تنتشر التصريحات الرسمية عن "الإفلاس" و"الإنهيار المالي" قبيل أيام على عقد مؤتمر باريس 4. ويجهل المواطنون أن هذا المؤتمر سيغل عنق لبنان بـ 17 مليار دولار من الديون الجديدة، وأنه "وصفة" مضمونة لضرب ما بقي عندنا من استقرار اقتصادي ومالي واجتماعي. وهناك تقارير وردت في صحف اليوم، تقول بأن "قصة" باريس 4، مرتبطة بما أثير عن مناقشة "الإستراتيجية الدفاعية" بعد الإنتخابات، وأن هناك جدول أعمال غربي يريد أن يبتز لبنان، وفق قاعدة : نُقْرِضُكُمْ الأموال وتَقْرُضون المقاومة …
الأخبار
77 لائحة تُقصي 334 مرشحاً: لبنان إلى الانتخابات
نصرالله: معركتنا لمنع الإفلاس
كشف عن لقاء سعودي – سوري رفيع: اتركوا المقاومة وخذوا ما تريدون
على مدى أربعين يوماً فاصلة عن موعد فتح صناديق الاقتراع في السادس من أيار المقبل، سيكون لبنان أشبه بساحة حرب انتخابية لشدّ عصب المتنافسين. أقفل باب تسجيل اللوائح لدى وزارة الداخلية أمس، ووصل عددها إلى 77، ما يعني رسمياً انطلاق صافرة العمل الجدي للماكينات الانتخابية ودخول البلاد فصلاً جديداً من فصول الاستحقاق
رسمياً، أقفلَ مُنتصف ليلِ الاثنين ــ الثلاثاء فصل من فُصول الانتخابات النيابية، وفتحَ الباب على فصلٍ آخر وأخير قبلَ التوجّه إلى صناديق الاقتراع في 6 أيار المُقبل. تمثّل هذا الفصل بانتهاء مُهلة تسجيل اللوائح لدى وزارة الداخلية، وقد وصل العدد النهائي للوائح التي سُجِّلَت إلى 77، يفترض أن تتنافس في 15 دائرة وفق قانون سيُعتمد للمرة الأولى في تاريخ لبنان، وهو نظام الاقتراع النسبي مع صوتٍ تفضيلي.
وبإعلان اللوائح، رسا عدد المرشحين المقبولين على 583 مرشحاً، ما يعني أن 334 مرشحاً أقصوا أنفسهم أو جرى إقصاؤهم، فخرجوا من السباق لأنهم لم يجدوا لوائح تضمّهم، أو قرروا عدم الانضمام إلى لوائح. وتوزعت اللوائح على الدوائر وفق الآتي:
عكار: 6 لوائح
طرابلس ــ المنية الضنية: 8 لوائح
بشرّي ــ زغرتا ــ الكورة ــ البترون: 4 لوائح
كسروان ــ جبيل: 5 لوائح
المتن: 5 لوائح
بعبدا: 4 لوائح
الشوف ــ عاليه: 6 لوائح
صيدا ــ جزين: 4 لوائح
صور ــ الزهراني: لائحتان
النبطية ــ بنت جبيل ــ مرجعيون ــ حاصبيا: 6 لوائح
البقاع الغربي ــ راشيا: 3 لوائح
زحلة: 5 لوائح
بعلبك ــ الهرمل: 5 لوائح
بيروت الأولى: 5 لوائح
بيروت الثانية: 9 لوائح.
ومع انتهاء مهلة تسجيل اللوائح الانتخابية رسمياً، واكتمال صورة التحالفات، يصبح السؤال المحوري، اليوم هو: كيف سيكون شكل المشهد السياسي بعد الانتخابات، خصوصاً بعد أن لجأت القوى السياسية إلى إعادة صياغة تحالفات جديدة مُختلفة عن تلك التي عُقدت خلال انتخابات عام 2009. كذلك، إعادة خلط هذه التحالفات وإنهاء ما يسمى فريقَي 8 و14 آذار اللذين تحكّما بمعالم الساحة السياسية منذ عام 2005، فضلاً عن القانون الجديد الذي يسمح لغير القوى السياسية التقليدية بأن تضمن لنفسها مقاعد في المجلس النيابي الجديد.
على صعيد التحالفات الانتخابية، كانت قنوات التواصل لا تزال مفتوحة حتى يومِ أمس، خصوصاً في بعض الدوائر التي كادت فعلاً أن تصِل فيها الأمور إلى وضعية شبه مقفلة، لكنها عادت وانفتحت إلى نتائج ملموسة، وإن على غير ما ارتضته المكونات السياسية. ففي البقاع الغربي مثلاً، بعد مفاوضات طويلة افترق تيار المستقبل والوطني الحرّ، بعد أن حسم الأول أمره في ترشيح هنري شديد (عن المقعد الماروني)، وغسان سكاف (عن المقعد الأرثوذكسي)، وهو من حصة الحزب التقدمي الاشتراكي، وعملياً، بات التيار الوطني الحرّ خارج لائحة 8 آذار، وكذلك خارج لائحة المستقبل – الاشتراكي. وقد فشلت المفاوضات بين الطرفين بعد أن أصرّ الوطني الحرّ على المقعدين الماروني والأرثوذكسي، وتمسكوا بالأول لمصلحة مرشّحهم شربل مارون. وقد جرى البحث خلال المفاوضات في إمكانية الاتفاق على مرشّح واحد، على أن يقرّر الفائز بعد الانتخابات، الكتلة التي يريد أن ينتمي إليها، وفق قاعدة تقاسم النواب. فيما قرر نائب رئيس مجلس النواب السابق إيلي الفرزلي، الترشّح بصفته الشخصية على لائحة 8 آذار في هذه الدائرة، مبدياً حرصه على القول: «أنا مرشح العماد ميشال عون في هذه اللائحة». وسيعلن التيار الوطني الحر اليوم اسم اللائحة التي سيدعمها في البقاع الغربي ــ راشيا، وفي الزهراني صور، كما في لائحة الشمال الثانية (طرابلس ــ المنية ــ الضنية)، حيث انضم مرشحه طوني ماروني إلى اللائحة التي ألّفها رئيس المركز الوطني في الشمال، كمال الخير.
لائحة حزب الله وقرداحي تكتمل
من جهة أخرى، بعدما حُسم الطلاق الانتخابي بين «التيار الوطني الحر» و«حزب الله» في دائرة كسروان – جبيل، أفضت الاتصالات التي أجراها الوزير السابق جان لوي قرداحي مع عدد من الشخصيات الكسروانية المرشحة إلى تشكيل لائحة مكتملة بالتحالف مع مرشح «حزب الله» في جبيل الشيخ حسين زعيتر. وتضمّ لائحة التضامن الوطني إلى جانب قرداحي وزعيتر كلاً من بسام الهاشم (جبيل)، ميشال كيروز، زينة الكلاب، جوزيف الزايك، كارلوس أبي ناضر وجوزيف زغيب (كسروان).
وفي السياق، قال وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، خلال تفقّده مديرية الشؤون السياسية واللاجئين في الوزارة، ليل أمس: «إنّني تفاجأت بعدد اللوائح في بيروت، فلم أتوقّع أن يكون عددها 9»، مشيراً إلى «أنّني لم أتفاجأ بعددها في طرابلس»، ولكن «حلو خلّي الناس تتنافس». ورداً على سؤال عن كيف أنّه سيراقب الانتخابات النيابية وهو مرشّح، أوضح أنّ «المرّة الجايي ما لازم يكون في بالحكومة مرشحين»، مشيراً إلى «أنّني قلت منذ 7 أشهر وأكرّر إنّ الانتخابات ستحصل وفق الأصول وأضمن حصولها بأجواء أمنيّة مريحة».
جنبلاط: لا نتحمل محاور في لبنان
من جهته، رأى النائب وليد جنبلاط أن «الانتخابات لن تحقق طموحات اللبنانيين الذين يُريدون التغيير نحو نظام أفضل، لكن بحد ذاتها هناك انتخابات قد تأتي بوجوه جديدة تخلق حركية معينة في مجلس النواب تقودنا ربما إلى الأفضل». وفي حديث لقناة «فرانس 24» حذّر جنبلاط من «من بداية الاصطفافات في لبنان مع فريق العمل الأميركي الجديد تحت شعار محاربة إيران أو محاربة نفوذ حزب الله، فنحن لا نتحمّل محاور في لبنان». وقال إنه لا يحبذ توجيه ضربة عسكرية أميركية ضد النظام السوري، وقال إن إيران موجودة بسبب الفراغ الذي سببه تخلي العرب عن قضية فلسطين، متوقعاً أن يزداد الطوق حول لبنان، وتغيير وزير الدفاع الأميركي. ورأى أنه إذا حصلت ضربة عسكرية إسرائيلية للبنان، «فسيدمرون لبنان، ولكنهم لن ينتصروا». ونصح بأن لا يراهن أحد على تأجيل الانتخابات.
بري يحدّد موعد جلسة الموازنة
وفي سياق آخر، قرر رئيس مجلس النواب نبيه بري، بعد التشاور مع هيئة مكتب المجلس حول جدول أعمال الجلسة العامة، الدعوة إلى عقد جلسة عامة يومي الأربعاء والخميس لدرس وإقرار مشروع قانون موازنة عام 2018 وملحقاتها. وقد جاء هذا القرار بعد أن عقدت لجنة المال والموازنة برئاسة النائب إبراهيم كنعان آخر جلسة لها، وكاد أن يبيت أعضاؤها ليلتهم أمس في المجلس، إذ استمرت الجلسة أكثر من خمس ساعات، انتهت إلى إنجاز التقرير النهائي لموازنة عام 2018، ورفعه إلى رئاسة المجلس.
نصرالله: معركتنا لمنع الإفلاس
كشف عن لقاء سعودي – سوري رفيع: اتركوا المقاومة وخذوا ما تريدون
أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن الأميركيين والسعوديين يتدخلون في الانتخابات بامكانات هائلة ووسائل قذرة لاستهداف المقاومة. وشدد على ان الحزب ماض في مكافحة الفساد رغم ما سيسببه ذلك من «وجع رأس» لأن الوضع الاقتصادي في البلد على حافة انهيار فعلي. وكرّر أنه سيذهب شخصيا الى بعلبك ـــ الهرمل إذا ما لاحظ وهناً في الاقبال على التصويت (مقال وفيق قانصو).
قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله إن «قوة حزب الله أصبحت أقوى وحاضرة، وهذا يعني أن العين انفتحت والاستهداف صار أكبر. والأميركي يرى اليوم أن حزب الله يهدد مشروعه في كل المنطقة لا سيما بعد دوره سوريا، وفي العراق خلال الاحتلال الأميركي وخلال احتلال داعش. لدينا مجموعة من الانتصارات وهذا يغضب أميركا وحلفاءها»، ولذلك «يتدخّل السعودي والخليجي بامكانات هائلة ووسائل قذرة وقدرة إعلامية كبيرة». وكشف عن لقاء سعودي ـــ سوري رفيع المستوى عُقد أخيراً «في مكان ما، وطرح السعوديون فيه على السوريين قطع علاقتهم بايران والمقاومة في مقابل وقف دعم الارهابيين في سوريا ودعم إعادة إعمارها بمئات مليارات الدولار». وقال إن هذا العرض قُدم للسوريين مرتين، في عهدَي عبدالله وسلمان، وهذا دليل على أن أصل المعركة هو استهداف المقاومة.
وفي لقاء، عبر الشاشة، «مع المجاهدين والمجاهدات حول الانتخابات» في منطقة بيروت، أمس، شدّد نصرالله على أن «معركتنا اليوم هي معركة وجود وعزة وكرامة، ونوابنا هم صوت المقاومة، ووجودهم في المجلس يعطينا مكاناً في الحكومة لحماية ظهر المقاومة»، مشيراً الى أن السعودية حاولت اسقاط الحكومة في الرابع من تشرين الثاني الماضي عبر احتجاز رئيسها سعد الحريري وإجباره على الاستقالة، «لأنهم يريدون إخراج حزب الله من الحكومة». وقال: «لو كانت لديهم القدرة لأخذوا البلد إلى حرب أهلية، لكنهم يخشون هزيمة نكراء». وأكّد ان المشروع السعودي هو أخذ الدولة الى صدام مع المقاومة، مشيراً إلى أن الملك السعودي الراحل عبدالله بن عبد العزيز «قيل لي إنه طلب شخصياً من بعض نواب في تيار المستقبل وجماعة 14 آذار في اول جلسة انتخاب رئاسية قبل اكثر من سنتين ونصف سنة انتخاب رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع رئيساً للجمهورية. كان المطلوب سعودياً واميركياً الذهاب الى المواجهة مع حزب الله».
وأدرج نصرالله مشاركة وزراء حزب الله في الحكومة في سياق حمايتها لأنه «نتيجة عدوان تموز وما بعدها هناك توازن ردع مع العدو الاسرائيلي، والتهديد الأخطر هو من الداخل. والهدف من وجودنا في الحكومة اليوم هو منع اتخاذ اي قرار يمسّ المقاومة». وذكّر بأنه «قبل ٢٠٠٥، كان الوجود السوري يشكل ضمانة لعدم الصدام مع الدولة ولم نكن بحاجة للدخول إلى الحكومة»، و«بعد 2005 دخلنا على خلفية شرعية هي حماية المقاومة لأن هناك من كان يعمل على تسخير امكانات الدولة لضربها، وهو ما ثبتت صحته عام 2006، حين كان قتالنا في الحكومة أشد قساوة في بعض الأحيان من قتالنا على الجبهة العسكرية. فقد وافق الاسرائيلي على وقف القتال متخلياً عن شرط إقامة منطقة منزوعة السلاح جنوب الليطاني، لكن الحكومة اللبنانية لم تقبل بما قبل به الاسرائيلي، وكان موقفها أسوأ من موقفه». وأكد أنه لو كان وزراء حزب الله موجودين في حكومة فؤاد السنيورة، «لما كان أحد تجرأ على أخذ القرارات التي اتخذت في ٥ ايار ٢٠٠٨» والتي «كان الهدف منها ان يحصل صدام بين حزب الله والجيش اللبناني».
وقال الأمين العام لحزب الله: «كما كان هدفنا من دخول الحكومة عام 2005 حماية المقاومة فإنه اليوم أكثر وجوباً مع تعاظم التهديدات. كما أن هناك مستجدّاً يستدعي وجوداً قوياً لنا في مجلس النواب والحكومة لحماية البلد، وهو الوضع المالي وخدمة الدين العام التي قد تؤدي إلى إفلاس الدولة وانهيارها بعدما عجز الأميركيون عن مواجهتنا بالقوة. لسنا طلّاب سلطة، لكن علينا مسؤولية شرعية في المحافظة على بلدنا». وأوضح أن حجم الدين وصل الى 80 مليار دولار «ثلثها ذهب للبنى التحتية والبقية نهبت، واليوم يريدون أن يركّبوا 17 ملياراً أخرى من الديون لنهبها». وقال إن مكافحة الفساد «واجبة وترتّب علينا واجباً شرعياً، وليست شعاراً انتخابياً. هذا قرار تمت مناقشته والاتفاق عليه في شورى حزب الله، رغم انه سيتسبب لنا بعداوات ووجعة راس في الداخل. لكن الوضع المالي لم يعد يحتمل».
لن نرد على الاستفزاز
وفي الشأن الانتخابي، قال نصرالله «ستلاحظون في المرحلة المقبلة تصاعداً في الخطاب الطائفي. ولن تسمعوا من تيار المستقبل وغيره سوى خطاب شد العصب الانتخابي، وشتمنا لإرضاء السعوديين والأميركيين، لأن ليس لديهم ما يقدمونه لجمهورهم لا عن سلاح المقاومة ولا عن المحكمة الدولية». وشدّد على أن الحزب لن ينجرّ إلى الرد «على الحملات ضدنا بخطاب مستفزّ»، لأن «جمهورنا تعوّد على الانتصارات، وقد شاهدها بأم العين، وإن شاء الله سيشهدها في المعركة الانتخابية» المقبلة.
وفي ما يتعلق ببعلبك ـــ الهرمل، قال إن التركيز على هذه الدائرة سببه أن القانون النسبي يعطيهم مقعداً أو مقعدين، «وما أعطيناهم إياه بالنسبي يريدون أن يستفيدوا منه إعلامياً للقول إن حزب الله ضعف نتيجة قتاله في سوريا». كما «يحاولون أن يأكلوا رأسنا بموضوع الخدمات والانماء. أي أمر لم نفعله للمنطقة لم يكن لعدم رغبتنا وانما لعدم استطاعتنا. هذا الحزب قدّم أقصى ما يستطيع، وكما حمى لبنان بدمه ولحمه فهو يدفع من لحمه ودمه لإنماء لبنان. فيما من يتحمل مسؤولية الاهمال في هذه المنطقة هو تيار المستقبل القابض على رئاسة الوزراء ووزارة المال ومجلس الانماء والاعمار منذ عام 1992». ودعا الى عدم التأثر بالتضخيم الاعلامي للخرق في بعلبك لأن هذه طبيعة القانون الانتخابي، مشيراً الى أن الحزب «سينظّم التصويت التفضيلي. وإذا شدّينا الهمّة يمكننا الحصول على تسعة من المقاعد العشرة». وقال: «سأعيدها للمرة الثالثة: اذا استدعت المعركة الإنتخابية أن أذهب شخصيًا الى بعلبك الهرمل… عم قلكن من هلق، وبلا خيرة، ومن دون ما اعمل حساب لشي. انا طالع لفوق، ورح ابرم ضيعة ضيعة. أنا لا امزح، وكلامي ليس من باب التشجيع».
وقال نصرالله إن التحالف بين حزب الله وحركة أمل أمر «فوق استراتيجي، وله بعد إيماني وعقائدي». وأضاف أن «التحالفات اليوم تنسجم مع المقاومة وأهلها»، و«نذهب الى الانتخابات مرتاحين سياسياً وأخلاقياً، وقد قدّمنا ما نستطيع لحلفائنا، وكنا أوفياء مع الجميع». وأكد «أننا لن ننسى الذين كانوا فدائيين ووقفوا معنا، خصوصا في جبيل ــــ كسروان. هذا جميل لن ننساه». وشدّد على أن «لا خلاف سياسياً مع التيار الوطني الحرّ. الخلاف انتخابي وقطع على خير. نحن على تواصل مع الرئيس ميشال عون. وإلتقيت الوزير جبران باسيل وكان متفهماً في موضوع بعلبك ــــ الهرمل، وكذلك نحن نتفهّم موضوع جبيل. وقد وعدنا التيار بالمساعدة في الأماكن التي لنا فيها أصوات وليس لنا فيها مرشحون». وتابع: «نحن متفاهمون مع التيار في الاستراتيجيا، لا سيما في الموضوع المالي ومكافحة الفساد».
الصواريخ اليمنية إنجاز هائل
أكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن اليمنيين يحققون إنجازات هائلة رغم ضخامة العدوان السعودي ــــ الأميركي. ودعا الى المقارنة بين امكانيات اليمنيين اليوم بما كانت عليه قبل ثلاث سنوات عندما كان هذا البلد خاضعاً لاحتلال سعودي غير مباشر. واعتبر أن وصول سبعة صواريخ يمنية إلى سماء الرياض ليل أول من أمس «إنجاز عسكري ضخم وهائل»، بغض النظر عما إذا كانت أصابت أهدافها في هذا المطار السعودي أو ذاك.
اللواء
77 لائحة «مقاتلة»: معركة الحريري صعبة في بيروت.. ومعركة برّي سهلة في الزهراني
نصر الله: الوضع المالي «مخيف» ويُنذِر بانهيار أمني وسياسي.. موازنة 2018 تقرّ قبل الجُمعة
بإقفال باب تسجيل اللوائح على 77 لائحة منتصف الليلة الماضية، تكون مرحلة من الاستعدادات اللوجستية والسياسية والإدارية والمالية أقفلت، بانتظار محطتي الانتخاب الأولى للمغتربين والثانية للبنانيين المقيمين في 6 أيّار، وباتت عملية فرز الألوان واضحة، فلكل لائحة لونها الموسومة به، ولونها السياسي، ولونها الانتخابي، قبل يوم الاقتراع وتصنيف الفائزين على تكتلاتهم واحزابهم، أو استقلاليتهم، مع اسدال الستار عن مرحلة قد تكون عاصفة بالتحديات، وبعضها حذّر منه النائب الذي سيصبح سابقاً، بدءاً من اليوم التالي للانتخاب بعد أقل من 40 يوماً.. وهو وليد جنبلاط الذي حذّر بعض اللبنانيين من الاصطفاف مع فريق العمل الأميركي الجديد في إدارة ترامب، تحت شعار محاربة إيران أو محاربة نفوذ حزب الله، فهذا البلد لم يعد بمقدوره تحمل محاور، أو ان تكون المواجهة على أرضه فيدفع الثمن.
ويمكن تسجيل ملاحظات، ذات دلالة على ما أسفرت عنه عملية تسجيل اللوائح في اليوم الطويل 26 آذار 2018:
1- سجّل في بيروت الثانية تسع لوائح، وهي الدائرة التي يرأس فيها الرئيس سعد الحريري لائحة «المستقبل لبيروت»، الأمر الذي يجعل معركته ليست سهلة، بل ربما بالغة الصعوبة، لجهة قدرة اللوائح على بلوغ الحاصل الانتخابي.
2- سجل في دائرة صور الزهراني لائحتان، أحدهما يرأسها الرئيس نبيه برّي، بمواجهة لائحة يرأسها رياض الأسعد، بعدما امتنعت عدّة قوى لعدم الترشح لاراحته في تلك اللائحة.. الأمر الذي يجعل معركته بالغة السهولة.
3- لا يمكن سحب أحد من الترشيح بعد تسجيل اللوائح، وعليه سارع مرشحون كثر للانسحاب، لا سيما في البقاع الشمالي وزحلة، نظراً لصعوبة تشكيل لوائح أو الانضواء فيها.
4- افرزت اللوائح حنقاً وزعلاً بين المرشحين واحزابهم، أو الحلفاء الذين باتوا خصوماً في 77 لائحة وصفت بالمقاتلة، للظفر بحصص نيابية في البرلمان الجديد.
ولم تحجب الحرارة الانتخابية المتصاعدة الانتظام الرسمي، نيابياً وحكومياً، فحكومة الرئيس سعد الحريري تجتمع اليوم في بعبدا لمناقشة جدول أعمال بقي من الأربعاء الماضي إضافة إلى عشرة بنود جديدة، على ان يجتمع المجلس النيابي غداً وبعد غد أي قبل عطلة الفصح الغربي، التي تبدأ يوم الجمعة في 30 الجاري.
مؤتمر سيدر
وفيما ينعقد مجلس الوزراء قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، للبحث في جدول أعماله السابق مع البنود التي أضيفت إليه، من دون ان يكون لملف البواخر علاقة ببند الكهرباء المدرج تحت عنوان قانون برنامج للطاقة الكهربائية، انعقد قبل الظهر في باريس الاجتماع التحضيري التقني لمؤتمر «سيدر» بمشاركة ممثلين عن الدول الأربعين التي ستحضر المؤتمر في 6 نيسان المقبل. وضم الوفد اللبناني الوزيرين جمال الجراح ورائد خوري وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة ومستشاري الرئيس عون ميرا عون الهاشم والحريري نديم المنلا والمدير العام للمال آلان بيفاني الذي مثل الوزير علي حسن خليل مع المستشار وسيم المنصوري.
وأوضح الوزير خوري لـ«اللواء» من باريس، انه خلال اللقاءات التي عقدها مع الجهات المانحة، تمّ عرض الخطة التي أقرّتها الحكومة والتي ستقدم إلى المؤتمر بما يتعلق بالبرنامج الاستثماري في البنى التحتية، وخطة الاستشاري ماكيزي للقطاعات المنتجة والأعباء الناجمة عن ملف النازحين السوريين.
وقال خوري ان هناك ملاحظات قدمتها هذه الجهات لكن ما من أرقام عرضت، لافتاً إلى ان هناك متابعة ومرجحاً ان تقدّم قروض ميسرة إلى لبنان.
وفي هذا السياق علمت «اللواء» من مصادر رسمية ان هناك تعميماً على ذكر عبارة هبات بدلاً من قروض.
وبالتزامن مع الاجتماعات التحضيرية لمؤتمر «سيدر» في باريس تسارعت في بيروت خطوات مواكبة هذا المؤتمر بإجراءات إصلاحية على صعيد المالية العامة، بما في ذلك إقرار موازنة العام 2018، حيث دعا الرئيس نبيه برّي إلى عقد جلسة عامة يومي الأربعاء غداً والخميس بعد غد في جلسات صباحية ومسائية، لدرس وإقرار مشروع الموازنة وملحقاتها، بعدما كانت لجنة المال والموازنة أنهت أمس، مناقشة المواد القانونية لمشروع الموازنة، بعد إقرار موازنات الوزراء والإدارات العامة، على مدى 11 جلسة.
وعكف رئيس اللجنة النائب إبراهيم كنعان حتى ساعة متأخرة من ليل أمس على وضع تقريره الذي سيرفعه إلى الرئيس برّي اليوم، على ان يعقد مؤتمراً صحفياً بعد ذلك يشرح فيه خلاصة ما توصلت إليه اللجنة.
نصر الله
في سياق متصل، علمت «اللواء» ان الأمين العام لـ«حزب الله» السيّد حسن نصر الله، عقد مساء أمس لقاءً مع عدد من كوادر الحزب ومسؤوليه، في مجمع سيّد الشهداء في الرويس، في إطار اللقاءات التي يعقدها لمواكبة المسار العام للانتخابات وشرح موقف الحزب من كل ما يتصل بهذه العملية، وأسباب الحملة التي يتعرّض لها الحزب على الصعيدين اللبناني والدولي. ومن ضمن هذه اللقاءات، اللقاء الذي حصل مساء الخميس في 22 الشهر الحالي مع كوادر الحزب في دائرة بعلبك – الهرمل.
وبحسب ما تسرب لـ«اللواء» من معلومات عن هذا اللقاء، فإن السيّد نصر الله تحدث عن الوضع المالي في لبنان، بنفس «الصرخة» التحذيرية التي ابلغها الرئيس عون للبطريرك الماروني بشارة الراعي، وربما في اليوم نفسه، إذ وصف نصر الله هذا الوضع «بالمخيف» وانه «ينذر بسقوط سريع للبلد الذي قد يفلس ان استمر على ما هو عليه»، وان الافلاس الذي تحدث عنه عون أيضاً «ينذر بانهيار أمني وسياسي»، مشيراً إلى أن الدولة اللبنانية ذاهبة إلى مؤتمر باريس لاستدانة 14 مليار دولار لتمويل مشاريع ثانوية، وان بعض هذه الأموال ستتم سرقتها، لكنه أكّد ان الحزب لن يسمح بذلك.
ومما تسرب ايضا على لسان نصر الله قوله «اننا سنواجه الفساد في المرحلة المقبلة حتى لو صدر من بعض حلفائنا، ولكننا لن نشهر بالفاسدين منهم، بل سنبلغ عن كل فاسد لجهته السياسية حتى تكف يده، ومع الحلفاء سيكون الموضوع سرا منعا للاحراج».
وفي الموضوع الانتخابي، نقل عن نصر الله قوله: «نحن طالبنا بقانون بالنسبية مع انه يعرضنا لمعركة في بعلبك الهرمل، بسبب التنوع الطائفي، لكنه سيعطينا فرصا لكسب مقاعد في بيروت وجبيل وبعبدا والشوف وزحلة، وسيفتح الطريق امام بعض حلفائنا للوصول إلى البرلمان، ودعا إلى رفع الحاصل الانتخابي عبر المشاركة الكثيفة منعا للخرق، متوقعا ان يكون الخرق بمقعد واحد أو اثنين في بعلبك – الهرمل.
تجدر الإشارة، إلى ان المرشح الشيعي عن دائرة بعلبك – الهرمل الشيخ عباس الجوهري، الذي اوقف قبل أيام واطلق سراحه واتهم الحزب بفبركة ملف ضده، أعلن مساء أمس انسحابه من المعركة الانتخابية لمصلحة لائحة «الكرامة والانماء» التي يرأسها النائب السابق يحيى شمص والتي تضم تحالف تيّار «المستقبل» والقوات اللبنانية.
77 لائحة
وأقفل عند منتصف الليل باب تسجيل اللوائح الانتخابية على مستوى الدوائر الانتخابية الـ15 في كل لبنان، على 77 لائحة، كان اكبرها عددا في دائرة بيروت الثانية حيث بلغ اللوائح فيها 9 لوائح، واقل عدد كان في دائرة صور- الزهراني حيث اقتصر العدد على لائحتين فقط.
واوضحت المديرية العامة للشؤون السياسية واللاجئين في وزارة الداخلية والبلديات، انه بموجب المادة 52 من القانون رقم 44/2017 لا يعتد بانسحاب أي مرشّح من اللائحة بعد تسجيلها، وتلغى طلبات المرشحين الذين لم ينتظموا في لوائح وفقا لنص هذه اللائحة.
وقد بلغ العدد الإجمالي للوائح المسجلة 77 لائحة من بين 917 مرشحا.
وتوزعت اللوائح على الشكل الآتي:
– دائرة بيروت الأولى (5 لوائح).
– دائرة بيروت الثانية (9 لوائح).
– دائرة الشمال الأولى (عكار) (6 لوائح).
– دائرة الشمال الثانية (طرابلس- المنية – الضنية) (8 لوائح).
– دائرة الشمال الثالثة (زغرتا- بشري- الكورة- البترون) (4 لوائح).
– دائرة جبل لبنان الأولى (جبيل- كسروان) (5 لوائح).
– دائرة جبل لبنان الثانية (المتن الشمالي) (5 لوائح).
– دائرة جبل لبنان الثالثة (بعبدا) (4 لوائح).
– دائرة جبل لبنان الرابعة (الشوف- عاليه) (6 لوائح).
– دائرة الجنوب الأولى (صيدا- جزين) (4 لوائح).
– دائرة الجنوب الثانية (صور- الزهراني) (لائحتان).
– دائرة الجنوب الثالثة (بنت جبيل- النبطية- مرجعيون وحاصبيا) (6 لوائح).
– دائرة البقاع الأولى (زحلة) (5 لوائح).
– دائرة البقاع الثانية (البقاع الغربي وراشيا) (3 لوائح).
– دائرة البقاع الثالثة (بعلبك- الهرمل) (5 لوائح).
وقبل اقفال باب التسجيل بساعتين تفقد وزير الداخلية نهاد المشنوق سير العمل في المديرية، فيما كان آخر لائحة سجلت هي «لائحة الشمال القوي» التيي يرأسها رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل، الذي حضر بنفسه لتسجيل لائحته.
وقبل ذلك تم إنجاز تشكيل آخر اللوائح الانتخابية لدائرة بعلبك- الهرمل, بتحالف مرشحي التيار الوطني الحر والوزير الاسبق الدكتور فايز شكر والمستقلين, وسميت «اللائحة المستقلة» وتم تسجيلها نهار أمس، وهي مكتملة من عشرة مرشحين وهم:عن المقاعد الشيعية:الدكتور فايزشكر, سعد حمادة, فيصل الحسيني, فادي يونس, مهدي زغيب, وغادة عساف(مرشحة التيار الوطني الحر). وعن المقعدين السنيين محمدالفليطي واحمد بيان, وعن المقعدالكاثوليكي مرشح التيار الحر ميشال ضاهر, وعن المقعد الماروني سندريللا مرهج.وسيتم الاعلان عن اطلاق اللائحة في مهرجان شعبي يوم الاحد المقبل في بعلبك.
كما تمّ تسجيل لائحة «ضمانة الجبل» لدائرة الشوف عاليه برئاسة الوزير طلال أرسلان، وسجلت لائحة «القرار الحر» للشوف وعاليه بتحالف بين حزب الوطنيين الأحرار والكتائب ومستقلين.
وتم تسجيل لائحة تحالف «الكتائب» – فريد هيكل الخازن في كسروان- جبيل وتضم: فريد هيكل الخازن, جيلبرت زوين, يوسف خليل, شاكر سلامة, يولاند خوري, فارس سعيد والمحامي جان حواط, مصطفى الحسيني.
وفي دائرة الجنوب الثالثة (النبطية – بنت جبيل- مرجعيون- حاصبيا) فشلت جهود الحزب الشيوعي وقوى اليسار والمستقلين وحركة»مواطنون ومواطنات» في تشكيل لائحة موحدة للمعارضة, ما دفع عدد من المرشحين الى الانسحاب من الانتخابات, ومنهم الزميلة فاديا بزي.
وقد ذهب الحزب الشيوعي الى تشكيل لائحة غير مكتملة في الدائرة من سبعة مرشحين هم: هالة أبو كسم (أرثوذكسية), غسان حديفه (درزي), سعيد عيسى (سني), حسين بيضون, عباس سرور, الدكتور أحمد مراد وعلي الحاج علي (شيعة).
بالمقابل, سجلت ولادة لائحة «شبعنا حكي» وتضم الى الإعلامي علي الأمين, عماد قميحة, أحمد إسماعيل, رامي عليق, خالد سويد, ومرشح «القوات اللبنانية» عن المقعد الأرثوذكسي فادي سلامة.
اعتصامات
وعلى وقع الوعود الانتخابية، نفذ موظفو المستشفيات الحكومة اعتصاماً في ساحة رياض الصلح معلنين بدء اضرابهم المفتوح احتجاجاً على عدم انصافهم في سلسلة الرتب والرواتب.
ولاحقاً، استقبل الرئيس الحريري الهيئة التأسيسية لنقابة العاملين في المستشفيات الحكومة بحضور رئيس الاتحاد العمالي بشارة الأسمر، الذي نقل عن انه وعد بحث الموضوع في مجلس الوزراء اليوم.
البناء
10 صواريخ يمنية على الرياض تُربك الباتريوت… وصنعاء تحتفل بصمودها بحشد مئات الآلاف
77 لائحة في 15 دائرة والمعارك الكبرى في بيروت وطرابلس والبترون زغرتا وبعلبك الهرمل
المقاعد المحسومة 88 والتنافس على 40 ستقرّر كيفية تشكيل الأغلبية… وحجم نواب 8 و14
فيما تستمرّ المفاوضات حول مستقبل مدينة دوما آخر نقاط تجمّع مسلّحي الغوطة في سورية، وتتصاعد الحرب الدبلوماسية الغربية على روسيا بذريعة الاتهام البريطاني لموسكو بتسميم الروسي سيرغي سكريبال، والهدف هو الانتقام من نجاح الجيش السوري بتحرير الغوطة بدعم روسي مباشر، وسط العجز الغربي عن القيام بأيّ عمل عسكري يمنع انتصارات الجيش السوري، كان وزير الخارجية السوري وليد المعلم يصل مسقط لبدء جولة محادثات بالتزامن مع عودة وزير الخارجية العُماني يوسف بن علوي من طهران، في زيارة تشاور قبل بدء عُمان مسعى للوساطة التفاوضية مع واشنطن حول الملفات الخلافية، وفي طليعتها الحرب في سورية والحرب على اليمن، بينما كانت حشود مئات الآلاف في صنعاء على موعد إحياء الذكرى الرابعة لبدء العدوان السعودي على اليمن مع نهاية السنة الثالثة للحرب بينما كان الجيش اليمني واللجان الشعبية يوجهان رسالة ردع نارية للرياض ترسم مستقبل الحرب، عبر إطلاق عشرة صواريخ بالستية على مواقع حسّاسة في الأراضي السعودية وصل بعضها إلى العاصمة وارتبكت شبكة الدفاع الجوي التي يديرها الأميركيون في التعامل معها، فسقطت بعض صواريخ الباتريوت في أماكن سكنية وتجارية بدلاً من استهداف الصواريخ اليمنية، وبلغ عدد من الصواريخ اليمنية أهدافه.
في لبنان، انتهت مهلة تسجيل اللوائح الانتخابية منتصف ليل أمس، على رقم 77 لائحة تتنافس في 15 دائرة انتخابية، بينما تحدثت مصادر متابعة للملف الانتخابي عن جدية القدرة التنافسية لنصف الرقم المسجل من اللوائح، بمعدّل يتراوح بين لائحتين وثلاث في كلّ دائرة، ورأت أنّ المعارك الكبرى ستشهدها بيروت الثانية والشمال الثانية لارتباطهما بتحديد مكانة رئيس الحكومة سعد الحريري وتيار المستقبل، مقابل دائرتي الشمال الثالثة، حيث يتنافس رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل مع كلّ من تيار المردة وحلفائه من جهة، والقوات اللبنانية وحزب الكتائب من جهة مقابلة، في معركة تحديد أحجام ستنعكس حكماً على الأوزان والأدوار، خصوصاً أنّ التيارات الثلاثة تحمل طموحات وتطلعات تتصل برئاسة الجمهورية، وتُضاف للدوائر الأربع من حيث الأهمية دائرة البقاع الثالثة، حيث تتركز الاهتمامات الخارجية الأميركية والسعودية على حشد أوسع الإمكانات لتوفير ظروف مواجهة جدية لحزب الله في ما يُعتبر معقله الانتخابي، بما يضعف صورة القوة في بيئته الحاضنة، عبر السعي للحصول على أيّ من مقاعد الطائفة الشيعية في الدائرة، باعتبار أنّ حجم الناخبين من المسيحيين والسنة يؤهّل الأطراف المقابلة للائحة تحالف حركة أمل وحزب الله والحزب السوري القومي الاجتماعي لنيل مقعد أو أكثر من غير المقاعد الشيعية.
تشرح المصادر المشهد الانتخابي كحصيلة، بالقول إنّ 88 مقعداً في المجلس النيابي الجديد تبدو واضحة الاتجاه، بينما يدور التنافس على الباقي. وهذا التنافس يصعب التنبّؤ بنتيجته من الآن، خصوصاً أنها المرة الأولى التي تتمّ فيها الانتخابات وفقاً للقانون النسبي، ولا يمكن التكهّن بحجم تأثير ذلك على حشد الناخبين من جهة، وكيفية توزع خياراتهم بعدما بات عليهم الالتزام بالتصويت للائحة مقفلة، بعدما اعتادوا تشكيل لوائحهم مع حق التشطيب، الذي حلّ مكانه الصوت التفضيلي، لكن في اللائحة نفسها.
المقاعد الـ 88 الواضحة موزّعة، وفقاً للمصادر نفسها على تحالف حركة أمل وحزب الله بـ25 مقعداً أكيداً، والتنافس على 10 مقاعد مع خصوم وحلفاء، والتيار الوطني الحر بـ 20 مقعداً أكيداً والتنافس على 10 مع القوات والمردة والكتائب ومستقلين، وتيار المستقبل بـ15 مقعداً مؤكداً والتنافس على 15 أخرى مع منافسين جديين في طرابلس وعكار والبقاع الغربي وبيروت الثانية، بينما تبدو المقاعد المؤكدة للحزب التقدمي الاشتراكي 7 والمنافسة على 5 ومثله للقوات اللبنانية 7 والمنافسة على 5 فيما يضمن تحالف 8 آذار الذي يضمّ مرشحي المردة والوزير طلال أرسلان والقوميين والوزير السابق فيصل كرامي وحلفائهم في طرابلس وعكار والضنية والمنية ومعهم الوزير السابق عبد الرحيم مراد والنائب السابق أسامة سعد وجمعية المشاريع الإسلامية، 10 مقاعد وينافس على 10 مقابلة، ويضمن حزب الكتائب مقعدين وينافس على إثنين آخرين، ويتمثل مرشحون وسطيون مثل الرئيس نجيب ميقاتي والوزير السابق فريد هيكل الخازن والسيدة ميريام سكاف مقعدين وينافسون على 5، بينما لا تضمن اللوائح التي تملك حظوظاً منافسة من خارج هذه الكتل الكبرى تأكيدات الفوز بمقاعد نهائية، رغم فرص بعضها بحجز مقعد هنا ومقعد هناك.
تختم المصادر أنّ حصيلة التنافس ستقرّر مصير حجم الكتلة التي سيشكلها مجموع حصة تحالف حركة أمل وحزب الله والتيار الوطني الحر وقوى 8 آذار، الذي ينطلق من ضمان 55 مقعداً وينافس بعضه بعضاً وخصومه على 30 مقعداً. وهل سيكون سهلاً عليه القفز إلى الرقم 65، مقابل تحالف تيار المستقبل والقوات اللبنانية وحزب الكتائب كممثلين لقوى 14 آذار الذي ينطلق من ضمان 24 مقعداً فقط وينافس على 23، لن يمكنه الفوز بها جميعاً من الوصول إلى أكثر من ثلث مقاعد المجلس النيابي بقليل، ليكون مصير كتلة الوسط التي يمثلها ثنائي جنبلاط وميقاتي مضموناً بـ 10 مقاعد ومنافساً على 10 أخرى؟
عدّاد القوائم أقفل على ٧٧ لائحة
أقفل عدّاد القوائم الانتخابية التي ستخوض السباق الانتخابي في 6 أيار على 78 لائحة في 15 دائرة في لبنان كله، سجلت دائرة بيروت الثانية العدد الأكبر فبلغ 9 لوائح، تليها الشمال الثانية 8 لوائح، على أن تعمل وزارة الداخلية الى إبلاغ الجهات المعنية بأسماء اللوائح، وإرسلها الى الطباعة، وحينها يتمّ إطلاع الجمهور على اللوائح في مناطقهم، بحسب ما أشارت المديرة العامة للشؤون السياسية و اللاجئين في الوزارة فاتن يونس.
وتفقّد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق ، المديرية في الوزارة، وأشار في تصريح الى «أنّني تفاجأت بعدد اللوائح في بيروت ، فلم أتوقّع أن يكون عدد اللوائح في بيروت 9»، مشيراً إلى «أنّني لم أتفاجأ بعددها في طرابلس، ولكن «حلو خلّي الناس تتنافس»». وأوضح المشنوق رداً على سؤال، أنّ «المرّة الجايي ما لازم يكون في بالحكومة مرشحين»، منوّهاً إلى «أنّني قلت منذ 7 أشهر وأكرّر إنّ الانتخابات ستحصل وفق الأصول وأضمن حصولها بأجواء أمنيّة مريحة».
وقد شهد يوم أمس إقبالاً كثيفاً على تسجيل اللوائح حيث قصد عدد كبير من رؤساء اللوائح مبنى الداخلية لتسجيل لوائحهم كان أبرزها لائحة «التيار الوطني الحر» ولائحة تحالف « القوات « و» الكتائب «، «اليسار الديمقراطي» وقيصر معوّض في دائرة الشمال الثالثة، ولائحة النائب نقولا فتوش في دائرة زحلة.
ورأى خبير في الشأن الانتخابي لـ «البناء» في قراءته للواقع الانتخابي مع نهاية مرحلة إعلان وتسجيل اللوائح منتصف ليل أمس، أنّ «إقفال باب تسجيل اللوائح لا يعني ثباتها حتى موعد الاستحقاق، بل الأمر مرتبط بشكل التحالفات التي قد تتغيّر أيضاً ولن تبقى ثابتة، كما أنّ المفاوضات الانتخابية لن تتوقف»، موضحاً أنه «يمكن أن تتفق لائحتان على دعم لائحة أخرى أو تتوحّد لوائح في لائحة واحدة والتخلي عن بعض المرشحين من كلا اللائحتين في وجه لائحة أخرى لأهداف انتخابية»، وتوقع أن يرتفع مستوى الخطاب الانتخابي والسياسي خلال الـ 40 يوماً المقبلة، معتبراً ذلك أمراً طبيعياً ويحصل في دول العالم كافة قبيل الاستحقاقات الانتخابية الكبرى، وأوضح أنه «في ظلّ القانون الحالي لا يمكن الحديث عن معارك كسر عظم أو معارك ربح وخسارة بمعناه الواسع بقدر ما يمكن الحديث عن أحجام وأوزان لجميع الأطراف»، وتوقّع الخبير أن تكون بيروت الثانية أمّ المعارك الى جانب دائرة طرابلس الضنية – المنية ودائرة الشمال الثالثة، ودائرة بعلبك – الهرمل نظراً لرمزيتها في ظلّ رهانات قوى خارجية وداخلية على بعض القوى المعارضة للثنائي الشيعي على انتزاع مقعدين أو أكثر لاستثمارها في السياسة».
كما أشار الخبير الانتخابي الى أنّ «القوى والأحزاب السياسية اختارت تحت ضغط القانون مصالحها الانتخابية على مصالحها السياسية لتحصيل أكبر عدد ممكن من الأصوات ولو تطلّب ذلك التحالف مع الأخصام السياسيين التقليديين، لكن بعد الانتخابات يوم آخر وسنرى شكل اصطفافات جديدة وسيعود كلّ مرشح أو حزب الى خندقه السياسي. وهذا ينطبق على التيار الوطني الحر الذي تحالف مع الجماعة الإسلامية في صيدا جزين ومع المرشحين ميشال معوّض في الشمال ومنصور البون ونعمة أفرام في المتن كسروان وبالتالي حصّن وضعه الانتخابي في طبيعة تحالفاته ما يجعله قوياً في جميع الدوائر التي يملك فيها وزناً شعبياً، وبالتالي أقلّ تقدير يستطيع الحفاظ على حصته الانتخابية بعكس تيار المستقبل كما يقول الخبير، حيث ستتقلص كتلته النيابية بشكل كبير عما هي عليه اليوم لأسباب عدّة سياسية ومالية وإنمائية». ولفتت الى أنه «يمكن وضع تقديرات تقريبية لنتائج الانتخابات، لكن صناديق الاقتراع هي التي تحدّد والأمر متوقف على قدرة الأحزاب والمرشحين على استنهاض الشارع من خلال تقديم خطاب انتخابي يُقنع الجمهور»، ولفت الخبير الى «تقصير لافت في أداء هيئة الإشراف على الانتخابات وعجزها عن ضبط الإنفاق الانتخابي من جهة والخطاب المذهبي من جهة ثانية».
كرامي أعلن لائحته في طرابلس
الى ذلك لا تزال طرابلس في الواجهة الانتخابية في ظلّ اعلان اللوائح بالتوالي، فبعد زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري الانتخابية الى المدينة، ردّ رئيس تيار «الكرامة» الوزير السابق فيصل كرامي، منتقداً زيارة الحريري وأداء تياره على الصعيدين السياسي والإنمائي، وفي كلمة له خلال إعلان لائحة «الكرامة الوطنية» في طرابلس، قال كرامي غامزاً من قناة الحريري: «يريدون أن يعيشوا وجعنا وهم لا يعرفون سعر ربطة الخبز». وشدّد على «أنني أرشح نفسي لأكون صوتكم الفيصل بين الحق والباطل وبين مرجعية المدينة والتبعية الى الخارج وما بين قرارات طرابلس والقرارات المستوردة، وليكن صوتكم لائحة الكرامة الوطنية». وتضمّ اللائحة فيصل كرامي – جهاد الصمد – طه ناجي – صفوح يكن – عبد الناصر المصري – أحمد عمران – أيمن العمر – عادل زريقة – رفلي دياب.
غير أنّ السؤال هل يستطيع كرامي الصمود أمام المحادل المالية والانتخابية والسياسية والمذهبية الذي يمثلها ثلاثي الحريري – الرئيس نجيب ميقاتي والوزير السابق أشرف ريفي؟ وهل تختار مدينة «الفيحاء» الخرزة الزرقاء أم سماء الكرامة؟
مصادر لائحة كرامي أوضحت لـ «البناء» أنّ «خطابنا موجّه لتيار المستقبل الذي كان جزءاً أساسياً من السلطة طيلة السنوات الماضية ولم يجلب الى المدنية إلا الفقر والبطالة وجولات العنف وتوريط شبابها في أتون الصراع المذهبي والطائفي ثم التخلي عنهم ورميهم في السجون حتى الآن». أما على الصعيد الإنمائي فأشارت المصادر الى أنّ «أبناء طرابلس تعلّموا من المراحل الماضية ومقبلون على انتفاضة في وجه المستقبل في صناديق الاقتراع». وتجري المصادر مقارنة بين طرابلس والضنية وعكار وبين البترون وبشري من جهة الإنماء، حيث تمكّن ممثلو المناطق الأخرى على تقديم الخدمات لها وتوظيف آلاف من شبابها بينما لم يقدّم المستقبل أي خدمات لإنقاذ الوضع الاقتصادي الصعب في المدينة ولا توظيفات حتى حراس ونواطير».
ولفتت المصادر إلى «أننا نراهن على تحوّل المزاج الشعبي للطرابلسيين وعلى قانون الانتخاب الذي يضمن أحجام الجميع وأوزانهم، لكنها أكدت أننا «نضمن حاصلين انتخابيين ونعمل على حصد الحاصل الثالث لنتمكّن من تقديم الأفضل». وعن اتهام الحريري للنظام السوري بتركيب لوائح 8 آذار في طرابلس وغيرها، سخرت المصادر من هذا الكلام، معتبرة أن «سورية لديها ما يكفيها من مشاكل ولا تتدخّل في الداخل، وكل كلام من هذا القبيل هدفه شدّ العصب الانتخابي واختراع أعداء وفزاعات لاستجلاب المال الانتخابي لتعويم وضع المستقبل الصعب انتخابياً».
وأشارت مصادر اللائحة الى أن «أي مرشح من لائحتنا يصل الى البرلمان سيكون صوتاً للمقاومة ودعماً لخياراتها الاستراتيجية وسياساتها الداخلية في الوحدة الوطنية ومكافحة الفساد وشعار لائحتنا العداء لإسرائيل والإرهاب واستعادة حقوق المدينة المهدورة على أبواب المصالح السياسية والمالية والطائفية للقوى الأخرى».
واتهمت المصادر السعودية بـ «التدخل المباشر في الانتخابات وتركيب اللوائح لا سيما في طرابلس من خلال الضغط على مرشحين لثنيهم عن الترشح ودفعهم للانضمام إلى المستقبل لتوحيد الجهود ضد من يسمّونهم مرشحي حزب الله».
ويبدو أن الحرب المفتوحة بين «الشيخ» و»اللواء البطل» آخذة الى التصعيد ، فبعد الهجوم الذي شنّه الحريري أمس الأول على ريفي رد الأخير أمس في تصريح داعياً رئيس المستقبل إلى «مناظرة أمام الرأي العام الذي إليه نَحتكم، وذلك بعدما اتّهَمه بأنه يحاول تضليلَ الناس اليوم وتصويرَ الأمر وكأنه خلافٌ شخصيّ وهو يحاضر بالوفاء، فيما يَعرف الجميع أن خلافنا سياسيّ، لأننا رَفضنا الخيارات الخاطئة التي كرّست الوصاية على لبنان».
جنبلاط يُثبّت تموضعه: لا تراهنوا على فريق ترامب
في غضون ذلك، برزت مواقف سياسية لافتة لرئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط اعتبر فيها أن «الانتخابات لن تحقق طموحات اللبنانيين الذين يريدون التغيير نحو نظام أفضل، لكن بحد ذاتها هناك انتخابات ربما تأتي بوجوه جديدة تخلق حركية معينة في مجلس النواب تقودنا ربما إلى الأفضل».
وفي ذروة الانهماك المحلي في الاستحقاق الانتخابي والتصعيد الإقليمي والدولي، كان جنبلاط يثبّت تموضعه السياسي ضد سياسة المحاور الإقليمية وتمايزه عن خيارات الفريق السعودي في لبنان، موجهاً رسائل إلى كل من المستقبل و»القوات اللبنانية» وبقايات 14 آذار بعدم الرهان على فريق الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وحذّر جنبلاط في حديث لقناة «فرانس 24»: «أي فريق لبناني داخلي بأن يراهن على فريق العمل الجديد الأميركي المتصلّب والمتصهين»، وأكد أن «الانتخابات ستجري، لكن أحذر من بداية الاصطفافات في لبنان مع فريق العمل الأميركي الجديد تحت شعار محاربة إيران أو محاربة نفوذ حزب الله فلا نتحمّل محاور في لبنان». وأضاف: «إذا حدثت ضربة عسكرية ستدمر لبنان، ولكن لن ينتصروا لأن هناك مقاومة شعبية وطنية إسلامية، سمّها ما شئت، أقوى».
وعن الاستراتيجية الدفاعية قال جنبلاط: «نعم لبحث الاستراتيجية الدفاعية وفق الظروف الإقليمية وحزب الله لن ينخرط في الدولة إلا بوجود ظروف إقليمية سياسية تجعله ينخرط في الدولة أو يجمع سلاحه مع سلاح الجيش اللبناني، ولكن إلى أن نصل إلى هذا الأمر، مع العلم أنه بعيد لماذا لا نركز على حل أزمة والخلاص من تلك البوارج التركية».
جلسة عامة لمناقشة الموازنة
على صعيد آخر، ومواكبة لمؤتمر «سيدر» في باريس أقرّت لجنة المال والموازنة موازنة عام 2018 في جلسة عقدتها أمس، في المجلس النيابي وأحالتها الى الهيئة العامة، وبعد التشاور مع هيئة مكتب المجلس حول جدول اعمال الجلسة، دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري لعقد جلسة عامة يومي الاربعاء والخميس في 28 و29 الحالي نهاراً ومساءً بدءاً من الساعة الحادية عشرة صباحاً، وذلك لدرس وإقرار موازنة العام 2018 وملحقاتها.
وتوقعت مصادر وزارية لـ «البناء» أن يقرّ المجلس الموازنة خلال الأسبوع الحالي وقبيل انطلاق مؤتمر سيدر في 6 نيسان المقبل، مشيرة الى توافق رئاسي على ذلك.
الجمهورية
اللوائح أقفلت والعد العكسي بدأ… و16 دولة تطرد ديبلوماسيين روس
بدأ السباق الانتخابي رسمياً والمنافسة الفعلية على المقاعد الـ 128 في مجلس النواب، وانطلقت محركات الماكينات الانتخابية بزخم، بعد إقفال باب وزارة الداخلية والبلديات أمام تسجيل اللوائح منتصف ليل امس، وقد شهدت الساعات الماضية تسجيل عدد كبير من اللوائح ومن بينها لائحة «الوفاء المتنية» المؤلفة من الرئيس ميشال المر عن المقعد الارثوذكسي، الدكتورة نجوى عازار عن المقعد الماروني، المهندس شربل سمعان أبو جوده عن المقعد الماروني، الدكتور ميلاد السبعلي عن المقعد الماروني، والسيد جورج عبود عن المقعد الكاثوليكي.
مع اتّضاح المشهد واكتمال الصورة رويداً رويداً، يُقابَل المسار الانتخابي بامتعاض شديد لدى الرأي العام، وباشمئزاز من نوعية بعض اللوائح وعدم تجانس أعضائها، ومن انعدام الاخلاقية في عملية إقصاء مرشحين عبر اعتماد سياسة الترهيب والترغيب في حق الناخبين، ولجوء «حديثي النعمة» في السياسة، الذين يقفزون من مكان الى مكان، الى تقديم الخدمات والمال، وانتهاج آخرين طريقة دَس الدسائس وبَثّ النميمة، في حين يتعرّض أصحاب التجربة والخبرة ومن لهم باع طويل في الشأن السياسي، الذين يحتاج اليهم لبنان في هذه المرحلة المصيرية، لشتى أنواع محاولات إنهاء دورهم وإلغائهم سياسياً وشطبهم من المعادلة.
نصرالله: لا أمزح
وفيما يجري كل ذلك وسط ارتفاع منسوب الحديث عن رشاوى و«تشريع» كافة أنواع «الاسلحة المحرّمة» في السباق الانتخابي، قال الأمين العام لـ«حزب الله» السيّد حسن نصرالله في لقاء مع الماكينة الانتخابية للحزب في منطقة بيروت: «نذهب الى الانتخابات ونحن مرتاحون سياسياً واخلاقياً، وقدّمنا ما نستطيع لحلفائنا». واضاف: «لن نردّ على الحملات ضدنا بخطاب مستفزّ، لكنّ جمهورنا تعوّد على الانتصارات، وقد شاهدها بأمّ العين، وإن شاء الله سيشهدها في المعركة الانتخابية». وكرّر القول: «سأذهب الى مدن وقرى بعلبك ـ الهرمل اذا وجدتُ وهناً في الاقبال على الانتخابات ودعم لائحة «الامل والوفاء» وأنا لا أمزح، وكلامي ليس من باب التشجيع». واعتبر «أنّ التحالف بين «حزب الله» وحركة «أمل» هو فوق استراتيجي وله بعد إيماني وعقائدي».
وقال نصرالله: «لن تسمعوا من تيار «المستقبل» وغيره سوى شد العصبية وشتيمتنا لكي ترضى عنهم السعودية واميركا وغيرهما، ولا يوجد عندهم ما يقولونه لجمهورهم». وأضاف: «لو كنّا موجودين في الحكومة عام ٢٠٠٥ ما كان استَرجا لا فؤاد السنيورة ولا مِيّة واحد مِتلو ياخدو القرار يَلّي أخَدو بموضوع الشبكة السلكية لـ«حزب الله».
الموازنة
وقبَيل التوجّه الى مؤتمر «سيدر» في باريس في السادس من شهر نيسان المقبل، يستعد مجلس النواب لدرس وإقرار الموازنة العامة وملحقاتها بعدما أقرّتها لجنة المال وأحالتها الى الهيئة العامة لمجلس النواب، وقرر رئيس المجلس نبيه بري الدعوة الى عقد جلسة عامة يومي الاربعاء والخميس في 28 و 29 الجاري نهاراً ومساءً بدءاً من الساعة الحادية عشرة صباحاً، وذلك بعد التشاور مع هيئة مكتب المجلس حول جدول أعمال الجلسة العامة.
وعلمت «الجمهورية» انّ تعديلات كبيرة أجريت، وشملت تخفيضات على رسوم التسجيل العقارية للمباني والشقق السكنية، لتتراجع فور التصديق على الموازنة العامة الأسبوع المقبل، الى النصف تقريباً.
وقالت مصادر نيابية لـ«الجمهورية» انّ التخفيضات التي شملت الرسوم العقارية المعمول بها جاءت وفق جداول منفصلة، وستستفيد منها الوحدات غير السكنية التي لم تسجّل بعد لمدة ستة أشهر فقط، فيما ستخفّض رسوم تسجيل الشقق السكنية التي لا يتعدى سعرها الـ 250 الف دولار اميركي الى نسبة الـ 3 % بدلاً من 6 % من دون أي أفق زمني محدد، على ان تتدرّج الرسوم صعوداً بالنسبة الى الشقق ذات الأسعار المرتفعة فوق هذا الحد.
ويسبق جلسات الموازنة جلسة حكومية، فينعقد مجلس الوزراء عند الحادية عشرة والنصف ظهر اليوم في قصر بعبدا، لبحث جدول أعمال الجلسة السابقة بالإضافة الى عشرة بنود جديدة.
التطورات دولياً وإقليمياً
الّا انّ الشأن الانتخابي على اهميته لم يحجب الانظار عن التطورات المتسارعة دولياً على الجبهة الاميركية ـ الروسية المتدهورة ديبلوماسياً، وإقليمياً على الجبهة السعودية ـ الايرانية المشتعلة. كلّ ذلك يترافق مع ظهور مؤشرات تبعث على القلق.
ورأى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط انّ الطوق سيزيد على لبنان. واعتبر في حديث الى قناة «فرانس 24» أنّ «النظام السوري ربح في الوقت الحاضر»، وانّ «الآتي أميركيّاً مخيف لأنه يبشّر بمواجهة، والمواجهة لن تكون في إيران إنما في لبنان وأقله سياسياً، وسندفع ثمن المواجهة».
وحذّر جنبلاط «أيّ فريق لبناني داخلي من أن يراهن على فريق العمل الجديد الأميركي المتصلّب والمتصَهين»، مشيراً إلى أنّ «التغييرات ربما تطاول أيضاً وزير الدفاع الاميركي»، مستطرداً «إنّي أتحدث في السياسة، ففي العسكر تعوّدنا على سياسات اميركا ودعمها لإسرائيل، وأمّا إذا حدثت ضربة عسكرية فستدمّر لبنان ولكن لن ينتصروا لأنّ هناك مقاومة شعبية وطنية إسلامية، سَمّها ما شئت، أقوى».
وإذ أكد جنبلاط أنّ «الإنتخابات ستجري»، حذّر «من بداية الاصطفافات في لبنان مع فريق العمل الأميركي الجديد تحت شعار محاربة إيران أو محاربة نفوذ «حزب الله». وقال: «لا نتحمّل محاور في لبنان».
وما زالت مسألة تسميم العميل الروسي – البريطاني المزدوج السابق سيرغي سكريبال تتفاعل. وفي جديد تداعياتها قرار للرئيس الاميركي دونالد ترامب بطرد 60 ديبلوماسياً روسياً من الولايات المتحدة، وإغلاق القنصلية الروسية في سياتل، ومنح الديبلوماسيين الروس المطرودين سبعة أيام لمغادرة الأراضي الأميركية.
وكذلك فرضت 14 دولة من اعضاء الاتحاد الاوروبي عقوبات على روسيا في هذا الصدد. وأصدرت دول اخرى قرارات مشابهة نَصّت على طرد ديبلوماسيين روس من أراضيها، تضامناً مع بريطانيا.
وردّت موسكو سريعاً على واشنطن متوعّدة بألّا تمر هذه الخطوة «الاستفزازية» مرور الكرام، وبألّا تبقى من دون رد.
امّا على جبهة الرياض ـ صنعاء فالتوتر سيّد الموقف بعد إطلاق سبعة صواريخ باليستية من اليمن باتجاه الاراضي السعودية، في وقت توالت مواقف الاستنكار وإدانة الاعتداء. وأعلن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز «وقوف المملكة بكل حزم من أجل التصدي لأية محاولات عدائية تستهدف أمنها».
وعرض المتحدث باسم التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، تركي المالكي، أدلة حول تهريب إيران صواريخ للحوثيين، مؤكداً حق المملكة «في الرد على إيران في الوقت والشكل المناسبين». كذلك أكدت الولايات المتحدة حق السعوديين في الدفاع عن حدودهم ضد هذه التهديدات.
لبنانياً، قال رئيس الحكومة سعد الحريري: «إنّ إطلاق صواريخ باليستية على السعودية، محلّ إدانة كل العاملين على وقف الحرب في اليمن. وعلى المجتمع الدولي ان يتحمّل مسؤولياته في هذا الشأن، وبذل الجهود لمنع تفاقم الاوضاع، والتكامل مع الجهود الصادقة التي تبذلها قيادة المملكة في هذا السبيل».
هبة عسكرية قبرصية
على صعيد آخر، كشفت مصادر دبلوماسية لـ»الجمهورية» انّ زيارة وزير الخارجية القبرصية نيكوس خريستودوليديس الى بيروت، في الساعات المقبلة، ستشكّل مناسبة للإعلان عن اولى الهِبات العسكرية الأوروبية للجيش اللبناني والقوى العسكرية والأمنية، وهو أمر سيبلّغه الوزير الضيف الى كل من رئيس الجمهورية ورئيسي مجلس النواب والحكومة ونظيره اللبناني.
وقالت المصادر انّ هذه الهبة تتضمن دعماً لسلاح البحرية وأسلحة متطورة وذخائر تتناسب ونوعية الأسلحة التي يستخدمها الجيش اللبناني في مختلف انواع وحداته، وهي من اولى الهبات التي تقررت في مؤتمر «روما 2» الذي عقد في 15 و16 آذار في العاصمة الإيطالية.
وستتناول الزيارة الجديد في المفاوضات الجارية من أجل ترسيم الحدود النهائية للمنطقة الإقتصادية الخالصة المتنازَع عليها بين لبنان واسرائيل، في اعتبار انّ المياه الإقليمية القبرصية تشكل حدوداً مشتركة بين لبنان وكل من إسرائيل جنوباً وسوريا شمالاً.
كذلك ستتناول المباحثات، التي ستقتصر على يوم واحد، سبل تعزيز التعاون الإقتصادي والتجاري والسياحي والمالي بين البلدين، وستشهد توقيعاً لعدد من الإتفاقات التي تعني دول حوض البحر الأبيض المتوسط.