الأسد بعد استقبال أردوغان : “اتفاق سوريا وتركيا أعاد رسم خريطة الشرق الأوسط”

خصخصة الأمن في دول الخليج العربي : مرتزقة “بلاك ووتر” يطلون من الإمارات؟!
الأتراك للعرب‏:‏ أنتم تستحقون أفضل من “النموذج التركي”!‏
تقرير ديبلوماسي عن مؤتمر موسكو للسلام : روسيا تعبر من بوابة العجز الأميركي الشرق أوسطي

أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن توقيع الاتفاقيات بين سوريا وتركيا أعاد رسم خريطة الشرق الأوسط وكسر الحدود بين البلدين.
واعتبر الأسد خلال جلسة مباحثات مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان مساء أمس (23 كانون الأول 2009) أن الاستقلال الثاني هو عندما نمتلك القرار.

من جهته اعتبر أردوغان أننا نخطو في هذه المرحلة الحساسة خطوة تاريخية مؤكداً أن مسار العلاقات السورية التركية لا يهم منطقة الشرق الأوسط فقط بل العالم برمته.
وقال أردوغان: إنني أهنئ وأبارك كل الذين عملوا وبذلوا الجهد من الجانبين لإنجاز كل ما هو مطلوب منهما.

وعقب المباحثات عقد الرئيس الأسد وأردوغان مؤتمراً صحفياً مشتركاً.. وقال الرئيس الأسد: يسعدني أن أرحب بالأخ العزيز والصديق الكبير رجب طيب أردوغان رئيس حكومة تركيا والوفد المرافق له في سورية مضيفاً.. أن العلاقات السورية التركية أصبحت غنية عن التعريف فالعمق الذي وصلت إليه والخطوات التي قطعتها جعلتها أنموذجاً للعلاقات الأخوية بين الشعوب وبين الدول والإنجازات التي حققتها ونتائجها أصبحت ملموسة في منطقتنا في مختلف المجالات وأصبحت واقعاً لا يمكن لأحد أن يتجاوزه بأي حال من الأحوال.

وتابع الرئيس الأسد: إن ما تحقق من نجاحات بالنسبة لهذه العلاقات خلال السنوات الماضية يرتكز على القاعدة الشعبية للشعبين ولكن هذا العامل غير كاف.. ولو اجتمعت كل العوامل الأخرى متكاملة هي أيضاً غير كافية إن لم يكن هناك العامل الأهم وهو الإرادة القوية والإرادة المشتركة التي امتلكناها.. الإرادة التي تهدف إلى صناعة المستقبل المشترك وإلى رسم وصياغة وتخطيط هذا المستقبل من قبلنا وبأيدينا.. وهذه الإرادة التي يجب أن تبنى على قاعدة صلبة من الدعم الشعبي وهذا ما فهمناه بشكل جيد في سورية وتركيا.. وهذا ماعملنا بناء عليه وما فهمنا أنا وأخي الرئيس أردوغان وعملنا من خلاله في السنوات الماضية.

وأضاف الأسد: إن الشخص الذي يحترم نفسه ووطنه يحصل على دعم شعبه.. والشخص الذي يقف إلى جانب القضايا العادلة في العالم بشكل عام وفي منطقته بشكل خاص يحصل على احترام شعب تلك المنطقة ومن يستخدم أوراقه فوق الطاولة وليس تحت الطاولة في الضوء وليس في الظلام يحصل على احترام العالم.

وقال الرئيس الأسد: اليوم ننظر إلى العلاقات السورية التركية والمراحل والخطوات التي قطعتها في السنوات القليلة الماضية فنرى أن ما تحقق هو كبير وكثير نسبة إلى الزمن القصير الذي تمت خلاله الإنجازات ونسبة إلى الظروف التي كانت معاكسة تماما لمثل هذه العلاقات وعندما ننظر إلى هذه العلاقات من خلال الطموحات الكبيرة لشعبنا ومن خلال الامكانيات الضخمة المتوافرة في البلدين فنرى أن ما حققناه هو قليل وأن الطريق أمامنا ما زال طويلاً لذلك نلتقي اليوم في سلسلة من اللقاءات التي ابتدأت في الماضي والتي ستستمر في المستقبل من أجل إعطاء دفع لهذه العلاقات ووضع أحجار جديدة في هذا البناء الكبير الذي بنيناه سوية على المستوى الرسمي وبدعم كبير على المستوى الشعبي.

وأضاف الرئيس الأسد: إن ما رأيناه اليوم من توقيع لأكثر من خمسين اتفاقية ومذكرة ووثيقة هو مؤشر كبير في هذا الاتجاه وهذه الاتفاقيات كانت في المجالات المختلفة في الطاقة والأمن والدبلوماسية والتربية والتعليم العالي والثقافة والاتصالات والإسكان والزراعة والرياضة والشباب والإدارة المحلية وغيرها من المجالات.

وقال الرئيس الأسد: لابد لنا من شكر كل من قام ببذل جهد كبير في هذا المجال سواء الوزراء أو الفنيون في الفترة التي فصلت ما بين توقيع الاتفاق الاستراتيجي في اسطنبول منذ أقل من ثلاثة أشهر وحتى اليوم وهذا عمل كبير جداً.. ولكن التحدي الذي يبدأ غداً هو كيف نحول هذه الإنجازات والاتفاقات ومذكرات التفاهم إلى إنجاز فعلي على أرض الواقع وهذا يعني عبئاً كبيراً ومسؤولية كبيرة وطبعاً سيكون لرجال الأعمال دور كبير في هذا الشأن بالإضافة إلى مؤسسات الدولة.

وشدد الرئيس الأسد على : إننا لم نحصر حديثنا اليوم في الجانب الثنائي وإنما أخذ الجانب السياسي حيزاً كبيراً من محادثاتي مع أخي رئيس الوزراء التركي.. فالعالم اليوم مهتم بشكل كبير بعملية السلام أكثر من قبل.. يبدو لأنها تحتضر ومع كل أسف فهذه العملية بحاجة إلى اهتمام ليس فقط عندما تفشل وإنما ربما تكون بحاجة أكثر عندما تبدأ بالنجاح أو بالإقلاع لذلك نرى دائماً تذبذباً في هذه العملية بين الصعود ليس عالياً يليه هبوط سريع.

وأكد الرئيس الأسد أن التقاء سورية وتركيا يختلف عن أي لقاء آخر فنحن لسنا متفرجين في الملعب ولسنا مشجعين لعملية السلام وسورية وتركيا أحد الأطراف الأساسية واللاعبين الأساسيين في عملية السلام.. ولا نلتقي اليوم لكي نطلب من أردوغان أو نشجعه على القيام بدوره كوسيط في عملية السلام فتركيا أعلنت عدة مرات وبشكل مستمر استعدادها للعب هذا الدور.. ولم يأت أردوغان أيضاً لكي يشجع سورية على التزامها بعملية السلام فهو يعرف أكثر من غيره حماسة سورية لتحقيق وإنجاز السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط.. ولكن كنا نبحث اليوم في كيفية إخراج عملية السلام من المأزق الذي وصلت إليه والذي نعتقد أن سببه الأساسي.. والكثيرون في العالم يشاركون في ذلك.. غياب الشريك الإسرائيلي الجدي الذي يسعى فعلاً إلى تحقيق السلام في الشرق الأوسط.

وأضاف الرئيس الأسد: نحن اليوم أمام شريك وهمي يطرح نفسه على أنه لاعب أو شريك في عملية السلام ولكن الحقيقة هي العكس تماماً ولو أردنا أن نؤكد على هذا الشيء فلا أدل على ذلك من المصطلحات الإسرائيلية المستخدمة للمناورة في عملية السلام.. والحقيقة أن هذه المصطلحات أصبحت كثيرة لدرجة أنه لا بد من أن نحمل في جيبنا دائماً قاموساً لتفسير وترجمة المصطلحات الإسرائيلية التي تستخدم في هذا الإطار.. فهم عندما يقولون نريد مفاوضات من دون شروط فهذا يعني بحسب القاموس أنهم يريدون مفاوضات من دون أسس لأن المفاوضات من دون شروط أو من دون أسس هي كالبناء من دون أساس من السهل جداً أن يتم هدمه وهم يريدون هدم عملية السلام.

وتابع الرئيس الأسد: عندما يقولون أن الوسيط التركي غير حيادي أو منحاز فهذا يعني بحسب المصطلحات العالمية أو تفسير ترجمتها عالمياً بأنه كان وسيطاً موضوعياً.. والموضوعية في عملية السلام لا بد أن تؤدي إلى النجاح والنجاح في عملية السلام في هذا الوقت غير مطلوب في إسرائيل كما كان في السابق.

وأضاف الرئيس الأسد: عندما يقولون إن السلام هو الذي يعيد الأرض وبالتالي علينا أن نبدأ المفاوضات ولاحقاً تأتي الأرض كنتيجة فهذا يعني مفاوضات بحسب الطريقة الفلسطينية.. مفاوضات ليس لها نهاية زمنية وليس لها نتائج فعلية.

وأوضح الرئيس الأسد أن عودة الأرض هي التي تحقق السلام وليس العكس.. أما عودة الأرض من الناحية المادية بعد توقيع اتفاق السلام فهي عملية إجرائية فقط.

وأكد الرئيس الأسد أن الوسيط التركي كان وسيطاً نزيهاً وعادلاً وموضوعياً وبالمختصر كان وسيطاً ناجحاً ونحن نؤكد على هذا الدور اليوم أكثر من أي وقت في الماضى لافتاً إلى أن هذا لا يعني رفض أي مساعدة وأنا أتحدث مع أخي رئيس الوزراء بأننا نريد وربما نحتاج لمساعدة أي دولة مهتمة في هذا العالم ولكن هذا لا يعني استبدال من نجح في هذه العملية أو محاولة تجاوزه تحت عناوين واهية وغير مقبولة.

وأضاف الرئيس الأسد لم ننس أن نمر على موضوع غزة وهو موضوع يؤلم كل مواطن سوري وكل مواطن تركي وكل مواطن عربي وكل مواطن مسلم وكلنا يعرف المواقف التركية وأعتقد بأن كل مواطن عربي يعرف عن هذه المواقف ونحن نتشارك دائماً وليس اليوم بالموقف المطالب برفع الحصار وأنا أؤكد أن كل من يساهم في الحصار على غزة يتحمل دماء الفلسطينيين.

وعبر الرئيس الأسد في هذا الإطار عن شكره للشعب التركي لأن قافلة شريان الحياة التي مرت من سورية منذ أيام والتي تحمل المؤن لإخوتنا في غزة.. حيث أن أكثر من ثلثي هذه المواد أتى تقدمة من الشعب التركي.

كما شكر الرئيس الأسد الرئيس أردوغان والسادة الوزراء في الجانب التركي على كل الجهود التي بذلت من خلال إزالة العقبات الأخيرة التي كانت متبقية لإنجاز كل هذه الاتفاقيات وكانت عقبات في قضايا هامة جداً مؤكداً أن هذه العلاقة قد أصبحت أمراً واقعاً وإذا أراد أي طرف في هذا العالم أن يعبث أو يفكر بالعبث بأمن هذه المنطقة فعليه أن يفكر مليا قبل أن يقدم على شيء.

من جهته قال أردوغان: شكراً شقيقي الغالي فخامة الرئيس بشار الأسد.. وأخي السيد محمد ناجي عطري.. السادة الوزراء والنواب والصحفيون.. نحن نشعر وكأن سورية دارنا وأريد أن أشكر جميع أشقائنا السوريين وعلى رأسهم فخامة الرئيس الأسد وجميع السوريين الذين أحسنوا ضيافتنا وأريد القول إن عدداً كبيراً من وزرائنا وأكثر من 150 من رجال الأعمال والصناعيين الأتراك وصلوا إلى سورية.

وأضاف أردوغان: إن المباحثات استمرت منذ الليلة الماضية وحتى الساعة الثالثة صباحاً وبدأنا اليوم أيضا بالعمل والتقينا مع الرئيس الأسد ونحن نقوم الآن بتقديم تصريح للعالم اجمع بأننا بدأنا بهذا العمل الجاد عن طريق البدء بالتوقيع على 51 اتفاقية ومذكرة تفاهم.. والعلاقات السورية التركية يحتذى بها في العالم وأعتقد بأنها ستستمر بشكل كثيف في المرحلة المقبلة أيضاً.

وقال أردوغان: إن سورية بوابتنا المنفتحة إلى الشرق الأوسط وهي دارنا الثانية وتركيا أيضاً هي بمثابة البلد الثاني للسوريين وبوابة سورية التي تنفتح على أوروبا وهناك قرابة تاريخية وثقافية بين البلدين وقد قمنا بتعزيزها عن طريق التعاون الاستراتيجي عالي المستوى ونحن أكدنا على ذلك مرة أخرى والآن في إطار هذه الاتفاقيات أنا مع عشرة من الوزراء ومع الوزراء المعنيين السوريين وكأننا حكومة واحدة من بلدين وقد أنجزنا ذلك وأعتقد أننا نجحنا في الوصول ووقعنا على الكثير من الاتفاقيات.. والتقى أيضا رجال الأعمال مع بعضهم البعض وتوصلوا إلى اتفاقيات في الكثير من المجالات.

وأضاف اردوغان: إن الوزراء المعنيين بالمواصلات قاموا يوم أمس بفتح خط غازي عينتاب-حلب للسكك الحديدية وهذا له مغزى بالنسبة لنا جميعا وإن شاء الله فسننجز خط السكك الحديدية بين الشام والحجاز وسننجز ذلك العمل الكبير والعظيم بحماسة كبيرة من أجلنا ولأجل أجيالنا القادمة.

وأضاف أردوغان: إن هذه الخطوات الكبيرة من الناحية التجارية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية مهمة جداً بالنسبة لنا وخلال زيارتي قمت اليوم برفقة شقيقي الغالي فخامة الرئيس الأسد وبرفقة عقيلتينا بزيارة جامع التكية السليمانية التي سننهي الأعمال الترميمية فيها بنهاية عام 2012 وبذلك ستبدأ مسيرة أخرى ثقافية بالمعنى التاريخي بين البلدين وأن الأجيال المقبلة سترى ذلك وأنهم سيتذكرون أجدادنا بكل الفخامة والفرح.

وقال أردوغان إن علاقاتنا الاقتصادية والتجارية وما أنجزناه سابقاً ستكون له انعكاسات على ذلك مع العلم أننا وصلنا في التبادل التجاري نهاية عام 2008 إلى ملياري دولار ولكن خلال سنتين أو ثلاث يجب علينا أن نرفع هذا الحجم إلى خمسة مليارات دولار.. فهناك الإرادة من الجانبين وليس هناك أي سبب يمنع إنجاز هذه المبادرات.

وأضاف أردوغان: إن سورية وتركيا تؤمنان بذلك ونحن قررنا الآن أن نخطو خطوة بهذا الاتجاه وسننجح في ذلك رغم ما يقوله البعض وأنا شاهدت الآن الفرح والحماس لدى رجال أعمالنا وقد حضر 500 من رجال الأعمال في الصالة وهم يؤمنون بأنه يجب ترجمة ذلك بشكل صحيح وقال.. هناك مثل تركي يقول.. إن العقيدة مهمة جداً والإيمان كذلك ولذلك إذا عزمنا نكون قادرين على ثقب الجبال وهذا شيء مجازي ولكن المهم هنا الوصول إلى الهدف المنشود وإنني أؤمن بأنه من خلال هذه المسيرة في الطاقة والتعليم والمعلوماتية والسياحة والفن والعلاقات الدبلوماسية وهناك خطوات سجلناها اننا الآن نقترب من الهدف.

وقال أردوغان يمكن أن نخطو خطوات مهمة جداً في مجال البيئة أيضاً ولدينا في مجال الزراعة مشروع جنوب شرق الأناضول وأعتقد بأن هذا المشروع في المحافظات الشمالية السورية ممكن ونستطيع أن نخطو خطوات نحو المستقبل والغد حيث أنه في تلك المنطقة لدينا استثمارات كبيرة جداً وبدأنا بهذه المسيرة وسنصل إلى 25 مليار دولار حتى عام 2013.
وأضاف أردوغان: إن ما نكسبه من ذلك هو الإسهام بسلامة الشرق الأوسط ولذلك أؤمن أيضا بأننا سننجح في هذه المهمة وكذلك فيما يتعلق بنهر دجلة ونهر العاصي والنجاحات في تلك المناطق ستؤدي إلى مكافحة الجفاف في المنطقة وإزالته وأنا أرى ذلك منذ اليوم.

وقال أردوغان: إن كل هذه النشاطات والفعاليات التي أنجزناها اليوم هي من أجل تعزيز العلاقات التركية السورية وتوسيع نطاق علاقاتنا الموجودة حالياً ومن أجل مصالح شعبينا وأعتقد أنها ستؤدي إلى نتائج خيرة للشعبين مؤكداً أن إسهام سورية وتركيا في السلام في الشرق الأوسط لا يمكن مناقشته إطلاقا.

وأضاف رئيس الوزراء التركي أن مجلس التعاون الاستراتيجي عالي المستوى بين سورية وتركيا هو ليس فقط بين تركيا وسورية وإنما بين سورية والعراق وبين الأردن وتركيا وبين تركيا ولبنان فعندما نقوم بتطوير مثل هذه الفعاليات أعتقد أن المنطقة ستتحول إلى منطقة سلام بفضل هذا المجلس مضيفاً أنه يجب علينا مواصلة التساند والتضامن وزيادة ذلك في المستقبل.
وفيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية لغزة قال أردوغان: لقد أرسلنا قافلة مساعدات ومرت هذه القافلة من تركيا إلى سورية ثم الأردن ويجب أن تصل إلى غزة وأن عرقلة وصولها من ناحية حقوق الإنسان سيؤدي إلى المضايقات وفي هذا الموضوع أيضاً يجب أن يؤدي كل شخص عمله والمسؤولية الملقاة على عاتقه لتقديم كل المساعدة لهذه القافلة لأن هناك أناساً أشقاء لنا يحتاجون مثل هذه المساعدات ويجب مد يد العون لهم وأننا نريد من الجميع الشعور بالمسؤولية.

وفي ختام كلمته حيا أردوغان الرئيس الأسد والرئيس التركي عبد الله غل وقال.. يجب علينا أن نراقب المسيرة بعد الآن والمهمة التي تقع على عاتقنا كتنفيذيين بشكل خاص وستكون النتائج خيرة.

ورداً على سؤال حول إمكانية زيارة لبنان والدور التركي في زيارة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري إلى سورية قال الرئيس الأسد: قلة من الناس تعرف عن الدور التركي بالنسبة للموضوع اللبناني وأنا أريد أن أؤكد الآن أن الدور التركي كان بعيداً عن الإعلام ولم يكن يبحث عن إبراز هذا الدور وإنما تمحور ضمن ما تحدث عنه أخي رئيس الوزراء اردوغان وهو أن تكون العلاقات بين الدول كلها علاقات سليمة وطبيعية ملؤها المحبة والاحترام المتبادل.. والحقيقة في العام الماضي قطعت المنطقة شوطاً كبيراً في هذا الاتجاه من خلال تطور العلاقة السورية السعودية ومؤخراً من خلال تطور العلاقة السورية اللبنانية.. وفي هذا الإطار كانت زيارة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري إلى سورية زيارة ناجحة ووضعت أسساً مؤسساتية سليمة للعلاقة مع لبنان.

وتابع الرئيس الأسد.. أنا زرت لبنان في عام 2002 بشكل رسمي ومن الطبيعي أن تكون هناك في يوم من الأيام زيارة من قبلي إلى لبنان.. هي ليست شيئاً مستغرباً.. وفي الحقيقة لم توجه الدعوة ولا بد من القيام ببعض الخطوات في العلاقة بين البلدين وهذا لن يستغرق باعتقادي وقتاً طويلاً.. وفي نفس الوقت الحكومة اللبنانية هي حكومة جديدة ربما لديها أولويات داخلية في لبنان قبل أن تبدأ بالتفكير بموضوع العلاقات الخارجية.. ولكن جوابي كما قلت قبل قليل هو بالإيجاب.. بكل تأكيد تهمني زيارة لبنان لكن في الوقت المناسب.

وحول إمكانية تحقيق الفضاء الاقتصادي الإقليمي الذي طرحه أردوغان مع الرئيس الأسد في ظل عدم وجود بيئة آمنة ومستقرة في المنطقة بسبب وجود الاحتلال الإسرائيلي غير الراغب في السلام وعدم الاستقرار في العراق قال أردوغان.. إن كل النشاطات التي نقوم بها في الوقت الحاضر غير مرتبطة بالموقف الإسرائيلي ولقد قمنا بتأسيس مجالس التعاون الاستراتيجية بشكل ثنائي وبإمكاننا أن ننجز ذلك بكل راحة إذ لا يوجد أي مانع من تحقيق ذلك ويجب علينا أن نؤمن ونثق ببعضنا البعض فعلى سبيل المثال لقد بدأ حجم التبادل التجاري بين تركيا وسورية ب350 مليون دولار والآن وصل إلى ملياري دولار وسوف يصل حجم التبادل التجاري خلال السنوات الثلاث أو الأربع القادمة إلى خمسة مليارات دولار فنحن قادرون على إنجاز كل ما نريده في كل المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والتعليمية وجميع الميادين الأخرى.

وفيما إذا كان لمس خلال زيارته الأخيرة لواشنطن ترحيباً إسرائيلياً بدور تركي ما على مستوى المفاوضات غير المباشرة بين سورية وإسرائيل قال أردوغان: في مثل هذه المواضيع لا نستطيع إعطاء المهام لأنفسنا.. وأشقاؤنا السوريون يقولون نعم للوساطة ولكن يجب أن يقول الطرف الإسرائيلي ذلك أيضاً وعندئذ سنكون مستعدين ولكن الطرف الإسرائيلي يقول إن أردوغان منحاز ولهذا السبب نحن لا نضغط عليهم ولهذا السبب المسيرة تستمر ولكن أنا لا أعلم إلى أين سنصل وإذا طلب من تركيا القيام بمهام فنحن مستعدون لذلك.
الرئيس الأسد يقيم مأدبة عشاء على شرف أردوغان
وأقام الرئيس الأسد والسيدة عقيلته مأدبة عشاء على شرف السيد أردوغان والسيدة عقيلته حضرها كبار المسؤولين في الدولة وأعضاء الوفدين الرسميين وعدد من الفعاليات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
وكان قد شارك في المباحثات السورية ـ التركية، من الجانب السوري المهندس محمد ناجي عطري رئيس مجلس الوزراء وحسن توركماني معاون نائب رئيس الجمهورية وعبد الله الدردري نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية ووليد المعلم وزير الخارجية والدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية ووزراء الزراعة والاقتصاد والنفط والنقل والعدل والداخلية والصحة ورئيس هيئة تخطيط الدولة ومعاون وزير الخارجية والسفير السوري في أنقرة.
أما من الجانب التركي فقد شارك وزراء الخارجية والعدل والداخلية والصحة والنقل والزراعة والشؤون القروية والطاقة والموارد الطبيعية ووزير الدولة لشؤون الاقتصاد ووزير الدولة لشؤون التخطيط وعدد من مستشاري أردوغان والسفير التركي في دمشق.

COMMENTS