شهدت العاصمة بيروت أمس تظاهرة حاشدة نظمها الحزب الشيوعي اللبناني تنديداً بالأوضاع المعيشية والاقتصادية التي وصل إليها البلد جراء السياسات الرسمية المتعاقبة. ولاحظت "البناء" أن "لاقت التظاهرة ترحيباً وطنياً وشعبياً". وقد دعا الأمين العام حنا غريب اللبنانيين إلى الخروج من متاريس الطائفية والمذهبية إلى رحاب الوطنية، كما حضهم على التحرك في الشارع في كل المناطق اللبنانية …
الأخبار
تأليف الحكومة: عودة الأمل
قطعت المشاورات الحكومية خطوة مهمة بعد موقفَي رئيس الحكومة سعد الحريري، بقبول توزير ممثل عن اللقاء التشاوري، وموقف الوزير جبران باسيل، بأن يكون الوزير من حصّة رئيس الجمهورية، إلّا أن الإيجابية تقف عند إصرار الحريري على رفض لقاء نواب اللقاء قبل البحث في المخارج
أعادت المشاورات السياسية في عطلة نهاية الأسبوع، وما سبقها من لقاء جمع الرئيس المكلّف سعد الحريري ووزير الخارجية جبران باسيل في لندن منتصف الأسبوع الماضي، بعض الأمل إلى ملفّ التشكيل الحكومي، بعد ثمانية أشهر من التكليف. وبحسب معلومات “الأخبار”، فإن أفكاراً عدة طُرحت في لقاء الحريري – باسيل، وقد تقدمت خلاله حظوظ الحل القائم على تسمية وزير عن نواب اللقاء التشاوري من خارجهم.
مصادر مطلعة على الاتصالات أوضحت أن هذا الحل “يعني تنازلات من الجميع: فالحريري يتنازل عن رفضه المطلق لتمثيلهم، وقبولهم بهذا الحل سيكون تنازلاً منهم عن التمثل بواحد منهم، مع نيلهم اعترافاً من الحريري بتمثيلهم؛ وفريق رئيس الجمهورية بتسمية ممثل عنهم من حصته يكون قد قدّم هو الآخر تنازلاً من جهته”. أما موقف حزب الله، “فهو منذ البداية قال إنه يقبل بما يقبل به الوزراء الستة”. وخلصت إلى أن “الأمور استوت… والحل يجب أن ينضج قبل الأعياد، لأن البلد لم يعد يحتمل”.
المصادر نقلت عن وزير الخارجية أنه “مرتاح جداً” لسير الأمور، وهو ما عبّر عنه أمس في جولته الجنوبية عندما أمل أن يكون تشكيل الحكومة “عيدية للبنانيين”، بالتزامن مع عيد الميلاد. لكنها أشارت إلى أن الحذر “يبقى واجباً”. ولفتت إلى أن “الشغل جدّي جداً، والحل سيكون وفق عدالة التمثيل، مع الحرص على ألّا يكون هناك فرض لأحد على الحريري، وفي الوقت نفسه ألّا يُلغي الحريري أحداً ممن أثبتت الانتخابات النيابية أن له حيثية تمثيلية”.
ويتمثّل التحوّل الإيجابي، أساساً، في موقفَي كلّ من الحريري وباسيل. إذ لم يعد الأوّل رافضاً لتمثيل النّواب الستة السّنة من خارج كتلة المستقبل، بعد أشهر من “الفيتو” على تمثيلهم، لكنّه لا يزال ملتزماً شرطَ ألّا يكون الوزير أحد نواب اللقاء التشاوري، بل من يمثّلهم، وأن يكون الوزير من حصّة رئيس الجمهورية، لا من حصّة فريق 8 آذار. فيما يظهر التحوّل في موقف باسيل بقبوله الأخير بأن يتمثّل هؤلاء بوزير سنّي من حصّة رئيس الجمهورية، وهذا الموقف لمّح إليه وزير الخارجية خلال لقاء مع بعض نواب “تكتلّ لبنان القوي”، مع إشارته إلى أن الرئيس ميشال عون بات ميّالاً إلى أن يُمثَّل نواب التشاوري من حصّته.
غير أن هذه الإيجابيات لا تعني حتميّة ولادة الحكومة، في ظلّ استمرار رفض الحريري إعطاء نواب اللقاء التشاوري موعداً للقائهم حتى الآن، في خطوة دفعت رئيس المجلس النيابي نبيه بري، إلى انتقاد تشدّد الحريري غير المبرّر، مقترحاً عليه أن يقيل النواب من المجلس ما دام لا يعترف بهم، أو أن يهجّرهم خارج البلاد!
وفيما تنتظر الحركة السياسية لقاءً يجمع رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلّف وسط الأجواء الإيجابية، يبرز موقف اللقاء التشاوري الذي سيجتمع ظهر اليوم، ويؤكّد مطالبته لقاء الحريري قبل بحث أي حلّ، وأن يكون الوزير المفترض واحداً من النواب الستة. وفيما برز أمس تضارب في المواقف بين نواب اللقاء، بين رفع النائب فيصل كرامي السقف في وجه الحريري، وما نُقل عن لسان النائب قاسم هاشم، حول إمكانية تسمية أحد الوزراء من خارج اللقاء، أكّد هاشم لـ”الأخبار” مساءً أن ما قاله جاء ردّاً على سؤال من الصحافيين عن فرضيات، مؤكّداً أن موقف اللقاء التشاوري هو الإصرار على توزير أحد أعضائه من النواب الستة، وأن أولى الخطوات للبدء بالحلّ، هي لقاء الحريري مع النواب. بدوره، أكّد النائب جهاد الصمد لـ”الأخبار” أن “موقف التكتل على حاله بالمطالبة بتوزير أحد أعضائه”، مستغرباً إصرار الحريري على التهرب من الاجتماع مع نواب اللقاء.
من جهته، أوضح الشيخ نبيل قاووق موقف حزب الله، معتبراً أن “النواب السُّنة المستقلين صاروا جزءاً من المعادلة السياسية، ولا يمكن أحداً أن يتجاهل حقهم أو أن يلغيهم، وليسوا بحاجة لاعتراف، لأن نجاحهم وحجم تمثيلهم يعطيانهم حقهم في المعادلة”. وأشار إلى أن “رئيس الحكومة المكلف، عندما يرفض تمثيل النواب السُّنة المستقلين ضمنياً، فهو يتنكر لنتائج الانتخابات النيابية، أي إنه يريد أن يلغي هذه النتائج وأن يبقى الوضع على ما هو عليه قبل الانتخابات وبعدها، لكن الوضع تغير، فهناك نواب سُنّة ليسوا من المستقبل، لماذا التجاهل والاستخفاف بحقهم؟ سياسة التجاهل والاستخفاف بحق السُّنة المستقلين عقّدت المشكلة وبعّدت الحل، وأول خطوة باتجاه الحل هي في أن يستمع الرئيس المكلف إليهم ويجتمع بهم ويحاورهم”.
وأكّد الشيخ قاووق أن “الحديث عن رفض حزب الله للثلث الضامن لرئيس الجمهورية افتراء ومحاولة فاشلة للتغطية على هوية المعطل. علاقة حزب الله بفخامة رئيس الجمهورية هي بأحسن حال، والحزب يشجع على زيادة حصة رئيس الجمهورية لأنه كلما كان الرئيس في موقع قوة داخل الحكومة، كانت الضمانة والتأثير والفعالية أكثر، وحزب الله لا يمانع إذا كانت حصة رئيس الجمهورية 11 أو 12″. فيما أكدت مصادر التيار الوطني الحر أن ”تحميلنا تهمة السعي للحصول على الثلث الضامن ظالمة، إذ إن المعارضة هي من يسعى عادة إلى ذلك”. وأوضحت أن “حصة التيار مع حصة الرئيس، وفق المعايير التي اعتمدت في التشكيل، تعطينا 11 وزيراً. ولو أن حجمنا التمثيلي كان أكثر أو أقل، لكانت حصتنا أكثر أو أقل تبعاً لذلك”. ونفت أن يكون هذا الأمر محل خلاف مع حزب الله الذي “أكد، على لسان السيد حسن نصر الله، أنه لا يمانع حصولنا على هذا العدد من الوزراء”.
اللواء
إشارات الميلاد” تنتظر “اللقاء العصيب” في بعبدا باسيل يسابق المردة على الأشغال في الشوط الأخير… والأنفاق أمام مجلس الأمن الأربعاء
في أول “إشارات” من نوعها، تبدي الأوساط الملاصقة للتيار الوطني الحر، تفاؤلاً محدوداً، ولكن ثابتاً، من زاوية ايجابيات، من المرجح ان تتظهر، في غضون الأسبوع الطالع، الذي يسبق عيد الميلاد المجيد…
وفي سياق، قطع الطريق إلى المائة يوم الأخيرة من الماراتون الحكومي، التقى وزير الخارجية والمغتربين، بعد يوم جنوبي طويل، رئيس وحدة الارتباط في حزب الله وفيق صفا، المكلف بالملف الحكومي، إلى جانب معاون الأمين العام لحزب الله الحاج حسين خليل، من دون ان تحمل المعلومات، ما يفيد بإحداث تقدّم، وان بدا فريق اللقاء التشاوري (النواب السُنَّة الستة) كل يغني على ليلاه..
وبانتظار ما سيطرأ في الساعات المقبلة، لفت انتباه المراقبين ما نسب إلى النائب فيصل كرامي عضو لقاء النواب السُنَّة الستة، من ان ما يجري طبخه لجهة اعتبار استقبال هؤلاء النواب من قِبل الرئيس المكلف هو بمثابة “إهانة” في وقت كان فيه النائب قاسم هاشم يتحدث عن إمكان قبول هؤلاء النواب ان يختار الرئيس عون شخصاً يمثلهم في الحكومة، في حين ترددت معلومات أخرى عن اتجاه لتسمية أسماء غير مقبولة من الرئيس الحريري، مثل اقتراح اسم العميد مصطفى حمدان إضافة إلى أسماء أخرى.
لقاء مرتقب اليوم أو غداً
في هذه الاثناء، على الرغم من عودة الرئيس الحريري إلى بيروت مساء السبت، فإنه لم يزر قصر بعبدا لتظهير الصورة الحكومية، في ضوء المشاورات التي أجراها رئيس الجمهورية، من ضمن مبادرته الأخيرة، ويرجح ان يتم اللقاء المرتقب اليوم، أو غداً الثلاثاء على أبعد تقدير، وسط تأكيدات بأن مساحة الرهان على الخروج من نفق التعطيل تتقدّم على حساب مساحات التصعيد التي سادت في الأسابيع الأخيرة، بحسب ما نقل تلفزيون “المستقبل” عن مصادر متابعة، التي اشارت إلى ان الموقف الذي أعلنه الوزير باسيل، من مرجعيون ورميش، بأن هدية الميلاد ستكون إعلان الحكومة، وعلى الجميع ان يضحي لولادتها، يصب في هذا السياق، الذي يعني ان تأليف الحكومة بات في المائة متر الأخيرة من السباق، كما وأعلن الرئيس الحريري، خلال مشاركته في منتدى الاستثمار في لندن.
وتقاطعت معلومات مصادر “المستقبل” مع مصادر محطة O.T.V الناطقة بلسان “التيار الوطني الحر” والتي اشارت بدورها إلى ان الأمور تتقدّم وان أساس البحث ينطلق من مجموعة الأفكار التي طرحها باسيل وتمت مناقشتها مع الحريري في لندن ومع “حزب الله” والمعنيين في بيروت، والمقصود هنا المشاورات التي أجراها الرئيس عون في بعبدا.
ومعلوم ان جزءاً من مجموعة أفكار باسيل، تنطلق بأن يتنازل الرئيس الحريري باستقبال النواب السُنَّة من خارج تيّار ”المستقبل”، في مقابل ان يتنازل هؤلاء عن اشتراط توزير أحدهم، والقبول بتسمية شخصية أو أكثر من خارج تجمعهم لتمثيلهم في الحكومة من حصة رئيس الجمهورية، إلا ان هذا الاقتراح قوبل برفض من نواب سُنة 8 آذار، ووصفه النائب فيصل كرامي بأنه “مهزلة لا تمت إلى السياسة بصلة”، في حين نقلت محطة L.B.C عن مصادر مطلعة قولها بأن تمثيل الوزير السُني من حصة الرئيس عون أمر وارد، لكنه غير نهائي ويتوقف على ما سيحصل عليه في المقابل، في إشارة إلى معلومات ذكرت بأن الوزير باسيل يشترط الحصول على حقيبة وزارة الاشغال المحجوزة لتيار “المردة”، لتسليم الوزير السُني من حصة رئيس الجمهورية إلى تجمع النواب السُنَّة الستة.
وكشفت المعلومات عن لقاء بعيد عن الإعلام جمع باسيل بمسؤول وحدة التنسيق والارتباط في “حزب الله” الحاج وفيق صفا، من دون الوصول إلى خرق يذكر في الملف الحكومي، حيث رفض “المردة” التنازل عن حقيبة الاشغال.
لقاء تلة الخياط
ومعلوم أيضاً، ان “اللقاء التشاوري للنواب السُنة المستقلين” سيعقد اجتماعا لبحث آخر التطورات المتعلقة بتشكيل الحكومة ومبادرة رئيس الجمهورية، عند الساعة الثانية الا ربعا من بعد ظهر اليوم في دارة النائب عبد الرحيم مراد في تلة الخياط، واستبق عضو اللقاء عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب قاسم هاشم الاجتماع المذكور، بقوله لمحطة M.T.V بأن تجمعهم لا يزال متمسكاً بموقفه عبر تمثيله في الحكومة بأحد اعضائه الستة، مشيرا إلى ان “ما يطرح اليوم إنما هي أفكار من قبل بعض المعنيين أو من أصحاب المبادرات الذين يحاولون الوصول إلى حل لازمة تشكيل الحكومة”.
ولفت إلى انه “لو وصلت الأمور إلى مرحلة يتم تقديم عرض لنا، فإن موقفنا سيكون واضحاً، واننا لن نقبل بفرض الشروط، وحينها يمكننا ان نطرح اسماً واحداً لا رجوع عنه، ولن نقبل بأن يكون هناك “فيتو” عليه”.
أما كرامي، فقال تعليقاً على ما يجري تداوله من أفكار ومقترحات لحل ما يسمى “بالعقدة السُنَّية” وبينها استقبال الحريري للنواب الستة، في مقابل تنازلهم عن توزير أحدهم: “اذا كان اصحاب خريطة التخريجة الحكومية جادين في هذه المبادرة فإنني ابلغهم جميعاً إلى ان هذه مهزلة لا تمت إلى السياسة والجدية بصلة”.
وتابع: “مع احترامي للجميع، فإن كل وأكد ان علاقة “حزب الله” برئيس الجمهورية هي بأحسن حال، والحزب يشجع على زيادة حصة رئيس الجمهورية لأنه كلما كان الرئيس في موقع قوة داخل الحكومة كلما كانت الضمانة والتأثير والفعالية أكثر، وحزب الله لا يمانع إذا كانت حصة رئيس الجمهورية 11 أو 12، والمشكلة ليست هنا، بل في إصرار الرئيس المكلف على رفض الاستماع للنواب السُنَّة المستقلين وإعطائهم حقهم”.
لكن عضو تكتل “لبنان القوي” النائب الياس بوصعب نفى لـ”اللواء” ان يكون الرئيس عون في وارد الإصرار على الثلث المعطل في الحكومة، وأوضح ان الوزير باسيل كان يتحدث عن حصة “التيار الحر” بمعايير التشكيل وفق نتائج الانتخابات النيابية، لكنه لم يقل اننا نريد ثلثا ضامنا، والكل يعرف ان حجمنا النيابي يعطينا 11وزيرا، لكننا لسنا متمسكين بهذا الامر.
ورأى ان مفتاح الحل يكمن في استقبال الرئيس المكلف للنواب السُنَّة المستقلين والاستماع اليهم وبعدها لكل حادث حديث، ولننتظر لقاء الرئيسين عون والحريري، ونحن نرتقب بوادر حلحلة في ضوء الاتصالات التي يجريها الرئيس عون.
باسيل
وكان الوزير باسيل الذي جال أمس في منطقة مرجعيون وحاصبيا، لرعاية ريسيتال ميلادي، ثم زار بلدة رميش في قضاء بنت جبيل، ووضع اكليلاً من الورد على ضريح اللواء فرنسوا الحاج، ورعى أيضاً ريسيتالاً ميلادياً، قد أكد ان “هدية العيد ستكون إعلان الحكومة مع ميلاد المسيح، وهذه الحكومة هي للجميع، وإن لم تنجز سيكون فشلها فشلا للجميع، واذا ولدت فهي نجاح لكل لبنان وستكون على أساس الخير والعدالة، وبما أن الحكومة هي للجميع، فعلى الجميع ان يضحي لإنجاز ولادتها مع احترام معايير التأليف. نريدها حكومة للكل ولخير الكل ولمحاربة الفساد بنفس جديد لبناء مستقبل الوطن”.
وقال: “نريد ان نأتي لكم بحل، والحل يقوم على ان لا يكون هناك ظلم ولا اكراه ولا اقصاء ولا احتكار، بل عدالة، وعدالة التمثيل هي التي تأتي بحكومة وحدة وطنية، وان شاء الله بالأعياد يكون لدينا حكومة وحدة وطنية فيها عدالة التمثيل”.
ولم تخل جولة باسيل من إشارات تشكّل إزعاجاً للرئيس نبيه برّي، ومنها قوله في جديدة مرجعيون بأنه يأمل أن يكون للجنوب وزير من “التيار الوطني الحر” ومنها أيضاً أن يكون لمنطقة بنت جبيل نائب مسيحي، وفي هذه الحالة يحتاج الأمر إلى تعديل قانون الانتخاب، في حين ان حصة الجنوب الوزارية كانت دائماً من نصيب الثنائي الشيعي.
انفاق الجنوب
إلى ذلك، لفت الانتباه، جولة الوزير باسيل في المنطقة الحدودية، حيث راقب، عبر المنظار، عمليات الحفر التي استأنفتها قوات الاحتلال الاسرائيلي أمس، عند الحدود اللبنانية، بحثاً عن انفاق مزعومة تدعي ان “حزب الله” أنشأها في الجنوب للوصول إلى الأراضي المحتلة، وقد غرد باسيل عبر “تويتر” قائلاً: “لبنان محمي بجيشه ومقاومته، والاهم انه محمي بتنوعه وتعدديته اللذين يهزمان احادية إسرائيل وعنصريتها”.
تجدر الإشارة إلى ان مجلس الأمن الدولي سيبحث موضوع الانفاق في جلسة يعقدها الأربعاء المقبل بدعوة من المندوبة الأميركية، وثمة احتمال كبير ان تسلم إسرائيل احداثيات الانفاق التي ينتظر لبنان الرسمي تسليمها إلى قوات ”اليونيفل”، إلى الأمم المتحدة خلال هذه الجلسة، وبناء على ذلك سيكون للبنان موقف، وهو بين التشكيك في ان تكون إسرائيل قد حفرت هذه الانفاق أو بعضها حديثا كذريعة لافتعال مشكلة مع الدولة اللبنانية، وبين تأكيد انها انفاق قديمة تعود لما قبل حرب تموز 2006.
وأوضح اللواء الركن المتقاعد عبد الرحمن شحيتلي الذي كان يمثل لبنان في اجتماعات الناقورة الثلاثية في تلك الفترة، ان الانفاق قديمة وهي موجودة من قبل العام 2006، وتم ابلاغنا من قبل قوات اليونيفيل وقتها بوجودها، ولا يجوز ان ينكر لبنان وجودها خاصة اذا قدمت اسرائيل الاحداثيات حول مواقعها، بل يجب ان يدافع لبنان عن وجهة نظره امام الامم المتحدة بتأكيد انها قديمة ولا يجري استخدامها من طرف لبنان، وانها لا تشكل خرقا للقرار 1701 كما تدعي اسرائيل.
ميدانيا، وضع الجيش اللبناني امس، كاميرا متحركة ثانية لمراقبة تحركات جيش الاحتلال الإسرائيلي والأعمال التي يقوم بها في محلة كروم الشراقي في خراج بلدة ميس الجبل قضاء مرجعيون، بعدما كان قد رفع قبل أيام كاميرا مماثلة في المحلة المذكورة.
في هذا الوقت عزّز جيش الاحتلال الإسرائيلي انتشاره، حيث استقدم حوالى 30 جنديا تمركزوا خلف السواتر الترابية، بالإضافة إلى انتشار خمسة آليات عسكرية على الطريق المحاذية للسياج التقني، وسط تحليق لطائرة استطلاع من نوع ”ام ك”..
كذلك استحضرت القوات الاسرائيلية حفارة آبار ضخمة، باشرت بأعمال الحفر مقابل طريق عام كفركلا، بعد أن جرى سحب الحفارتين من الجهة المقابلة للطريق الداخلية التي تربط بوابة فاطمة بسهل الخيام.
وفي وقت لاحق أعلن الناطق الرسمي بإسم “اليونيفيل” أندريا تيننتي “ان الجيش الاسرائيلي أبلغ اليونيفيل عن وجود نفق رابع، واليونيفيل منخرطة بشكل كامل مع الأطراف لضمان الاستقرار في المنطقة”.
وكان المتحدث باسم قوات الاحتلال افيخاي ادرعي قد أعلن عن كشف هذا النفق، محملا الحكومة اللبنانية المسؤولية الكاملة، لما وصفه بالخرق الفادح للقرار 1701. واردف ادرعي تغريدته بتسجيل مصور حمّل فيه “حزب الله” المسؤولية عن تعريض سكان جنوب لبنان لخطر كبير جرّاء تهوره ومخططاته غير المحسوبة، عن طريق حفر انفاق تحت مناطق سكنية”..
تظاهرة
ميدانياً، وفي أوّل تحرك احتجاجاً على الأوضاع المعيشية والاقتصادية، وتأخير تأليف الحكومة سارت تظاهرة شعبية من امام مصرف لبنان في شارع الحمراء، باتجاه وسط بيروت، حيث ألقيت كلمات منددة بالطبقة السياسية لكل من النائب اسامة سعد، والأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني حنا غريب، الذي دعا القوى المتضررة إلى لقاء يوم الجمعة المقبل.
البناء
وقف النار في الحديدة فجر الغد… وإجماع على انتصار دبلوماسي لأنصار الله في اتفاق السويد
البشير فجأة في دمشق… والأسد في استقباله… وتساؤلات عن رسالة سعودية
الشيوعيون يفتتحون الحراك الشعبي
بينما يصوّت مجلس الأمن الدولي غداً على مشروع قرار بريطاني حول اليمن يكرّس تفاهمات السويد، يكون اتفاق وقف إطلاق النار الذي حدّد المبعوث الأممي موعده فجر الغد في الحديدة، قد دخل حيّز التنفيذ، وسط إجماع دولي على أن تفاهمات السويد شكلت انتصاراً دبلوماسياً لأنصار الله الذين التقطوا الفرصة الدولية للعزلة التي يعيشها العدوان السعودي الإماراتي، وقاربوا بلغة واقعية ما يمكن تحقيقه من مكاسب من دون تضييع أي من الثوابت الرئيسية لحركتهم، فترتب على التفاهم عملياً طي صفحة القرار الأممي 2216 القائم على اشتراط تسليم السلاح لأي تسوية، وتكريس سلطة حكومة منصور هادي ومؤسساتها على المستوى الأمني والإداري كشرط لتنفيذ التسويات وآلية تطبيقية لها، بينما ما انتهت إليه مفاوضات السويد حفظ لأنصار الله سيطرتهم الفعلية في الحديدة أمنياً وإدارياً، عبر مؤسسات الدولة الموالية لحكومة صنعاء، بحيث باتت الشرعية التي كرّسها تفاهم السويد، ممثلة بمؤسسات الدولة قبل العدوان، سواء كانت في عدن أو في صنعاء، وما يسري على الحديدة يسري على سواها، باعتبارها عقدة العقد، فهي تحت عين العدوان أم المعارك، لوقوعها على ساحل البحر الأحمر وأهميته الاستراتيجية، ما استدعى أربع جولات قتال ضارية لاحتلالها انتهت جميعها بالفشل، ولولا هذا الفشل ما كانت مفاوضات السويد ولا كان نجاحها.
على أهمية الحدث اليمني، خطفت دمشق الأضواء مجدداً، ليس باعتبارها حرب حروب المنطقة، وساحة ساحاتها، بل باعتبارها امتحان جدية تسوياتها، فالكلام التركي التمهيدي للاعتراف بالأمر الواقع الذي يمثله الرئيس السوري المنتصر، تزامن مع تكريس معادلة لتشكيل اللجنة الدستورية المعنية بالمسار السياسي أحبطت المبعوث الأممي المنتهي الصلاحية، ستيفان دي ميستورا، وكرّست وقوف حلفاء سورية في صفها، والخروج من مشاورات روسية سورية اختتمها معاون وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف في دمشق قبل أيام، بما ترضى به دمشق ويُغضب دي ميستورا.
الحدث الكبير في دمشق كان الوصول المفاجئ للرئيس السوادني عمر البشير، الذي استقبله في مطار دمشق الدولي الرئيس السوري بشار الأسد، لبدء مشاورات قالت المصادر الرسمية السورية إنها تتناول العلاقات الثنائية والأوضاع في سورية والمنطقة، وتساءلت مصادر متابعة عن فرضية أن تكون الزيارة الرئاسية السودانية أول الغيث الرئاسي العربي، بعد انقطاع زيارات الرؤساء والملوك والأمراء العرب عن دمشق منذ بداية الأزمة والحرب قبل ثماني سنوات. وقالت المصادر إن الرئيس السوداني الذي بقي رغم تقربه من السعودية وقبلها قطر سعياً لتفادي عاصفة الربيع العربي بعد التحذيرات التي تلقاها علناً بوضعه على لائحة الاستهداف، بقي متمسكاً برفض الانخراط في حملة العداء لسورية، ورغم تورّطه في حرب اليمن، بقيت سورية في مكانة يحرص على السعي للوصل معها، وبالمقابل فالعلاقات التي تربطه بالسعودية اليوم لا تسمح بتوقع حدوث هذه الزيارة دون تنسيق مع الرياض، وربما بتشجيع منها، ومسعى لدور يقوم به صديق مشترك بين الرياض ودمشق، فكانت زيارة الرئيس السوداني.
مع بدء مسار التسوية اليمنية، ومؤشراتها الآتية من تفاهمات السويد، تبدو السعودية دون ممانعة أميركية، في ظل الارتباك الجامع بين عواصم قرار الحرب على سورية، ذاهبة للتخفّف من أثقال المعارك التي تورّطت فيها في المنطقة، وهناك مَن يتوقع تسارع الاتصالات قبل موعد القمة العربية الاقتصادية في بيروت خلال الشهر المقبل، لضمان توجيه الدعوة الرسمية للرئيس السوري للمشاركة فيها، وإلا فالتحضير لعودة سورية إلى الجامعة العربية قبل القمة العربية المقبلة في الربيع، والتي ستستضيفها تونس، ويجري البحث بنقلها إلى السودان التي فقدت دورها في استضافة القمة بسبب العقوبات المفروضة عليها، ويمكن أن تتحوّل قمة المصالحات العربية وفقاً لبعض الترجيحات.
بانتظار ما سيخرج من قمة الرئيسين الأسد والبشير، لبنان يتداول بالمخارج المتاحة من أزمته الحكومية، والتي يشكل مفتاحها تحديد موعد استقبال الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري لنواب اللقاء التشاوري، بعد زيارة متوقعة للحريري إلى بعبدا ولقائه برئيس الجمهورية العماد ميشال عون.
بيروت كانت بالانتظار على موعد مع أول تظاهرة شعبية احتجاجاً على الضائقة المعيشية، بدعوة من الحزب الشيوعي اللبناني. وقد لاقت التظاهرة ترحيباً وطنياً وشعبياً، بانتظار ما إذا كانت ستفتتح مساراً للتحركات الاحتجاجية المنظمة والسلمية، التي ينتظرها اللبنانيون لتصحيح الكثير من مساوئ نظامهم الاقتصادي والاجتماعي، والسياسي أيضاً.
الحريري يشترط اتفاق “اللقاء” قبل استقباله!
مع عودة الرئيس المكلّف سعد الحريري الى بيروت من لندن، بدأ العد العكسي للمهلة الجديدة التي وضعها الحريري لتأليف الحكومة قبل نهاية العام الحالي، لاقاه على الموجة نفسها رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل الذي تحدث عن ولادة الحكومة في عيد الميلاد المجيد كعيدية للبنانيين، ما يطرح تساؤلات عما اذا كانت موجة التفاؤل الجديدة التي تُضخ في السوق الحكومية تحمل ملاءة سياسية وقابلة للتسييل في شراء الحلول لعقدة التمثيل السني أم ستُضاف مهلة أخرى الى سجل المواعيد والمهل التي تساقطت الواحدة تلو الأخرى نتيجة الصراع القائم بين القوى السياسية.
وإذ من المتوقع أن يشهد ملف التأليف حراكاً مكثفاً خلال الأسبوع الحالي، علمت “البناء” أن “لقاءً سيعقد بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس الحريري في الساعات القليلة المقبلة لإيجاد مخرج للأزمة الحكومية على أن يضع الرئيس عون الحريري في أجواء اجتماعاته ومشاوراته مع المعنيين لا سيما مع اللقاء التشاوري للنواب السنة المستقلين”. وتلفت المصادر إلى أن “عون تحدث أمام زواره أنه يجهد لتأليف الحكومة قبل الأعياد ويسعى مع كافة الأطراف لتذليل العقدة الأخيرة على قاعدة مشاركة الجميع في التنازلات”، مشددة على أن “الأمور لم تقفل رغم أن الاتصالات سادها الركود في اليومين الماضيين”. وأشارت المصادر الى وجود “جو إيجابي في بيت الوسط مردّه مرونة الرئيس المكلف في التعاطي مع مسألة توزير سنة 8 آذار لجهة إبلاغه المعنيين على خط حزب الله والرئيس عون أنه لا يمانع توزير شخصية تحسب على اللقاء لكن من خارج النواب الستة ومن حصة الرئيس عون”، معتبرة أن “ما تقدّم قد يكون المخرج لحل الأزمة لا سيما أن الرئيس نبيه بري، أشار مراراً الى أن الحل قد يكون عند رئيس الجمهورية”.
ودعت المصادر إلى “انتظار ما سيخرج عن اجتماع اللقاء التشاوري اليوم لا سيما أن هناك تبايناً بين المعنيين حول التعاطي مع طبيعة تمثيل سنة اللقاء، إذ أن هناك من بات مقتنعاً بضرورة الذهاب الى توزير اسم من خارجه اللقاء في حين أن أطرافاً أخرى ترفض ذلك وتعتبر أن تراجعها يعني تنازلاً عن مطلب محق”.
وقال وزير الخارجية جبران باسيل إن “هدية العيد ستكون إعلان الحكومة مع ميلاد المسيح، وهذه الحكومة هي للجميع، وإن لم تُنجز سيكون فشلها فشلاً للجميع، وإذا ولدت فهي نجاح لكل لبنان وستكون على أساس الخير والعدالة، وبما أن الحكومة هي للجميع، فعلى الجميع ان يضحي لإنجاز ولادتها مع احترام معايير التأليف. نريدها حكومة للكل ولخير الكل ولمحاربة الفساد بنفس جديد لبناء مستقبل الوطن”.
أما الرئيس المكلف بحسب مصادر في تيار المستقبل فلا يزال على موقفه الرافض لتوزير شخصية من اللقاء التشاوري، موضحة لـ”البناء” أنه إذا كان الهدف من استقبال الحريري للسنة المعارضين في بيت الوسط هو انتزاع الاعتراف بشرعيتهم السياسية والحكومية والإصرار على توزير أحد منهم وتكرار المواقف نفسها فلا داعي للقاء، أما إذا تنازل سنة 8 آذار وجاؤوا الى الحريري متفقين فيما بينهم على وزير من خارج النواب الستة فيستقبلهم برحابة صدر”، وكان المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، بحسب المعلومات ينوي زيارة السنة المستقلين لإقناعهم الاتفاق على شخصية من خارجهم لتوزيره في الحكومة ومن حصة رئيس الجمهورية بعدما ألمح الرئيس الى استعداده لحل العقدة بالتنازل من حصته على أن يتفق اللقاء والحريري على مخرج موحّد، غير أن الوزير باسيل طلب من إبراهيم استئخار مسعاه في محاولة من باسيل لإحياء صيغة 32 وزيراً التي سبق ورفضها الحريري بذريعة تكريس وزير علوي في كل الحكومات المقبلة ما يحدث خللاً في التوازن الطائفي والسياسي بحسب مصادر المستقبل، لاعتبار تيار المستقبل بأن التمثيل العلوي سيكون على حساب التمثيل السني فضلاً عن أنه سيكون تابعاً لفريق الثنائية الشيعية و8 آذار”.
إلا أن بورصة الصيغ عادت واستقرت في عطلة نهاية الأسبوع على الصيغة الثلاثينية بعد تراجع أسهم الصيغ الأخرى، ما يعني أن الأسبوع الحالي سيكون حاسماً على الصعيد الحكومي، فإما حكومة وإما الكارثة هي البديل بحسب رئيس الجمهورية في ظل ظهور مؤشرات الانفجار الاجتماعي في الشارع مع التظاهرات التي شهدتها العاصمة بيروت أمس، ضد السلطة فضلاً عن تردي الوضع الاقتصادي والمالي وتراكم الأزمات المعيشية والبيئية وتدهور الوضع الأمني لا سيما في البقاع وعلى الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة.
تفاؤل الحريري عاد وأكد عليه الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري معتبراً “أننا في المئة متر الاخيرة من تأليف الحكومة، كما قال الرئيس سعد الحريري من لندن”، موضحاً “أن ما صدر من كلام عن توزير من خارج النواب الستة هو كلام في الاتجاه الصحيح، ولكن كما يقول الرئيس نبيه بري “ما نقول فول ت يصير بالمكيول”، بعيداً عن كثرة التحليلات، التي قد تشوش على طريق الحل. فلتأخذ الأمور مجراها، وليكن الكتمان سيد الموقف، للإبقاء على بارقة الأمل في التأليف قريباً”، نافياً فكرة اعتذار الحريري.
أما اللقاء التشاوري فلم يصدر موقفاً نهائياً من المخرج المطروح في التداول بقوة القاضي بتوزير شخصية من خارج اللقاء، بانتظار اجتماعه المتوقع خلال الساعات المقبلة في دارة الوزير عبد الرحيم مراد، إلا أن كلام عضو “اللقاء” النائب قاسم هاشم كان لافتاً ويصبّ في الاتجاه الايجابي نفسه، حيث قال في حديث للـ”ام تي في” “نصرّ أن نتمثل بأحدنا وما يطرح اليوم حول طرح اسم خارج اللقاء مبادرات للتوصل الى حل”، مضيفاً: “في حال تنازلنا ووصلنا الى اختيار اسم خارج اللقاء فنطرح اسماً وحداً نرفض أن يكون عليه فيتو”.
وعلمت “البناء” أن اتصالات جرت بعيداً عن الأضواء بين مراجع رسمية رفيعة المستوى معنية بالشأن الحكومي وتناقشت بدقة الأوضاع الاقتصادية والمالية والتحديات الأمنية على الحدود وكان اتفاق على ضرورة العمل لمعالجة العقدة السنية بأي ثمن وأسرع وقت ممكن وقبل نهاية العام، لأن تفويت الفرصة الأخيرة في هذا العام على ولادة الحكومة يعني تأجيل الحكومة إلى العام المقبل ما يعني وضع اللبنانيين والمؤلفين معاً أمام خيبة أمل جديدة وقد يفتح العام الجديد أبوابه على أزمات سياسية مديدة تطال النظام السياسي برمته”.
من جهته، أكد عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق، أن “النواب السنة المستقلين صاروا جزءاً من المعادلة السياسية ولا يمكن لأحد أن يتجاهل حقهم أو أن يلغيهم، وليسوا بحاجة لاعتراف لأن نجاحهم وحجم تمثيلهم يعطيهم حقهم في المعادلة”، وقال قاووق خلال حفل تأبيني في بلدة سحمر: “ليس حزب الله من أعطاهم الحق في أن يتمثلوا بالحكومة، بل صناديق الاقتراع هي التي أعطتهم الحق، لذلك حزب الله ليس مفاوضاً عنهم في التوزير في الحكومة الجديدة، ولا يضغط عليهم وإنما يقبل بما يقبلون به، وكل محاولة لتزييف الحقائق إنما هي محاولة بائسة وفاشلة من أجل التغطية عن جهة التعطيل الحقيقية، والحديث عن رفض حزب الله للثلث الضامن لرئيس الجمهورية افتراء ومحاولة فاشلة للتغطية على هوية المعطّل، والحزب يشجّع على زيادة حصة رئيس الجمهورية لأنه كلما كان الرئيس في موقع قوة داخل الحكومة كانت الضمانة والتأثير والفعالية أكثر، وحزب الله لا يمانع إذا كانت حصة رئيس الجمهورية 11 أو 12”.
وفيما تتأرجح المبادرة الرئاسية على وقع التحركات في الشارع، شهدت العاصمة بيروت أمس تظاهرة حاشدة نظمها الحزب الشيوعي اللبناني تنديداً بالأوضاع المعيشية والاقتصادية التي وصل إليها البلد جراء السياسات الرسمية المتعاقبة.
وفي ختام التظاهرة التي سارت وسط بيروت وصولاً إلى ساحة رياض الصلح، قال الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني حنا غريب أن “كفى استهتاراً وإذلالاً بكرامة اللبنانيين ولن نخاف منكم وسنواجهكم وسنحمّلكم تبعات الانهيار الذي وصلنا إليه”.
وأضاف غريب قائلاً: “السياسيون يمعنون بالاستمرار بالصفقات والسمسرات ونهب المال العام ويريدون الالتفاف على ضرب سلسلة الرتب والرواتب”، وأشار إلى أن “ليس عادلاً أن يدفع الفقراء 70 من قيمة الدين العام وحيتان المال لا تدفع سوى 30 وآن الأوان لقلب هذه المعادلة رأساً على عقب”.
ودعا حنا غريب اللبنانيين إلى الخروج من متاريس الطائفية والمذهبية إلى رحاب الوطنية ودعاهم النزول إلى الشارع في كل المناطق اللبنانية، واعتبر أن تظاهرة بيروت اليوم هي باب الدخول إلى حيث التغيير الأساسي في لبنان.
وبدوره اعتبر رئيس التنظيم الشعبي الناصري المشارك في التظاهرة النائب أسامة سعد أن تظاهرة اليوم تعبير عن نقمة شعبية عارمة وتعبير عن تمرد شعبي ضد واقع لم يعد بالإمكان احتماله.
وطالب بتشكيل الحكومة اليوم قبل الغد قائلاً إنه لم يمنح الثقة للرئيس المكلف سعد الحريري “ولن أمنح الثقة للحكومة المقبلة نظراً لمعارضتنا للتوجّهات الاقتصادية والسياسية في أوساط الحكم”.