اللواء
تعويم الإتفاق مع صندوق النقد.. والرئيس القبرصي الإثنين في بيروت
غموض حول الردّ الإيراني بعد خطاب نصرالله.. ودعوة الهيئات لإنتخاب البلديات في 12 أيار
بقي الخلاف الأميركي- الإسرائيلي الذي لم يعد سرّاً حول رفض حرب اسرائيلية يرغب بها بنيامين نتنياهو في رفح، فضلاً عن اعتبار واشنطن ان الأولوية الآن لحماية المدنيين وإيصال المساعدات لسكان غزة، وليس للعمليات العسكرية، في دائرة الاهتمام الشديد، على الأخص من فريق محور «الممانعة»، لأنه في ضوئه، تتقرر مصائر الجهات المساندة، فضلا عن الحرب الأصلية في غزة، والسعي لتوفير مزيد من الشهداء والضحايا والدمار.
وعلى وقع هذه الصورة، وقبل كلام آخر، قد يكون أكثر تأثيراً الاثنين المقبل، لمناسبة حفل تكريمي للواء الايراني زاهدي الذي سقط باستهداف السفارة الايرانية في دمشق مع آخرين، اطل السيد حسن نصر الله الامين العام لحزب الله ليعلن ان الرد الإيراني آتٍ على عملية السفارة، «وعلى الكل ان يحضّر نفسه ويرتب اموره، وأن يحتاط كيف يمكن ان تذهب الأمور، وأن نكون جاهزين لكل احتمال».
ولم يخرج وزير الدفاع الإسرائيلى يوآف غالانت عن رتابة مواقفه، المكررة، فأعن ان اسرائيل مستعدة للرد في أي مكان، ومن الممكن ان يكون ذلك في دمشق او في بيروت، مشيرا الى ان «عدو اسرائيل تعرّض لضربات قوية في كل مكان» (في اشارة الى ايران ومحور الممانعة).
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن مواقف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله امام مناصريه لم تخرج عن سياق الخطاب المرتفع السقف لجهة الاستعداد لأي حرب وعدم استخدام جميع اوراقه فيها بالنسبة إلى العتاد والعديد.، وقالت إن الأمين العام للحزب رد على المسؤولين الإسرائيليين الذين يوجهون التهديد بضرب لبنان يوميا، ملاحظة تكرار الصورة التي يظهر فيها نصرالله لناحية تفرده بقرار الحرب والسلم.
من جهة ثانية، لفتت هذه المصادر إلى أن حديثه عن رد ايراني على الغارة الإسرائيلية على القنصلية الايرانية في دمشق أيضا من شأنه أن يستتبع ردود فعل محلية، تحت عنوان تعريض لبنان إلى مخاطر جديدة.
إلى ذلك أكدت المصادر ان تطرُّقه إلى ملف الرئاسة لجهة أنه منفصل عن الموضوع الإيراني الأميركي لم يدُلِ على أي شيء جديد، مع العلم أن الملف الرئاسي غُيِّب مؤخراً عن خطابات السيد نصرالله.
الرئيس القبرصي
الإثنين في لبنان
وفي خضم المساعي الجارية للحؤول دون الوقوع في ازمة مع قبرص، على خلفية هروب النازحين السوريين عبر قوارب غير شرعية الى اراضيها، يزور الرئيس القبرصي نيكوس ريستو دوليدس على رأس وفد وزاري بيروت الاثنين ليوم واحد، لإجراء محادثات مع كُلٍّ من الرئيس نجيب ميقاتي حول العلاقات الثنائية، وكذلك مع الرئيس نبيه بري.
في المشهد المسرحي الداخلي، وفي فصله الرئاسي المفتوح، بقي الرهان على مبادرة محلية، تنهي القطيعة، وتفتح الابواب امام مشاورات، من نوع استعادة الثقة، والكف عن هدر الوقت، او التذاكي والتلاعب، حيناً بالوقت، وحيناً آخر بألاعيب لا تمتّ للجدية بصلة.
صندوق النقد: الاتفاق مع لبنان ثابت
وحضر الاتفاق الدولي الموقع قبل عامين مع صندوق النقد الدولي، خلال لقاءين، عقدهما المدير التنفيذي في الصندوق محمود محيي الدين مع كُلٍّ من الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي.
ونفى محيي الدين ان يكون لدى الصندوق اي اتجاه لإلغاء الاتفاق الموقع مع لبنان.
وحسب ما وزّع من معلومات فإن البحث تطرَّق الى الودائع، وجرى تأكيد من الرئيس بري على ضرورة الحفاظ على حقوق المودعين، وأهمية ذلك باستعادة الثقة بلبنان وبقطاعه المصرفي.
كما اثار رئيس المجلس مع المسؤول المالي الدولي ازمة تمويل الأونروا.
واعتبرت، في السياق، بعثة الاتحاد الاوروبي وسفارات الدول الاعضاء الممثلة في بيروت، انه، قبل عامين في 7 نيسان 2022، اتفق لبنان وصندوق النقد الدولي على برنامج خطوات وإصلاحات، كان من شأن تنفيذه أن يوفر مساعدات بقيمة 3 مليارات دولار، ودعماً إضافياً من الدول المانحة، ويضع لبنان مجدداً على مسار التعافي، ويعيد له صدقيته الدولية.معربة عن اسفها لانه لم يتم تحقيق سوى تقدُّم محدود.
وقالت البعثة: «إنّ انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة عاملة بصورة كاملة أساسيان. غير أن التأخير يجب ألا يعوق تنفيذ الإصلاحات الرئيسية المتفق عليها من أجل استعادة ثقة المجتمع الدولي والمواطنين اللبنانيين في النظام المالي. وقد أظهر اعتماد موازنة عام 2024 ضمن المهل الدستورية، وإصلاح قانون السرية المصرفية واستقرار سعر الصرف أنّ الحلول ممكنة عندما تتوفر الإرادة».
دعوة الهيئات الناخبة
انتخابياً، وفي خطوة، تبقى في دائرة المتابعة، وقّع وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال قرار دعوة الهيئات الانتخابية البلدية في دوائر محافظة جبل لبنان لانتخاب اعضاء المجالس البلدية، مع تحديد الاعضاء في كُلٍّ منها، ولانتخاب مختارين ومجالس اختيارية، وتحديد عدد المختارين في 12 ايار 2024، اي بعد اكثر من شهر.
وفي السياق العام، أرخى خطاب الامين العام لحزب الله في يوم القدس العالمي، ظلالاً من الشكوك والاسئلة، التي بعضها يحمل اجابات ضمنية، عما يحضر على صعيد الرد الايراني، او جبهة المحور على الاعتداء الاسرائيلي على القنصلية الايرانية في دمشق.
وقال: إيران سند حقيقي لكل من يقاتل اسرائيل، ويقاوم في فلسطين ولبنان، والمنطقة، وبدعمها غيرت الكثير من المعادلات.
واشار الى ان التهديد بالحرب الشاملة على لبنان لم يؤدِّ الى وقف الجبهة والضغوطات كلها لم تغير موقفنا، فالجبهة في لبنان مستمرة ومرتبطة بغزة، وعندما نقاتل بجهة لبنان نقاتل برؤية نصر مشرقة، مؤكدا ان المقاومة على اتم الجهوزية لأي حرب سيندم بها العدو ولو اطلقها على لبنان، والسلاح الاساس لم يُستخدم من بعد، موضحا ان الهجوم الاسرائيلي على القنصلية الايرانية في دمشق حادثة مفصلية.
الوضع الميداني
ميدانياً، ذكر الجيش الاسرائيلي انه هاجم ما زعم بأنه «مبنى عسكرياً» لحركة امل في مرجعيون، استهدف شخصاً كان يقوم بعملية استطلاع بمسيرة.
وادى القصف الى سقوط ثلاثة شهداء لحركة امل، وجرح شخص آخر.
وبالتزامن مع الافطار اليومي المسائي، شنت الطائرات الحربية المعادية غارات على بلدتي بليدا وميس الجبل، كما اطلقت رشقات مدفعية باتجاه بلدة الضهيرة.
بالمقابل، اعلنت المقاومة الاسلامية انها استهدفت انتشاراً لجنود الجيش الاسرائيلي في محيط موقع المنارة وأصابته إصابة مباشرة، كما استهدفت موقع حدب يارون بالقذائف المدفعية.
البناء
انتخابات بايدن تفرض التراجع على نتنياهو بفتح معابر للمساعدات وإعفاء قادة
الردّ الإيرانيّ يهيمن على المنطقة ويفرض على الكيان تجميد كل الحروب بالانتظار
السيد نصرالله: تحوّل مفصليّ وكل الاحتمالات واردة… والمقاومة جاهزة للحرب
تراجع بنيامين نتنياهو مرتين، مرة أمام موجة متطلبات الانتخابات الرئاسية الأميركية، بعدما جمع الرئيسان جو بايدن ودونالد ترامب المتنافسين رئاسياً، على أن نتنياهو مطالب بوقف النار فوراً، وإعادة تأهيل صورته وصورة الكيان في الملف الإنساني لتحسين صورة أميركا في شارعها بعدما فقدت ثقة الشارع أمام هول التوحش والإجرام في حرب غزة. وعلى هذا الصعيد اتخذ المجلس الوزاري المصغر بطلب من نتنياهو، ما يلبي تعهداته لبايدن، بفتح معابر جديدة أمام المساعدات الإنسانية وتسهيل العمل في المعابر القائمة، وقرّر رئيس أركان جيش الاحتلال إعفاء عدد من قادة الجيش من مسؤولياتهم بعد تحميلهم مسؤولية اغتيال النشطاء الغربيين في المطبخ المركزي العالمي. وبقي الموقف الأميركي تحت عنوان نراقب ونحكم على النتائج. أما تراجع نتنياهو في المرة الثانية فقد جاء تحت ضغط تصاعد التهديد الإيراني الذي حجب في عيون جمهور المستوطنين في الكيان كل الحسابات، لصالح القلق من خطر داهم يمثله التهديد الايراني واحتمال تحوله إلى حرب كبرى، ما جعل الكلام عن معركة رفح وحرب على لبنان يتراجع، حيث كل شيء في الكيان له وجهة واحدة، التحسّب من الرد الإيراني وحساب حجمه ومكانه وتوقيته.
الحرب في غزة ويوم القدس وطوفان الأقصى وجبهة لبنان اجتمعت كلها كعناوين في كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بمناسبة يوم القدس، حيث دعا الى التوقف عن التساؤل عن الردّ الإيراني فهو آتٍ لا ريب فيه، أما أين ومتى وكيف، فتلك أسئلة لا جدوى من طرحها لأن الأجوبة عليها لن تُعرف قبل حدوث الرد. والسؤال الوحيد الذي اعتبر السيد نصرالله أنه واجب الطرح هو الى أين؟ فالغارة الإسرائيلية على القنصلية الإيرانية في دمشق، بتوقيتها وظروفها وسياقها أدخلت المنطقة في مرحلة جديدة، وتمثل تحوّلاً مفصلياً، ما بعدها ليس كما قبلها. وقال السيد نصر الله سوف نراقب ونرى بعد الردّ، كيف سيتصرّف الاحتلال، هل سيقوم بالردّ، وما هو نوع وحجم ومكان الردّ، وهل سندخل في ردّ وردّ على الردّ، واحتمال تفكير الكيان بالمخاطرة بالذهاب الى الحرب. واعتبر أن التفكير بالحرب على لبنان سوف يكون تصرّفاً أحمق ودليل جنون قادة الكيان. وأضاف، الحرب لا نخشاها وقد أعددنا لها عدتها، ونحن لم نستخدم بعد أسلحتنا التي أعددناها للحرب، ولا قواتنا التي أعددناها للحرب، وإن وقعت الحرب فسوف تكون هي نقطة التحول في مستقبل الكيان ووجوده وعساها تكون الخاتمة التي تتخلّص فيها المنطقة وشعوبها من هذا الكيان.
وأكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، أن محور المقاومة ذاهب إلى انتصار تاريخي وكبير في هذه المعركة، مشددًا على ضرورة أن نصمد وأن نثبت في غزة والضفة ولبنان واليمن والعراق، وأنّ الرد الإيراني على العدوان الصهيوني على القنصلية الإيرانية في دمشق آتٍ لا محالة، وأن هذا الموضوع هو مفصل منذ السابع من أكتوبر.
في كلمة له خلال الاحتفال المركزي الذي أقامه حزب الله، بمناسبة يوم القدس العالمي، أشار إلى أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية في موقفها ومواقفها كانت ولا تزال سندًا حقيقيًا لكل مَن يقاتل هذا الاحتلال ويقاوم في فلسطين ولبنان والمنطقة، وأنها قلعة راسخة صلبة لا يمكن أن تخذل وتبيع وأن تتخلى عن إيمانها ودينها وأصدقائها والمظلومين.
وقال: “نحن نقاتل برؤية نصرٍ رغم التضحيات”، لافتًا إلى أن “المهم أن نواصل ونصمد ونتابع في كلّ الجبهات بأمل واضح وكبير بأن نتيجة المعركة هي النصر، ومن يخمّن أن المعركة فيها هزيمة عليه إعادة حساباته”، وتابع “محور المقاومة في هذه المعركة سينتصر انتصارًا كبيرًا”.
وتطرّق السيد نصرالله إلى موضوع الاعتداء الصهيوني على القنصلية الإيرانيّة في دمشق، معتبرًا أن هذا مفصل منذ السابع من أكتوبر، وقال “كونوا متأكدين أنّ الرد الإيراني بشأن موضوع القنصلية الإيرانية آتٍ لا محالة”. وتابع “جزء من المعركة مسألة استنزاف العدو بالنسبة إلى تحديد توقيت ومكان وشكل الردّ، وأن الإسرائيلي متأهّب وخائف من الرد الإيراني وهذا جزء من المعركة باستنزاف العدوّ معنويًا وماديًا”. وأوضح أن “الردّ محسوم وإيران كلّها على قلب رجل واحد”، منبهًا إلى أن “الكل يجب أن يحضّر نفسه وأن يرتّب أموره وأن يحتاط كيف يمكن أن تذهب الأمور وأن نكون جاهزين لكل احتمال”. وتابع “هذه الحماقة التي ارتكبها نتنياهو باستهداف القنصلية في دمشق ستفتح بابًا كبيرًا لحسم هذه المعركة”.
وأكد الأمين العام لحزب الله أن المقاومين “على الحدود والجبهة الأماميّة جاهزون لأي رد فعل، ونحن نحتاج فقط لاتّصال عند أي ردّ فعل”. وأضاف “إذا اتّخذ القرار بإطلاق 100 صاروخ على الجولان بدقائق معدودة ينفذ الشباب العمليّة”. ولفت إلى أن “إنجازات هذه المعركة التي تشكّل جبهة جنوب لبنان جزءًا منها سيعود نفعها على كلّ لبنان، وإنجازات النصر أمنيًا وبريًّا وبحريًا وسياديًا ستعود بركاته على كلّ لبنان وعلى كلّ الشعب اللبناني”، مجددًا موقفه “عندما تتوقف في غزّة تتوقف عندنا”. وتابع “أقول للإخوان لا تسألوا عن كل مَن يحكي من التافهين، من واجبنا أن نقول للعدو والصديق ولهؤلاء التافهين: هذه المقاومة في لبنان لا تخشى حربًا ولا تخاف من الحرب”.
وأشار السيد نصر الله إلى أن “المقاومة أدارت معركتها خلال الأشهر الستة حتى الآن ضمن رؤية واستراتيجية، ولكنها على أتم الاستعداد والجهوزية لأيّ حرب يطلقها العدو”، مشيرًا إلى أن هذه الحرب هرب منها الإسرائيلي منذ اليوم الأول لأن قيادة العدو الإسرائيلي تعرف ماذا يعني الذهاب إلى حرب مع لبنان”.
وأكد السيد نصرالله أن “المقاومة في لبنان لا تخشى حربًا وهي على أتم الجاهزية لأيّ حرب والسلاح الأساسي لم نستخدمه بعد، والمقاومة قوية ولبنان قوي بالمعادلة الذهبية والتضامن القوي في بيئة المقاومة”، مؤكدًا “إذا أرادوا الحرب نقول لهم يا هلا ويا مرحب.. والعدو يعرف ما الذي تعنيه الحرب مع لبنان”.
وإذ علمت “البناء” أن كافة جبهات محور المقاومة اتخذت الاحتياطات والإجراءات اللازمة تحسباً لتداعيات الرد الإيراني على “إسرائيل” وردة فعله الأخيرة والذي سيقابل بردة فعل من جبهات محور المقاومة التي لن تترك إيران وحدها في المعركة، يشير خبراء عسكريون ومحللون سياسيون لـ”البناء” الى أن احتمال تدحرج الوضع الى تصعيد كبير يفتح الباب أمام حرب شاملة في المنطقة، احتمال جدي وواقعي، خاصة بعد استهداف “إسرائيل” للقنصلية الإيرانية في دمشق والتي كانت مرحلة جديدة من التصعيد غير مسبوقة. ولفت الخبراء الى أنه أما وأن الرد الإيراني بات حتمياً، وفق ما قاله السيد نصرالله والمسؤولين الإيرانيين، فإن مسار المواجهة تتوقف على طبيعة الرد الإيراني وحجمه أولاً وكيفية تعامل “إسرائيل” معه ثانياً، وما إذا كانت ستتقبله وتحتوي التصعيد وتتفادى الذهاب الى الحرب المفتوحة، لكن كما أن “إسرائيل” خاطرت بضربة القنصلية بالذهاب الى الحرب الشاملة، كذلك الأمر فإن إيران بردها المقبل مهما كانت طبيعته وحجمه فإنها تضع في حساباتها الانزلاق الى حرب مباشرة مع “إسرائيل” ستتوسّع بالتأكيد الى كل المنطقة. وتوقف الخبراء عند المدة في كلام السيد نصرالله حول المدة الزمنيّة المتوقعة للرد الإيراني، مشيرين الى أن لا سقف زمنياً للرد، والأمر مرهون بأمرين: استفادة إيران من الحرب النفسيّة على العدو الذي يحبس أنفاسه ويغرق بحالة الرعب والهلع ما يكبّده المزيد من الخسائر والاستنزاف في كل جبهاته، والثاني توافر الهدف الذي يتناسب والعدوان على القنصلية في دمشق. لكن السيد نصرالله ألمح إلى أن الردّ قد يكون خلال يومين أو أسابيع قليلة كحدٍ أقصى.
وكانت المقاومة الإسلاميّة، استهدفت التجهيزات التجسسيّة التابعة للعدو الصهيونيّ في ثكنة “زرعيت” بالأسلحة المناسبة، بالإضافة إلى آلية عسكرية عند بوابة موقع “المطلة” بصاروخ موجّه.
كما استهدف مجاهدو المقاومة تحركًا لجنود وآليات العدو في موقع المالكية بقذائف المدفعية والأسلحة الصاروخية، وحققوا إصابات مؤكدة. ودكّوا موقعي حدب يارون والسماقة بقذائف المدفعية والصاروخية وأصابوهما إصابة مباشرة، واستدفوا انتشارًا لجنود العدو الإسرائيلي في محيط موقع المنارة ومجموعة لجنود العدو الإسرائيلي تتموضع في مبنى في مستعمرة أدميت بالأسلحة المناسبة وحققوا إصابات مؤكدة.
وزفّت المقاومة الإسلامية الشهيد المجاهد علي ناصر عبد علي “كفيل” مواليد عام 1998 من بلدة عيتيت في جنوب لبنان، والشهيد المجاهد بلال حيدر حلّال “ساجد” مواليد عام 1996 من بلدة قانا في جنوب لبنان، على طريق القدس.
بدورها، زفّت حركة “أمل”، في بيان، الشهيد المجاهد السيد موسى عبد الكريم الموسوي من بلدة النبي شيت، مواليد عام 1977، والشهيد المجاهد محمد علي وهبي من بلدة الخيام مواليد عام 1987، والشهيد المجاهد محمد داوود شيت من بلدة كفركلا مواليد عام 1992”.
وواصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على الجنوب، وأصيب 7 مواطنين بجروح جراء غارة إسرائيلية استهدفت بلدة كفرحمام في الجنوب وأسفرت أيضاً عن تدمير كامل لأحد المنازل، وإلحاق أضرار بمنازل أخرى مجاورة وشبكة الكهرباء. وشنّت غارة أيضاً على محيط بلدة شبعا. ونفّذ الطيران غارات استهدفت منازل في ضهور بلدة يارين، والزلوطية، وعيتا الشعب.
على صعيد آخر، اُعلن أن رئيس جمهورية قبرص نيكوس خريستودوليدس سيقوم على رأس وفد وزاري، بزيارة رسمية الى لبنان يوم الاثنين المقبل يجري خلالها محادثات رسمية مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي تتناول العلاقات الثنائية بين البلدين والملفات المشتركة. ويشارك في المحادثات الوزراء المختصون في البلدين. كما سيزور الرئيس القبرصي رئيس مجلس النواب نبيه بري. وتستمر الزيارة يوماً واحداً.
على الخط الرئاسي، لم يسجل أي جديد، إذ تترقب الأوساط السياسية نتائج زيارة رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الى باريس، وبانتظار عودة الحراك الرئاسي للجنة الخماسية، أعلن عضو كتلة الاعتدال النائب أحمد رستم في تصريح، أن الكتلة تنتظر جواب “الحزب” خلال أيام، معلناً عن لقاء سيجمع نواب الكتلة مع سفراء اللجنة الخماسية منتصف الشهر الحالي. وبينما من المرتقب بدء “الاعتدال” جولة جديدة على الكتل النيابية، لفت رستم إلى أن بعد تلقّي جواب “الحزب” واللقاء مع “الخماسية” يبنى على الشيء مقتضاه.
على صعيد آخر علمت البناء أن وفداً قضائياً ألمانياً – فرنسياً سيصل الى بيروت الأسبوع المقبل يرافقه خبراء في القضايا الجنائية الدولية للبحث ببعض الملفات، ومنها الحكم الصادر عن المجلس العدلي برئاسة رئيس مجلس القضاء الأعلى سهيل عبود بحقّ المجموعات الإرهابية التابعة لجبهة النصرة التي أقدمت على تفجير مقهى في جبل محسن عام ٢٠١٥، كما من المتوقع أن يزور الوفد الأوروبي النائب العام التمييزي بالتكليف القاضي جمال الحجار للاطلاع والتباحث والتعاون في بعض القضايا المتعلقة بالقضايا أعلاه.
على خط آخر، وقّع وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي قرار دعوة الهيئات الانتخابية البلدية في دوائر محافظة جبل لبنان لانتخاب أعضاء المجالس البلدية وتحديد عدد الأعضاء لكل منها، ولانتخاب مختارين ومجالس اختيارية وتحديد عدد المختارين والأعضاء لكل منها في دوائر محافظة جبل لبنان، وذلك بتاريخ ١٢ أيار ٢٠٢٤.
الأخبار
نصرالله: تجهّزوا للنصر
حماقة قصف القنصلية تفتح باباً للفرج والحسم
لن نقبل بعمل «كاريش» فيما لبنان تحت رحمة شركات النفط
بهدوء واطمئنان، حرص الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله على تبديد أوهام المشكّكين في الرد الإيراني على الاعتداء الذي تعرّضت له القنصلية الإيرانية في دمشق. ومن موقع العارف بالخفايا، حسم بأن «الرد آت لا محالة»، وذهب إلى ما هو أبعد، مسلّطاً الضوء على مرحلة ما بعد الرد الإيراني، وخيارات العدو التي ستحدد مسار التطورات، داعياً إلى أن تتحضّر كل الجهات، في إشارة إلى مروحة من السيناريوهات التي يمكن أن تتجه إليها المنطقة، من ضمنها إمكانية التصعيد الذي ستكون له تداعيات على مجمل الوضع في المنطقة وعلى مستقبل الحرب الدائرة.
ورغم استبعاده إمكانية شن العدو حرباً على لبنان، أكد نصرالله أن «المقاومة في لبنان لا تخشى حرباً وهي على أتم الجاهزية، وإذا أرادوا الحرب نقول لهم يا هلا ويا مرحب»، وتوعّد العدو بأنه «سيندم» على أي حرب، وهو موقف أصبح التأكيد عليه أكثر إلحاحاً في ضوء المرحلة الجديدة التي دخلتها المعركة الإقليمية بعد قصف القنصلية الإيرانية الذي وصفه بـ«الحدث المفصلي» في رسم ملامح الوضع الإقليمي، مؤكداً أن «الحماقة التي ارتكبها نتنياهو في القنصلية الإيرانية ستفتح باباً للفرج ولحسم المعركة». ومنعاً للالتباس بين ما تشهده معركة الجنوب وسيناريو الحرب الواسعة، لفت نصرالله إلى أن «السلاح الأساسي لم نستخدمه بعد»، مشيراً إلى أن «المقاومة أدارت معركتها في الأشهر الستة الماضية «ضمن رؤية واستراتيجية تهدفان إلى تحقيق النصر وحماية لبنان». وشدّد على «أن هذه المعركة سنصل فيها إلى النصر، ومن يقول إن هذه المعركة ستصل إلى هزيمة عليهم إعادة حساباتهم. محور المقاومة ذاهب إلى انتصار تاريخي وكبير».
وفي الاحتفال المركزي الذي أقامه حزب الله، أمس، لمناسبة يوم القدس العالمي في مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية، لفت نصرالله إلى ما ينتظر لبنان من استحقاقات بعد هذه الحرب التي «سيعود نفعها على كل لبنان، وإنجازات النصر أمنياً وبرياً وبحرياً وسيادياً ستعود بركاته على كل لبنان وكل الشعب اللبناني». كما كانت لافتة إشارته إلى إعادة فتح ملف النفط والغاز في البحر، وبأن المقاومة لن تقبل بالوضع القائم حالياً حيث يواصل العدو استخراج الغاز من كاريش فيما يقع لبنان تحت رحمة الشركات العالمية.
وقال نصرالله إن «التهديد بالحرب الشاملة على لبنان لم يؤدِّ إلى وقف الجبهة، والضغوطات كلها لم تغيّر من موقفنا، فالجبهة في لبنان مستمرة ومرتبطة بغزّة»، مؤكداً أن «المقاومين على الحدود والجبهة الأمامية جاهزون لأي رد فعل». وأضاف «لا تبالوا بالتافهين، ونقول للعدو والصديق وللجميع إن المقاومة في لبنان لا تخشى حرباً ولا تخاف من الحرب… والعدو يعرف ما الذي تعنيه الحرب مع لبنان».
العدو سيندم على أي حرب ضد لبنان والسلاح الأساسي لم نستخدمه بعد
وأشار نصرالله إلى أن «أحد أسباب شن الحروب على إيران والعداء لها هو موقفها تجاه إسرائيل والقدس والمقاومة الفلسطينية وتقديمها تضحيات جساماً في سبيل هذا الموقف. وإيران كانت ولا تزال سنداً حقيقياً لكلّ من يقاتل هذا الاحتلال، ويقاوم في فلسطين ولبنان والمنطقة، وبدعمها غيّرت الكثير من المعادلات وأسقطت الكثير من مشاريع الهيمنة، وساهمت في انتصارات المقاومة في لبنان وفلسطين والمنطقة».
واعتبر أن «هناك من هو غير قادر على تقبّل هزيمة إسرائيل في المنطقة (…) ونسمع عن سخافة أن كلّ ما يجري في المنطقة هو مسرحية أميركية – إيرانية وتوزيع أدوار»، مؤكداً أن إيران «لا تفاوض على الملفات الإقليمية مع الأميركيين»، و«المقاومين الّذين يسندون ظهرهم إلى إيران، يجب أن يكونوا مطمئنين، لأنّ إيران لا يمكن أن تبيع أو تتخلّى عن أصدقائها والمظلومين في المنطقة». وأضاف: «بالنّسبة لنا ولكلّ مقاوم شريف، فإنّ العلاقة مع إيران والتّحالف معها هما عنوان الشّرف والفخر والكرامة الإنسانيّة في هذا الزمان. ومن يجب أن يخجل هو من يطبّع مع إسرائيل ويقيم العلاقات معها ويدافع عنها ويسوّغ ويبرّر لها جرائمها، ومن يقيم علاقات صداقة مع أميركا».
ووصف نصرالله «طوفان الأقصى» بأنه «مفصل تاريخي في منطقتنا. نحن أمام حدث جعل بقاء إسرائيل في دائرة الخطر وكشف هشاشتها وضعفها لولا أن تداركها الشيطان الأكبر». ولفت إلى أن «الحرب التي بدأت على غزة هي حرب من فقد عقله، وهذا من أسباب فشلها، وبعد 6 أشهر من الحرب ما زال نتنياهو وغالانت وآخرون في الكيان فاقدين لعقولهم».
خمسة شهداء
ميدانياً، واصل حزب الله منذ الساعات الأولى لفجر أمس ضرب مواقع وثكنات وتجمّعات جنود العدو الإسرائيلي على طول الحدود مع فلسطين المحتلة. فاستهدف تحركاً لجنود العدو وآلياته في موقع المالكية، وآليةً عسكرية عند بوابة موقع المطلة بصاروخ موجّه «أصابها إصابةً مباشرة، ما أدى إلى تدميرها وإيقاع طاقمها بين قتيلٍ وجريح». ونهاراً، استهدف الحزب التجهيزات التجسسية في ثكنة زرعيت وموقعَي حدب يارون والسماقة، وانتشاراً لجنود العدو في محيط موقع المنارة ومجموعة لجنود الاحتلال في مبنى في مستعمرة أدميت.
ونعى حزب الله الشهيدين علي ناصر عبد علي من بلدة عيتيت، وبلال حيدر حلّال من بلدة قانا في جنوب لبنان. فيما نعت حركة أمل الشهداء موسى عبد الكريم الموسوي من بلدة النبي شيت في البقاع، ومحمد داوود شيت من بلدة كفركلا ومحمد علي وهبي من بلدة الخيام.
وفي إطار الإجراءات الإسرائيلية المستمرة لمحاولة «التطبيع» مع الوضع القائم في الجبهة الشمالية بفعل عمليات المقاومة، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية وافقت على إنشاء مجمع تعليمي للطلاب الذين تمّ إجلاؤهم من مستوطنة شلومي بسبب احتمال عدم بدء العام الدراسي واستمرار أوامر الإخلاء حتى بعد شهر أيلول. وكشفت قناة «كان» العبرية أن عدد النازحين من الجليل الشرقي بلغ 40.291 مستوطناً، 39% منهم يقيمون في الفنادق.
COMMENTS