خبراء : واشنطن تنتهج إستراتجية عسكرية جديدة في آسيا والمحيط الهادئ

«الإخوانية» التركية وكراهية القومية العربية أو خفايا علاقة «الخليفة» الموصلّي و«السلطان» العثملّي؟
وجهة “إسرائيل” في “المرحلة الثالثة” من الحرب: تخفيض القتال أم إعادة احتلال قطاع غزة؟
أسرار حرب تشرين 1973 : طائرة روسية تمنع حربا نووية؟

أكد عدد من الخبراء الإستراتيجيين أن العقيدة العسكرية الأمريكية الجديدة تركز أساسا على منطقتي آسيا والمحيط الهادي، وذلك نظرا للصعود القوي للصين اقتصاديا وعسكريا، مؤكدين أن لها ارتباط وثيق بالحالة المالية والاقتصادية الخانقة التي تعاني منها أميركا وأوروبا بصفة عامة.
وقال العقيد المتقاعد بن جانة بن عومر، أن منطقة آسيا والمحيط الهادي وضعتها الولايات المتحدة الأمريكية من أولوياتها لأهميتها الكبيرة التي بدأت تبرز منذ نهاية الحرب العالمية الأولى، لتبدأ أميركا بالتمركز هناك بداية من سنة 1947، حيث أنشأت لها قاعدة عسكرية متواجدة في جز هاواي،إلى وجود قواعد عسكرية وبحرية في اليابان تضم حوالي 40 ألف عسكري وأخرى جوية في كوريا الجنوبية تضم حوالي 22 ألف جندي.
وتعتمد الولايات المتحدة الأمريكية في إستراتيجيتها الجديدة، ـ كما أوضح بن عومر ـ على انتشار جديد في أستراليا التي تعد صديقا لها منذ الحرب العالمية الثانية، وذلك عبر اتفاقية لإنشاء قاعدة بحرية تنطلق بـ250 عسكريا لتصل فيما بعد إلى 5000 عسكريا.
وأضاف بن عومر أن هذه العقيدة الأمريكية تعتمد أيضا على التجمع الاستراتيجي، الذي يتمثل في عقد اتفاقيات عسكرية وأمنية بين الدول التي توجد في منطقة بحر الصين خاصة، والتي من شأنها أن تصبح حليفا استراتيجيا للولايات المتحدة الأمريكية.

التنامي الاقتصادي والعسكري الصيني يخيف أمريكا
ويقول بن جانة، أن التخوف الأمريكي من الصين راجع لتنامي قوتها الاقتصادية والعسكرية، إلى جانب المطالب الصينية لبعض المناطق من بحر الصين التي تعتبرها تابعة لها ما قد يكون شرارة لصراع عسكري في المنطقة.
ويشير المتحدث إلى أن هذه الإستراتيجية الجديدة للولايات المتحدة، التي تتمثل في إعادة التموقع العسكري، لها ارتباط كبير بالحالة المالية والاقتصادية الخانقة لهذا البلد وأوروبا بصفة عامة.
وفيما يخص تأثير ذلك على الدول العربية، اعتبر المتحدث أن كل الدول العربية من موريتانيا إلى باكستان، تريد أمريكا تشكيلها تحت ما سمي بالشرق الأوسط الكبير الذي يضم جميع الدول العربية إلى جانب دول أخرى مثل باكستان وإيران وأفغانستان، حتى تكون “صديقة” للولايات المتحدة الأمريكية.
من جهة ثانية يرى بن جانة أن التحالف الصيني ـ الروسي أمر طبيعي بالنظر إلى الامتداد الأمريكي الذي وصل إلى مناطق حساسة بالنسبة للبلدين منها سوريا التي توجد بها قاعدة بحرية عسكرية لروسيا، مشيرا في نفس الوقت إلى أن الاهتمام الأمريكي والغربي المتزايد بالأزمة السورية الغرض منه إبعاد التواجد الروسي بسوريا والمنطقة.
ولم يستبعد الخبير الأمني، أن يتركز الاهتمام الأمريكي بإيران بعد طي ملف سوريا، على “تهذيب” طهران ووضعها تحت جناح “الصداقة الأمريكية” على حد قوله.

انتشار جديد تفرضه المصالح
ومن جانبه، يرى العقيد المتقاعد بن دوخة بن يخو، أن الإستراتيجية الجديدة تعتمد على إعادة الانتشار العسكري في مناطق جديدة وهي آسيا والمحيط الهادي، على غرار المناطق التقليدية التي حددتها إدارة بوش السابقة.
ويوضح أن الإدارة الجديدة بقيادة الرئيس باراك أوباما اعتبرت أن للولايات المتحدة الأمريكية مصالح في مناطق أخرى، غير تلك التي كانت تراها الإدارة السابقة والتي ركزت على الشرق الأوسط.

COMMENTS