صرحت رئيسة ليتوانيا داليا غريباوسكايتي بـ”إنه يجب على ألمانيا التوقف عن التركيز على الحساسيات التاريخية والأخذ بزمام القيادة العسكرية في أوروبا”. وأشارت إلى أن “نحن بحاجة لحماية أنفسنا وللردع، هذه هي الحقيقة. ليس هناك خيار في هذه المرحلة، فقط أن نشاهد من الخارج كيف تحشد روسيا قواتها العسكرية على الحدود، لا يمكننا أن نسمح لأنفسنا بهذا الترف”.
وأضافت غريباوسكايتي أن “برلين لديها دور خاص في الدفاع الأوروبي ويجب عليها بذل المزيد من الجهد”، لافتةً إلى أن “ألمانيا هنا هي البلد الأكثر جاهزية لأخذ زمام القيادة في توفير الأمن بأوروبا، لا يمكن سوى لبلد كبير وقوي اقتصاديا فقط حمل عبء المسؤولية السياسية والعسكرية الإضافية على أكتافه”.
وأكدت غريباوسكايتي أنه “بالنسبة لألمانيا، فقد حان الوقت لتكون أكثر ثقة في نفسها وليس التحول طوال الوقت إلى الوراء والبحث عن الحساسيات التاريخية، إنه عهد جديد، حقبة جديدة مع مسؤوليات جديدة لأوروبا في الدفاع عن نفسها”.
ويرى الكاتب الألماني رولف هوتشوس أن “بلاده يجب ان تخرج من الحلف الأطلسي كي لا تدمر في المستقبل القريب”، وفي كتاب اصدره في نيسان الماضي بعنوان : “لنخرج من الناتو وإلا الدمار لألمانيا”، رأى هوتشوس : إن “الولايات المتحدة، تخطط لإطلاق حرب ضد روسيا، بواسطة حلف الناتو وليس بقواها العسكرية”،
واستشهد هوتشوس في كتابه بتصريح أدلى به الجنرال الأميركي أندرز برانستروم، في كانون الثاني الفائت (016)، قال فيه لجنوده “إن الولايات المتحدة ستذهب الى الحرب خلال سنوات قليلة، والأرجح ضد روسيا، مضيفا ان ربما تكون هذه الحرب حربا عالمية ثالثة”.
ويعطي هوتشوس في كتابه امثلة حول المناورات التي أجراها الحلف الأطلسي في شباط من العام 2015 في أستونيا على بعض كيلومترات من الحدود الروسية، والتي امتنعت ألمانيا في المشاركة بها. إلا ان المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لم تستطع الامتناع عن المشاركة في آذار من العام نفسه في مناورات في البحر الأسود، وعلى مقربة من الحدود الروسية ايضا،
وتتصاعد في ألمانيا الأصوات المنادية بعدم ارتكاب الأخطاء التاريخية نفسها في الذهاب الى الحرب، مثلما حدث في الحربين العالميتين الأولى والثانية والتي خسرت فيهما ألمانيا نخبة شبابها ودمرت فيهما بنيتها التحتية.
فقد انتقد وزير الخارجية الألماني فرانك شتاينماير تهديد روسيا بالحرب. وبعد مناورات عسكرية أطلسية ضخمة، جرت على اراضي بولندا وليتوانيا، وشارك فيها نحو 31 ألف جندي من 24 دولة عضوا في “الناتو” ودول شريكة له، حذر شتاينماير يوم 18 حزيران الفائت من الاعتماد على التهديد بالحرب ضد روسيا. وطالب شتاينماير بضم روسيا إلى شراكة مسؤولية دولية للتعاون في السيطرة على السلاح في الشرق الأوسط.
مركز الحقول للدراسات والنشر
الخميس 8 تموز 2016