«هذا الصباح» من الإذاعة العُمانية يعرض مشاكل المواطنين وهمومهم!

بعد كسر الحصار على دير الزور، الرئيس الأسد : “لتطهير المنطقة من الإرهاب واستعادة الأمن والأمان حتى آخر شبر من البلاد”
“قناة الحرة” … ست سنوات من الفشل المتواصل (العرب يزدرون إعلام الإدارة الأميركية)
بريطانيا : لدينا طائرات حربية أكثر من الطيارين ومشاكل في التدريب!

قبل سنوات، علت النداءات من مجلس الشورى العُماني والمؤسسات الخاصة، لرفع الاحتكار الحكومي في السلطنة لوسائل الإعلام المرئية والمسموعة، للخروج من تقليدية الإعلام الحكومي المعتمد على الدعاية والتركيز على الجوانب التنموية، باتجاه مناقشة أوسع لقضايا المجتمع المعاصرة، واعتماد أسلوب مختلف في طرح الموضوعات التي تهم الناس.
وحتى سنوات خلت، لم يكن في سلطنة عُمان إلا قناة تلفزيونية واحدة وإذاعة واحدة (تضاف إليها قناة جامدة على موجة «أف أم» تقدم الأغاني فقط»، وهي كلها تابعة لوزارة الإعلام.
وركز التلفزيون والإذاعة سياستهما على قضايا العمل التنموي والحديث عن المنجز المحلي، بصياغة رسمية تعتبر أن الرأي هو موقف عام. لكن الإذاعة فتحت قناة أخرى لم يشأ المسؤولون العُمانيون تسميتها إذاعة، إذ أطلق عليها «برنامج الشباب». وبدأت الانطلاقة الأولى باتجاه تعدد الأصوات الإذاعية، وكسر الحاجز الوهمي أمام التعدد، والذي كانت الخشية منه مبالغاً فيها. وعلى أثير «برنامج الشباب» وجد المستمع العُماني أسلوباً آخر لدى مذيعي البرنامج، اتصالات ودردشات جعلت من الرزانة الرسمية «أمراً بالياً». وصار على المستمع في السلطنة اعتياد «رقة» مذيعة تتبادل معه الحديث الودّي، وبلهجة محلية بددت الشكل الرسمي إلى حد كبير.
لكن بقي السؤال عن الإذاعات الخاصة حاضراً، على اعتبار أن كل دول العالم توجد فيها عشرات أو مئات الإذاعات الخاصة، وحان الوقت لفتح فضاء الإعلام أمام المؤسسات والشركات لأخذ حصتها من مساحة الانفتاح الإعلامي (ضمن انفتاحات أخرى شملت الاتصالات على سبيل المثال).
وقبل عامين خرجت إلى النور، أول إذاعة خاصة حملت مسمى «هلا مسقط» تبث على موجة «أف أم». وينحصر بثها في محافظة مسقط، وتدار من شقة صغيرة في أحد أحياء مدينة الخوير، أبرز مدن محافظة العاصمة. لكنها بقيت تعاني الرقابة على برامجها، فحين تشاء الخروج من قيد «التصريح» الممنوح لها، يتم تذكيرها رسمياً بأنها إذاعة ترفيهية ليس من حقها طرح برامج تبحث في الموضوعات الاجتماعية والاقتصادية. فتعود «هلا مسقط» سريعاً إلى البرامج المعتمدة على الأغاني وطلبات المستمعين والبحث عن مسميات للتواصل مع الجمهور.
وأبقت «هلا مسقط» على برنامج يتيم عنوانه «لا تقلب الصفحة»، تسعى مذيعته باسمه الراجحي إلى الاقتراب من القضايا الاجتماعية والاقتصادية التي تطرحها الصحافة المحلية، وفي شبه تحايل تستضيف بعض الصحافيين لطرح موضوعات ساخنة.
لكن الحكومة فاجأت المستمعين مطلع نيسان (أبريل) الجاري، ببرنامج جديد عنوانه «هذا الصباح»، ليكون نقطة ساخنة وجريئة لمدة تزيد عن أربع ساعات متواصلة، تتلقى الاتصالات من المواطنين وتفتح الحوار مع المسؤولين الكبار في الوزارات والمؤسسات الحكومية. وعلى الهواء مباشرة يتم ذكر اسم المسؤول الذي لا يرد على اتصالات البرنامج، علماً أن هناك رسالة حكومية مشددة لكل المسؤولين فيها للرد على اتصالات «هذا الصباح»، والرد على الاستفسارات والقضايا.
وحظي البرنامج باهتمام غير اعتيادي من المستمعين، بسبب لغته القوية والمميّزة في مخاطبة المسؤولين في إلغاء واضح للخطاب التقليدي المعتاد بين الإعلامي والمسؤول في عمان. ووجد الناس صرامة في الحديث عن الوزارات، بما كان يعد أمرا «ممنوعاً» في السابق. ولا يعتمد «هذا الصباح» على «الفاكس» في ردود الوزارات أو ما تقوله دوائر العلاقات العامة. فلا يرضى القيّمون على البرنامج إلا برد المسؤول المعني. وقد تعلو نبرة خطاب المذيع، في طرح علامات الاستفهام، ويتهم المسؤولين بأنهم يبدون كأنهم ليسوا معنيين بالمواطنين والمقيمين. كما يفضح على الهواء مباشرة كبار المسؤولين الذين يبرّرون عدم الرد بوجودهم داخل اجتماع ينتهي في الحادية عشرة مثلاً، مع انتهاء فترة البرنامج. ويحظى البرنامج بنسبة متابعة عالية من المستمعين داخل السلطنة، وأيضاً من المسؤولين المهتمين برصد قضايا المواطنين.

مسقط ، محمد سيف الرحبي 20 نيسان 2008

Please follow and like us:

COMMENTS