افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الخميس 7 أيلول، 2023

إفتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الثلاثاء 16 تشرين الأول، 2018
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الخميس 5 تشرين الأول، 2023
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الثلاثاء 26 تشرين الثاني، 2019

اللواء
ماكرون لإحداث خرق.. وتناحر داخلي على «رئيس بعبدا»
مخاوف من تجدُّد اشتباكات عين الحلوة.. وإسرائيل على خط الغاز اللبناني «شريك مضارب»!
تتقدم السجالات والمناكفات عمّا عداها، إزاء كل ما يتصل بالوضع الداخلي، سواء تعلق بملء الشغور الرئاسي، او الاصلاحات، او حتى اجتماعات الحكومة، وخطط الكهرباء والمال والصحة والعودة الى المدارس الرسمية.
وتكاد الكتل النيابية كاملة الجهوز للاشتباك، او تركه لرؤساء الاحزاب والتيارات، التي غالباً ما تخرج مواقفها عن «التنافس المشروع» الى التناحر الذي يدنو من الانتحار..
وتبدو معركة مَنْ يصل الى قصر بعبدا عنوان التناحر الداخلي، بصرف النظر عن المخاطر الامنية المحدقة بالجنوب، لا سيما المخاوف من عودة الاشتباكات في مخيم عين الحلوة، مع قرار هيئة العمل الفلسطيني المشترك في لبنان، تكليف «القوة الامنية الفلسطينية» توقيف المطلوبين الثمانية في عملية اغتيال العميد العرموش في تعمير عين الحلوة.
وتزايد تدفق النازحين السوريين الفارين من شبح الجوع والتظاهرات والضربات شرقي الفرات وفي السويداء وغيرها..
ولا خلاف، حسب مصادر معنية، على ملء الشغور الرئاسي، وتوجه النواب الى «تحمل مسؤولياتهم وانتخاب رئيس جديد للجمهورية لاستكمال السلطات الدستورية، انقاذاً للبلاد مما تعانيه من انهيار مالي واقتصادي»، وفقاً لما جاء في بيان المطارنة الموارنة بعد الاجتماع الشهري امس، بل الخلاف على كيفية ملء الفراغ، وبالشخصية القادرة على تحقيق هدف هذا الطرف او ذاك.
والبارز كان زيارة لافتة، كشف النقاب عنها ان رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد زار اليرزة، وعزى قائد الجيش العماد جوزاف عون، وجرى البحث بالاستحقاق الرئاسي.
بالتزامن، كشف النقاب عن ان الرئيس ايمانويل ماكرون، يعمل لتحقيق اختراق في الملف الرئاسي، وهو سيبحث هذا الملف مع ولي عهد المملكة العربية السعودية الامير محمد بن سلمان عندما يلتقيه في وقت قريب.
ونقل عن دوائر الرئاسة الفرنسية ان ماكرون متفائل من تحقيق تقدم، خلال الزيارة المرتقبة لموفده الشخصي جان ايف لودريان الى بيروت اواخر الاسبوع المقبل.
وفي السياق، نقل النائب سجيع عطية عن مصادر لم يكشفها ان باريس مرتاحة لخطوة الرئيس نبيه بري بالدعوة الى حوار لسبعة ايام في المجلس النيابي، ثم جلسات متتالية لانتخاب رئيس للجمهورية.
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن هناك رهانا على زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي من أجل تزخيم دعوة الرئيس بري الى الحوار، وأوضحت أن ردود الفعل المضادة على الحوار تجعل من نتائجه غير قابلة للحياة مشيرة في الوقت نفسه إلى أنه لا يمكن الجزم منذ الآن ان لقاءات الموفد القطري من شأنها تحريك الملف الرئاسي.
‎ورأت هذه المصادر أن ما من مبادرة قطرية جديدة وفي الأساس هناك مساع غير منفصلة عن العنوان العريض الذي خرج به الاجتماع الخماسي.
‎وعما اذا كانت قطر تسعى إلى تسويق قائد الجيش العماد حوزف عون، فإن المصادر اعتبرت أن هذا الكلام لبس بجديد إنما المسألة مرتبطة بمدى توافر الظروف المهيئة لذلك.
واليوم، يرد رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل بقوة على المواقف التي اطلقها رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في قداس «شهداء القوات» في معراب الاسبوع الماضي، وذلك خلال عشاء يقيمه التيار الحر، في البترون مساء اليوم ويحضره الرئيس السابق ميشال عون.
واللافت، محلياً، ان المعارضة قررت البدء بإجراء حوارات ثنائية مع القوى السياسية، بديلاً او استفساراً لطرح الرئيس بري بفتح حوار السبعة ايام واستباقاً لزيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان يوم 11 ايلول الحالي، والتي ستليها حسب معلومات مصادرنيابية زيارة لموفد قطري يوم 20 الشهر الحالي، وربما زيارة موفد سعودي ايضاً، لمواكبة نتائج زيارة لودريان، والاستماع الى جديد القوى السياسية إذا كان لديها من جديد، وطرح ما لدى هؤلاء الموفدين من اقتراحات او افكار او نصائح.
وبإنتظار زيارة لودريان افاد مصدر في قصر الاليزيه، بأن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان سيبحثان «بضرورة تعزيز مهمّة جان ايف لودريان في لبنان، مع التأكيد على مواصلة فرنسا والسعودية العمل معاً بهذا الشأن».
وعلمت «اللواء» من مصادرنيابية ان وفد المعارضة الذي بدأ حراكه بزيارة كتلة الحزب التقدمي الاشتراكي، شرح اسباب اعتراضه الأولي على مبادرة الرئيس بري، وحاول الاستفسار عن آلية الحوار الذي طرحه، وسمع من نواب اللقاء الديموقراطي انه لا يجوز اقفال ابواب الحوار لانه لا يخدم القضية المركزية المتمثلة بالتوافق على انتخاب رئيس للجمهورية يكون مقبولاً من كل الاطراف وليس مفروضاً فرضاً عل اي طرف.
اضافت المصادر: ان التقدمي «كلّف نفسه» استيضاح الرئيس بري لاحقاً عن تفاصيل آلية الحوار وكيفية الانتقال من الحوار الى جلسات الانتخاب او العكس، وعدم حصر الحوار بالتمسك بمرشح واحد لكل طرف.
واوضحت المصادر ان جولة المعارضة هي بداية لفتح الابواب امام خطوات اخرى قد تسفر عن تقاطعات برغم تمسكها هي والتقدمي حتى الان بالتقاطع على جهاد ازعور، لكن التوافقعلى غير ازعور لا يعني بالضرورة موافقة المعارضة على ترشيح رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، خاصة في ظل الاجواء عن تقدم حظوظ ترشيح قائد الجيش العماد جوزيف عون.
وفي السياق ذاته، اوضح عضو كتلة الاعتدال الوطني النائب سجيع عطية في احاديث تلفزيونية، «ان الرئيس بري قال لنا انه قصد فتح جلسة انتخابية واحدة بعد الحوار، وتبقى مفتوحة بدورات متتالية ما يتيح انتخاب رئيس بـ٦٥ صوتاً مع نصاب حضور ٨٦ نائباً».
اضاف: الفرنسيون هنأوا بري على مبادرته التي وصفوها بالسيادية واللبنانية بامتياز، وهو قد يدعو الى الحوار قبل نهاية أيلول، وينطلق من نحو ٨٠ نائباً مؤكدين وهو يريد أن يكون الحوار جامعاً، ولكنه يتريث بالدعوة اليه نتيجة المواقف الرافضة من المعارضة.
حركة المعارضة
اما في الحركة السياسية، فزار وفد كتائبي برئاسة رئيس الحزب النائب سامي الجميل امس، رئيس اللقاء الديموقراطي النيابي، النائب تيمور جنبلاط لتقديم التهنئة بانتخابه رئيساً للحزب التقدمي الاشتراكي. وبعد اللقاء ابدى الجميل «كل الاستعداد للتنسيق والعمل المشترك بشكل دائم حفاظاً على مقومات لبنان السيادية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية والصحية، ومن أجل تحقيق حياة أفضل واستعادة كرامة الشعب اللبناني وحريته وسيادة قرار الدولة على كامل الأراضي اللبنانية».
وقال امين سر التكتل النائب هادي بو الحسن: نأمل مع الكتائب اللبنانية ومع كل القوى اللبنانية ان نحدث خرقاً في الأزمة تعيد التقدم للبنان، وانتخاب رئيس للجمهورية، وسنستكمل هذا اللقاء المميز بسلسلة لقاءات أخرى بتنسيق مشترك ان كان على مستوى الحزب او على مستوى الكتلتين في المجلس النيابي»
كما استقبل النائب جنبلاط وفداً من نواب المعارضة ضم كل من غسان حاصباني، مارك ضو، أديب عبد المسيح، جورج عقيص، إلياس حنكش ووضاح الصادق، بحضور النواب وائل أبو فاعور، أكرم شهيب، بلال عبدالله، مروان حمادة، هادي أبو الحسن وفيصل الصايغ، وأمين السر العام ظافر ناصر ومستشار جنبلاط حسام حرب.
وقال حاصباني بعد اللقاء: لا بد من الاستمرار بهذا النقاش المفتوح والحوارات التي تحدث بين القوى السياسية التي يُمكنها أن تتحاور مع بعضها بانفتاح، لكي نصل إلى كسر الجمود القائم في الوضع السياسي والاجتماعي والاقتصادي في لبنان، انطلاقاً من المقاربة المتكاملة والبناءة لانتخاب رئيس للجمهورية ضمن الثوابت الدستورية إضافةً الى التفاهم على عدد كبير من الخطوات التي من شأنها انقاذ البلد وإخراجنا من الدوامة المقفلة، وسيقى التواصل مستمر بين قوى المعارضة والحزب التقدمي الاشتراكي والتكتلات الصديقة الموجودة في المجلس النيابي التي تتفاعل مع بعضها البعض بهدف الوصول الى الحلول المرجوة وكسر الجمود، لذلك هناك خطوات ستتبع هذه الزيارة.
بدوره، قال النائب مروان حمادة: الجلسة التي أقيمت، جلسة حوارية بامتياز تدور حول الحوار، ولكن كل الكلام حول الحوار هدفه الوصول الى انتخاب رئيس للجمهورية كمدخل للخروج من الأزمة الخانقة التي طغت على الحكومة والمؤسسات وكل ما يدور ولا يدور في البلد، لذلك تطرقنا الى أمور التشريع، وأمور المرشحين للرئاسة المحتملين، والى شكل الحوار، وإلى ضرورة استمرار التواصل مع الرئيس نبيه برّي لكي تتضح لجميعنا ماهية هذا الحوار والآليات التي سيعتمدها رئيس المجلس»، مؤكداً القيام بالخطوات اللازمة.
وتابع من خلال هذه الجلسة تبيّن أن هناك تقاطعات كثيرة بقيت قائمة ومستمرة فيما بيننا، وهناك نقاط يلزمها توضيح ومزيد من التشاور.
جولة ماغرو
وقد واصل السفير الفرنسي الجديد في لبنان هيرفيه ماغرو جولاته التعارفية على القوى السياسية والتحضيرية لزيارة الموفد الرئاسي جان إيف لودريان، فزار امس، وزير الدفاع الوطني في حكومة تصريف الاعمال موريس سليم وقائد الجيش العماد عون، يرافقه الملحق السياسي والملحق السياسي والاعلامي، ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع وكانت مناسبة لتبادل الآراء والمواقف حول مختلف الأوضاع الاقليمية والدولية والمحلية ولا سيما الملف الرئاسي.
ومن وزارة الدفاع قال ماغرو: أن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون يولي الملف اللبناني أهمية خاصة. مشددا على «استمرار الدعم الفرنسي للبنان والحاجة الملحة لانتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن.
وجرى خلال اللقاء «بحث في التعاون العسكري بين لبنان وفرنسا، لا سيما دعم الطبابة العسكرية والقدرات البحرية وغيرها من مجالات التعاون. وحضر ملف النزوح السوري خصوصا المستجد منه، وأكد في هذا الإطار وزير الدفاع «خطورة هذا النزوح المستجد، إذ ان لبنان لم يعد يحتمل المزيد من الأعباء الأمنية والإقتصادية والإجتماعية .
كمازار ماغرو قائد الجيش العماد جوزاف عون، الذي التقى ايضاً القنصل المصري المستشار محمد المشد وتناول البحث شؤونًا مختلفة.
وفي الحركة الدبلوماسية ايضا، التقى رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي سفيرة الاتحاد الأوروبي الجديدة لدى لبنان ساندرا دو وال التي قالت بعد اللقاء: عرضنا رؤية الرئيس ميقاتي لمستقبل الأوضاع السياسية في لبنان. ونأمل مع دولة الرئيس أن نشهد انتخاب رئيس للجمهورية قريبا،  اضافة الى  تبني القوانين الإصلاحية في لبنان التي سيكون الاتحاد الأوروبي  مسرورا جدا  في دعم تطبيقها ووضعها موضع التنفيذ
واستقبل الرئيس ميقاتي سفير دولة قطر الجديد في لبنان الشيخ سعود بن عبد الرحمن بن فيصل ثاني آل ثاني، والوزير المفوض علي بن محمد المطاوعة، ثم سفير بريطانيا في لبنان هاميش كاول، وتم خلال اللقاء البحث في الأوضاع العامة والعلاقات الثنائية بين البلدين، والتعاون بين بريطانيا ولبنان في ما خص الجيش اللبناني اضافة الى دعم القطاع التربوي في لبنان.
ويعقد مجلس الوزراء جلسة عند العاشرة من صباح اليوم الخميس في السرايا «لمناقشة جدول اعمال يتضمن بنودا اساسية وملحة»، كما يعقد جلسة ثانية عند الثالثة والنصف من بعد ظهر الخميس ايضا للبدء بدرس مشروع قانون الموازنة العامة للعام ٢٠٢٤. حسبما اعلن مكتب رئيس الحكومة.
المودعون أمام المصرف المركزي
مصرفياً، يتجمع عدد واسع من المودعين امام مصرف لبنان، لمطالبة الحاكم بالإنابة وسيم منصوري، العائد من الرياض بالغاء التعاميم كافة التي صدرت في عهد الحاكم السابق، نظراً لارتباطها بالسحوبات من الودائع، وهي مجحفة بحقهم.
إسرائيل لحصة مالية من ايرادات بلوك 9!
نفطياً تتجه الانظار الى عمليات الحفر المتواصلة في البلوك رقم 9، لكن مخاطر طفت على السطح امس، عندما تحدث تقرير اسرائيلي عن عدم امكانية استفادة لبنان من المردود الغازي، بدون موافقة اسرائيل.
ونشر موقع اسرائيلي أمس انه في حالة العثور على الغاز بكمية قادرة على تطوير الخزان (بتعبير التقرير) عندها «سيتعين على الشركاء في التنقيب، اي شركات «توتال الفرنسية» و«إنيي الايطالية» و«قطر للطاقة» التوصل الى اتفاقيات مع حكومتي لبنان واسرائيل بشأن الاموال التي ستدفع لكلا الطرفين».

 

الأخبار
السعوديّة تُمدّد لدريان و«تضرب» الحريري في «عقر داره»: الأمرُ لي في دار الفتوى
قُضيَ الأمر، وقرّرت السعوديّة وحدها التمديد لمفتي الجمهوريّة الشيخ عبد اللطيف دريان حتّى عام 2028، وفرضته على الجميع. «تيّار المستقبل»، الذي كان منشغلاً في التحضير لانتخابات «المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى»، بدا كأنه غافل عن كلّ ما يجري، بعدما مرّر السنيورة قرار التمديد من دون مراجعة أيّ رئيس حكومة!
لم تُقرّر السعوديّة العودة إلى الملعب اللبناني، لكنّها أيضاً لن تتركه لـ«تيّار المستقبل». من بعيد، تُراقب عن كثب وفي اللحظة الأخيرة تعرف كيف توجّه ضربتها القاضية، تماماً كما تعرف «مشغّليها المخلصين» الذين يُنفّذون رغباتها «من تم ساكت».
هذا تحديداً ما فعله الرئيس فؤاد السنيورة خلال اليومين الماضيين حينما كان «الحريريون» منشغلين في تشكيل اللائحة التوافقيّة في بيروت لخوْض انتخابات «المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى» في الأوّل من تشرين الأوّل المقبل. في الأروقة لا حديث إلا عن انتخابات يُريد منها «المستقبل» الثأر من السنيورة و«قطع رجله» عن دار الفتوى. ظنّ «التيّار الأزرق» أنّه فعلها بعدما نجح في «قطف» تحالفٍ متين مع مفتي الجمهوريّة الشيخ عبد اللطيف الذي وقف معهم في وجه «السّادات تاور».
السعوديّة على الجانب الآخر كانت تُراقب من دون أن تتدخّل، ومثلها فعل الرئيس فؤاد السنيورة الذي كاد أن يرفع «الراية البيضاء» وأصدر بياناً أكّد فيه عدم تدخّله في الانتخابات.
هو إذاً النصر الخالص لـ«الزرق» بعدما كادوا يُفلحون في انتخاب مجلسٍ محسوبٍ عليهم لاستعادة موقعهم في دار الفتوى ومنها في السّاحة السنيّة، قبل أن تأتيهم الضربة من الخلف: التمديد لدريان من دون التنسيق معهم. لا مشكلة مع المفتي الذي يعتبرونه بأنّه غير بعيد عنهم، وهم غير قادرين أصلاً على منع هذا التمديد، وخصوصاً أنّ أكثريّة «المجلس الشرعي» الحالي بيَد السنيورة، ومُحرجون أكثر في حال جاهروا في رفضهم بعدما تأكّدوا أن التمديد خيارٌ سعودي لا لبس فيه، ولو أنّ عاملين في السفارة السعودية أكدوا لبعض «المستقبليين» أن لا علم لهم بهذا القرار.
الرئيس سعد الحريري الذي استقبل موفداً سعودياً في مقر إقامته في أبو ظبي خلال الأسبوع الماضي، يُدرك تماماً أنّه ما زال على «لائحة المغضوب عليهم» في السعوديّة، فيما تيّاره في لبنان غير قادر على المواجهة، وخصوصاً إذا ما كان دريان هو المطلوب. أُحرجَ في الاسم والتوقيت والمضمون. ولذلك، عاجل الحريري سائليه بأنه أعطى غطاءه السياسي للتمديد لدريان، مثلما فعل كلّ رؤساء الحكومات، الحالي نجيب ميقاتي، والسابقون: حسّان دياب وتمّام سلام والسنيورة.
لا مخرج للحريري أصلاً إلا بالقبول، إذ إنّ «المستقبليين» لم يُدرجوا على جدول أعمالهم أمر التمديد ولم يتباحثوا به بعدما سمعوا من دريان تطمينات توحي بأنه لا يقبل بالتمديد يوماً واحداً؛ هم الذين رسموا «حفلة» تنصيب المفتي المقبل ووزّعوا الوعود وأقصوا المتمردين عن لائحة المرشّحين إلى منصب المفتي. كلّ ذلك، ليخرجوا «من المولد بلا حمّص». السعودية التي تركت «المستقبل» يلعب في باحة «عائشة بكّار» بتشكيل اللوائح، كانت في المقابل «تحمي سكينها» وتُمرّر قرارها بـ«العتمة»: بعض الشخصيّات المحسوبة على السنيورة يجتمعون ويقترحون التمديد لدريان من دون علم الحريري ليُصبح الأمر محسوماً في جلسة السبت المقبل والأخيرة للمجلس الذي تُشارف ولايته على الانتهاء، من دون الأخذ بعين الاعتبار ما إذا كان تشريع التمديد في المجلس قانونياً أو غير قانوني.
من يأبه لقانونيّة التمديد طالما أنّ «طويل العمر» فرضه؟ ومن يأبه لمجلس شرعي ينجح «المستقبل» في اختياره طالما أن لا دور له. السعوديّة جرّدته قبل موعد انتخابه من أهم أدواره التي كان يوليها «الزرق» كل اهتمامهم: انتخاب المفتي المقبل. وحتّى مدّة التمديد لدريان كانت محسوبة بدهاء، لسحب أمر انتخاب المفتي من يد المجلس الذي سيُنتخب وتنتهي ولايته قبل أشهرٍ من بلوغ دريان السن القانونية في عام 2028.
«كسر» المستقبل في «الشرعي»
كلّ ذلك، حتّى تُمرّر السعوديّة كلمتها السريّة لـ«الحريريين» بأنّ «الأمر لي» في دار الفتوى، بعدما أكّدت أنّها لن تتركهم «يسرحون ويمرحون» داخل السّاحة السنيّة، وخصوصاً أنّها تعتبر أنّ «المستقبليين» لو نجحوا في الإتيان بمقربين منهم إلى المجلس الشرعي، سيكون لها حصةٍ فيهم. ومع ذلك، «لم تنم بين القبور» وحسمت الأمر باكراً في مجلسٍ يُمكن للسنيورة أن يفعل لها ما ترغب ومن دون أن تطلب.
هكذا، لُقّن «التيّار الأزرق» درساً بعدما خسر ما كان يصبو إليه من دون «شوشرة» سعوديّة. وحتّى دريان الذي «جرّ رجله» إلى تحالفٍ معه في انتخابات «الشرعي» لن يتصرّف معه كما في السابق، بعدما تيقّن الأخير من أنّ قرار التمديد لم يخرج من «بيت الوسط» بل من المملكة عبر «السادات تاور». سلّفه السنيورة «الجائزة الكبرى»، وبالتالي، لن يعود بمقدوره المجاهرة بالعداء له كما كان يفعل، باعتباره «الرجل الأمين» للسفارة، وأقوى من الحريري نفسه، ولو لعب دور الضحيّة في بيانه الأخير.
كما أضعف السعوديون موقع «تيّار المستقبل» الذي لن يلتفّ حوله المرشحون إلى «المجلس الشرعي» كما كانوا يفعلون منذ أيّام. فيما تبيّن أن مرشحاً (محمد دندن)، من أصل 5 مرشحين محسومين على لائحة «المستقبل»، بالإضافة إلى مرشّح آخر كان يتم التواصل معه، وهو مرشّح «الإرشاد والإصلاح» وسيم المغربل، شاركا في خطّة السنيورة في التمديد لدريان.
على الأرجح، فإن دندن والمغربل «طارا» من اللائحة، إلا أنّ حظوظ اللائحة باتت اليوم محط شكوك. وهو ما عرفه «الزرق» الذين قاموا بإرجاء إعلان اللائحة الذي كان مقرّراً اليوم إلى ما بعد جلسة التمديد لدريان.
القرار السني في جيب السعودية؟
وإذا كانت المملكة قد وجّهت رسالتها إلى الحريري، فإنّها أيضاً بقرار التمديد لدريان أكدت للجميع أنّ السّاحة السنيّة «في جيبها»، ولو أنّها تريد حصة صامتة في الوقت الحالي حتّى يأتي وقت الحصاد؛ وإلا ماذا يعني التمديد لمفتي الجمهورية من دون علم نادي رؤساء الحكومات باستثناء السنيورة؟
وافق ميقاتي ودياب والحريري وسلام على التمديد لدريان من دون تنسيق مسبق معهم
وبالتالي، قطعت المملكة الشك باليقين وتركت في بريد الداخل والخارج أنّ «الحل والربط» سنياً بيدها وحدها. فهي لم تنتظر غطاءً مصرياً كما فعلت في عام 2014 حينما أتى دريان «على حصان» المبادرة المصريّة، بل فرضته اليوم على الجميع. كلّ ذلك، من أجل استثمار «أحاديتها السنيّة» في ملف انتخاب رئيس الجمهوريّة. بالنسبة إليها، إن الحريري ولو أصرّ على سليمان فرنجيّة رئيساً، فهو في حساباتها في عداد «المفقودين سياسياً».
وكذلك، لم تأخذ السعودية برأي الجهاز الديني في دار الفتوى الذي يرفض بمعظمه التمديد لدريان. ولذا، يعتقد كثيرون أن يصل دريان إلى عهده الثاني بأصوات المدنيين في «المجلس الشرعي» وبرفضٍ من رجال الدين العاتبين لأنّ «أحداً لم يستشرنا ونحن أولياء الأمر».
فعلياً، ما يعني السعودية أن دريان هو أحد المحسوبين عليها الذين يستطيعون تنفيذ أجندتها بحرفية عالية. وهو القادر على التفاهم معها وتدوير الزوايا محلياً: يستقبل وفد حزب الله نهاراً وينسق مع تيار المستقبل ليلاً؛ لا ضيْر من ذلك طالما أنه في نهاية الأمر ينام في حضن المملكة. وبالتالي، إنّه الشخص المناسب لـ«تقطيع الوقت» في هذه المرحلة الانتقالية. هكذا، انتهجت السعودية سياسة عدم تبديل العسكر في زمن الحرب!

Please follow and like us:

COMMENTS