افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الجمعة 10 تشرين الثاني، 2023

افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الجمعة 6 أيار 2016
إفتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم السبت 28 نيسان، 2018
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الخميس، 21 تموز 2022

البناء
اعلانات متضاربة حول الهدنة… حماس تنفي وواشنطن تؤكد… وتل أبيب تحولها معبرا للتهجير
قمتان عربية وإسلامية في الرياض السبت والأحد… وعبد اللهيان: توسّع نطاق الحرب صار حتمياً
جبهة لبنان إلى تصعيد… والمقاومة العراقية تجدّد استهداف القواعد الأميركية… وصواريخ اليمن إلى إيلات
بعد الكثير من التمهيد والتبشير الأميركي بأعجوبة الهدنة الإنسانية، وصولاً للإعلان عن بدء العمل بها، نفت حركة حماس وجود أي اتفاق على هدنة مشيرة الى أن التفاوض مستمر بوساطة قطرية على صيغة تبادل أسرى ورهائن وهدنة ثلاثة أيام، لتكشف تل أبيب حقيقة الاتفاق الأميركي الإسرائيلي على تأمين ممر لتهجير الفلسطينيين من شمال ووسط قطاع غزة إلى جنوبه مع ضمانات بعدم تعرّض من يسلك هذا الممر لإطلاق النار في ساعات معينة يقررها جيش الاحتلال.
كان هذا كافياً للاستنتاج بأن قرار الحرب التدميرية ومواصلة المذبحة المفتوحة في غزة، هو جوهر القرار الأميركي الذي يتولى جيش الاحتلال تنفيذه، وأن كل الكلام عن سعي لتخفيض التصعيد كان لذر الرماد في العيون وشراء الوقت ليتسنّى لبنيامين نتنياهو تحقيق انتصار عسكري، بينما يواجه جيش الاحتلال مقاومة شرسة تكبّده الخسائر الفادحة وتفرض عليه التراجع لمعاودة الكرّة مجدداً وتكبّد الخسائر مجدداً.
على جبهات الإسناد من لبنان والعراق واليمن كان واضحاً الاتجاه الى التصعيد، حيث سجلت الجبهة اللبنانية أحد أكثر الأيام اشتعالاً، لجهة حجم ونوع هجمات المقاومة والخسائر المحققة في جيش الاحتلال في المعدات والجنود، بينما ردّت المقاومة العراقية على التهديدات الأميركية بالردّ على كل هجمة جديدة بتصعيد هجماتها على القواعد الأميركية في سورية والعراق، بينما كان اليمن يقف في الواجهة بنجاحه مرتين بإيصال صواريخه إلى إيلات، رغم الاستعداد الأميركي العالي لصدّها، ورغم ما تم تداوله في الصحافة الأميركية عن مشاركة دول جوار البحر الأحمر في صدّ الصواريخ والمسيرات اليمنية ومنها مصر والأردن والسعودية.
في الرياض قمتان عربية السبت، وإسلامية الأحد، وينتظر أن تشهد القمّتان دعوات لمواقف أكثر قوة إلى جانب غزة والمقاومة، ومراجعة الكثير من السياسات والمواقف في ضوء ما يجري وما سوف يجري إذا قيد للاحتلال الخروج منتصراً من هذه الحرب، بينما هو يحظى بالرعاية والدعم من واشنطن بلا حدود رغم حجم المصالح الأميركية مع العرب، فيما تحمل إيران مجموعة من المقترحات الى القمة الإسلامية التي ينتظر أن يشارك الرئيس السيد إبراهيم رئيسي في أعمالها، والموقف الإيراني بدا واضحاً أنه فقد الأمل بالرهان على جدوى الدبلوماسية، حيث قال وزير الخارجية الإيرانية حسين امير عبد اللهيان، إن ما يجري يقول إن اتساع الحرب بات حتمياً.
وتترقب الأوساط السياسية في الداخل والخارج إطلالة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عصر غدٍ السبت على وقع السباق بين التوصل الى هدنة إنسانية ووقف إطلاق النار وبدء عملية المقايضة بين الرهائن الأجانب مقابل إدخال قوافل، وبين تسعير الحرب في غزة ومسار التصعيد الآخذ للانفجار على مستوى المنطقة، في ظل معلومات لـ»البناء» بأن محور المقاومة سينتقل الى مستوى جديد من التصعيد في مختلف الساحات في المنطقة بحال رفضت حكومة الاحتلال الإسرائيلي الهدنة واستمرت بحرب الإبادة على الفلسطينيين، وقد بدأت ملامح المستوى الجديد من التصعيد يظهر تدريجياً من إسقاط أنصار الله في اليمن لطائرة أميركية من الطراز الأول واستهداف إيلات بمسيرة انتحارية وعشرات الصواريخ الباليستية التي أصابت أهدافها بدقة، وفق بيان لأنصار الله مساء أمس، كما واستهداف المقاومة العراقية للقواعد الأميركية في العراق وسورية بشكل عنيف ومكثف حيث تمّ استهداف قاعدة عين الأسد بالصواريخ الثقيلة ثلاث مرات خلال وقت قصير وكذلك قاعدة الحرير، بالتوازي مع تسخين المقاومة الإسلامية في لبنان عملياتها العسكرية ضد مواقع العدو في عمق شمالي فلسطين.
وأشارت مصادر مطلعة لـ»البناء» الى أن المهلة الفاصلة بين الإعلان عن إطلالة السيد نصرالله وموعدها هو مهلة من محور المقاومة للأميركيين لوقف إطلاق النار لا سيما أن الأميركيين أرسلوا أكثر من رسالة مع وسطاء للإيرانيين بأنهم يسعون لإقناع الإسرائيلي بهدنة إنسانية لثلاثة أيام». ولفتت المصادر الى أن «تراجع واشنطن عن فرض هدنة على الإسرائيلي سنشهد موجة تصعيد واسعة في المنطقة»، مشيرة الى أن «صمود المقاومة العسكري والمعنوي والتفاوضي في غزة وإسناد محور المقاومة ورفضه الرضوخ للطلبات الأميركية بتهدئة الجبهات مقابل إقناع الإسرائيلي بالهدنة، دفع الأميركيين لإجبار الإسرائيلي للسير جدياً بهدنة كخيار وحيد».
وأفادت مصادر «البناء» الى تفاوض جدّي على هدنة انسانية ولكن يجري البحث في مراحلها وتفاصيلها وآلياتها ومدتها في ظل خلاف حول بعض النقاط، مرجحة أن يتم الإعلان عنها نهاية الأسبوع خلال القمة العربية وربما يتضمّن بيان القمة الدعوة الى هدنة لكي يظهر بأن الدول العربية هي من فرضت هذه الهدنة.
ومن المتوقع وفق معلومات «البناء» أن يطلق السيد نصرالله مواقف عالية السقف ومعادلات جديدة في إطار الردع للتهديدات الأميركية والإسرائيلية.
وأكد عضو المجلس المركزي في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق أن «أميركا بكل قدراتها وتهديداتها عجزت عن إخراج العدو الإسرائيلي من قعر الهزيمة، ولن تنتهي هذه المواجهة إلا بيوم نشهد فيه العدو الإسرائيلي راكعاً عاجزاً أمام قدرات المقاومة في لبنان وغزة»، مشدداً على أن «العدو الإسرائيلي لا يخشى بيانات القمم العربية ولو بلغت الأطنان، وإنما يخشى طلقة وصاروخ مقاوم في الجنوب وغزة». وقال «إن أهالي غزة المحاصرين لا يريدون من العرب لا جيوشهم ولا أسلحتهم، وإنما أن يقطعوا علاقاتهم مع العدو الإسرائيلي، وألا يسمحوا بمرور الطائرات الإسرائيلية فوق الأجواء الخليجية»، وأعلن أنه «على العدو أن يعلم أنه ما دام العدوان مستمراً على غزة، فإن المقاومة الإسلامية في لبنان مستمرة في عملياتها».
وحمّلت كتلة الوفاء للمقاومة في بيان بعد اجتماعها الدوري «العدو الصهيونيّ مسؤولية التطاول والعدوان على لبنان وتعمّد قتل المدنيين والأطفال وارتكاب المجازر فيهم كالمجزرة التي استهدفت نساء وأطفالاً على طريق عيثرون – عيناثا، وكاعتدائه الآثم قبل أيام على سيارات الإسعاف واستهداف المسعفين في (طير حرفا)، ضارباً عرض الحائط بكل القواعد والقوانين».
وفي سياق ذلك، جدّدت الكتلة موقفها الداعي إلى «ضرورة الإسراع بإنجاز الاستحقاق الرئاسي وإيجاد المخرج المناسب تجنباً للشغور في موقع قيادة الجيش الذي بات استحقاقه داهماً»، ونبهت إلى «مخاطر تعطل عمل مجلس القضاء الأعلى نتيجة التناقص الجاري في عدد أعضائه الحاليين».
وحافظت الجبهة الجنوبية على سخونتها في ظل تصعيد في العمليات النوعية للمقاومة، حيث استهدف حزب الله بصاروخ موجه ثكنة راميم الإسرائيلية قبالة بلدة مركبا في القطاع الأوسط لجنوب لبنان. واندلعت النيران في ثكنة «زرعيت» «الإسرائيلية» بعد استهدافها بصاروخ من لبنان. كما استهدفت المقاومة موقعاً إسرائيلياً في هونين المحتلة.
وأعلن الإعلام الحربي في «حزب الله»، في بيان، أنّ «دعمًا لشعبنا الفلسطيني الصّامد في قطاع غزة، وتأييدًا لمقاومته الباسلة والشّريفة، وإلحاقًا ببيا‏نها السّابق عن الهجوم الصّاروخي على موقع المطلة تؤكّد المقاومة الإسلامية إصابة دبّاباتَي «‏ميركافا» وسقوط طاقمهما بين قتيل وجريح».
كما أعلن الإعلام الحربي في «حزب الله»، في بيان، ‏»استهداف ‌‏مجاهدي المقاومة الإسلامية اليوم قوة مشاة إسرائيلية مؤللة في قرية طربيخا اللبنانية المحتلة (وادي شوميرا) ‏بالأسلحة ‏الصاروخية وحققوا فيها إصابات مباشرة».‏
ونشر الإعلام الحربي مشاهد من عمليّة «استهداف المقاومة الإسلاميّة لعناصر من الجيش الإسرائيلي في محيط ثكنة دوفيف، عند الحدود اللّبنانيّة الفلسطينيّة».
في المقابل واصلت قوات الاحتلال اعتداءاتها على المنطقة الحدودية، وأطلقت قذائف على أطراف بلدتي حولا ومركبا. واعترف المتحدث باسم جيش الإحتلال أن «طائرة بدون طيار تابعة لنا تعرّضت لإطلاق نار فوق «هار دوف» مزارع شبعا المحتلة». وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية الى «إطلاق صاروخ مضاد للدروع من لبنان باتجاه مرغليوت في منطقة إصبع الجليل».
كما استهدف القصف المدفعي الإسرائيلي أطراف بلدات رميش وعيتا الشعب وراميا وبيت ليف بأكثر من 30 قذيفة. وشبت حرائق في أحراج بلدتي رامية وعيتا الشعب جراء قصفهما بقذائف حارقة. كما طال القصف خراج بلدة الهبارية.
وكثفت قوات الاحتلال قصفها على عدد من القرى الجنوبية، واستهدف منطقة مفتوحة في أطراف الأحمدية، وألقى قنابل مضيئة في أجواء وادي هونين. كما شنّ طيران الاحتلال سلسلة غارات جوّيّة على أطراف بلدات الناقورة، علما الشعب، عيترون، راميا، بليدا واللبونة في جنوب لبنان. واستهدفت طائرة مسيّرة إسرائيليّة بصاروخ موجّه، أحد المنازل في بلدة البياضة الجنوبيّة، ولكن من دون وقوع إصابات.
وفيما تتكبّد قوات الاحتلال الاسرائيلي خسائر فادحة بشرية وفي الآليات العسكرية في غزة والضفة وجنوب لبنان، أطلق وزير الدفاع في حكومة الاحتلال يوآف غالانت تهديدات جديدة ضد لبنان، مدعياً بأننا «مصممون على حماية حدودنا، وإذا ارتكب أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله خطأ فسيتحمل حزب الله ولبنان نتائجه».
وفي حادث يثير الاستغراب والشبهة ويرسم علامات استفهام حول دور قوات اليونفيل في الجنوب، دخلت دورية لليونيفيل بلدة الرمادية في قضاء صور من دون مؤازرة من الجيش اللبناني، فتصدّى لها الأهالي وأوقفوها كما منعوها من الخروج إلى حين حضور الجيش إلى المكان.
الى ذلك، أطلق رئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية سلسلة مواقف من التطورات الراهنة، ورأى أن «أسطورة «إسرائيل» سقطت وهذا أكبر إنجاز حققته المقاومة الفلسطينية في 7 تشرين الأول، وأعتقد أن «اسرائيل» لا تستطيع أن تذهب الى حرب واسعة». ولفت الى ان «هناك دولاً تدعم «اسرائيل» بشكل غير مفهوم، وهذا الأمر بدأ يؤثر على قياداتها، والوقت كما يبدو لمصلحة المقاومة».
وفي حديث تلفزيوني شدّد على أن «قوة المقاومة أجبرت «اسرائيل» على أن تعمل ألف حساب. والمقاومة لا تريد لا السيطرة ولا الفرض ولا تغيير الهوية ولو كانت جزءاً من محور وحكمة السيد عامل اطمئنان». وأكد أن «القضية الفلسطينية يجب أن تكون قضية المسيحيين قبل المسلمين. ونحن مع حق العودة وضدّ أن يكون لبنان الوطن البديل ولم يكن مع حق العودة كما الذي هو مع ضربهم في غزة فإن حججهم واهية ومضلّلة».
وفي الشأن الرئاسي، كشف فرنجية أنه «اجتمع مع أغلب السفراء العرب ولم يبلغني أحد بموقف سلبي تجاه ترشحي للرئاسة، وللذين يعتبرون أن حظوظي في الرئاسة انتهت أقول لهم «كلا»، وللذين يقولون إن حظوظي بالرئاسة 100% أقول لهم أيضًا «كلا» وانما حظوظي هي 50 بـ50 والسعودية لم تضع أي فيتو على ترشيحي، وأنا لن أنسحب من الانتخابات الرئاسية الا إذا سحب ترشيحي من رشحني للرئاسة».
واعتبر بأنه «لا بدّ من الحوار والتوافق وفق تسوية يشارك الجميع فيها في الحدّ الأدنى من الأمور وخارج التسوية لا رئيس، وأنا في حال أصبحت رئيساً سأكون رئيساً لكل لبنان ولكن لديّ موقعي وتاريخ واضح. وأنا لديّ حلفاء ولكن لا أحد يُلزمني بموقف وأساساً حلفائي لا يتعاطون بهذه الطريقة».
وكشف رئيس تيار المردة بأنه «اتفق مع رئيس التيار الوطني الحر على 99 بالمئة من المواضيع من تسيير عجلة الدولة وموضوع النازحين وموضوع حق العودة وضرورة انتخاب الرئيس، وأنا أكدت على أنه لا يمكن إملاء شروط على المقاومة، وهو قال إنه لن ينتخبني لكن سيسهل عمل الدولة بحال تمّ انتخابي».
وقال فرنجية: «نحن مع كل خطوة تمنع المؤسسة العسكرية من التضرّر، ومشكلتي مع قائد الجيش ليست رئاسية وظروفه غير ظروفي، وأنا لست ضدّ التمديد لقائد الجيش، ولكن التمديد واحد من خيارات عملية مطروحة. ويجب علينا تسهيل أمور المؤسسة العسكرية التي نحرص عليها».
واعتبر بأن «ليس لحزب الله مشكلة مع قائد الجيش جوزيف عون وهو ملتزم معي برئاسة الجمهورية، ومراكز المسيحيين باقية وسيكون الجميع مرتاحًا بمن فيهم غبطة البطريرك بشارة الراعي الذي من حقّه كما من حقّنا إبداء الرأي».
على صعيد آخر، شهد محيط دار الفتوى مظاهرة حاشدة ضد زيارة السفيرة الأميركية دوروثي شيا الى الدار، وأحرقوا العلمين الأميركي والاسرائيلي ونددوا بالسياسة الأميركية بتغطية العدوان الاسرائيلي على غزة وتداعياتها على المدنيين، ما أدى الى إلغاء زيارة شيا.
ولاحقاً أعلن المكتب الإعلامي في دار الفتوى في بيان «تأجيل زيارة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية في لبنان دوروثي شيا بناء على طلب من مكتب السفيرة شيا». وشدّد المفتي دريان في تصريح بعد أن تظاهر لبنانيون امام الدار احتجاجاً على زيارة شيا، على «ضرورة إيقاف الدعم الأميركي للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والطلب من الإدارة الأميركية الضغط على الكيان الصهيوني بوقف عدوانه على غزة والشعب الفلسطيني وفرض وقف لإطلاق النار وإقامة هدنة إنسانية وتمرير المساعدات الإغاثية لأهالي غزة المنكوبين والعمل على إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف بعد وضع حد نهائي للاحتلال الصهيوني».

 

اللواء
المواجهة في الجنوب تسرِّع إخراج الشغور في قيادة الجيش من التجاذب
تصعيد إسرائيلي ليلاً.. وفرنجية لن ينسحب ومع إراحة المؤسسة العسكرية
لا تنفصل الترتيبات الجارية على أرض المعارك في غزة، عن ترتيبات إدارة الاشتباك الحدودي الذي يتولاه حزب الله بصواريخ الكورنيت والمسيَّرات، واستهداف تحصينات جيش الاحتلال الاسرائيلي، ومواقعه امتداداً الى مستعمراته.
ولئن كانت المواجهات الجارية تتحكم بها حسابات الحرب ضمن المفاوضات الجارية بحثاً عن هدنة أو وقف نار أو ترتيبات تتعلق بما بعد القمة العربية الطارئة في الرياض غداً السبت، وفي اليوم التالي قمة مؤتمر التعاون الاسلامي، فإن التحسب لمرحلة لا يستقيم فيها وقف النار، او خشية الذهاب الى توسع في العمليات الحربية، سواء في ما خص تفعيل خطة الطوارئ أو تجنب الوقوع في الفراغ في قيادة الجيش.
وحسبما توفر من معلومات، فإن الاتجاه لملء الفراغ، عبر تمديد تقني لقائد الجيش العماد جوزاف عون في جلسة يعقدها مجلس الوزراء، قبل استحقاق احالة العماد عون الى التقاعد في الشهر المقبل.
وبدءًا من الاثنين المقبل يبدأ الوفد النيابي الممثل لكتلة الجمهورية القوية جولة على المسؤولين من عين التينة، لشرح ابعاد اقتراح التمديد لرتبة عماد لايجاد حل يجنّب الرئاسة الاولى الفراغ.
وشدّد مجلس البطاركة حول قيادة الجيش انه: «في هذا الظرف الامني الدقيق، والحرب الدائرة على حدودنا الجنوبية، من الواجب عدم المس بقيادة الجيش العليا حتى انتخاب رئيس جديد للجمهورية. ولا يجوز الاعتداد بما جرى في مؤسسات اخرى تجنبا للفراغ فيها. فالموضوع هنا مرتبط بالحاجة الى حماية شعبنا، والى حفظ الامن على كامل الاراضي اللبنانية.. واي تغيير على مستوى القيادة العليا في مؤسسة الجيش يحتاج الى الحكمة والتروي ولا يجب استغلاله لمآرب سياسية شخصية».
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أنه بعدما تراجعت فرضية اندلاع الحرب انطلاقا من تحليل المواقف الأخيرة للأمين العام لحزب الله، عادت لغة الحرب لتسيطر على مخاوف اللبنانيين من جديد، مشيرة إلى أن الاحتمالات التي تحدث عنها السيد نصرالله ستتبلور أكثر فأكثر لاسيما ان هناك توقعا كبيرا بأن تكون كلمته المرتقبة مختلفة عن سابقتها على أن التحفظ قائم لجهة الخطوات المقبلة.
إلى ذلك، أوضحت المصادر نفسها أن التحرك العربي الذي انطلق مع القمة العربية العاجلة قد يخرج بمحاولة ما من أجل إمكانية التوصل إلى حل، على أن المجريات على أرض المواجهات لا توحي بأن ذلك قريب حتى أن وقف إطلاق النار لم يتم تعيين توقيته.
وفي مجال الملفات الداخلية فإن المصادر تحدثت عن تخبط حاصل في الموازنة لجهة كيفية إصدارها فضلا عن الملاحظات على مضمونها ولاسيما الشق الضرائبي.
الى ذلك، اعتبرت مصادر سياسية الانتقادات التي وجهها حزب الله على لسان الشيخ نبيل قاووق، ضد انعقاد القمة العربية يوم غد السبت في الرياض، بأنها تعكس في مضمونها، موقف النظام الايراني،الذي يرى بالقمة المذكورة، التفافا على مساعي ايران وجهودها، لتوظيف عملية طوفان الأقصى، لصالحها بالتفاوض مع الولايات المتحدة الأميركية والغرب في مشاكلها وقضاياها، ونفوذها بالمنطقة العربية عموما، على حساب القضية الفلسطينية ومصالح الشعب الفلسطيني، بعدما اظهر انعقاد القمة العربية، توجها عربيا، لأخذ المبادرة لاظهار موقف عربي جامع ضد الحرب التدميرية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، والتضامن مع الشعب الفلسطيني، سياسيا وماديا، والتشدد في المطالبة بوقف اطلاق النار باسرع وقت ممكن، ووضع تصور عربي جامع للخطوات المطلوبة، لانهاء هذه الحرب، وتحديد وضع القطاع بعد انتهائها والاصرار على حل الدولتين لانهاء الصراع الدائر واعطاء الفلسطينيين حقوقهم بدولتهم.
وتوقعت المصادر ان يكمل الامين العام لحزب الله حسن نصرالله حملة انتقاد انعقاد القمة باطلالته غدا السبت، مع تصعيد مرتقب ضدها، ما يزيد من تردي العلاقات بين لبنان ومعظم الدول المشاركة بالقمة،وينعكس سلبا على مساعي تحسين هذه العلاقات وتجاوز كل مسببات تعكيرها والاساءة اليها من قبل الحزب تحديدا خلال العقدين الماضيين.
وقالت المصادر انه كان الاجدى للحزب تجنب انتقاد انعقاد القمة، والانتظار لمعرفة نتائجها ومقرراتها، قبل التصويب عليها، وتأثيرها في دعم ومساعدة الشعب الفلسطيني لانهاء معاناته المتواصلة، بينما تظهر الانتقادات المسبقة، نوايا ايرانية مبيتة، لان انعقاد مثل هذه القمة، ينزع من يد النظام الايراني اوراقا مهمة، كانت تسعى لتوظيفها في خدمة مصالحها.
وفي أول انعطافة باتجاه الوضع الداخلي، تحدثت كتلة الوفاء للمقاومة في الشأن الداخلي، فدعت:
1 – الى ضرورة الاسراع بانجاز الاستحقاق الرئاسي.
2 – ايجاد المخرج تجنباً للشغور في موقع قيادة الجيش الذي بات استحقاقاً داهماً.
3 – دعوة الى التنبّه الى مخاطر تعطيل مجلس القضاء الاعلى نتيجة التناقض الجاري في عدد اعضائه الحاليين.
وتحدث المرشح الرئاسي سليمان فرنجية عما دار خلال لقاء مع قائد الجيش الذي قال له امس: «أتمنى الا تذهب المؤسسة العسكرية ضحية التجاذبات» وقلت له «سنبحث في صيغة من اجل راحة الجيش».
وكشف فرنجية انه ليس في وارد الانسحاب.. وانه منفتح على اي حوار او نقاش، والسعودية تملك كامل الجرأة ان تبلغني عن فيتو، لو كان هذا موقفها.
واعلن: سمعت ان باسيل يسير بطرح اللواء البيسري لرئاسة الجمهورية.
وردا على سؤال قال فرنجية: مبدئياً اذا لم يحالفني الحظ هذه المرة رئاسياً، فلن اترشح مرة اخرى، ولا بد من الحوار والتوافق وفق تسوية يشارك فيها الجميع، وخارج التسوية لا رئيس.
وفي مقاربة، متواضعة لحظوظه الرئاسية، قال فرنجية ان الذين يعتبرون حظوظي في الرئاسة انتهت اقول لهم كلا، وللذين يقولون ان حظوظي بالرئاسة 100٪، اقول لهم ايضاً كلا، وانما حظوظي هي 50٪، وان السعودية لم تضع اي فيتو على ترشيحي.
ورأى المرشح الرئاسي سليمان فرنجية ان الوقت في حرب غزة لمصلحة المقاوم. وان اسطورة اسرائيل سقطت، وهذا اكبر انجاز حققته المقاومة الفلسطينية في 7 ت1.
تخزين البضائع
وتحسباً لتطورات امنية وعسكرية، عقد اجتماع وزاري في مرفأ بيروت، بحضور الوزراء علي حمية، وعباس الحاج حسن، وأمين سلام وجورج بوشكيان، ويتعلق بعملية تخزين البضائع ، كما تطرق البحث الى موضوع سلامة الغذاء، وتخزين البضائع لدى الادارات والجهات المعنية.
قصف وحرائق يشتد ليلاً
وفي اليوم الخامس والثلاثين «لطوفان الأقصى» بقي الوضع الحدودي الجنوبي على حاله..
واستهدف القصف بعد ظهر امس اطراف رميش وراميا وعيتا الشعب وشبت حرائق في احراج بلدتي رامية وعيتا الشعب جراء قصفهما بقذائف حارقة.كما طال قصف مدفعي اسرائيلي خراج بلدة الهبارية.
في المقابل، اندلعت النيران في ثكنة «زرعيت» «الإسرائيلية» بعد استهدافها من لبنان.وتم ايضا إستهداف موقع إسرائيلي في هونين المحتلة.
واستهدف حزب الله بصاروخ موجه ثكنة راميم الإسرائيلية قبالة بلدة مركبا في القطاع الأوسط لجنوب لبنان فرد الجيش الاسرائيلي باطلاق قذائف على اطراف بلدتي حولا ومركبا.
وليلاً، هاجم الجيش الاسرائيلي ما اسماه اهدافاً في جنوب لبنان، وشن غارات عنيفة وقوية على اطراف قرى في قضاء بنت جبيل، سُمعت اصداؤها في مدينتي صور ومرجعيون.. وطاول القصف تلال علما الشعب في القطاع الغربي.

 

الأخبار
قائد الجيش يطلق معركة التمديد والرئاسة
فتح قائد الجيش العماد جوزف عون معركة التمديد له في اليرزة. وهو، بسعيه إلى تأمين غطاء بكركي لبقائه في منصبه، يضاعف من الحساسيات التي ترافق محاولات إيجاد سبل للخروج من مأزق الفراغ في مركز القيادة وتأمين مخارج واضحة
قبل شهرين من انتهاء ولايته، فتح قائد الجيش العماد جوزف عون، من دون أي لبس، معركة التمديد لنفسه في منصبه. زيارته لبكركي الأسبوع الماضي، بعد عودة البطريرك بشارة الراعي من سفر طويل، لم تكن لتهنئته بالسلامة، بل طلباً لحماية الراعي الذي أبدى تأييداً للتمديد لعون، ورفض تعيين بديل منه، في تباين واضح مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الذي زار بكركي عشية زيارة قائد الجيش.
لذا، لم يعد ممكناً لقائد الجيش القول إنه لا يطلب شيئاً لنفسه في ملف رئاسة الجمهورية، ولا في التمديد له كجسر عبور إلى قصر بعبدا. وإذا كان في الأشهر الماضية التي تلت انتهاء عهد العماد ميشال عون، لم يدخل بازار الرئاسة علناً، إلا أنه جهر بوضوح، ومن دون مواربة، برغبته بالتمديد له على رأس المؤسسة العسكرية. فبعدما بات الوقت ضيّقاً وضاغطاً، صار من الملحّ، إذا ما أراد الحفاظ على حظوظه الرئاسية، أن يسرّع خطواته للبقاء في منصبه، في وقت تصاعدت الحملة السياسية لمنع التمديد له. وبالتالي، لم يعد في جعبته سوى الإطلالة العلنية من بكركي ومحاولة الحصول على غطاء منها، وهو ما ناله بالفعل. غير أن ذلك لن يمر من دون تداعيات داخلية. فرغبة قائد الجيش ليست ورقة يمتلكها وحدَه في نهاية المطاف، إذ إن القرار الفعلي في أيدي لاعبين محليين وخارجيين، وكل ما يمتلكه «القائد» اليوم، معركة مضادة لقطع الطريق على أي سيناريوهات – أياً تكن هوية المستفيدين منها – تنهي ولايته في 10 كانون الثاني المقبل.
وفي معلومات على جانب من الصدقية، لا تمانع واشنطن تعيين قائد جديد للجيش. وهي تفضّل دوماً «الجانب الآمن» في ملف حساس كموقع قيادة الجيش، ووضوحاً في طرق حله، ولا تحبّذ الجو التصادمي الداخلي حولها، نظراً إلى أهمية المؤسسة عسكرياً وأمنياً، ولموقعها المختلف عن حاكمية مصرف لبنان. لذلك، ترغب بجلاء الغموض وعدم ترك المؤسسة تغرق في بلبلة داخلية نتيجة عدم الاتفاق على مخرج واضح. وبحسب المعلومات نفسها، فإن واشنطن لم تكن مرة متمسّكة بشخص قائد الجيش، بقدر تمسّكها بموقعه. وما دام أن أي ضابط سيتولى المسؤولية سيكون على تماس وتنسيق دائم معها، لن تتوقف المساعدات التي لا ترتبط بشخص القائد. أضف إلى ذلك ما تردّد في واشنطن، في الأشهر الأخيرة، من كلام له صدى فاعل حول ملاحظات على أداء عون تحت وطأة سعيه إلى رئاسة الجمهورية، ولا سيما بعد المناورة العسكرية التي أجراها حزب الله في الجنوب في أيار الماضي. علماً أن هناك في المقابل، حملة لبنانية المنشأ بدأت في العاصمة الأميركية «تهوّل» من مخاطر ترك قائد الجيش الحالي منصبه بحجّة عدم وجود مخرج قانوني مناسب لتأمين بديل منه، وبأن خروجه سيتسبب بفوضى في المؤسسة.
واشنطن لم تكن مرّة متمسّكة بشخص قائد الجيش بقدر تمسّكها بموقعه
وهنا تُطرح أسئلة بين بيروت وواشنطن حول فاعلية المخارج المتداولة. فإذا كان مجلس الوزراء قادراً على تعيين رئيس للأركان، لماذا تعيين بديل بدل تعيين الأصيل، في حال كان الهدف تأمين عمل الجيش بسلاسة ومن دون عوائق. والتذرّع بأن مجلس الوزراء لم يعيّن حاكماً للمصرف المركزي، ومديراً عاماً للأمن العام، لا ينطبق على حالة الجيش الذي يحتاج إلى وجود فاعل من دون مآخذ سياسية وقانونية. وحتى الآن لا يوجد عائق سوى ما ترفضه بكركي من عدم جواز تعيين قائد للجيش في غياب رئيس للجمهورية يفترض أن يعيّن هو رأس المؤسسة العسكرية. لكنّ انتخاب رئيس لا يبدو واقعاً في المدى المنظور، ما يعني ترك المؤسسة في موقع ملتبس لشهور طويلة.
وبين رفض الحزب التقدمي الاشتراكي رمي كرة النار في ملعب رئيس الأركان وحده، والتباين المسيحي حيال مصير القيادة العسكرية الحالية، لم يقل حزب الله كلمته النهائية بعد، رغم أنه أساساً رفض التعيينات سابقاً في مجلس الوزراء في ما يتعلق بالحاكمية وبالأمن العام. لكنه، في هذه المرحلة التي تلوح فيها مخاطر حرب غزة، لا يريد الضغط على حلفائه المسيحيين، وفتح باب الخلافات مجدداً مع التيار الوطني الحر الذي وقف إلى جانبه، أو مع تيار المردة، وتبعاً لذلك لن يوافق على التمديد لعون من دون رضى التيار. وهو، في المقابل، لا يريد مشكلة إضافية مع المسيحيين، أو استفزازهم، في ترك الفراغ في قيادة الجيش، أو تأمين مخرج لا يتوافق الجميع على قانونيته. وهنا ثمة كلام عن أنه سيقف إلى جانب بكركي إذا وقفت الأخيرة موقفاً واضحاً مما يجري في غزة وغادرت الحياد البطريركي إلى تسمية الأشياء بأسمائها، ما يفتح حينها عند كل الأفرقاء باب البازار والأثمان السياسية، ويجعل الأسابيع المقبلة محكاً لصلابة التحالفات والتعهّدات.

COMMENTS