افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم السبت 3 آب ، 2024

لبنان منع هبوط شركات طيران قبرصية وأوكرانية لعلاقتها مع “إسرائيل”
الرئيس لحود:اعلان الرئيس الامريكي مدينة القدس العربية عاصمة للكيان الصهيوني قرار باطل وعدوان على الحق العربي
جنبلاط وجَّه كتاباً : قاضي التحقيق في بيروت يرفض البت بطلب إخلاء سبيل بهيج أبو حمزة

اللواء
وقف النار يلجم تفلُّت صواريخ الحرب الشاملة.. ولا يُلغي الردّ
ميقاتي: تطويب الدويهي مناسبة وطنية.. والمعارضة تُعدُّ عريضة لبرِّي من 65 نائباً
يتخطى الترقب ذو الصلة بطبيعة الردّ الذي سيقدم عليه «المحور» بزعامة ايران بوجه اسرائيل رداً على جريمتي اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» الشهيد اسماعيل هنية، والقيادي الجهادي الكبير في حزب الله الشهيد فؤاد شكر، مسألة الوقت، والتحضيرات والاستنفارات وما شاكل، إما ما هو أبعد، ويتصل «بالفصل الأخير» أو ما قبل الأخير من الحرب الدائرة منذ 7 ت1 (2023) بين اسرائيل والمقاومة الفلسطينية، لا سيما حركة «حماس» والجهات المساندة من لبنان الى اليمن، مروراً بالعراق.. فضلا عن الجهات المفتوحة في الضفة والقدس والأراضي الفلسطينية.
ولم تعد القضية تتصل فقط بأطراف الحرب الدائرة، او المتوقع اتساعها، بل انخرطت فيه الدول الكبرى، لا سيما الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا، في ظل ابتعاد فرنسي عن المشهد، على خلفية الانشغال بالاولمبياد العالمي.
وفوجئت الاوساط اللبنانية، التي وضعت في أجواء شمول جولة الوفد الوزاري البريطاني (وزير الدفاع ووزير الخارجية) بعض بلدان المنطقة، ومنها اسرائيل، بطلب وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت من الجانب البريطاني تشكيل حلف دفاعي لحماية اسرائيل.
واعتبرت هذه الاوساط ان مسألة وقف اطلاق النار في غزة ما تزال على الطاولة، على الرغم من ظروف الحرب المستجدة، والتحضيرات لمواجهة، قد لا تقتصر على الرد على جريمتي الاحتلال في الضاحية وطهران، بما في ذلك قصف المدنيين.
ورأت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن الترقب لا يزال سيد الموقف في لبنان بعد التطورات الأخيرة ولاسيما انفجار حارة حريك، فيما تركزت زيارة عدد من الموفدين على سحب فتيل التفجير ، مشيرة إلى أن الاتصالات الديبلوماسية متواصلة وأن ما قاله الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يستدعي التوقف عنده لجهة القول أن خط حزب الله تصاعدي ومواصلة إسناد جبهة غزة وقيام رد الحزب.
إلى ذلك، رأت أن ملف الرئاسة في ظل هذه الأجواء علق من جديد وهذه الفترة قد تكون فترة التعليق طويلة.
وسط ذلك، تعيش دولة الاحتلال حالة من التوتر، على وقع الانتظار الثقيل، سواء لجهة طبيعة الردّ، مكاناً وزماناً، فاتخذت الاجراءات في الجو والبر والبحر من جانب اسرائيل، بالتنسيق مع الولايات المتحدة الاميركية.
ونقلت هيئة البث الاسرائيلية عن اعضاء في الكنيست قولهم ان «خطة الجيش الحالية للتوغل البري الى لبنان مغلوطة».
وقال نواب في الكنيست في رسالة موجّهة إلى نتنياهو: «نؤيّد التوغّل البري في لبنان من حيث المبدأ، لكنّ الخطة التي عُرِضت علينا ستؤدي إلى البلبلة وليس إلى الحسم».
واعتبر أعضاء من الكنيست أنّ «هذه الخطة قد تقود إسرائيل إلى فشل مأسوي له عواقب غير مسبوقة»، باعتبار أنّها «لم تُراعِ الأخطاء التي ارتكبت في العملية البرية في قطاع غزة».
وأشار الإعلام الإسرائيلي الى ان نتنياهو تلقى رسالة من نواب في الكنيست تؤيد التوغل برا في لبنان.
ميقاتي من قيادة الجيش: تثبيت الموقف اللبناني
والموقف الرسمي، عبَّر عنه الرئيس نجيب ميقاتي من مقر قيادة الجيش في اليرزة، اذ اعلن لمناسبة الاول من آب عيد الجيش: «لا يسع اللبناني في مواجهة التصعيد الإسرائيلي الممنهج والخطير والذي شهدنا فصولا دامية منه خلال الساعات القليلة الماضية، لا يسعنا سوى التأكيد على حقنا في الدفاع عن ارضنا وسيادتنا وكرامتنا بكل الوسائل المتاحة»، مؤكدا: «ولا تردد في هذا الخيار مهما غلت التضحيات».
وقال: «في الوقتِ الذي نلتقي فيهِ اليوم، لا يزالُ أهلُنا في الجنوبِ والبقاع وبالامس في الضاحيةِ الجنوبية لبيروت، يواجهونَ اعتداءاتٍ إسرائيليةٍ أوقعتْ مئاتِ الشهداءِ والجرحى مواطنينَ وعسكريينَ ومقاومين، وهجّرتْ عائلاتٍ خسرت منازلَها وأُحرقَت ممتلكاتُها، ولا شيءَ يدلُّ على انَّ الغطرسةَ الإسرائيلية ستقفُ عند حدّ».
واكد ميقاتي: «صحيحٌ أن الحكومةَ التي أَرأسُها عملَتْ ولا تزالُ تعمل استنادا الى الصلاحياتِ التي مَنحًها إياها الدستور، لايجادِ حلولٍ آنيةٍ للمشاكلِ المطروحة، بالتعاونِ مع مجلسِ النواب، رئيساً وأعضاء، الا انَّ الحاجةَ ملحّة الى إصلاحات ٍجذريّة والى حلولٍ مستدامة لا يمكنُ ان تتوافرَ الا مع رئيسٍ للدولة يسهرُ على حمايةِ النظامِ الذي ارتضاهُ اللبنانيونَ والقائمِ على مبدأ الفصلِ بين السلطاتِ وتوازنِها وتعاونِها، والمرتكز الى ثوابت حدَّدَتها وثيقةُ الوفاقِ الوطنيِّ اللبنانيّ التي أُقرّتْ في اتفاقِ الطائف».
يشار الى ان قائد الجيش العماد جوزاف عون رحب بالرئيس ميقاتي شاكراً ثقته ودعمه للمؤسسة.
اجتماع مع السفراء
وكان الرئيس ميقاتي عقاد اجتماعا في حضور وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بوحبيب، اجتماعا في السراي مع سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن وهم سفراء كل من الولايات المتحدة الاميركية، فرنسا، بريطانيا الصين وروسيا، وممثلي الدول الاعضاء غير الدائمين الموجودين في لبنان، وهم سفراء الجزائر، اليابان، سويسرا وكوريا الجنوبية.
وفي خلال الاجتماع تم تأكيد الثوابت اللبنانية في مايتعلق بالوضع في المنطقة، واهمها تأكيد اولوية تطبيق قرارات الامم المتحدة ولا سيما القرار1701.
عريضة نيابية
سياسياً، تحدثت مصادر نيابية عن اتجاه لدى نواب المعارضة لتوقيع عريضة نيابية من 65 نائباً، تتمنى على الرئيس نبيه بري الدعوة الى جلسة انتخاب رئيس للجمهورية، على ان يطلب عدم خروج النواب من القاعة بعد الدورة الاولى.
تطويب الدويهي
في جانب آخر، من المشهد اللبناني، كان في بكركي حيث جرى تطويب البطريرك اسطفان الدويهي طوباوياً (وهو مولود في اهدن).
واعلن ممثل البابا فرنسيس، رئيس مجمع دعوى القديسين الكاردينال ماتشيللو سيمبرارو تطويب البطريرك الدويهي وسط قرع اجراس الصرح البطريرك.
وقال: يطلق على البطريرك الدويهي البطريرك الماروني والراعي الصالح الذي قاد شعبه كاتباً تاريخ المضطهدن ومن الآن وصاعداً «لقب طوباوي».
واعلن ممثل البابا في حفل التطويب الذي اقيم مساء امس في بكركي عن تطويب البطريرك اسطفان الدويهي.
وشارك في حفل التطويب الرئيس ميقاتي وشخصيات نيابية وسياسية ووزارية وممثلين للقطاعات على اختلافها.
وقال ميقاتي: «المجد يكون بجمع اللبنانيين»، واصفا «المناسبة بأنها وطني»، معربا عن تمنيه من الله ان يحمي هذا الوطن.
وعقد الرئيس ميقاتي خلوة مع البطريرك الراعي قبل بدء الحفل.
على هامش المناسبة، التقى رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل مع المرشح الرئاسي سليمان فرنجية رئيس تيار «المردة».
وردا على سؤال قال فرنجية: اتنحى عن ترشيحي للرئاسة، اذا كان في حدا مرشح يعبي الكرسي.
المديرية العامة للطيران المدني
ومساء، نفت المديرية العامة للطيران المدني في مطار رفيق الحريري الدولي ما يتم تداوله من الغاء شركات طيران لرحلاتها الى المطار، بسبب الاوضاع الامنية.
الوضع الميداني لليوم 300
ميدانياً، أعلن “حزب الله” في سلسلة بيانات، أن مجاهدي المقاومة الاسلامية قصفوا موقع الضهيرة الإسرائيلي بالمدفعية وحققوا إصابة مباشرة. واستهدفوا أيضاً موقع السمّاقة في تلال ‏كفرشوبا اللبنانية المحتلة، بالأسلحة الصاروخية وأصابوه إصابة مباشرة. كما استهدفوا موقع المرج ‏بالأسلحة ‏‏الصاروخية وأصابوه إصابة مباشرة.
كما شنت اسرائيل غارة على بلدة القصر- قضاء الهرمل، على الحدود اللبنانية – السورية. وقصفت المدفعية المعادية خلة وردة، كما اغارت مسيرة على اطراف رامية لجهة بيت ليف.

 

البناء
تشييع هنية في الدوحة… وحماس تختار خليفته من 5 مرشحين قريباً يتقدمهم الحية
أوستن يشرف على ترتيبات البنتاغون لحماية الكيان وبايدن يؤكد لنتنياهو المساندة
إعداد وهدوء وغموض في إيران وقوى المقاومة حول الرد المقبل ورعب في الكيان
شيّع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية الى مثواه الأخير في الدوحة، بحضور عائلته وقادة من حماس بمشاركة أمير قطر والعائلة الحاكمة وقيادات مثلت دولاً إسلاميّة أبرزها إيران وتركيا. وتدخل حماس اليوم المرحلة الحاسمة في تسمية خليفة هنية، ورغم تعامل تركيا إعلامياً مع تسمية الرئيس السابق للمكتب السياسي خالد مشعل كخليفة لهنية، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية تقريراً نسبته إلى قادة من حركة حماس أن الأمر منوط بمجلس الشورى الذي سوف ينعقد قريباً لاختيار الخليفة المناسب، بما يتناسب مع المرحلة. وقالت “القدس العربي” المحسوبة على قطر كلاماً مشابهاً، لجهة أن المرشحين الذين يشكل مشعل واحداً منهم، هم إضافة الى مشعل مسؤول حماس عن الخارج، مسؤول حماس في الداخل يحيى السنوار، ومسؤول الضفة الغربية بالإنابة زاهر جبارين الذي خلف صالح العاروري الذي اغتالته طائرة لجيش الاحتلال في الضاحية الجنوبية لبيروت، ويضاف إلى الثلاثة خليل الحيّة المقرب من هنية ومسؤول العلاقات العربية والإسلامية، وهو نائب السنوار في مسؤولية الداخل، بينما يطرح مشعل في حال عدم الإجماع عليه تسمية موسى أبو مرزوق المقرّب منه، ويعتقد بعض متابعي ملف الحرب الدائرة أن اسم خليل الحية قد يكون الأوفر حظاً، لكونه نائب السنوار الذي لا تسمح ظروفه الحالية لتولي هذه المسؤولية السياسية، ولكونه الأقرب لهنية خلال الفترة الماضية، وصلة وصل الحركة بحلفائها الأقرب في قوى المقاومة، وقد كان من أصحاب البصمة في المصالحة مع سورية، وهو المشرف على العلاقة مع إيران، وذلك من موقعه كمسؤول ملف العلاقات العربية والإسلامية.
في المنطقة استعداد وترقب لما ستحمله ردود محور المقاومة وإيران، التي أعلن الإمام علي الخامنئي والسيد حسن نصرالله أنّها آتية حكماً وأنّها سوف تكون قاسية ومؤلمة، وفي ظل هدوء وغموض يحيطان بتحضيرات قوى المقاومة، تقول مصادر إيرانية إن الرد سوف يكون أعلى مرتبة من ردّ إيران على استهداف القنصلية الإيرانية بدمشق، لأن المستهدف هذه المرة العاصمة طهران وضيف رسمي كبير في مراسم تنصيب رئيس الجمهورية. وتحدّث القادة العسكريون الإيرانيون وفي مقدمتهم قائد الحرس الثوري وقائد الجيش عن تحذير واضح لواشنطن أن قيامها بالمشاركة في مواجهة الرد الإيراني هذه المرة سوف يعرّض قواعدها ومصالحها للاستهداف.
بالمقابل، يعيش الكيان حالة ذعر ورعب تمثلت بنزوح مئات الآلاف من مناطق الشمال خصوصاً حيفا، وسط ازدحام غير مسبوق في مطار بن غوريون، الذي تعطلت أنظمته منتصف ليل أمس، بسبب هجوم سيبراني كما قالت إدارة المطار، فيما يؤكد الرئيس الأميركي جو بايدن خلال اتصال برئيس حكومة الكيان بنيامين نتنياهو أن واشنطن تقف مع تل أبيب في مواجهة رد إيران والمقاومة، يعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن عن إشرافه المباشر على ترتيبات المساندة للكيان التي تتضمن استقدام المزيد من الطائرات والسفن الحربية، بينما نسبت وكالة اكسيوس لبايدن أنه حذر نتنياهو بأن هذه المرة الأخيرة التي يمكن فيها الاعتماد على مساندة واشنطن، فيما سخرت مصادر إعلامية في المقاومة من هذه التسريبات ووضعت في إطار تبرير الدعم الذي سوف يقدّمه بايدن للكيان تحت شعار لمرة واحدة.
ولا يزال خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ورسائل التهديد للكيان الصهيونيّ بالردّ على اغتيال القائد الجهادي الكبير فؤاد شكر يطغى على المشهد الداخلي والإقليمي بالتوازي مع إطلاق المسؤولين الإيرانيين مزيداً من التهديدات برد قاسٍ على اغتيال القائد إسماعيل هنية.
ويترقّب كيان الاحتلال والعالم الردّ الإيراني وحزب الله ومحور المقاومة، وانشغل المحللون العسكريون والسياسيون بتوقع طبيعة الردود والتداعيات المحتملة وفرضيّات توسيع الحرب وصولاً إلى الحرب المفتوحة.
واكتفت جهات مطلعة على موقف المقاومة لـ”البناء” بالإشارة إلى أن القرار اتخذ بردّ مؤلم على العدو يتناسب مع العدوان الأخير على الضاحية وسيدفع العدو للندم على فعلته. وأوضحت أن طبيعة الهدف باتت ملك القيادة الميدانيّة والوقت مرهون بطبيعة الهدف. لافتة إلى أن المقاومة عاقلة وحكيمة ولا تتصرّف بانفعالات والردّ سيكون متناسباً مع حجم العدوان ووفق حسابات دقيقة وتخدم معادلات الردع وحماية لبنان والضاحية، خصوصاً لمنع العدو من تكرار عدوانه. وفي الوقت نفسه لخدمة استراتيجية محور المقاومة بحرب استنزاف كيان الاحتلال وعدم منح نتنياهو ذريعة لتوسيع الحرب وجر الأميركيين اليها. وحذرت المصادر من أن رد العدو على رد المقاومة سيدفع الأخيرة لردّ أقسى وأشد ايلاماً. مضيفة أن المقاومة مستعدّة لكافة الاحتمالات.
وفي سياق ذلك جدّد نائب الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم، تهديد “إسرائيل” بالردّ على اغتيال القيادي الكبير في الحزب فؤاد شكر بغارات استهدفت مبنى في الضاحية الجنوبية.
وقال قاسم، في تصريح إعلاميّ: “كلما ارتقى لنا شهيد ازددنا تمسكاً، فكيف إذا كان قائداً من القادة”، مؤكداً أن “هذه الشهادة ستنتج نتائج كبيرة جداً، وأن الرد سيكون حاضراً ومهماً ومؤثراً”.
وتابع: “نحن مقتنعون بهذه النتيجة، وإن شاء الله تكون خطوة كبيرة على طريق النصر”، مردفاً: “نحن أصحاب حق ويجب علينا أن نواجه محور الشر وسننتصر”.
إلا أن خبراء في الشؤون العسكرية والاسترتتيجية لفتوا لـ”البناء” إلى أن إيران وحزب الله يملكان بنك أهداف واسعاً في “إسرائيل” ويدرسان الردّ لكي يكون متناسباً مع الضربة الإسرائيلية للضاحية وبالوقت نفسه لا يدفع للحرب الشاملة إلا اذا اتخذها العدو ذريعة لإشعال الحرب الإقليمية بقرار أميركي. واوضح الخبراء لـ”البناء” أن كل كيان الاحتلال ومصالحه في العالم هي ضمن بنك أهداف حزب الله وإيران، لكن المرجّح ان يكون الرد بإطلاق مئات الصواريخ والمسيّرات المتفجّرة على قواعد عسكرية واستخبارية ومصانع أسلحة ومطارات عسكرية وتدميرها كلياً إضافة الى بنى تحتية ونفطية وغازية وموانئ ومحطات توليد كهرباء قد تكون على لائحة الأهداف. كما توقع الخبراء أن يكون الردّ من نقاط قريبة جغرافياً لـ”إسرائيل” لتجنب الدفاعات الجوية الأميركية والأوروبية والدول الحليفة لواشنطن ما يجعل أغلب الصواريخ والمسيّرات تصل إلى أهدافها بدقة وتُحدث مفعولاً كبيراً. وذكّر الخبراء بالمسيّرة اليمنيّة التي اخترقت كل الدفاعات الجوية الأميركيّة الإسرائيلية ووصلت إلى تل أبيب. كما توقع الخبراء ان يكون الردّ خلال أيام قليلة.
وقبيل منتصف الليل أفيد عن هجوم سيبرانيّ عطّل موقع هيئة الطيران الإسرائيليّة ومطار بن غوريون.
وعم الخوف والهلع كل أنحاء كيان الاحتلال في ظل سيل من التوقعات حول طبيعة الردّ وسط انتقادات وجّهها مسؤولون في المعارضة ورؤساء مستوطنات وجنرالات سابقين لحكومة نتنياهو على تنفيذ عمليات اغتيال في طهران والضاحية الحنوبية لبيروت لكون الخسائر ستفوق ما حققه نتنياهو.
وحذّر أعضاء من لجنة الشؤون الخارجية والأمن في الكنيست، في رسالة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، من “التوغّل البري في لبنان وفقاً للخطة الحالية للجيش الإسرائيلي”، بحسب ما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية. ونقلت “هيئة البث” عن أعضاء في الكنيست قولهم إنّ “خطة الجيش الحالية للتوغل البري إلى لبنان مغلوطة”. وقال نواب في الكنيست في رسالة موجّهة إلى نتنياهو: “نؤيّد التوغّل البري في لبنان من حيث المبدأ، لكنّ الخطة التي عُرِضت علينا ستؤدي إلى البلبلة وليس إلى الحسم”. واعتبر أعضاء من الكنيست أنّ “هذه الخطة قد تقود “إسرائيل” إلى فشل مأسوي له عواقب غير مسبوقة”، باعتبار أنّها “لم تُراعِ الأخطاء التي ارتكبت في العملية البرية في قطاع غزة”.
وفيما أشار مكتب نتنياهو الى ان الوفد التفاوضي الاسرائيلي سيعود الى المفاوضات الأسبوع المقبل في قطر، وأشارت اوساط دبلوماسية غربية لـ”البناء” الى ان المفاوضات ستتواصل بين الفلسطينيين والاسرائيليين للتوصل الى هدنة مؤقتة في غزة تمهيداً لوقف إطلاق النار. كاشفة عن ضغوط أميركية كبيرة على الحكومة الاسرائيلية لوقف إطلاق النار قبل الانتخابات الأميركية لكون الإدارة الأميركية الحالية تريد وقف الحرب مؤقتاً لضمان فوز مرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس في الانتخابات في تشرين المقبل. وأضافت الأوساط أنه وحتى لو صرحت الإدارة الأميركية بالدعم لـ”اسرائيل” في عملياتها الاخيرة، لكنها رسمت لها خطوطاً حمراء لكي لا تؤدي ضرباتها لحرب مفتوحة.
وأشار الإعلام الإسرائيلي إلى ان نتنياهو تلقى رسالة من نواب في الكنيست تؤيد التوغل براً في لبنان.
ميدانياً، تواصل العدوان الإسرائيلي على القرى والبلدات، فأغارت طائرة مسيّرة إسرائيلية على بلدة رب ثلاثين، ولم تسجل إصابات. كما تعرّضت أطراف بلدة طيرحرفا في القطاع الغربي وبلدة راشيا الفخار لقصف مدفعي إسرائيلي. في المقابل، أعلن “حزب الله” في بيان، أننا “قصفنا موقع الضهيرة الإسرائيلي بالمدفعية وحققنا إصابة مباشرة”. وأضاف في بيان آخر: “استهدفنا موقع السمّاقة في تلال ‏كفرشوبا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية وأصبناه إصابة مباشرة”.
رسمياً، عقد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، بحضور وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب، اجتماعاً في السراي مع سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وهم سفراء كل من الولايات المتحدة الأميركية، فرنسا، بريطانيا الصين وروسيا، وممثلي الدول الأعضاء غير الدائمين الموجودين في لبنان، وهم سفراء الجزائر، اليابان، سويسرا وكوريا الجنوبية.
وخلال الاجتماع تمّ تأكيد الثوابت اللبنانية في ما يتعلق بالوضع في المنطقة، وأهمها تأكيد أولوية تطبيق قرارات الأمم المتحدة ولا سيما القرار 1701.
كما اعتبر ميقاتي في كلمة ألقاها من مقرّ قيادة الجيش في اليرزة، لمناسبة عيد الجيش أن “التطورات الإقليمية مقلقة وتُنذر بارتفاع منسوب الخطر»، مؤكداً “أنّ الرهان على الجيش يبقى الضمانة الأكيدة لوحدة الوطن ما يجعل الالتفاف حول المؤسسة العسكرية واجباً وطنياً جامعاً»، لافتاً الى أن “الشغور الرئاسي ليس وحده ما ينغّص فرحة هذا اليوم الوطني إنّما الظروف التي يعيشها البلد وصولاً إلى العدوان على الضاحية”، مضيفاً: “لا شيء يدلّ على أن الغطرسة الإسرائيلية ستتوقف ومصرّون على حقنا في الدفاع عن أرضنا وسيادتنا ولن نتردّد في ذلك مهما غلت التضحيات”.

 

الأخبار
العدو يَدخل مخاطرة غير محسوبة: توريط الحلفاء … أو انتزاع «النصر»
نقلت إسرائيل الحرب المحدودة والمسقوفة في الإقليم إلى مستويات أعلى، لتصبح أقرب من أيّ وقت مضى إلى المواجهة الشاملة، وإن كان الترجيح المبنيّ على أمنيات لديها بأن عوامل كبح هذه الحرب أعلى من عوامل نشوبها. وهي رأت في ذلك مخاطرة لازمة، يجب العمل عليها قبل أيّ استحقاق تراجعي وتسويات، قد تضطرّ إليها، في حرب لم تعد مقتصرة على قطاع غزة، بل باتت إقليمية بامتياز، حيث الاتفاق مع الفلسطينيين يسهّل تسويتها، من دون أن يعني أنها ستنتهي في ساحات أخرى بالضرورة. على أن «النقلة» الإسرائيلية عبر الاعتداءات في ساحات المواجهة الإقليمية، غير محسوبة تماماً، وغير مستندة إلى أسس تقديرية سليمة ومتينة، فيما تبرز من خلفها تمنّيات تبدو متدحرجة وتراتبية، ومن بينها فرضيات كان يجري استبعادها حتى الأمس القريب.يقدّر العدو بأن المبادرة إلى الاغتيالات في ساحات الإسناد، ومن ثم تلقّي أثمان وردود مسقوفة نتيجة الإجراءات المتخذة مسبقاً في مجالَي الدفاع والهجوم، والتي تسمح بدورها بردود إسرائيلية كبيرة ومؤثرة في كل الساحات، ستدفع كل الأطراف، بما فيها الإقليمية والدولية، إلى الاشتراك في الديناميات الجديدة، إما عبر التورّط مباشرة في المواجهة العسكرية، ما يؤمل منه هزيمة الآخرين، وإما عبر فرض تسويات، تراعي المصالح الإسرائيلية. هل هذا نوع من التقدير المبني على نظرية المؤامرة؟ في الواقع، وصل مأزق الحرب الإسرائيلية إلى الحدّ الذي يسمح بتفسير مماثل. ومثل هذه الفرضيات قد لا تكون مرجّحة، لكنها تؤشر الى المأزق الإسرائيلي المذكور. إذ بات إنهاء الحرب مطلباً إسرائيلياً، تماماً كما هو مطلب الآخرين، وهو ما يرد في تصريحات وتسريبات المؤسسات الأمنية والعسكرية في الكيان. في المقابل، إن إسرائيل غير قادرة على تحقيق هذا المطلب، لأن أهداف الحرب نفسها لم تتحقّق، في حين أن دولة الاحتلال غير قادرة على الاستمرار في فرض نفسها على الإقليم، بالقوة المطلوبة في اليوم الذي يلي الحرب، من دون بلوغ تلك الأهداف. هذه هي أهم المعطيات والمقدّمات التي تحدّد مصير الحرب في غزة، وكذلك مصير الحرب في ساحات الإقليم: إسرائيل غير قادرة على الانتصار، ولا على إيجاد بدائل غير عسكرية تؤدي إلى الانتصار، ولا على إنهاء الحرب بلا انتصار.
ثمّة أسباب عدّة يمكن قراءتها في الموقف والفعل الإسرائيليين بناءً على علو سقوف الاعتداءات، من الحديدة اليمنية إلى بيروت وطهران، وفي العودة إلى غزة كذلك. واضح أن الاغتيالات، وتحديداً اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، إسماعيل هنية، في طهران، أبعدت صفقة الأسرى، وما كان يُبنى عليها من آمال بإمكان الاتفاق على وقف لإطلاق النار في القطاع، وبالتبعية في ساحات الإسناد. لكن من زاوية رؤية أخرى، قد تكون مشبعة بالمعطيات، أظهرت هذه الاغتيالات أن العدوّ لا يضع وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب في مقدّمة سلّم أولويّاته، وأن الأسرى الإسرائيليين في غزة، على رغم أهميتهم المعنوية لديه، لا يصلون إلى حدّ دفعه إلى إنجاز اتفاق، وهو يرى أن بالإمكان تأجيل هذا الاتفاق إلى واحد من أجلَين: استسلام «حماس» والفصائل في غزة، أو مقتل كل الأسرى نتيجة استمرار الحرب.
مع ذلك، فإن لهؤلاء تأثيراً معتدّاً به في القرارات والتوجّهات الإسرائيلية، وإن لم يكونوا كافين في ذاتهم للدفع تلقائياً إلى صفقة تبادل وتسويات مع دفع أثمان، يراها رأس الهرم الإسرائيلي الآن كبيرة ولا تصبّ في مصالحه ومصالح إسرائيل الدولة. أما العوامل الأكثر تأثيراً في القرار الإسرائيلي، فهي جبهات الإسناد، والتي تنتظر جبهة غزة نتيجة المواجهة فيها. وفي الواقع، انتقلت الحرب إلى تلك الجبهات منذ أن أنهى الجيش الاسرائيلي عملياته المكثّفة في القطاع، وإن ضمن مسمّيات ومستويات مختلفة، لكنها حرب متعدّدة الجبهات، وبنتيجتها يتحدّد مصير موازين الإقليم.
سياسة الاغتيالات
لم تنجح إسرائيل في تاريخها في جبي فوائد استراتيجية عبر اغتيال قادة وكوادر أعدائها. صحيح أن الخسارة قد تكون كبيرة ومعتدّاً بها، لدى فصائل المقاومة في الساحات المتعدّدة، إلا أنّ مردودها في المقابل يظلّ في الأعمّ الأغلب تكتيكياً بالنسبة إلى تل أبيب. إذ إنها، إضافة إلى تعلّقها بإشباع غريزة الانتقام، تأتي للرد على نجاح الأعداء في تسجيل انتصارات ومكاسب استراتيجية، ترتبط بالصراع معها. والديباجة المتّبعة تاريخياً في إسرائيل لتبرير هذا النوع من الاعتداءات أن الاغتيالات تؤدي إلى رفع مستوى الردع الإسرائيلي لدى الطرف الآخر هي فذلكة مردودة. إذ إن واقع الأمر، وتاريخ الصراع وشواهده، ووضعية فصائل المقاومة في المراحل التي أعقبت اغتيالات قادتها وكوادرها، كلّها أمور تشهد على أن هدف الردع لا يتحقّق، بل من شأن الاغتيالات نفسها أن تقلّص مستواه، بعد أن تدفع الآخر إلى الردّ أولاً، وتعزيز القدرات والإمكانات اللاحقة للتمكين الميداني والردع المقابل ثانياً.
إلا أن الفائدة التكتيكية تكفي في الحالة الإسرائيلية الراهنة، للانجرار وراء عمليات الاغتيال، حتى وإن كانت موضع مخاطرة أقلّ ما يقال عنها إنها غير واضحة المعالم. ويعود ذلك إلى الحرب نفسها، التي طالت أكثر مما يمكن لإسرائيل أن تتخيّل لدى اتخاذها قرارها. وعليه، ثمّة علاقة لدى قادة إسرائيل ومؤسساتها وجمهورها بين حرب لا تحقّق أهدافها، وبين عدم قدرتها على التسليم بأنها غير قادرة على تحقيق هذه الأهداف، ما يدفع إلى إطالة الحرب بلا آفاق ولا مخارج، ويحوّلها إلى حرب استنزاف، يكون المتاح فيها تسجيل النقاط، إلى حين تراجع أحد الطرفين عن الحرب، وفي هذه الحالة الطرف الإسرائيلي، للبحث عن تسوية ما.
حرب غزة باتت تنتظر نتيجة المواجهة في جبهات الإسناد
لكن متى تتراجع إسرائيل؟ تتراجع بعد أن تنهي محاولة دفع الميدان الإقليمي إلى التأزيم، الذي يفضي بدوره إلى حلحلة ما، أو تسوية ما، تفرض فيها عبر شركائها الدوليين والإقليميين ما أمكن من مصالح، هي لزوم واقع ومرحلة ما بعد الحرب، محلياً وإقليمياً ودولياً. إلا أن محاولة كهذه تُحدّد نتيجتها بفعل أطرافها كلها، وليس فقط من يعمل عليها ابتداءً. وهنا تبرز العديد من المعطيات والمؤشرات التي يجب أن تكون حاضرة لدى تقدير ما سيلي:
– لم يسارع الطرف الآخر إلى ردّة فعل مباشرة وغير محسوبة على الاعتداءات الإسرائيلية، وهو ما سمّاه الأمين العام لـ»حزب الله»، السيد حسن نصر الله، بالقرارات الحكيمة، وإن كان في المقابل ملزماً بردّ فعل يتناسب مع الاعتداءات نفسها.
– ردّة الفعل من لبنان إلى اليمن إلى العراق فإيران، جاءت بتوصيف مزدوج: مؤجّلة وحتميّة، وأدّت إلى تفويت الفرصة على إسرائيل في تمكينها من مواجهات تخدم بنتيجتها مصالحها في كل ساحة مواجهة على حدة، وفي كل الساحات مجتمعة.
– تعود هذه الجبهات إلى موقفها وواقعها كما كانت عليه، أي ساحات مواجهة واستنزاف لإسرائيل، غير قابلة للحل والتسويات، ما لم تقدم الأخيرة على إنهاء الحرب في غزة. ما يعني العودة إلى النقطة التي أرادت إسرائيل أن تخرج منها.
– ردة الفعل، التي تؤجَّل، من شأن قرارها أن يتبلور بما يخدم مصالح صاحب قرار رد الفعل، حجماً وتوقيتاً وتبعات، من دون أن يتسبّب بالأذى للذات.
– في سلّم التداعيات السلبية على إسرائيل أن فترة الانتظار والقلق من الآتي ستكون جزءاً لا يتجزّأ من الثمن وردة الفعل اللاحقة، وهو ما سيثقل كثيراً على صاحب القرار في تل أبيب، وعلى المؤسسات والجمهور الإسرائيلي على السواء.
ما قامت به إسرائيل من اعتداءات هو محاولة «نقل» المواجهة الإقليمية إلى أسوأ مستوى فيها، ترى أنها قد تكون قادرة على تحمّل أثمانه، لكن من شأنه أن يدفع الآخرين إلى التراجع، وهو ما لا يبدو أنها نجحت فيه.

Please follow and like us:

COMMENTS