ذكر تقرير ديبلوماسي تلقته سفارة دولة كبرى في بيروت، أن “الوضع في قطاع غزة، اصبح يهدد بتفاعلات إقليمية خطيرة، وأنه لا بد من وقف إطلاق نار فوري، وغير مشروط، يتيح إجراء أعمال الإنقاذ والإسعاف، ورفع ركام الدمار” الذي أحدثته المحرقة الصهيونية في مختلف أحياء مدن غزة، خان يونس، ورفح، وفي بقية مخيمات وبلدات القطاع المحاصر.
وأورد التقرير الذي تسرب في اليوم الخامس على المحرقة في غزة، “أن ثمة مخاوف من احتمال عدم اكتفاء مقاتلي حركة المقاومة الإسلامية/حماس بالرد الصاروخي الحالي، ولجوئهم إلى تنفيذ عمليات استشهادية، في أرجاء التجمعات” الإستيطانية الصهيونية في فلسطين المحتلة، “ما قد يجر أطرافا إقليمية إلى الدخول مباشرة في هذا الصراع”.
وأشار التقرير إلى “أنه لا بد من العمل على منع تحول القتال في غزة إلى نزاع إقليمي، لأن من شأن هذا التصعيد الخطير، أن يمكن حكومة إيهود أولمرت المنهارة، من تسوية مشكلاتها العسيرة والكثيرة، بخسائر قليلة، بحيث يحجب أولمرت صورته الفضائحية، ويكون لدى السياسيين الإسرائيليين المتنافسين قدرة أشد على ممارسة ألاعيبهم الإنتهازية مع الجمهور، في فترة الإستعداد للإنتخابات النيابية القادمة”.
وتحدث التقرير “عن وجوب ممارسة إيران ضغوطا على حماس لمنعها من رفع مستوى ردها الميداني من القصف الصاروخي إلى العمليات الإستشهادية، وكذلك ممارسة ضغوط على المقاومة في لبنان، وخاصة حزب الله، للإستمرار في التهدئة من جنوب لبنان، وعدم الدخول في الصراع” إلى جانب الأشقاء الفلسطينيين. كما تحدث التقرير عن “جهود دولية للضغط على إسرائيل لإجبارها على وقف الأعمال العسكرية” ووضع حد لـ”المحرقة الصهيونية” في قطاع غزة.
وقال التقرير “إن أولمرت وجنرالات إسرائيل يريدون ترميم صورتهم التي بهتت في أعين جمهورهم بعد حرب لبنان عام 2006، ومن غير المناسب إتاحة هذه الفرصة لهم، خصوصا إذا ما توسع نطاق القتال إلى خارج قطاع غزة. لذلك لا بد من وقف إطلاق نار فوري، وغير مشروط”.
وكانت صحيفة “هآرتس” قد نشرت (1/1/1209) استطلاعا للرأي تحت عنوان “إذا كنا نحارب فلا حاجة للحملات الانتخابية” تبين منه زيادة قوة حزب “العمل” الذي يترأسه وزير الأمن إيهود باراك بنسبة 45%. وأشارت الصحيفة إلى أنه بالرغم من أن الحرب في الجنوب (غزة) تجعل الحملات الانتخابية متواضعة، إلا أنها تؤثر على النتائج.
كما تبين من الاستطلاع أن غالبية الإسرائيليين الساحقة تؤيد الاستمرار في القصف الجوي على القطاع أو توسيع الحملة العسكرية وإدخال قوات برية إلى قطاع غزة، وفقط قلة قليلة تعتقد أنه يجب محاولة التوصل إلى وقف إطلاق النار.
وأظهر الاستطلاع أن باراك يحصل على أعلى نسبة من حيث رضا الإسرائيليين عن أدائه، يليه على التوالي بنيامين نتانياهو وتسيبي ليفني وإيهود أولمرت. وبحسب نتائج الاستطلاع، يحصل الليكود على 32 مقعدا، مقابل 30 مقعدا في الاستطلاع السابق الذي أجري في 23/12/2008، كما يحصل “كاديما” على 27 مقعدا مقابل 26 مقعدا في الاستطلاع السابق المشار إليه، ويحصل العمل على 16 مقعدا مقابل 11 مقعدا في الاستطلاع السابق.
كما يحصل “يسرائيل بيتينو” على 11 مقعدا، وهو نفس عدد المقاعد في الاستطلاع السابق، في حين تتراجع “شاس” من 13 مقعدا في الاستطلاع السابق إلى 9 مقاعد في الاستطلاع الحالي. وتحصل ميرتس على 7 مقاعد مقابل 8 مقاعد في الاستطلاع السابق. في المقابل، تحصل “يهدوت هتوراه” على 5 مقاعد وهو نفس عدد المقاعد في الاستطلاع السابق، ويتراجع “البيت اليهودي” من 6 مقاعد في الاستطلاع السابق إلى 3 مقاعد في الاستطلاع الأخير. كما تحصل كل من الجبهة والقائمة الموحدة على 4 مقاعد لكل منهما، في حين يحصل التجمع على مقعدين (مع الإشارة هنا إلى عدم دقة النتائج بما يتصل بالأحزاب العربية والجبهة وذلك بالنظر إلى كون العينة المستطلعة تشتمل على عدد صغير جدا من المستطلعين العرب).
وردا على سؤال حول ماذا يجب على إسرائيل أن تفعل الآن، قال 53% من الإسرائيليين إنهم يؤيدون استمرار القصف الجوي على قطاع غزة، في حين قال 19% إنهم يؤيدون توسيع الحملة العسكرية وإدخال قوات برية إلى القطاع، في حين قال 20% إنه يجب محاولة التوصل إلى وقف إطلاق النار، وقال 9% إنهم لا يعرفون أو يرفضون الإجابة.وحول الرضا عن الأداء، قال 53% من الإسرائيليين إنهم غير راضين عن أداء رئيس الحكومة إيهود أولمرت، مقابل 53% قالوا إنهم راضون عن أداء وزير الأمن إيهود باراك، في حين قال 48% إنهم راضون عن أداء بنيامين نتانياهو، وقال 47% إنهم راضون عن أداء وزيرة الخارجية تسيبي ليفني.
وكان رئيس وزراء العدو قد أكد يوم الخميس، في اليوم السادس على “محرقة غزة”، أن “إسرائيل ليست معنية بحرب طويلة” مع المقاومة في غزة، كما أن وزيرة خارجيته تسيبي ليفني قد رفضت من باريس، اقتراح فرنسا وقف إطلاق نار مؤقت، بذريعة “عدم إعطاء شرعية لحركة حماس”.
COMMENTS