افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الأربعاء 5 حزيران ، 2024

افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الأربعاء 27 كانون الثاني، 2021
إفتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الخميس الأول من آذار، 2018
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الخميس 7 آذار ، 2024

البناء
واشنطن تسعى لتوريط مجلس الأمن بقرار يتبنّى نص بايدن والضغط على حماس
مجلس حرب الكيان بين نقل ثقل الحرب شمالاً والخشية من الفشل وخسارة غزة
المقاومة جاهزة للحرب إذا أرادها الاحتلال… وخفض التصعيد بالتزامه بالضوابط
بكل وقاحة تتوجه واشنطن إلى مجلس الأمن بطلب تبني قرار يدعم بيان رئيسها جو بايدن وتسميه اتفاقاً، يفترض أنه جاء وفق مقترح كيان الاحتلال الذي ينكر أبوه المقترح ويصف كلام الرئيس جو بايدن بغير الدقيق، ويتمسك برفض أهم بند فيه وهو أن المقترح يقوم على وقف نهائي للحرب، والكيان شريك أول في هذا المسمى اتفاقاً لا يوافق عليه، فتقول واشنطن لا حاجة لموافقته فهو صاحب المقترح. والهدف الإضاءة على المقاومة كمعرقل للحل بهدف طلب الضغط عليها للموافقة، وكيف يستقيم طلب الضغط على طرف في ما يسمّيه المشروع اتفاقاً، فإن لم يكن موافقاً لا يكون هناك اتفاق، والموافقة على ماذا؟ على تسليم الأسرى للكيان دون المطالبة في القرار بالإفراج عن آلاف الأسرى الفلسطينيين، ودون ضمان وقف نهائي للحرب في نصوص ما يفترض أنه اتفاق، والاكتفاء بكلام رئيس أميركي قد لا يبقى رئيساً بعد شهور ويأتي خلفه ويقول أنا لا أعترف بالتزامات من سبقني، وقد سبق أن فعل ذلك بما هو أهم من مجرد كلام، فقد مزّق الرئيس السابق دونالد ترامب اتفاقاً وقعت عليه خمس دول أخرى مع إيران على ملفها النووي، وصادق عليه مجلس الأمن.
مصدر دبلوماسي قال إن المشروع هو إهانة لمجلس الأمن، بعدم تضمينه تفعيل آليات المساءلة على الجرائم المرتكبة بحق الأطفال والنساء، وعدم تضمينه إلزام جيش الاحتلال بالانسحاب الشامل من قطاع غزة وفك الحصار عنه. وتوقّع المصدر أن تكون موسكو وبكين جاهزتين لاستخدام الفيتو بوجه مشروع القرار الأميركي وأن تتقدّما مع دول أخرى في طليعتها الجزائر بمشروع بديل يتضمّن نصوصاً واضحة وفق معايير القانون الدولي.
على جبهات القتال مزيد من المواجهات التي تخوضها قوى محور المقاومة من غزة إلى لبنان والعراق واليمن، لكن الجديد هو حال الذعر التي يعيشها الكيان من انهيار قوة ردع جيشه في شمال فلسطين المحتلة، حيث كل شيء يقول إن اليد العليا للمقاومة، فهي تسيطر على الأجواء وهي تفرض قواعد الاشتباك، والمستوطنون مهجرون، والاقتصاد معطل، والجبهة تتسع والنيران تشتعل، وقد انعقد مجلس حرب الكيان في ظل صيحات الحرب، وشهد دعوات لنقل ثقل المواجهة إلى الشمال، لكن العسكريين قالوا إن هذا يمكن أن ينتهي بفشل من جهة، وأن يتسبب بخسارة غزة من جهة موازية.
المقاومة من جهتها تعاملت مع التهديدات الإسرائيلية وفق معادلة قوامها ثنائية، أن التصعيد يعود إلى تجاوز الاحتلال الضوابط التي وضعتها منذ بداية المواجهة، وهي عدم التعرض للمدنيين وعدم الذهاب الى أبعد من الجبهة الأمامية بالمدى الذي ترسمه المقاومة، ووصفة خفض التصعيد هي بالعودة الى هذه الضوابط دون عنتريات، وبالمقابل إذا أراد الاحتلال الذهاب الى الحرب الشاملة، فإن المقاومة التي لا تسعى الى هذه الحرب جاهزة لخوضها ولا تخشاها وقد أعدّت لها عدّتها، كما قال نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم.
فيما تصاعدت حدة التهديدات الإسرائيلية الموجهة ضد لبنان بالتوازي مع ارتفاع منسوب المواجهات الجارية على الحدود وإعلان وزير الحرب الإسرائيلي أن اجتماع مجلس الحرب ناقش الجهود لمواجهة حزب الله والقيام بعمل حازم ضده، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، أن “الوضع على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية لا يزال خطيرًا، ونعمل على احتوائه»، ودعا الاتّحاد الأوروبيّ “الأطراف على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية إلى ضبط النفس ومنع زيادة التوتّر”. وقال الاتّحاد الأوروبيّ: “نشعر بقلق متزايد إزاء تصاعد التوتّر والدمار والنزوح القسري على جانبي الحدود».
وكانت صحيفة العدو هارتس أشارت الى ان “الجيش الإسرائيليّ عرض خططاً لحرب محدودة المدّة في جنوبي لبنان فقط”. قال رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هليفي “نقترب من نقطة على الحدود الشمالية يتعيّن فيها اتّخاذ قرار”. وأضاف هليفي من الحدود مع لبنان أنّ “الجيش الإسرائيليّ جاهز ومستعدّ للانتقال للهجوم”. ومن مستعمرة كريات شمونة ادعى وزير الأمن القوميّ الإسرائيليّ، إيتمار بن غفير، إنه “يجب حرق معاقل حزب الله وإبادتها فلا يعقل أن يُستهدف إقليم لنا ولبنان ينعم بالهدوء”.
هذا وواصل جيش العدو الإسرائيليّ اتّباع سياسة الأرض المحروقة في أحراش القرى الجنوبية، فقد تعرّضت أطراف بلدة دير ميماس – محلة القصيبة على مجرى نهر الليطاني لقصف فوسفوريّ، تسبّب في اندلاع النيران. كما اندلعت حرائق في حرج “قبع” في بلدة مركبا جرّاء تعرّضه للقصف الفوسفوريّ.
وتسبّب الإطلاق الكثيف للقذائف الفوسفوريّة باختناق عنصرَين من الجيش في مركزهما في بلدة مركبا، وتمّ نقلهما إلى مستشفى ميس الجبل الحكوميّ للمعالجة.
كما قصفت مدفعية العدو منشآت وقساطل وخزانات ومكاتب مشروع الليطاني (800)، الذي ينفذه مجلس الإنماء والإعمار في بلدة مركبا، وتسببت بحريق في المشروع.
إلى ذلك، شنّ الطيران الحربيّ المعادي غارات استهدفت بلدتَي العديسة وعيتا الشعب. واستهدفت مسيّرة إسرائيليّة، سيارة بين بلدتي لبايا ويحمر، مما أدى لوقوع إصابتين.
وكان حزب الله نعى الشهيد حيدر حسن مسلماني “حمزة” من مدينة صور الذي أصيب باستهداف مسيّرة لدرّاجة نارية في بلدة الناقورة.
هذا ونفذ حزب الله هجمات مختلفة بالمسيّرات والرشقات الصاروخية ضد قوات جيش العدو الإسرائيلي ومواقعه العسكريّة، وذلك ردًّا على ‏الاعتداءات الإسرائيليّة الّتي طاولت القرى والمنازل المدنية في الجنوب اللبناني. فاستهدف ثكنة راميم ‏بالقذائف المدفعية‏ وشن هجوماً جوياً بسرب من ‏المسيّرات الانقضاضيّة على لواء حرمون 810 في ثكنة معالي غولاني في الجولان السوري المحتل، ‏مستهدفة أماكن تموضع واستقرار ضبّاط وجنود العدو”، وأكد “تحقيق إصابات مؤكدة”.
وأكد المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي أن لا صحة للتسريبات والأخبار عن تحذيرات تلقاها دولة الرئيس ميقاتي من أن العدو الإسرائيلي قد يشن هجوماً واسع النطاق على لبنان، معتبراً أنها تندرج في إطار الضغوط التي تمارس على لبنان.
كما رد المكتب الإعلامي على الرئيس فؤاد السنيورة الذي اعتبر أن “الرئيس ميقاتي سلّم ملف التفاوض باسم البلاد إلى الرئيس نبيه بري. وهذا أمر مخالف للدستور”.. وأكد البيان أن “ما قاله الرئيس السنيورة مجاف للحقيقة، والصحيح أن هناك تشاوراً وتنسيقاً مستمرين بين دولة الرئيس وجميع المعنيين. كما ان التنسيق والتعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية ولا سيما مع الرئيس بري أمر مطلوب وواجب دستورياً ووطنياً، لا سيما في هذه الظروف الاستثنائية والخطيرة التي يمر بها الوطن”. وختم: “السؤال البديهي الموجَه الى الرئيس السنيورة بالذات ألم تنسق مع دولة الرئيس بري في الفترة التي توليت فيها رئاسة الحكومة، لا سيما في فترة حرب تموز 2006؟”.
وقال المتحدث الرسمي باسم السفارة البريطانية في بيروت، “ليس من حق المملكة المتحدة التعليق على التخطيط العسكري الإسرائيلي”. وأضاف “نرفض التقارير التي أشارت إلى أن المملكة المتحدة نصحت، ناهيك عن إرسال رسالة دبلوماسية إلى السلطات اللبنانية، عن أن “إسرائيل” ستنفذ عمليات عسكرية في حزيران”. وشدد على أن “المملكة المتحدة تواصل العمل مع الطرفين على تهدئة التوترات بين “إسرائيل” ولبنان، ويرتكز تواصلها مع الطرفين على تهيئة الظروف اللازمة للاستقرار والأمن على الخط الأزرق، ونحن واضحون أن الصراع ليس في مصلحة أحد”.
وقال نائب الأمين العام لحزب الله السيد نعيم قاسم إنه “إذا أرادت “إسرائيل” خوض حرب شاملة فنحن جاهزون لها”. وأشار قاسم إلى أن “أي توسيع إسرائيلي للحرب على لبنان سيقابله خراب ودمار وتهجير في “إسرائيل””، قائلا: “استخدمنا قسماً قليلاً من قدراتنا بما يتناسب مع طبيعة المعركة”. ونفى قاسم الكلام عن انسحاب قوات الرضوان من الحدود اللبنانية مع “إسرائيل” مؤكداً انه غير صحيح، وكاشفا “وصلتنا تهديدات في الشهرين الماضيين وكان جوابنا أن جبهة لبنان مرتبطة بغزة”.
واستقبل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، وزير خارجية الجمهورية الاسلامية في إيران بالوكالة علي باقري كني والوفد المرافق، بحضور السفير الإيراني مجتبى أماني. وجرى استعراض التطورات السياسية والأمنية في المنطقة، وخصوصاً في جبهتي غزة ولبنان والحلول المطروحة والاحتمالات القائمة حول تطور الأحداث”.
رئاسياً بانتظار نجاح المحاولة الفرنسية لانتزاع تفويض أميركي بالملف اللبناني، خلال القمة التي ستعقد بين الرئيسين جو بايدن وإيمانويل ماكرون في باريس، خرقت الجمود الرئاسي، الجولة التي بدأها الحزب التقدمي الاشتراكي على الكتل السياسية والنيابية. وزار الوزير السابق غازي العريضي بتكليف من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط، رئيس مجلس النواب نبيه بري والمعاون السياسي للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله حسين الخليل. وذلك في إطار مبادرة الحزب التقدمي الاشتراكي تجاه القوى السياسية، لتحفيزها على الحوار والتشاور من أجل إنجاز الاستحقاقات الدستورية وفي مقدمتها رئاسة الجمهورية، وتجاوز المرحلة الدقيقة التي يمرّ بها لبنان في ظل العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان.
وأعلن عضو اللقاء الديمقراطي النائب أكرم شهيب من معراب أن “من الضروري البحث الجدّي عن القواسم المشتركة بين القوى السياسية للوصول إلى رئيس للجمهورية يجمع ولا يفرّق. والتقى رئيس حزب القوات اللبنانيّة سمير جعجع في معراب وفداً من تكتل اللقاء الديمقراطي أضاف: زيارتنا ليست بهدف خلق مبادرة جديدة أو طرح أسماء جديدة ومصلحة البلد تقتضي التحرّك الدائم كي لا يستمرّ الجمود. فالبلد يرزح تحت ضغط كبير”. كما زار وفد اشتراكي رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل.
وأعلن السفير السعودي وليد بخاري خلال استقباله عن تقدم التشاور حثيثاً على طريق رئيس التسوية الكفيل بإعادة الثقة لطاقات أهل بلاد الأرز الراسخة، وأكد موقف الحكومة السعودية في استنهاض الاقتصاد في مشروع 2030 على أساس تفاعلي ومتقدم في الدول العربية.
إلى ذلك استقبل رئيس المجلس النيابي نبيه بري المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس – بلاسخارت في زيارة بروتوكولية بمناسبة توليها منصبها الجديد كرئيسة لبعثة مكتب المنسّق الخاص للأمم المتّحدة في لبنان (UNSCOL) بحضور المنسق المقيم للأمم المتحدة منسق الشؤون الإنسانية في لبنان عمران ريزا، الزيارة كانت أيضاً مناسبة جرى خلالها عرض للأوضاع العامة في لبنان والمنطقة. وتابع الرئيس بري ايضاً المستجدات السياسية وشؤوناً تشريعية خلال لقائه نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب… كما زارت بلاسخارت السراي حيث استقبلها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بحضور ريزا. وأعلنت بلاسخارت ان الزيارة بروتوكولية بمناسبة تسلمها مهامها الجديدة في لبنان.

 

الأخبار
حزب الله غير معنيّ بمبادرات الداخل والخارج
تكثر المبادرات الرئاسية منذ أشهر وتتعدّد داخلياً وخارجياً، تارة عبر اللجنة الخماسية وأخرى عبر دولها منفردة. لكنّ النتيجة واحدة حتى الآن، إذ لا يزال حزب الله غير معنيّ بهذه المبادرات
لعل الفكرة الأبرز من جولة وفد الحزب التقدمي الاشتراكي على القيادات السياسية، هي حرص الحزب، ومن خلفه رئيسه السابق وليد جنبلاط، على عدم كسر الجرة مع الأطراف المسيحيين، لا بل الحفاظ على فكرة التواصل مهما كبرت الخلافات بينه وبينهم. وليست المرة الأولى التي يظهر فيها الاشتراكي هذا النوع من الحرص، وعدم دعم فكرة أو مشروع «ينقز» القوى المسيحية الأساسية ولو لم يتوافق معها على كثير من التفاصيل والعناوين المحلية والإقليمية. فالمبادرة في حد ذاتها، لا تنقلب على كثير من الأفكار التي طُرحت خلال الأشهر الطويلة التي مرّت وحفلت بأنواع مختلفة من المبادرات، من جانب معظم القوى السياسية، وانتهت إلى المكان نفسه. لكنها تسعى في لحظة حساسة تكثر فيها التهديدات الإسرائيلية وتتأزّم العلاقات الداخلية، إلى إبقاء جسور تواصل بالحد الذي يسمح بالإبقاء على الاستقرار الداخلي أمراً واقعاً.والمفارقة أنه في وقت حلّ وزير الخارجية الإيراني بالإنابة علي باقري كني في بيروت، كان النقاش الداخلي يتحوّل من المهمة الأساسية التي قامت على أساسها اللجنة الخماسية من بحث في انتخاب رئيس للجمهورية، إلى نقاش حول الحوار أو التشاور وغرق الأطراف اللبنانيين في سجال حول من يملك الحق في الدعوة إلى الحوار أو عدمها. ويعكس هذا التحول عمق التباين بين طرفين: حزب الله وخلفه إيران، والقوى الداخلية ومعها على توافق أو تفاهم بالحد الأدنى دول اللجنة الخماسية، في التعامل مع الاستحقاق الرئاسي ليس كنقطة تحول أساسية يحتاج إليها الوضع اللبناني للخروج من أزمته، إنما كمحطة من محطات النقاش الإقليمي والدولي حول مستقبل لبنان، وضمناً التعامل مع الثنائي كطرف وحيد مؤثّر أو محاولة تقييد محاولته التفرد بإدارة الأزمة.
إذا كان من المسلّم به منذ ما قبل مجيء الموفد الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت أن الزيارة ليست مفصلية بالمعنى الرئاسي، بل إحاطة أكبر من ملف الرئاسة لكونها تعكس القلق على مستقبل لبنان، فإن من المسلّم به كذلك أن كل ما سبقها وما سيتبعها بات من بديهيات التعامل مع أزمة الرئاسة على أساس أنها ليست منعزلة عن التعامل مع واقع حزب الله. وزيارة الوزير الإيراني في لحظة تسبق مشهد الانتخابات الرئاسية الإيرانية، وقبل اتضاح صورة الحكم الجديد، تؤشر إلى حرص إيران على الحضور في ساحتها على المتوسط، استباقاً لأي تأويلات تتعلق بمرحلة تقبل عليها في أسابيع قليلة.
وإذا كان العالم ينتظر ما ستفرزه الانتخابات الإيرانية، وقبلها يترقب مصير الترشيحات وقرار مجلس صيانة الدستور قبول شخصيات أو رفضها، فإن من المبكر رصد أي تحول في ما يتعلق بلبنان. وكما يمكن أن يكون هذا الموعد مؤثّراً في اتجاهات حرب غزة والمفاوضات حولها، يصبح كذلك بالنسبة إلى لبنان مع فارق أساسي يتعلق بموقع حزب الله المختلف جذرياً عن موقع حلفاء إيران في غزة، وتأثيراته في العمق اللبناني ليس لجهة الحرب والسلم فحسب، إنما في تقييد أي حركة رئاسية، ما دام يملك مفتاح تعطيلها.
ترحيل اللجنة الخماسية للملف الرئاسي مجدّداً اعتراف بأن اللحظة لم تحن بعد
لم تتصرف دول اللجنة الخماسية بأقل من هذا السقف في تعاطيها مع حزب الله على مدى الأشهر الماضية. وقد تتمايز بعضها في محاولة الالتفاف على موقف حزب الله، بالتعاون مع قيادات لبنانية، في تسمية مرشحين مقرّبين من الثنائي، فيما ظلت السعودية تحديداً على موقفها المعارض لمرشح حزب الله، مذكّرة برسائلها السابقة حيال ترشيح موالٍ له. ولم تظهر أي نتائج عملية لتعدد المبادرات الجماعية عبر اللجنة الخماسية أو إفرادياً كما تفعل قطر بين حين وآخر منذ أشهر، وفرنسا، فيما تكتفي مصر بالدور المرسوم لها من دون أن تستعيد فاعلية حضورها السابق. ولاقت المبادرات المحلية النتيجة نفسها، إذ أظهرت أن الحزب قادر على فرملة أي اندفاعة خارجية أو داخلية في اتجاه الرئاسيات، ما دام مرشحه لم يحظَ بالأصوات التي تجعله رئيساً. وهو على إيقاع حرب غزة، ضاعف من فاعلية دوره الإقليمي والدولي، وبات الكلام عنه مع الدول المعنية كفرنسا التي كانت أول من بادر إلى فتح قنوات دبلوماسية وسياسية معه، يوازي الكلام عن لبنان الرسمي. وفي هذا الوقت يجمع أوراقه الداخلية بلملمة أطراف داخليين مسيحيين ومسلمين في أكثر من منطقة، في إعادة تجميع خلطة تذكّر بمراحل سابقة، ويعيد إنتاج طبقة سياسية أقرب اليه، لتظهير مروحة أوسع من الالتفاف حوله، ويعيد التمسك بما وضعه على الطاولة منذ اللحظة الأولى، لتصبح الكرة اليوم في ملعب القوى المعارضة له، حول السيناريو المفترض لكسر هذا الإيقاع، وفي ملعب اللجنة الخماسية. فإذا كانت لفرنسا مصلحة في إبقاء تقاطع مع حزب الله، وفي عدم كسر التواصل مع السعودية، فإن ترحيل اللجنة الملف الرئاسي مجدداً، يعني اعترافاً واقعياً بأنّ اللحظة لم تحن بعد، وأن انتخابات إيران قد لا تكون وحدها المحطة المنتظرة للفصل في الوضع اللبناني.

 

اللواء
غطاء أميركي للاحتلال لتوسيع جبهة الجنوب!
ميقاتي: لم نتلقَّ تحذيرات بعدوان واسع.. وخلاف برِّي وجعجع في لقاء التقدّمي في معراب
بصرف النظر عن الربط أو عدمه بين التصعيد الميداني في الجنوب وتجدد الحراك الداخلي بمؤازرة اللجنة الخماسية العربية – الدولية فإن الاسبوع الطالع، بدا شاهداً على أوضاع تسابق عيد الاضحى المبارك، والدخول إلى فصل الصيف بعد ذلك، سواء أكان متقلباً أو بالغ الحرارة والسخونة، على نحو ما شاهد المواطن هنا وهناك من حرائق أتت على الأخضر واليابس في كريات شمونة فأهلكت المساحات والأبنية، وتسببت بإصابة 27 شخصاً، حاولوا إطفاء النيران بينهم سبع جنود.
واستدعى هذا الوضع الخطير تطورات ميدانية، وزحف لوزراء الكابنيت إلى الشمال، قبل اجتماع مجلس الحرب لتقرير كيفية التعامل مع الوضع المستجد في الجنوب امتداداً إلى الشمال الاسرائيلي.
وشددت مصادر سياسية على ان التحذيرات التي تلقاها لبنان، من عدوان إسرائيلي واسع النطاق ،ردا على هجمات حزب الله ضد إسرائيل، توالت من اكثر من دولة، منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة وقالت: للتذكير، كان كل مبعوث خارجي، او مسؤول من اي دولة، يزور لبنان،كان يحمل في جعبته،تحذيرا علنيا ، يبلغه للمسؤولين اللبنانيين، وهذا معلن.
واشارت المصادر ان نفي بعض الدول الصديقة للبنان، نقل تهديدات إسرائيلية، لا يغير واقع الامر شيئا، لان التهديدات الإسرائيلية تتواصل على السنة المسؤولين السياسيين والعسكريين الإسرائيليين، يوميا ، وتصاعدت وتيرتها في الايام الماضية، ما يؤشر بوضوح ان هذه التهديدات جدية، ودخلت في مرحلة خطيرة، وقد يكون توسع الحرب الإسرائيلية على لبنان، بعدما تعدت الاطار المعمول فيه منذ اندلاع المواجهات العسكرية بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي جنوبا، وطالت مناطق بالعمق اللبناني .
حكومياً أصدر المكتب الاعلامي للرئيس ميقاتي بياناً جاء فيه: يتم التداول بأخبار وتسريبات عن تحذيرات تلقاها الرئيس ميقاني من أن العدو الإسرائيلي قد يشن هجوماً واسع النطاق على لبنان.
وأكد الرئيس ميقاتي، أن لا صحة لهذه التسريبات والاخبار، وهي تندرج في اطار الضغوط التي تمارس على لبنان.
وكشف ميقاتي أنه يُجري مروحة واسعة من الاتصالات الدبلوماسية في سبيل وقف العدوان الاسرائيلي المستمر على جنوب لبنان.
وعلى خطا هذا التصعيد دخلت واشنطن، وقالت الخارجية الاميركية: لا ندعم حرباً مفتوحة ضد حزب الله في لبنان لكننا نؤيد حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها، واشارت في بيانها إلى أن الوضع على الحدود اللبنانية الاسرائيلية لا يزال خطيراً ونعمل على احتوائه».
ودعا الاتحاد الاوروبي «الاطراف عند الحدود اللبنانية – الاسرائيلية إلى ضبط النفس ومنع زيادة التوتر . وقال الاتحاد: نشعر بقلق متزايد إزاء تصاعد التوتر والدمار والنزوح القسري على جانب الحدود».
واشنطن وباريس لعدم التصعيد
لكن قناة «كان» الاسرائيلية كشفت أن مسؤولاً أميركياً كبيراً قال إنهم طلبوا من اسرائيل عدم التصعيد في الشمال».
أضافت: ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون قال في اتصال مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو: «لا تباشروا بعملية تصعيد في الشمال، ولا يجب إشعال الوضع، وهذا هو الطلب الدولي».
ونقلت هيئة البث الاسرائيلية عن عضو حكومة الحرب الوزير بني غاتس خلال زيارة للحدود الشمالية: أقاتل من أجل إنهاء العمل هنا بحلول أيلول مشيراً إلى أن انهاء العمل في الشمال: إن عبر تسوية أو عبر التصعيد.
تهديد هليفي
وانتقل رئيس الاركان الاسرائيلي هرتسي هليفي إلى الحدود الشمالية مع لبنان، وقال للجنود هناك: «نقترب من نقطة على الحدود الشمالية يتعين فيها اتخاذ قرار مضيفاً: «إن الجيش الاسرائيلي جاهز ومستعد للانتقال للهجوم».
استعداد الحزب
على أن للمشهد الميداني تتمة، إذ أعلن نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، ان الحزب جاهز لحرب شاملة لو أرادتها اسرائيل، موضحاً: استخدمنا قسماً قليلاً من قدراتنا بما يتناسب مع طبيعة المعركة، معلناً أن «قوات الرضوان» لم تنسحب من الحدود اللبنانية – الاسرائيلية كاشفاً عن تهديدات في الشهرين الماضيين، وأن الجواب كان أن جهة لبنان مرتبطة بجهة غزة.
في بريطانيا
في السياق المتصل، نفت السفارة البريطانية في بيروت تقارير، قالت إنها أشارت إلى أن بريطانيا نصحت، ناهيك ارسال رسالة دبلوماسية إلى السلطات اللبنانية عن ان اسرائيل ستنفذ عملية عسكرية في حزيران.
وقال متحدث باسم السفارة إلى أن المملكة المتحدة تواصل العمل مع الطرفين على تهدئة التوترات بين اسرائيل ولبنان. وتواصلها يرتكز على تهيئة الظروف للاستقرار من عند الخط الازرق، ولا مصلحة لأحد في الصراع..
تحرك جنبلاط
رئاسياً في اطار تكوين مساحة مشتركة بين الكتل النيابية، بدأ اللقاء الديمقراطي تحركاً على رؤساء الكتل والاحزاب.
واستهل، خلافاً ما تردد سابقاً، رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط تحركه بزيارة معراب ثم لميرنا شالوحي، حيث التقى رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل وفريقه من نواب ومستشارين.
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن مسعى الحزب التقدمي الإشتراكي لم يجد من يمانع بحثه ،بدليل أن معظم اللقاءات التي عقدتها وفوده مع الكتل عكست ارتياحا، ولا بد من انتظار حصيلته لاسيما أن الاجتماعات لم تنتهِ بعد .
ورأت هذه المصادر أن موضوع الرئيس التوافقي الذي يؤيده اللقاء الديمقراطي ويعمل على تسويقه كان مطلب اللقاء منذ فترة، على أن الأسئلة التي يصعب الاجابة عنها تلك التي تتعلق بهذا الطرح فتقوم على شرح ماهية الرئيس التوافقي وما إذا كانت هناك لائحة معينة مرشحة لهذا الرئيس.
واعتبرت أن الخطوة المقبلة للقوى تحدد ما إذا كان المسعى يتقدم أم ان مصيره الجمود مع العلم انه لا يتنافى ومساعٍ أخرى لاسيما بالنسبة إلى اللجوء إلى وضع أسماء أخرى مرشحة للرئاسة.
وبعد اللقاء مع التيار العوني، تحدث النائب ابو الحسن عن السعي بصفة مرنة تؤدي إلى عقد جلسة انتخاب رئيس للجمهورية، لأن الفراغ والاستقصاء يؤديان إلى تحلل الدولة والتباعد والجفاء في ظل ما يرسم للمنطقة من مشاريع مشبوهة، فأعرب النائب عن التيار الوطني الحر سيزار أبي خليل عن الاتفاق مع اللقاء الديمقراطي على إنهاء الفراغ.
ومن معراب، أعلن النائب أكرم شهيب: بدأنا جولتنا برئاسة رئس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاء بهدف طرح مبادرة جديدة أولاً رئاسية إنما من أجل خلق مساحة مشتركة بين الكتل النيابية.
وحسب بيان للتقدمي،إن الوزير السابق غازي العريضي، زار، بتكليف من النائب السابق وليد جنبلاط الرئيس نبيه بري والمعاون السياسي للامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله، حسين الخليل، وذلك في اطار مبادرة الحزب التقدمي الاشتراكي «لتحفيزها على الحوار والتشاور من أجل الاستحقاقات الدستورية وفي مقدمتها رئاسة الجمهورية، وتجاوز المرحلة الدقيقة التي يمر بها لبنان في ظل العدوان الاسرائيلي على غزة ولبنان».
وتحدثت مصادر عن أن «الثنائي الشيعي»، أبلغ الوزير السابق غازي العريضي أن جعجع هو من يعطّل انتخاب رئيس، وقالت المعلومات (س.أن) «أنه إذا كان جعجع لا يعتبر بري رئيساً للنواب يروح يدوّر على برلمان ثاني).
ولا يخفي قيادي الثنائي الشيعي اعتقاده من أن مبادرة اللقاء الديمقراطي مشكوراً يشبه مصيرها مصير المبادرة الفرنسية وتحركات المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان وقبلهم مبادرة تكتل الاعتدال الوطني، بالاختصار مبادرته فشلت قبل أن تبدأ والسبب بطبيعة الحال يرتبط بعرقلات معروفة.
لقاءات الدوحة
وفي الدوحة، عقد لقاء أمس بين وفد حزب «القوات اللبنانية» الذي وصل إلى قطر الاحد الماضي، ورئيس الحكومة القطرية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وشارك فيه وزير الدولة للشؤون الخارجية محمد بن صالح الخليفي.
البخاري يكشف عن رئيس تسوية
دبلوماسياً، كان لافتاً ما نُقل عن السفير السعودي في بيروت وليد البخاري خلال استقباله وفداً من أهل العلم والعمل في مقر السفارة في اليرزة، من أن تقدماً حصل في«التشاور» الحثيث على طريق رئيس التسوية الكفيل باعادة الثقة لطاقات اهل بلاد الارض الراسخة، مؤكداً موقف الحكومة السعودية من استنهاض الاقتصاد في مشروع 2030 على أساس تفاعلي ومتقدم في الدول العربية.
وفي التحرك المحلي ايضاً، بحث رئيس حزب الحوار النائب فؤاد مخزومي مع رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل في بكفيا بالتنسيق بين اطراف المعارضة للدفع باتجاه انتخاب رئيس للجمهورية، وانتقد الجميل «التعطيل الذي يمارسه «حزب الله» على كل المسارات الديمقراطية من انتخاب رئيس إلى تسمية رئيس حكومة».
الوضع الميداني
ميدانياً، أعلن حزب الله أنه استهدف انتشاراً لجنود العدو الاسرائيلي في محيط مثلث الطيات بالاسلحة الصاروخية.
كما استهدف الحزب موقع الناقورة البحري بقذائف المدفعية، وتجمعاً لجنور الاحتلال في حرش براً بقذائف المدفعية وأصابه اصابة مباشرة.
وحلّق الطيران المعادي على علو منخفض في أجواء حاصبيا ومزارع شبعا المحتلة، وفوق مناطق جنوبية، وصولاً إلى البقاع، مطلقاً بالونات حرارية.
وقصف الاحتلال أطراف كفرحمام – راشيا الفخار بالقذائف الفوسفورية، كما استهدف القصف الاسرائيلي مزرعة بسطرة عند اطراف بلدة كفرشوبا، كما أغار الطيران الحربي المعادي على أطراف بلدتي ياطر وزبقين، وكفركلا وعيتا الشعب.

Please follow and like us:

COMMENTS