فاجأ الجنرال محسن رضائي، أمين عام مجمع تشخيص مصلحة النظام، القائد العام الأسبق لقوات الحرس الثوري، الأوساط الإيرانية بتصريح مثير حول الوضع في إيران. وحذر رضائي في تصريحه من تفكك الجمهورية الإسلامية الإيرانية؛ بسبب التركيز على التوسع الخارجي وإهمال الداخل، وفقا لوكالة "مهر" الإيرانية شبه الرسمية.
وجاء حديث رضائي خلال كلمة ألقاها في جمهور من أهالي مدينة لنجان في محافظة أصفهان، ونقلت وكالة "مهر" مقتطفات منها الأربعاء. وقال رضائي -بحسب تقرير "مهر" الذي نشرت ترجمته في مواقع إخبارية وصحف عربية، إن لدى إيران صورتان؛ واحدة منها خارجية، والأخرى داخلية، قائلا: "لكل أمة وجه داخلي وآخر للعالم الخارجي"، مضيفا أن "صورة النظام الخارجية قد تكون قوية جدا، لكن النظام قد يتآكل ويتجه نحو التفكك والانهيار والتقسيم".
وحذر رضائي من انهيار الجمهورية الإسلامية وتفككها، وقارن بينها راهنا وبين الدولة الصفوية، قائلا: "إن إيران كانت في الحقبة الصفوية في ذروة توسعها الخارجي، لكن في النهاية انهارت تماما، وتآكلت من الداخل". وأضاف رضائي: "في الحقبة القاجارية، فقدنا نصف الأراضي التي كنا نمتلكها في عهد الدولة الصفوية؛ لذلك، وفي الوقت ذاته الذي نتوسع فيه إقليميا، علينا أن نراعي الداخل ونهتم به".
وحول الداخل الإيراني، قال الجنرال رضائي: "في داخل البلاد، نرى عدم الكفاءة، وفشل العمل والفساد يعملان كالقنبلة الموقوتة". وتابع رضائي: "التلوث البيئي الذي يشهده إقليم الأحواز، وتجفيف بحيرة أرومية في أذربيجان، والأزمة التي شاهدها شعبنا في إحدى المطارات، والقطار الذي احترق، كل ذلك ناتج عن عدم الكفاءة". واعترف رضائي ضمنيا بوجود أزمة سنية شيعية، وأزمة مع الشعوب غير الفارسية أو القوميات في إيران، قائلا: "لا بد من العودة إلى مبادئ الثورة الإسلامية الإيرانية، وأن نضع جانبا قضايا الطائفية والقومية؛ حتى لا تلحق بنا الأضرار من الداخل".