رأى مصدر سياسي فلسطيني إن التفجير الإرهابي الذي استهدف مقاتلي حركة حماس / "حركة المقاومة الإسلامية" في فلسطين المحتلة، صبيحة يوم الخميس 17 آب / أغسطس 2017، شرق معبر رفح على الحدود الفلسطينية ـ المصرية، يحمل دلالات سياسية واستراتيجية كبيرة. وقال إن هذا التفجير الإرهابي حدث بعد خطوتين قامت بهما قيادة حماس الجديدة :
ـ الأولى، التوقيع على اتفاقات سياسية وأمنية مع مصر، لمعالجة مشكلات السلطة في قطاع غزة وفي رام الله، وضبط أمن الحدود مع سيناء، والتعاون في مكافحة الإرهاب التكفيري
ـ الثانية، زيارة وفد قيادي إلى إيران، لاستعادة الثقة مع محور المقاومة، خصوصاً في سوريا ـ لبنان. حيث تداخلت خطوط المواجهة مع الإرهاب الصهيوني والإرهاب التكفيري منذ عام 2011.
وقال المصدر إن التفجير الإرهابي يوم أمس، هو من عواقب الخط السياسي لرئيس المكتب السياسي السابق خالد مشعل، الذي ورط حماس في مواجهة مع محور المقاومة في سوريا وفي الإقليم، رغم المكانة الخاصة لكتائب عز الدين القسام فيه. وهذا التفجير دليل واضح على أن التحالف الأطلسي ـ "الإسرائيلي" ـ الخليجي الذي يدعم ويشغّل الجماعات الإرهابية، قد بادر لتحريكها، لأنه أدرك أن حماس تسعى للتخلص من تبعات مرحلة مشعل وآثارها المدمرة على القضية الفلسطينية.
ولفت إلى أن التفجير يدل على انتشار تيار التكفير في فلسطين المحتلة، لا سيما في قطاع غزة، وفي الأراضي المحتلة عام 1948. وهذا هدف صهيوني استراتيجي. وقال لم يكن هذا الإنتشار ليحصل لولا أن "الإخوانيين" خالد مشعل ورائد صلاح، قد كَفَّرا حكومة الجمهورية العربية السورية، وبعض مذاهب المسلمين. كما شجعا الشباب الفلسطيني على ترك المقاومة ضد العدو الصهيوني، والتوجه لقتال الجيش العربي السوري وقوات المقاومة اللبنانية في سوريا.
وأشار إلى أن التفجير الإنتحاري الإرهابي ضد موقع لكتائب القسام كان يمنع تسلل الإرهابيين إلى مصر، هو رسالة سياسية إلى القيادة الجديدة لحماس، بأن أميركا ـ "إسرائيل" وأذنابهما، ما زالوا يحبذون خط مشعل ـ صلاح "الإخواني"، وأنهم يعادون خطها المقاوم، ولا يروقهم سعيها للخروج من دوامة الهزائم التي أصابت جمعهم في سوريا ـ لبنان، وفي العراق.
وختم بأن القيادة الجديدة في حماس التي تشدد على مركزية القضية الفلسطينية في الأمة العربية وفي دول المسلمين، باتت معنية مباشرة، بمواجهة الإرهاب التكفيري، في فلسطين وسوريا ولبنان ومصر والعراق، والجزائر وتونس، وأنها يجب أن تطور أدواتها الفكرية وإمكانياتها السياسية، بما في ذلك تحالفاتها، ومواردها العسكرية، لهزيمة هذا الإرهاب وداعميه ومشغليه.
وكان الإرهابي الذي يعتقد بأنه من عناصر الدولة الإسلامية " داعش، قد فجر نفسه عندما قامت قوة امنية من جهاز "الضبط الميداني" بتوقيفه مع شخص آخر كان برفقته، بينما كانا يقومان بالتسلل من غزة إلى الأراضي المصرية. وتسبب الإنفجار باستشهاد أحد عناصر "الكتائب"، وجرح خمسة آخرين.
واعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس استشهاد القائد الميداني فيها نضال الجعفري، متأثرا بجراحه الخطيرة التي أصيب بها خلال التفجير قرب الحدود مع مصر. وقالت إن الجعفري (28 عاما) توفي إثر تفجير أحد عناصر "الفكر المنحرف" نفسه في القوة الأمنية على الحدود الفلسطينية ـ المصرية برفح. واكدت القسام انها لن تتواني في الدفاع عن شعبها وحماية مشروع المقاومة من كافة التهديدات ومواجهة الفكر المنحرف.
وذكرت تقارير فلسطينية أن آلاف المواطنين في محافظة رفح جنوب قطاع غزة، أمس الخميس، شاركوا في جنازة تشييع جثمان القائد بكتائب القسام الشهيد نضال الجعفري (الصورة) الذي ارتقى بتفجير انتحاري قرب الحدود الفلسطينية ـ المصرية الليلة الماضية، وسط حالة من الحُزن والاستنكار.
مركز الحقول للدراسات والنشر
الجمعة، 18 آب/ أغسطس، 2017