افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم السبت 25 حزيران، 2016

إفتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الثلاثاء 21 أيار، 2019
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الثلاثاء 29 آب، 2023
إفتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الخميس 10 آب، 2017

وبدا الضياع الذي تعيشه كل المراكز المالية في أوروبا انعكاساً منطقياً لضياع وتخبط لم تشهد عواصم اوروبا لهما مثيلاً منذ ولادة فكرة الاتحاد عقب الحرب العالمية الثانية، وكأن زعماء اوروبا لم يضعوا في حساباتهم الفرضية الاسوأ ولم يعدوا خططاً بديلة في حال وقع المحظور. ففي باريس عقد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اجتماع أزمة مصغراً دام طوال فترة قبل الظهر، وأجرى خلاله عدداً كبيراً من الاتصالات مع زعماء أوروبا …

CREATOR: gd-jpeg v1.0 (using IJG JPEG v62), default quality

++++++++++++++
النهار
الزلزال البريطاني يهدّد بفرط الاتحاد
أوى الزعماء الأوروبيون، عدا رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون، مساء الثلثاء 23 حزيران الى الفراش وهم على ثقة تامة أن الـ”لا” لخروج المملكة المتحدة من الاتحاد الاوروبي مقدسة وأن لا مجال للتفكير في هذه الفرضية، “البريطانيون لن يتجرأوا على الانفصال عن الاتحاد”. هكذا كان لسان حال العواصم الاوروبية حتى الساعة الرابعة فجر الجمعة، عندما وقع الخبر الأسوأ على الاتحاد منذ ولادته: بريطانيا، الدولة العظمى الثالثة في الاتحاد الى جانب المانيا وفرنسا والتي تشكل مع باريس وبرلين القاعدة الثلاثية الصلبة لمجموعة الـ28، باتت خارج الاتحاد بعد 43 سنة من انضمامها اليه، وأول الخاسرين المباشرين ديفيد كاميرون الذي قرر الاستقالة “افساحا في المجال لقيادة جديدة للبلاد تتماشى ورغبة البريطانيين”.
والقرار البريطاني الخروج من الاتحاد الاوروبي بنسبة 52 في المئة في مقابل 48 في المئة للبقاء فيه، شكل صدمة في كل العواصم الاوروبية، وعلى المستوى الدولي. وبدأت الانعكاسات وترددات الهزة العنيفة تسمع أولاً في مقار البورصات الاوروبية، اذ خسرت بورصة باريس 7 في المئة بعد ساعة واحدة من افتتاح العمل والمصرف الفرنسي العريق “سوسيتيه جنرال” خسرت اسهمه 17 في المئة من قيمتها، وخسر الجنيه الاسترليني 10 في المئة من قيمته. وسجل سعر صرف الدولار الاميركي ارتفاعا سريعاً ، وهو العملة التي تلجأ إليها العملات الاخرى في حال الهزات المالية الكبرى. وشهدت الأسهم الاوروبية عموماً واحداً من أكبر الانخفاضات في التاريخ، اذ فقدت الشركات الكبرى مليارات الدولارات من قيمتها وتكبدت أسهم المصارف الكبرى في بريطانيا خسائر بـ 130 مليار دولار من قيمتها.

تخبط سياسي
وبدا الضياع الذي تعيشه كل المراكز المالية في أوروبا انعكاساً منطقياً لضياع وتخبط لم تشهد عواصم اوروبا لهما مثيلاً منذ ولادة فكرة الاتحاد عقب الحرب العالمية الثانية، وكأن زعماء اوروبا لم يضعوا في حساباتهم الفرضية الاسوأ ولم يعدوا خططاً بديلة في حال وقع المحظور. ففي باريس عقد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اجتماع أزمة مصغراً دام طوال فترة قبل الظهر، وأجرى خلاله عدداً كبيراً من الاتصالات مع زعماء أوروبا وتحديداً مع المستشارة الالمانية انغيلا ميركل، وسيتوجه الاثنين الى برلين لعقد لقاء مباشر معها عشية القمة الاوروبية المقررة الثلثاء.
وينتظر زعماء أوروبا في القمة التي ستعقد في 28 حزيران الجاري والتي تجمع للمرة الأولى 27 دولة بدل 28، كاميرون الذي يحضر للمرة الاخيرة الى المقر الاوروبي زعيماً لبريطانيا، إيضاحات منه لما آلت اليه الامور، خصوصا أن الزعيم البريطاني كان هو من بادر الى إجراء هذا الاستفتاء، ظناً منه أنه سيخرج أكثر قوة وصلابة لمواجهة خصومه في الداخل المعارضين لسياسات الاتحاد. ويلقي الاوروبيون مسؤولية نتائج الاستفتاء كاميرون نفسه، لأنه لم يتمكن من “اقناع الشعب بفكرة البقاء ضمن الاتحاد”.
وفي بروكسيل، التي حذرت مراراً خلال الساعات التي سبقت الاستفتاء من تداعيات سلبية على بريطانيا وعلى الاتحاد في حال الخروج، استعجلت لندن اتمام اجراءات الخروج، واعدة ، كما هولاند، بمعاملة بريطانيا من الآن فصاعدا كأي دولة اخرى في العالم.

نصرالله: مالنا يصلنا من إيران ولا شيء يعيقه… وباقون في حلب

وكتبت تحت هذا العنوان: أعلن أمين عام #حزب_الله السيّد حسن #نصرالله أنّ موازنة الحزب ومصاريفه هي من #إيران، مشدداً على أن “لا أحد له علاقة في هذا الموضوع ولا قانون يستطيع أن يمنع ذلك”.

وأكد نصرالله، في كلمة خلال احتفال بذكرى أربعين مصطفى بدر الدين، أنّ المعركة في محافظة #حلب شمال سوريا هي “المعركة الاستراتيجية الكبرى في سوريا”، متعهداً بزيادة عديد قوات الحزب فيها.

وبعد إشارته إلى تواجد كبير للحزب في حلب، قال نصر الله: “لدينا مسؤولية تتمثل في المزيد من الحضور بحلب، نحن سوف نزيد من حضورنا فيها، والمطلوب من الجميع أن يحضر”، لافتاً إلى أنّ “الحدود التركية السورية مفتوحة علناً والهدف هو إسقاط ما تبقى من حلب والسيطرة عليها”.

ورأى أنّه “لا يمكن تفكيك مصير لبنان عما يحدث في سوريا والعراق”، مضيفاً: “لو لم نلبي نداء العراق نحن وإيران لكانت وقعت المنطقة في كارثة”.

إلى ذلك، أعلن أنّه منذ أول حزيران سقط للحزب 26 شهيداً وأسير واحد ومفقود واحد، في حين أنّ عدد قتلى الجماعات المسلحة من أول حزيران بلغ 617، العشرات منهم من القادة العسكريين.

محلياً، رأى نصرالله أنّ التصرف العدواني من قبل بعض المصارف هو الذي يدمّر القانون المصرفي في لبنان، معتبراً أنّ هناك مصارف كانت أميركية أكثر من الأميركيين أنفسهم في تطبيق قانون العقوبات.

من جهة أخرى، طالب بمعالجة وطنية شاملة في موضوع إطلاق النار في الهواء، مشيراً إلى أنّ الحزب اتخذ قراراً يقضي بفصل أي شخص لا يلتزم بعدم إطلاق النار في الهواء”.

وعن إسقاط الجنسية عن الشيخ عيسى قاسم، رأى نصرالله أنّ “هذا عمل بالغ الخطورة من قبل البحرين”، معتبراً أنّ “مطالب الحراك الشعبي السلمي في البحرين محقة، من دون أن يستعمل البحرينيون العنف”.


++++++++++++++++++++++++++
السفير
بريطانيا تصدّع وحدة أوروبا: إلى اليمين دُر!
قُضي الأمر… صناديقُ التصويت البريطانية قالت كلمتَها، فجر أمس. بعث البريطانيون بورقة الطلاق إلى الاتحاد الأوروبي، دونما اكتراث بتداعيات فشل زواج المصالح، الذي أدخل المملكة المتحدة في المنظومة الأوروبية على أثر عملية طويلة ومعقّدة، بدأت في العام 1961، حين تقدّم هارولد ماكميلان، رئيس الوزراء البريطاني المحافظ، بترشيح عضوية بلاده الى المجموعة الاقتصادية الاوروبية. هي مسيرة تخطّت عراقيل عدّة، أبرزها «فيتوات» شارل ديغول في الستينيات، واستفتاء الحفاظ على العضوية في العام 1975، لكنها انتهت يوم امس باستفتاء «بريكسيت»، الذي حقق فيه معسكر «الخروج» انتصاراً مزلزلاً، بتأييد 51.9 في المئة من البريطانيين، وبنسبة مشاركة قياسية بلغت 72.2 في المئة.
ولا يمكن النظر إلى الطلاق البريطاني ـ الأوروبي، الذي يُتوقع أن تستغرق خطواته الإجرائية نحو عامين ـ أو ربما أكثر ـ باعتباره مجرّد نهاية لعلاقة ثنائية بين كيان سياسي بحجم قارة، وبين دولة عضو اختارت أن تعود جزيرة معزولة في المحيط الأطلسي، مدفوعة بمغامرة يمينية، على الطريقة «الترامبية»، التي لم يتوان صاحبها المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب، الذي حل ضيفاً على اسكتلندا بالأمس، عن استقبال نتائج الاستفتاء المصيري بمواقف إشادة، مبطّنة بالشماتة، تجاه الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي.
ومن نيويورك الى طوكيو، مروراً ببروكسل وباقي عواصم القرار الأوروبي، استفاق العالم، صباح امس، على زلزال مدوّ، ربما ينتزع لقب «زلزال العصر»، الذي ضرب بقوّة قبل نحو ربع قرن، حين شهد العالم انهيار المنظومة الاشتراكية، على أثر تفكك الاتحاد السوفياتي السابق.
الارتدادات الأولى للزلزال البريطاني ظهرت سريعاً على مستوى الأسواق العالمية، التي فتحت على تراجع ملموس، لا سيما السوق البريطانية، التي شهدت هبوطاً في سعر صرف الجنيه الاسترليني الى مستويات لم يعرفها منذ العام 1985، وذلك على ايقاع صدور نتائج استفتاء «بريكسيت»، فيما اتجهت الأسهم نحو واحد من أكبر الانخفاضات في التاريخ، إذ فقدت الشركات الأوروبية مليارات الدولارات من قيمتها، وتكبّدت أسهم المصارف الكبرى في بريطانيا خسائر أفقدتها 130 مليار دولار.
وقد يؤدي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي الى خسارتها تجارة السوق الموحدة، ما سيتطلب منها أن تبرم اتفاقات تجارية جديدة مع بلدان العالم.
وفي الجهة المقابلة، فإن الاتحاد الأوروبي سيتضرر اقتصادياً وسياسياً مع خروج بريطانيا، التي كانت تعد أقوى مناصر لاقتصاد السوق الحر، علاوة على تمتعها بعضوية دائمة في مجلس الأمن الدولي وجيش قوي.
وتشير التقديرات الى أن الاتحاد الأوروبي سيخسر نحو سدس ناتجه الاقتصادي دفعة واحدة بعد خروج بريطانيا.

 نصر الله: في حلب.. تكون سوريا أو لا تكون
انطوت سنتان وشهر بالتمام والكمال، ولبنان بلا رئيس للجمهورية.
حتى في الخطاب السياسي للقوى السياسية، لم يعد يمر العنوان الرئاسي إلا من قبيل المجاملة، على طريقة مداخلات رئيس الحكومة تمام سلام الاستهلالية لكل جلســة من جلسات مجلس الوزراء.
في هذه الأثناء، شكّل الخطاب السياسي للأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله، في ذكرى أربعين القيادي الشهيد السيد مصطفى بدر الدين (ذو الفقار)، مناسبة لتوجيه سلسلة رسائل غلب عليها الطابع الإقليمي، وركيزتها آفاق معركة حلب.
كما تميّز خطاب «السيد» بشفافية في مخاطبة جمهور المقاومة، ومحاولة مدّه بجرعات من الصراحة، في معرض مقاربة مجريات الميدان السوري، ليخلص إلى أن الحزب يعاني من مشكلة استيعاب لا من مشكلة استقطاب أو إقناع لجمهوره، برغم ارتفاع منسوب التضحيات والاستعداد لتضحيات ستكون أكبر في المرحلة المقبلة ربطاً بالنتائج التي يعوّل عليها الأمين العام لـ «حزب الله» لمعركة حلب التي وصفها بأنها «كبرى» و «إستراتيجية».
ومن الواضح أن خطاب نصر الله السوري، جاء غداة سلسلة تطورات سياسية وميدانية، أبرزها «الثمن الغالي» الذي دفعه الجيش السوري وحلفاؤه وبينهم «حزب الله» اثر قرار وقف الأعمال القتالية بدءاً من 27 شباط 2016، وكانت الكلفة الأولى في تل العيس، ثم في ريف حلب الجنوبي، فضلا عن تراجع الدينامية التي ولّدها الانخراط الروسي في خريف العام 2015، وبالتالي خسارة الكثير من أوراق القوة وأبرزها إفقاد المجموعات التكفيرية القدرة على المبادرة والتحكم والسيطرة، خصوصاً أنها كانت على وشك الانهيار قبل الاتفاق الروسي ـ الأميركي!
وهذه النقطة أضاء عليها «السيد» عندما أشار إلى أن وقف النار شكّل فرصة لاستقدام آلاف المسلحين من كل أنحاء العالم ومن جنسيات متعددة، وإدخالهم عبر تركيا إلى حلب وذلك استنادا إلى قرار دولي (أميركي) وإقليمي (سعودي وتركي) كبير جداً بالسعي إلى إسقاط دمشق لكن هذه المرة عبر بوابة حلب بعدما سقطت محاولات سابقة عبر الجنوب أو الحدود مع لبنان أو الساحل السوري (اللاذقية) أو الشرق (دير الزور والرقة وتدمر).
وقال نصر الله إن «القتال دفاعاً عن حلب هو دفاع عن بقية سوريا ودمشق ولبنان والعراق والأردن»، وأشار الى أنه «حيث وجب أن نكون في حلب فكنا فيها وحيث وجب أن نبقى فيها سنبقى فيها». وكشف عن سقوط 26 شهيداً وأسير ومفقود للحزب منذ أول حزيران الحالي في حلب مقابل 617 قتيلاً للمجموعات التكفيرية المسلحة وبينهم عشرات القادة وأكثر من 800 جريح وفضلا عن إعطاب 80 دبابة وآلية عسكرية عدا عن مخازن ومواقع. وأعلن أن الحدود مع تركيا باتت مفتوحة بشكل علني ويتم إدخال آليات ودبابات ومدافع لإسقاط ما تبقّى من محافظة حلب والسيطرة على مدينة حلب.
ويأتي كلام السيد نصر الله على مسافة عشرة أيام من الاجتماع الثلاثي لوزراء دفاع روسيا وايران وسوريا في العاصمة الايرانية، ومن ثم زيارة وزير الدفاع الروسي الى سوريا واجتماعه الثنائي بالرئيس السوري بشار الأسد.
ولقد ألمح الأمين العام لـ «حزب الله» بدعوته الى اجراء نقد ذاتي، الى أن ثمة عِبراً تم استخلاصها من تجربة الأشهر الأربعة الأخيرة، وبالتالي سيحدد الميدان بمجرياته اللاحقة كيفية التعامل مع معركة حلب التي يعتبرها أطراف الصراع بأنها معركة رسم الوقائع الإستراتيجية السياسية والميدانية على كل الأرض السورية، بدليل الحضور شبه الدائم لقائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري» الجنرال قاسم سليماني في «الميدان الحلبي» طوال الأسابيع الماضية وإرسال «حزب الله» قوات جديدة معظمها من «النخبة» الى محافظة حلب، حيث تزامن وصولها مع تشكيلات عسكرية قيادية في أعقاب استشهاد القائد الأول في الميدان السوري الشهيد مصطفى بدر الدين.
واللافت للانتباه في خطاب السيد نصرالله الاقليمي عدم تغيير قواعد الاشتباك السياسي مع النظام السعودي، لا بل هو أصاب آل خليفة في البحرين هذه المرة، وذلك في سياق حديثه عن قضية نزع الجنسية عن الشيخ عيسى قاسم، وهو آل خليفة بالقول: «أنتم عملاء، أنتم أقزام صغار تخضعون لمندوب المخابرات البريطانية الموجود في المنامة وتنفّذون أوامر أمراء صغار من آل سعود، ولا يحتاج الملك سلمان أن يتكلم معكم».
ولم يكتف السيد نصرالله بذلك بل وجّه رسالة تحذير للحكومة البحرينية بقوله إن الشباب البحريني الغاضب لديه حماسة واستعداد للتضحية «ولا ينقصه شيء حتى ينفذ عمليات استشهادية ولديه رجال شجعان وقبضايات، ولكن من الذي عمل على الضبط والسيطرة ومن أمسك بزمام الشارع»، في اشارة الى الدور الذي لعبه الشيخ قاسم وعدد من رجال الدين.

+++++++++++++++++

الأخبار
بريطانيا «خارج أوروبا»… في ظلّ انقسامٍ حاد
حسناً، لقد أعلنت اللجنة المنظمة للاستفتاء على علاقة بريطانيا بالاتحاد الأوروبي عن إقبال هائل على التصويت ونصر بفارق ضئيل لمعسكر «البريكست»، أي الرحيل عن الاتحاد. وباستثناء بعض العواطف التلقائية والانفعالات، التي ربما زاد من لهيبها تأثير الكحول والسهر طوال الليل لمتابعة النتائج، فإن الأمة البريطانية لم تعش يوم الجمعة يوم فرح، بقدر ما كان لها يوم ذهول وحيرة وتوجس ومرارة.

لا الفائزون أحسوا بنشوة نصر ولا الخاسرون أحسوا بأنهم فعلاً خسروا، بل هي مشاعر تجرّع الكأس المرّ من مشهد انقسام لا مثيل له في تاريخ بريطانيا، ربما منذ أيام حرب الوردتين. هو انتصار بطعم العلقم إذن، فنصف البريطانيين الثاني غير موافق على أي إجراءات سيتخذها النصف الأول ولا يعتبرها تعبر عن طموحاته. والنصف الأول سيدخل في التزامات سياسية ومالية وسيادية دائمة قد لا يوافق عليها الطرف الثاني. هذا الاستقطاب غير المسبوق في حدته كان نتيجة حتمية، ليس بسبب مسائل بنيوية محضة كالفروق الطبقية الفادحة والانقسامات العرقية فحسب، بل لأن المواطن البريطاني وبينما هو جالس على الكنبة في ردهة بيته، انخرط – ودائماً دون أن يعلم – في مواجهة ثقافية بلا هوادة ضد مواطنيه الآخرين من خلال حرب (الصورة) على النسق الأميركي الفج. حتى خبير الإعلام الأول – الأميركي نيل بوستمان نفسه، الذي تنبأ منذ ثمانينيات القرن الماضي بخطورة الإعلام المعتمد على «الصورة» بوصفه أداة إلهاء تتغلب طبيعتها دائماً على المحتوى وتعجز عن تقديم معلومات جادة فتنتج وعياً مسطحاً، بوستمان نفسه سيتفاجأ بحجم التجهيل والمبالغات التي وظفها الطرفان كلاهما ووصلت أحياناً إلى حد الخداع الموجه: تضخيم للحقائق بعشرة أضعاف – البولنديون يتسببون بتضاعف أوقات الانتظار في المستشفيات – وشيطنة لكل ما يبدر من الطرف الآخر – أنت نازي وهو فاشي – وتسطيح يسبب الدوار لقضايا معقدة للغاية لا يصح تركها لحكم الجمهور المباشر – هل مصلحتنا في بناء علاقات أفضل مع الصين؟ -.
لقد احتلت “الصورة” في بريطانيا المعاصرة – بوصفها دولة رائدة في مجال الإعلام – كل مساحة كانت ممكنة لمناقشة الأفكار الجادة والنقاش المنطقي الهادىء، واستعاضت عنها بالمثير والمباشر والتلقائي والصاخب، فكانت النتيجة جمهوراً عاطفياً، سريع الانفعال غير قادر على التفكير بتسلسل منطقي أو تقبل آراء الآخرين. وتبدو وسائط التواصل الاجتماعي وكأنها – بسهولة التلفيق والإيجاز المخل والتواصل المستمر – قضت على ما قد تبقى من قدرة المواطنين على تفهم حقيقي وواقعي للقضايا المطروحة. وهكذا – وبالتصعيد الهائل للاستقطاب عشية الاستفتاء -، انعدم الحوار بين الطرفين واكتفيا بنقاشات كل داخل معسكره، إلى أن أفاقت المملكة المتحدة صباح الجمعة وكأنها قد انقسمت: ها نحن أمتان لا أمة واحدة، نقف كأبله يبحلق بشزرٍ في وجه أبله آخر «عبر شرخ سياسي هائل» وفق ما قاله أحد الصحافيين.
يا للهول، صار الفرنسيون أقرب إلينا من نصفنا الثاني! نتيجة الاستفتاء إذن لم تقل الكثير عن حالة الأمة غير تأكيدها على هذا الانقسام الفادح الذي سيق الشعب البريطاني إليه من خلال إعلام الطبقة المهيمنة الشديد الأدلجة وهي الطبقة التي أعمتها مصالحها وتعنتها النظري في تبني سياسات الخصخصة والنيو ليبرالية، فدفعت البلاد إلى فوضى شديدة وأزمات متتالية وتقشف ممتد. وعندما تعود البلاد إلى العمل صباح الإثنين المقبل ستكتمل أركان الجريمة إذا لم يُعد البريطانيون النظر في الأسئلة الكبرى التي طرحتها نتيجة الاستفتاء: لماذا هم قلقون من الهجرة والحدود المفتوحة؟ لماذا هم يشعرون بانعدام الثقة بالبيروقراطية في لندن وبروكسل معاً؟ لماذا عادت المشاعر الوطنية لتتأجج من جديد في عالم يزداد عولمة في كل لحظة؟ لماذا فشلت ثماني سنوات من سياسات التقشف في إعطاء المواطنين أملاً في غد أفضل فاختاروا العودة إلى جزيرتهم الصغيرة؟ لماذا يشعر مواطنو المملكة بما يفرقهم أكثر مما يجمعهم؟ لماذا بعد مئات السنوات من العيش المشترك يريد الإسكتلنديون والإيرلنديون الشماليون الاستقلال؟ لماذا هذا التفاوت الهائل بين لندن والأطراف وبين الأغنياء والمعدمين وبين العمال ورأس المال؟ لماذا تطارد الحكومة الفقراء لدفع الضرائب تاركة الحبل على الغارب للقطط السمان يتهربون من الضرائب ويراكمون العقود؟ لماذا يصل اليأس في قلب أي بريطاني لدرجة الإقدام على جريمة قتل نائب برلمان في وضح النهار؟..
بريطانيا، بخروجها من الاتحاد الأوروبي، اختارت أن تعارض التاريخ ويجب أن تستغل الوقت القليل القادم قبل الخروج النهائي بحكمة بالغة في وقفة مع الذات فتسأل نفسها: كيف وصلنا إلى هنا؟ وهذا سؤال لا يجاب عليه – بالطبع – من خلال استفتاء عام.

++++++++++++++++++++++++++++++++
اللواء
تكليف مجلس الإنماء والإعمار وضع تقرير عن المشاريع المنجزة والوزارات تزويده باحتياجاتها
طغت الأجواء الهادئة والمناقشات المنطقية على باكورة جلسات مجلس الوزراء الإستثنائية التي عقدت أمس برئاسة رئيس مجلس الوزراء تمام سلام والتي كانت مخصصة فقط لدرس التقرير الذي أعده مجلس الإنماء والإعمار بمشاريعه المنفذة والتي هي قيد التنفيذ ومن المتوقع تنفيذها، ولم تكن الجلسة سوى جلسة إستراتيجية تقنية كما وصفها عدد من الوزراء لـ«اللواء»، ورغم غياب السجالات والنقاشات الحادة بين الوزراء من جهة، فقد حضرت الطائفية والمناطقية من خلال مداخلاتهم من جهة ثانية ليؤكد المؤكد بتغليب منطق الطائفية على الوطنية في كل مفاصل الدولة الرئيسية.

وبحسب معلومات «اللواء» فإن الجلسة إستهلت بكلمة مختصرة للرئيس سلام بإعلانه عن أن الجلسة مخصصة فقط لدرس تقرير مجلس الانماء والاعمار وليس لأي موضوع أخر، فتدخل عدد من الوزراء طالبين إثارة عدد من الملفات فحسم سلام الأمر رافضا طرح اي موضوع خارج ما هو مقرر بإعتبار أن الوقت ضيق والموضوع محدد.
ثم تحدث وزير الصحة وائل أبو فاعور فأثنى على كلام الرئيس سلام مطالبا بتفعيل عمل الحكومة من خلال الإستمرار بالدعوة لعقد جلستين اسبوعيتين للمجلس واحدة عادية والثانية تكون مخصصة لبحث الملفات والامور الاساسية والتي تحتاج لإيجاد الحلول لها.
ثم رحب رئيس الحكومة بعودة وزير العمل سجعان قزي لحضور جلسات مجلس الوزراء مشيدا به وبمناقبيته وبالكلام الذي أعلنه في حديثه التلفزيوني الاخير، معتبرا أنه من أرقى المقابلات السياسية وهو أحاط بكل المواضيع بأخلاق عالية، خصوصا أن المرحلة هي دقيقة وحساسة وتحتاج الى تضافر جميع الجهود.
فرد قزي على سلام شاكرا وشدد على أن تحمل المسؤولية هو أمر أساسي ولأن المصلحة الوطنية هي أهم وأكبر من المصلحة الحزبية والشخصية في الوقت التي تحدق الأخطار بلبنان، وأكد قزي في مداخلته بأنه فخور جدا أن يكون في حكومة يرأسها شخص كالرئيس سلام الذي أثبت انه رجل دولة بكل ما للكلمة من معنى، وتحمله وصبره رغم ما يتعرض له من صعوبات.

نصر الله: كل مصارف الدنيا لا تستطيع إعاقة وصول الأموال إلينا
لا يمكن تفكيك مصير لبنان عمَّا يحصل في سوريا والعراق
صحيفة اللواء قالت في موضوع خطاب السيد نصر الله: جدّد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله رفض القانون الاميركي المالي ضد «حزب الله»، وقال: «نحن نرفضه جملة وتفصيلاً»، مؤكدا أن «القانون الاميركي لا يقدم ولا يؤخر بالنسبة لحزب الله»، وموضحا أن «تمويل حزب الله ورواتبه وسلاحه يأتي من ايران وطالما أن في ايران يوجد أموال فنحن لدينا أموال».
وشدّد في خطاب له في ذكرى أربعين القيادي مصطفى بدر الدين على أن «المال المقرر لنا يصل إلينا وليس عبر المصارف وكما وصلت لدينا الصواريخ الاموال تصل الينا ومن يعترض فليشرب من البحر المتوسط».
وقال: «كل مصارف الدنيا لا تستطيع أن تعيق وصول الاموال الينا وعندما كانت العقوبات كانت اموالنا تصل الينا…نحن لا نخاف على أنفسنا نحن فقط نخاف على أهلنا وناسنا وشعبنا وان لا يستهدفهم القرار».
وإذ لفت الى أن «هناك طفولية وغباء وقبح في بعض الاعلام اللبناني والعربي الذي يقول ان حزب الله في ازمة مالية»، قال: «أنتم لا تدفعون أموال ونحن ندفع الاموال والرواتب».
وأضاف: «هناك مصارف كانت أميركية أكثر من الاميركيين وهم وسعوا اللائحة وهناك مصارف لاحقت أقارب أي فرد بحزب الله»، معتبراً أنّ «الاعتداء على شريحة واسعة من اللبنانيين يدمر الاقتصاد اللبناني ويدمر النظام المصرفي في لبنان وهذا مسؤولية بعض المصارف»، وكاشفاً عن أنّ «هناك لبنانيين ذهبوا إلى واشنطن وحرّضوا على هذا الملف وهناك أعداء حرضوا على أصدار القانون الاميركي كما فعلوا خلال حرب تموز».
وتطرّق السيد نصرالله الى اطلاق النار العشوائي الذي يحصل في المناسبات فدعا «الى معالجة وطنية شاملة لأن السلاح منتشر في كل لبنان والجميع يخرج ويطلق النار مثل ما حصل في البريفيه وهذه ظاهرة قديمة في لبنان»، وقال: «نحن بدأنا حملة واسعة ضد اطلاق النار وأقول لابناء حزب الله أننا نرفض هذا الامر وهناك التزام تام بذلك، ومن يطلق النار من أفراد حزب الله في الهواء ويرتكب هذا العمل المهين والمشين والمذل سيفصل من صفوف حزب الله ولو كان له 30 سنة».
وتناول معركة حلب فلفت الى أن «القتال دفاعاً عن حلب هو دفاع عن بقية سوريا ودمشق ولبنان والعراق والاردن الذي دفع بعض فاتورة دعم المسلحين»، وقال: «إننا هنا ندافع عن لبنان وعن شعبنا في لبنان وعن مستقبل ومصير لبنان لأنه لا يمكن تفكيك مستقبل ومصير لبنان عن ما يحصل في سوريا والعراق»، مشيرا الى أنه «وجب أن نكون في حلب فكنا في حلب ووجب أن نبقى في حلب وسنبقى فيها»، وأكد على أن «عددنا في حلب كبير على قدر المعركة وليس عدد صغير لان المعركة تستوجب ذلك»، وشدد على أن «الذين يتحدثون عن أن حزب الله تلقى ضربة في حلب هم يخترعون الكذبة ويسوقون لها».
وكشف عن أن «هناك 26 شهيداً وأسير وآخر مفقود لحزب الله منذ أول حزيران في حلب»، وسأل «نحن سقط لنا شهداء في حلب ولكن ماذا سقط للجماعات الارهابية بالمقابل؟»، وأضاف «من أول حزيران الى 24 حزيران عدد قتلى الجماعات المسلحة 617 قتيلاً بينهم عشرات القادة الميدانيين وبعض القادة الكبار وأكثر من 800 جريح وتم إعطاب 80 دبابة وآلية عسكرية ولم نتحدث عن مخازن ومواقع وغيرها».

Please follow and like us: