بيت العنكبوت، التي تشكل مدماكاً رئيسياً في رؤية المقاومة للواقع الإسرائيلي. بالتالي فإن ما تواجهه إسرائيل من أزمات متفاقمة ومتصاعدة، يشكل أيضاً استكمالاً للصورة التي تتبناها المقاومة إزاء المشهد الداخلي الإسرائيلي”.
اللواء
معالجات النقد والدولار في «الدوامة».. وانكشاف الخلافات يدفع الى الفوضى
الامن المركزي يقرر ملاحقة مقتحمي المصارف.. والتيار العوني يقاطع جلسات التشريع إعتراضاً على التمديد
.. وفي اليوم التالي، اجتمع مجلس الأمن المركزي في السراي الكبير، وناقش ما جرى الخميس الماضي من اقتحامات لعدد من المصارف…
خارج ما إذا كان الاجتماع جاء متأخراً ام لا، فإن ما قاله الرئيس نجيب ميقاتي، من ايحاء الأحداث الأمنية من أن هناك «فقسة زر»، من دون أن يحدّد الفاعل، لكنه استدرك ان الامر يتعدى المودعين، أو في أقل تقدير هناك «إيعاز ما من مكان ما للقيام بما حصل».وسط انكشاف الخلافات الداخلية، مع استمرار الفراغ الرئاسي، مما يرفع من منسوب المخاوف من زعزعة الاستقرار والانحدار الى «الفوضى الشاملة».
وفي المعلومات ان القوى الامنية حددت هوية 15 شابا الذين شاركوا في اقتحام المصارف في بدارو، وهي في حرص تنظيم ملاحقات قضائية بحقهم بعد توقيفهم.
ولئن كان الاجماع اللبناني، ما يزال منعقداً حول الحفاظ على الأمن وعدم الانزلاق الى الفوضى الأمنية، او الإحتكاكات بين المناطق والطوائف، فإن ادارة فترة الفراغ الرئاسي موضع خلافات حادة، وكأنها مستعصية على المعالجة، من النقد الى وظائف الفئة الاولى المدنية والعسكرية، الى جلسات تشريع الضرورة، فضلاً عن القصف الكلامي اليومي للفريق العوني على الحكومة وجلسات مجلس الوزراء، التي يؤكد عليها «الثنائي الشيعي» واللقاء الديمقراطي في كل مناسبة.
وفي الوقت الذي يؤكد فيه وزير المال في حكومة تصريف الاعمال يوسف خليل ان مسألة التمديد لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة قيد البحث، وقد يتم «تمديد ولايته رغم عدم التوصل الى توافق بشأن ذلك حتى الآن»، اعتبر سلامة رداً على سؤال في الاجتماع المالي الذي عقد في السراي لمعالجة انهيار العملة الوطنية واشتعال سعر صرف الدولار على نحو غير مسبوق، وبطريقة دراماتيكية، طرحه عليه الرئيس ميقاتي أنه من غير الممكن السيطرة على انهيار سعر صرف الليرة في ظل استمرار اقفال المصارف، لذا نشطت «حسب المعلومات» لإنهاء اضراب المصارف، بدءاً من الاثنين المقبل، علَّ في ذلك فرصة للحد من الانهيار المروّع للنقد، والارتفاع القاتل لسعر صرف الدولار في السوق السوداء.
وقال خليل على هامش القمة العالمية للحكومات في دبي قبل أيام: أنّ من الوارد وجود خطة لتمديد فترات جميع موظفي الخدمة العامة من المستوى الأول وليس فقط سلامة لكن لا يوجد إجماع على ذلك بعد.
وتابع: إنّ الاتّفاق مع صندوق النّقد الدّولي يظلّ أولويّة، حتى لو كان لا يحظى بتأييد البعض. وأقرّ بأنّ الاتّفاق لا يحظى بدعم كل اللّبنانيين لكنّه شدّد على أهميّة بناء الثّقة ووضع لبنان على طريق التعافي.مشيراً إلى أنّ مستوى الثّقة في النّظام المصرفي اللّبناني منخفض للغاية وطريقة بناء تلك الثّقة تكمن في الاتفاق مع صندوق النقد.
تداعيات اقتحام المصارف
وانشغل لبنان الرسمي امس بمعالجة تداعيات تحرك المودعين الناري ضد المصارف وقطع الطرقات، فيما بقي الخلاف قائماً حول عقد الجلسة التشريعية بإنتظار ما تقرره هيئة مكتب المجلس النيابي في اجتماعها يوم الاثنين. فيما بقي الاستحقاق الرئاسي في اطار المواقف. وسط هذا الانسداد على كل المستويات، وفي انتظار تحديد المصارف خيارها للاسبوع المقبل حيث تردد ان ثمة احتمالا لفك اضرابها الاثنين، واصل الدولار تحليقه. ومعه، ارتفعت اسعار المحروقات والخبز ايضا.لكن اسعار المحروقات تراجعت عصراً ما بين 12 و19 الف ليرة.
الجلسة التشريعية
على صعيد الجلسة التشريعية، علمت «اللواء» من مصادر نيابية متابعة، ان ترقب مواقف الكتل سيد الموقف برغم ان المعارضات والتيار الوطني الحر قرروا عدم المشاركة فيها، لكن ثمة كتل اخرى ما زالت تدرس الموقف مثل كتلة نواب الارمن التي تجتمع الثلاثاء، وكتل تنتظر اجتماع هيئة المكتب التي قد تخفّض بنود جدول الاعمال من 81 الى ما بين ثمانية الى عشرة بنود اساسية ومهمة بينها مشروع قانون الكابيتال كونترول، والتمديد للموظفين المدنيين من الفئة الاولى وللضباط العامين في القوى المسلحة. اضافة الى امور مالية ملحة.
ورأت المصادر «ان الكتل النيابية المسيحية دخلت في مزايدات شعبوية ادت الى حشر التيار الحر فقرر عدم المشاركة برغم اهتمامه ببعض البنود مثل التمديد لبعض كبار الموظفين». وثمة مصادر اخرى ترد عدم حضور بعض الكتل الى رفض مشروع الكابيتال كونترول بالمطلق، عدا رفض اي جلسة تشريع بظل الشغور الرئاسي. فيما قالت جهات نيابية اخرى: ان هناك كتلا «فرملت» اندفاعة حضور الجلسة بعد موقف البطريرك بشارة الراعي الرافض لجلسات التشريع والحكمة قبل انتخاب رئيس للجمهورية. وهي كانت تنتظر قبل موقف الراعي توافر النصاب وحضور الكتل المسيحية لتحضر الجلسة.واوضحت هذه الجهات النيابية انه بات من الصعب في هذه الاجواء عقد الجلسة ما لم يحصل تطور دراماتيكي في اللحظة الاخيرة.
وفي السياق، دعا تكتل «لبنان القوي» اثر اجتماعه «المزايدين في رفض الجلسة التشريعية الى التعبير لنفس الأهداف عن رفضهم لإنعقاد مجلس الوزراء وصدور قرارات عنه بشكل عادي وغير شرعي، بغياب حضور وتواقيع عدد وازن من الوزراء في ظل غياب رئيس للجمهورية ووجود حكومة ناقصة الشرعية وفاقدة للصلاحيات». وقال التكتل: أن إنعقاد مجلس النواب في حال وجود سبب قاهر أو استثنائي وضروري وطارئ أو مصلحة وطنية عليا تستدعي التشريع، أمر يصبح بديهياً وهذا لا ينطبق على طلب عقد الجلسة او على إختصار جدول أعمالها أو تكبيره.
كما حمّل التكتل «حكومة تصريف الأعمال المتأزمة المسؤولية عن التقاعس في القيام بواجباتها وفي ترك الناس يواجهون الأوضاع كأنها قدر محتوم، فيما تتفرّج على غليان الشارع وكأنها غير معنية، ويعقد رئيسها إجتماعات فولكلورية تحت عنوان معالجة الأوضاع المالية والنقدية بحضور حاكم مصرف لبنان المتهم الأول بالتسبب بالفوضى المالية والنقدية وعدم التزامه بقانون النقد والتسليف وهو يتفرج بدوره على إضراب المصارف وكأنه غير معني او مؤثّر بها».
وعلمت «اللواء» ان من بين اسباب ممانعة التيار العوني تجددت التشريع الحؤول دون التمديد للموظفين الكبار في المؤسسات الامنية وحاكمية مصرف لبنان.
وقالت مصادر نيابية لـ «اللواء» أن انعقاد جلسة تشريعية أصبح في مهب الريح بعد أعلنت الكتل النيابية مقاطعتها اب جلسة بحجة أن مجلس النواب هو هيئة ناخبة عليها أن تنتخب رئيس الجمهورية سريعا. ولفتت المصادر الى إن اجتماع هيئة مكتب المجلس لتحديد جدول الأعمال سيكون مشابها للأجتماع السابق أي أنه سينتهي قبل أن يبدأ.
إلى ذلك رأت المصادر أن هناك ترقبا لهذا الأجتماع في حين أن لا دعوة جديدة لانتخاب رئيس الجمهورية ، مشيرة إلى أن نجاح مسعى بكركي لجمع النواب المسيحيين يتوقف على قرار الكتل النيابية مع العلم أن بعضها غير متشجع لها.
وأوضحت أن هناك تحركات تسجل على الصعيد الرئاسي لكنها محدودة وستبقى قائمة بأنتظار الحل الكامل المتكامل.
مجلس الامن يتشدد
بعد التظاهارت وقطع الطرقات وحرق ابواب المصارف امس الاول، حاولت الحكومة عبر مجلس الامن المركزي استيعاب الموقف حيث انعقد اجتماع للمجلس في السرايا برئاسة رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي حضره كل القادة العسكريين والامنيين.
وبعد ان عزّا ميقاتي «الجيش بالشهداء الثلاثة الذين سقطوا أمس في عملية في البقاع الامنية ضد عصابات المخدرات، قال في مستهل الاجتماع: لفت نظري قول البعض إن اجتماعنا جاء متأخرا، فيما الحقيقة أن مدماكين أساسيين لا يزالان يشكلان سدا منيعا للدولة وهما رئاسة الحكومة والمؤسسات التي تمثلونها اليوم .نحن نبذل كل جهدنا للحفاظ على سلطة الدولة وهيبة القوانين، خصوصا في ظل الاهتراء الحاصل في كل ادارات الدولة ومؤسساتها.من أبرز ما تحقق هو الامن المضبوط.
من جانبه، أكد وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي بعد الاجتماع أنّ «التفلت الأمني ليس بمصلحة احد ولا يخدم لبنان واللبنانيين»، مشددا على أنه يجب فصل الأمن عن السياسة والوضع الأمني يعني كل اللبنانيين». وكشف أنه «طُلب من الأجهزة الأمنية الاستمرار بالمحافظة على الأمن والنظام وعدم التساهل بتهديد السلم الأهلي واطلاق الرصاص».
واكد أنّ حلّ أزمة المودعين لا يكون بأعمال الشّغب، لافتًا الى أنّنا «نريد الحفاظ على أمن المواطنين والقطاع المصرفي كنظام وقطاع وعملُنا حفظ الأمن وتطبيق القوانين». واضاف: أداء الأجهزة الامنية يدخل ضمن إطار خدمة الشعب اللبناني، ورأينا 90 تحرّكاً منذ بداية الشهر 59 منها سببها الأوضاع المعيشية.
وقال: إننا «نتفهّم وجع المواطنين، إنّما نقول لهم إنّ أعمال الشغب والاعتداء على الأملاك العامة والخاصة ليس الحل. والأمن يتعامل مع النتيجة والحلّ ليس لدى القوى الأمنية، إنّما يبدأ بالسياسة وينتقل للاقتصاد.
المصارف للمودعين: راجعوا الدولة
وعلى الخط ذاته، اصدرت جمعية المصارف بيانا مساء امس قالت فيه: ان اتهام المصارف بأن اضرابها هو الذي ادّى الى انخفاض سعر صرف الليرة، فيه الكثير من الخفّة والسطحية. فالمصارف في حيرة من امرها: إذا أقفلت يعتبر اقفالها انه وراء هبوط العملة الوطنية، وإذا فتحت، زُعم انها تضارب على الليرة.
تودع المصارف ودائع زبائنها لدى مصرف لبنان، لا سيما تنفيذاً لتعاميم مصرف لبنان وتماشيا مع أصول التعامل المصرفي العالمي، فتستخدم هذه الأموال برغم ارادتها لدعم سعر الصرف ولتمويل الدولة، ثم تتنصل الدولة من اعادتها وينبري غوغائيون لتبرئة الدولة من التزاماتها. تخسر المصارف كل أموالها الخاصة التي كانت تتجاوز الأربعة وعشرين مليار دولار، فتتهم بانها استولت على الودائع واقرضتها لمصرف لبنان طمعاً بالمال. تصرف الدولة بعد اندلاع الازمة في 17/10/2019 ما يزيد عن العشرين مليار دولار لغاية تاريخه دعما للتهريب وسعر الصرف، فيحمّل المودعون المصارف مسؤولية الخسارة. تقرض المصارف أكثر من خمسة وخمسين مليار دولار من الودائع وتعمل لاستعادتها من مدينيها لتعيدها الى المودعين، فتلزمها معظم القرارات القضائية بقبض هذه الديون على أساس سعر صرف قدره 1,507.58 ليرة لبنانية او في أحسن الأحوال بموجب شيك مصرفي بالدولار المحلي مسحوب على مصرف لبنان يساوي اقلّ من خمسة عشر بالمئة من قيمة القرض الذي حصل عليه. فمن اين تعيد المصارف الودائع لزبائنها؟
واضافت:فيا أيها المودعون، ان المصارف تتفهم احباطكم، لكن اما آن الأوان لكي تفتحوا عيونكم وتدركوا ان الأموال اللازمة لتسديد ودائعكم ليست عند المصارف، فلا يفيدكم دخولها عنوة ولا تدميرها ولا تكسير محتوياتها، لأنكم بذلك تسيئون الى أنفسكم وتفاقمون الخسارة وتقللوا من فرص استعادة حقوقكم. وقد آن الأوان ان تعوا من هدر حقوقهم والى من يجب توجيه سهامكم وضغطكم لاستعادتها.
حراك ومواقف سياسية
في الجانب السياسي، استقبل الرئيس بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، السفيرة الفرنسية آن غريو، حيث تم عرض للاوضاع العامة والعلاقات الثنائية بين البلدين. كما اطلعت غريو كلاً من رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، على أجواء اللقاء الخماسي الذي عقد في باريس.
وفي المواقف الرئاسية، قال رئيس تيار المردة سليمان فرنجية: لا يجوز أن تُستعمل الأزمة الاقتصادية كوسيلة للضغط السياسي من قبل البعض الذي يستغلّ وجع الناس للحصول على مكاسب سياسية. داعيا «الجميع الى تحمّل مسؤولياتهم الوطنية باقتراح حلول واتخاذ قرارات تنقذ البلد».
ورأى ان «الدستور قد وُضع بطريقة حكيمة، فالميثاقية هي أن تكون كل طائفة ممثلة»، مضيفًا: أنّ الرئيس المنتخب بـ 65 صوتاً وبحضور 86 نائباً هو رئيس شرعي وميثاقي.
وقال فرنجيه: انه لم يترشح بعد لرئاسة الجمهورية بل ان اسمه مطروح و«الخير الله يقربه» ونيتنا تجاه وطننا سليمة ولدينا تصوّر اقتصادي وسياسي واجتماعي مبني على الواقعية وقول الحقيقة مهما كانت موجعة.
أضاف: إنّنا موجودون في السياسة ولدينا كامل الشرعية والكفاءة لخوض كافة الاستحقاقات». وقال: بعكس ما يسوّق البعض، إن وجودنا كإسم مطروح للرئاسة لا يعرقل الاستحقاق الرئاسي وأيّ تسوية تحصل لمصلحة لبنان نحن معها ولكن كل تسوية تحتاج الى طرفين يتحاوران من أجل ايجاد قواسم مشتركة
وإعتبر فرنجيّة إنّ «حماية المسيحيين تبدأ بتعزيز انتمائهم الى الوطن وليس بإدخالهم في مشاريع تقسيمية عبر تخويفهم من شركائهم في الوطن».واضاف: اليوم هناك من يحلم بالفدرالية ويسوّق لها وهؤلاء لا يريدون سليمان فرنجيه لان مشروعه عروبي، وحدوي، توافقي واستيعابي.
وتطرق الى مسألة سلاح المقاومة مشيرا الى أنه «يشكل اليوم مسألة خلافية في لبنان، وعلينا معالجتها من منطلق وطني وواقعي ومسؤول».
واكد فرنجية ان «همنا الأساسي هو تجنيب بلدنا الفوضى بانتظار التسويات الكبرى، وهناك اشارات عن وجود إرادة للتوافق الدولي». معتبراً ان «لبنان اليوم يعاني من أزمةٍ اقتصادية ومالية كبيرة تحتم علينا جميعاً ان نباشر بإيجاد حلول جذرية بعيداً عن المزايدات والشعبوية».
دريان: الشاكون يعطّلون
من جانبه، رأى مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في رسالة الاسراء والمعراج ان «الجميع يشكو اليوم من غياب رئيس الجمهورية لكن نصف الشاكين على الأقل هم الذين منعوا ويمنعون انتخاب الرئيس، لا شيء إلا لأنهم يريدون مرشحيهم وليس غيرهم للرئاسة، وهم مستعدون لهلاك الوطن أو إهلاكه إن لم يلب مطلبهم الفظيع. عرفنا رؤساء من قبل انتهت مدتهم فرفضوا التجديد والتمديد، وأعانوا بكل قواهم وصلاحياتهم على اختيار رئيس جديد. وللأسف أن هذا الأمر لم يعد واردا لأن الناس غير الناس».
سفينة المسح
في تطورآخر، وصلت امس، إلى مرفأ بيروت سفينة المسح «جانوس 2» التي تقوم بتشغيلها شركة Keran Liban والتي استقدمتها «توتال إنيرجيز» وشريكتاها «إيني» و»قطر للطاقة»، بعد قيامها بمسحٍ بيئيّ في المياه اللبنانيّة في الرّقعة رقم 9.
وفي هذا الإطار، نُظّمت زيارة للسفينة بحضور وزير الطاقة والمياه ووزير البيئة ووزير الأشغال العامّة والنّقل والمدير العام لمرفأ بيروت وممثّلين عن هيئة إدارة قطاع البترول إلى جانب مسؤولين من مختلف الإدارات اللبنانيّة. وتختتم السفينة «جانوس 2» مهمّة استغرقت 8 أيام قامت خلالها بجمع صوَر لقاع البحر وأخذ عيّنات من المياه والرواسب، فضلاً عن القيام بمراقبة الكائنات البحريّة في المنطقة. وسيتمّ تحليل المعلومات والبيانات التي تمّ جمعها في إطار التقرير لإعداد دراسة تقييم الأثر البيئي وهو خطوة تسبق عمليّة الحفر، وذلك بالتوافق مع القوانين الدوليّة والمحليّة. وأعلن فيّاض في المناسبة أن «المعلومات تُظهر أن الحقل واعدٌ جداً».
جثمان المحمد
وفي تطورات زلزال تركيا، تمكن الفريق اللبناني في تركيا «سيدرز 11» التابع للدفاع المدني، من الوصول الى جثمان محمد المحمد الذي فارق الحياة في داخل غرفته بعد حفر انفاق عدة، تحت المبنى واختراقها برغم التحذيرات المتكررة لهم من قبل اجهزة الانقاذ العديدة، إلّا ان اصرارهم وشجاعتهم دفعتهم للمتابعة والوصول اليه.
أهالي الموقوفين
في التحركات، نفّذت جمعية «لجان أهالي الموقوفين» في السجون اللبنانية وقفة احتجاجية أمام قصر العدل في بيروت، للمطالبة بالإفراج عن أبنائهم الموقوفين. ورفع الأهالي لافتات كُتب عليها: «لا لقضاء يخضع للأقوياء ويستقوي على الضعفاء»، «لا غذاء، لا دواء، لا استشفاء، أطلقوا سراحهم فوراً»، إضافة إلى اعتبار السجون مشروع إعدام جماعي في ظل الانهيار».
كورونا: 94 إصابة
صحياً، سجلت وزارة الصحة العامة 94 إصابة بفايروس كورونا، كما تم تسجيل 3 حالات وفاة.
COMMENTS