يتحكّم التعصّب العائلي بكلّ مفاصل مدينة حلبا التي يتكوّن مجلسها البلدي من 18 عضواً، ويبلغ عدد ناخبيها نحو 8 الاف ناخب.
وتحت عنوانَي تصفية الحسابات والخلافات العائلية التاريخية ضمن العائلة الواحدة، ستخوض حلبا معركة حامية بين القطبين الأساسيين في العائلة سعيد الحلبي وعبد الحميد الحلبي.
وستتمحور المعركة الأساسيّة على رئاسة البلدية بين العائلات الكبرى في البلدة: (الحلبي، اليوسف، الزعبي، حمود، عياش، يعقوب، طراف، متلج، قدور، عبيد، الأشقر…) وتعد الخلافات العائليّة أساسياً في المجالس البلدية المتعاقبة على مدار الدورات السابقة، لجهة التكتل خلف نفس الأشخاص.
تتميز حلبا بتعدّد الألوان والأطياف السياسية وإن بأحجام متفاوتة فتيار المستقبل هو القوة الخفية غير المنظمة وبالتالي يخترق من قبل الناخبين الذين يقدمون بغالبيتهم الولاءت العائلية على ما عداها من التزامات حزبية أو سياسية، وللحزب الشيوعي مكانته العتيقة وهو الأكثر تنظيما فتصب أصواته (حوالي الـ200صوت في جهة واحدة )، إضافة الى أحزاب القومي والبعث (المنقسمان على اللائحتين الأساسيتين)، وفي حلبا أيضاً أكثر من 1800 صوت مسيحي (إقترع منهم في الانتخابات السابقة حوالي الألف) ينقسمان على اللوائح الثلاث و400 صوت من النور يحتدم الصراع عليهم من قبل جميع الأطراف كونهم يشكلون بيضة القبان.
وتنحصر المعركة الانتخابية في حلبا عبر ثلاث لوائح، يترأس اللائحة الأولى رئيس البلدية الحالي سعيد الحلبي، الذي يستمد قوّته مما يصفه بالإنجازات التي حققها على الصعيد البلدي خلال الدورات السابقة، ومن دعم غالبية عائلات حلبا التي تقرر مرشحيها للمجلس، بحسب تأكيده.
في المقابل يتحضّر المرشح عبد الحميد الحلبي لمواجهة الرئيس الحالي عبر لائحة مدعومة من الدكتور سعود اليوسف وعدد من العائلات، وقد أعدّا العدة لحملة انتخابية عصرية، قوامها برنامج عمل سوف يتم الإعلان عنه في وقت قريب. وتصر اللائحة بحسب مصادرها على ضرورة التغيير “لأن أبناء حلبا لم يلتمسوا شفافية من قبل المجلس الحالي الذي لم ينجز الا القليل، في السنوات الست التي مضت، إذا ما أخذ في عين الاعتبار غنى بلدية حلبا، مؤكدة اننا نلتزم ببرنامج عمل جدي وواقعي، ونحن نمثل العائلات والأحزاب على حد سواء وقد حان الوقت للتغيير والمجيء بمجلس بلدي بمستوى حلبا العاصمة، مع إنتقاد الطريقة الكيدية التي تم التعاطي بها خلال السنوات الست الماضية، فضلا عن إحتكار المشاريع الكبرى الخاصة بحلبا عبر إستخدام السلطة، وفرض أمر واقع أدت الى تغير في المزاج العام وترك حالة تململ في الشارع الحلباوي”.
وحدد الحزب الشيوعي في بيان له المشروع الانتخابي الذي يقدم على اساسه مرشحين الى المجلس البلدي، وشدد على “ان من مثلنا في المجلس السابق كان على قدر المسؤولية من ناحية متابعة كل المشاريع والتوجهات التي تقدمنا بها سابقا بالتعاون والتكافل مع كامل الاعضاء، ولذلك فان انجازات المجلس الحالي هي إنجازات الحزب بسبب الانسجام الكامل بين الطرفين”.
ويؤكد مرشحي الحزب على “ضرورة استمرار اللجان الرديفة لعمل المجلس والتي تشارك في اعداد المشاريع تخطيطا ودراسة وتنفيذا،لافتين الى أن المجلس الحالي تعامل بشفافية مالية مطلقة بلغت حد الاجحاف، وقد تمكن عقبها من تسديد دين 240 مليون ليرة”.
إضافة الى لائحة ثالثة يترأسها المرشح محمد الزعبي والعميد ابراهيم عياش ومدعومة من المحامي أحمد عارف الرجب، وعدد من عائلات حلبا، وتقدم اللائحة مشروع إنمائي متكامل لمدينة حلبا برؤية عصرية بحسب تأكيدهم.
30 نيسان 2016
المصدر : عكار ـ بيبرز
http://akkarpapers.com/index.php/news-highlights/item/387-304161206
COMMENTS