اعلنت وزارة الدفاع الروسية "أننا سنعتبر أي أجسام طائرة في مناطق عمل قواتنا في سوريا أهدافا"، مؤكدة أن "واشنطن لم تتواصل مع موسكو قبل إسقاط الطائرة السورية". وطالبت بـ"تحقيق دقيق من قبل القيادة الأميركية في حادث المقاتلة السورية وتقديم نتائجه"، معلنة عن "تعليق التعاون مع أمبركا في منع حوادث جوية فى سماء سوريا اعتبارا من اليوم". وصدر الإعلان الروسي بعد ساعات من قيام طائرات العدوان الأمريكي بإسقاط طائرة سورية مقاتلة قرب مدينة الرقة، حيث يتقدم الجيش العربي السوري لتحرير مناطق سيادية يحتلها إرهابيو الدولة الإسلامية / داعش.
وأوضح ناشطون سوريون إن المواجهات بين قوات الجيش العربي السوري وميليشيا "قوات سوريا الديمقراطية" قد نشبت بعد إسقاط التحالف الأمريكي طائرة حكومية مقاتلة في ريف الرقة الجنوبي. وأشاروا إلى أن الاشتباكات تدور على محاور في شمال مدينة الرصافة، بمحيط قريتي شويحان وجعيدين. وكشف النشطاء عن أن إطلاق الأمريكيين النار على الطائرة السورية، تم بعد أن تمكنت القوات السورية من السيطرة على قرية جعيدين الواقعة شمال غرب الرصافة، ليكون خط التماس بينها وبين الميليشيا المذكورة، التي تحركها واشنطن، عند الخط المائي الممتد من نهر الفرات بين قريتي البوعاصي وشعيب الذكر بريف الطبقة الغربي، وصولا إلى طريق الرصافة – الرقة.
الطيار علي فهد
وذكر "مركز حمص الإخباري" أنه تم "تحرير الطيار من قبل أشاوس الجيش العربي السوري"، فيما ذكرت مصادر أخرى أن إنقاذ قائد الطائرة تم قبل وصول عناصر "داعش" إلى المنطقة التي هبط فيها الطيار بواسطة مظلته بعد القفز من الطائرة المنكوبة. وحسب شبكات التواصل الاجتماعي، الطيار هو علي فهد من مدينة السلمية. وانتشرت في الإنترنت صورة له، لكن لا يوجد أي تأكيد رسمي من قبل الجيش السوري لهذه المعلومات.
بيان الجيش
وأعلنت وزارة الدفاع السورية في بيان صدر عن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة، أنه : "أقدم طيران ما يدعى بالتحالف الدولي بعد ظهر اليوم على استهداف إحدى طائراتنا المقاتلة في منطقة الرصافة بريف الرقة الجنوبي أثناء تنفيذها مهمة قتالية ضد تنظيم داعش الإرهابي في المنطقة، ما أدى إلى سقوط الطائرة وفقدان الطيار". وأضافت الوزارة: "إن هذا الاعتداء السافر يؤكد بما لا يدع مجالا للشك حقيقة الموقف الأمريكي الداعم للإرهاب والذي يهدف إلى محاولة التأثير على قدرة الجيش العربي السوري، القوة الوحيدة الفاعلة مع حلفائه التي تمارس حقها الشرعي في محاربة الإرهاب على امتداد مساحة الوطن، خاصة وأن هذا الاعتداء يأتي في الوقت الذي يحقق فيه الجيش العربي السوري وحلفاؤه تقدما واضحا في محاربة تنظيم داعش الإرهابي الذي يندحر في البادية السورية على أكثر من اتجاه". كما اعتبرت الدفاع السورية أن هذا الهجوم الأمريكي "يؤكد التنسيق القائم بين الولايات المتحدة الأمريكية وتنظيم داعش الإرهابي، ويفضح النوايا الخبيثة للولايات المتحدة الأمريكية في إدارة الإرهاب والاستثمار فيه لتحقيق أهدافها في تمرير المشروع الصهيو-أمريكي في المنطقة". وحذرت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة في سوريا "من التداعيات الخطيرة لهذا الاعتداء السافر على جهود محاربة الإرهاب"، قائلة إن "مثل هذه الاعتداءات لن تثنيها عن عزمها وتصميمها على مواصلة الحرب ضد تنظيمي داعش وجبهة النصرة الإرهابيين والمجموعات المرتبطة بهما وإعادة الأمن والاستقرار إلى جميع أراضي الجمهورية العربية السورية". وجاء الإعتداء الأمريكي الجديد على قوات الجيش العربي السوري، بعد أن نجحت في تحقيق تقدم ميداني هام ووصلت لتخوم بلدة الرصافة بريف الرقة الجنوبي، التي سيطرت عليها ناريا، حسب الناشطين، ووسعت بذلك نطاق سيطرتها نحو 1700 كيلومتر مربع داخل محافظة الرقة، خلال الفترة بين 6 ـ 18 من شهر حزيران الجاري.
التحالف الأمريكي : اتصالات مع العسكريين الروس
ووزعت قيادة التحالف المعتدي بياناً زعمت فيه أن القوات الموالية للحكومة السورية شنت في الساعة 16:43 بتوقيت سوريا، هجوما على ميليشيا "قوات سوريا الديمقراطية" في بلدة بريف الطبقة، مما أجبر عناصرها على التراجع من مواقعهم. وقالت أنه "في الساعة 18:43 (بالتوقيت السوري) ألقت مقاتلة سورية من طراز سو-22 قنابل قرب مواقف لمقاتلي قوات سوريا الديمقراطية جنوبي مدينة الطبقة، وتم إسقاط هذه الطائرة فورا من قبل مقاتلة أمريكية من طراز F/A-18E Super Hornet". وذكر البيان أن المنطقة، التي وقع فيها الحادث، تبعد 40 كيلومترا جنوبي مدينة الطبقة بريف الرقة. ومثلما حصل في اعتداءات سابقة، قال البيان الأمريكي إن "التحالف على أنه لا ينوي الدخول في نزاع مع الجيش السوري أو القوات الروسية". وأن "قيادة التحالف اتصلت بالعسكريين الروس على خلفية وقوع الحادث لتلافي تصعيد الوضع".
الخارجية الروسية تحذر
وصبيحة اليوم حذرت وزارة الخارجية الروسية الولايات المتحدة مجددا من تكرار اللجوء إلى القوة العسكرية ضد القوات الحكومية السورية . وقال سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، في أول رد روسي رسمي على الضربة الأمريكية التي أسفرت عن إسقاط طائرة حربية سورية بريف الرقة: "تلقينا بقلق وانزعاج نبأ الضربة التي استهدفت طائرة تابعة لسلاح الجو السوري وأسفرت عن إسقاطها". وتابع أن الهجوم المباشر على طائرة تابعة للقوات الحكومية السورية يعد خطوة جديدة في اتجاه التصعيد الخطير. وشدد قائلا: "نحذر واشنطن من تكرار اللجوء إلى هذه الأساليب".
الإعتداءات الأمريكية ضد الجيش العربي السوري منذ تولي ترامب رئاسة الولايات المتحدة
ـ فجر يوم 07/04/2017، أطلقت الولايات المتحدة 59 صاروخا من طراز "توماهوك"، من مدمرتين للبحرية الأمريكية، على مطار الشعيرات العسكري (طياس)، جنوب شرق مدينة حمص، وسط سوريا. وأعلن الرئيس الأمريكي أنه أمر بقصف مطار الشعيرات، زاعما أن هذه القاعدة الجوية هي التي انطلق منها الهجوم الكيميائي السوري المزعوم على بلدة خان شيخون في محافظة إدلب السورية، يوم 04/04/2017، والذي أدى، حسب المعارضة السورية، إلى مقتل حوالي 90 شخصا، من بينهم كثير من النساء والأطفال. وأعلن الجيش السوري أن هذه العملية اسفرت عن مقتل 6 عسكريين سوريين، فيما تحدث محافظ حمص، طلال البرازي، في مقابلة مع "RT"، عن مقتل 9 مدنيين جراء سقوط الصواريخ الأمريكية في المناطق السكنية قرب القاعدة، مضيفا أن 13 شخصا، هم 4 أطفال و9 نساء، أصيبوا بالضربة. واستنكرت كل من موسكو وطهران ودمشق هذه العملية، واصفة إياها بالانتهاك الصارخ للقانون الدولي ولسيادة دولة مستقلة، إلا أن ترامب أكد، في رسالة وجهها إلى الكونغرس بشأن الضربات، التي شنتها الولايات المتحدة على سوريا، أنه سيتخذ خطوات إضافية لتأمين مصالح بلاده في مجال الأمن والسياسية الخارجية.
ـ في يوم 18/05/2017 أعلن التحالف الأمريكي ضد "داعش" أن طائرات أمريكية شنت ضربة على قافلة لقوة عسكرية "متحالفة" مع الجيش السوري، في محيط قاعدة التنف جنوب سوريا، قرب حدودها مع الأردن. وقال وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، إن هذه العملية كانت دفاعية من قبل القوات الأمريكية واستهدفت "قوة عسكرية تحت قيادة إيران". وبرر ماتيس ومسؤولون كثيرون من التحالف هذه الضربات بأن المجموعة العسكرية، التي تم ضربها، عملت داخل حدود منطقة حظر الاشتباك التي تم الاتفاق على تحديدها سابقا. وأكد الجيش العربي السوري أن ما يسمى التحالف الدولي قام بتوجيه ضربة إلى إحدى النقاط التابعة للقوات الحكومية على طريق التنف في البادية السورية، ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى، بالإضافة إلى بعض الخسائر المادية، لكنه لم يحدد هوية الضحايا. وتعليقا على هذا العدوان، أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن الضربة التي شنتها القوات الأمريكية على الجيش السوري منافية للقانون الدولي وتهدف إلى تحريض "النصرة" على تكثيف القتال ضد الحكومة السورية.
ـ يوم 06/06/2017 تجددت الإعتداءات الأمريكية على قوات الجيش السوري. وأعلن التحالف الأمريكي أن طائراته شن ضربات على "قوات موالية للنظام السوري" قرب قاعدة التنف جنوب البلاد، مبررا هذه الغارات بأن هذه المجموعة العسكرية دخلت، مخالفة الاتفاقات المبرمة سابقا، منطقة حظر الاشتباك ورفضت مغادرتها بعد عدة تحذيرات. وتحدث التحالف عن تكبيد هذه القوة خسائر بالعتاد جراء هذه الضربات، لكن بيانات سورية تحدثت عن وقوع شهداء.
فورد : الأكراد سيدفعون الثمن
وفي تصريحات جديدة، أشار السفير الأميركي الأخير لدى سوريا، روبرت فورد، إلى أنّ "الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، لم يترك الكثير من الخيارات للرئيس الحالي دونالد ترامب، كي يغيّر قواعد اللّعبة لتقليص نفوذ إيران في سوريا"، لافتاً إلى أنّ "الإيرانيين سيدفعون الأميركيّين إلى الإنسحاب من شرق سوريا، كما انسحبوا من بيروت عام 1983 والعراق". وأوضح فورد، في حديث صحافي، أنّ "الأكراد سيدفعون غالياً ثمن ثقتهم بالأميركيّين، وأنّ الجيش الأميركي يستخدمهم فقط لقتال تنظيم "داعش"، ولن يستعمل القوّة للدفاع عنهم ضدّ قوات النظام السوري أو إيران وتركيا"، منوّهاً إلى أنّ "ما نفعله مع الأكراد غير أخلاقي وخطأ سياسي".
وكالات، 19 حزيران، 2017/ آخر تحديث : 11:38
وكالات، 19 حزيران، 2017/ آخر تحديث : 15:20
وكالات، 19 حزيران، 2017/ آخر تحديث : 16:10