أعلنت جانين آنيز، نائبة رئيسة مجلس الشيوخ البوليفي، التي أعلنت نفسها رئيسة مؤقتة للبلاد، اليوم، أنه لن يتم السماح للرئيس المستقيل إيفو موراليس بالمشاركة في الانتخابات المقبلة. وفي تصريحاتٍ نقلتها وكالة «أسوشييتد برس» اليوم، قالت إنه «سيتم السماح بالمقابل لمرشحين من حزب موراليس (الحركة نحو الاشتراكية) بخوض الانتخابات». ولم تحدد موعداً لإجراء الانتخابات، لكن ينبغي أن تدعو إليها في أجل أقصاه 90 يوماً من تولّيها منصب الرئيس المؤقت، بحسب ما ينص الدستور.
من تظاهرة لأنصار الرئيس موراليس
وقد لجأ الرئيس موراليس إلى المكسيك. وذكرت تقارير إعلامية أن طائرة عسكرية مكسيكية تولت نقله إلى مكسيكو. وتسيطر قوى يسارية على السلطة والرئاسة في المكسيك. ومن غير الواضح ما إذا كان وجود موراليس على أراضيها سيشكل عنصر توتر إقليمي، مع الولايات المتحدة وبعض حكومات اليمين في أميركا اللاتينية.
وكانت آنيز قد نصّبت نفسها رئيسة مؤقتة قبل يومين، إلى حين إجراء انتخابات مبكرة. وجاء ذلك رغم عدم حصولها على أغلبية الأصوات في الجلسة التي عقدها المجلس التشريعي، المكوّن من مجلسي النواب والشيوخ.
ووسط استمرار الاحتجاجات والاشتباكات في البلاد بين مؤيدي الرئيس المستقيل إيفو موراليس ومعارضيه، انتقدت آنيز الحكومة المكسيكية بالقول إنها «تسمح لموراليس بحشد الدعم في العاصمة مكسيكو سيتي»، التي حصل فيها مؤخراً على اللجوء، مضيفة أنه «يجب أن تعلم حكومة المكسيك أنه لا ينبغي حدوث ذلك».
في غضون ذلك، شنّت قوات الأمن عملية لإعادة السيطرة على بلدة ساكابا، بمقاطعة كوتشابامبا (وسط)، وبدأت بإزالة الحواجز التي نصبها أنصار موراليس في شوارع البلدة.
موراليس : مجموعات إجرامية قامت بانقلاب والجيش "محايد"!
وكان الرئيس البوليفي إيفو موراليس أعلن أنه قدم استقالته من منصبه، وذلك على خلفية الاحتجاجات ضد نتائج الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل المتواصلة منذ أكتوبر الماضي، والتي أسفرت عن فوزه. وقال موراليس في خطاب له اليوم الأحد: "نقدم الاستقالة كي لا يتعرض إخواننا وأخواتنا من الموظفين الحكوميين لهجمات وتهديدات".
ووصف الحالة الراهنة في بلاده بأنها انقلاب على الدولة، وأضاف مخاطبا الشعب البوليفي: "أود أن أقول لكم إن كفاحنا لم ينته، وأؤكد أن نضالنا من أجل المساواة والسلام متواصل".
وتابع: "إن واجبي الآن كرئيس هو إيجاد طريق لتهدئة الوضع". وسبق أن دعت القوات المسلحة والمعارضة ونقابات العمال في بوليفيا موراليس إلى تقديم الاستقالة.
وقد أعلن موراليس، عن اتخاذ قرار بإجراء انتخابات رئاسية جديدة في البلاد على خلفية الاحتجاجات، وبعد نشر التقرير الأولي لمنظمة الدول الأمريكية حول التحقق من فرز الأصوات.
وقال خلال مؤتمر صحافي: "اتخذت القرار، أولا، أن أقوم بتحديث كامل لتشكيل محكمة الانتخابات العليا، وثانيا، إجراء انتخابات عامة جديدة، يمكن من خلالها للناس انتخاب سياسيين جدد بشكل ديمقراطي". ولم يحدد موراليس، بعد موعد الانتخابات الجديدة.
وقال قائد القوات المسلحة البوليفية، وليامز كاليمان، خلال مؤتمر صحفي عقده الأحد: "نظرا إلى تصاعد حدة الصراع في البلد، وضمانا لسلامة حياة المواطنين وأمنهم، نناشد رئيس الدولة التخلي عن ولايته الرئاسية من أجل جعل السلام والاستقرار أمرا ممكنا لصالح بوليفيا". كما دعا المحتجين إلى "التخلي عن أعمال العنف".
وشهدت بوليفيا يوم 20 تشرين الأول / أكتوبر الماضي انتخابات رئاسية، أظهرت نتائجها الرسمية فوز موراليس فيها للمرة الرابعة بحصوله على نحو 47% من الأصوات، مقابل 36.5% لمنافسه الرئيس السابق كارلوس ميسا.
وأثارت عملية فرز الأصوات جدلا واسعا في البلاد وشكوكا في نزاهتها، ما أدى إلى اندلاع موجة احتجاجات صاحبتها اشتباكات ومواجهات بين قوات الأمن والمتظاهرين. وأعلن موراليس حالة الطوارئ على خلفية الاحتجاجات، متهما المعارضة بمحاولة تدبير انقلاب عليه.
وكان أنصار المعارضة البوليفية قد سيطروا اليوم الأحد على القناة التلفزيونية الوطنية ومحطة إذاعية حكومية، في حين أعلن الجيش أنه لن يشارك في إخماد الاحتجاجات المناهضة للرئيس إيفو موراليس.
وقال مدير محطة "باتريا نويفا" الإذاعية إيفان مالدونادو لوكالة "سبوتنيك" إن المحتجين طوقوا استوديوهات الإذاعة والتلفزيون واحتجزوا موظفيهما لمدة ساعتين، مهددين بتدمير معداتهم إذا لم يوقفوا عملهم الصحفي.
وأدان الرئيس موراليس عبر "تويتر" الهجوم، مشيرا إلى أن "مجموعات إجرامية منظمة استولت على محطة الإذاعة "باتريا نويفا" وقناة "بي تي في" التلفزيونية، وأجبرت من خلال التهديد والترهيب الصحفيين على ترك أماكن عملهم"، وأضاف: "يقولون إنهم يدافعون عن الديمقراطية، لكنهم يتصرفون مثل الأنظمة الديكتاتورية".
ووسط تصاعد الاحتجاجات ضد إعادة انتخاب الرئيس إيفو موراليس لفترة جديدة، أعلن القائد الأعلى للقوات المسلحة في بوليفيا وليامز كاليمان أمس السبت أن الجيش لن يشارك في قمعها، وقال: "لن نقف أبدا ضد الشعب الذي ندين له، وسنضمن دائما السلام وحسن الجوار بين الإخوة، وكذلك تنمية وطننا".
وحث قائد الجيش أطراف النزاع السياسي الداخلي على الاسترشاد بأعلى مصالح الدولة "عدم السماح بوصول الوضع إلى نقطة اللاعودة".
ويوم الجمعة تمردت وحدات من الشرطة في ثلاث مدن بوليفية رافضة الامتثال لأوامر قيادتها التي تطلب قمع تظاهرات تعارض إعادة انتخاب موراليس.
من جهته، رفض زعيم المعارضة ومنافس موراليس في الانتخابات الرئاسية الأخيرة كارلوس مسيا الدخول في حوار مع موراليس وحمله المسؤولية عن تفاقم الأزمة في البلاد، مشيرا إلى أن على الرئيس أن يستجيب لمطالب المحتجين ويوافق على إجراء جولة إعادة للانتخابات.
وكالات، الأحد 10 تشرين الثاني/ نوفمبر، 2011