طاف شبح "الحرب الأهلية" ما بين جل الديب والناعمة ونهر الكلب وخلدة وسعدنايل. طاف به "قطاع الطرق"، أبطال الحراك السياسي الطائفي. يتحول هذا الحراك إلى نوع من "حرب العصابات الإجتماعية" ضد المواطن وضد مؤسسات الدولة. هذه "العصابات" التي يقودها سياسياً سمير جعجع ووليد جنبلاط ليست نوعاً واحداً. المصارف هم "قطاع الطرق" الإقتصادية والمالية. ميليشيا رأس المال المالي، تفتك بالسوق، حتى وإن تلطت خلف موظفين مساكين أو متآمرين. ميليشيا شركات النفط، هي احتكار. هي قوى منظمة. عندما تجفف الوقود من السوق لمنع تنقل المواطنين، ألا تكون في صف الميليشيا. "العصابات الإجتماعية" الطائفية تشن حرباً لخنق المواطنين في منازلهم وأحيائهم ومنعهم عن أرزاقهم ومصالحهم. تعمل لشل الدولة. تتكامل مع هذه "العصابات" المصارف وشركات النفط وكذلك وزارة التربية. وزير التربية يصر على إقفال المدارس والمعاهد والجامعات، لتذخر الحراك السياسي الطائفي بالحشود الطائفية. رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري الذي هرب من مسؤولياته الوطنية في الحكم، يلهث الآن خلف "الشارع" و"الناس". هو صار بقيادة جعجع وجنبلاط. بات أسيراً لهما. وهذا الثنائي هو بقيادة أميركا و"النفطية السياسية" العربية. يجرب الحريري حظه مع الشيطان. يقامر. بدلاً من أن يصغي إلى الحراك الشعبي ذي المطالب الإجتماعية والإقتصادية والسياسية الإصلاحية، راح ينافس جعجع وجنبلاط على امتطاء الحراك السياسي الطائفي. اسم محمد الصفدي مناورة. حتى إذا كلف وألّف الحكومة سيكون جزءاً من مناورة. فالحريري ما زال يتهرب من تحمل مسؤولية انهيار "النموذج اللبناني". نحن في خضم "الإنهيار اللبناني". هو يشبه "الإنهيار اليوناني" ولكنه مختلف عنه. الحريري كأنه نأى بنفسه عن "تسوية تاريخية" تغير وتُصلح في النظام وتمنع الإنهيار الإجتماعي. يريد أن يناور بالصفدي ليكسب الوقت. تفكير ضيق. يناور لكي يتلافى إصابة مصالحه بضرر من انهيار "النموذج اللبناني". طاف شبح "الحرب الأهلية" ما بين جل الديب والناعمة ونهر الكلب وخلدة وسعدنايل، وما زال يطوف.
الأخبار
ترشيح الصفدي: مناورة أم استفزاز؟
حتى الساعات الأولى من فجر اليوم، لم يكن واضحاً ما إذا كانت قوى السلطة قد توافقت فعلاً على ترشيح النائب السابق محمد الصفدي لرئاسة الحكومة، أم ان ما جرى لا يعدو كونه مناورة لتحقيق هدف لا يزال مجهولا. قرار تسمية الصفدي يعني استفزازاً للشارع المنتفض، ولكثيرين من الذين لم ينزلوا إلى الشوارع، لكنهم كانوا يأملون ان تشكّل الهبّة التشرينية أداة للضعط على قوى السلطة لتغيير سلوكها وسط الانهيار النقدي والمالي والاقتصادي العام. فالصفدي، في نظر الجمهور، هو بطل فضيحة "الزيتونة باي"، وهو احد المشتبه في تورّطهم بصفقة اليمامة الذائعة الصيت في الفساد بين بريطانيا والسعودية، وهو من نادي وزراء الأشغال العامة القليلي الانتاجية والسيئي السمعة الذين مروا على الوزارة، وكان نائباً "شبه مستقيل"، ووزيراً للمالية "أكثر استقالة". هو من أقل الوزراء والنواب "انتاجية". حتى رئيس الحكومة المستقيل، سعد الحريري، يبدو أكثر انتاجية منه. أمام هذه الصورة، لماذا اختير الصفدي؟ هل هي مناورة من الحريري الذي يريد إحراق جميع المرشحين ليعود بشروطه هو لا بشروط الآخرين؟ أم ان ثمة من يتعمّد استفزاز الشارع لأهداف لا تزال مجهولة؟ الأسئلة تبدو غير منطقية، لكنها مشروعة في ظل اللجوء إلى خيار "غير منطقي" كترشيح الصفدي. مَن اتخذ قرار ترشيح النائب الطرابلسي السابق، في ما لو صحت الاخبار عنه، يبدو غير مدرك لما يدور في الشارع، ولحجم الاحتقان بين الناس.
حتى ما بعد منتصف الليل، لم يخرج سوى إعلام تيار المستقبل ليؤكد تسمية الصفدي. مسؤولو حزب الله وحركة امل التزموا الصمت. اما مصادر التيار الوطني الحر، فأكّدت الاتفاق، مشيرة إلى أن رئاسة الجمهورية قد تعلن اليوم مواعيد الاستشارات النيابية الملزمة لاختيار رئيس للحكومة، التي يُتوقع ان تكون نهاية الأسبوع الجاري. وبحسب المصادر، تمنّى المجتمعون في منزل الحريري أمس (رئيس الحكومة المستقيل والوزيران جبران باسيل وعلي حسن خليل، والمعاون السياسي للامين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل) أن يختار كل فريق سيشارك في الحكومة وزراء "غير استفزازيين"، إضافة إلى اختصاصيين.
الغضب على تسريب اسم الصفدي أتى من مكانين: الناس المنتفضون الذين تجمهر عدد منهم في خليج "مار جرجس في بيروت ("الزيتونة باي")، وفي محيط منزل الصفدي في طرابلس، احتجاجاً؛ والقوات اللبنانية التي وجدت نفسها مرة جديدة خارج دائرة القرار، فنزل انصارها إلى الشارع في أكثر من منطقة في جبل لبنان الشمالي، إلى جانب عدد كبير من المواطنين، ما حال دون قدرة الجيش على منع إقفال الطريق في جل الديب. وبدا لافتاً أن مناطق نفوذ تيار المستقبل، باستثناء مدينة طرابلس، التزمت التهدئة، بعدما كان الحريري قد أبلغ جميع القوى الامنية، ومسؤولي تياره، ببذل كل جهد ممكن للتوقف عن قطع الطرقات.
في الاتصالات السياسية، تبيّن أن حركة امل وحزب الله كانا، حتى في الاجتماع الذي عقد في وادي أبو جميل ليل أمس، متمسكين بعودة الحريري لترؤس الحكومة. لكن الأخير كان حاسماً بالرفض. في المقابل، توافق رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والحريري على اسم الصفدي.
وفيما لم يتضح بعد شكل الحكومة العتيدة، استمرت المصارف في إغلاق أبوابها لليوم السابع على التوالي. وخلافاً للسبب المعلن، أي إعلان اتحاد نقابات موظفي المصارف الإضراب إلى حين الوصول إلى خطة أمنية تحمي سلامة المستخدمين والمودعين، فإن أحداً لا يشك في أن القرار هو قرار جمعية المصارف، التي تتلطى خلف الموظفين، لإقفال المصارف في وجه المودعين وضبط حركة سحب الأموال وتحويلها. وقالت مصادر مصرفية لـ"الأخبار" إن البحث يتركّز حول إمكان إعادة فتح المصارف أبوابها يوم الإثنين المقبل، بعد تأمين السيولة الكافية للاستجابة لطلبات الزبائن.
وأعلن المجلس التنفيذي لاتحاد نقابات موظفي المصارف، في بيان أمس، الاضراب والتوقف عن العمل اليوم أيضاً، مثمّناً في الوقت نفسه "الجهود التي يبذلها رئيس وأعضاء مجلس ادارة جمعية مصارف لبنان مع الجهات الامنية ومصرف لبنان، بهدف ايجاد خطة أمنية تحمي سلامة المستخدمين والمودعين على السواء". كما أمل، من جهة أخرى، أن يتبلّغ من مجلس إدارة الجمعية "آلية تخفّف من الاجراءات التي طبقتها إدارات المصارف مؤخرا وأدت الى حالة من الهلع والخوف لدى المودعين".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللواء
لحظة التسوية الميِّتة: الإتفاق على ترشيح الصفدي وإنهاء الحَراك بالقوّة
الدعوة إلى الإستشارات الملزِمة اليوم .. وتصاعُد الاحتجاجات في الشوارع إعتراضاً على تحدّي الإرادة الشعبية
آخر، ما وصلت إليه بورصة مساعي التكليف، المرتبطة على نحو غير دستوري، بالتأليف، بعد مضي 28 يوماً على انتفاضة الشعب اللبناني بوجه الطبقة الفاسدة، المريضة، والعاجزة عن إيجاد جسر للعبور إلى الحل، بعد استقالة الرئيس سعد الحريري، هو بقاء كل فريق على موقفه على الرغم من الكلام المنقول عن رئيس الجمهورية ان التأليف سيكون خلال أيام..
مصدر واسع الاطلاع، كشف لـ"اللواء" ان اتصالات الساعات القليلة الماضية، أسفرت بعد اجتماع وزير المال في الحكومة المستقيلة علي حسن خليل والمعاون السياسي لحزب الله حسين خليل مع الرئيس الحريري في بيت الوسط، والذي انتهى إلى ولادة تسوية سياسية تقضي بالاتفاق على:
1- ترشيح النائب محمّد الصفدي لرئاسة الحكومة.
2- وهذا الترشيح يدعمه حزب الله والتيار الوطني الحر وحركة أمل وتيار المستقبل..
3- على ان تؤلف حكومة تكنو-سياسية يرجح ان تكون من 24 وزيراً، يكون فيها وزراء الدولة سياسيون، اما الباقون فتكنوقراط.
وعليه، كشفت مصادر قصر بعبدا ان الدعوة للاستشارات الملزمة ستصدر اليوم، مرجحة ان تبدأ هذه الاستشارات بدءاً من غد السبت، ولغاية الاثنين المقبل.
ولم تستبعد المصادر إذا وافق النائب الصفدي ان لا يتأخر تأليف الحكومة.
وكان الرئيس الحريري التقى مساءً رؤساء الحكومات السابقين: نجيب ميقاتي، فؤاد السنيورة وتمام سلام.
وكشفت جهات سياسية تتابع عملية تشكيل الحكومة الجديدة، أن الاتصالات طوال الأيام الماضية،لم تؤد الى أي حلحلة لإقناع الرئيس سعد الحريري لتغيير موقفه الرافض لتشكيل حكومة تكنو سياسية، بل اصر على موقفه هذا وأكد لمن تواصل معه تشبثه بتشكيل حكومة انقاذ وطني مؤلفة من شخصيات مشهود لها وموثوق بها، تستطيع العمل بانسجام وتحقق صدمة ايجابية فعلية وتحظى برضى الحراك في الشارع، في حين لايمكن لحكومة تكنو سياسية أو على غرار الحكومة المستقيلة ان تفعل فعلها في هذا المجال. وقد أظهرت الوقائع استحالةتكرار هذه التجربة الفاشلة مرة أخرى، أن كان بالممارسة أو بالشارع الذي اسقطها.
وابلغ الرئيس الحريري كل الاطراف السياسيين موقفه النهائي هذا ضمن جملة واسعة من الاتصالات اجراها في الساعات الماضية،ولكنه أبدى بالمقابل استعداده لتأييد أي شخصية قادرة وموثوق بها يمكن تسميتها لهذه المهمة بدلا منه، من الدخول في طرح تسميات محددة بهذا الخصوص. الا انه وبرغم موقف الرئيس الحريري هذا ترددت معلومات ان هناك محاولة جديدة يبذلها الوزير علي حسن خليل وحسين خليل في زيارتهما الليلة الماضية لبيت الوسط ويحملان معهما أفكارا جديدة لعرضها على الرئيس الحريري ومن بينها اشراك بعض الوجوه السياسية غير المستفزة وباعداد محدودة جدا لعلها تقنع الرئيس الحريري بتغيير موقفه ويعدل عن رفضه رئاسة الحكومة المقبلة.
من جهة ثانية، لوحظ أن الوزير جبران باسيل قام بتحرك مفاجئ باتجاه بكركي بهدف استيعاب نقمة البطريرك الراعي لجهة تأخير الرئاسة الاولى في تحديد موعد الاستشارات النيابية والتباطؤ الملحوظ في انطلاق عملية تشكيل الحكومة الجديدة وحاول قدر الإمكان امتصاص هذه النقمة والتأكيد بان عملية تشكيل الحكومة الجديدة قاربت على نهايتها خلافا للواقع، ومحاولا في الوقت نفسه اعطاء انطباع باهمية دوره في عملية التشكيل وإعادة تعويم نفسه بعد الاعتراض والرفض الذي يعم الحراك الشعبي ضده ولاسيما بالوسط المسيحي تحديدا.
لكن مصادر بيت الوسط لم تخرج بالسير في هذا الاقتراح، سواء لجهة صيغة الحكومة، أو حتى المشاركة في أية حكومة جديدة.
وكان نقل عن الرئيس نبيه برّي انتظاره انفراجات على الصعيد الحكومي، والمالي أيضاً الأسبوع المقبل، مشيراً إلى ان الموفد الفرنسي أبلغه ان مقررات مؤتمر سيدر ما تزال سارية المفعول.
في بعبدا، حسم الرئيس عون امره، وأعطى الأوامر إلى قيادة الجيش اللبناني بفتح الطرقات، ولكن من دون ان يؤثر هذا على الحراك، وسط تشديد على تأليف الحكومة، خلال الأسبوع المقبل.
وشدّد الرئيس عون على ضرورة عودة العجلة الاقتصادية في القريب العاجل، وهذا ما أكّد عليه أيضاً امام وفد الهيئات الاقتصادية والمجلس الاقتصادي- الاجتماعي.
وكانت صدرت امس، من قصر بعبدا وبكركي اشارات عن ايجابيات بقرب تشكيل الحكومة،حيث قال الرئيس عون امام وفود دبلوماسية: أن المطالب التي رفعها المعتصمون في الساحات هي موضع متابعة وستكون من اولى اهداف الحكومة العتيدة التي نعمل لتتشكل في القريب العاجل. وأكد ان التعاطي مع المستجدات يتم انطلاقاً من المصلحة الوطنية التي تقتضي التعاون مع الجميع للوصول الى تحقيق الاهداف المرجوة، لاسيما وأن الكثير من المطالب التي رفعها المعتصمون سبق أن احالها بموجب اقتراحات قوانين الى مجلس النواب وتبنتها الحكومة قبل أن تقدم استقالتها، ويبقى على مجلس النواب ان يقرّها من اجل تسهيل عملية مكافحة الفساد ومحاسبة المرتكبين ورفع الحصانات وغيرها من الاجراءات الضرورية.
كما إن الوزير جبران باسيل ابلغ البطريرك بشارة الراعي خلال زيارته له امس، "أن التشاور بشأن تشكيل الحكومة بلغ مرحلة متقدمة، وأن التيار الوطني الحر قدّم كل التسهيلات وهو من أكثر المستعجلين لتشكيل الحكومة التي تلبي مطالب الناس وتحظى بالثقة النيابية، والمهم بالنسبة الى التيار الوطني الحر هو ولادة الحكومة وتفادي أي خطوة ناقصة قد تدخل البلاد في المجهول او تسبب مشكلة يصعب الخروج منها".
دبلوماسياً، اعرب مدير دائرة شمال افريقيا والشرق الأوسط في الخارجية الفرنسية السفير كريستوف فارنو، خلال مؤتمر صحفي عقده في قصر الصنوبر، عن أمله في تشكيل سريع للحكومة لاتخاذ قرارات سريعة.
وردا على سؤال عن مهمته في المرحلة المقبلة بعد ان استمع الى اللبنانيين وهل ستقوم فرنسا بوساطة مع عدد من الدول المعنية بالشأن اللبناني، قال: "المرحلة المقبلة هي لتشكيل حكومة جديدة، صحيح ان فرنسا هي في قلب المجموعة الدولية ونحن نساند قدر الأمكان، ولكن الأولوية الان هي في تفكيك حالة الجمود التي تحدثنا عنها ولانسياب الأمور وللتمكين من استنباط حلول لإيجاد حكومة وهذه ستكون بمثابة الإشارة القوية التي ينتظرها الجميع".
واذا كان سيبحث الموضوع اللبناني مع نظيره الأميركي شينكر خلال زيارته الى باريس، قال: "أعتقد اننا سنتحدث عن الموضوع حتما اذا زرت باريس، كما سنتحدث عن شؤون المنطقة. ان المجموعة الدولية تهتم بما يحصل في لبنان، ومن المهم ان نتحدث عن الموضوع ولكن في اطار بناء".
على صعيد عمل المصارف، أعلنت نقابة موظفي المصارف استمرار الإضراب اليوم "إلى حين تبلّغنا الخطة الأمنية والإجراءات الواجب اتباعها في ما خص التعاطي مع العملاء"، لكن مع استمرار تلبية حاجات الزبائن من السيولة عبر أجهزة الصرّاف الآلي، وتأمين خدمات مراكز الاستعلام Call Center للردّ على استفسارات الزبائن وطلباتهم.
وأكدت المصادر حرص نقابة الموظفين الشديد، على "ضمان ظروف جيّدة لعملهم من قِبَل الأجهزة الأمنية المعنيةّ، من هنا شددت على ضرورة انتظار ردّ وزيرة الداخلية والبلديات ريّا الحسن في شأن مشاوراتها مع القيادات الأمنية الأخرى".
الوضع الميداني
ولليوم الثامن والعشرين على التوالي، في حراك الانتفاضة الشعبية في الشارع، ينتقل من ساحة إلى ساحة على وقع استمرار الاتصالات السياسية للتوافق على مرشّح لتأليف الحكومة..
وعاد المتظاهرون إلى الشوارع مجدداً وحصلت إشكالات بينهم وبين الجيش في مناطق عدة عمد فيها إلى فتح طرق عدة أغلقوها في استراتيجية متبعة منذ بداية حراكهم.
وخلال التشييع في بلدته الشويفات شرق بيروت، انضم متظاهرون إلى عائلة الشهيد علاء أبو فخر الذي لف نعشه بالعلم اللبناني. وهتف مشيعون "ثورة، ثورة" و"ثوار أحرار سنكمل المشوار"، ونثروا الأرز والورود على جثمانه.
وخلال قطع الطريق في منطقة خلدة جنوب بيروت، وقع إشكال بين المتظاهرين وسيارة تقل عسكريين تطور الى إطلاق نار من جانب أحد الجنود ما تسبب بمقتل أبو فخر (38 عاماً) أمام زوجته وطفله. وأعلنت قيادة الجيش بدء التحقيق مع مطلق النار. واعتبرت منظمة العفو الدولية ما حصل "انتهاكاً لحقوق الإنسان"، داعية السلطات إلى إحالة القضية إلى القضاء المدني. وأشارت إلى حادثة أخرى الشهر الماضي استخدم فيها الجيش الرصاص الحي ضد المتظاهرين في منطقة البداوي (شمال)، ما أسفر عن إصابة محتجين إثنين على الأقل بجروح. وقالت هبة مرايف، المديرة الإقليمية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة، إن "مقتل علاء أبو فخر والإصابات التي وقعت أثناء الاحتجاج في البداوي هي انتهاكات لحقوق الإنسان، يجب أن ينظر فيها القضاء المدني". وأضافت إن "محكمة مستقلة تماماً هي وحدها كفيلة بتحقيق العدالة لعلاء وعائلته، ولمنع وقوع حوادث مماثلة مستقبلاً في سياق الاحتجاجات المستمرة".
وتدخلت وحدات الجيش اللبناني بعشرات العناصر لفتح الطريق في جل الديب، شرق بيروت، ووقعت مواجهة بين العناصر العسكرية والمتظاهرين وأوقف الجيش ثلاثة متظاهرين في جل الديب عرف منهم جوزف وجوليان روحانا.
وليلاً تحرّكت الجموع المحتشدة في ساحة النور في طرابلس باتجاه منزل الصفدي، اعتراضاً على احتمال تكليفه تأليف الحكومة، فضلاً عن التجمعات الليلة في الزيتونة بي التي تعود ملكيتها للصفدي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البناء
الجيش يفتح طرقات عدة ويواجه اعتداءات في مناطق من البقاع وجبل لبنان
الحريري يختار الصفدي بدل سلام للحكومة… ضمن صفقة متكاملة… ويتنصّل علناً
الشارع يرفض التسمية واحتمالات العودة إلى التفاوض على حلول للمأزق الحكومي
على إيقاع يوم أمني طويل ترافق مع تشييع ابن الشويفات علاء أبو فخر الذي سقط أثناء تلاسن مع سيارة عسكرية، خلال قطع طريق خلدة، تخللته عملية قطع طرقات شملت العديد من المناطق اللبنانية، وشهدت ظهوراً مسلحاً في منطقتي تعلبايا وسعدنايل البقاعيتين، وتعرّض الجيش اللبناني خلالها لاعتداءات، شهدت مثلها منطقة جل الديب أثناء محاولة الجيش فتح الطريق ليلاً، في ظل إجماع سياسي ووطني وعسكري وأمني على خطورة مواصلة التساهل مع قطع الطرقات وقد تحوّلت إلى سبب لمجموعة أحداث بات يخشى معها تفاقم الفوضى وصولاً لحدوث ما لا تُحمد عقباه، كما قال رئيس مجلس النواب نبيه بري، وبدا ليلاً أن قراراً نهائياً اتخذ على مستوى قيادة الجيش والقوى الأمنية بوضع حد نهائي حاسم لكل عمليات قطع الطرقات، التي ستشهد الاختبار الأهم اليوم وخلال عطلة نهاية الأسبوع.
المفاجأة جاءت من المستوى السياسي، حيث أكدت مصادر على صلة مباشرة بالتفاوض الجاري بين رئيس الحكومة المستقيلة سعد الحريري، وثلاثي الأغلبية الحكومية المكوّن من التيار الوطني الحر وحركة أمل وحزب الله، أن الجلسة الأخيرة التي جمعت الحريري مع المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل ووزير المالية علي حسن خليل، قد شهدت تبليغ الحريري لـ الخليلين ، توافقه مع رؤساء الحكومات السابقين على تسمية الوزير السابق محمد الصفدي، بدلاً من الرئيس السابق للحكومة تمام سلام الذي كان المرشح الأوفر حظاً حتى ساعات المساء. وقالت المصادر إن الحريري أكد دعم دار الفتوى للتسمية ومشاركته في الحكومة الجديدة بوزراء يقوم بتسميتهم مشترطاً عدم طرح أي أسماء من خارج عباءة زعامته في طائفته.
سرعان ما تراجع الحريري بعد وضع الاسم في التداول ظهرت الضجة الشعبية التي بدأت في طرابلس، وعمّت ساحات بيروت خصوصاً المعتصمين أمام منشأة الزيتونة باي التي يملكها الصفدي بموجب عقد مع شركة سوليدير يعتبره الحراك الشعبي من علامات نهب المال العام باستثمار أراضٍ تملكها الدولة من خلال حصتها من ردم البحر من قبل شركة سوليدير، مقابل إيجار رمزي هو 2500 ليرة لبنانية للمتر الواحد الذي يعادل ثمنه عشرات آلاف الدولارات، ونشر موقع المستقبل أن الاسم عرض في المشاورات ولكن لا تفاهم ولا نقاش على شكل الحكومة ولا حول المشاركة فيها، بصورة أوحت أن الحريري يرمي عبء التسمية على الآخرين، وينفي وجود صفقة كاملة قام بعرضها تتضمن مشاركته وشروطه للمشاركة.
المصادر المتابعة تحدثت عن فرضية أن يكون طرح الحريري بالون اختبار يؤكد من خلاله لشركائه في الحكومة السابقة أن لا خيار أمامهم سوى العودة للبحث بشروط جديدة للتفاهم معه على تسميته لرئاسة الحكومة، لكن من موقع أفضل بعد أن يكون الشارع قد تكفّل بإسقاط اسم الصفدي. وقالت المصادر لو كان الحريري مخلصاً لفكرة البحث عن اسم بديل لكان اسم الرئيس تمام سلام خياره الأول.
تكثفت الاتصالات واللقاءات في محاولة أخيرة للتوصل الى اتفاق قبل أن يتجه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى تحديد موعد للاستشارات النيابية خلال 48 ساعة إذا توصلت المشاورات الى اتفاق نهائي، وذكرت قناة الـ او تي في أن اجتماعاً مرتقباً سيعقد بين رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري ووزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل لاستكمال البحث في الملف الحكومي.
وقد قدم باسيل بحسب المعلومات طرحاً يقوم على ترؤس الحكومة شخص غير الحريري على أن تسمّي الكتل وزراء التكنوقراط.
أما مصادر نيابية في التيار الوطني الحر فتشير لـ البناء الى أجواء ايجابية لاحت في الساعات القليلة الماضية لكن لم تظهر حتى الآن كاتفاق واضح والامر يحتاج الى 48 ساعة لتبيان الخيط الابيض من الاسود ، كاشفة عن توجّه لدى رئيس الجمهورية لتحديد السبت المقبل موعد للاستشارات النيابية .
وتحدثت المصادر عن صيغتين في التداول: حكومة برئاسة الحريري تضم تكنوقراط محسوبين على أحزاب او حكومة تكنوسياسية برئاسة شخصية أخرى يوافق عليها الحريري، لكن الرئيس عون يطلب ضمانات مؤكدة بأنها ستحظى بموافقة الحريري. وتضيف المصادر بأن فصل النيابة عن الوزارة متفق عليه بين جميع الوزراء إذا تم الاتفاق على باقي النقاط العالقة .
ومساء أمس، عقد اجتماع في بيت الوسط ضم الحريري والمعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل ووزير المال علي حسن خليل للبحث في الشأن الحكومي والبت في صيغة الحل.
وأفادت مصادر بيت الوسط الى أن المشاورات حول البديل مستمرة، والرئيس الحريري يريد ان يكون شريكاً بتسهيل الامور من خلال التوافق على شخصية مؤهلة لمواجهة تحديات المرحلة اقتصادياً ، وأكدت المصادر أن الكلام على ان الفريق المعني بالتكليف يَنتظر جواباً على اسماء مقترحة غير صحيح لأن أجوبة الحريري أصبحت في عهدة رئاسة الجمهورية .
وأكد رئيس الجمهورية خلال لقاءات دبلوماسية في بعبدا أن العمل قائم لمعالجة الاحداث ولا سيما الاوضاع الاقتصادية وتشكيل حكومة جديدة ، مشيراً الى أن المطالب التي رفعها المعتصمون في الساحات هي موضع متابعة وستكون من أولى اهداف الحكومة العتيدة التي نعمل لتتشكل في القريب العاجل .
ومن بكركي أكد باسيل، على وجوب تشكيل حكومة تحظى بثقة الشعب اللبناني في أسرع وقت. وعلم ان باسيل أبلغ البطريرك الراعي أن التشاور بشأن تشكيل الحكومة بلغ مرحلة متقدّمة وأن التيار الوطني الحر قدّم كل التسهيلات، وهو من أكثر المستعجلين لتشكيل الحكومة التي تلبّي مطالب الناس وتحظى بالثقة النيابية والمهم بالنسبة الى التيار هو ولادة الحكومة وتفادي أي خطوة ناقصة قد تدخل البلاد في المجهول او تسبّب مشكلة يصعب الخروج منها، وأكثر ما يقلق الوزير باسيل والتيار هو المحاولة الخطيرة التي يقوم بها البعض لتقطيع أوصال المناطق عن بعضها البعض والدفع باتجاه صدام يؤدي الى الاقتتال وضرب السلم الأهلي ويدخل البلاد في فتنة يتحمل مسؤوليتها اصحاب المشاريع الميليشياوية في البلاد .
وخطف مشهد الاعتداء على الجيش اللبناني في مناطق محسوبة على تيار المستقبل الأضواء، لا سيما في تعلبايا وسعدنايل في البقاع، بعد أن حاول الجيش فتح الطرقات في المنطقة، ما لاقى مقاومة شرسة من بعض قطاع الطرق المحسوبين على المستقبل، ما دفع بمصادر أمنية الى التحذير من أن هذه الممارسات الميليشياوية المخالفة للقوانين تهدف الى تهديد الجيش وإحراجه لإخراجه من أماكن قطع الطرقات واستمرار الاستفزاز بحق المارة لاستدراج الفتنة بعد ان يصبح شارعاً مقابل شارع. واوضحت المصادر لـ البناء أن الجيش بتصديه باللحم الحي لقطاع الطرق يدافع عن الوطن ويدفع الفتنة ويحمي السلم الأهلي ، وذكرت المصادر بـ مشاهد عدوان تنظيمات الإرهابية داعش والنصرة على الجيش في عرسال وبعض مناطق الشمال وهناك مَن يريد تكرار هذا المشهد عبر قطاع طرق بلباس مدني .
وعلمت البناء أن القرار الذي اتخذ بقيام الجيش اللبناني بفتح الطرقات المقفلة نهائي ولا عودة إلى إقفالها. لكن مناطق مختلفة أمس، شهدت اقفالاً للطرقات لا سيما في خلدة والناعمة وبرجا ومجدل عنجر.
وكان وزير الدفاع الوطني الياس بو صعب أكد بعد لقائه رئيس المجلس النيابي نبيه بري في عين التينة أمس، طلب من القضاء العسكري المختص إجراء التحقيق الوافي والسريع بالحادثة الأليمة التي أودت بحياة علاء أبو فخر وعدم حصر التحقيق بالمرافق العسكري الذي أطلق النار كي لا يفلت أحد من العقاب إذا كان مداناً .
على صعيد آخر، اعلنت نقابة موظفي المصارف الاستمرار في الإضراب اليوم اما الهيئات الاقتصادية فطالبت بعد زيارتها رئيس الجمهورية في بعبدا، بالإسراع في تشكيل حكومة جديدة ذات مصداقية، للانصراف إلى معالجة الأوضاع الحياتية الراهنة .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
النهار
التكليف الأسبوع المقبل وحكومة برئاسة الصفدي
عشية مرور الشهر الاول على انطلاق انتفاضة 17 تشرين الاول الشعبية في لبنان، بدا يوم الوداع لـ"شهيد الثورة" علاء أبو فخر سواء في مسقطه الشويفات أو في باقي ساحات الانتفاضة في المناطق بمثابة اختصار جامع للأثر التوحيدي الكبير الذي احدثته الانتفاضة، اذ نادراً ما عاش لبنان مشهداً مماثلاً على خلفية اعتبار أبو فخر "شهيدا" لحركة الاحتجاجات التصاعدية. واذا كان المشهد الجامع شكل عاملا ايجابياً من العوامل التي من شأنها تبديد المخاوف على الاستقرار الامني التي أثيرت أخيراً بفعل بعض الحوادث، فان ذلك لم يحجب تصاعد القلق والتساؤلات حيال الجانب السياسي من الازمة الكبيرة التي يجتازها لبنان وسط الغموض المستمر في مأزق الاستحقاق الحكومي والذي، على رغم كل التسريبات الاعلامية التي تواصلت أمس بكثافة، ثبت انه لم يبلغ بعد التقدم الكافي للحديث عن اختراق سياسي للازمة.
ولعل ما ساهم في زيادة الغموض تمثل في التناقضات التي طبعت المعطيات المتصلة بعملية تكليف رئيس الحكومة الجديدة، اذ برز اندفاع حمل دلالات لافتة من جانب فريق الحكم و"التيار الوطني الحر" الى اشاعة اجواء توحي بان البحث بات يدور فعلاً ونهائياً حول اسم شخصية غير رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري لتكليفها تأليف الحكومة الجديدة، بل عمد هذا الفريق الى رمي أكثر من اسم بعضها قريب من الرئيس الحريري لتكريس هذه الانطباعات. وفي المقابل، لم تبرز معطيات مماثلة لدى أوساط "بيت الوسط" حيال بت هذه المسألة المفصلية والحاسمة في تقرير وجهة الاستحقاق الحكومي تكليفاً وتأليفاً.
وأفادت معلومات لـ"النهار" ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أفصح امام بعض زواره بأنه حدد الاثنين المقبل "موعداً نهائياً للاجوبة والا ستجرى الاستشارات النيابية بمن حضر ". ولم يعرف ما اذا كان الرئيس عون يقصد انتظار أجوبة معينة بعد من الرئيس الحريري أو جهة أخرى، في حين تشدد الاوساط المعنية في "بيت الوسط" على أن الرئيس الحريري أبلغ كل ما لديه من توضيحات واجوبة ورؤى الى الفريق المعني بالتكليف وليس لديه ما يبلغه الى أحد بعدما بات موقفه واضحا ومعروفاً لدى الجميع. لكن معطيات اضافية برزت ليلاً وكان مصدرها قصر بعبدا وعين التينة تحدثت عن انفراجات متوقعة منتصف الاسبوع المقبل في مساري التكليف والتأليف معاً على قاعدة التلازم بينهما. واشارت هذه المعطيات الى انه اذا لم يكن الرئيس سعد الحريري هو الشخص الذي سيكلف تشكيل الحكومة، فان الامور ستحصل على قاعدة التوافق معه وبمباركة منه.
في "بيت الوسط"
ولوحظ في هذا السياق ان موقع "المستقبل ويب" الناطق باسم "تيار المستقبل" سارع مساء أمس الى نفي أن يكون هناك لقاء في "الساعات المقبلة" بين الرئيس الحريري والوزير جبران باسيل. وجاء ذلك رداً على ما بثته قناة "او تي في" الناطقة باسم "التيار الوطني الحر"عن اجتماع مرتقب بينهما في الساعات المقبلة بين لاستكمال البحث في الملف الحكومي.
وعقد لقاء مساء أمس في "بيت الوسط" بين الحريري والوزير علي حسن خليل ومعاون الامين العام لـ"حزب الله" حسين الخليل في اطار الاستمرار في البحث عن مخرج بين اصرار الحريري على تأليف حكومة اختصاصيين، فيما يصر الثنائي الشيعي على حكومة سياسية مطعمة بتكنوقراط. وأفادت المعلومات المتوافرة عن اللقاء ان الرئيس الحريري أكد عدم اعتراضه وتسهيل الامور.
وقالت مصادر "بيت الوسط" أن المشاورات مستمرة، وان الرئيس الحريري يريد ان يكون شريكاً في تسهيل الامور من خلال التوافق على شخصية مؤهلة لمواجهة تحديات المرحلة اقتصادياً.
وأضافت أن الكلام على ان الفريق المعني بالتكليف يَنتظر جواباً عن اسماء مقترحة غير صحيح لأن اجوبة الحريري أصبحت في عهدة رئاسة الجمهورية.
وأكّدت أنّ الامور مفتوحة على خطين، فاذا قررت القوى السياسية السير بخيار حكومة اختصاصيين فالحريري مستعد، واذا رفضت السير بهذا الخيار فالحريري مستعد لتسهيل الامور برئيس مؤهل لتولي رئاسة الحكومة.
ويشدد الحريري على ان مواصفات الحكومة الجديدة يجب ان تحاكي المستجدات السياسية وهو يوافق على خوض التحدي بحكومة من ذوي الكفاءة والاختصاص، ويعتبر ان العودة الى حكومة على صورة الحكومة المستقيلة مع بعض التجميل أمر يعيد البلاد الى المراوحة في دائرة الازمة.
وتحدثت المصادر عن مشاورات تجري في شأن شخصية رئيس الحكومة، مشيرة الى تغطية الرئيس الحريري شخصية تكون مؤهلة لتولي مسؤولية رئاسة الحكومة بغض النظر عن الاسماء، لافتة الى أنّ رئاسة الحكومة ليست موقعاً تقنياً أو ادارياً بل ركن من اركان النظام السياسي والرئيس الحريري يبني مقاربته على هذا الاساس. وخلصت الى "ان القول إن بعبدا وغير بعبدا تنتظر جواب الرئيس الحريري على وليد علم الدين هي محاولة لرمي الكرة في ملعب الرئيس الحريري، وهو ايحاء غير صحيح، وجميع المعنيين الذين يشاركون في المشاورات يعرفون جيداً موقف الحريري ورأيه في مروحة الاسماء التي طرحها وجرى تداولها بما في ذلك اسم وليد علم الدين".
وترددت معلومات ليلا عن ان اسم النائب السابق محمد الصفدي قد طرح في اجتماع بيت الوسط ببن الحريري والخليلين كمرشح توافقي لرئاسة الحكومة، واكدت اوساط بيت الوسط هذه المعلومات لاحقاً.
الموفد الفرنسي
ويشار في هذا السياق الى ان مبعوث الرئيس الفرنسي الى لبنان مدير دائرة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في الخارجية الفرنسية كريستوف فارنو حدد في نهاية زيارته لبيروت ثلاثة عناصر ملحة للازمة اللبنانية الراهنة، تتمثل في ضرورة تشكيل حكومة بسرعة وان تتمتع بالفاعلية والصدقية في ما يتصل باستعادة الثقة بين اللبنانيين، مستجيبة لتطلعاتهم، واستعادة الثقة مع المجتمع الدولي بحيث يمكن تحريك الدعم الدولي للبنان. واكد أن "أي حلول للمشكلات التي يواجهها لبنان تعود الى اللبنانيين وحدهم دون سواهم. وهذا يعني عدم وجود أي خطة مخفية أو اسم محدد، فيما فرنسا ستدعم أي حل يختاره اللبنانيون، وهي ليست في وارد فرض الحلول". ولم ير أن الافق مقفل على أي حلول "فهو ليس مقفلاً كلياً على رغم مرحلة عدم اليقين بعد تقديم الرئيس سعد الحريري استقالة حكومته وفي انتظار تسمية رئيس جديد للحكومة"، معبراً عن أمله في إيجاد توازن جديد، ويقع على اللبنانيين الاختيار على هذا الصعيد. ولم ينف انه وجد الامر صعباً بعد محادثاته مع المسؤولين نتيجة مواقف متباعدة جداً، لكننا سنرى كما قال ما هي نقطة التوازن، فيما نأمل ان يكون الاقفال الحاصل مرحليا ويؤدي الى حل سريع.
الطرق
وسط هذه الاجواء، تميز اليوم الـ 29 للانتفاضة بمبادرة الجيش للمرة الثانية الى فتح الطرق الرئيسية والاوتوسترادات ولا سيما منها الاوتوستراد الساحلي بين جونية وبيروت، ومع ان العملية لم تشبها مواجهات حادة الا ان مواجهة حصلت في بلدة تعلبايا ادت الى انسحاب الجيش بعد تعرض افراده لرشق بالحجارة على ايدي المتظاهرين. وليل أمس جرت عمليات اقفال طرق رئيسية عدة في بيروت والبقاع ومناطق اخرى.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الجمهورية
تسمية الصفدي تُصعِّد الإنتفاضة.. و"المستقبل" لا يشارك في الحكومة
تمخّض التفاوض مع رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري في آخر جولاته مساء أمس حول الإستحقاق الحكومي تكليفاً وتأليفاً، عن عزوف الحريري عن العودة الى رئاسة الحكومة وتسميته الوزير السابق محمد الصفدي "خياراً قوياً" لتأليف حكومة "تكنوسياسية"، وأيّد هذا الخيار رئيس "التيار الوطني الحرّ" الوزير جبران باسيل حيث تبيّن أنّ الصفدي كان خياره الأوّل أثناء مفاوضاته والحريري ولم يمانع "حزب الله" وحركة "أمل" هذا الخيار الذي بدأت ردود الفعل المعارضة له بدءاً من ليل أمس من طرابلس مسقط رأس الصفدي الى بيروت فبقية المناطق، حيث توجّه متظاهرون الى منزله في طرابلس مرددين شعارات تعارض تكليفه، فيما عاود متظاهرون آخرون إقفال أوتوسترادات وطرق رئيسة في عدد من المناطق، ما دفع كثيرين من المراقبين الى التساؤل عمّا إذا كان اختيار الصفدي "فخاً" يصعّد الأزمة أم "حلاً" لها. وفيما لم يصدر عن الصفدي أي تعليق مباشر على تسميته، علّق مصدر قريب منه، فقال: "إنّ تسمية رئيس الحكومة الجديدة تتم خلال الاستشارات النيابية الملزمة احتراماً للدستور والموقع". وأكد "أنّ أي حكومة يجب أن تلبّي تطلعات الناس ومطالبهم".
وكان قد انعقد مساء أمس إجتماع في "بيت الوسط" ضمّ الحريري الى المعاون السياسي للرئيس نبيه برّي الوزير علي حسن خليل والمعاون السياسي للأمين العام لـ"حزب الله" الحاج حسين خليل، وصف بأنّه حاسم على مستوى تحديد الحريري خياره النهائي قبولاً بالعودة الى رئاسة الحكومة أو تسمية شخصيّة بديلة منه لهذا المنصب، وعلمت "الجمهورية" أنّ الحريري اختار إسم الصفدي من بين مجموعة أسماء عرضت خلال الاجتماع الذي دام بضع ساعات وتخللته وأعقبته اتصالات شملت برّي، وقيادتي حزب الله والتيّار الوطني الحرّ.
وكانت تعددت الروايات والسيناريوهات حول ما سيؤول اليه الاستحقاق الحكومي تكليفاً وتأليفاً، اذ انّ المشاورات التي جرت على وقع الحراك الشعبي، والذي بدأ بعض المشاركين فيه يتعرضون لهيبة الجيش في عدد من المناطق، مثل ما حصل امس في محلة الكولا في بيروت وتعلبايا وسعدنايل في البقاع وقبلها في محلتي جل الديب ونهر الكلب، أعطت إشارات خطرة وكأنّ التفاوض على الاستحقاق الحكومي يجري "تحت النّار".
وعلمت "الجمهورية" أنّ الخليلين اجتمعا معاً قبل توجّههما الى بيت الوسط للإجتماع بالحريري، والحصول منه على اسم مرشحه لرئاسة الحكومة الجديدة تمهيداً لإنطلاق عجلة استشارات التكليف ومن ثمّ التأليف.
وفيما لم يصدر عن الحريري أيّ شيء رسمي حول تسميته الصفدي، قالت مصادر اطلعت على ما دار في الإجتماع أنّ الحريري اختاره من بين مجموعة أسماء طرحت خلال الإجتماع، وأنه أبدى تحفظاً عن مشاركة تيّار "المستقبل" في الحكومة الجديدة.
وعلمت "الجمهورية" انّ المشاورات التي تسارعت في الساعات الاخيرة، كانت قد لامست بعض الإيجابيات التي يمكن ان تفضي الى ولادة حكومية في وقت قريب جداً.
وتوقّعت مصادر بعبدا توجيه الدعوى للاستشارات النيابية الملزمة اليوم، مرجّحة أن يكون موعدها غداً أو بعد غد.
وفي سياق متّصل، أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أمام زواره أمس "أن الاتصالات في سبيل تشكيل حكومة جديدة قطعت شوطاً بعيداً"، آملاً في "إمكانية ولادة الحكومة خلال الايام المقبلة بعد إزالة العقبات امام التكليف والتأليف".
وقال "انّ المطالب التي رفعها المعتصمون في الساحات هي موضع متابعة، وستكون من اولى اهداف الحكومة العتيدة التي نعمل لتتشكّل في القريب العاجل".
"القوات"
وكانت مصادر "القوات اللبنانية" أسفت للتأخير في اصدار مراسيم التكليف من اجل التأليف، واعتبرت أنّ "التعامل مع هذا الموضوع يتم ببطء شديد وكأن لا أزمة مالية واقتصادية خانقة في لبنان، وكأنّ الناس ليست منتفضة وغير موجودة في الشارع".
وقالت لـ"الجمهورية: "بدلاً من ان تكون هناك اجتماعات مكثفة ليلاً ونهاراً وبلا انقطاع لأجل الخروج سريعاً بتكليف وتأليف يستوفي شروط المرحلة الاقتصادية والمالية ويجسّد طلبات وتمنيات وتطلعات الناس المنتقضة في الشارع، نرى وللأسف انّ هناك تعاملاً مع الواقع المالي الكارثي ومع مطالب الناس بشكل بعيد كل البعد عن خطورة المرحلة واللحظة التي تمر بها البلاد".
وأكدت أنه "في كل يوم تعطيل وفراغ تنزلق الامور نحو الأسوأ، كنا نتوقع ان يصار الى تأليف بسرعة قياسية نسبةً للوضع الاقتصادي المالي الكارثي ونسبة للناس المنتفضة في الشارع، ولكن ويا للأسف يبدو وكأنّ هنالك من لا يأبه للوضع المالي ولا يأبه ايضاً لصوت الناس، وبالتالي هذا التأخير والتمادي بهذا التأخير يشكل خطيئة بحق لبنان واللبنانيين وبحق الاقتصاد والوضع المالي في لبنان".
الراعي
واستقبل البطريرك الماروني الكردينال مار بشاره بطرس الراعي صباح اليوم، في بكركي، وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، وكان عرض لآخر التطورات على الساحة المحلية وتشديد على وجوب تشكيل حكومة تحظى بثقة الشعب اللبناني في أسرع وقت.
الموقف الفرنسي
وعلى صعيد الموقف الفرنسي رأى مدير دائرة شمال أفريقيا والشرق الأوسط في وزارة الخارجية الفرنسية السفير كريستوف فارنو، في ختام محادثاته في بيروت، أنّ "الصعوبات التي يواجهها لبنان كبيرة وهي مدعاة قلق الجميع".
ودعا إلى "تشكيل حكومة سريعاً"، مطالباً "بحكومة سريعة، كفوءة، وفعالة، قادرة على اتخاذ قرارات تستجيب لتطلعات الشعب اللبناني وقادرة على إعادة الثقة".
وقال: "لطالما وقفت فرنسا إلى جانب لبنان في الأوقات الجيدة وفي الأوقات الصعبة، ونحن مدركون للأزمة التي يواجهها لبنان، وهي أزمة اقتصادية سياسية واجتماعية. والهدف من زيارتي هو الاستماع وفهم ما يريده اللبنانيون وليس لفرض الحلول".
وقال: "الحل يجب أن يكون لبنانياً ولا حلول لدينا. ويجب أن تكون المساعي الجارية مرتكزة على 3 نقاط: السرعة، الفعالية والمصداقية". ومن المتوقع أن يلتقي فورنو مساعد وزير الخارجية الاميركية ديفيد شينكر في باريس. وأضاف: "من طبيعة عملنا ان نتبادل آراء من صلب مسؤولياتنا".
وعندما سئل فارنو عمّا اذا التقى احد مسؤولي حزب الله، أجاب: "إلتقيتُ بعدد من الأطراف".
شينكر
الى ذلك أعلن شينكر أنّ دعم الجيش اللبناني بمبلغ يصل إلى 105 ملايين دولار هو "استثمار جيد". وقال إنّ بلاده لن تحقق حالياً الطلب الإسرائيلي، الذي يشترط التصدي لمحاولة "حزب الله" الحصول على صواريخ دقيقة التوجّه مقابل المساعدات. وأضاف: "نحن نعتبر تمويل الجيش اللبناني استثماراً جيداً. بالطبع نستمع إلى حليفتنا إسرائيل وسنأخذ طلبها في الاعتبار".
وذكر شينكر انّ الولايات المتحدة لم تجمّد إلى الآن أي مساعدات للبنان.
وحسب موقع الخارجية الأميركية فإنّ الأموال "تدعم تقوية مؤسسات الدولة اللبنانية بعد سنوات من الهيمنة السورية، وتعزيز الخدمات العامة الحيوية، والحفاظ على الطابع متعدد الطوائف في لبنان، ومكافحة رواية حزب الله ونفوذه".
وقال إنّ "للولايات المتحدة ثقة كبيرة في الجيش اللبناني، وتعتقد أنه شريك ممتاز في محاربة الإرهابيين الجهاديين السنّة، وأنّ هذا الترتيب الأمني الثنائي ذو قيمة، ونعتزم الاستمرار فيه"، حسب موقع "تايمز أوف إسرائيل".
وقال شينكر إنه "على رغم من العدوان الإيراني المتزايد، تظل الولايات المتحدة منفتحة على حل النزاع بالطرق الديبلوماسية". وأضاف: "هذا صبر استراتيجي مذهل لا يمكن تصوّره من جانب الرئيس. لكن على المرء أن يسأل ما إذا كان هذا الصبر بلا حدود".
ميدانياً
شهدت الطرق أمس محاولات من الجيش لفتحها منذ ساعات الصباح، لكن بعضها استعصى عليه، وبعضها فتح ثم أقفل مجدداً، فيما فتح الاوتوستراد الساحلي حتى طرابلس.
البداية مع نهر الكلب، إذ وضع المتظاهرون الورود على فاصل النفق كرسالة محبّة، وأزالوا الحجارة من وسط الطريق ونظّفوا النفق. وفي جلّ الديب وصلت بعد الظهر قوّة من الجيش اللبناني، فحصل تدافع بين المعتصمين والجيش لرفض المعتصمين فتح الطريق. وعملت جرافة تابعة للجيش على إزالة الأتربة والخيم وكلّ العوائق من الأوتوستراد.
أمّا ساحة النور في طرابلس فانشغلت باستقبال عائلة الشهيد حسين حسن العطار، حيث توجّه "أبو حسين" بكلمة داعمة للمعتصمين.
أمّا المفاوضات التي أجراها الجيش مع المحتجين الذين قطعوا أوتوستراد طرابلس – بيروت عند جسر البحصاص، فلم تنجح.
وعند دوّار إيليا، أقفل المحتجّون الطريق مجدّداً.
كذلك احتشد المئات من المواطنين، وأعادوا إقفال مستديرة زحلة. وحصل تشابك وتدافع بين الجيش والمتظاهرين ادى الى وقوع جريح ويدعى جوزف قبرصلي.
وشهدت الطريق الرئيسية في تعلبايا عمليات كر وفر بين عدد كبير من المتظاهرين وبين الجيش اللبناني، كما رشق بعض المتظاهرون الجيش بالحجارة.
من جهةٍ ثانية، تقبّلت عائلة علاء ابو فخر مساءً التعازي في ساحة الشهداء، وحضر عدد من أقربائه وشاركوا بوقفة رمزية مقابل جامع الأمين حيث أضيئت الشموع تكريماً لذكراه، كذلك أضيئت الشموع أمام بيت الكتائب في الصيفي حيث وضع رئيس الكتائب سامي الجميّل إكليلاً من الورد.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نداء الوطن
السلطة تهوّل بـ"الحرب الأهلية"…
من طهران إلى لبنان، لغة تهويلية واحدة تضع الثوار اللبنانيين أمام خيارين لا ثالث لهما: الانكفاء طوعاً أو قسراً عن الشارع تحت طائل التلويح باستنساخ "الحرب الأهلية". فبين حديث الرئيس الإيراني حسن روحاني عن "السعي إلى حرب أهلية في لبنان" وبين إضفاء "حزب الله" على مشهد الثورة اللبنانية الطابع المؤامراتي حسبما جاء على لسان نائب الأمين العام لـ"الحزب" الشيخ نعيم قاسم من العاصمة الإيرانية، مروراً بترويج إعلام الممانعة أنباء وشائعات ممنهجة تضخ أجواء الذعر والخوف في النفوس وتدق ناقوس الاقتتال الداخلي بين اللبنانيين، وصولاً إلى عودة وزير الدفاع في الحكومة المستقيلة الياس بو صعب بالذاكرة إلى "الحرب الأهلية وما حصل العام 1975" في معرض توصيفه مشهد قطع الطرق من قبل اللبنانيين المنتفضين في المناطق، كلها تصريحات ومؤشرات تؤكد ان السلطة الحاكمة لجأت إلى سلاح التخويف من الحرب الأهلية للتعمية على سياسة التسويف في مقاربة الحلول المطلوبة منها على قاعدة: قمع التحركات الشعبية الميدانية لا بد أن يسبق أي مخرج سياسي للأزمة كي لا يتم تحت ضغط الشارع.
وعلى هذه القاعدة جاء تحذير بو صعب من أنّ "الأجهزة الامنية لم يعد بوسعها مراعاة ظروف أي شخص"، في وقت كانت التوقيفات تتوالى في صفوف المتظاهرين مع توثيق آثار الضرب الذي تعرضوا له، وليس الناشط خلدون جابر بكدماته الظاهرة على وجهه وظهره بعد إطلاق سراحه إثر توقيفه أمام قصر بعبدا واقتياده إلى وزارة الدفاع، سوى دليل حسّي على التوجه القمعي للسلطة في مواجهة المتظاهرين وصولاً إلى استخدام القوة العسكرية المفرطة لفضّ عقد المعتصمين على الطرقات العامة في مختلف المناطق وأبرزها ليلاً في منطقة جل الديب حيث لقي عدد من المتظاهرين نصيبهم من الضرب الدموي على أيدي عناصر عسكريين لإجبارهم على مغادرة وسط الطريق.
وفي المعلومات المتوافرة، أنّ قراراً حاسماً اتخذه رئيس الجمهورية ميشال عون بالتنسيق مع "حزب الله" ورئيس مجلس النواب نبيه بري وقضى بوجوب فتح الطرقات المقطوعة وفض الاعتصامات عنها في مختلف المناطق ولو بالقوة، سيّما وأنّ "حزب الله" كان قد أبلغ المعنيين خلال الساعات الأخيرة رسالة حازمة بأنه في حال عدم إقدام الأجهزة العسكرية والأمنية الرسمية على فتح الطرقات فإنه سيضطر إلى حل الموضوع "على طريقته"، حتى أنّ مصادر مطلعة نقلت لـ"نداء الوطن" أنّ هذا الموضوع كان قد طُرح على مسامع الموفد الفرنسي كريستوف فارنو من زاوية تأكيد عزم السلطة على إعادة فتح الطرق والانتظام إلى الحياة العامة خلال الأيام القليلة المقبلة.
غير أنّ مصادر مطلعة على أجواء قصر بعبدا أكدت لـ"نداء الوطن" أن "إيلاء الرئيس عون أهمية كبرى خلال ساعات الأمس لموضوع إقفال الطرقات لا يعني أنّ مطالب الحراك الشعبي قد وضعت جانباً إنما ذلك أتى من منطلق تشديده على ضرورة عودة العجلة الاقتصادية إلى البلد في القريب العاجل".
في الغضون، تستمر لعبة "الكرّ والفرّ" لتحسين الشروط الحكومية بين قوى الثامن من آذار ورئيس الحكومة المستقيلة سعد الحريري في سياق بات يشبه المطاردة السياسية والإعلامية تأكيداً على تمسك الثنائي الشيعي بتولي الحريري شخصياً الحكومة المنوي تأليفها دون سواه وإقفال كافة المنافذ التي يمكن أن ينفذ منها للتملص من مسؤولية تشكيل حكومة ذات طابع سياسي مطعّمة بالتكنوقراط، برئاسته أو برئاسة من يزكّيه لخلافته في سدة الرئاسة الثالثة. وفي هذا الإطار، تمخّض لقاء "الخليلين" مساءً مع الحريري في "بيت الوسط" عن تصاعد دخان أبيض قضى بتسمية الوزير السابق محمد الصفدي لتكليفه تشكيل حكومة "تكنو- سياسية"، وسرعان ما توالت الدعوات عبر وسائل التواصل الاجتماعي في طرابلس إثر شيوع الخبر للتظاهر اليوم أمام مكتب الصفدي القريب من ساحة النور رفضاً للاتفاق السياسي الذي حصل على تسميته.
وكانت دوائر قصر بعبدا و"التيار الوطني الحر" قد حرصت طيلة نهار أمس على ضخ أجواء تفاؤلية بقرب تذليل عقبات التكليف والتأليف، وسط تشديد المصادر المطلعة على أجواء القصر على أنّ "التأخير في التكليف هو لحماية عملية التأليف وإزالة الإلغام من أمام الحكومة العتيدة"، مع تأكيدها في الوقت نفسه أنّ "الوقت ليس وقت وضع شروط وشروط مضادة إذ لم يعد هناك من ترف لذلك في ظل الظرف الاستثنائي الراهن الذي يتطلب حكومة استثنائية".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرق
الصفدي رئيساً للحكومة بالتوافق؟
اورد عند منتصف الليل ان كتل "التيار الوطني الحر" و"المستقبل" و"امل" و"حزب الله" النيابية قد اتفقت على تسمية النائب والوزير السابق محمد الصفدي لرئاسة الحكومة وجرى تعميم هذا الخبر على نطاق واسع.
وقد نقلت هذا الخبر جميع شاشات التلفزة في لبنان قبيل منتصف الليل.