بُشْرَى فَتُّوح فتاة سوريّة مولودة في لبنان وتعيش في منطقة البدّاوي بطرابلس، لم يحصل والدها على الجنسية اللبنانية بموجب مرسوم التجنيس، فبقيت على جنسيّتها، رغم أن أعمامها حازوا على الجنسية اللبنانية. تبلغ اليوم 19 عاما وهي غير متزوجة. تتابع علوم دينية في أحد المدارس الدينية في منطقة أبي سمراء في طرابلس. وقد أوقفت فتوح من قبل جهاز معلومات الأمن العام، يوم الجمعة الماضي في 13 كانون الثاني الجاري، وهي منذ ايام في قبضة استخبارات الجيش اللبناني.
وكان البيان الصادر عن الأمن العام قد تحدث عن توقيف المدعوة ب. ف. من الجنسية السوريّة لإنتمائها الى تنظيم إرهابي. وهذا البيان كشف أن بشرى هي على علاقة وثيقة مع الدولة الإسلامية في العراق والشام / "داعش" في سوريا، وعلى تواصل دائم مع قياديين في دولة الخلافة المزعومة.
تولت بشرى في البداية "تجنيد" فتيات لبنانيات وسوريات وارسالهن الى سوريا لـ"الجهاد"، او اقناعهن بالعمل لصالح التنظيم في لبنان، ومن ثم تطوّر عملها في التنظيم، فأصبحت على تواصل مع الإرهابي الفار شادي المولوي وزوجته، اضافة الى قيامها بالتخطيط والتحضير لاغتيالات منها اغتيال أحد عناصر استخبارات الجيش في الشمال.
تمت عمليّة توقيف بشرى بعد رصد ومتابعة للإرهابي شادي المولوي. وذلك عقب تواصل بشرى معه ومع زوجته، ما جعلها تحت اعين استخبارات الامن العام، وقد تمّت مراقبتها عن كثب حتى اكتشاف علاقتها بـ"داعش". اعترفت بشرى بكل ما نُسب اليها من تهم، بعد مواجهتها بالحقائق، حيث لم تستطع الإنكار خلال التحقيق بسبب كثرة الدلائل التي جُمعت خلال فترة مراقبتها.
ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي الطرابلسي بخبر توقيف فتوح وكأن طفلة بريئة قد سُلبت كرامتها، فكان الهجوم قاسيا على الاجهزة الامنية والدولة، ومن ثم تحركت صديقات بشرى في اعتصام طالب بإطلاق سراحها، ومن بعدها ارتفعت أصوات محموعة "هيئة العلماء المسلمين" التي دعت على لسان رئيسها رائد حليحل الى اطلاق سراح بشرى فتوح. لا سيما وأنه قد سبق نقلها الى مقر استخبارات الجيش اللبناني ، شائعات بقرب الإفراج عنها،
دعت الهيئة المذكورة التي تضم لفيفاً من المشايخ المتطرفين، إلى عقد لقاء موسع للمشايخ للتشاور في ملف بشرى فتوح اليوم الخميس. في المقابل يوجد في طرابلس رأي مغاير يقول بضرورة الانتظار ريثما تنتهي التحقيقات، فإن كانت بشرى متورّطة ينبغي ان تنال عقابها.
مركز الحقول للدراسات والنشر
19 كانون الثاني، 2017