افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الإثنين 20 آذار، 2023

إفتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الثلاثاء الأول من آب، 2017
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم ‏‏‏‏الإثنين، 28 آذار‏، 2022
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الثلاثاء الأول من تشرين الثاني، 2022

البناء
الموساد يغتال القيادي في الجهاد علي الأسود بريف دمشق… وعملية فدائية نوعية في نابلس
لقاء عبد اللهيان وابن فرحان قريباً… والملك سلمان يوجه دعوة للرئيس رئيسي… وتعاون مالي
الأسد في زيارة دولة للإمارات… وبن زايد لاستعادة سورية دورها الطبيعي في محيطها العربي
العيون اللبنانية شاخصة نحو الإقليم وما يدور فيه حول المصالحات، أملاً بأن تجد انعكاساتها على الاستعصاء الداخلي الذي يتحول انهياراً مالياً ومعيشياً، في ظل سياسات مالية مبرمجة للمزيد من الانهيار، ومدخل الأمل بالنهوض صار واضحاً ومكرراً، يبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية ومن بعده استكمال تشكيل مؤسسات السلطة عبر حكومة جديدة مكتملة المواصفات لا نزاع على دستوريتها وشرعيتها ولا عقبات تحول دون تحملها مسؤوليات وضع سياسات تتيح الخروج من النفق المظلم الذي بات بلا نهاية.
في الإقليم تتيح الانفراجات الأمل برفع الحظر الخليجي عن لبنان، في ظل انفتاح خليجي على كل من إيران وسورية، طالما أن لبنان عوقب بالقطيعة بداعي تموضع مقاومته في حلف مع كل من إيران وسورية، وفيما الوضع في فلسطين أمام التوحش الإسرائيلي يبقي القلق قائماً من خطر انفجار أمام حماقات حكومة الحمقى الذين ينذرون باقتحام المسجد الأقصى، ضاربين عرض الحائط بكل ما يصدر عن التزام حكومتهم لفظياً في لقاءات العقبة وشرم الشيخ بعدم المساس بالوضع التقليدي في القدس والمسجد الأقصى، وبوقف الخطوات الاستيطانية والتراجع عن التوحش الذي يظهره جيش الاحتلال في المدن الفلسطينية، وقد حمل يوم أمس المزيد من إشارات القلق مع اغتيال الموساد للقيادي في حركة الجهاد الإسلامي علي الاسود في عملية إطلاق نار في ريف دمشق، بينما لا تزال جرائم المستوطنين وجيش الاحتلال تتكرّر في جنين ونابلس، وقد استدعت أمس رداً نوعياً من المجموعات الفلسطينية المقاومة، حيث استهدفت سيارة للمستوطنين في بلدة حوارة في نابلس، أصيب فيها مستوطنان أحدهما بحالة خطرة ويرجح مقتله بعد الإعلان عن جراحه الخطيرة وحالته الحرجة.
في الإقليم حملت الانفراجات إشارات جديدة، رغم ما بدا أنه تصعيد تركي برفض الشروط السيادية التي طرحها الرئيس السوري بشار الأسد للقاء الرئيس التركي رجب أردوغان، لجهة اشتراط اللقاء بالالتزام التركي بالانسحاب من الأراضي السورية، وهو الأمر البديهيّ بالنسبة لأي دول ذات سيادة، لكن المصادر المتابعة استبعدت أن يستطيع أردوغان البقاء على ضفة الجمود في فترة ما قبل الانتخابات، حيث عليه أن يختار بين المضي قدماً في عملية المصالحة مع سورية وقبول شروطها، أو البقاء عند خط رفض الشروط السورية تلبية للطلبات الأميركية بعدم الانفتاح على الدولة السورية، فيما عليه في هذه الحالة الذهاب الى حرب يستهدف فيها الجماعات الكردية المسلحة التي تحميها القوات الأميركية؟
بعكس التعثر التركي شهدت المنطقة تسارعاً في الايجابيات العربية نحو سورية، حيث استقبل رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد الرئيس السوري بشار الأسد في زيارة دولة للإمارات، ودعا بن زايد الى استعادة سورية موقعها الطبيعي في محيطها العربي.
بالتوازي إشارات إيجابية إضافية في مسار الانفتاح السعودي الإيراني، بينما لا يزال الإعلام المموّل سعودياً بعيداً عنه، بعكس الإعلام الإيراني الذي يخوض معركة تسويق الاتفاق مع السعودية، وقد حمل أمس جديداً في هذا السياق تمثل بإعلان وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان عن لقاء قريب يجمعه بوزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان، رجّحت مصادر دبلوماسية عقده في مسقط لدورها المزدوج في اللقاءات التمهيدية وفي المساعي المبذولة للحل في اليمن، ورأت المصادر في زيارة أمين عام مجلس الأمن القومي الإيراني الأدميرال علي شمخاني الى بغداد وضعاً للمسؤولين العراقيين في صورة أسباب اختيار مسقط ومنح العراق مستوى من الاهتمام يعوّض عن استضافة اللقاء وتوقيع اتفاقات ثنائية شديدة الأهمية مع بغداد، بينما نقلت وسائل الإعلام الإيرانية والسعودية نبأ توجيه دعوة من الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز للرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي لزيارة الرياض، وسط تداعيات مالية إيجابية عبر عنها وزير المالية السعودي بالإعلان عن تسريع وتيرة مشاريع استثمارية سعودية في إيران وإعلان إيراني عن تحسّن في الأداء المصرفي وتدفقات العملات منذ إعلان الاتفاق مع السعودية، وما تبعه من خطوات تنسيقية مصرفياً.
لم يصدر ما يبعث على التفاؤل من لقاء باريس الذي ضم مستشار الرئاسي الفرنسي لشوؤن الشرق الأوسط باتريك دوريل اجتماعاً أمس الجمعة مع المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار علولا والسفير السعودي في لبنان وليد البخاري، وبحسب مصادر مطلعة لـ»البناء» فإن سمة اللا تفاهم طغت على الاجتماع الثنائي في العاصمة الفرنسية في ما خص حل الازمة الرئاسية في لبنان. وتقول المصادر: لم ينجح مستشار الرئيس ايمانويل ماكرون في تليين الموقف السعودي من الخيار الفرنسي لانهاء الفراغ في لبنان،مشيرة الى ان الموفدين السعوديين ابلغوا دوريل موقف المملكة الثابت لرفض خيار المقايضة بين الوزير السابق سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية والسفير نواف سلام لرئاسة الجمهورية. واعتبرت المصادر ان هذا التباين يعني ان الامور لا تزال مقفلة على حل الازمة في لبنان التي يبدو انها لن تكون قصيرة الامد، مع ترجيحها ان يعقد الطرفان اجتماعا جديد الاسبوع المقبل من دون ان يعني ذلك ان السعودية سوف تعدل عن موقفها. واعتبرت المصادر ان الموقف السعودي الرافض حتى الساعة لفرنجية مرده ان المواصفات التي تضعها الرياض لرئيس لبنان لا تنطبق على فرنجية، وهي مواصفات تتفق وواشنطن والدوحة عليها وهذا يعني ان باريس ستجد نفسها عاجزة عن تسويق خيارها الذين تتوافق وحركة امل وحزب الله عليه.
وفيما عاد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى بيروت، بعد زيارتين قام بهما الى الفاتيكان وروما حيث اجتمع مع البابا فرنسيس ورئيسة الحكومة الايطالية جورجا مِلوني، وسط معلومات تشير الى ان الفاتيكان يعتبر ان انتخاب الرئيس في لبنان هو المدخل الى الحل في لبنان.
من المتوقع ان تعقد يوم الاربعاء المقبل جلسة لمجلس الوزراء لمناقشة الوضع المالي المتدهور والازمة المتفاقمة لا سيما وضع موظفي القطاع العام المتردي في ظل الارتفاع الجنوني للدولار وتدني قيمة رواتبهم واجورهم الى جانب وضع المتقاعدين العسكريين والمدنيين.
وتقول أوساط حكومية معنية إن رئيس الحكومة حريص على تامين الحد الممكن للموظفين والعسكريين من اجل القيام بمهامهم ومواجهة اعباء الوضع قدر المستطاع، لكن المشكلة التي تواجه الحكومة هي في ضعف الايرادات المالية والتعطيل المستمر لعدة أشهر لعدة مرافق مهمة كالدوائر العقارية والميكانيك وغيرها.
الى ذلك سيقام ظهر اليوم الاثنين في السرايا حفل اطلاق مشروع انشاء مبنى جديد للمسافرين في مطار بيروت. وبحسب مصدر وزاري معني فإن المبنى سيستقبل حوالى 3.5 مليون مسافر سنوياً وقيمة الاستثمار تبلغ حوالي 122 مليون دولار اميركي «فريش»من خارج لبنان بتشغيل من شركة اوروبية».
وفيما دعا البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي النواب المسيحيين الى الصلاة والرياضة الروحية يوم الأربعاء 5 نيسان 2023 في بيت عنيا-حريصا، فإن تكتل الجمهورية القوية سيجتمع اليوم لتحديد موقفه لجهة المشاركة في خلوة روحية في بيت عنيا في حريصا من عدمها، خاصة وان حزب القوات وبحسب مصادره لـ»البناء» اعلن ان البحث اليوم في معراب خلال اجتماع الجمهورية القوية سوف يبحث في جدوى اللقاء خاصة وان القوات مقتنعة ان ازمة الرئاسة ليست مسيحية فقط، هذا فضلا هن ان لا ثقة على الاطلاق بالتيار الوطني الحر الذي اثبتت التجارب انه لا يلتزم بالتفاهمات وبالاوراق المتفق عليها.
في المقابل اعلن التيار الوطني الحر مشاركته في خلوة بيت عنيا حيث زار النواب نيكولا الصحناوي، سيزار ابي خليل وجورج عطاالله بتكليف من رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، البطريرك الراعي في بكركي، وأبلغوه تلبية نواب التيار لدعوة التأمل والصلاة التي أطلقها، آملين أن»يكون هذا اللقاء مناسبة لاستلهام التعاليم والقيم المسيحية في مقاربة الاستحقاقات الوطنية كافة». وفيما بات شبه مؤكد ايضا ان حزب الكتائب سوف يشارك انطلاقاً من مبدأ عدم رفض أي دعوة لبكركي وخاصةً إذا كانت تتعلّق بالإستحقاق الرئاسي، كذلك الامر بالنسبة الى تيار المرده، اعلن النائب أديب عبد المسيح حضوره سينودس نيابي مسيحي في حريصا ممثلاً كتلة تجدد بمكوناتها المسيحية والاسلامية. وأعلن حزب الوطنيين الأحرار ترحيبه بدعوة الراعي مؤكداً تلبيتها.
ودعا عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسين الحاج حسن، إلى «الحوار والتفاهم لانتخاب رئيس للجمهورية في وقت قريب، لأن الحوار يؤدي إلى إيجابيات، والصراع يؤدي إلى سلبيات». وأكد أن «الوزير سليمان فرنجيه هو مرشح طبيعي وصاحب حق بالوصول إلى موقع الرئاسة، ولديه تجربة وإمكان ليكون رئيسا، وهو منفتح على الجميع ولديه علاقات مع الجميع». واعتبر «التفاهم الذي حصل في الصين بين إيران والسعودية، هو خطوة إيجابية يمكن أن تؤدي إلى انفراجات في العلاقات الثنائية بين البلدين وإلى انفراجات في وضع المنطقة».
وفيما سجل سعر صرف الدولار في السوق الموازية مساء الأحد، أرقامًا قياسية جديدة، حيث تراوح ما بين 112500 و113000 ليرة لبنانية للدولار الواحد، أعلنت الهيئة الإدارية لرابطة موظفي الإدارة العامة، تمديد الاضراب لاسبوعين اضافيين حتى يوم الجمعة 31 اذار 2023، ضمنا، ودعوة الموظفين لتنفيذ اعتصامات يوم غد الثلاثاء أمام سرايا طرابلس الساعة 10 صباحا، وبعد غد الاربعاء أمام سرايا صيدا الساعة 10 صباحا مع مزيد من الخطوات التصعيدية اللاحقة التي لن تنتهي الا باستعادة الحقوق.

 

اللواء
الإنفراج العربي- الإيراني مستمر.. ولا اتفاق على فرنجية رئيساً
المصارف لم ترعوِ والإدارة العامة ماضية بتعطيل الموارد.. والمالية مطالبة بتوضيح رواتب «صيرفة»
يمضي الانفراج في العلاقات العربية – الايرانية قدماً الى الامام، مع الاعلان عن زيارة يقوم بها الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي الى المملكة العربية السعودية بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، فيما تنحدر الاوضاع المعيشية والمالية من سيئ الى اسوأ على وقع الارتفاع الصاروخي لسعر صرف الدولار، الذي، وبعدما تجاوز المائة الف، دخل في سباق مع نهاية الشهر لطي ورقة العشرة الثانية بمعنى التدرج من 112 الفاً الى 120 الفاً، وسط ارتفاع، يكشف عن فداحة الشغور المالي لمدى مصرف لبنان بالعملة الصعبة، اذ سجل سعر صيرفة 80200 ليرة لكل دولار، ومع شيوع معلومات ان «صيرفة» موظفي القطاع العام قد تصبح من الماضي بدءاً من نهاية آذار ومطلع نيسان المقبل، استناداً الى وزارة المال لجهة ايجاد صعوبات في تأمين رواتب الموظفين على سعر صيرفة السابق، فالأموار غير متوافرة بالعملة الصعبة في الخزينة، عبر مصرف لبنان، الأمر الذي عززه كلام منسوب لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.
ازاء هذا الوضع الدراماتيكي، الذي يطيح بالمساعدة التي اعطيت للموظفين والمتقاعدين بموجب ميزانية 2022، ومع اعلان المصارف استمرار الاضراب لأسبوع آخر، اعلنت رابطة موظفي الادارة العامة الاستمرار بالاضراب لأسبوعين اضافيين حتى 31 آذار (أي الجمعة ما بعد المقبلة) مع دعوة الموظفين للاعتصام والبحث بخطوات تصعيدية بانتظار ما ستسفر عنه جلسة مجلس الوزراء المقبلة، وسط مطالبة الموظفين والمتقاعدين بأن تبادر وزارة المالية لاصدار توضيحات قاطعة في ما خص قبض الموظفين والمتقاعدين رواتبهم اخر الشهر على اي سعر لصيرفة، المعمول به او سعر صيرفة في حينه (فوق 80 الف ليرة لبنانية).
ولم تفتح هذه التداعيات الطريق امام اعادة تنشيط الحركة في الداخل على التفاهم على شخصية رئيس جديد للجمهورية، وسط استمرار المتابعة لما يجري في الخارج.
وفي هذا الاطار، لا يزال الملف اللبناني على الطاولة من زاوية الحاجة الى انهاء الشغور الرئاسي بأسرع ما يمكن، ولكن حسب مصادر المعلومات المتقاطعة ان الرياض لم ترَ المواصفات التي تحدثت عنها لرئيس للبنان متمثلة في شخصية مرشح «الثنائي الشيعي» النائب السابق سليمان فرنجية، فهي لا تريد رئيساً ينتمي الى اي فريق كان، بل يتفاهم الجميع عليه، مع الاشارة الى ان لا اجتماع ثان فرنسي – سعودي في بحر الاسبوع الطالع.
وفي ضوء عدم تمكن اللقاء الفرنسي – السعودي من الوصول الى قواسم مشتركة، فان خلوة بكركي المقبلة، وإن ارتدت طابع الخلوة الروحية النيابية تصبح هي مدار المتابعة، في ضوء اصداء الدعوة التي بدأت ترجع الى بكركي من قبل القوى المسيحية، مع العلم ان لا تبدل في مواقف الافرقاء المعنيين من عدم مرشحيهم وما من نقاش في الموضوع.
وتوقعت مصادر ديبلوماسية ان يتبلغ المسؤولون اللبنانيون عبر القنوات الديبلوماسية، نتائج اللقاء الذي عقد نهاية الاسبوع الماضي في باريس بين مسؤولين سعوديين وفرنسيين، وخصص للتشاور حول الوضع في لبنان وتحديدا بخصوص انتخاب رئيس جديد للجمهورية، والمساعي المبذولة لدفع ملف الانتخابات قدما الى الامام، وتركز البحث ايضا حول موضوع صندوق مساعدة اللبنانيين الذي انشىء، سابقا، لدعم المدارس والحاجات الإنسانية والضرورية للبنانيين.
واشارت المصادر إلى ان موضوع الانتخابات الرئاسية يحظى باهتمام ملحوظ، ومدار تشاور مستمر بين الدول المعنية بلبنان، بعيدا من الإعلام وبدون ضجيج، بالرغم من انشغال هذه الدول بمواضيع وملفات خاصة اكثر اهمية ، ولفتت إلى ان موضوع الانتخابات الرئاسية، يطرح باستمرار على هامش اللقاءات التي تجري، ويتم تبادل وجهات النظر بخصوصها.
الا ان المصادر كشفت ان التشاور بدأ بالفعل بخصوص، ماهو مقبول وغير المقبول من لائحة الاسماء المتداولة ضمن المواصفات التي تم تحديدها. وبنتيجة التشاور استبعدت أسماء شخصيات محسوبة على هذا الفريق او ذاك، فيما البحث عن اسم الشخصية المقبولة، قد قطع شوطا كبيرا، وينتظر الاعلان عنه، اكمال المشاورات الجارية بين مسؤولي الدول المعنية.
ووسط ترقّب ما انتهى اليه الاجتماع الفرنسي – السعودي الذي عقد يوم الجمعة في باريس والذي بحث الملف اللبناني. يترقب الوسط السياسي ايضاً موقف الكتل المسيحية من الدعوة التي وجهها البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، الى النواب المسيحيين «ليوم خلوة روحيّة وصلاة» يوم الأربعاء في 5 نيسان المقبل في حريصا. وذلك في إطار الإتصالات المتواصلة للإسراع في إنجاز الإستحقاق الرئاسي. وقد وافق عليها حتى الان حزب الكتائب وحزب الوطنيين الاحرار وحركة «تجدد» ، فيما زار النواب نيكولا الصحناوي وسيزار ابي خليل وجورج عطا الله البطريرك الراعي، بتكليف من رئيس التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، حيث أبلغوه تلبية نواب التيار لدعوة التأمل والصلاة التي أطلقها، آملين «أن يكون هذا اللقاء مناسبة لاستلهام التعاليم والقيم المسيحية في مقاربة الاستحقاقات الوطنية كافة». وقد استبقى الراعي بعد اللقاء النواب الثلاثة على مائدة الغداء، وفق ما أعلنه بيان التيار.
ويبقى إنتظار موقف القوات اللبنانية ظهر اليوم في اجتماع «تكتل الجمهورية القوية» في معراب برئاسة سميرجعجع.
وهناك ترقب لكلمة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في مناسبة احياء ذكرى القيادي حسين الشامي يوم الاربعاء المقبل 22 اذار الحالي. بينما حدد رئيس المجلس نبيه برّي لـ «اللواء» المطلوب لفك «البلوك» السياسي المفروض على الاستحقاق الرئاسي.
برّي: لتكتمل الترشيحات
الحوار والتوافق بين المسيحيين الذي دعا اليه رئيس المجلس النيابي نبيه بري، كرره امس بقوله لـ «اللواء»: كررت عدة مرات الدعوة. ودعيت مرتين بصورة رسمية للحوار بين القوى المسيحية، لكن الكتلتين الاساسيتين عند الموارنة التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية رفضتا الحوار، علماً ان الحوار يجب ان يتركز اكثر ما يكون عند هاتين الكتلتين.
اضاف: لا يتم شيء إيجابي من دون ان تتحدث الناس مع بعضها، ومن دون حوار ستكون النتيجة مزيد من التعطيل للبلد.
وحول دعوة البطريرك الراعي الكتل المسيحية الى الاجتماع؟ قال: قرأت انها دعوة دينية «خلوة روحية وصلاة»، فلا اتدخل فيها.على كل حال علمت ان الكتل المسيحية ما زالت تدرس الدعوة، بإستثناء موافقة الكتائب والاحرار وكتلة «تجدد»،(ولاحقاً التيار الوطني الحر) وربما ترفضها «القوات» فلم اسمع موقفها.
وعن كيفية فك «البلوك» الذي يطوّق الاستحقاق الرئاسي، قال الرئيس بري: ننتظرحصول ترشيحات رسمية اوعلنية للإنتخابات الرئاسية، فحتى الان لا يوجد سوى مرشح واحد هوميشال معوض، هناك كلام عن مرشحين عديدين لكن حتى الان لامرشحين آخرين رسمياً غير النائب معوض، ومتى إكتملت الترشيحات ادعو لجلسة انتخاب وليفُزْ من يفُز.
لقاء باريس
ووسط تكتم من قِبل المشاركين على فحوى المشاورات التي جرت بين فرنسا والسعودية، وفي ظل عدم صدور اي بيان عن اللقاء «الثنائي»، علمت «المركزية» من اكثر من مصدر، ان اللقاء غاص في ملف المساعدات الانسانية والاغاثية للشعب اللبناني عبر الصندوق السعودي – الفرنسي الذي اتُفق على انشائه بين الدولتين منذ اشهر، الا ان الاجتماع مرّ ايضا على الاستحقاق الرئاسي، حيث تبيّن ان الموقف السعودي لا يزال على حاله، اذ ترفض المملكة الدخول في لعبة الاسماء وتصر على رئيسٍ بمواصفات اصلاحية انقاذية سيادية غير منغمس في الفساد الذي أوصل لبنان الى الانهيار، وتبيّن ايضا ان الرياض لا تزال على رفضها اي صفقات او مقايضات، وانها تنتظر تفاهمَ اللبنانيين في ما بينهم على اسم رئيسٍ للجمهورية.
وقد افيد ان الاجتماع لم يصل إلى توافق بما يتعلق بالملف الرئاسي اللبناني.
في الموازاة، اشارت المصادر الى ان اللقاء الثنائي يمهّد لاجتماع جديد للدول الخمس التي اجتمعت في باريس في 6 شباط وهي الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية ومصر وقطر، يُفترض ان يُعقد في الاسابيع المقبلة، وسيعرض في شكلٍ موسّع اكثر، للملف الرئاسي وللأزمة اللبنانية السياسية والمالية والاقتصادية وسبلِ معالجتها.
موقف فرنجية
رئاسيا ايضا، تتجه الانظار الى اي خطوة من قِبل فرنجية الذي لا يزال يتريّث في اعلان ترشيحه وبرنامجه رسمياً، علماً ان مصادر شمالية مطلعة على موقف اجواء «المردة» قالت لـ «اللواء»: انه بصدد إنجازبرنامجه للرئاسة وتجري قراءات اخيرة عليه، لكنه مازال يدرس ايجابيات وسلبيات اعلان الترشح في هذا الظرف والتوقيت، وهوينتظر بعض الوقت للتأكد من نضوج ظروف إجراء الانتخابات والترشيح.
كما نفت المصادرلـ «اللواء» المعلومات الصحافية التي اشارت الى ان فرنجية زار دمشق في الايام الماضية، حيث التقى الرئيس بشار الاسد وسمع منه انه «سيكون رئيس الجمهورية المقبل وإلا ان ستكون له الكلمة الفصل في اختيار الرئيس». لكن المصادر الشمالية قالت: ان زيارات فرنجية لسوريا لم تكن ولا مرة سرية، وهو حريص في كل زيارة على تسجيل خروجه من لبنان لدى الامن العام اللبناني، وتسجيل دخوله عند الحدود السورية، وبالعكس. وبالتالي لوحصلت زيارة مؤخراً لكن قد تم الاعلان عنها، خاصة ان الرئيس الاسد منشغل جداً هذه الايام بزيارات الى الخارج واستقبال وفود عربية وبالتحضيرات للقاء المزمع عقده بينممثلين عن سوريا وتركيا برعاية روسية – ايرانية.
وفي المواقف، كشف النائب مارك ضو عن جلسات حوار بين القوى المعارضة للتباحث في الخيارات الرئاسية. واشار الى ان «بنظري لا أحد يؤمن الـ65 صوتا واذا وُضع التغييريون امام خيارَي سليمان فرنجية وميشال معوض فان ثلثهم يؤيدون ميشال معوض».
مجلس وزراء الأربعاء
عاد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أمس الى بيروت، بعد زيارتين قام بهما الى الفاتيكان وروما حيث اجتمع مع البابا فرنسيس ورئيسة الحكومة الايطالية جورجا مِلوني.
ومع عودة رئيس الحكومة تتكثف الاجتماعات الوزارية والاقتصادية واللقاءات المحلية والخارجية في السرايا.
ومن المتوقع، أن تعقد يوم الاربعاء المقبل جلسة لمجلس الوزراء  لمناقشة الوضع المالي المتدهور والازمة المتفاقمة لا سيما وضع موظفي القطاع العام المتردي في ظل الارتفاع الجنوني للدولار وتدني قيمة رواتبهم واجورهم الى جانب وضع المتقاعدين العسكريين والمدنيين.
ويبقى تحديد الموعد النهائي للجلسة رهن انجاز وزارتي التربية والمال دراساتهما حول موضوع الرواتب والمساعدات الاضافية وبدل الانتاجية.
وتقول أوساط حكومية معنية إن رئيس الحكومة  حريص على تامين الحد الممكن للموظفين والعسكريين من اجل القيام بمهامهم ومواجهة اعباء الوضع قدر المستطاع، لكن المشكلة التي تواجه الحكومة هي في ضعف الايرادات المالية والتعطيل المستمر  لعدة أشهر لعدة مرافق مهمة كالدوائر العقارية والميكانيك وغيرها .
في المقابل، وفي خطوة من شأنها تعزيز  الحركة الاقتصادية في البلد، سيقام  ظهر اليوم  الاثنين في السرايا حفل اطلاق مشروع انشاء مبنى جديد للمسافرين في مطار بيروت.
وبحسب مصدر وزاري معني فإن المبنى سيستقبل حوالى ٣،٥ مليون مسافر سنوياً وقيمة الاستثمار تبلغ حوالي ١٢٢ مليون دولار اميركي «فريش»من خارج لبنان بتشغيل من شركة اوروبية».
المصارف
وفي ظل الدوران في الحلقة المفرغة رئاسيا، وعجزِ الحكومة او مجلس النواب عن انجاز اي خطوة مفيدة على طريق وقف الانهيار، وقد حذرت بعثة صندوق النقد الدولي الموجودة في بيروت، من محاذير هذا الاداء، الدولارُ يسجّل ساعة بعد ساعة، قفزاتٍ مخيفة، وقد تجاوز يوم السبت سقف الـ112 الف ليرة للدولار، رافعاً معه اسعار المحروقات والدواء والخبز.
ولم تجتمع الجمعية العمومية للمصارف مساء امس كما كان متوقعا للنظر في موضوع استمرار الاضراب المفتوح الذي بدأته الثلاثاء الماضي، حيث استقر الرأي على ان لا شيئا قضائيا ملموسا ظهر كي يُعاد النظر في موضوع الاضراب.
صحياً، سجلت وزارة الصحة 89 اصابة جديدة، رفعت العدد التراكمي الى 1233647، كما تم تسجيل حالتي وفاة.

 

الأخبار
ميقاتي إلى نيقوسيا مع ورقة لبنانية لاتفاق جديد
الترسيم مع قبرص: حذار فخ السنيورة
يتوجّه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى قبرص في الساعات المقبلة، على رأس وفد وزاري، لإبلاغ الحكومة القبرصية موقف لبنان الرسمي بطلب إعادة التفاوض على اتفاق تحديد المنطقة الاقتصادية الخالصة مع قبرص بسبب «ثغرات» في الاتفاقية «المشبوهة» التي وُقّعت عام 2007، في ظل حكومة فؤاد السنيورة غير الميثاقية، وأدّت إلى خسارة لبنان ما يقدّره الخبراء بما يراوح بين 2643 كيلومتراً مربعاً و1600 كيلومتر مربع من المنطقة الاقتصادية الخالصة
خلصت لجنة شكّلها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ميقاتي برئاسة وزارة الأشغال (وضمّت وزارات الطاقة والخارجية والدفاع وهيئة إدارة قطاع البترول)، قبل أيام من توقيع اتفاق ترسيم الحدّ البحري مع العدو (27/10/2022)، لـ «إعداد التعديلات اللازمة على اتفاقية تحديد المنطقة الاقتصادية الخالصة مع قبرص»، إلى أن اتفاق الترسيم الموقّع مع الجزيرة عام 2007 كان مجحفاً بحق لبنان، وتشوبه ثغرات أدّت إلى خسارة مساحة من المنطقة الاقتصادية الخالصة. وأوصت (أنظر الكادر) اللجنة بالطلب من الجيش اللبناني اعتماد آلية ترسيم جديدة تأخذ في الاعتبار الخط الوسط مع ما يسمّى بـ«الظروف الخاصة» و«التناسب في أطوال الشواطئ»، استناداً إلى اجتهادات قضائية في قضايا مشابهة في العالم، وإعداد مشروع مرسوم لتعديل المرسوم 6433 باعتماد الاحداثيات الجديدة، وإعداد اتفاق إطار مع قبرص لإدارة الحقوق المشتركة، والطلب من قبرص إعادة التفاوض على ضوء الاحداثيات الجديدة، وتسجيل الاحداثيات الجديدة لدى الأمم المتحدة.
وعلمت «الأخبار» أن ميقاتي سيبلغ الجانب القبرصي بأن المطلوب الآن التحاور تمهيداً لإعادة التفاوض بعد استتباب الأوضاع الدستورية في لبنان وانتخاب رئيس للجمهورية كون التفاوض في المعاهدات الدولية من صلاحيات الرئيس، كما أن الحكومة ليست في صدد إصدار أي مراسيم كونها تناقش الأمور «الملحة» ضمن إطار تصريف الأعمال، فيما مجلس النواب في حال انعقاد لانتخاب رئيس للجمهورية وغير قادر على التشريع.
عملياً، نحن أمام مرحلة جديدة تخرج لبنان من الفخ الذي وقعت فيه حكومة السنيورة عام 2007 (أو أوقعت نفسها). كما أنه يشكّل استدراكاً للاستعجال الذي أبدته الحكومة القبرصية، بعد توقيع اتفاق الترسيم مع العدو، في تشرين الثاني الماضي، عندما زار وفد قبرصي بيروت على وجه السرعة للبحث في تعديل الحدود البحرية بناء على الخط 23. يومها، جارى بعض المسؤولين اللبنانيين الاستعجال القبرصي، انطلاقاً من الحماسة للانتهاء من ملفات الترسيم. فأعلنت الرئاسة اللبنانية «التوصل إلى صيغة اتفق على تنفيذها وفق الإجراءات القانونية المتبعة المتعلقة بتعديل الحدود البحرية» بين البلدين. وأعلن نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب «الاتفاق مع قبرص على تعديل الحدود البحرية الجنوبية بين البلدين، وفق الخط 23»، لافتاً إلى أن «التعاون مع قبرص ليس كالتعاون مع إسرائيل، الدولة العدو»، باعتبار أن قبرص «دولة صديقة» كما أكد الرئيس السابق ميشال عون أثناء استقباله الوفد، و«لا حاجة لوجود وسيط بيننا، وهذا ما يجعل مهمتنا سهلة في إزالة الالتباسات الناشئة».
لا وجود لاتفاقية مع قبرص
ولكن، بعيداً من حسن نيات المسؤولين اللبنانيين المتلهّفين لبدء لبنان استثمار ثرواته البحرية، ثمة ثلاثة أسئلة أساسية ينبغي التوقف عندها:
أولاً، هل هناك أساساً اتفاقية لترسيم الحدود البحرية بين لبنان وقبرص حتى نعمل على «إزالة الالتباسات الناشئة» فيها؟
في 11 تشرين الثاني 2006، بدأت في قبرص مفاوضات لترسيم الحدود البحرية مع لبنان، قادها عن الجانب القبرصي وفد من ثمانية خبراء مثّلوا الوزارات المعنية (كالدفاع والخارجية والنفط وغيرها…)، وعن الجانب اللبناني موظّفان اثنان في وزارة الأشغال العامة هما المدير العام للنقل البري والبحري المهندس عبد الحفيظ القيسي والخبير في شؤون النقل البحري في الوزارة حسان شعبان، وفي غياب حتى موظف عن الخارجية اللبنانية لتسجيل محاضر الجلسات. في 17 كانون الثاني 2007، بعد شهرين اثنين فقط من «التفاوض»، تم التوصل إلى «اتفاق» أسّس لـ«الخطيئة الأصلية» التي أدّت إلى تشابك الخطوط في ما بعد، وضيّعت على لبنان مساحات من مياهه الاقتصادية الخالصة وسنوات من المفاوضات مع العدو. رُسم خط الترسيم مع قبرص من النقطة 1 جنوباً (مع فلسطين المحتلة)، وهو ما أسّس للخط رقم 1 الذي رسّمه كيان العدو مع لبنان، إلى النقطة 6 شمالاً (مع سوريا). واعتُمدت آلية خط الوسط في ترسيم الخط بين لبنان والجزيرة القبرصية
أولاً، ثمة ملاحظتان يجدر التوقف عندهما تنسفان مبدأ وجود اتفاقية ترسيم مع الجزيرة من أساسه، وتسمحان بالقول بأن ما يسمى اتفاقية ليست دستورية ولا شرعية:
1 – بحسب المادة 52 من الدستور، «يتولى رئيس الجمهورية المفاوضة في عقد المعاهدات الدولية وإبرامها بالاتفاق مع رئيس الحكومة. ولا تصبح مبرمة إلا بعد موافقة مجلس الوزراء (…) أما المعاهدات التي تنطوي على شروط تتعلق بمالية الدولة والمعاهدات التجارية وسائر المعاهدات التي لا يجوز فسخها سنة فسنة، فلا يمكن إبرامها إلا بعد موافقة مجلس النواب». في ما يتعلق بالاتفاقية مع قبرص، لم يُدِر الرئيس السابق إميل لحود عملية التفاوض كما تنصّ المادة بوضوح، بل تولاها رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الذي يتبع له القيسي سياسياً. كما لم تُحَل الاتفاقية على مجلس النواب لإبرامها حتى يومنا هذا.
2 – في 11 تشرين الثاني 2006، بالتزامن مع بدء المفاوضات على الترسيم مع قبرص، قدّم الوزراء الشيعة في حكومة السنيورة استقالاتهم، ما أفقدها ميثاقيتها وشرعيتها ودستوريتها. وتم التوصل إلى الاتفاقية في ظل هذه الحكومة نفسها ما يجعل كل ما ينتج منها من دون قيمة قانونية أو دستورية.
رُبّ قائل بأن هذه قضية خاسرة لأن لا شأن للقبارصة بالانقسامات اللبنانية، وأنهم، منذ 2007، يتعاملون على أساس اتفاقية موقعة مع لبنان، وفق مبدأ إستوبل (Estoppel principle)، أو ما يعرف بـ«مبدأ عدم التناقض إضراراً بالغير»، ما يجعل الموقف اللبناني ضعيفاً قانونياً في حال أراد تعديل المرسوم 6433/2011 لتصحيح حدوده البحرية مع قبرص.
يقوم هذا المبدأ القانوني على إغلاق باب الرجوع عن أي قول أو فعل أو سلوك، وأن رضا أي طرف عن أمر ما أو سكوته عنه أو قبوله به صراحة أو ضمناً، يعتبر حجة عليه تمنعه من نقضه أو إنكاره. وبالتالي، فإن سكوت لبنان عن لا دستورية الاتفاقية مع قبرص طوال 15 عاماً يحول دون إنكارها. غير أن الاجتهاد الدولي وضع شرطين أساسيين لتطبيق هذا المبدأ، يكفي نقض أحدهما لاعتباره غير موجود:
– الأول، أن يكون القرار المتخذ واضحاً بعدم إجازة تعديله أو مراجعته، وهذا شرط لا ينطبق على تعديل المرسوم 6433 لأن المادة الثالثة منه نصّت بوضوح على أنه «يمكن مراجعة خط الحدود البحرية وتحسينه وتعديل لوائح إحداثياته في حال توافر بيانات أكثر دقة، وعلى ضوء المفاوضات مع دول الجوار المعنية».
– الثاني، ما يمنع لبنان من تعديل المرسوم بالاستناد إلى Estoppel principle هو أن تكون الجهة المعارضة للتعديل (قبرص في هذه الحالة) قد قبلت بالاتفاق وبنت مصالحها على هذا الأساس ما يجعل أي تعديل يلحق الضرر بها. وهذا الشرط لا ينطبق على قبرص لأسباب عدة:
– ببساطة، لم تقبل قبرص بالاتفاقية. يشير العميد الركن المتقاعد خليل الجميّل في كتابه «إشكالية ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وقبرص» (دار صادر، 2022) إلى أنه خلال المفاوضات الرسمية الوحيدة بين لبنان وقبرص، في نيقوسيا عام 2011، شرح الجانب اللبناني أن اتفاق الترسيم بين قبرص وإسرائيل تسبب بضرر للبنان كونه اعتمد النقطة الثلاثية رقم 1 (الحدود اللبنانية – القبرصية – الفلسطينية) غير النهائية، ولأن اتفاق 2007 بين لبنان وقبرص ينص على أن على كل طرف أن يراجع الآخر في أي اتفاقية تتعلق بهاتين النقطتين. فأوضح الجانب القبرصي أن الاتفاقية بين لبنان وقبرص لم تصدّق بعد وأن من حق الطرف القبرصي الدخول في مفاوضات مع إسرائيل، وأقر أن الاتفاقية مع لبنان تتضمن إمكانية التعديل بعد تصديقها.
– الاتفاقية لم تُصدّق وهي غير سارية المفعول علماً أن البند الثاني من المادة الخامسة ينص على أنه «يصبح هذا الاتفاق ساري المفعول عند تبادل الطرفين وثائق الإبرام».
– تعلم قبرص أن لبنان لم يبرم الاتفاقية ولا يمكنها بناء مصالحها على أساس اتفاقية غير نافذة.
– لم ترسّم قبرص حدودها رسمياً مع لبنان، بل عيّنت حدود بلوكات النفط التي تدعي ملكيتها وهذا لا يعد ترسيماً.
– لبنان لن يضرّ بمصالح قبرص في حال إعادة التفاوض لأن أي تنقيب لم يبدأ في البلوكات القبرصية 3 و9 و13 القريبة من الخط مع لبنان كونها متنازعاً عليها مع «جمهورية شمال قبرص التركية».
– على العكس، فقد أضرت قبرص بمصالح لبنان وفق مبدأ إستوبل عندما اعتمدت في ترسيم الحدود مع العدو الإسرائيلي النقطة رقم 1 بدل النقطة 23 في 17 كانون الأول 2010، على رغم تبلّغها أن لبنان عدّل هذه النقطة قبل خمسة أشهر في 14 تموز 2010. أدى ذلك إلى اعتماد العدو النقطة رقم 1 لرسم الخط 1 وضيّع على لبنان مساحة واسعة من مياهه، قبل أن يسترد اتفاق تشرين الثاني الماضي معظمها.
خطأ في منهجية الترسيم
ثانياً، هل أن حلّ الالتباس القائم بين لبنان وقبرص، بعد اتفاق الترسيم مع العدو، منحصر فقط بإزاحة النقطة الثلاثية بين لبنان وقبرص وفلسطين من النقطة 1 إلى النقطة 23؟
تبيّن مراجعة اتفاقية الترسيم بين لبنان وقبرص التشابه الشديد بينها وبين الاتفاقية التي عقدت بين قبرص ومصر عام 2003، ما يثير تساؤلات حول سبب استعجال المفاوضين إلى حد الاستعانة بنص اتفاقية سابقة وإسقاط الإحداثيات اللبنانية عليها، من دون الاستعانة بخبراء ترسيم ومكاتب دولية متخصصة. ما جرى عملياً هو اعتماد خط الوسط بين البلدين وفق النقاط المتساوية الأبعاد، والتي تعطي لبنان أقل بكثير من حدوده المائية. وقد أعدّ مركز الاستشارات القانونية والأبحاث (كان يديره السفير سعد زخيا) في الخارجية اللبنانية، عام 2014، دراسة تتبنى وجهة نظر أخرى بناء على قرارات صادرة عن محكمة العدل الدولية. إذ اعتمدت المحكمة في تعيين المناطق الاقتصادية الخالصة، ليس فقط على منهجية خط الوسط بين الدول، بل أخذت في الاعتبار التحديد المنصف للحدود، استناداً إلى طول الشاطئ، مع أخذ الظروف الخاصة في الاعتبار. وخلصت الدراسة يومها إلى أن لبنان خسر 2643,85 كيلومتر مربع، لأن الاتفاقية لم تأخذ في الاعتبار اعتماد فرق طول الشاطئ بين البلدين ومنهجية الترسيم المنصف ومبدأ التناسب. يعني ذلك، باختصار، أنه لا ينبغي اعتماد خط الوسط بين جزيرة محاطة بالمياه من كل الجهات وبلد له عمق بري (عدم الإنصاف). ويعني مبدأ التناسب واحداً من أمرين: الترسيم بناء على الاتجاه العام للشاطئ مع اعتماد معيار التناسب. في هذه الحال تكون النسبة 1,83 للبنان مقابل كل كيلومتر لقبرص ما يعني أن لبنان خسر 2643,85 كيلومتر مربع في الترسيم الحالي، فيما الحل الثاني يقوم على الترسيم وفق طول اتجاه الشاطئ مع تعرجاته واعتماد معيار التناسب وتكون النسبة هنا 1,59 للبنان مقابل كل كيلومتر لقبرص، ما يعني أن لبنان خسر 1600 كيلومتر مربع.
«الصديقة» قبرص
ثالثاً، هل قبرص «دولة صديقة» فعلاً؟
في ما يتعلق بـ«الصداقة» القبرصية، تنبغي الإشارة إلى أن الجزيرة «الصديقة» فتحت أراضيها، منذ عام 2017 أمام جيش العدو وسلاحه الجوي لإجراء تدريبات سنوية على غزو لبنان، في أي مواجهة مستقبلية مع حزب الله، بسبب تشابه الجغرافيا بين البلدين. بحسب صحيفة «إسرائيل هيوم» (2019-12-06): «قبرص نسخة عن لبنان: الجبال، النباتات، ضرورة العمل بين مدنيين»،. إضافة إلى «العلاقة الاستراتيجية العميقة التي تربط بين البلدين على كل المستويات». آخر هذه التدريبات جرت في أيار الماضي، ضمن مناورة «مركبات النار» الضخمة، وشاركت فيها أكثر من 50 سفينة وطائرة هليكوبتر، وآلاف من مقاتلي ألوية الكوماندوس والمظليين والهندسة، ومن القوات البحرية والجوية. الخبير العسكري يوآف زيتون الذي حضر المناورات كتب في «يديعوت أحرونوت» أن «مناورات قبرص تشمل الاستعداد لحرب واسعة النطاق لمحاكاة ساحة معركة مثل لبنان، وشملت غارات جوية على تجمعات حزب الله وأصوله العديدة في وسط وشمال لبنان، بما في ذلك مقاره الرئيسية، ونقاط تمركز كتائب الرضوان، وإعداد وحدات النخبة لمداهمات في عمق أراضي العدو».
وإذا كان لبنان الرسمي، السياسي والعسكري، لم يحرّك ساكناً منذ سنوات لطلب توضيحات من نيقوسيا، فإن هذا لا يلغي أن قبرص تشارك في التخطيط لشن حرب هجومية على لبنان، ما يخرجها من دائرة «الدول الصديقة» ويجعلها أقرب إلى الدول المعادية. فأن تفتح دولة أراضيها أمام دولة أخرى للتدرب على الاعتداء على أراضي دولة ثالثة تربطها بها علاقة «صداقة»، مخالفٌ لأبسط مبادئ الديبلوماسية والقانون الدولي، وينبغي ألا يعفي الدولة المضيفة من تحمل تبعات المشاركة في التخطيط والتدريب على الاعتداء
لذلك، ينبغي في حال بدء أي مفاوضات جديدة مع قبرص أخذ التموضع القبرصي إلى جانب العدو في الاعتبار، والحذر من عدم الوقوع مجدداً في الفخ الذي أوقعت فيه حكومة السنيورة لبنان عام 2007، والاستفادة من المعطيات الجديدة التي ولّدها اتفاق الترسيم مع العدو استناداً إلى قوة المقاومة ورسائلها العملية واستعدادها للذهاب إلى الحرب. إعادة التفاوض مع قبرص لا تعني فقط تغيير النقطة رقم 1 إلى النقطة رقم 23، بل إعادة النظر بالاتفاق من أساسه. رُبّ قائل بأن لبنان «يخترع» مشكلاً، والواقع أن لبنان يرد على مشكل وضعته قبرص فيه عندما لم تراعِ مصالحه. وقد يكون هناك من يجادل بأن الموقف اللبناني صعب قانونياً. ولكن، حتى لو صحّ ذلك، ليس على لبنان الاستسلام، بل تثبيت ربط نزاع مع قبرص فوراً، وصولاً إلى إعلان المنطقة متنازعاً عليها، وليُفتح باب الوساطات الدولية، والوقت هنا لمصلحة لبنان أيضاً لا لمصلحة قبرص والغرب المتلهف على بدائل للغاز الروسي. كما من مصلحة لبنان، أيضاً، أن تفهم «الصديقة» قبرص أن هذا البلد شديد الانزعاج من فتحها أجواءها وبحرها وأراضيها للعربدة الإسرائيلية ضده، وأن هذا السلوك قد يضرّ بمصالحها الوطنية.
في 10 تشرين الثاني عام 2006، عندما توجّه القيسي وشعبان إلى قبرص للتفاوض على اتفاقية الترسيم، سمحت السلطات القبرصية بدخول شعبان، كونه يحمل جواز سفر كندياً، فيما احتُجز القيسي الذي كان يحمل جواز سفر خاصاً بعض الوقت في المطار للتحقيق عن سبب زيارته، قبل أن يتوسّط سفير لبنان ميشال خوري لدى السلطات القبرصية للسماح له بالدخول!
توضح هذه الحادثة الفارق بين «الاستلشاق» الذي تعاملت به الجزيرة – الصغيرة والمقسّمة – مع لبنان عندما فاوض من موقع ضعف، وبين الخشية التي تعامل بها العدو الإسرائيلي – النووي والمسلح حتى الأسنان – مع هذا البلد بمجرد أن لوّحت مقاومته باستخدام القوة لاسترجاع حقوقه، ما دفع إلى تدخل رئيس القوة العظمى الأولى في العالم شخصياً لحل هذا الملف.
أي دور لـ«جو»؟
بعد صدور توصيات اللجنة الوزارية بإعادة التفاوض مع قبرص، أرسل العميد البحري المتقاعد جوزف سركيس توصية إلى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي برفض ما خلصت إليه اللجنة، مشيراً إلى أن إعادة التفاوض مع قبرص لا تستند إلى أسس قانونية، وأن الموقف اللبناني ضعيف. وبعد أخذ وردّ، قرّر ميقاتي المضي في توصيات اللجنة. غير أنه يُخشى دائماً من تأثير سركيس الذي يعمل مستشاراً لرئيس الحكومة، علماً أنه يتردد أنه عُيّن في منصبه هذا بطلب أميركي للتنسيق بين ميقاتي والمسؤولين الأميركيين.
و«جو» سركيس هو «أحد أكثر الأفراد تميزاً من الناحية المهنية بين من عملت معهم في الوساطة». و«جو»، هو الاسم الذي يطلقه تحبباً الوسيط الأميركي السابق في ملف الترسيم البحري بين لبنان والعدو الإسرائيلي فريدريك هوف على سركيس. الديبلوماسي الأميركي السابق روى، في مقال في مجلة «نيوز لاينز» (4 كانون الأول 2020)، كيف أقنع «جو» واللواء الركن عبد الرحمن شحيتلي، في اجتماع في السفارة الأميركية في لندن في نيسان 2012، بـ«خط هوف» الشهير بناء على إحداثيات الضابطين، ما أدى إلى ولادة خط وسطي بين النقطتين 1 و23، قضم 45 في المئة من المنطقة المتنازع عليها، قبل أن يستعيدها اتفاق الترسيم الذي اعتمد الخط 23. وعلى رغم أن شحيتلي كان رئيس الوفد، إلا أن هوف الذي أشاد بـ«الكفاءة المهنية» للوفد العسكري، يعطي أهمية أكبر لـ «جو» الذي «لم يستغرق كثيراً من الوقت لإقناعه بالمنطق الذي عملنا وفقه، واقترح جو أن أزور بيروت للقاء رئيس الوزراء».
بعيداً من أن إشادة مسؤول أميركي تكفي وحدها لإثارة الشكوك، إلا أن عمل «جو» في ملف الترسيم ومشاركته في غالبية اللجان التي شكّلها لبنان لدرس هذا الملف يثير كثيراً من علامات الاستفهام، خصوصاً أنه من الفاعلين في تأسيس الخلل الذي ضيّع على لبنان سنوات من التفاوض، وضيّع الخط 29، وأقنع – أو كاد – كل المسؤولين اللبنانيين بقبول «خط هوف»، قبل أن يتمكن لبنان من إنقاذ ما يمكن إنقاذه بإقرار الخط 23.
في تموز 2010، وقبل صدور المرسوم 6433/2011 بأكثر من عام، أُبلغت الأمم المتحدة بالخط 23، من دون إبلاغها بالحدود الغربية مع قبرص، والشمالية مع سوريا، التي كانت جاهزة بموجب تقرير صدر عام 2009. في تموز 2011 لم يعترف العدو الإسرائيلي بالخط 23 ورسّم حدوده داخل المياه اللبنانية بالخط رقم 1، قاضماً 860 كيلومتراً مربعاً من المنطقة الاقتصادية اللبنانية.
وبدلاً من قيام الحكومة بتعديل إحداثيّات الخط 23 جنوباً بالخط 29 بناءً على تقرير صدر من المكتب الهيدروغرافي البريطاني (UKHO) في آب 2011، أي بعد حوالي شهر من إعلان إسرائيل للخط 1، صدر المرسوم 6433، متجاهلاً التقرير البريطاني. التقرير الذي طلبته حكومة ميقاتي لم يُعرَض على مجلس الوزراء، بل أحاله مستشار ميقاتي جو عيسى الخوري، بشكل شخصي، إلى سركيس واللواء عبد الرحمن شحيتلي للبتّ به، علماً أن تبنّي هذه الدراسة كان سيفضح الخطأ المرتكَب عام 2010 بالتسرّع بإبلاغ الأمم المتحدة بالخط 23.
في عام 2012 شُكِّلت لجنة برئاسة عبد الحفيظ القيسي وعضوية سركيس وممثّلين آخرين لبعض الوزارات المعنيّة، وبدلاً من العودة عن الخطأ والسير بالخط 29 والحصول على المساحة الإضافية التي تُقدَّر بحوالي 1400 كيلومتر مربّع، تمّ تجاهل التقرير البريطاني مرّة أخرى، وجرى إعداد تقرير آخر يمهِّد للسير بخط هوف، أي التراجع عن الخط 23 لمصلحة الإسرائيلي، وخسارة لبنان لمساحة تُقدّر بحوالي 350 كيلومتراً مربّعاً.
توصيات اللجنة الوزارية
1- اعتماد الترسيم لآلية خط الوسط + الظروف الخاصة + التناسب في أطوال الشاطئ، وذلك لتدارك ما سبق من ثغرات أدّت إلى خسارة لبنان مساحة من المنطقة الاقتصادية الخالصة.
2 – العمل على جمع وتحديث السوابق والاجتهادات القضائية ذات الصلة للاستفادة منها في تعزيز الأساس القانوني للموقف اللبناني.
3- الطلب من الجيش اللبناني رسم خريطة الحدود الغربية مع دولة قبرص والشمالية مع دولة سوريا استناداً إلى آلية خط الوسط + الظروف الخاصة + التناسب في أطوال الشاطئ.
4 – إعداد مشروع مرسوم لتعديل المرسوم 6433 باعتماد الإحداثيات الجديدة.
5 – استكمال مسار إعداد اتفاق إطار لإدارة الحقوق المشتركة مع قبرص وآلية إدارة الآبار المشتركة.
6 – توجيه وزارة الخارجية والمغتربين رسالة إلى الخارجية القبرصية بهدف إعادة التفاوض على ضوء الإحداثيات الجديدة والمستجدات في المنطقة البحرية اللبنانية الجنوبية.
7 – توجيه توصية إلى الأمين العام للأمم المتحدة لتسجيل حدود المنطقة الاقتصادية الخالصة.
9 -نقل نتيجة الاتفاق إلى الأمم المتحدة.
10 – في حال فشل المفاوضات وتم تبني المسار القضائي يُرفع النزاع أمام المراجع القضائية والتحكيمية المختصة.

COMMENTS