اللواء
بيروت منكوبة بالتقنين.. وفيتو أميركي على الكهرباء السورية!
لودريان السبت في بيروت: رسالة بلهجة حادّة.. وابراهيم في الكويت.. والكورونا «تحرج» التعبئة
قبل أيام قليلة عن مواعيد ضربت لاستئناف التحركات الشعبية على نطاق واسع، وأشمل، وربما أكثر تأثيراً، بعد الوعود «غير القائمة» لوزير الطاقة ريمون غجر بتراجع التقنين القاسي، الذي ذهب بعيداً في «الثأر» من المواطن اللبناني، سواء استخدم المولدات أم لا، بحيث تبدّلت الصورة رأساً على عقب، وأصبح التقنين في أحسن حالاته ساعتين يومياً فقط في غالبية المناطق، وساعتين، وربما أربعة في العاصمة بيروت.
وفي عز أيام الصيف، تموز وآب، من دون أفق منتظر أو متوقع، حتى من قبل مؤسسة كهرباء لبنان، التي تنتقل من تحقيقات الفيول، إلى أزمة المياومين، واجراء الأكراء، وهي خافتة الصوت، حتى الموت..
وإذا كانت أرقام الإصابات، بجائحة كورونا، حلّت محل الانشغال بارتفاع سعر الدولار، الذي توقف عن الصعود «مؤقتاً»، بعدما ضخ المصرف المركزي ملايين الدولارات للمصارف لتوفير السيولة اللازمة لاستيراد السلع، في وقت لم يلمس فيه المواطن، أو المستهلك امراً ملموساً، أو انخفاضاً قائماً، مما دفع المواطنين في كل مناطق لبنان، للنزول إلى الشارع، تنديداً بالعتمة، واحتجاجاً على عجز الطبقة السياسية عن الوفاء بأي من التزاماتها، لا في أيام الحكومات الخالية، ولا في أيام حكومة مواجهة التحديات.
مع أزمة الكهرباء الحادّة، المترافقة مع أزمات المياه والنفايات والاكتظاظ، والتلوث، بدت بيروت، وكأنها مدينة منكوبة: فبعد ان خصصها مجلس الوزراء بالتغذية بالكهرباء لعشرين ساعة، كعاصمة للبنان ومركز النشاط الرسمي والاقتصادي، أصبحت في أيام حكومة مواجهة التحديات ساعتين أو ثلاث يومياً، بسبب عدم وجود الفيول، حيث يخضع العاملون في مختبراته إلى التوقيف.
ويشعر البيرتيون، من أبناء العاصمة وسكانها ان ثمة تمييزاً فاضحاً، لجهة استهداف بيروت أو معاقبتها لاعتبارات سياسية، بالنظر إلى ان بعض الضواحي وبعض المناطق تحظى بضعفي ما تزود به بيروت.
والسؤال: هل هو عقاب أم تنفيذ لرغبة مسؤول، إذ كان النائب جبران باسيل عندما كان وزيراً للطاقة يطالب بمساواة بيروت مع باقي المناطق التقنين (راجع ص 2).
إبراهيم في الكويت
وسط هذه الأجواء الحياتية القاتلة، اهتمت الأوساط السياسية بوصول المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم إلى الكويت، موفداً من الرئيس ميشال عون، غداة اتصال جرى بين رئيس الجمهورية وأمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، لنقل صورة دقيقة على الوضع، وامكان الاستفادة من المساعدة الكويتية.
ونقل اللواء إبراهيم قوله، قبل سفره: ان شاء الله خير..
وقد استفسر الشيخ صباح خلال الاتصال عن اوضاع لبنان واحواله والصعوبات التي يمر بها، فشرح له الرئيس عون طبيعة المشكلات التي يمر بها ماليا واقتصادياً. فطلب الامير من عون البحث في ما يمكن ان تقدمه الكويت الى لبنان من دعم ومن دون تحديد اي تفصيل. فقرر عون إيفاد اللواء ابراهيم الى الكويت للقاء الامير ولقاء وزير الخارجية الكويتية الشيخ الدكتور احمد ناصر المحمد الصُباح وبعض المسؤولين الاخرين، وعرض اوضاع لبنان وللاستماع الى ما يمكن ان تقدمه الكويت في المجالات الممكنة لا سيما التعاون النفطي والاغاثة والدعم الاجتماعي، علماً ان الكويت لم تعرض اي مساعدة محددة ولا في اي مجال، بل تنتظر ما سيحمله اللواء ابراهيم.
وفي سياق متعلق بالتحركات من أجل مساعدة لبنان، توقعت مصادر سياسية بارزة أن تواجه زيارة وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان الى لبنان يوم السبت المقبل نقاشات صريحة ومحرجة مع الرؤساء الثلاثة ووزير الخارجية ناصيف حتي لجهة موقف فرنسا من التعاطي مع الازمة المالية والاقتصادية التي يواجهها لبنان، بعد المواقف الحادة التي اطلقها الوزير الفرنسي مؤخرا واتهم فيها حكومة حسان دياب بعدم الوفاء بالالتزامات التي قطعتها منذ تأليفها لتحقيق الاصلاحات المطلوبة لمساعدة لبنان خارجيا لحل ازمته المالية بالرغم من مرور اكثر من مئة يوم على تشكيلها، والاهم في مضمون الزيارة هو في كيفية اعادة التفاهم مع الحكومة الفرنسية من جديد ووضع مقررات مؤتمر «سيدر» موضع التنفيذ الفعلي بعدما كان الجانب الفرنسي ومن خلال السفير في لبنان قد ابلغ الرئيس دياب في لقاء عاصف جرى منذ قرابة الشهر بأن حكومته اوقفت كل الاتصالات مع الجانب اللبناني لتنفيذ «سيدر» بعدما تملصت الحكومة من وعودها بتنفيذ سلسلة الاصلاحات الموعودة. ونقلت المصادر عن مطلعين على فحوى ما جرى بالقول ان السفير الفرنسي خاطب دياب بالقول كيف تريدون مساعدة فرنسا وتضربون عرض الحائط بالاصلاحات، بل تمعنون في إتخاذ قرارات معاكسة كما حصل في العودة عن قرار اقامة معمل للكهرباء في سلعاتا وبالتعيينات المالية وغيرها من الاجراءات التي لا تعبر عن نية حقيقية لتنفيذ الاصلاحات لغايات ومصالح ضيقة.
إلى ذلك، علم، لدى أوساط معنية ان السفيرة الأميركية في بيوت دورثي شيا، نقلت طلباً يشبه «الفيتو» على استمرار شراء الكهرباء من سوريا، لتجاوز النقص في الكهرباء، والتقنين الخطير الذي يواجه لبنان.
وكان الرئيس دياب قال من دار الفتوى، بعد لقاء المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان السبت الماضي حول لقائه مع السفيرة دورثي: «تداولت مع السفيرة الأميركية في مواضيع عدة وهي أبدت كل استعداد لمساعدة لبنان في مجالات مختلفة». ولفت الى أن «في المفاوضات مع صندوق النقد الدولي نحن قلبنا الصفحة على المناقشات التي حصلت وبدأنا نتحدث عن الإصلاحات الاساسية المطلوبة والبرنامج الذي سيتم التوافق عليه بين الصندوق ولبنان وهذا ما سيعيد الثقة وسيفتح الباب على مشاريع كثيرة». (راجع ص 2).
تغير في الموقف!
وتزايدت التفسيرات لإعادة الانفتاح الأميركي على الحكومة عبر حركة السفيرة الأميركية.
وكشفت مصادر قيادية في 8 آذار، سبب هذا التحوّل بأن واشنطن تبلغت رسالة من هذا الفريق ضرورة كف يد السفيرة الأميركية عن لبنان، منعاً لخيارين خطيرين: الأوّل الذهاب شرقاً على مستوى رسمي، والثاني، فتح الجبهة الجنوبية، والتضييق على إسرائيل، عبر استهداف البواخر العسكرية والتجارية على امتداد المتوسط، بما في ذلك التلويح باستهداف «منشآت نفط العدو».
وفي المعلومات تحذير واشنطن من تشجيع المساس بالأمن على خلفية ما ينقل من معلومات عن جهات دولية تمول مجموعات لبنانية للتحرك علي خلفية قرار المحكمة الدولية المنتظر في 7 آب.
ويعود «الكابيتال كونترول» إلى الواجهة، مع جلسة تعقدها لجنة المال والموازنة اليوم، وعلى جدول أعمالها اقتراح قانون الكابيتال كونترول، تجتمع بعدها اللجنة الفرعية برئاسة النائب إبراهيم كنعان للبحث في التوسع في صلاحيات هيئة التحقيق الخاصة في مصرف لبنان للكشف عن الحسابات المصرفية تلقائياً.
وعزا أمين سر نقابة الصرافين محمود حلاوي أسباب انخفاض الدولار إلى استئناف النشاط التجاري، مع عودة المغتربين والسيّاح، عبر مطار بيروت، وانتظار التجار والمستوردين السلة الغذائية، فضلاً عن المفاوضات الجارية مع عدد من الدول حول المساعدات الممكنة للبنان.
التحركات
وعمت التحركات الاحتجاجية على قطع الكهرباء العاصمة ومعظم المدن والاقضية واعتراضاً على الفقر، وانعدام فرص العمل.
واطلق مئات من الناشطين في مسيرة من ساحة رياض الصلح إلى مقر جمعية المصارف في الجميزة، ثم إلى مصرف لبنان، ودعوا إلى «استقالة الحكومة» ومحاسبة السارقين والفاسدين واسترداد الأموال المنهوبة، وكذلك في طرابلس والنبطية، وبعلبك..
وأفيد ليلاً، ان سفينتي إنتاج الكهرباء فاطمة غول واورهان بيه، زادتا طاقتهما الانتاجية للتيار الكهربائي، بعدما تمّ تأمين الفيول اويل، وهما تتجهان نحو 250 ميغاوات، فهل سيؤدي ذلك إلى تحسن التغذية بالكهرباء.. بانتظار بيان مؤسسة الكهرباء.
وغرّد الوزير ريمون غجر ان: استيراد الفيول بدأ يصل إلى مؤسسة كهرباء لبنان تباعاً، والتغذية في التيار ستتحسن بدءاً من اليوم، وستظهر النتائج قريباً.
2344
صحياً، اعلنت وزارة الصحة العامة تسجيل 166 اصابة كورونا جديدة رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 2344.
وأفاد مستشفى رفيق الحريري الجامعي ان بينها 5 حالات حرجة، وأنه تم اجراء 378 فحصاً، ولم تسجل أية حالة شفاء جديدة.
وقلل وزير الصحة حمد حسن من شأن الإصابات المرتفعة (131 بفيروس كورونا) بين العاملين في شركتي لفرز النفايات.. بالقول: الإصابات معلومة المصدر، وإمكانية نقل العدوى قائمة، لكن بنسبة غير عالية..
وتجتمع اللجنة العلمية صباحاً، وبعد الظهر تجتمع لجنة كورونا، وستطلب تشديد الإجراءات، بدءاً من الحث بالالتزام بالتدابير الوقائية بما في ذلك، فرض غرامة 50.000 ليرة لبنانية مع العلم ان هذا المبلغ لا يمكن ان يتحمله المواطن حسب الوزير حسن، الذي كشف عن 35 إصابة في مستشفى الزهراء، وعدد آخر في 3 مؤسسات استشفائية أخرى.
ومن غير المستجد دعوة مجلس الدفاع الأعلى للاجتماع، لمناقشة الزيادة المفجعة بأعداد المصابين بالكورونا، على أساس أنه لا بدّ من قرارات رادعة، بما في ذلك الاقفال.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأخبار
تخفيض سياسي لسعر الدولار؟
الدولار ينخفض خلال ثلاثة أيام نحو ألفي ليرة. وهو مرشح لمزيد من الانخفاض. السعر الحالي أقرب إلى السعر الواقعي، لكنه يطرح السؤال عن الجهة القادرة على رفعه في أيام إلى مستويات مخيفة، والقادرة أيضاً على تخفيضه ساعة تشاء. صحيح أن عوامل قليلة تسهم في تخفيف الطلب على الدولار، إلا أنه يبقى للسياسة وصراعاتها الدور الأبرز في العبث بمصير المقيمين في لبنان. وهذه السياسة اختارت الابتعاد عن طريق صندوق النقد، لصالح تحميل الخسائر لكل الناس، فيما يجري حالياً السعي إلى تأمين الحد الأدنى من مقوّمات الصمود عن طريق بعض الدول العربية، ولا سيما العراق والكويت وقطر.
الدولار انخفض إلى ما دون الستة آلاف ليرة. هذا ما تشير إليه التطبيقات الإلكترونية، التي تحوّلت إلى متحكم في السوق. لكن مع ذلك، فإن هذا السعر يبقى غير قابل للتداول إلا لشراء الدولارات من قبل الصرافين. أما العكس، أي بيعهم للدولار بهذا السعر فيبقى متعذراً، ومحدوداً (اشترى عدد من الأفراد مبالغ ضئيلة من الدولارات – أي أقل من ألف دولار – بـ5800 ليرة للدولار الواحد). الأهم أن الانخفاض يبدو مستمراً، وسط الحديث عن قرار بإعادته إلى سعر يقارب أربعة آلاف. هذا خبر كفيل بدعوة الناس، أو من يخزّن منهم الدولارات، إلى البيع تجنباً للمزيد من الخسائر. لكن في المقابل، فإن غياب الثقة يجعل حركة البيع محدودة، انطلاقاً من أن التخفيض سياسي وغير مبني على وقائع سوقية حقيقية، إضافة إلى لجوء صرافين أمس إلى إعادة رفع السعر إلى ما فوق الـ7500 ليرة.
لكن، هل حقاً ثمة من يملك قرار تخفيض السعر؟ لرياض سلامة دور رئيسي في التحكم بسعر العملة. كلما ضخ المزيد من الدولارات، انخفض السعر. لكن على ما يظهر فإن المصرف المركزي لم يتدخل بالشكل المطلوب، فكانت النتيجة وصول سعر الدولار إلى مستويات مقلقة.
كثر يثقون بأن للسياسة وصراعاتها دوراً في تخطي الدولار لأي سعر منطقي. لكن مع ذلك، فقد يكون هنالك بعض العوامل التي ساهمت في تخفيض السعر، وأبرزها افتتاح المطار، مع توقعات بدخول ٥ ملايين دولار يومياً عبر المغتربين، ثم توسيع السلة الغذائية المدعومة على سعر ٣٨٥٠ ليرة. وهو ما أدى عملياً إلى زيادة المعروض من العملة الأميركية مقابل تخفيف ضغط التجار على طلب العملة من السوق السوداء.
كذلك، يؤكد مصدر متابع أن عودة الحرارة إلى العلاقة بين النائب جبران باسيل وحاكم مصرف لبنان، بمسعى من الرئيس نبيه بري، يمكن أن تكون قد ساهمت في تخفيف الضغط على الدولار. وإذ تشير المصادر إلى أن باسيل طلب من سلامة التدخّل لتخفيض سعر الصرف، إلا أنها تلفت أيضاً إلى أن التواصل بين الطرفين لم يخلص إلى الاتفاق على سلة إجراءات جوهرية لوضع الأزمة الراهنة على سكة المعالجة.
إلى ذلك، مع كل يوم يمر، يتضح كم صار احتمال الاتفاق مع صندوق النقد بعيداً. بالشكل لم يبق في الفريق المفاوض إلا قلة متمسكة بالخطة الحكومية، بعدما مال الجميع باتجاه الاتفاق السياسي الذي عبّرت عنه اجتماعات لجنة تقصي الحقائق، وعنوانه تحييد المصارف عن دفع ثمن مقامرتها بأموال المودعين. أما في المضمون، فيؤكد مطلعون على المفاوضات أن المراوحة صارت سيدة الموقف، بعد أن ساهم الخلاف المفتعل على الأرقام في فرملة أي تقدّم. وفيما تردّد المصادر أن المفاوضات دخلت في موت سريري، فإنها تشير إلى أن «حزب المصرف» نجح في تنفيس الخطة الحكومية، بعدما لم يتحقق منها شيء حتى اليوم.
فلا أنجزت عملية تحويل 15 في المئة من الودائع التي تزيد على ٥ ملايين دولار إلى أسهم (تمليك أصحاب هذه الودائع أسهماً في المصارف)، ولا استرد، أو حتى بدأت إجراءات استرداد، فائض الفوائد التي دُفعت في الهندسات المالية (تُقدّرها الحكومة بنحو 20 مليار دولار)، ولا استعيدت الأموال التي أخرجت من لبنان، بشكل استنسابي، ما بعد إغلاق المصارف في تشرين الأول الماضي. ما يجري حالياً هو العكس: السعي إلى تحميل الناس الكلفة الكاملة، وهي عملية بدأت بالفعل، إذ يمارس حاكم مصرف لبنان، يومياً، عملية نقل الخسائر من القطاع المصرفي إلى جيوب الناس، من خلال التضخم الذي يسببه ضخ كميات كبيرة من العملة المحلية في السوق، ومن خلال حجز أموال المودعين، وإجراء «هيركات» إلزامي على الودائع، التي تُدفع بالليرة حصراً وبأقل من سعرها بكثير. لكن مع ذلك، فإن رئيس الحكومة حسان دياب كان قد طمأن، بعد لقائه المفتي عبد اللطيف دريان، إلى أن «صفحة المناقشات التي حصلت خلال الأسابيع الست الماضية قد طويت، ومن هذا المنطلق بدأنا نتحدث عن الإصلاحات الأساسية المطلوبة والبرنامج الذي يجب أن يتم التوافق عليه بين صندوق النقد ولبنان».
تفاؤل دياب يتناقض مع ما يتردد من مصادر متابعة للاجتماعات من أن الضغط السياسي سيؤدي إلى استنزاف للبلد وتمديد للمفاوضات، إلى حين إعلان فشلها، ومن ثم إنقاذ المساهمين في المصارف من خلال بيع الدولة ومرافقها وأراضيها.
إلى ذلك الوقت، فإن محاولات خجولة لا تزال تجري لتخفيف الانهيار وتأمين حد أدنى من مقومات الصمود، ولا سيما منها الفيول الخاص بالكهرباء. وبعدما كان له مسعى مع العراق، توجه المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم إلى الكويت، مبعوثاً من الرئيس ميشال عون. وقبل أن يلتقي أمير الكويت صباح الاحمد الجابر الصباح، أشار ابراهيم، في حديث صحافي، إلى أن الزيارة «تأتي في إطار استكمال جولة عربية من العراق الى قطر وبلدان أخرى بهدف البحث عن حلول للأزمة القائمة». وقال إنه سيستمع إلى طروحات المسؤولين الكويتيين بشأن مساعدة لبنان، «كما سيتشاور معهم في اقتراحات ينقلها من الجانب اللبناني للمساعدة في تخطي الأزمة الحالية».
في هذا الوقت، كان البطريرك الماروني بشارة يستكمل ما بدأه من سعي لتحميل جزء من اللبنانيين مسؤولية الأزمة الحالية، والدفاع عن منظومة المصارف عبر تحويل السهام إلى غير هدفها «الطبيعي». وقال أمس إن اللبنانيين «لا يريدون أن يتفرَّد أيُّ طرفٍ بتقرير مصير لبنان، بشعبه وأرضه وحدوده وهويَّته وصيغته ونظامه واقتصاده وثقافته وحضارته، بعد أن تجذَّرت في المئة سنة الأولى من عمره! ويَرفُضون أن تعبث أيَّةُ أكثريَّةٍ شعبيَّةٍ أو نيابيَّة بالدستور والميثاق والقانون، وبنموذج لبنان الحضاريّ، وأن تعزله عن أشقَّائه وأصدقائه مِن الدُّوَل والشُّعُوب، وأن تنقلَه من وفرة إلى عوز، ومِن ازدهارٍ الى تراجُعٍ، ومِن رُقيٍّ إلى تخلُّف».
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البناء
عودة التأرجح في سعر الصرف تثير التساؤلات… وقسوة تقنين الكهرباء تُسقط وعد الوزير
دياب واثق من الانفراج في مفاوضات الصندوق… ولبنان لن يكون تحت سيطرة أحد
إبراهيم في الكويت لبرمجة مساهمة ماليّة ونفطيّة… وموجة كورونا الجديدة تدقّ الباب
على إيقاع الاحتفال بذكرى حرب تموز عام 2006 يكتب لبنان مساره السياديّ في مواجهة الأزمة الاقتصادية والمالية، فالخطوات التي بدأت لن يتم التراجع عنها، ولو انفتح على لبنان الذين كانوا يغلقون بوجهه الأبواب، لأنها ليست خطوات تفاوضية بل خيارات تنطلق من التمسك بالسيادة ومضمونها البناء الإنتاجي والانفتاح في كل اتجاه، ومنع وقوع لبنان تحت سيطرة أي قوة تريد التحكم بقراراته السيادية من باب إمساكها بدورة حياة اللبنانيين، ولذلك قال رئيس الحكومة حسان دياب إن لبنان لن يكون تحت سيطرة أحد، وإن الحكومة واثقة من خطواتها، ومنفتحة على مبادلة كل إيجابية بمثلها، ناقلاً مناخات إيجابية عن لقائه بالسفيرة الأميركية دوروتي شيا بعد أسابيع كانت السفيرة تروّج خلالها لرحيل الحكومة ورئيسها، مؤكداً أن المفاوضات مع صندوق النقد الدولي سجلت نقلة إيجابية، بالدخول بمناقشة الإصلاحات اللازمة، بعدما أشبع البحث بالتوصيف والأرقام.
المقاومة التي قالت الكلمة الفاصلة في حرب تموز 2006 ورسمت معادلات القوة للبنان، عادت ورسمت معادلات قوة جديدة بإعلان الخيارات الإنتاجية كطريق لبناء الاقتصاد، وفتحت الطريق للتشبيك مع سورية والعراق، والتوجه شرقاً نحو الصين التي أعلنت جهوزيتها لاستثمار مليارات الدولارات في مشاريع لبنانية، ودق باب إيران لبيع المشتقات النفطية للبنان بالليرة اللبنانية، عسى أن يفعل سواها ذلك خصوصاً ممن يعلنون صداقة لبنان وتصفهم قيادات ومراجع لبنانية بالأصدقاء، ويبقى الأهم رد المقاومة على معادلة الجوع أو القتل بالقتل ثلاثاً، التي أرعبت الأميركي وجعلته يدق الأبواب سائلاً ليسمع الجواب من الوسطاء الذين أبلغوه أن خيارات كبرى باتت على طاولة قيادة محور المقاومة، والضغط الأقصى في الساحة الماليّة سيقابله الضغط الأقصى في الميدان.
التموضع الأميركي المثلث الأسباب، مدفوع بالقلق من نجاح عملية شراء المشتقات النفطية من إيران بالليرة اللبنانيّة، وتشكيل سابقة قابلة للتكرار تعزز مكانة إيران وتخرج الدولار من ساحة القدرة على التأثير، ومثله بالخوف من تحوّل الصين إلى شريك اقتصادي يستثمر على الغياب الغربي ويحجز مكاناً أخلاه الغرب، ويصير حاضراً بقوة على المتوسط، والأهم خشية من تسبب المزيد من الضغط المالي بقلب الطاولة، كما أوحت معادلة القتل ثلاثاً، فبرزت الانفراجات التي ترجمت في مفاوضات صندوق النقد، والتي ارتاح لها أصدقاء للبنان كانت تحد المواقف الأميركية من حركتهم، كالعراق والكويت، التي يبدأ فيها المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم مفاوضات حول برمجة تنفيذ قرار مبدئي بدعم لبنان مالياً ونفطياً، بينما تؤكد مصادر عراقية المضي قدماً بترجمة العناوين التي تم التفاهم عليها في بيروت، بانتظار وصول وفد لبناني وزاري يتابع التفاهمات.
وسط كل هذه الإيجابيات ينشغل اللبنانيون بسلبيات تطغى على حياتهم اليومية، فهم لم يكادوا يتفاءلون بتحسن سعر صرف الليرة حتى عاد التأرجح إلى الأسواق يشغل بالهم، مع ضخ تحليلات وتوقعات من مواقع متعددة تتحدث عن اعتبار ارتفاع سعر الصرف هو الأرجح، بينما كل الوقائع تقول إن ما جرى خلال الأسبوع الماضي لم يكن نتيجة تدخل مصرف لبنان بائعاً للدولار، بل نتيجة حركة طبيعيّة للسوق، بينما ما جرى في يومي العطلة كان مشكوكاً بأسبابه خصوصاً لجوء المضاربين لرفع السعر لبيع مخزونهم خلال الأسبوع المقبل بسعر أعلى.
تقنين الكهرباء القاتل هيمن على يوميات اللبنانيين رغم وعود وزير الطاقة، التي لم تترجمها ساعات التغذية بتحسن موعود، والتفاؤل باحتواء هجمات كورونا بددتها أرقام الأيام الماضية تصاعداً نحو التبشير بموجة جديدة، تكون الزيادة اليومية فيها بالمئات بدل العشرات، وهو ما تسبب بالذعر بغياب وضوح الإجراءات التي تنوي الحكومة اتخاذها للحد من تفشي الوباء وتسببه بالمزيد من الانتشار.
وتعزّز المناخ التفاؤلي الذي سيطر على المشهد الداخلي خلال الأسبوع المنصرم وتوالت المؤشرات الإيجابيّة عقب زيارة السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا الجمعة الماضي إلى السرايا الحكومية واجتماعها برئيس الحكومة حسان دياب.
وتجلى هذا المناخ أيضاً بأجواء إيجابية تتوالى من دولة الكويت التي وصلها المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم أمس. وبحسب المعلومات فقد حصل اتصال منذ يومين بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وأمير الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح مهّد لزيارة اللواء إبراهيم الى الكويت. حيث اتصل عون بالأمير الصباح للاطمئنان الى صحته. وجرى البحث في أوضاع لبنان من كل النواحي والمشكلات التي يواجهها، لا سيما اقتصادياً. فطلب الصباح من عون تحديد احتياجات لبنان الضرورية لبحث إمكانية تقديمها. فأوفد الرئيس عون اللواء إبراهيم ممثلاً شخصياً عنه لعرض الأوضاع عن قرب. ومن المتوقع أن يلتقي إبراهيم أمير الكويت اليوم ووزير الخارجية الكويتية الشيخ أحمد بن ناصر المحمد الصباح وبعض المسؤولين الآخرين.
ولفتت مصادر مطلعة لـ«البناء» الى أن «زيارة إبراهيم تهدف الى طلب مساعدة الكويت على المستويين الاقتصادي والسياسي في هذه الظروف الصعبة التي يعيشها لبنان». مشيرة الى أن «الاتصالات التي حصلت بين المسؤولين الكويتيين واللبنانيين كانت إيجابية ومهدت للزيارة»، منوهة في هذا الإطار الى «دور رئيس المجلس النيابي نبيه بري في التمهيد لهذه المبادرة والزيارة، وذلك بلقائه سفير الكويت في لبنان منذ أيام»، ومضيفة أن «العلاقة بين لبنان والكويت لطالما كانت ممتازة ومتينة وهم يقدرون موقف لبنان من غزو الكويت ولبنان اول دولة أدانت الحرب على الكويت، وشارك رمزياً في تحريرها، كما يقدرون للبنانيين دورهم في نهضة الكويت». وتحدثت مصادر «البناء» عن «إمكانية دعم الكويت لبنان بالفيول والمحروقات مع تسهيلات بآليات التسديد المالي اضافة الى استعداد الكويت للمساعدة في كل المجالات».
الى ذلك واصل الرئيس دياب مساعيه على أكثر من جبهة لفتح ثغرات في الجدار الصلب المقفل في وجه لبنان داخلياً وخارجياً، وفي خطوة سياسية لافتة، حطّ الرئيس دياب في دار الفتوى للقاء مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان يرافقه وزير الداخلية والبلديات العميد محمد فهمي ومستشار رئيس الحكومة خضر طالب. وأكد دياب بعد اللقاء حيث وقف ودريان جنباً الى جنب «ان لبنان لن يكون تحت السيطرة طالما أنا في السلطة والأخبار عن استقالة الحكومة ضمن الـ fake news ولا صحة لها»، مؤكداً «أننا دائماً تحت مظلة دار الفتوى». وشدد على أن «الحكومة تعمل بزخم لتخفيف العبء على المواطنين»، لافتاً الى «أننا درسنا النفقة المالية التي تذهب للعائلات الأكثر حاجة ونأمل الوصول الى 200 ألف عائلة والمساعدة من ضمن الـ 1200 مليار للقطاع الصناعي والزراعي». وعن اللقاء مع السفيرة الأميركية دوروثي شيا أمس، قال دياب «تداولت مع السفيرة الأميركية في مواضيع عدة وهي أبدت كل استعداد لمساعدة لبنان في مجالات مختلفة». ولفت الى أن «في المفاوضات مع صندوق النقد الدولي نحن قلبنا الصفحة على المناقشات التي حصلت وبدأنا نتحدث عن الإصلاحات الاساسية المطلوبة والبرنامج الذي سيتم التوافق عليه بين الصندوق ولبنان وهذا ما سيعيد الثقة وسيفتح الباب على مشاريع كثيرة».
وجاءت زيارة دياب للمفتي دريان بعد زيارة السفيرة شيا الى السرايا الحكومية ولقاء الغداء الذي وصفته أوساط السرايا الحكومي بـ»الجيد ويحمل رسائل أميركية ايجابية تجاه لبنان».
وتأتي هذه الاجتماعات والزيارات عقب جملة من التطورات الإيجابية الأخيرة، ما يعد تقدماً أحرزه الرئيس دياب حيث بدا مرتاحاً في دار الفتوى ويتحدث من منطلق قوة لا سيما قوله إن لبنان لن يسيطر عليه طالما أنا في هذا الموقع، ما حمل أكثر من رسالة بحسب مصادر مطلعة لخصومه من رؤساء الحكومات السابقين وغيرهم. وأشارت مصادر السرايا لـ«البناء» الى أن «الرئيس دياب ينظر بارتياح للتطورات الإيجابية وهو أعلن مد اليد الى أي دولة تريد مساعدة لبنان».
ما يطرح السؤال التالي: هل شعر الأميركيون والأوروبيون بالخوف من الدخول الصيني الايراني الى لبنان على حساب مصالح ونفوذ أميركا واوروبا فأوعزوا الى حلفائهم الإسراع بمساعدة لبنان لا سيما مع زيارة مرتقبة لوزير خارجية فرنسا جون ايف لودريان أواخر الاسبوع المقبل، بحسب ما علمت «البناء»؟ ويبقى السؤال كيف ستتم ترجمة هذه المؤشرات الايجابية على المستويات السياسية والاقتصادية والمالية لا سيما المفاوضات مع صندوق النقد واستثناءات للبنان من قانون عقوبات قيصر. وفي هذا السياق علمت «البناء» ان وزارة الخارجية اللبنانية دخلت على خط هذا الملف وبدأت إعداد كتاب استثناء لإرساله الى وزارة الخارجية الأميركية وفقاً للأصول الدبلوماسية.
على صعيد آخر، وبعد أن شهد سعر صرف الدولار في السوق السوداء انهياراً وصل الى حد الـ 5800 ليرة للمبيع و6100 ليرة للشراء، عاد وارتفع بشكل طفيف مساء أمس حتى سجل 6300 ليرة للمبيع و6600 ليرة للشراء.
وتشهد السوق السوداء تخبطاً وتضارباً في المعلومات وفي عمليات البيع والشراء، فمنهم من تريث في بيع الدولار قبل انجلاء الصورة الحقيقية وبين مَن باع على أسعار منخفضة للحد من خسارته اذا ما انخفض أكثر وبين من اشترى بأسعار منخفضة على أمل تحقيق أرباح بعد ارتفاع سعر الصرف.
وينقسم الخبراء في تقييم اتجاهات سعر الصرف بين من يتبنى الحسم بأن الاتجاه نحو هبوط سعر الدولار هو السائد رغم بعض التذبذب الناتج عن مضاربات ستتكرر أيام العطلة وبين مَن يعتقد العكس كما يقول الخبير وليد ابو سليمان لـ«البناء» إن «لا مبرر علمي واقتصادي لانخفاض سعر الصرف رغم المؤشرات الإيجابية التي يجري الحديث عنها، فالنسبة التشغيلية للمطار فقط 10 في المئة وبالتالي توافد المغتربين لا يترجم على أرض الواقع قبل أسابيع فيما تدخل مصرف لبنان بالسوق عبر دعم السلة الغذائية يحتاج الى وقت وإن تدخل فلن يسدّ النقص في السيولة إضافة الى سوق المضاربات في السوق السوداء التي تشهد نقصاً في السيولة ايضاً»، وتوقع ابو سليمان «حصول تقلبات عدة وحادة في سعر الصرف وإذا استمر الضغط على الدولار فسيرتفع الدولار مجدداً».
في غضون ذلك، عاد ملف وباء كورونا ليحتل واجهة المشهد الداخلي، مع الارتفاع اليومي القياسي لعدد الإصابات الذي بلغ امس بحسب وزارة الصحة العامة 166 اصابة جديدة رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 2334.
واشارت مصادر رسمية متابعة لهذا الملف، الى «ان المطلوب إجراء توعية شاملة مترافقة مع خطة إعلامية مواكِبة، فمن غير المقبول ان تستمر الأمور على هذا المنوال».
وتحدثت المصادر عن إجراءات جديدة سيتم اتخاذها للتوفيق بين الوضع الاقتصادي، الموسم السياحي، ومواجهة كورونا، مؤكدة بأن لا إغلاق لا في المطار ولا في أي من القطاعات ولا عودة الى نظام المفرد والمجوز. وتوقعت المصادر أن تعود الأعداد الى الانخفاض تدريجيًا في الأسابيع المقبلة إن طبّقت الإجراءات الجديدة جيداً»، وأكدت أن «الحكومة لن تلجأ الحكومة الى اعتماد سياسة مناعة القطيع وستحاول فرض إجراءات جديدة من دون العودة الى إقفال أي من القطاعات».
ومن المتوقع أن تبحث لجنة الطوارئ الصحية اليوم في الإجراءات الجديدة الواجب اتخاذها والمفترض أن تقرها الحكومة بجلسة الثلاثاء في قصر بعبدا.
وأعلنت وحدة إدارة الكوارث في اتحاد بلديات قضاء صور، وبناء لتقرير رئيس طبابة القضاء الدكتور وسام غزال، أن نتائج فحوصات الPCR التي أجريت أمس، في بلدات جبال البطم وصديقين ورشكناناي، جاءت جميعها سلبية، ما عدا فحوصات الإعادة للمعلن عن إصابتهم سابقاً، والتي جاءت إيجابية. أما بالنسبة للفحوصات في بلدة البازورية، فقد أظهرت ثبوت 3 إصابات جديدة من الدائرة الضيقة للمصابين السابقين والذين تأكدت إصابتهم في فحص الإعادة، وجميعهم في الحجر المنزلي.