مات رفسنجاني فهل تهتز ايران؟

مات رفسنجاني فهل تهتز ايران؟

“الكارثة الإنسانية، سلاح إسرائيل في المرحلة الثالثة من الحرب” التي تشنها على غزة؟
المشرق العربي بعد الانسحاب الأميركي
مرصد الأزهر يحلل رمزية الأسماء التي يطلقها الكيان الصهيوني على عملياته العدوانية ضد الشعب الفلسطيني

توفي الرئيس الإيراني السابق الشيخ رفسنجاني عن عمر يناهز الـ 83، ومكانته كبيرة في المؤسسة الحاكمة وفي الشارع ويمثل رمز الاصلاحيين ومعلمهم الملهم والضابط لوحدتهممات في لحظة سياسية حرجة، ما سمح لبعض التسريبات ان تلقى رواجا، بانه اغتيل او قتل بالسم او بطريقة طبية خفية!!ونشرت الدوريات معلومات قال بعضها ان فريقه الطبي لم يرافقه خلال 24 ساعة الاخيرة الامر غير المسبوق مع المسؤولين الايرانيين الكبار، كما قيل عن شعارات اطلقت في تشيعيه شتمت المرشد والحرس وروسيا… والله اعلم مدى صحتها؟؟؟
لكن اختيار القدر له في زمن ايراني حرج، سمح باشاعة تلك الاقاويل، لكنها في كل حال اخبار مسمومه ومدسوسة غالبا، ولها مقاصد خبيثة ان حصلت او ان كانت فبركة ونعرف الكثير من فبركات الاعلام واجهزة الاستخبارات الامريكية الصهيونية التي استهدفت سورية وتستهدف ايران باعنف .
ايران في الزمن الحرج:
– ترامب بعد ايام يتسلم البيت الابيض وقد ناصب ايران العداء المستحكم وسمى في ادارته المعروفون بعدائهم لايران وملفها النووي ودورها واسلامها، وهذا امر يجب ان يحسب له حساب.
– ايران على عتبة انتخابات رئاسية في ايار وجولات الانتخابات شهدت توترات اجتماعية وسياسية وحراك وخلافات في المؤسسة الحاكمة والدينية وفي الشارع.
– ايران في ازمة اقتصادية، ولم يفرج حالها الرهان على الملف النووي والانفتاح الاقتصادي والسياسي والثقافي على الغرب عموما وامريكا وجاء اليها من يعادي ايران ويشدد العقوبات ويستهدفها بالعلن والسر.
– في العراق تعاني، وفريقها متهم، والازمة تتعمق حتى في الحلف الشيعي ومؤشرات حرب ضروس تتقاطر بين المالكي والصدر، وانهيار العملية السياسية المازومة متوقع على ضوء مشروع ترامب، لفرط التفاهمات الايرانية الامريكية في العراق التي امنت التحاصص المذهبي والطائفي والدولي، وامر ايران في اليمن ليس بافضل .
– التيار الاصلاحي متامرك ومتأورب وليبرالي، واعد عدته للاشتباك الشعبي وربما ابعد، ويحضر "لثورة خضراء" ويقال ان المخابرات الامريكية امنت مددا له في البلوش وخوزستان والحدود.
– برحيل رفسنجاني فقد التيار الاصلاحي عقله البراغماتي والمتمكن والركن في المؤسسة الدينية والحاكمة، فقد شكل رفسنجاني ضابط الايقاع في الاوركسترا الاصلاحية وكان ميالا في الغالب لصالح ضمان استقرار ايران ومؤسساتها وتدخل في الوقت المناسب وضبط ردود افعال التيار الاصلاحي وعقلنه وبرحيله تفقد ايران هذا العقل الوازن والرزين وصاحب الوزن الكلمة الفصل.
هل الرحيل في الوقت القاتل يؤهل ايران لمتاعب، وازمات ؟؟ ربما ؟؟؟!!! 
لكن لابد من الاشارة الى ان ايران دولة عريقة، ووحدتها القومية فوق كل اعتبار، والتحالف بين البازار والمؤسسة الدينية متين، والقائد يملك نفوذا كبيرا وعقلا راجحا، وان لايران مؤسسات دستورية عبقرية بقدرتها على احتواء التيارات وتفاعلها وجعل خلاصاتها في خدمة المشروع الصاعد.
للحرس والمؤسسة الدينية الموالية نفوذ واسع وكبير حاكم لاسيما في الريف والمدن الاخرى خارج طهران وفي الحوزات الدينية وكلمتها فصل.
وللدور الايراني في سورية والانتصارت المحققة انعكاسات لصالح المرشد والحرس، كما في ازمة امريكا واحتمالات انشغالها بحربها الداخلية، ولازمة الاتحاد الاوروبي واحتمالات انهياره، ولازمة الخليج ودوله، وارتماء تركيا في الحظن الايراني الروسي دور فيلجم الاصلاحين وتفكيك شبكات التخريب 
ايران في عين العاصفة وقد غاب الحكيم الحاكم في ضبط توازناتها الداخلية وفي لم وعقلنة التيار الاصلاحي.
ايرن في قلب حلف المقاومة ولهذا هي مستهدفة، وعلينا واجب حمايتها والدفاع عنها كما فعلت في فلسطين وسورية وفي معاندة الهيمنة الامريكية الامبريالية..
حمى الله ايران ولتكن تطوراتها وحمايته في أعيننا دائما.

ميخائيل عوض، مناضل وكاتب سياسي عربي من لبنان
13 كانون الثاني، 2017
المصدر : 
https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=1234196840002700&id=100002371871998