افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الثلاثاء 8 تشرين الثاني، 2022

افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم ‏‏الأربعاء‏، 23‏ آذار‏، 2022
إفتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم السبت 29 حزيران، 2019
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم السبت 4 نيسان، 2020

البناء
الانتخابات الأميركية اليوم ومستقبل الرئاسة… والمخاوف تتحدث عن مخاطر تفكك وحرب أهلية
بري: قد لا يتحمل لبنان أكثر من أسابيع… والأولوية لانتخاب رئيس… وشرطه التوافق
اللجان تفشل في إقرار الكابيتال كونترول… وبوصعب يحمّل غياب الحاكم… وباسيل: لا إرادة سياسيّة
تتوجه أنظار العالم نحو المشهد الانتخابي الأميركي اليوم، بصورة تختلف عن مقاربة الانتخابات التقليدية الأميركية، حيث تشير التوقعات واستطلاعات الرأي إلى أرجحية فوز الحزب الجمهوري بحصاد النتائج لصالح الإمساك بالأغلبية في مجلسي النواب والشيوخ بالإضافة إلى الفوز بالعديد من حكام الولايات، وتطرح هذه الترجيحات تأثيراً مباشراً على الرئاسة الأميركية، سواء لجهة شل قدرة الرئيس الحالي جو بايدن على التصرف بحرية في ممارسة صلاحياته، التي تقيدها صلاحيات مجلسي النواب والشيوخ، ويشكل فقدان حزبه للأغلبية الهشّة فيهما سبباً لتغييرات يتحدث الجمهوريون عن أن وجهتها ستكون في السياسة الخارجية لجهة تقييد تمويل الحرب في أوكرانيا، وتقييد فرص العودة الى الاتفاق النووي مع إيران، بينما سيكون من جهة موازية لهذه التغييرات في حال حدوثها التأثير على الانتخابات الرئاسية عام 2024 التي يزمع الرئيس السابق دونالد ترامب الترشح للفوز بها، حيث تشكل الأغلبية الجمهورية في الكونغرس والسيطرة على مناصب حكام الولايات في عدد كبير منها عامل ترجيح لكفة المرشح الجمهوري ترامب على حساب منافسه الرئيس الحالي جو بايدن المتطلع لولاية ثانية.
إقليمياً بدأ تعثر بنيامين نتنياهو في تشكيل حكومة جديدة، رغم فوز التحالف الذي يقوده في الانتخابات بأغلبية كافية لتشكيل الحكومة، يتحول الى قضية رأي عام في كيان الاحتلال، مع ظهور تقارير صحافية في أغلب وسائل الإعلام في الكيان تتحدث عن صعوبات تتصل بمطالب الحلفاء في التركيبة الحكومية، وخطوط حمراء أميركية أوروبية تساندها المؤسسات العسكرية والأمنية، تحول دون تلبية هذه المطالب التي تتصل بحقائب ذات وظيفة أمنية وعسكرية. وتسود التوقعات بأن يتجاوز الاستعصاء الموعد الذي قال نتنياهو إنه سيقدّم خلاله حكومته لنيل الثقة أمام الكنيست، بينما يلتزم نتنياهو الصمت تجاه وعوده السابقة بالانسحاب من اتفاق تقاسم المناطق الاقتصادية البحرية مع لبنان، أو بعدم الالتزام بمندرجاته، بينما يشدّد حزب الله على أن الأمر ليس بيد نتنياهو لأن المقاومة ستكون حاضرة للمواجهة إذا ما ارتكب نتنياهو أي حماقة للمساس بما بات اليوم حقوقاً لبنانية مثبتة وخالصة، وهي كانت حاضرة لهذه المواجهة يوم كانت هذه المناطق تسمّى بالمتنازع عليها، فكيف وقد صارت بعرف القانون الدولي مناطق لبنانية لا نزاع عليها.
لبنانياً، حدّد رئيس مجلس النواب موقفه من الكثير من القضايا المطروحة خلال لقائه بمجلس نقابة الصحافة، حيث أكد دعوته لجلسة انتخاب رئاسي كل أسبوع، كاشفاً قناعته بأن لبنان لن يتحمل أكثر من أسابيع، داعياً للتوافق على انتخاب الرئيس لأن هذا هو الطريق الوحيد للخروج من الفراغ، وعن اتفاق الطائف قال إن الطائف ليس إنشاء عربياً بل هو دستور ساوى بين اللبنانيين، مشيراً الى الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية وسعيه مراراً لتشكيلها وإقرار قانون انتخابات خارج القيد الطائفي وتشكيل مجلس للشيوخ، لكن محاولاته لم يكتب لها النجاح.
في مجلس النواب كانت اللجان النيابية المشتركة تحاول مرة جديدة إقرار مشروع قانون الكابيتال كونترول، وانتهت بالفشل، وفيما حمّل نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب غياب حاكم مصرف لبنان المسؤولية، قال رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل إن المشكلة تكمن بغياب الإرادة السياسية اللازمة لإقرار القانون.
لم يُسجل المشهد الرئاسي أي جديد رغم الحراك السياسي الخجول على خط عين التينة، بانتظار انعقاد جلسة مجلس النواب الخميس المقبل التي تشكل بالون اختبار لمدى التغير في مواقف الكتل النيابية، وما إذا كان تصويتها سيكون نسخة عن الجلسات السابقة أم تفتح ثغرة أمام الحوار وتفتح الباب أمام تسوية بين الكتل النيابية لجوجلة المرشحين لاختيار مرشح يتم تأمين نصاب 86 لانعقاد الجلسة وأكثرية 65 لانتخابه. وتتجه الأنظار الى اجتماع تكتل لبنان القوي مساء اليوم حيث من المرجّح أن يحسم التكتل مرشح التيار الوطني الحر للرئاسة وفق ما علمت «البناء»، على أن تبقى الكتل النيابية الأخرى على مواقفها السابقة.
وأشارت مصادر التيار الوطني الحر لـ»البناء» الى أن تكتل لبنان القويّ سيحسم الموقف من مسألة الاستحقاق الرئاسي، وقد يخرج باتفاق على مرشح معين وليس بالضرورة أن يحظى بتوافق الآخرين وأن يكون له حظوظ بالفوز، لكن التيار سيمارس حقه الديموقراطي ويقدّم مرشحاً للتوافق عليه بعد تحميله مسؤولية عرقلة التوافق بتصويته بورقة بيضاء، لكن المصادر أبقت الورقة البيضاء كخيار قائم ووارد ولم يلغَ حتى الساعة بانتظار اجتماع اليوم. وشدّدت على أن اسم المرشح لن يعلن في الإعلام وسيبقى طي الكتمان حتى يوم الخميس المقبل، وهو لا ينتمي الى التيار وإن كان مقرباً بمكان ما، لكنه شخصية وطنية ويحظى بالثقة والكفاءة وسياديّ ومستقل.
وعلمت «البناء» أن كتلتي التنمية والتحرير والوفاء للمقاومة ستصوتان بورقة بيضاء ولن تقدّما مرشحاً في جلسة الخميس، ويعتبر ثنائي حركة أمل وحزب الله بأن الظروف لم تنضج بعد لإعلان مرشحهما الجدّي ولن يضيعا الوقت بمرشحين غير جديين ولن يقابلا مرشح التحدّي الذي يقدمه الطرف الآخر بمرشح تحدٍّ مقابل ما يرفع السقوف ويؤدي الى مزيد من التعقيد في المشهد الرئاسي ويقفل أبواب الحوار.
ولفتت أوساط نيابية في كتلة التنمية والتحرير لـ»البناء» إلى أن «الأمور لم تتبدل وما زلنا على موقفنا أن التوافق وفق المواصفات التي وضعها الرئيس بري هي أقصر الطرق الى انتخابات رئيس بمواصفات وطنية جامعة، وبالتالي الرئيس بري لن يقفل أبواب الحوار بشكل كامل بل سيقوم بحوارات بالمفرق لمحاولة تقريب وجهات النظر بين الكتل».
ولفتت مصادر مطلعة على اللقاء بين الرئيس بري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي الذي زار عين التينة أمس الأول، لـ»البناء» إلى أن «العلاقات بين الطرفين تاريخية وليست مستجدّة وخلال أي قضية كانت تحصل لقاءات بين الرجلين ولذلك اللقاء الأخير طبيعي، حيث تمّ خلاله التداول بكل ملفات الساعة وتم التشديد على ضرورة التفاهم والتوافق على الاستحقاق الرئاسي وهذا ما ألمح إليه جنبلاط في تصريحه».
ولا تستبعد المصادر أن يتقدّم جنبلاط خطوة الى الأمام إذا ما لمس تقارباً في مواقف ثنائي أمل وحزب الله والتيار الوطني الحر على مرشح معين، وإن كان أعلن التزامه بالتصويت للنائب ميشال معوض بجلسة الخميس، لكنه مستعدّ للحوار والتفاهم على مرشح بديل يحظى بتوافق أوسع عدد من الكتل النيابية. لكن حتى توفر هذا التوافق سيبقى في المكان نفسه.
وأطلق رئيس المجلس النيابي نبيه بري سلسلة مواقف في الشأن الداخلي، وشدّد لوفد من نقابة الصحافة زاره في عين التينة، أنه «سوف يدعو الى عقد جلسة كل أسبوع وهو ملتزم بهذا الأمر»، مشيراً الى أن أولى الأولويات هي لانتخاب رئيس الجمهورية، مجدداً الدعوة الى التوافق في هذا الاستحقاق.
وحذر بري من أن «لبنان قد يستطيع أن يتحمل أسابيع لكنه لا يستطيع أن يتحمل أكثر من ذلك ولا يمكن ان يتحمل لبنان واللبنانيون المزيد من التدهور». وكشف رئيس المجلس «أن جدول أعمال الحوار الذي كان في صدد الدعوة اليه كان فقط التوافق على الانتخابات الرئاسية ونقطة على السطر. وكل المحطات الخلافية التي مرّ بها لبنان انتهت بالحوار والتوافق من الطائف الى الدوحة الى طاولات الحوار في الداخل فهل نتعظ؟». وجزم بري أن «الوضع الأمني في لبنان محصن واللبنانيون يملكون من الوعي ما يكفي لعدم الانجرار والانزلاق في أتون الاحتراب والفتن».
وعن المزاعم التي تقول إنه «يقف وراء حماية حاكم مصرف لبنان»، قال بري «اسألوا من مدَد له!! وأقول «إذا بيي مرتكب أنا لا أغطيه».
واذ لفت الرئيس بري الى «ان اتفاق الطائف ليس إنشاء عربياً، الطائف هو دستور ساوى بين اللبنانيين»، علّق حزب الله على مؤتمر إحياء ذكرى اتفاق الطائف الذي عقد في بيروت والمواقف التي تخللته، وذلك على لسان نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم والذي شدّد عبر «تويتر» أن الحزب «لم يطرح خلال هذه الفترة تعديل أو تغيير النظام السياسي المرتبط بالطائف نظراً للحساسيات الموجودة في لبنان، ولأنَّ المشكلة ليست أساساً في التعديل أو عدمه، وإنما فلنطبق أولاً ما ورد في الطائف وبعد ذلك نرى إذا كان المطلوب إجراء تعديلات أم لا».
وقال قاسم: «منفتحون إذا أراد أي فريق أن يطرح تعديلات معينة في الطائف وفق الآليات الدستورية المعروفة، والتي تمرُّ عبر مجلس النواب، وتحتاج إلى موافقة الثلثين عند أي تعديل، عندها نبدي رأينا في التعديل المطروح، لكن كحزب الله ليس لدينا مشروع تعديل الطائف، وليس لدينا مشروع نظام سياسي جديد. نحن ندعو إلى حسن التطبيق للطائف، ووضع حد للفساد وللتدخلات الأجنبية ولتصرفات أميركا في لبنان».
ووضعت أوساط سياسية عقد مؤتمر لإحياء اتفاق الطائف الذي لم يطبق معظم بنوده منذ ثلاثة عقود فضلا عن المواقف التي أطلقت خلال المؤتمر، في إطار الاستعراض الإعلامي والتموضع السياسي لمزيد من التدخل السعودي المباشر في الشأن الداخلي اللبناني ولا سيما في الاستحقاقات الرئاسية والحكومية، واستمرار سياسة التمييز التي تعتمدها السفارة السعودية في لبنان، وما يؤكد ذلك استبعاد أطراف سياسية أساسية عن المؤتمر كحزب الله والتيار الوطني الحر رغم الحضور الخجول لأحد نواب التيار.
وأشارت المصادر لـ»البناء» الى أن غياب عائلة الحريري عن المؤتمر يشكل تكريساً لإقصاء الرئيس سعد الحريري وعائلته وتياره السياسي عن المشهد السياسي ومصادرة القرار السني، رغم وجود شفيق الحريري والذي لا يملك أي تمثيل سياسي أو نيابي. وتتساءل المصادر: أين سيصرف هذا المؤتمر؟ هل يشكل تمهيداً وقاعدة سياسية لتفعيل التدخل السعودي في لبنان وامتلاك التأثير في أي حل أو تفاهم لبناني في ظل دخول البلاد في حالة فراغ رئاسي وحكومي وتأزيم سياسي وطائفي وفوضى دستورية مترافقة مع أوضاع اقتصادية ومالية خطيرة منذ 3 سنوات؟
واعتبر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أن «من صنعوا الحرب لا يزالون يحكمون البلد»، لافتاً الى أنهم «حتى اليوم لم يتمكنوا من تنقية ذاكرتهم ونسمعهم كيف يتراشقون الكلام الجارح في كل مناسبة».
وخلال اجتماع كنسي، لفت الى أن «تنقية الضمائر هي الشرط لإجراء حوار صريح وبناء بين المسيحيين والمسلمين من جهة وبين الأحزاب والكتل النيابية من جهة ثانية وذلك ليسلم العيش المشترك المنظم»، معتبراً أن «لبنان في اخطر مرحلة من تاريخه السياسي والاقتصادي».
وكان النائب السابق وليد جنبلاط، استقبل في كليمنصو، أمس السفير الإيراني الجديد في لبنان مجتبى أماني، بحضور نائب رئيس الحزب دريد ياغي، أمين السر العام ظافر ناصر ومفوض الشؤون الخارجية زاهر رعد. وكان عرض لمختلف الأوضاع العامة.
في غضون ذلك، يملأ مجلس النواب الوقت السياسي الضائع بمناقشة مشروع قانون «الكابيتال كونترول» الذي سقط أكثر من مرة في اللجان النيابية في ظل خلاف مستحكم بين الكتل النيابية على صيغة موحدة، في ضوء تأثير «حزب المصارف» على كثير من الكتل والنواب لكي تأتي صيغة القانون لمصلحة المصارف.
وطلب نائب رئيس المجلس الياس بوصعب الذي ترأس جلسة اللجان، من نائب حاكم مصرف لبنان ألكسندر ماراديان، مغادرة الجلسة قائلاً له: «طلبنا حضور حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، لا حضورك فرجاءً غادر الجلسة وبلّغ سلامة أننا نريده أن يحضر شخصياً جلسة الكابيتال كونترول لا أن يوفد ممثلاً عنه، فخرج ماراديان من الجلسة وغادر البرلمان».
وأوضح بوصعب بعد الجلسة أنه سيتم استكمال النقاش اليوم إفساحاً في المجال أمام النواب للاطلاع على خطة التعافي الحكومية. إلا أنه تم تأجيل جلسة اللجان إلى الاثنين المقبل، بعد اعتراض بعض النّواب بسبب تعارضها مع مواعيد للّجان الأخرى.
وكشف مصدر نيابي مشارك بالجلسة لـ»البناء» أن «الخلاف حول بنود القانون طيّر الجلسة مرة جديدة وأطاح بالقانون، إذ انقسم المجلس الى آراء عدة، ولم يتم التوافق على أي بند فيه»، لكن المصدر شدّد على أن «الاثنين المقبل سيكون حاسماً ومفترض إقرار القانون لو تتطلب الامر جلسات متتالية». وعلمت «البناء» أن العقدة تكمن في الخلاف بين لجنة المال ومصرف لبنان والمصارف والحكومة على توزيع الخسائر في خطة التعافي وأكثر من جهة تربط إقرار الكابيتال كونترول بخطة التعافي، لا سيما أن المصارف لن توافق على أي صيغة للكابيتال كونترول لجهة تحديد السحوبات النقدية والتحويلات المصرفية وتعريف حسابات «الفريش دولار» قبل معرفة حجم الخسائر الذي ستتحمله في خطة التعافي وكيفية تسديد هذه الخسائر وآلياتها وآجالها وحسم مسألة سعر الصرف، علماً أن أكثر من نائب شدّد خلال الجلسة وفق معلومات «البناء» على أن قانون الكابيتال كونترول منفصل عن خطة التعافي التي تقرها الحكومة وترسلها الى المجلس النيابي. كما علمت أن «صندوق النقد الدولي يضغط لإقرار القوانين الإصلاحية لا سيما الكابيتال كونترول وإعادة هيكلة المصارف وهو أبلغ المسؤولين المعنيين ضرورة إقرار هذه البنود الإصلاحية لتسهيل المفاوضات مع صندوق النقد».
وخلال جلسة اللجان، أشار رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الى «أننا كتكتل نتّهم بأن هناك إرادة سياسية بعدم إقرار قانون الكابيتال كونترول، واذا كان الجميع مستعدّاً فلنقرّه اليوم». وأضاف: «أولاً، القانون مضت عليه ثلاث سنوات وشهر وكان يجب أن يقرّ منذ ذلك الحين ولم يقرّ! فماذا نريد برهاناً اكثر من ذلك على ما اقول؟ ثانياً، ليس صحيحاً ان الغاية من إقراره لم تعُد موجودة وأنا أعيد التأكيد أن هناك عدداً من المصارف لا يزال يحول أموالاً للخارج باستنسابية واعتباطية ولأصحاب نفوذ، وبما أن هذا الأمر كلنا نعرفه فمن الضروري إقرار القانون».

 

الجمهورية
تضامن عربي مع لبنان.. ونصائح دولية تستعجل الرئيس.. بري: الوضع لا يحتمل
كتبت صحيفة “الجمهورية” تقول: نقضى الاسبوع الأول من الفراغ في سدة الرئاسة الاولى، والبلد مُلقى على صفيح توتّرات سياسية تتدرّج سخونتها صعوداً يوماً بعد يوم. ومكونات الصراع الداخلي حصّنت نفسها بحساباتها، واختارت ان تنخرط بالجملة والمفرّق في لعبة وضع العصي في دواليب الاستحقاق الرئاسي.
هي لعبة يبدو انها ستكون طويلة، في واقع تتحكّم به خريطة سياسية ونيابية مبعثرة في اتجاهات مختلفة ومتصادمة، تسد افق الاستحقاق الرئاسي بالكامل. وفي هذا الجو القائم لا يعتقد عاقل بأن ثمة قدرة لدى مكونات الصراع الداخلي على الاستجابة لأيّ من الدعوات التي تطلق من الاشقاء والاصدقاء، وكذلك من المراجع السياسية والدينية لانتخاب رئيس للجمهورية. فهي دعوات عبثية من دون ادنى شك، لا يتأتى منها سوى تعب مُطلقيها، إذ انّها لا تعدو اكثر من صرخة فارغة حتى من صدى الصوت، في وادي العجز الفاضح عن الحسم والاتيان برئيس من جانب واحد، وكذلك عن ادارة الدفة الرئاسية بالاتفاق والتفاهم بين هذه المكونات، في الاتجاه الذي يُحاكي مصلحة لبنان واللبنانيين وانهاء الوضع الشاذ في موقع رئاسة الجمهورية.
حديث الكواليس
بعيداً عن الكلام العلني الذي يطلق من هذا الاتجاه السياسي او ذاك، فإن الكواليس السياسية وفق معلومات «الجمهورية» يتجاذبها كلام صريح ومباشر يعبّر عن حالة ضياع بلا افق. وتبرز فيها مصارحة جرت بين احد كبار المسؤولين وشخصية سياسية وسطية عاكَست كل الكلام القائل إنّ أمد الفراغ الرئاسي لن يكون طويلا.
في هذه المصارحة، تبدّت مقاربة شديدة التشاؤم للملف الرئاسي. جوهرها القلق البالغ من انزلاق الامور الى حضيض متفجر وتداعيات دراماتيكية. مع وضع تحولت فيه المكونات السياسية الى مجموعة اضداد، ضبطت المشهد السياسي على حافة الصدام. حيث تتزايد الخشية من ان يتخذ التصعيد القائم، في اي لحظة، حركة كرة الثلج، في اتجاه تطورات كبرى تفتح ابواب الصراع الداخلي على مصاريعها، ما قد يخلق تداعيات سترخي بآثار سلبية اضافية على مجمل الملفات الداخلية الملتهبة اصلاً.
وتستند هذه المصارحة السوداوية الى انّ المؤشرات مثيرة للقلق في حقل الاضداد السياسية، وتشي بأنّ بعض المكونات الداخلية مأسورة برغبة التصادم، وتغرد خارج سرب التلاقي والتوافق، وتتخذ من أجنداتها وحساباتها الشخصية والحزبية والشعبوية منطلقاً للهجوم على كل الاتجاهات لفرض مزيد من التعقيدات على مجمل المشهد الداخلي، علماً ان هذا المنحى يشكل اعتداء صارخا مباشرا على استقرار البلد.
وينقل عن المسؤول الكبير قوله: «لا يمكن ان نشهد تغييرا طالما هناك من هو غير مستعد لأن يغير ما في نفسه، ومن هنا نحن لسنا امام استحقاق رئاسي معطل فحسب، بل امام عقلية معطلة وكارهة لكل عناصر الاستقرار وعوامله، ورافضة للبننة الاستحقاق الرئاسي.
اضاف: المشكلة الاساس تتبدى في ان لبنان اليوم اصبح متغيرا بشكل جوهري قياسا الى ما كان عليه في السنوات الماضية، ثمة انقلاب كامل في الصورة، ومع ذلك ثمة من يتجاوز عمداً تجارب الماضي بكل صداماتها وانتكاساتها على الجميع، واوقف عقارب الزمن عند حساباته ورهانات على اعتقاد بأن متغيرات وتبدلات محلية او خارجية ستطرأ وتغلّب توجهاته وخياراته في ما يريدها لعبة غالب ومغلوب.. هنا اصل الكارثة».
واقع مسموم
وسط هذه السوداوية، يأتي انعقاد الجلسات الانتخابية الفاشلة، ومن ضمنها الجلسة الجديدة المقررة بعد غد، حيث ان مجريات هذه الجلسات تقدم اجابات واضحة عن عمق الانقسام الذي يسمّم الاستحقاق الرئاسي. وتبعاً لذلك تؤكد مصادر مجلسية لـ»الجمهورية» انه لا يمكن القبول بأن تستمر مسرحية الفشل الى ما شاء الله، مسرحية يتلهّى فيها البعض بترشيح ميشال معوض رغم علمهم بأنه لا مجال له لأن يعبر ويؤمن الاكثرية التي تؤهله للفوز، بل بالعكس يسجل في كل جلسة فشلا جديدا، وفي المقابل تواجهه الاوراق البيض، وتصويت أقل من متواضع لبعض الاسماء المغمورة، وسيبقى الامر على هذا المنوال طالما ان التوافق على مرشح جدي معدوم.
ورداً على سؤال حول المطالبات بأن يأخذ المجلس النيابي دوره في انتخاب رئيس للجمهورية، قالت المصادر: المجلس يمارس دوره، فالدعوات التي توجّه الى المجلس هي دعوات تنم عن جهل او عن تقصّد افتراء، فالمجلس يختزل المكونات السياسية في البلد، وها هو ينعقد ويسجّل فشلا تلو الفشل في انتخاب الرئيس. ولذلك قبل التوجه الى المجلس وتحميله المسؤولية ينبغي التوجه الى المكونات المنقسمة على بعضها البعض، اما بدعوات صادقة لا تنطوي على اي تحامل ضمني، واما بحراك مساعد لتقريب المسافات بين تلك المكونات التي يقدّم بعضها يومياً وصفات لتمديد عمر الفراغ الرئاسي.
وعلمت «الجمهورية» من مصادر موثوقة انّ الملف اللبناني كان محور نقاش في لقاء خاص جمعَ مجموعة من الشخصيات السياسية والنيابية بعدد من السفراء، وتقاطعت فيه المقاربات الديبلوماسية حول النقاط التالية:
– وضع لبنان بات خطيرا جدا، ما يوجِب انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة.
– ان لبنان ليس موضوعاً تحت المجهر الدولي، خلافاً لما يجري تسويقه من قبل بعض المستويات السياسية في لبنان، فالاولوية الدولية مُنصبّة على الملف الاوكراني الذي يشهد تدحرجاً نحو تطورات دراماتيكية من شأنها ان ترتد بآثار سلبية على مجمل الساحة الدولية. وبالتالي، فإنّ انتظار اي تدخل خارجي مباشر في الاستحقاقات اللبنانية هو مضيعة للوقت، وهو الامر الذي يجب ان يدركه اللبنانيون قبل غيرهم لأنّ الانتظار سيكون مُكلفا جدا على لبنان.
– واضح ان ثمة هواجس تقلق بعض الاطراف في لبنان، والمجتمع الدولي يتفهمها، ويشجع كل مبادرة لتبديد هذه الهواجس.
– لا مجال لاستعادة لبنان عافيته واستعادة ثقة المجتمع الدولي به قبل انتظام وضعه الرئاسي والحكومي، والشروع في تنفيذ متطلبات الانقاذ والاصلاح وفق ما تقتضيه اولويات معالجة الازمة، من دون إعاقتها بمداخلات سياسيّة تفرّغ الهدف الإصلاحي المنشود من معناه الحقيقي.
– انّ المجتمع الدولي نظرَ بإيجابية وأمل الى النوايا التي عبرت عن رغبة في بلوغ تفاهم على رئيس. واستتباعاً لذلك فإنه من الضروري جدا أن تأخذ اللعبة الديموقراطية مجراها الطبيعي في اي استحقاق لبناني، وهو اذ يشجّع على ذلك، يؤكد على ان يتفق اللبنانيون فيما بينهم على انتخاب رئيسهم، ولا تزكية لأي شخصية، كما لا فيتو على أي اسم، فهذا أمر يقرره اللبنانيون دون غيرهم. ومن هنا لا بد من ان يمنح اللبنانيون انفسهم فرصة التوافق، وان يكونوا دافعا الى تسهيل انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
بري: أولوية الانتخاب
الى ذلك، جدد رئيس المجلس النيابي نبيه بري امام وفد نقابة الصحافة اللبنانية الدعوة الى التوافق في الاستحقاق الرئاسي، وقال: لبنان قد يستطيع ان يتحمل أسابيع لكنه لا يستطيع ان يتحمل أكثر من ذلك ولا يمكن ان يتحمل لبنان واللبنانيون المزيد من التدهور.
وأكد الرئيس بري انه سوف يدعو الى عقد جلسة كل أسبوع وهو ملتزم بهذا الأمر، وكشف رئيس المجلس أن جدول أعمال الحوار الذي كان بصدد الدعوة اليه كان فقط التوافق على الإنتخابات الرئاسية ونقطة على السطر، وكل المحطات الخلافية التي مر بها لبنان إنتهت بالحوار والتوافق من الطائف الى الدوحة الى طاولات الحوار في الداخل. فهل نَتّعِظ؟.
وجزم رئيس المجلس أن الوضع الأمني في لبنان محصّن واللبنانيون يملكون من الوعي لعدم الإنجرار والإنزلاق في أتون الإحتراب والفتن.
ولفت الرئيس بري الى ان إتفاق الطائف ليس إنشاء عربياً، الطائف هو دستور ساوَى بين اللبنانيين. واعترفَ أنه لثلاث مرات فشل بتمرير الهيئة الوطنية لالغاء الطائفية السياسية وقانون إنتخابات خارج القيد الطائفي وإنشاء مجلس الشيوخ.
وإذ اكد «أن لا خطة تعافٍ اقتصادية ولا إعادة هيكلة المصارف ما لم تضمن حقوق المودعين كاملة»، رَد على المزاعم التي تقول انه يقف وراء حماية حاكم مصرف لبنان، وقال: «إسالوا من مَدّد له !! وأقول: اذا بَيّي مرتكب انا لا أغطيه».
الشروط التعجيزية
وفي السياق ذاته، اعتبرت حركة أمل أن «أولى الاولويات في اللحظة الراهنة هي انتخاب رئيس جديد للجمهورية، لإعادة إنتظام عمل المؤسسات وإطلاق مسار الاصلاحات، ورفع وتيرة الشروط التعجيزية في وجه الدعوات للحوار هي أداة تعطيل مستجدة لمنع الوصول إلى توافق على رئيس أهم مواصفاته الجمع بين اللبنانيين بكل مكوناتهم وطوائفهم لإنقاذ الوطن مما يتخبط فيه من أزمات من خلال تشكيل حكومة تضع الخطط التنفيذية للتعافي الاقتصادي والاجتماعي مبنية على الواقع، وقادرة على المساهمة في استعادة لبنان لموقعه ودوره».
ولفتت في بيان لمكتبها السياسي امس الى أن «مجمل الطروحات اليوم يجب أن تنطلق مما شكّل الاساس في لحمة اللبنانيين وعيشهم المشترك وهو ما توافقوا عليه في اتفاق الطائف الذي أصبح دستوراً، والعبرة تكمن في تنفيذ مندرجاته وتطبيق بنوده».
ميقاتي: لقاءات ومواقف
في هذا الوقت، اكد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ضرورة العمل لانتخاب رئيس جديد للجمهورية وعدم اطالة فترة الشغور الرئاسي.
وكان ميقاتي قد شارك امس في افتتاح «مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ، الذي اقيم في مركز المؤتمرات في مدينة شرم الشيخ بمصر. وعقدَ لقاءات من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والملك الاردني عبدالله الثاني، والرئيس العراقي عبد اللطيف الرشيد والرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، والرئيس الارميني فاهاكن خاتشاتوريان، ورئيس وزراء باكستان شهباز شريف والامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش وامين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارواين، والمدير العام في صندوق النقد الدولي السيدة كريستالينا غورغييفا التي تمنّت الاسراع في الخطوات المطلوبة لبنانياً لتوقيع الاتفاق النهائي مع الصندوق قبل انشغال العالم بملفات اخرى. كذلك التقى ميقاتي المدير التنفيذي لبرنامج الاغذية العالمي ديفيد ديزلي.
وتوجّه رئيس الحكومة بالشكر الى الرئيس المصري السيسي على وقوف مصر الدائم الى جانب لبنان ودعمه في كل المجالات. كما شكر الرئيس السيسي بشكل خاص على سرعة تلبية الطلب الذي تقدم له به خلال القمة العربية في الجزائر قبل أيام، بتزويد لبنان لقاحات وادوية خاصة بمكافحة وباء الكوليرا. حيث كان الرئيس ميقاتي قد تبلّغَ أن مصر ارسلت الى لبنان شحنة ادوية تقدّر بـ1705 اطنان من اللقاحات والمستلزمات الطبية، بما يعادل 17 شاحنة.
وخلال اللقاء بين ميقاتي والملك الاردني، شدد الملك عبدالله على اهمية الاسراع في العمل لتوقيع الاتفاق النهائي بين لبنان والبنك الدولي بما يمكّن الاردن من تزويد لبنان بالطاقة الكهربائية.
وبدوره ابلغ الرئيس الجزائري الرئيس ميقاتي قوله انه يُحيّي لبنان بلد الرجولة والصمود، وأتعاطف مع شعبه في المحنة التي تصيبه، وبإذن الله سينهض بلدكم من جديد ونحن الى جانبكم.
الراعي
وفي موقف لافت، اعتبر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في اجتماع مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان ان «تنقية الضمائر هي الشرط لإجراء حوار صريح وبناء بين المسيحيين والمسلمين من جهة وبين الأحزاب والكتل النيابية من جهة ثانية».
ولفت الى ان «لبنان في أخطر مرحلة من تاريخه السياسي والإقتصادي ويا ليتهم يسمعون نداء قداسة البابا فرنسيس بالأمس». وقال: «مَن صنعوا الحرب لا يزالون يحكمون البلد وهم لم يتمكنوا من تنقية ذاكرتهم ونسمعهم كيف يتراشقون الكلام الجارح في كل مناسبة. وبعد 6 سنوات من عهد الرئيس (ميشال) عون لم يريدوا انتخاب رئيس جديد وكان إنجازهم تنزيل العلم واقفال القصر وتسليم حكومة مستقيلة منذ خمسة أشهر، ولبنان في أسوأ وضع».
اللجان والكابيتال
على صعيد داخلي آخر، أخفقت اللجان النيابية المشتركة مرة جديدة في مناقشة ملف الكابيتال كونترول، حيث تعطلت جلسة الامس بسبب عدم حضور حاكم مصرف لبنان رياض سلامة.
وقال نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، الذي ترأس جلسة الامس، انه طلب من نائب حاكم مصرف لبنان ألكسندر ماراديان مغادرة الجلسة قائلاً له: «طلبنا حضور حاكم مصرف لبنان رياض سلامة لا حضورك، فرجاءً غادر الجلسة وبَلّغ سلامة أننا نريده أن يحضر شخصياً جلسة الكابيتال كونترول لا أن يوفد ممثلاً عنه، فخرج ماراديان من الجلسة وغادر البرلمان».
إثر الجلسة، اوضح بوصعب انه سيتم استكمال النقاش غدا اليوم، إفساحاً في المجال امام الزملاء للاطلاع على خطة التعافي الحكومية. اضاف: احتراماً للمجلس النيابي وبعد التغيّب المتكرر لسلامة، طالَبنا من نائبه بكل احترام مغادرة الجلسة على ان يحضر سلامة شخصياً.
يُشار الى انه خلال الجلسة قدم رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل مداخلة قال فيها: «اننا كتكتل نتهم بأن هناك ارادة سياسية بعدم اقرار قانون الكابيتال كونترول، واذا كان الجميع مستعدون فلنقرّه اليوم». وأضاف: «اولاً، القانون مضت عليه ثلاث سنوات وشهر وكان يجب ان يقر منذ ذلك الحين ولم يقر! فماذا نريد برهاناً اكثر من ذلك على ما اقول؟ ثانياً، ليس صحيحا ان الغاية من اقراره لم تعد موجودة وانا أعيد التأكيد ان هناك عددا من المصارف لا يزال يحول اموالا للخارج باستنسابية واعتباطية ولاصحاب نفوذ، وبما ان هذا الامر كلنا نعرفه فمن الضروري اقرار القانون». وتابع: «فلو أقرّ القانون من اليوم الاول لما كنّا ربطناه لا بخطة تعافٍ ولا بأي شيء آخر، والمشكلة اليوم تحدث لأننا ندخل عليه عوامل اخرى. الفكرة هي ضبط التحاويل الى الخارج لكننا نزيد عليه ضبط السحوبات بالداخل، فاذا أزلنا موضوع ضبط السحوبات بالداخل لا يعود هناك مشكلة، ويفترض ألا نبقى مختلفين، فعندها كل عملية الربط التي تعتبر ان هذا القانون لا يقر لأنه مرتبط بنيوياً بقوانين اخرى نكون أزلناها لنقوم بها عند اقرار قانون اعادة هيكلة المصارف».

 

الأخبار
القوى الأمنية قد تفقد السيطرة والحراك الشعبي سيندلع مجدداً،
واشنطن: الانهيار يحرّر لبنان من حزب الله
حذرت مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى، باربرا ليف، من أن لبنان مفتوح أمام كل السيناريوهات، بما فيها «تفكك كامل للدولة»، وقالت إن اللبنانيين سيضطرّون على الأرجح إلى تحمّل مزيد من الألم قبل تشكيل حكومة جديدة.
وفي لقاء نظّمه «مركز ويلسون» عن السياسة الأميركية في لبنان، الجمعة الماضي، وأداره السفير الأميركي السابق في لبنان ديفيد هيل، قالت ليف: «أرى سيناريوهات عدة، التفكك هو الأسوأ بينها… قد تفقد قوى الأمن والجيش السيطرة وتكون هناك هجرة جماعية، هناك العديد من السيناريوهات الكارثية. وفي الوقت نفسه أتخيل أن البرلمانيين أنفسهم سيحزمون حقائبهم ويسافرون إلى أوروبا، حيث ممتلكاتهم».
وأشارت إلى أنه «ليس عمل الديبلوماسيين الأجانب الذهاب إلى مجلس النواب والضغط على النواب لانتخاب رئيس. أعتقد أنه يجب أن تسوء الأمور أكثر، قبل أن يصبح هناك ضغط شعبي يشعر به النواب. نحن نضغط على القادة السياسيين ليقوموا بعملهم ولكن لا شيء يؤثر مثل الضغط الشعبي، وعاجلاً أم آجلاً، سيتحرك ذلك من جديد». ولفتت إلى أن «هناك طروحات تقول إن انهيار لبنان سيمكّن بطريقة ما إعادة بنائه من تحت الرماد، متحرّراً من اللعنة التي يمثّلها حزب الله له (…) ولكن شعب لبنان، وجيرانه الأردن وإسرائيل والشعب السوري، سيتحملون العبء الأكبر لانهيار الدولة، لذلك فإن جهودنا مركزة على تفادي هذا السيناريو، والضغط على من يحكمون البلد». واعتبرت أن «حزب الله يشكل تهديداً لنا ولجيران لبنان، وللبنانيين أنفسهم. ونحن مستمرون في فرض عقوبات وحصار شبكاته في المنطقة وغيرها».
ورأت ليف أن «لبنان بحاجة عاجلة لانتخاب رئيس وتسمية رئيس وزراء، ثم تشكيل حكومة كاملة الصلاحيات لتعمل على بعض القرارات المهمة، بينها إصلاحات جوهرية والموافقة على قروض صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، الخاصة بتمويل صفقات الطاقة». وعن المقاربة الأميركية للوضع الحالي في لبنان، أوضحت أن «الولايات المتحدة مستعدة للعمل مع الحكومة على تمكين لبنان، ولكن يجب أن تكون هناك حكومة كاملة الصلاحيات لتقوم بمهامها المتعلقة بالإصلاح الاقتصادي».
وأكدت ليف أن بلادها والسعودية لديهما قواسم مشتركة في ما خص الوضع اللبناني. «لقد مرت علاقاتنا بفترة توتر. لكن لدينا قواسم مشتركة استراتيجية، لا سيما في البلدان الأكثر حساسية مثل لبنان واليمن». لذلك، «عملنا بشكل مكثف من أجل الإصلاحات، والفرنسيون كذلك تدخلوا… السعوديون تراجعوا ولكن أعتقد أنهم سيعودون من جديد».
وعن اتفاق ترسيم الحدود البحرية، قالت ليف إن «الاتفاق يحمي أمن إسرائيل ومصالحها الاقتصادية، ويعطي لبنان فسحة لبدء نشاط التنقيب عن موارد الطاقة، ويدعم مصالح الولايات المتحدة والشعب الأميركي وتطلعاتها لشرق أوسط مزدهر ومتكامل، مع احتمالات أقل لاندلاع نزاعات».
انهيار لبنان سيمكّن بطريقة ما من إعادة بنائه من تحت الرماد متحرّراً من حزب الله
وقالت إنه إلى جانب إصلاح القطاع المصرفي والعمل على القروض مع البنك الدولي وصندوق النقد «يجب إصلاح قطاع الكهرباء ولكن هناك مقاومة كبيرة. شحنات النفط الإيرانية التي تسمى إنقاذية، كلها تهرّب ولا تدخل إلى شبكة الطاقة». أضافت أن «هناك اعتقاداً خاطئاً بين معارضي إصلاح قطاعي المصارف والكهرباء، بأننا لسنا بحاجة إلى قرض الثلاثة مليارات دولار، بوجود الغاز الطبيعي. هذا عمل يحتاج سنوات من الاستكشاف والتنقيب ومعرفة ما الإمكانات التجارية… ليست نقوداً في المصرف».
وعما إذا كان اتفاق الترسيم يمهّد لمرحلة جديدة من التطبيع، بما يشمل لبنان؟، قالت: «إنه سؤال جيد لدرجة أني لم أستطع الإجابة عليه لنفسي. هناك شعور بأن هناك تقاطعات ولدت بين لبنان وإسرائيل. لا أدري ما هو السحر الذي أتاح ذلك؟ الأشخاص في الحكومة في لبنان أدركوا الخسارة التي ضيّعوها خلال السنوات الماضية لأنهم لم يصلوا إلى اتفاق مع إسرائيل».

 

اللواء
«بازار الترشيح» في الوقت الرئاسي الميّت.. وبرّي يتحدث عن أسابيع
الاشتباك العوني مع سلامة يُرجئ جلسة الكابيتال كونترول.. وملاحقة صحناوي وحرب أمام مكتب المجلس
اليوم الاول من الاسبوع الثاني لدخول البلاد في «الفراغ الرئاسي» مرَّ متثاقلاً: لا جلسة للجان المشتركة لبحث مشروع قانون الكابيتال كونترول، والسبب المعلن، فضلاً عن التباينات، غياب حاكم مصرف لبنان، على امل في عقد الجلسة الاثنين والثلاثاء المقبلين، مع دخول موازنة العام 2022 حيّز التنفيذ بقوة المرسوم النافذ حكماً، بعد امتناع الرئيس السابق ميشال عون عن التوقيع عليها، بسبب عدم قطع الحساب، وما ترتب عليه من إرباكات في تأخير رواتب المتقاعدين من مدنيين وعسكريين..
واليوم الاول، حمل ايضاً ارتفاعاً جديداً لسعر صرف الدولار، إذ اقترب من الـ39 الفاً في قفزة تراوحت بين 1500 و2000 دفعة واحدة، الامر الذي انعكس على عودة اسعار المحروقات للإرتفاع ايضاً، مع سائر السلع الاخرى..
وفي اليوم الاول كذلك، ولكن على الصعيد الصحي، بات داء الكوليرا أشبه بالكابوس، مع الدعوة لإعلان حالة طوارئ صحية على غرار ما حصل ايام كورونا في السنوات الماضية، مع فضائح الطرقات التي كشفتها السيول، إذ تكرر المشهد اياه ولو على نطاق أضيق، مع الشتوة الاولى في تشرين الجاري..
وسط ذلك، بقيت اصداء زيارة النائب السابق وليد جنبلاط الى عين التينة، مدار الحديث في الاوساط المعنية، قبل ساعات قليلة من الجلسة الدورية الاسبوعية لمجلس النواب، في اطار جلسات انتخاب رئيس جديد للجمهورية الخميس المقبل..
وفي المعلومات الخاصة بـ«اللواء» ان اللقاء طغت عليه الاجواء الايجابية، وأن الرئيس نبيه بري وجنبلاط تداولا في المعطيات المحيطة بالانتخابات، واتفقا على ان لا موجب يقضي بحصر المرشحين بإسمين او اكثر، فليعين من يرغب بالترشح، وبالتالي يصار الى البحث بالمرشح الأنسب، وفقاً لمقتضيات المصلحة الوطنية واعادة انتظام عمل المؤسسات.
جلسة الخميس الخيارات المفتوحة
وبالنسبة لجلسة انتخاب رئيس للجمهورية الخميس المقبل، وما تحمله من خيارات مفتوحة امام الكتل النيابية، ما زالت الامور تراوح مكانها والمواقف على حالها، لكن علمت «اللواء» من مصادر متابعة ان كتلة التيار الوطني الحر ما زالت تدرس فكرة اسم مرشح بدل الورقة البيضاء لكنها لم تحسم قرارها بعد، «لأن المسألة ليست بسيطة» حسبما قالت مصادر المعلومات. واحتمال طرح اسم مرشح في جلسة الخميس ضئيل، فلا يوجد حتى الان اسم لدى الكتلة، مع ان رئيسها جبران باسيل ابدى موافقة على الاتفاق مع رئيس تيار المردة سليمان فرنجية على اسم مرشح ثالث غيرهما.
واوضحت المصادر: المشكلة ان الثنائي الشيعي لم يطرح حتى الان غير اسم فرنجية كمرشح رئاسي لديه وهوما رفضه باسيل وكتل اخرى، ولو ان الثنائي ابدى استعداده لمناقشة الاسماء غير «مرشحي التحدي والمواجهة» لكن مرشحه الفعلي ما زال فرنجية.
وفي سياق نفسه، أشارت مصادر مطلعة لـ«اللواء» إلى أن سلسلة اجتماعات نيابية تنسيقية تشق طريقها قبيل جلسة الانتخاب المقررة يوم الخميس والتي تترجم فيها الكتل النيابية توجهاتها وسط معطيات تؤشر إلى أن بعض الكتل يحافظ على ثابتة التصويت للنائب ميشال معوض، في الوقت الذي لم يعرف ماهية موقف الثنائي الشيعي وما إذا كان حسم أمره بتبني رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية أم أنه قرر أن يتريث تحت إطار إلتوافق.
وفهم من المصادر أن اتصالات تتم مع فرنجية من أجل اختيار توقيت طرح الترشيح تفاديا لأي نتائج معاكسة، أما موقف تكتل لبنان القوي فقد لا يحسم خياره بطرح اسم أو انه ينتظر إلى جلسة الخميس ليعلن عن قراره.
وأوضحت أن المشهد. في الملف الرئاسي غير قابل للتغيير وبالتالي فإن لا نتيجة حتمية من جلسة الخميس.
بري: اسألوا من مدَّد لسلامة
وفي الشأن الرئاسي، والشؤون العامة، أكد الرئيس بري خلال لقائه مع نقابة الصحافة «أن أولى الأولويات هي لإنتخاب رئيس الجمهورية»، مجددا الدعوة الى التوافق في هذا الإستحقاق، وقال : لقد خلقنا الله مختلفين ومتفرقين كي نسمع لبعضنا البعض ونتلاقى مع بعضنا البعض. أمام تراكم الأزمات وأكبرها الازمة الاقتصادية اذ أن 80 في المائة من الشعب اللبناني باتوا تحت خط الفقر، ناهيك عن ازمة الكهرباء التي صرفنا عليها عشرات المليارات، والحوار مع صندوق النقد كل ذلك يجب أن يؤدي للاسراع بإنتخاب رئيس للجمهورية.
أضاف بري: لبنان قد يستطيع ان يتحمل أسابيع لكنه لا يستطيع ان يتحمل أكثر من ذلك ولا يمكن ان يتحمل لبنان واللبنانيون المزيد من التدهور.
وأكد انه «سوف يدعو الى عقد جلسة كل أسبوع وهو ملتزم بهذا الأمر».
وكشف بري «أن جدول أعمال الحوار الذي كان في صدد الدعوة اليه كان فقط التوافق على الإنتخابات الرئاسية ونقطة على السطر. وقال: كل المحطات الخلافية التي مر بها لبنان إنتهت بالحوار والتوافق من الطائف الى الدوحة الى طاولات الحوار في الداخل فهل نتعظ؟.
وجزم «أن الوضع الأمني في لبنان محصن واللبنانيون يملكون من الوعي الى عدم الإنجرار والإنزلاق في أتون الإحتراب والفتن».
وأكد بري «أن لا خطة تعافي اقتصادية، ولا إعادة هيكلة المصارف، ما لم تضمن حقوق المودعين كاملة».
ولفت الى «ان إتفاق الطائف ليس إنشاء عربيا، الطائف هو دستور ساوى بين اللبنانيين».
وإعترف بري إنه «لثلاث مرات فشل بتمرير الهيئة الوطنية لالغاء الطائفية السياسية وقانون إنتخابات خارج القيد الطائفي وإنشاء مجلس الشيوخ».
وعن المزاعم التي تقول انه يقف وراء حماية حاكم مصرف لبنان؟ قال برّي: إسألوا من مدد له. وأقول «اذا بيي مرتكب انا لا اغطّيه».
بدوره شارك الرئيس ميقاتي في افتتاح «مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ COP27، في مركز المؤتمرات في شرم الشيخ في مصر. وكان ميقاتي وصل الى مركز المؤتمر صباحا، حيث استقبله الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش. وتوجّه ميقاتي بالشكر الى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على وقوف مصر الدائم الى جانب لبنان ودعمه في كل المجالات. كما شكر الرئيس السيسي بشكل خاص على سرعة تلبية الطلب الذي تقدم له به خلال القمة العربية في الجزائر قبل أيام، بتزويد لبنان لقاحات وادوية خاصة بمكافحة وباء الكوليرا.
وصباحا التقى الرئيس ميقاتي رئيس الجمهورية العراقية عبد اللطيف رشيد ورئيس وزراء باكستان شهباز شريف، فالمدير العام لصندوق النقد الدولي وملك الاردن عبدالله الثاني الذي على «أهمية الاسراع في العمل لتوقيع الاتفاق النهائي بين لبنان والبنك الدولي بما يمكن الاردن من تزويد لبنان بالطاقة الكهربائية». كما إستقبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ورئيس ارمينيا فاهاكن خاتشاتوريان وامين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين، وشكره على «الدعم المستمر للبابا فرنسيس للبنان، والمواقف التي اطلقها اخيرا من البحرين حيث دعا الى مساعدة لبنان على وقف انهياره، وشدد على ان لبنان رسالة لها معنى كبير لكنه يتألم حاليا.
في هذا الوقت، تصل الى بيروت غداً طائرة عسكرية مصرية، وعلى متنها شحنة تضم 17 طناً من ادوية ولقاحات وباء الكوليرا، وحسب السفير المصري في لبنان ياسر علوي، فالشحنة تمثل «تأكيداً جديداً لوقوف مصر الى جانب لبنان وشعبه، لمواجهة تفشي مرض الكوليرا».
قاسم: حزب الله لم يطرح تعديل الطائف
سياسياً، غرّد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم عبر حسابه الخاص على «تويتر»، كاتبا: لم يطرح حزب الله خلال هذه الفترة تعديل أو تغيير النظام السياسي المرتبط بالطائف نظراً للحساسيات الموجودة في لبنان، ولأنَّ المشكلة ليست أساساً في التعديل أو عدمه، وإنما فلنطبق أولاً ما ورد في الطائف وبعد ذلك نرى إذا كان المطلوب إجراء تعديلات أم لا.
وقال: نحن منفتحون إذا أراد أي فريق أن يطرح تعديلات معينة في الطائف وفق الآليات الدستورية المعروفة، والتي تمرُّ عبر مجلس النواب، وتحتاج إلى موافقة الثلثين عند أي تعديل، عندها نبدي رأينا في التعديل المطروح، مضيفاً: كحزب الله ليس لدينا مشروع تعديل الطائف، وليس لدينا مشروع نظام سياسي جديد، نحن ندعو الى حسن التطبيق للطائف، ووضع حد للفساد والتدخلات الاجنبية ولتصرفات اميركا في لبنان، وهذا ما نعتقد انه يتناسب مع هذه المرحلة.
جلسة الكابيتال كونترول
ارجأت جلسة اللجان النيابية المشتركة البت بجدول اعمالها المؤلف من 8 مشاريع واقتراحات قوانين أبرزها مشروع قانون الكابيتيل كونترول. وتقرر ان تعقد جلسة استكمالية اليوم الثلاثاء لكن تقرر لاحقاً تأجيلها الى العاشرة والنصف من قبل ظهر الاثنين المقبل.
جلسة اللجان: تأجيل جديد
في بداية الجلسة، وقبل مناقشة مشروع القانون المتعلق بالكابيتال كونترول، طلب نائب رئيس مجلس النواب النائب الياس بو صعب، الذي يترأس الجلسة من نائب حاكم مصرف لبنان ألكسندر ماراديان، مغادرة الجلسة قائلاً له: “طلبنا حضور حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، لا حضورك فرجاءً غادر الجلسة وبلّغ سلامة أننا نريده أن يحضر شخصياً جلسة الكابيتال كونترول لا أن يوفد ممثلاً عنه، فخرج ماراديان من الجلسة وغادر البرلمان وتم تأجيل البحث في الكابيتال كونترول بانتظار وصوله.
وبعد الجلسة قال بو صعب قبل الاتفاق على تأجيل جلسة اليوم الى الاثنين المقبل: سنستكمل النقاش افساحاً في المجال أمام الزملاء للاطلاع على خطة التعافي الاقتصادي الحكومي. فقد أرسلت الحكومة خطة التعافي، مع العلم انها ليست قانونا ليصوت عليه ويناقش في المجلس النيابي ولكن من حق النواب ان يطلعوا عليها وهذا ما حصل، وهي موجودة مع كل النواب.
اضاف: أما في مايتعلق بالقوانين المتصلة، كقانون اعادة هيكلة المصارف الذي اصبح موجودا، ولكن ليس بطريقة رسمية في المجلس النيابي، وهذا لا يمنع ان نناقش القوانين كل واحد على حدة، ولا شرط يوضع على المجلس النيابي. اما ان نناقش كل القوانين مع بعضها البعض او لا نناقش. نحن اليوم في لجان مشتركة، وهناك ايضا الهيئة العامة، يجب ان نناقش هذا القانون ومن لديه ملاحظات يضع الملاحظات ومن لديه اعتراض ليعترض، ومن يصوت معه يصوت معه، ومن يصوت ضده يصوت ضده. المفروض الا نؤجله ونضعه في الدرج.
اضاف بو صعب: احتراماً للمجلس النيابي، وبعد التغيب المتكرّر لحاكم مصرف لبنان، طلبنا من نائبه بكل احترام مغادرة الجلسة على ان يحضر سلامة شخصياً.
وقال وزير الصناعة: «بحثنا في القانون المتعلق بـالضمان، فهذا يحتاج الى تعديل واعادة توصيف، لان هناك ضمانا صناعيا. نحن نعتبر ان الضمان الصناعي هو ضمان اقتصادي لانه يضمن راس المال»، داعيا الى اعادة النظر فيه وبالمواصفات لحماية الصناعيين».
اضاف: النقطة الثانية هي المشروع المتعلق بالصرف الصحي، وهو الصرف الصحي والصناعي. فالمشاريع يجب ان تكون انمائية وانتاجية لا مجتزأة.
وقال رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل: اننا كتكتل نُتّهم بأن هناك ارادة سياسية بعدم اقرار قانون الكابيتال كونترول، واذا كان الجميع مستعدون فلنقره اليوم.
وأضاف: ليس صحيحا ان الغاية من اقراره لم تعد موجودة، وانا اعيد التأكيد ان هناك عددا من المصارف لا يزال يحول اموالا للخارج باستنسابية واعتباطية ولأصحاب نفوذ، وبما ان هذا الامر كلنا نعرفه فمن الضروري اقرار القانون.
وتابع باسيل: فلو اقر القانون من اليوم الاول لما كنا ربطناه لا بخطة تعافٍ ولا بأي شيء اخر، والمشكلة اليوم تحدث لأننا ندخل عليه عوامل اخرى. الفكرة هي ضبط التحاويل الى الخارج لكننا نزيد عليه ضبط السحوبات بالداخل، فاذا ازلنا موضوع ضبط السحوبات بالداخل لا يعود هناك مشكلة، ويفترض الا نبقى مختلفين، فعندها كل عملية الربط التي تعتبر ان هذا القانون لا يقر لأنه مرتبط بنيويا بقوانين اخرى نكون ازلناها لنقوم بها عند اقرار قانون اعادة هيكلة المصارف.
وختم باسيل: انا لا اقول ان هذا القانون يأتي معزولا لوحده، الا اذا وضعناه في اطاره الصحيح، فعندما كان هناك من يرفضه، كان السبب اضافة امور عليه من حق البعض ان يرفضها. ولهذا السبب، منهجيا وبالنظام، اذا كان ممكنا فلنعتمد هذه الطريقة: اي بند خارج عن قضية ضبط التحاويل الى الخارج يؤدي الى خلاف، فلنسقطه، والان احد النواب قالها، نصل الى القانون بصيغته الاساسية التي كان يفترض اننا اتفقنا عليها منذ ثلاث سنوات والتي تتألف من مقطع واحد، فنقره ونضع هذا الفصل وراءنا ثم نربط الباقي بخطة التعافي وغيرها.
وتمنى باسيل «اعتماد هذه المنهجية وهذا ما سيدل الى جديتنا بإقرار القانون».
واكد عضو «كتلة مجموعة التغيير» النائب مارك ضو أن قانون الكابيتال كونترول يجب دمجه مع قانون هيكلة المصارف ليكون حافزا للمصارف للإسراع بالموافقة على خطة شاملة».
وقال في تغريدة على «تويتر»: لأن المصارف تريد من قانون الكابيتال كونترول حماية من الدعاوى الخارجية، لذا ستضطر إلى إنهاء الأزمة المصرفية بسرعة.
وختم: كما إن حاكم المصرف المركزي ما زال يتهرب من الحضور للمجلس النيابي ويتمرد على السلطة التشريعية، لكن ليس هذا سبب عدم إقرار الكابيتال كونترول، بل تواطؤ سياسي مع أصحاب المصارف على السماح للاستنسابية والمصالح الخاصة أن تستمر.
طلب ملاحقة وزراء اتصالات
في تطور جديد حول هدر المال العام، عقد الرئيس نبيه بري اجتماعا لهيئة مكتب مجلس النواب ولجنة الادارة والعدل، وجرى بحث في الكتاب الذي أرسله النائب العام لدى محكمة التمييز القاضي غسان عويدات الى مجلس النواب عبر وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال هنري خوري، والذي يتعلّق بملاحقة وزيري الاتصالات السابقين بطرس حرب ونقولا صحناوي بتهمة هدر مبلغ يفوق 10ملايين دولار من المال العام في قطاع الاتصالات، كبدلات إيجار ودراسات اعمال مبنى لم يتم إشغاله.
وجاء الطلب بناء للقرار الظني الصادر عن قاضي التحقيق في بيروت اسعد بيرم، وحيث ان الجرم يقع ضمن اختصاص المجلس النيابي للموافقة او عدم الموافقة على ملاحقتهما اوملاحقة احدهما حسب قانون المجلس الاعلى لمحاكمة النواب والوزراء.
كمااشار الكتاب الى طلب سابق عام 2019 بملاحقة وزراء الاتصالات حرب وصحناوي وجمال الجراح.
سيول تشرين
وحفلت مواقع التواصل بمقاطع عن تكون برك كبيرة من جراء السيول، ابرزها في محطة البرير، حيث سجلت زحمة سير خانقة داخل النفق.. وطالب المواطنون القوى الامنية التدخل لفتح الطرقات، وأدت السيول عند مداخل العاصمة شمالاً وجنوباً الى توقف السير، وطوابير من السيارات التي تسببت بزحمة خانقة.
وعلى اوتوستراد جل الديب، وثق المواطنون زحمة سير خانقة، أمس وبحسب المعلومات، فإنّ سبب زحمة السير هو تشكّل مُستنقعاتٍ للمياه في نقاطٍ عديدة على الأوتوستراد، الأمر الذي أدى إلى إعاقةِ حركة السير هناك
وناشد المواطنون القوى الأمنية والجهات المُختصة بالتدخل فوراً لمعالجة الأمر وسحب المياه المتراكمة على الطريق لتسهيل حركة المرور.
ويأتي هذا المشهد مع بداية المنخفض الجوي الذي يتأثر به لبنان في الوقت الراهن، إذ من المتوقع أن تهطل أمطارٌ غزيرة مع ثلوج على المرتفعات.
الكوليرا: 12 اصابة
وفي الاطار الصحي، اعلنت وزارة الصحة العامة في تقرير نشرته مساء امس عن 12 اصابة جديدة، رفعت العدد التراكمي الى 448 ولم تسجل اية حالة وفاة.

 

النهار
“كتلة الأوراق البيضاء” إلى اختبار جلسة الخميس
مع بداية الأسبوع الثاني للشغور الرئاسي عقب انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون، اتجهت ازمة الشغور الى مزيد من الانسداد والمراوحة ولم تخرج تطورات الداخل عن اطار اطلاق المواقف السياسية التي لا تقدم ولا تؤخر الا في ترسيخ واقع العجز عن الخروج بسرعة من الازمة الاخذة بالتصاعد. وقبيل يومين من الموعد المحدد لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية الخميس المقبل، تتجه الأنظار النيابية والسياسية لمعرفة أي خيار سيتخذه “تكتل لبنان القوي” بعدما كرر اكثر من نائب في التكتل ان الاخير يتجه الى الإقلاع عن التصويت باوراق بيضاء كما كان درج عليه مع الكتل الأخرى في محور 8 اذار، واطلق هؤلاء النواب تعهدات بانهاء التصويت بالاوراق البيضاء. واذا مضى التكتل العوني في التزام وترجمة هذا الاتجاه، وهو ما يفترض ان يتقرر اليوم مبدئيا، فان ذلك سيشكل تطورا في مسار المشهد الانتخابي ولكنه يقتضي معرفة ما اذا التكتل سيرشح اسما بعينه بعدما تبينت عدم صحة اتجاهه الى تسمية مرشح من أعضائه غير رئيسه جبران باسيل. ولكن أوساط الكتل الأخرى ولا سيما منها الثنائي الشيعي لا تبدو في وارد تبديل تكتيك الورقة البيضاء حاليا بما يعني ان شيئا جوهريا لن يطرأ على المشهد الانتخابي الرئاسي ولا هو قيد التشكل بعد. وتبعا لذلك بدأت تتنامى المخاوف الجدية من شغور طويل المدى ولو ان رئيس مجلس النواب نبيه بري اطلق تحذيرا جادا امس من ان لبنان لا يحتمل سوى أسابيع قليلة على هذه الوتيرة، اذ ان المعطيات الاقتصادية والمالية والاجتماعية في البلاد تنحو في اتجاهات تدهور تصاعدي على وقع استفحال الانسداد الرئاسي، وليس في الأفق أي معطيات من شأنها ان تدعم صمود اللبنانيين في مواجهة تفاقم الازمات ما دامت الدولة في حال شبه شلل. ولذا اكتسبت الحركة السياسية الداخلية أخيرا طابع العجز المطلق امام “عهد الفراغ” العائد وارتفع منسوب المراوحة الى حدود التخوف من ازمة مفتوحة تتجاوز نهاية السنة الحالية خصوصا ان الظروف الخارجية لا تبدو ملائمة ابدا لتوقع من يدفع بيد القوى اللبنانية لتتحمل مسؤوليتها المصيرية .

بري : أسابيع

والواقع ان المشهد الداخلي لم يشهد أي جديد يعتد به واقتصر “حضور” ازمة الشغور الرئاسي على اطلاق المواقف استعدادا لجلسة الخميس المقبل . وفي حين كان المكتب السياسي لحركة “أمل” يشدد على أن “رفع وتيرة الشروط التعجيزية في وجه الدعوات للحوار هي أداة تعطيل مستجدة لمنع الوصول إلى توافق على رئيس أهم مواصفاته الجمع بين اللبنانيين بكل مكوناتهم وطوائفهم لإنقاذ الوطن”،اكد الرئيس بري امام نقابة الصحافة انه “سوف يدعو الى عقد جلسة كل أسبوع وهو ملتزم بهذا الأمر”، مشيرا الى ان أولى الأولويات هي لانتخاب رئيس الجمهورية”، مجددا الدعوة الى التوافق في هذا الإستحقاق. وحذر من ان” لبنان قد يستطيع ان يتحمل أسابيع لكنه لا يستطيع ان يتحمل أكثر من ذلك ولا يمكن ان يتحمل لبنان واللبنانيون المزيد من التدهور”. وكشف “أن جدول أعمال الحوار الذي كان في صدد الدعوة اليه كان فقط التوافق على الإنتخابات الرئاسية ونقطة على السطر. وكل المحطات الخلافية التي مر بها لبنان إنتهت بالحوار والتوافق من الطائف الى الدوحة الى طاولات الحوار في الداخل فهل نتعظ؟ وجزم رئيس المجلس أن الوضع الأمني في لبنان محصن واللبنانيون يملكون من الوعي ما يكفي لعدم الإنجرار والإنزلاق في أتون الإحتراب. وعن المزاعم التي تقول انه يقف وراء حماية حاكم مصرف لبنان قال بري “إسالوا من مدد لهوأقول اذا بيي مرتكب انا لا اغطيه”.

وفي غضون ذلك بدا لافتا استمرار الترددات لمؤتمر الاونيسكو في ذكرى توقيع الطائف، السبت الماضي، على السنة مسؤولي “حزب الله”، اذ غرد امس نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم على “تويتر”، كاتبا “لم يطرح حزب الله خلال هذه الفترة تعديل أو تغيير النظام السياسي المرتبط بالطائف نظراً للحساسيات الموجودة في لبنان، ولأنَّ المشكلة ليست أساساً في التعديل أو عدمه، وإنما فلنطبق أولاً ما ورد في الطائف وبعد ذلك نرى إذا كان المطلوب إجراء تعديلات أم لا.” وقال “نحن منفتحون إذا أراد أي فريق أن يطرح تعديلات معينة في الطائف وفق الآليات الدستورية المعروفة، والتي تمرُّ عبر مجلس النواب، وتحتاج إلى موافقة الثلثين عند أي تعديل، عندها نبدي رأينا في التعديل المطروح. نحن كحزب الله ليس لدينا مشروع تعديل الطائف، وليس لدينا مشروع نظام سياسي جديد. نحن ندعو إلى حسن التطبيق للطائف، ووضع حد للفساد وللتدخلات الأجنبية ولتصرفات أمريكا في لبنان، هذا ما نعتقد أنه يتناسب مع هذه المرحلة”.

صنعوا الحرب

ووسط هذا المناخ المأزوم كان للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي موقف عنيف جديد من القوى السياسية اذ اعتبر “ان من صنعوا الحرب لا يزالون يحكمون البلد” لافتا الى “انهم حتى اليوم لم يتمكنوا من تنقية ذاكرتهم ونسمعهم كيف يتراشقون الكلام الجارح في كل مناسبة”. وجاء كلام الراعي في اجتماع مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك في لبنان، مشيرا الى ان “تنقية الضمائر هي الشرط لاجراء حوار صريح وبناء بين المسيحيين والمسلمين من جهة وبين الاحزاب والكتل النيابية من جهة ثانية وذلك ليسلم العيش المشترك المنظم”، ولفت الى ان “لبنان في اخطر مرحلة من تاريخه السياسي والاقتصادي ويا ليتهم يسمعون نداء قداسة البابا فرنسيس بالامس”. وفي هذا الصدد، أكد ان “الارشاد الرسولي يضعنا امام واجب وطني يلزم ضمائرنا بايجاد الوسائل الناجعة على كل الصعد”.

اما المهزلة المتصلة بمواكبة المجلس النيابي لبعض المشاريع الإصلاحية الأساسية فتمثلت في اخفاق اللجان النيابية التي انعقدت امس مرة جديدة في مناقشة مشروع الكابيتال كونترول. في هذا السياق طرأ تطور لافت تمثل في طلب نائب رئيس مجلس النواب النائب الياس بو صعب الذي ترأس جلسة اللجان من نائب حاكم مصرف لبنان ألكسندر مراديان، مغادرة الجلسة قائلاً له “طلبنا حضور حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، لا حضورك فرجاءً غادر الجلسة وبلّغ سلامة أننا نريده أن يحضر شخصياً جلسة الكابيتال كونترول لا أن يوفد ممثلاً عنه”. فخرج مراديان من الجلسة وغادر البرلمان. اثر الجلسة، اوضح بوصعب ان سيتم استكمال النقاش اليوم افساحا في المجال امام النواب للاطلاع على خطة التعافي الحكومية. اضاف: “احتراما للمجلس النيابي وبعد التغيب المتكرر لسلامة طالبنا من نائبه بكل احترام مغادرة الجلسة على ان يحضر سلامة شخصيا”. لكن الجلسة التي كانت مقررة اليوم ارجئت لاحقا الى الاثنين المقبل نظرا الى ارتباط نواب باجتماعات للجان أخرى اليوم .

الى ذلك أفادت معلومات أنّ هيئة مكتب مجلس النواب ولجنة الادارة والعدل بحثتا في عين التينة مع رئيس مجلس النواب نبيه برّي في الكتاب الذي أرسله النائب العام لدى محكمة التمييز القاضي غسان عويدات الى مجلس النواب عبر وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال هنري خوري والذي يتعلّق بهدر المال العام في قطاع الاتصالات.