خطى لبنان نحو مرحلة سياسية جديدة بعد إعلان "الداخلية" النتائج الرسمية للإنتخابات النيابية. ومع تغير موازين القوى السياسية في برلمان 2018، أصبحت المقاومة الوطنية قادرة على تشكيل تحالف سياسي يضم ثلث نواب الشعب اللبناني. وجاءت ردود الفعل "الإسرائيلية" لتؤكد أهمية هذا التغير، في صون استقرار لبنان وحفظ أمن اللبنانيين وحماية سلامهم الوطني …
الجمهورية
بدء التحضير للمجلس الجديد… وتطويق شغب في بيروت
أمّا وقد صدرت النتائج الرسمية للانتخابات النيابية، فينتظر ان تخضع بدءاً من اليوم لقراءة سياسية دقيقة، لأنه بناء عليها سيتمّ التأسيس للمرحلة المقبلة. ولكن على إثر صدورها شهدت بعض أحياء بيروت أعمال شغب نشطت الاتصالات ليلاً، لتطويقها في وقت تدخّل الجيش والقوى الامنية وانتشرت في هذه الأحياء.
بدأت الاوساط الرسمية والسياسية تستعد لموعد تولّي المجلس النيابي المنتخب مسؤولياته الدستورية مع انتهاء ولاية المجلس الحالي في 20 من الجاري، بحيث سيدعى المجلس المنتخب الى أولى جلساته التي سيترأسها نائب رئيس مجلس الوزراء السابق النائب ميشال المر كونه «رئيس السن»، بحيث يتمّ في هذه الجلسة انتخاب رئيس المجلس وسيكون الرئيس نبيه بري مجدداً وكذلك انتخاب نائب رئيس المجلس وهيئة مكتبه واللجان النيابية، وذلك استعداداً لتأليف الحكومة الجديدة خلفاً للحكومة الحالية التي ستصبح مستقيلة دستورياً بمجرد انتهاء ولاية المجلس الحالي.
عون والحريري
وفي انتظار ذلك، وفي ضوء النتائج التي أفضى اليها الاستحقاق النيابي رأى مراقبون انّ العهد أراد ان تشكّل هذه الانتخابات نوعاً من «تسونامي» شبيه بتسونامي العام 2005، على قاعدة انها اوّل انتخابات تُجرى بعد انتخاب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تحت عنوان «العهد القوي» الذي يُمسك بالرئاسة، في ظل تعاون مفتوح مع الحريري، من خلال وعود وخدمات وتوزير.
أرادها نوعاً من تسونامي يُعيد من خلاله الامساك بكل التمثيل المسيحي، فيستأثر بالمقاعد الوزارية وبالتعيينات الادارية من دون ان يكون هناك ايّ شريك على اي مستوى من المستويات. وبالتالي، اراد ان تؤدي هذه الانتخابات الى تفويضه شعبياً مسيحياً إدارة مُطلقة بلا شريك ولا رقيب.
الّا انّ نتائج الانتخابات جاءت مخيّبة للعهد، إذ اظهرت على المستوى المسيحي وجود شراكة سياسية فعلية من «القوات اللبنانية» التي خاضت الانتخابات بتحالفات سياسية منسجمة، فيما خاضها «التيار الوطني الحر» من خلال شخصيات متموّلة ورأسمالية، او من خلال وعود مفتوحة بالتوزير والخدمات لشخصيات سياسية اخرى، ومن خلال اختيار شخصيات «من كل وادي عصا» لا تملك الخطاب نفسه ولا المواقف السياسية نفسها.
وقد جاءت نتائج الانتخابات لتُظهِر أن لا إمكانية لتفويض «التيار» الواقع المسيحي، بل أفرزت ديموقراطياً شراكة مسيحية تبدو شكلاً على غرار الثنائية الشيعية التي يحكمها تحالف متين. ولكنها في المضمون تكشف وجود تعددية مسيحية، حاول «التيار الوطني الحر» إلغاء بعض شخصياتها. وبالتالي، لن يستطيع العهد تحقيق الهدف الاول الذي حدده، وذلك بسبب وجود أحزاب سياسية بكتل نيابية صغيرة.
ويقول هؤلاء المراقبون انّ الحريري كان يتمنّى الخروج من هذه الانتخابات بـ«تسونامي» على مستوى الطائفة السنية، يستطيع من خلاله، بالشراكة والتكامل والتكافل مع رئيس الجمهورية، من أن يضعا يديهما على السلطة بكل مفاصلها، وهذا ما يبرّر ويفسّر موقف رئيس الجمهورية من أنه في حال كانت هناك أي عراقيل في تأليف الحكومة سيذهب الى تأليف حكومة أكثرية، ومن أراد ان يعارض فليعارض.
فجاءت نتائج الانتخابات لتشكّل نكسة سياسية للحريري ورئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل، وهذه النكسة ستلزمهما بالانفتاح على قوى سياسية أخرى. فلا الحريري قادر على التفرّد بالقرار على المستوى السنّي، ولا باسيل قادر على التفرّد بالقرار على المستوى المسيحي، فيما كل القوى السياسية الاخرى ممتعضة ومشمئزّة من هذا السلوك ومن ثنائية غير منفتحة على الآخرين، بل مقفلة في اتجاه استئثاري على مستوى السلطة.
وفي رأي مصادر مسيحية، فإنّ الثنائية المسيحية التي أفرزتها الانتخابات لن تؤدي الى إجهاض اتفاق معراب، إذ انّ المصالحة المسيحية من الثوابت الوطنية. إنما في المرحلة المقبلة، فإنّ قواعد المنافسة المسيحية ستكون مفتوحة اكثر، حيث انّ «القوات اللبنانية»، وخلافاً للثنائية الشيعية، ستكون منفتحة اكثر على شخصيات مستقلة من اجل مزيد من تعزيز الوضعية السياسية لمفهوم طريقة إدارة الدولة في لبنان.
امّا على المستوى الشيعي، فإنّ الثنائية الشيعية تمكّنت من حصد الغالبية الشيعية الساحقة بنحو واضح وحاسم. (بالاضافة الى نحو 5 مقاعد سنية وكتلة مسيحية). لكنّ حجم الكتلة الشيعية ظل ما دون الثلث زائداً واحداً، فلا قدرة لأيّ طرف على التعطيل ولا على أي امر آخر، فضلاً عن انّ منطق «الثلث زائداً واحداً او النصف زائداً واحداً لم يعد قائماً لأن القوى السياسية، وعلى غرار ما قاله الحريري امس، «جَرّبت هذا المنطق وبرهن لها انّ استخدامه غير ممكن في بلد توافقي مثل لبنان». لكنّ «حزب الله» نجح في توجيه رسالة الى الجميع مفادها انه على رغم القانون الانتخابي النسبي فقد استطاع وحركة «أمل» إقفال الساحة الشيعية مع تعزيز وضعيتهما داخل البيئة السنية والمسيحية.
في المقابل، نجحت «القوات» في تعزيز حصتها النيابية، فيما نجح النائب وليد جنبلاط في الحفاظ على أحاديته داخل البيئة الدرزية. كذلك، فإنّ التعددية السنية التي أفرزتها الانتخابات هي تعددية لافتة، ويمكن لهذه القوى السنية إذا اجتمعت مع بعضها البعض، ان تشكّل يوماً مع قوى سياسية وطنية، رسالة الى الحريري بأنّ الامور مفتوحة على شتى الاحتمالات. وبالتالي، باتت هناك خيارات اخرى على مستوى رئاسة الحكومة غير موجودة على مستوى رئاسة مجلس النواب. إذ لا يمكن الاستهانة بأنّ تعاون نحو 7 نواب سنة او اكثر مع قوى سياسية اخرى، من شأنه أن يُفسح في المجال امام خيارات أخرى.
إذاً، الانتخابات فرضت توازنا جديدا ومعطى جديداً، ولم يستطع العهد تحقيق ما اراده، اي ان يُمنح تفويضاً شعبياً استثنائياً ما شكّل صفعة اساسية له. وبالتالي، بات عليه ان يراجع خياراته ومواقفه، وان يراجع ايضاً سياسة تلزيم القرار السياسي لباسيل.
شغب في بيروت
غداة إعلان النتائج الرسمية للانتخابات، شهدت بيروت بعض الشغب إذ أقدم مسلّحون على دراجات نارية على رفع أعلام حزبية على تمثال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في منطقة السان جورج، ثم انتقلوا إلى منطقة عائشة بكار حيث اعتدوا على عدد من الآليّات، وأطلقوا النار من دون وقوع إصابات. فسَيّر الجيش اللبناني على الفور دوريات، واقام حواجز في مختلف شوارع بيروت، للحفاظ على الأمن.
واتصل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري بقائد الجيش العماد جوزف عون والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، طالباً منهما «معالجة الفلتان في بيروت واتخاذ التدابير اللازمة بأقصى سرعة ممكنة».وبدوره، استنكر بري «الممارسات المسيئة التي قامت بها بعض المواكب السيّارة التي جابَت شوارع العاصمة بيروت، وطاولت رموزاً ومقرّات ومقامات نحترم ونجلّ». وأضاف: «إنّ كرامة العاصمة بيروت وكرامة أبنائها وعائلاتها الكريمة وقياداتها هي من كرامتنا، وأيّ مساس بها هو مساس بكرامتنا وكرامة كل اللبنانيين».
الأخبار
«الزعران» يشوّهون نتيجة الانتخابات
كادت بيروت تتحوّل أمس الى ساحة حرب. بعض «الموتورين» كما وصفهم رئيس مجلس النواب نبيه برّي خرقوا هدوء المشهد الانتخابي الحضاري. مشهد المدينة بعد الانتخابات: استنفار سياسي وأمني وعسكري وسلسلة تدابير، بينها منع سير الدراجات النارية لثلاثة أيام. الأدهى أن خطاب ما بعد الانتخابات يشي باشتباك الحكومة الجديدة من بوابة المداورة على الوزارات السيادية
لم يكَد يمُرّ يوم واحد على الانتخابات النيابية، حتى تحوّلت شوارع العاصمة بيروت إلى مسرح للفوضى المتنقلة. أقفلت صناديق الاقتراع وفُتحت الشوارع أمام المتفلّتين و«الزعران». الخطاب التحريضي الذي سبق «العرس الديمقراطي» أثمر تحركات غير منضبطة في عدد من أحياء العاصمة. بدءاً من بعد ظهر أمس، حتى ساعة متأخرة ليلاً، لم يتوقف شريط الاستفزازات المتنقلة من شارع إلى آخر. مواكب لسيارات أو دراجات نارية، سرعان ما تحولت إلى اشتباكات استخدمت خلالها العصي والحجارة وإطلاق نار متقطع في الهواء. استدعى هذا الأمر استنفاراً سياسياً وأمنياً وانتشاراً للجيش اللبناني بكثافة في مختلف المناطق التي حصلت فيها إشكالات، من الطريق الجديدة وساحة أبو شاكر إلى رأس النبع وعائشة بكار وكورنيش المزرعة وبشارة الخوري والمصيطبة وحي اللجا وزقاق البلاط، فضلاً عن بعض المناطق التي تؤدي إلى مدخل العاصمة الجنوبي.
وعلى الفور سارعت القيادات السياسية إلى الدعوة لضبط الانفلات، فحمّل تيار المستقبل المسؤولية للقيادات المعنية، ودعاها الى «وقف المسيرات المذهبية في بيروت». أما رئيس مجلس النواب نبيه برّي فقد استنكر «الممارسات المسيئة التي أساء فيها بعض الموتورين لحركة أمل وحزب الله»، معتبراً أن «كرامة بيروت وأهلها من كرامتنا»، وأجرى لهذه الغاية اتصالات رفيعة المستوى من أجل ضبط الشارع ووقف المظاهر الاحتفالية، فيما أصدر وزير الداخلية نهاد المشنوق قراراً يمنع سير الدراجات النارية في نطاق بيروت الإدارية لمدة ثلاثة أيام.
وفي هذا الإطار، علمت «الأخبار» أن اتصالاً جرى بين برّي ورئيس الحكومة سعد الحريري لتهدئة الأوضاع، وأن الاخير وقيادة حزب الله تواصلا مع الأجهزة الأمنية وطلبا اليها اتخاذ الإجراءات بحق المتفلتين لأي جهة انتموا. وقد رافق أعمال الشغب الكثير من الشائعات التي تحدثت عن وقوع قتيل في منطقة عائشة بكّار، تبيّن أن لا أساس لها من الصحة. كذلك انتشرت أفلام عبر وسائل التواصل لمسلحين في أحياء من العاصمة، تبين أن معظمها من تواريخ سابقة. وقد صدر عن قيادة الجيش بيان حذر المواطنين من إطلاق النار والقيام بأي أعمال مخلّة بالأمن.
ومع صدور نتائج الانتخابات، دعا الرئيس نبيه بري إلى التكاتف والاتعاظ ممّا حصل، واعتبر الانتخابات درساً لكل القوى والأحزاب، مشدداً على الإسراع في تأليف الحكومة. وقال في دردشة تلفزيونية، إن وزارة المال في الحكومة المقبلة ستكون من حصة الطائفة الشيعية، انسجاماً مع روحية اتفاق الطائف.
العبارة الأخيرة لرئيس المجلس استوجبت رداً من الحريري الذي قال إن العرف الوحيد (في الطائف) محصور بالرئاسات الثلاث، وأكد أنه لا يجوز التمسك بأمور لم ترد في اتفاق الطائف على مستوى الوزارات.
الرد الحريري يؤشر من جهة إلى تبنّي رئيس الحكومة لوجهة نظر رئيس الجمهورية ورئيس التيار الوطني الحر بوجوب عدم إسناد وزارة المال لحركة أمل، وأن تشملها المداورة في أول حكومة بعد الانتخابات. ويؤشر من جهة ثانية إلى التجاذب الذي سيصعّب مهمة تأليف الحكومة الجديدة في وقت قياسي، كما يشتهي ذلك معظم الأطراف السياسية.
نصرالله: لا أحد يلغي أحداً… والحريري يؤكد أن البلد لا يحكم إلا بجميع مكوّناته
من جهته، رأى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن «إجراء الانتخابات إنجاز وطني كبير»، مؤكداً أن هذا «الإنجاز يُسجل للعهد ولرئيس الجمهورية العماد ميشال عون والحكومة اللبنانية، وكل فئات الشعب اللبناني».
وفي خطاب عبر الشاشة، أثنى نصرالله على الوضع الأمني ووصفه بـ»الممتاز»، ورأى أن «إجراء الانتخابات في يوم واحد هو إنجاز، مع بعض الأخطاء التي يجٍب أن تعالج». وقال إن «الحضور الكبير والوازن والحقيقي يشكل حماية قوية لمعادلة (جيش وشعب ومقاومة) القادرة على حماية البلد». واعتبر أن «ما كنّا نتطلع إليه منذ بداية الحملات الانتخابية قد تحقق، وأن تركيبة المجلس النيابي الجديد تُشكل انتصاراً كبيراً للمقاومة ولبيئة المقاومة التي تحمي سيادة البلد».
وإذ أشار إلى «المؤتمرات التي عقدت من أجل الضغط على البيئة الحاضنة للمقاومة»، رأى أن الهجمة على المقاومة «أعطت نتائج عكسية عبّرت عنها نسب الاقتراع في بعلبك الهرمل التي بلغت أمس 63% وكذلك في بقية الدوائر»، وأن «جمهور المقاومة تصرف بمسؤولية وطنية وجهادية كبيرة من أجل المشروع الوطني ككل»، واعتبر أن نسب التصويت المرتفعة «كانت بمثابة الرد المباشر على من كان يقول إن جمهور المقاومة ملّ وتعب». ودعا الى «التعاطي مع نتائج الانتخابات بواقعية، واستخلاص العبر والانصراف نحو المزيد من العمل». وعبّر السيد نصرالله عن الشكر والامتنان لكل الذين «كانوا من أهل الوفاء في العملية الانتخابية، موضحاً أن «القانون النسبي أصح وأفضل، ولا يجوز أن يكون هناك عودة إلى القانون الأكثري». وأكد أنه «لا أحد بإمكانه القول إن الهدف من وراء القانون الانتخابي كان إقصاءه»، مشدداً على أنه لا أحد يلغي أحداً في البلد، وطمأن الذين يحذرون من خسارة بيروت بأن بيروت كانت وستبقى عربية وعاصمة للمقاومة.
أما الرئيس الحريري، فقد ذكّر بأن رئيس الجمهورية قال إنه بعد الانتخابات سيكون هناك بحث بالاستراتيجية الدفاعية، مجدداً التأكيد أن لبنان لا يحكم إلا بجميع مكوّناته السياسية، واعترف بأن تيار المستقبل خسر أكثر من ثلث مقاعده في البرلمان، مشيراً إلى أن التيار الذي «يحارب على أكثر من جبهة» كان يأمل تحقيق نتائج أفضل في أول انتخابات نيابية في البلاد منذ نحو عقد. كذلك أقرّ بأن «ثغرات كثيرة» كانت في تياره، متعهداً بمحاسبة المسؤولين عنها. وذكر أن اللبنانيين صوّتوا في انتخابات أول من أمس لمشروع الاستقرار والأمن والتطور الاقتصادي، مؤكداً مدّ اليد «لكلّ من يريد العمل من أجل تحسين معيشة وحياة اللبنانيين». وتعهّد «بالبقاء حليفاً لرئيس الجمهورية، لأن هذا التحالف يؤمّن الاستقرار». وتابع أن «أكبر إنجاز حققته حكومته هو إجراء هذه الانتخابات نفسها»، مضيفاً أنه لا مشكلة لديه مع نتائجها.
بدوره، أكد رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل أن التيار انتصر في الانتخابات، وقال: «تكتّلنا اليوم هو الأكبر في المجلس النيابي بـ29 نائباً، وقد يصل الرقم الى 30 نائباً». وأضاف: «نوابنا كانوا موجودين في 5 أقضية، واليوم هناك نواب يمثلون التيار في 15 قضاءً». وقال باسيل «نحن على موعد مع تكتل نيابي جديد اسمه تكتل لبنان القوي، سيكون بداية بالتغيير والإصلاح، ثم تأليف جبهة وطنية أوسع تضم كل القوى السياسية والأفراد الذين التزموا معنا في الانتخابات». وأكد أن شراكتنا مع تيار المستقبل مستمرة، ورأينا أنه ليس العهد وحده من حقق إنجازات بل الحكومة أيضاً، وننتظر من الرئيس الحريري جهداً أكبر». وأعرب عن سعادته بأن تكون كتلة «القوات اللبنانية» قد كبرت، معتبراً الأمر «إنجازاً للتيار الوطني الحر». وأكد أن «الحلف مع حزب الله استراتيجي وباق، والخطأ التكتيكي بحق التيار (مقعد جبيل) يجب ألا يتكرر».
حزب الله يدعو وهّاب إلى التروّي
استدعى ردّ فعل رئيس حزب التوحيد وئام وهّاب الغاضب، بعد صدور نتائج الانتخابات النيابية في دائرة الشوف ــ عاليه، وتوجيهه اتهامات بحقّ أحد المسؤولين في حزب الله، ردّاً من العلاقات الإعلامية في الحزب. وهّاب، الذي لم يحالفه الحظّ بفوز لائحته بحاصل انتخابي بفارق ضئيل نسبياً عن الحاصل الانتخابي في الدائرة، وحيازته أصواتاً تفضيلية أعلى من منافسه النائب مروان حمادة، أصدر موقفاً «متوتّراً» بعد ظهر أمس، متّهماً حزب الله بعدم منحه أصواته والمشاركة في إسقاطه ودعم لائحة النائب وليد جنبلاط. وجاء في ردّ حزب الله أن «العلاقات الإعلامية تؤكّد أن ما صدر من اتهامات من قبل الوزير الصديق وئام وهّاب بحقّ أحد المسؤولين في حزب الله (الحاج ساجد)، مرفوضة شكلاً ومضموناً، ولا تمتّ إلى الحقيقة بصلة، وإننا إذ نعتقد أن الالتباسات بين الحلفاء لا تعالج بمثل هذه الطريقة، فإننا ندعو الوزير وهّاب إلى التروّي والهدوء والتأمّل».
وعاد وهّاب مساءً وأكّد أن «كل مقاعد المجلس النيابي لا تبعده عن المقاومة»، وأن المكان المناسب لطرح اعتراضاته هو في «الغرف المغلقة»، وأن «سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله هو الحكم».
اللواء
بيروت تجتاز ليلاً «قطوع» الضغوطات على الحكومة الجديدة
آليات الجيش تحاصر الإشكالات.. ودعوة أممية «للتصرُّف بمسؤولية لحماية الإستقرار»
السؤال المريب والمثير، في آن معاً، ما الصلة بين إعلان نتائج الانتخابات النيابية على لسان الرئيس سعد الحريري والأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله، قبل ان تعلن رسمياً من قبل وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق الذي ارجأ الإعلان عن نتائج دائرة عكار، بانتظار الانتهاء من فرز بعض الصناديق، وقبل ان تنجز الطعون النيابية من عدد من اللوائح الفائزة والخاسرة والتوترات والاشكالات التي بدأت في عائشة بكار بين شبان على دراجات نارية وشبان من أبناء المحلة، كادت تشعل بيروت، لولا الاتصالات السياسية على ارفع المستويات والتدخل الميداني الكثيف للجيش اللبناني في الشوارع؟
ما صدر من دعوات من قبل الرئيسين نبيه برّي والحريري لقمع الإشكالات المتنقلة، واعتقال لمطلقي النار ورافعي الشعارات التحريضية، يندرج في محاولات جدية لاحتواء التوتر الذي تسببت به مجموعات من الشبان يحملون رايات واعلام حزبية ويرددون شعارات مرفوضة في شوارع العاصمة، لا سيما على اوتوستراد قريطم.
تزامن إعلان النتائج مع جولة جديدة من التوتر، وصفه الوزير المشنوق بالمعيب، الذي «لا علاقة له بالانتصار والفرحة بل بالثأر والانتقام»، فيما استنكر الرئيس برّي الممارسات المسيئة التي قامت بها بعض المواكب السيّارة في شوارع بيروت.. وحذر الرئيس الحريري من خروج الأمور عن السيطرة، داعياً الجيش وقوى الأمن لاتخاذ التدابير اللازمة باقصى سرعة ممكنة.
وحذرت قيادة الجيش المواطنين من القيام بأي عمل مخل بالأمن، وإطلاق النار في الهواء ابتهاجاً، وتؤكد انها ستعمل على ملاحقة المخالفين ومطلقي النار وتوقيفهم واحالتهم على القضاء المختص، مشيرة إلى ان تسيير مواكب وإطلاق نار في الهواء، أدى إلى حصول إشكالات فعمد الجيش إلى تسيير دوريات وإقامة حواجز ظرفية حفاظاً على الأمن ومنعاً لتمددها.
وقالت مصادر سياسية واسعة الاطلاع ان الإشكالات مرتبطة بأجندات ما ذات صلة بالضغوطات السياسية، على خلفية رئاسة الحكومة الجديدة، ورئاسة المجلس النيابي، وتوزيع الوزارات والبيان الوزاري للحكومة العتيدة.
الا ان مصادر أخرى، رأت فيها محاولة مكشوفة للتستر على ما انتاب العملية الانتخابية من ثغرات وإدخال صناديق غير ممهورة وتأخير إعلان نتائج بعض الدوائر، في بيروت الثانية وعكار.
وبصرف النظر عن التقييم الدولي للربح والخسارة، وما تصنفه وكالة «فرانس برس» بأنها انتصار كبير لحزب الله لتكريس نفوذه مع حلفائه في المعادلة السياسية، وخسارة الرئيس الحريري ثلث المقاعد التي كان يشغلها في المجلس الذي تنتهي ولايته في 20 الجاري، فإن الأمم المتحدة دعت السياسيين اللبنانيين إلى «التصرف بمسؤولية لحماية استقرار» بلدهم بعد الانتخابات التي شهدت تحقيق حلفاء حزب الله اللبناني المدعوم من إيران مكاسب واسعة.
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجريك، «نأمل في أن تواصل جميع الأطراف السياسية التصرف بمسؤولية في الأيام التي تلي الانتخابات لحماية استقرار لبنان بما في ذلك التشكيل السريع للحكومة».
مرحلة جديدة
ومع انتخاب مجلس نيابي جديد، أقل من نصفه تقريباً من الوجوه الجديدة والشابة، تكون البلاد قد دخلت عملياً في مرحلة سياسية جديدة، يفترض ان تستكمل باعادة انتخاب الرئيس برّي لولاية جديدة تستمر أربع سنوات، وتأليف حكومة جديدة، يبدو الرئيس الحريري أبرز المرشحين لرئاستها، رغم ما يمكن ان يحوط بهذا الاستحقاق من ملابسات وظروف، وربما أيضاً من بروز مرشحين جدد أو قدامى لها، تبعاً لما أفرزته الانتخابات من فوز «طامحين» من نفس الطائفة، ومن معطيات وقوى سياسية باتت قادرة على التحكم نوعاً ما بشخص رئيس الحكومة وبتشكيلها، وحتى بفرض أجندة جديدة لها.
ولوحظ على هذا الصعيد، ان الأمين العام لـ«حزب الله» السيّد حسن نصر الله، الذي بات يملك في المجلس كتلة نيابية وازنة يصل حجمها إلى ثلث المجلس، أظهر استعجالاً على وجوب البدء بالنقاش حول تشكيل الحكومة المقبلة، للاستفادة من الوقت، لأن الوضع لا يحتمل الانتظار، وهو ما لاقاه الرئيس برّي حين شدّد على وجوب ان تكون حقيبة وزارة المال من حصة الطائفة الشيعية، معتبراً بأن هذا الموضوع سبق ان اتفق عليه في الطائف ونفذ، لكن الرئيس الحريري، رأى في ما يشبه الرد على برّي، انه لا يجوز لأحد ان يضع اعرافاً جديدة لأن البلد في غنى عنها، معتبراً بأن العرف الوحيد هو رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة ورئاسة المجلس، وهذا هو العرف الوحيد الذي نتوافق حوله، لكنه استدرك بأنه لا مانع من ان يكون هناك وزراء من طوائف معينة، لكن المهم ان لا نفرض على انفسنا وعلى بعضنا اموراً لم ترد في الطائف ولا في اي مكان آخر».
وحين سئل عن تصوره للحكومة المقبلة، خاصة وان بعض القوى السياسية بدأت تقول منذ الآن بأن لديها مطالب مقابل تسميتك، اجاب: «في الأساس إذا قمت بتشكيل الحكومة فلن اقبل بأن يفرض علي أحد أية شروط، فالشروط يجب ان تكون لمصلحة البلد، وإذا تمت تسميتي ولم يعجبني أمر ما، أمشي، لا مشكل لدي»، معتبراً بأن تأليف حكومة من الأكثرية أمر خاضع للنقاش، الا انه بدا انه يميل إلى حكومة تمثل الجميع للنهوض بالبلد.
أما الرئيس نجيب ميقاتي، الذي باتت له كتلة نيابية من 4 نواب يُمكن ان تتوسع وتكبر في حال أرسى تفاهمات مع كتل أخرى فقد أكد من جهته انه مرشح لرئاسة الحكومة، لكنه لاحظ أن الموضوع يحتاج إلى تشاور، وإذا كانت هناك حظوط للوصول فحتماً أنا مستعد لهذه المهمة.
ثغرات وشوائب وطعن
على ان ما شاب الانتخابات من عيوب وشوائب وثغرات وتقصير وتباطؤ في فرز أقلام الاقتراع وإعلان النتائج الرسمية، ظل في صدارة الاهتمامات، خصوصاً وانه رافق كل هذه العيوب اتهامات للسلطة بالتزوير، الأمر الذي دفع عدد كبير من المرشحين إلى درس إمكانية تقديم طعون أمام المجلس الدستوري بنزاهتها ونتائجها، ومنهم لائحة «بيروت الوطن» التي يرأسها الزميل صلاح سلام،ورئيس لائحة «بيروت الاولى» الوزير ميشال فرعون، اضافة الى ما اعلنته المرشحة على لائحة «كلنا وطني» في بيروت الاولى جمانة حداد من تلاعب حصل بالصناديق، بعدما نامت رابحة مع زميلتها بولا يعقوبيان وصحت امس خاسرة. وهي ستقدم طعنا ايضا بالنتائج، إضافة إلى الوزير السابق وئام وهّاب الذي أعلن مساء عبر تلفزيون «الجديد» عن تقديمه طعناً بالنتائج، لأنه كان فائزاً على النائب مروان حمادة في دائرة الشوف عاليه بـ270 صوتاً زيادة، لكن حصل تزوير لاسقاطه بالتواطؤ مع «حزب الله» الذي ردّ عليه داعياً اياه الى الهدوء والتروي والتأمل.
كما أعلن الوزير طلال أرسلان انه يدرس النتائج لتقديم طعن، رغم فوزه في الانتخابات.
واشارت معلومات لائحة «بيروت الوطن» الى ان التزوير طال ارقام اللائحة التي كادت تقترب من الحاصل الاول، بعد فقدان ستة صناديق اقتراع عاد منها بعد فترة اربعة وبقي صندوقان مختفيين، واكدت انها ستقدم طعنا امام المجلس الدستوري.
اما الوزير فرعون فأعلن امس انه بات مستقيلا من الحكومة ولن يحضر الجلسات المتبقية من عمر الحكومة قبل تحولها الى حكومة تصريف اعمال، وقال: ان عنوان المعركة كان من جهة، تحجيم فرعون، ومن جهة أخرى تطويق «القوات اللبنانية»، وقد خضنا المعركة بكل فخر، ولم ألجأ إلى استخدام الإغراءات المالية للناخب على الرغم من النصائح الكثيرة.
وتجمع بعد الظهر أمام وزارة الداخلية عدد من مناصري المرشحة جومانا حداد تحت عنوان «لن نسمح بتزوير النتائج واسقاط جومانا».
وألقت حداد كلمة قالت فيها: لن نكتفي بهذا الاعتصام وبهذه الوقفة الاحتجاجية بل سنضع بالتنسيق مع المجتمع المدني برنامجا تصعيديا للتحرك المدني الديموقراطي الضاغط وسيباشر محامونا باستكمال الوثائق والمعطيات لتقديم دعوى طعن بنتيجة هذه العملية الانتخابية.
وفي معلومات «اللواء» ان المرشحة على لائحة «لبنان حرزان» زينة منذر، تمكنت بدورها من احداث خرق بحصولها على الحاصل الانتخابي مع رئيس اللائحة فؤاد مخزومي، واتصل بها النائب وائل أبو فاعور مهنئاً، ثم تبين في اليوم التالي انها لم تنجح على غرار ما حصل مع المرشحة حداد من مفاجأة في الصناديق.
الى ذلك، سألت «اللواء» رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط رأيه وانطباعاته عن سير الانتخابات ونتائجها بعد الازعاج العلني الذي ابداه، فاعتذر عن الاجابة، وقال: ان تيمورجنبلاط سيصدر غدا على الارجح بيانا يتضمن موقف الحزب التقدمي الاشتراكي من الانتخابات النيابية التي جرت الاحد الماضي ورؤيته للمرحلة المقبلة.
تكتلات كبيرة
وكانت الانتخابات، قد أسفرت عن تشكيل تكتلات كبرى جديدة، منها تكتل ثنائي «امل وحزب الله» بنحو 26نائبا شيعيا من اصل 27 في مجلس النواب، و»تكتل لبنان القوي» الذي اعلن عنه امس رئيس «التيار الوطني الحر» الوزيرجبران باسيل ويضم نواب التيار وحلفاءه بعدد نواب قديبلغ 30 نائبا. اضافة الى تكتل «القوات اللبنانية» الذي بات يضم 15نائبا.
اما تيار «المستقبل» فيضم نحو21 نائبا كما اعلن الرئيس الحريري امس حيث قال: إن النتائج حتى الآن تعطي تيار المستقبل كتلة كبيرة من 21 نائبا في البرلمان وصحيح اننا كنا نراهن على نتيجة أفضل ولكن الكلّ يعرف أن المستقبل كان يواجه باللحم الحيّ مشروع اقصائه عن العملية السياسية.
وأضاف: ما زالت حليفا للرئيس ميشال عون لأن هذا يأتي بالاستقرار للبلد، إنما الانجازات تحتاج الى كل المكونات، وما يهمني أن ننقل البلد من مكان الى آخر.
ورأى أن «لبنان لا يحكم إلاّ بجميع مكوناته السياسية والذي يقول غير ذلك يضحك على نفسه». وقال: انا غير قابل للكسر ونقطة على السطر.
وقال في موضوع رئاسة المجلس النيابي: انه سأجيب كما أجاب الرئيس بري أنا أعلم من سأنتخب.
والى جانب الكتل الكبيرة، ولدت كتل صغيرة ككتل «المردة» والحزب القومي (3 نواب) و«تيار العزم» برئاسة الرئيس ميقاتي (4 نواب)، و«تيار الكرامة» برئاسة فيصل كرامي، وكتلة النائب والوزير الاسبق عبد الرحيم مراد وكتلة حزب «الكتائب» (3 نواب)، وهي كتل تترك تأثيرها الكبير في المجلس حسب التحالفات التي ستنسجها مع القوى الكبرى، او المواقف التي ستتخدذها حيال عمل مجلس النواب ومجلس الوزراء.
لكن النتائج الرسمية حملت مفاجآت عدة منها: خسارة اقطاب في المجلس ونوابامشرعين وحقوقيين، مثل النائب بطرس حرب النائب من العام1972، والناب الدكتور نقولافتوش، اضافة الى النائب والوزير ميشال فرعون، مقابل تمكن النائب ميشال المرمن كسر الطوق الذي فرضته عليه الاحزاب في المتن والفوزبأحد المقعدين الارثوذوكسيين.
ولفت المراقبون غياباً شبه كامل لرجال القانون عن السلطة التشريعية، لمصلحة عدد لا بأس به من رجال الاعمال والمال، وهذه مسألة هامة وحساسة بإعتبار ان دور المجلس النيابي هو سن القوانين خاصة في هذا الوقت بالذات هو التشريع وسن القوانين الحديثة وتحديث القوانين القديمة.
نتائج رسمية ما عدا عكار
واعلن وزير الداخلية نهاد المشنوق قرابة الثامنة مساء، نتائج 14دائرة انتخابية ما عدا دائرة عكار التي تحتاج نتائجها الى اعادة عد الأوراق والفرز يدويا.
وأوضح انه فور صدور النتائج النهائية سيتم ارسالها الى رئاسة المجلس النيابي وتنشر على الموقع الرسمي لوزارة الداخلية.واقر المشنوق بفقدان عدد من صناديق الاقتراع ما ادى الى تأخير اعلان النتائج.
توترات وإشكالات أمنية
ومع السيطرة على الإشكالات في بيروت كان التوتر ينتقل ليلا إلى تلعبايا وبر الياس في البقاع الأوسط، حيث سجل إطلاق نار وإشكالات بين مناصرين لحركة «امل» وحزب الله من جهة وتيار المستقبل من جهة ثانية، شبيهة بالاشكالات التي حصلت في بيروت، ولا سيما في عائشة بكار، قبل ان تباشر وحدات من الجيش بتسيير دوريات في شوارع واحياء العاصمة لوقف حالة الفلتان في هذه الاحياء، والتي بدأت على اثر صدور نتائج الانتخابات وإعلان فوز مرشحي «امل» وحزب الله في بيروت الثانية، كما دهمت قوى الجيش احياء في عائشة بكار للقبض على الشبان الذي كانوا جالوا على دراجات نارية، واطلقوا هتافات استفزازية واعتدوا على عدد من السيّارات في المحلة المذكورة.
وبحسب معلومات الوكالة الوطنية للاعلام، فان مسلحين على دراجات نارية اقدموا مساء أمس على رفع اعلام حزبية على تمثال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في منطقة السان جورج وفوق الشعلة التي ترمز إلى لحظة اغتياله، ثم انتقل هؤلاء إلى منطقة عائشة بكار، وتحديدا قرب مسجد القصار وعمدوا إلى إطلاق وهتافات فيما اعتدى بعضهم على عدد من السيّارات المتوقفة في المكان، وسجل إطلاق نار، من دون اصابات، وتدخل الجيش للعمل على تهدئة الوضع.
وأصدرت قيادة الجيش ليلا بيانا حذّرت فيه المواطنين من القيام بأي عمل مخل بالأمن وإطلاق النار في الهواء ابتهاجاً، وأكدت انها ستعمل على ملاحقة المخالفين ومطلقي النار وتوقيفهم.
ولفت البيان، انه في أعقاب صدور نتائج الانتخابات بادر بعض المواطنين في بيروت وعدد من المناطق إلى إقامة احتفالات وتسيير مواكب وإطلاق النار في الهواء ما أدى إلى حصول بعض الإشكالات، فعمد الجيش إلى تسيير دوريات وإقامة حواجز ظرفية حفاظا على الأمن ومنعا لتمددها.
وكان الرئيس الحريري اتصل مساء بكل من قائد الجيش والمدير العام لقوى الأمن الداخلي، طالبا تدخل الجيش والقوى الأمنية لمعالجة الفلتان واتخاذ التدابير اللازمة قبل ان تخرج الأمور من السيطرة.
وأصدر وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق قرارا بمنع سير الدراجات النارية في نطاق بيروت الإدارية لمدة 72 ساعة، بناء على مقتضيات المصلحة العامة والحفاظ على السلم الأهلي، على اثر الإشكالات الأمنية التي شهدتها العاصمة في الساعات الماضية وبغية ضبط الوضع الأمني.
واستثنت من قرار المنع الدراجات العائدة للأجهزة الأمنية والإدارات والمؤسسات العامة والمصالح المستقلة والمطاعم والصيدليات ووكالات الأنباء والإعلام والصحافيين والمصورين وشركات توزيع الصحف والمجلات».
وبغية تطويق الإشكالات الحاصلة، أصدر الرئيس برّي بيانا استنكر فيه ما وصفه لممارسات المسيئة التي قامت بها بعض المواكب السيّارة في بيروت وطاولت رموزا ومقرات ومقامات نحترم ونجل. كما أصدر تيّار المستقبل بيانا دعا فيه مناصريه إلى التزام ضبط النفس والامتناع عن تنظيم أية مسيرات مضادة والتعاون مع الجيش وقوى الأمن لضبط الوضع وقطع الطريق امام المصطاين بالمياه العكرة».
البناء
ترامب أمام اللحظة الفاصلة اليوم حول التفاهم النووي مع إيران… وترجيح تأجيل مشروط أوروبياً
نيويورك تايمز: انتخابات لبنان بداية تغيير في المنطقة لصالح مناوئي واشنطن وتل أبيب والرياض
نصرالله: حصانة المقاومة الحريري متصالح مع النتائج باسيل: عزّزنا حضورنا ونحن الأقوى
فيما لم تنته عمليات فرز النتائج الانتخابية وإعلانها بصورة رسمية، سواء بدواعٍ من نوع انتظار إجراءات روتينية، أو استكمال الفرز اليدوي لنتائج دائرة عكار، بدا لبنان أمام مرحلة جديدة ومعه المنطقة، كما قالت «نيويورك تايمز»، فيما كادت أحداث فوضى ومسيرات سيارة في بيروت تطيح بالفرحة بإنجاز الانتخابات، ما استدعى تدخلاً فورياً من القيادات السياسية والأمنية للتدخل الفوري وضبط الأوضاع، بينما تتالت الإطلالات التقييمية للانتخابات النيابية من القيادات اللبنانية، غلبت عليها الإشادة بنتائج الانتخابات سواء على الصعيد العام أو على مستوى ما يخصّ قراءة كلّ طرف لما حصده من نتائج. وفيما كان رئيس الحكومة سعد الحريري يخرج على جمهوره متقبّلاً النتائج التي حملت تراجعاً بنسبة ثلث المقاعد لتياره قياساً بنتائج انتخابات عام 2009، خرج رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل، معلناً أنّ التيار حصد من المقاعد ما يتيح له أن يكون التكتل الأقوى في المجلس النيابي. وبقي الكلام الذي قاله الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله هو الأهمّ، وفقاً لما قرأته صحيفة «نيويورك تايمز»، لجهة التأشير لنصر حصدته المقاومة بتوفير حصانة شعبية وسياسية أسقطت مفاعيل الحملات التي استهدفتها من الثلاثي الأميركي الإسرائيلي السعودي.
يتزامن الاهتمام الأميركي بما جرى في الانتخابات النيابية اللبنانية، مع اهتمام إسرائيلي سعودي ينظر بعين الريبة لما ترتب على الانتخابات من فوز لخيار المقاومة بمجموع يتيح حماية معادلة الشعب والجيش والمقاومة بأغلبية نيابية تضمّ ثنائي حزب الله وحركة أمل وقوى وشخصيات الثامن من آذار ونواب التيار الوطني الحر وحلفائه، بما قالت وكالة «رويترز» إنه تجمّع نيابي يشكل الأغلبية الجديدة في البرلمان المنتخب، وكما أظهر الإسرائيليون ريبتهم، وقال عضو في مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي يوم الإثنين «إنّ الدولة اللبنانية أصبحت غير قابلة للتمييز عن حزب الله الذي قال إنه سيغيّر الحسابات الإسرائيلية إذا شنّ حرباً جديدة ضدً الجماعة المتشدّدة». وكتب نفتالي بينيت، وزير التعليم في الحكومة الائتلافية المحافظة في «إسرائيل»، «لن تفرّق دولة إسرائيل بين دولة لبنان ذات السيادة وحزب الله، وستنظر إلى لبنان على أنه مسؤول عن أيّ عمل من داخل أراضيه».
يقرأ الأميركيون النتائج اللبنانية بعين تربطها بالمواجهة الدائرة مع إيران حول ملفها النووي عشية اتخاذ الرئيس الأميركي قراره اليوم حول مصير التعامل الأميركي مع هذا التفاهم، حيث تتعقد ظروف الانسحاب الأميركي من التفاهم، بمثل ما تتعقد شروط السير بمندرجاته، لترجح مصادر أوروبية موقفاً أميركياً يمنح المهلة لأوروبا لتقديم رؤية تصلح لتحقيق الأهداف التي تمّ الاتفاق عليها مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، بفتح تفاوض جديد مكمل مع إيران حول برنامجها الصاروخي والأوضاع الإقليمية.
وقالت «نيويورك تايمز» «إنّ حزب الله وحلفاءه السياسيين وسّعوا نصيبهم من المقاعد في البرلمان اللبناني وزادوا نفوذهم السياسي على حساب رئيس الوزراء المدعوم من الغرب، لقد أدّت نتائج أول انتخابات برلمانية في لبنان خلال تسع سنوات إلى تعزيز موقف حزب الله بطريقة من المرجّح أن تثير قلق الولايات المتحدة وإسرائيل ودول الخليج العربية مثل المملكة العربية السعودية».
وأضافت «نيويورك تايمز»: «تدعم إيران حزب الله أقوى قوة عسكرية في لبنان، وتعتبر منظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة، وبمثل وضع حزب الله استثمرت إيران في حلفائها في سورية واليمن والعراق، ومن لبنان والانتخابات يجري النظر لانتخابات العراق التي يمكن أن تسفر السبت عن انتصارات لجماعات متحالفة مع إيران».
الثلث الضامن لـ 8 آذار و14 آذار أقلية
فيما تنفّس اللبنانيون الصعداء بعد جلاء غبار المعارك الانتخابية التي شهدتها دوائر لبنان، بقيت عيون القوى والأحزاب والمرشحين ترصد النتائج الرسمية للانتخابات بالأرقام وتوزيع الحواصل الانتخابية والأصوات التفضيلية للوقوف على الأحجام الحقيقية لكل قوة وحزب، وللبناء عليها في المرحلة الجديدة وترجمة هذه الأوزان في الاستحقاقات المقبلة لا سيما في تكليف رئيس جديد للحكومة وتشكيل حكومة جديدة ومعالجة الملفات والقضايا الحياتية والوطنية والمصيرية التي تواجه لبنان.
وأعلن وزير الداخلية نهاد المشنوق أسماء النواب الفائزين بالانتخابات النيابية للعام 2018 وأتت النتائج كالتالي:
الشمال الثانية:
طرابلس: نجيب ميقاتي، محمد كبارة، سمير الجسر، ديما جمالي، فيصل كرامي، علي درويش، جان عبيد، ونقولا نحاس.
المنية الضنية:
عثمان علم الدين، سامي فتفت، جهاد الصمد.
الشمال الثالثة:
زغرتا: طوني فرنجية، اسطفان دويهي، ميشال معوض.
بشري: ستريدا جعجع، جوزيف اسحق.
الكورة: سليم سعادة، جورج عطالله، فايز غصن.
البترون: جبران باسيل، فادي سعد.
البقاع 1:
زحلة: عاصم عراجي، أنور جمعة، سليم عون، ميشال ضاهر، جورج عقيص، قيصر المعلوف، ادي دمرجيان.
البقاع 2:
راشيا والبقاع الغربي: عبد الرحيم مراد، محمد القرعاوي، محمد نصرالله، وائل أبو فاعور، هنري شديد، إيلي الفرزلي.
البقاع 3:
بعلبك الهرمل: الوليد السكرية، جميل السيّد، إبراهيم الموسوي، حسين الحاج حسن، غازي زعيتر، علي المقداد، ايهاب حمادة، انطوان حبشي، ألبير منصور، بكر الحجيري.
بيروت 1: نديم الجميّل، نقولا الصحناوي، عماد واكيم، بولا يعقوبيان، هاغوب ترزيان، الكسي ماطوسيان، جان طالوزيان، انطوان بانو.
بيروت 2: سعد الحريري، نهاد المشنوق، تمام سلام، رلى الطبش جارودي، عدنان طرابلسي، فؤاد مخزومي، أمين شري، محمد خواجة، فيصل الصايغ، نزيه نجم، ادغار طرابلسي.
الجنوب 1:
صيدا: أسامة سعد، بهية الحريري.
جزين: زياد أسود، إبراهيم عازار، سليم خوري.
الجنوب 2:
صور: نواف الموسوي، عناية عز الدين، حسين جشي، علي خريس.
قرى صيدا الزهراني: نبيه بري، علي عسيران، ميشال موسى.
الجنوب 3:
بنت جبيل: حسن فضل الله، علي بزي، أيوب حميّد.
النبطية: محمد رعد، ياسين جابر، هاني قبيسي.
مرجعيون حاصبيا: قاسم هاشم، علي حسن خليل، علي فياض، أنور الخليل، أسعد حردان.
جبل لبنان 1:
جبيل:
مصطفى الحسيني، زياد حواط، سيمون أبي رميا.
كسروان: نعمة افرام، شامل روكز، شوقي الدكاش، فريد هيكل الخازن، روجيه عازار.
جبل لبنان 2:
المتن: سامي الجميّل، الياس حنكش، إبراهيم كنعان، ادي ابي اللمع، ادكار معلوف، الياس بو صعب، ميشال المر، هاغوب بقرادونيان.
جبل لبنان 3:
بعبدا: فادي علامة، علي عمار، هادي ابو الحسن، بيار بو عاصي، ألان عون، حكمت ديب.
جبل لبنان 4:
الشوف:
محمد الحجار، بلال عبدالله، مروان حمادة، تيمور جنبلاط، جورج عدوان، فريد البستاني، ماريو عون، نعمة طعمة.
عاليه: أكرم شهيّب، طلال أرسلان، هنري حلو، سيزار أبي خليل، أنيس نصار.
ولفت المشنوق الى أنّ «النتائج في عكار لا تزال بحاجة لساعات للإعلان عنها، لأنّ هناك اعادة عدّ لبعض صناديق الاقتراع. وهذا أمر يحصل في الانتخابات».
وافادت معلومات متأخرة ليلاً أن النتيجة في عكار رست على 5 نواب للائحة «المستقبل» هم: وليد البعريني، طارق المرعبي، محمد سليمان، هادي حبيش، والقواتي وهبي قاطيشا. ونائبين للائحة التيار الوطني الحر هما: أسعد ضرغام ومصطفى حسين.
وفي قراءة للنتائج الرسمية فإنّ فريق 8 آذار حصد 44 مقعداً من دون التيار الوطني الحر ما يعني حصوله على الثلث الضامن في المجلس النيابي وقد حصل التيار الوطني الحر على 30 مقعداً من ضمنهم حلفاؤه إيلي الفرزلي وطلال أرسلان ونعمة افرام وميشال معوّض ومصطفى حسين ونواب حزب الطاشناق الذين سيشكلون جميعاً تكتل التغيير والإصلاح.
وبالتالي فإنّ 8 آذار مع تكتل التغيير والإصلاح 74 نائباً يشكلون الأكثرية العادية في المجلس وفي حال استمالة كتلتي النائب وليد جنبلاط 9 والرئيس نجيب ميقاتي 4 يحصلون على ثلثي المجلس النيابي بينما حاصل المستقبل 21 والقوات 15 لا يتعدّى 36 نائباً أيّ لا يملكان الثلث الضامن، كما أنّ حاصل كتلة المستقبل وتكتل التغيير والإصلاح 51 نائباً لا يملكان الأكثرية النيابية لحسم شخصية رئيس الحكومة.
وقالت مصادر ماكينة حزب الله لـ «البناء» إنّ «نتائج الانتخابات لجهة فريق 8 آذار جاءت جيدة جداً وفاقت تصوّر حزب الله»، وأوضحت أنّ «مرشح حزب الله الشيخ حسين زعيتر حصد نسبة كبيرة من الأصوات التفضيلية في جبيل، لكن لائحة التضامن الوطني لم تؤمّن الحاصل الانتخابي المطلوب لفوز أحد أعضائها»، مشيرة الى أنّ «أسباباً اجتماعية وعائلية وطائفية تحكمت باللعبة الانتخابية في هذه الدائرة».
وفي دائرة جزين لفتت المصادر إلى أنّ «الأصوات الشيعية حسمت فوز المرشح ابراهيم عازار الذي حصد المرتبة الأولى في اللوائح بـ 22000 صوت مقابل 6000 صوت لنائب التيار الوطني الحر زياد أسود»، وأشارت الى تراجع حصة المستقبل في معظم الدوائر لا سيما في دائرة صيدا، حيث حاز المستقبل في العام 2009 22000 صوت وتقلصت الى 9000 صوت في الانتخابات الحالية ما يؤشر بوضوح الى تراجع التأييد الشعبي لخيارات التيار السياسية في صيدا وغيرها».
وأوضحت أن «المقاومة تحصنت بمظلة سياسية تفوق ما كانت عليه في انتخابات 2009 بكثير، حيث تمكنت من إيصال حلفائها من السنة والمسيحيين الى البرلمان بعدما تم إقصاؤهم منذ العام 2005، مشيرة الى ثمانية نواب سنة ينتمون الى فريق المقاومة»، لكن أوساط سياسية حذرت من تصاعد وتيرة الضغط الخارجي على المقاومة، مشيرة لـ «البناء» الى التهديد الإسرائيلي الجديد، لكنها استبعدت أن «تشن إسرائيل عدواناً جديداً على لبنان في ظل التحولات السياسية والعسكرية في لبنان والمنطقة»، وأوضحت أن «حكومة الوحدة الوطنية هي المرجحة في المرحلة المقبلة»، مرجحة أن «يعود الحريري الى رئاسة الحكومة الذي يملك الأغلبية السنية وأي شخصية أخرى غيره يجب أن تحظى بموافقة الحريري»، متوقعة أن لا تطول عملية تكليف رئيس حكومة جديد وكذلك عملية تشكيل الحكومة، إذ من مصلحة رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف وفريق المقاومة الإسراع في تشكيل حكومة لمواجهة الاستحقاقات الداخلية والخارجية المقبلة لا سيما الاقتصادية والحياتية وملف النازحين السوريين».
نصرالله: المجلس الجديد انتصار للمقاومة
وأكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن الحضور الكبير والوازن والحقيقي يشكل حماية قوية لمعادلة «جيش شعب مقاومة» القادرة على حماية البلد.
وخلال كلمة متلفزة له للحديث حول التطورات الأخيرة والانتخابات اعتبر السيد نصر الله أنه بناء على النتائج الأولية، فإن ما كنا نتطلع إليه منذ بداية الحملات الانتخابية قد تحقق مؤكداً ان تركيبة المجلس السياسي الجديد تشكل انتصاراً كبيراً للمقاومة ولبيئة المقاومة التي تحمي سيادة البلد وحمايته.
وقال نصرالله: «عقدت المؤتمرات والتي كان آخرها «فك شيفرة حزب الله» من أجل الضغط على البيئة الحاضنة للمقاومة»، موضحاً ان كثيرين كانوا يحضّرون لإيصال ولو مقعد شيعي واحد إلى البيئة الحاضنة للمقاومة في بعلبك الهرمل وفي الجنوب لتوظيف الموضوع». وأشار الى «انهم كانوا يمهّدون من خلال الخرق للقول إنه بداية تأثير للسياسات والبرامج التي استهدفت البيئة السياسية الحاضنة للمقاومة، لكن هذا الأمر أسقط الهجمة على المقاومة وأعطت نتائج عكسية عبرت عنها نسب الاقتراع في بعلبك الهرمل التي بلغت أمس 63 وكذلك في بقية الدوائر».
واعتبر السيد نصرالله أن «هوية بيروت العربية ستتأكد في ضوء نتائج الانتخابات وهي كانت وستبقى الحضن الأساسي للمقاومة»، وشدد على «أننا مصرون على العيش المشترك وتحالفاتنا بمعزل عن خسارة مرشح حزب الله في دائرة جبيل الشيخ حسين زعيتر».
وشدد السيد نصر الله على اننا أمام مرحلة جديدة بالكامل والناس فعلوا ما بإمكانهم أن يقوموا به والمسؤولية اليوم باتت على عاتق النواب الذين على عاتقهم الوفاء بوعودهم، مشيراً الى اننا بتنا في مرحلة أداء المسؤولية وتحمّل الأمانة وأي نائب يتخلى عن ذلك هو خائن للأمانة، واكد ان «حزب الله سيعمل في الليل والنهار للوفاء بالوعود التي قطعناها في البرامج الانتخابية».
بري للبنانيين: ما فعلتموه وحّد لبنان
بدوره وجّه رئيس المجلس النيابي نبيه بري تحية شكر الى اللبنانيين قال فيها: «شكراً لإنجازكم هذا الإستحقاق قلباً واحداً ويداً واحدة والعهد هو العهد، كما كان وعدنا أن نصنع معكم ولكم وللبنان فجراً جديداً عنوانه أنتم يا كل الأمل ويا أهل الوفاء، صدقوني ما فعلتموه هذا وحّد لبنان».
توتر أمني في بيروت
وقد شهدت بيروت أمس، توتراً أمنياً في عائشة بكار ومنطقة خلدة بين مناصرين لتيار المستقبل وآخرين من حركة أمل وحزب الله، حيث أقدم أشخاص على دراجات نارية على رفع أعلام حزبية على تمثال الرئيس رفيق الحريري في منطقة السان جورج، ثم انتقلوا إلى عائشة بكار، حيث اعتدوا على عدد من السيارات وأطلقوا النار من دون أن يؤدي الأمر إلى أي إصابات. وقد تدخل الجيش للعمل على تهدئة الوضع. كما احتشد جمع من مناصري المستقبل في خلدة وعمدوا الى تكسير سيارات تعود لمناصرين من أمل وحزب الله.
وغمز وزير الداخلية من قناة الأجهزة الأمنية بالتقصير بضبط الوضع الأمني والمسيرات السيارة، محذراً من أنه في حال استمر الوضع على ما هو عليه فسيتخذ إجراءات عقابية بحق الأجهزة الأمنية.
واستنكر الرئيس بري الممارسات المسيئة التي قامت بها بعض المواكب السيارة التي جابت شوارع العاصمة بيروت وطاولت رموزا ومقار ومقامات نحترم ونجلّ. وقال في بيان إن «هذه التصرفات اللامسؤولة، تعبر عن سلوكيات وادبيات واخلاق ومناقبية ابناء اإمام الصدر وحزب الله. وهي ممارسات مدانة بكل المقاييس اأدبية والأخلاقية والدينية، نضعها ومرتكبيها والقائمين عليها برسم الأجهزة الأمنية والقضائية التي اجرينا بها ا تصا ت اللازمة، تخاذ التدابير القانونية بحقهم، لردعهم وإحالتهم للقضاء المختص».
واتخذ وزير الداخلية قراراً بمنع سير الدراجات النارية في نطاق مدينة بيروت الادارية لمدة 72 ساعة.
وعلى الفور سير الجيش اللبناني دوريات وأقام حواجز في مختلف شوارع بيروت، للحفاظ على الأمن، وجاء ذلك غداة اتصال أجراه رئيس الحكومة بقائد الجيش العماد جوزيف عون والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، وطلب منهما «معالجة الفلتان في بيروت واتخاذ التدابير اللازمة بأقصى سرعة ممكنة قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة».
وكان الحريري أكد في مؤتمر صحافي في السراي الحكومي «أننا انتصرنا رغم كل الحصار الذي فرض علينا»، وشدد على انه ما زال حليف الرئيس ميشال عون وسيبقى لان هذا التحالف يحقق الاستقرار». وأعلن ان بعد الانتخابات سيكون بحث في الاستراتيجية الدفاعية وأنا ضد السلاح غير الشرعي. وقال: «أنا غير قابل للكسر».
باسيل: تحالفنا مع حزب الله والمستقبل باقٍ
واعتبر رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، أننا «انتصرنا لأنّ تكتلنا هو أكبر تكتل نيابي في البرلمان اللبناني. فقد بات تكتلنا 29 نائباً وقد يصل الى 30 نائبا». ولفت الى ان «عدد النواب الملتزمين في التكتل السابق كان 10 أمّا اليوم فأصبح عددهم 18». وأكد أن «الحلف مع حزب الله استراتيجي وباق وتعززه قناعة لدى الناس بقدرتنا على محاربة الفساد». وكشف باسيل اننا «سنكون على موعد مع تكتل نيابي جديد اسمه تكتل لبنان القوي وأول عمل له التغيير والإصلاح ولاحقاً سنؤلف جبهة وطنية تضمّ كل القوى السياسية والأفراد الذين التزموا معنا في الانتخابات». وأكد أن «شراكتنا مع تيار المستقبل مستمرة، ورأينا أن ليس العهد وحده من حقق إنجازات بل الحكومة أيضاً، وننتظر من الرئيس الحريري جهداً أكبر».