يستخدم قادة الاحتلال الإسرائيلي اللغة العنصرية لتبرير «العقاب الجماعي» لسكان غزة، ولاستباق أي انتقاد وإدانة لعمليات القتل للمدنيين، بالقول إنّ حماس «تختبئ خلف المدنيين»، و«الفلسطينيون حيوانات»، و«القانون أمام الفوضى». علماً أنّ لدى جميع الشعوب المُستعمَرة، يقاوم الفلسطينيون في منطقة محاصرة براً وجواً وبحراً، وهي الأكثر كثافةً سكانيةً في العالم، وإسرائيل والغرب يعرفان ذلك ولكن لا أحد يهتم.
إن مقاومة الفلسطينيين هي التعبير المركّز عن كل المظالم التي ارتُكبت بحقهم. ولكن لن يكون لدى نتنياهو وحلفائه الفاشيين الآن أي وازع أو تردد في التوقيع على إبادة الفلسطينيين. المؤسف أكثر أنّ الدول المؤثرة في العالم قرّرت الوقوف إلى جانب إسرائيل. وبالنسبة إليهم، بدا الهجوم الفوري على إسرائيل بمثابة إشكالية «غير إنسانية» و«إرهابية». إن الظلم والاحتلال اللذين يعيشانه الفلسطينيون منذ أكثر من سبعة عقود، لا يعني لهم شيئاً. لدى العالم الليبرالي مجموعة من الضحايا «اللائقين» و«غير اللائقين». إن معاناة الأوكرانيين مسألة تثير قلقاً عالمياً لأنهم «عصريون»، لكن الفلسطينيين لا تنطبق عليهم هذه الشروط، لذا فهم خارج قائمة التضامن والدعم.