الأخبار
إسرائيل تقاتل ظلال المقاومين
«بيت العنكبوت» – نسخة محدّثة…
«يوريكا»، هتفت إسرائيل بأعلى صوتها أمس – جيشُها وإعلامُها وساستُها (من أُذِن له بالحديث منهم). ما اعتقدت أنها «وجدته» – بعد طول تأهب واستنفار – كان العملية الانتقامية التي تترقب أن تنفذها المقاومة رداً على قتل غارةٍ إسرائيلية أحدَ مجاهديها في محيط دمشق. قدر الحماسة الذي تبدّى في التفاعل الاحتفالي مع «اكتشاف خلية حزب الله» في مزارع شبعا، دفع إسرائيل إلى الهرولة عاريةً في مقاربتها العلنية للحادثة، قبل أن تتلقّى دفقاً من الماء البارد، صبّه عليها بيان المقاومة مساءً. لو لم يكن المرء معادياً لإسرائيل، لكان جديراً به أن يشفق عليها؛ أما والحالُ أننا أعداء جذريون لها، فالأجدى أن نتأمل ما حدث من زاوية جذرية. لندع جانباً الأداء الفضائحي لجيشها في التعامل مع الحدث، فهو سيكون على الأرجح وجبة دسمة على مائدة إعلامها المفترس. الحال نفسه بالنسبة إلى أداء قيادتها السياسية الراهنة. أفيغدور ليبرمان ونفتالي بينيت وآخرون من «أهل الدار» سيتكفّلون بتعريتها، وقد شرعوا في ذلك. أما وسائل الإعلام وسلوكها «العالم ثالثي» مع الحادثة: الخفة، الامتثالية، الإرباك والتخبّط – فحسبها أسواط السخرية والهزء التي ستُعْملها فيها وسائل التواصل الاجتماعي، وستُخلّف على جلدها ندوباً قاسية.
تعنينا «إسرائيل الكيان»، أو «إسرائيل الدولة»، وهي دولة عظمى، في معايير الإقليم. هكذا تقدم نفسها، وهكذا يشهد لها الأعداء والأصدقاء. إسرائيل هذه، رغم جبروتها العسكري، تكابد منذ نحو عقدين عقدةً «حلولية»، ألمّت بها ذات خطاب، فأصابت منها مقتلاً لمّا تبرأ منه. هي «أوهن من بيت العنكبوت»، كما وصفها الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، في خطاب التحرير ببنت جبيل قبل عشرين عاماً. والعبارة نفسها تحولت إلى نظرية في إسرائيل، تعني، بحسب موشيه يعالون، قائد الأركان ووزير الحرب السابق، طرحاً يتلخص في التالي: «إسرائيل دولة قوية عسكرياً، لكن مجتمعها المدني هو مجتمع رفاهية مدلل غير مستعد للقتال. في مقابل قوة الجيش الإسرائيلي وتفوّقه التكنولوجي والاستراتيجي، لا يبدي الجمهور الإسرائيلي استعداداً للتضحية بحياة أبنائه من أجل الدفاع عن مصالحه القومية وأهدافه الوطنية. لذلك، فإن إسرائيل مثل بيت العنكبوت، تبدو قوية من الخارج، لكن عندما تلمسها تتفكك» (هآرتس 28/2/2002).
بعبارة أخرى، تستثني هذه النظرية – من وجهة النظر الإسرائيلية – الجيش الإسرائيلي من صلاحية سريانها، وترى فيه بيتاً محبوكاً من «خيوط الفولاذ»، كما استهوى الجيش نفسه أن يطلق على سلسلة من عملياته إبان حرب تموز 2006، من دون أن يُوفّق طبعاً إلى مطابقة المسمّى (وقائع العمليات) مع الاسم. في كل الأحوال، الجيش الإسرائيلي ظل يرى نفسه خارج الإطار النظري والتطبيقي لنظرية بيت العنكبوت، بل جهد طوال سنوات من بناء الجاهزية وجولات من العمليات والحروب لتفنيد مباني تلك النظرية وتقويض أسسها.
لكنه – وعلى امتداد كل هذا الجهد – كان على الدوام يصطدم بواقع الجبهة اللبنانية، بلد المنشأ لتلك النظرية. هنا كان يقف عاجزاً، ليس حصراً عن الترجمة الإيجابية لـ«تفوّقه التكنولوجي والاستراتيجي»، ولا عن منع المقاومة فيها – العدو الأول بحسب تصنيفه – من معاظمة قدراتها الاستراتيجية إلى ما وراء خطوطه الحمر بأشواط، بل حتى عن ردعها التكتيكي عن تنفيذ عملية ثأر معلنة عقاباً له على خطأ ارتكبه وأرسل من يعتذر باسمه عنه.
ما شهدته الحدود اللبنانية الفلسطينية في الأيام الأخيرة، كما في الخريف الماضي (عملية أفيفيم)، هو حالة استسلام استثنائي يمارسه الجيش الإسرائيلي أمام إرادة المقاومة وقرارها بالرد على قتل إسرائيل لأحد مجاهديها. استثنائية هذا الاستسلام تتجلى، من بين جملة أمور، بالثمن المعنوي الكبير الذي لا يجد الجيش الإسرائيلي حرجاً في أن يدفعه مذعناً، على صعيد هيبته وصورته أمام نفسه ومجتمعه وكل الآخرين من أصدقاء وأعداء.
إجراء «الإجر ونص» – وربما سيأتي وقت قريب نشهد فيه تحريراً معرفياً له في الموسوعات العسكرية – هو في الظاهر سلسلة تدابير ميدانية هدفها تصفير الأهداف أمام عملية معلنة للمقاومة، لكنه في الجوهر تعبير أولي عن سريان ضمني لصلاحية نظرية «بيت العنكبوت» على الجيش الإسرائيلي. هذا الجيش الذي – إذا استعرنا مفردات يعالون – يبدو قوياً من الخارج، لكنه، في مواجهة إرادة المقاومة الصلبة، يكون عرضة لهلع يفقده توازنه؛ وفي مواجهة بأسها ذات يوم، سيكون عرضة للتفكك كما هو وعْدُ سيد المقاومة.
إسرائيل تقاتل ظلال المقاومين
بات بالإمكان الحديث عن سلسلة أثمان دفعتها وستدفعها إسرائيل رداً على استشهاد أحد عناصر حزب الله في سوريا، الشهيد علي محسن. من هذه الأثمان ما دفعته ولا تزال في مرحلة ما قبل الرد، ومنها في مرحلة ما بعده. في السياق نفسه، بات بالإمكان الحديث أيضاً عن مرحلة ما قبل البيان ومرحلة ما بعده، بعدما نجح حزب الله في تحويل صمته الى أداة فاعلة في الحرب النفسية الموجهة الى قيادة العدو تحديداً، وتحويل الكشف عن نياته الى حدث مؤسِّس لما سيليه.
في محصلة ما قبل الرد التي لا تزال مستمرة، استنفار متواصل لجيش العدو على طول الحدود الشمالية مع لبنان والجولان المحتل. تدرك إسرائيل أكثر من غيرها الأثمان التي تدفعها في ضوء ذلك من هيبتها وصورتها الردعية: قطع طرقات المنطقة الشمالية، ووضع حواجز لمنع تنقل الآليات العسكرية عليها خوفاً من أن يصطادها مقاومو حزب الله، في موقف انكفائيّ مع ما فيه من معان على المستوى العسكري؛ إخلاء مواقع لتقليص الاهداف التي قد يستهدفها حزب الله، والاختباء في ما تبقى منها منعاً لظهور أي من الجنود والضباط على مهداف أسلحة حزب الله الرشاشة والصاروخية، إدراكاً من قيادة الجيش بعجزه عن ردع حزب الله عن جبي ثمن دموي منه.
الى ذلك، يضاف ارتفاع درجة التوتر وصولاً الى الشلل التام في شمال فلسطين المحتلة، نتيجة سقوط شهيد في دمشق، كما حدَّد وزير الامن السابق أفيغدور ليبرمان. ونتيجة لهذا التوتر أيضاً، دفعت إسرائيل من دم جنودها، حيث أدى الخوف من الصواريخ المضادة للدروع الى تدهور آلية وقتل جندي وجرح آخر قبل أيام في مزارع شبعا، وصولاً الى اشتباك جيش العدو أمس مع «ظلال المقاومين». والثمن الإضافي، أن فاتورة الحساب ازدادت كما توعّد حزب الله في بيانه، نتيجة إصابة أحد بيوت المدنيين في قرية الهبارية في العرقوب.
في الخلاصة، حاولت إسرائيل تفادي معادلة «إجر ونص» بعدما لمست أثمانها المعنوية التي دفعها الجيش من هيبته وصورته الردعية، لكنها وقعت في ما هو أشد منه، على المستوى المعنوي والردعي أيضاً. وأضيف اليه ارتباك إعلامي ناتج عن ارتباك الجيش، فتحدث بعضهم عن إطلاق صاروخ كورنيت ضد آلية عسكرية إسرائيلية، وتحدث آخرون أيضاً عن إحباط العملية واستهداف مجموعة من مقاومي حزب الله، ثم الحديث عن أن المجموعة عادت من حيث أتت. والأبلغ دلالة من كل الروايات، موقف رئيس حكومة العدو، بنيامين نتنياهو، الذي أعلن أن الحدود مع لبنان «تشهد حدثاً أمنياً غير بسيط».
الواضح أن حزب الله نجح في توظيف صمته لإرباك العدو في فهم نياته العملانية، وانعكس ذلك على المستويات السياسية والامنية والاعلامية. ونجح أيضاً في تحويل بيانه الرسمي عن أن الرد آت حتماً الى حدث مؤسِّس لما سيتلوه من تداعيات في ضوء حسم حالة الغموض البنّاء الذي تعمده وانعكس على أداء جيش العدو وقياداته. وتحوّل إعلان البيان أيضاً، الى محطة بدَّدت كل رهانات الرسائل المباشرة وغير المباشرة التي سبقته.
مفاعيل بيان حزب الله أصابت مباشرة مقرَّي رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، في شارع بلفور في القدس، ووزارة الامن حيث مقر رئيس الحكومة البديل ووزير الأمن بني غانتس في تل أبيب. سارع الرجلان الى عقد مؤتمر صحافي أدلى فيه كل منهما بمواقفه ورسائله بشكل مشترك، في رد صريح ومباشر على بيان حزب الله الذي فرض نفسه على تقديرات المؤسسة الاسرائيلية بشقيها السياسي والأمني إزاء مستقبل معادلة الردع القائمة على الحدود الشمالية.
لم يحاول نتنياهو أن يخفي خلفية تلاوة بيانه، فاعتبر في مقابل إعلان أن «الرد آت حتماً»، أن حزب الله «يلعب بالنار»، بهدف ترميم صورة الردع التي تلقّت ضربة قاسية مع الموقف الذي أعلنه الحزب في بيانه. ومن هنا، كانت دعوته الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، الى «عدم الخطأ في تقدير تصميم إسرائيل على الدفاع عن نفسها». متجاهلاً بذلك حقيقة المفاعيل التي ستترتب على خطأ اسرائيل وقيادتها في تقدير تصميم المقاومة على الدفاع عن نفسها وعن لبنان.
وبالنسبة إلى التهديد التقليدي الذي وجّهه ضد لبنان، فهو تهديد مكرر غير قابل للصرف، لأن حزب الله، وبحسب ما يُقرّون في تل أبيب، سيستهدف الجنود رداً على استشهاد أحد عناصره، وبالتالي فإن توسيع نطاق اعتدائهم سيؤدي بالضرورة الى توسيع نطاق رد حزب الله.
والتزاماً بالرواية الرسمية التي ستجد تل أبيب صعوبة في التراجع عنها، أضاف نتنياهو أن «اسرائيل تنظر بخطورة كبيرة الى التسلل الى داخل أراضيها». والأهم أن نتنياهو أدرك، ومعه كل القيادات السياسية والعسكرية، أن حزب الله لا يفتش عن رد رمزي، من هنا كان كلامه لوزرائه بأن «الحادث لا يزال في طور التشكل والوضع متوتر». في السياق نفسه، أتى كلام غانتس الذي كرر الرواية نفسها، ومعزوفة أن «إسرائيل مصممة أكثر من أي وقت مضى على منع المس بسيادتها، وبجنودها وبالتأكيد بمواطنيها».
ويبدو أن الأصداء التي تركها بيان حزب الله في تل أبيب، على المستويين الحكومي والمعارض، تنبع من أن الموقف الذي أطلقه يعبّر عن تصميمه النهائي على جَبيِ ثمن دموي من جنود العدو. ورفض أي سلّم يجد العدو نفسه مضطراً إلى تقديمه الى حزب الله، رغم أنه يعكس مردوعيته (العدو) أيضاً. واتضح لهم أن حزب الله ليس في وارد القبول بإطلاق يد إسرائيل في اعتداءاتها تحت أي عنوان. وعليها أن تكون أكثر حذراً في أي خيارات عدوانية لاحقة، الأمر الذي سيفرض عليها مزيداً من القيود الكابحة.
ليبرمان: كلمة نصر الله كلمة، العين بالعين والسن بالسن
ما لم يجرؤ نتنياهو وغانتس على الكشف عنه، انطلاقاً من موقعيهما الرسميين، تكفّل به العديد من المسؤولين والخبراء والمعلقين العسكريين الذي أظهروا الواقع الإشكالي الذي انحدرت اليه اسرائيل، بصورة دفعت العديد من المسؤولين الى رثاء حالتهم في مواجهة تصميم حزب الله. وزير الأمن السابق أفيغدور ليبرمان، أقرّ بعبارات كاشفة، عن أن الأمين العام لحزب الله (السيد حسن) «نصر الله أثبت مع الأسف أن الكلمة عنده كلمة. والعين بالعين والسن بالسن». وأعرب عن قلقه أيضاً من الحالة التي وصلت اليها إسرائيل، بأن يؤدي استشهاد «عنصر لحزب الله في دمشق الى شلل كل شمال إسرائيل». وفي الاطار نفسه، رأى وزير الامن السابق، أيضاً، نفتالي بينت، ورئيس حزب البيت اليهودي اليميني، أنه «نشأت معادله إشكالية، ونحن يجب علينا أن لا نسير على أطراف أصابعنا بسبب حزب الله».
لم تكن انتقادات هذا الثنائي (ليبرمان وبينت) يتيمة، بل كانت تعبيراً عن جوّ عام يسود الداخل الاسرائيلي، عكسه أيضاً، معلق الشؤون الأمنية في صحيفة هآرتس، يوسي ميلمان، على حسابه على موقع «تويتر»، منتقداً أداء الجيش الذي يتصرف «بشكل مقلق». وأوضح مقصده بأن جيش العدو «يخفف مواقعه، ويغلق طرقات» بهدف حرمان حزب الله المزيد من الأهداف. ويضيف ميلمان بطريقة لا تخلو من التحسّر، أن «الجيش رفع حالة الاستنفار لقواته المحتشدة خشية ردّ حزب الله على الحدود اللبنانية، على قتل غير مقصود لعنصر من حزب الله في سوريا». وتوّج موقفه بالقول إنه «ليس هكذا يتصرف الجيش القوي في الشرق الأوسط. من المهم منع المس بجنودنا، لكن الجيش بث الهلع بغطاء وسائل الاعلام»، معترفاً بأن «حزب الله انتصر بالضغط على الوعي». وشرح ميلمان معالم هذا الانتصار في موقع آخر، بالقول إن «حزب الله ينتصر في حرب الوعي، مرة تلو الأخرى»، مستدلاً على ذلك بأنه «يقود إسرائيل إلى الذعر». ولفت الى أن «تفاصيل حدث اليوم (أمس) ما زالت غير واضحة، لكن هذا لا يغيّر من وضع أن دولة بأكملها عاشت حالة ذعر بسبب عدد من ناشطي حزب الله». وفي الإطار نفسه، أتى وصف معلق الشؤون العربية في القناة الـ 13، تسيفي يحزقلي، بالقول إن «لدينا زعيماً (نصر الله) ينجح في جعل إسرائيل تقف على قدميها متى يريد ذلك».
بينت: يجب علينا أن لا نسير على أطراف أصابعنا بسبب حزب الله
أما رئيس الاستخبارات السابق، ورئيس معهد أبحاث الأمن القومي اللواء عاموس يادلين، فقد هبّ لنجدة مصداقية الجيش التي تصدّعت في أعقاب بيان حزب الله، فتوجه الى الجمهور الاسرائيليّ قائلاً: «أنا لا أجرؤ على التفكير في أن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي يصدر بياناً مفصّلاً كهذا ويكون غير صحيح». وأظهر خلفية تأكيده لهذا المفهوم بالقول إن «مصداقية الجيش الإسرائيلي مهمة جداً لمواطني إسرائيل». ولإدراكه بأن حزب الله أكثر موثوقية لدى الجمهور الاسرائيلي من الجيش توجه اليهم بالقول: «أنا أنصح بالوثوق بالمتحدث باسم الجيش، وليس بحزب الله».
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللواء
عودة حذرة للإقفال لمحاصرة تمدّد كورونا
التدقيق الجنائي مجدداً أمام مجلس الوزراء.. وباسيل لن يكون بحكومة يشكلها الحريري
عود على بدء، لبنان يواجه تفشي وباء كورونا بالتوجه إلى الاقفال العام، مستفيداً من عطلة عيد الاضحى المبارك، للحد من الانتشار السريع للفيروس، الذي طغى انتشاره على ما عداه، وبات يُهدّد النظام الصحي، في وقت تتخوف فيه الاوساط الاقتصادية والقطاعية، من مغبة الاقفال، والعودة إلى خنق البلد، بذريعة خنق تفشي الكورونا، في حين ان الجدية بتطبيق الإجراءات الوقائية كفيلة بمعالجة الموقف، على غرار ما يحصل في الدول التي واجهت الفيروس، وتخوفت من عودة انتشاره، بما في ذلك في العواصم الصناعية الكبرى، سواء في أوروبا أو الصين أو حتى الولايات المتحدة الاميركية والبرازيل وغيرها..
وكان الرئيس حسان دياب ترأس اجتماعاً للجنة الوزارية لمتابعة فايروس كورونا، تطرق إلى تطوّر الوباء، وارتفاع عدد الإصابات والإجراءات الواجب اتخاذها للحد من انتشار الفيروس..
ويقر مجلس الوزراء توصية الاقفال العام من ليل الاربعاء الخميس 30 تموز الجاري الى فجر الاثنين 4 آب 2020، على ان تفتح البلاد بعد ذلك ليومين قبل ان يعاود الاقفال الخميس في 6 آب، حتى الاثنين في العاشر منه.
ويشمل الاقفال الحانات والملاهي الليلية وإلغاء السباقات الرياضية، إقفال مراكز المؤتمرات والصالات وحدائق المناسبات ومراكز الالعاب الداخلية على أنواعها، إقفال الاسواق الشعبية (سوق الاحد، سوق الجمعة، وسوق الإثنين)، ملاهي الاطفال الخارجية والداخلية، الحدائق العامة، الارصفة البحرية والشواطئ العامة، إلغاء المناسبات الدينية على اختلافها، إغلاق المسابح الداخلية في الاندية الرياضية ووقف حلقات التدريب في تلك الاندية (الاندية ستبقى مفتوحة في ما خص الآلات)، إلغاء كل السهرات والحفلات على أنواعها، التواصل مع كل المراجع الدينية لإغلاق دور العبادة. وعلى كل المطاعم والمقاهي التزام نسبة 50 في المئة من قدرتها الاستيعابية التشغيلية، إغلاق صالات المسارح والسينما، والطلب إلى جميع المواطنين البالغة أعمارهم 65 سنة وما فوق ملازمة منازلهم وعدم الاختلاط، وخفض الطاقة الاستيعابية لوسائل النقل بنسبة 50 في المئة.
كما تتخذ الإجراءات الوقائية في المرافق الحدودية على النحو الآتي:
– من 31-7-2020 على جميع الوافدين إلى لبنان وجوب إبراز نتيجة فحص بي سي آر سلبية لا تقل مدتها عن 96 ساعة، أي 4 أيام من تاريخ السفر، وذلك قبل حصولهم على بطاقة الصعود إلى الطائرة.
– من 28-7-2020 على جميع الوافدين إلى لبنان من البلدان التي تشهد نسبة إصابات منخفضة، وفقا لإحصائيات وزارة الصحة العامة أن يخضعوا لفحص بي سي آر، ثم إلى العزل المنزلي لمدة أقصاها 48 ساعة، وذلك إلى حين صدور نتيجة فحص بس سي آر.
مجلس الوزراء
وافادت مصادر مطلعة لـ«اللواء» ان جلسة مجلس الوزراء اليوم متخمة بالملفات بدءا من كورونا مرورا بعقد التدقيق الجتائي وصولا الى رفع السرية. وقالت ان بنود العقد مع شركة التدقيق Alvarez و Marsal ستخضع للتقاش انطلاقا من ضرورة وضوحه وجعله متوافقا مع القوانين المرعية الاجراء وسرية المعلومات.
واكدت المصادر ان الملف الامني انطلاقا من احداث الجنوب ستحضر من خارج جدول الاعمال وكلام رئيس الوزراء الاسرائيلي ولفتت الى ان الموقف اللبناني الرسمي معروف لجهة ضرورة الالتزام بالقرار 1701.
وفي ما خص ملف كورونا اشارت المصادر الى ان الحكومة ستأخذ بالاجراءات التي اقرتها اللجنة الوزارية لكورونا وربما بشكل اكثر وضوحا واكدت ان باقي بنود جدول الاعمال تأخذ الطابع الاداري على ان اقتراح القاتون الرامي الى رفع السرية المصرفية لم يعرف ما اذا كان شق به يتعلق بما اقره مجلس النواب في اخر جلسة له مع العلم ان وزيرة العدل كانت قد طالبت بتعديل قسم منه.
ورأى مصدر وزاري عبر اللواء ان هذه الجلسة من خلال عدد من البنود اعطت الانطباع بوجود رغبة في الاسراع بالعمل او وضع الامور على السكة وقال: لننتظر ما ستكون عليه المناقشات اليوم والقرارات التي ستتخذ.
مالياً، عقد اجتماع للجنة الاقتصادية حضره وزراء المال والاقتصاد والصناعة والاشغال والشؤون الاجتماعية، لمناقشة التعديلات الضريبية الواردة في الخطة الاقتصادية.
وفي سياق مالي متصل، خفضت وكالة موديز تصنيفها الائتماني للبنان من CA إلى C، معللة ذلك بأنه يعكس تقديراتها بأن الخسائر التي يتكبدها حائزو السندات خلال التعثر الحالي للبنان عن السداد من المرجح أن تتجاوز 65%.
كما أوضحت أن قرار عدم وضع نظرة مستقبلية للتصنيف الائتماني للبنان يستند إلى احتمالات مرتفعة جدا لخسائر كبيرة للدائنين «موديز» تخفض تصنيف لبنان من CA إلى C!
باسيل: لو كانت الأكثرية معي!
سياسياً، اتهم النائب جبران باسيل ان الحراك السيئ هو الذي يحمي الطبقة السياسية الفاسدة، وقال: لو معنا أكثرية كنا عملنا كهرباء منذ عشر سنين.. وكشف ان التيار الوطني الحر على خلاف على نقاط كثيرة في الداخل مع حزب الله، واعتبر ان الاحتكام يكون للانتخابات وثقة اللبنانيين..
وقال: لست مع استخدام الحياد لاستكمال الحصار على حزب الله، بل لإقامة حوار..
وقال: رقم 97٪ الذي تحدث عنه رئيس الحكومة حسان دياب غير واقعي، لكن الحكومة انجزت اموراً كانت من المحرمات، والتيار ليس لديه أي وزير في هذه الحكومة.
وقال: لا أريد ان أكون وزيراً في حكومة وحدة وطنية يترأسها الرئيس سعد الحريري، ولكن لا أحد يضع شروط علينا، ونحن مع حكومة تنتج، ونحن الآن لسنا ممثلين في الحكومة الحالية.
ودعا باسيل الى المضي في خيار صندوق النقد الدولي والاستمرار فيه حتى النهاية والمعالجة اهم من قضية تحديد الخسائر وهناك منظومة مالية مستشرسة.
واشار الى أن موقف التيار كان واضحاً في موضوع ارقام الخسائر والنائب كنعان قال انه ليس مع خطة المصارف وان الحكومة هي التي تفاوض، فنحن مع خيار ثالث،. مشدداً أننا اول من تحدث عن توزيع عادل للخسائر، مع استثناء المودعين، بين مصرف لبنان الذي عليه ان يقبل بعدم إخفاء خسارته، والمصارف التي يجب ان تعترف بالخسارة على ان يكون لها وقت ورأس مال كاف لامتصاص الخسارة والانطلاق مجدداً، والدولة مع رفض الاستيلاء على املاكها واصولها.
وقال: متحفظون على دور حزب الله في اليمن مثلاً والتفاهم بيننا هو حول الأمور المتعلقة بلبنان وليس الشؤون الإقليمية، ولكن دائماً نحن مع حزب الله في مواجهة العدو الإسرائيلي.
حياتياً، حدث تدافع واشتباك بين أصحاب المولدات، الذين يطالبون بتوفير المازوت، وزيادة التعرفة، وهدّدت نقابة أصحاب المولدات بالاطفاء الكامل بدءاً من الأربعاء المقبل.
إلى ذلك، تمكن عدد من الناشطين أمس، من الدخول إلى مبني وزارة العمل مطالبين بـ«ضرورة تحسين أوضاع كل العاملين في البلاد»، ورافضين كل أنواع «الصرف التعسفي الذي يتعرّض له الموظفون من قبل مؤسساتهم». ودعا المحامي واصف الحركة الوزيرة يمين إلى «الاستقالة.. لأنّ على وزارة العمل تقديم ضمانات تحمي العمال منها: منع الصرف الجماعي، تأمين بدائل مالية لمن صرفوا، تأمين بدائل وظيفية، تأمين تدريبات، إيجاد صندوق سيادي لحماية الاجر وحماية البطالة وتأمين استمرارية الناس في العمل»، مؤكداً «استكمال المواجهة في كل الوزارات من اجل اعادة العمل إلى المؤسسات بشكلها الحقيقي، وعلى وزارة العمل ان تقوم بدورها وإلا هي لزوم ما لا يلزم».
3882
صحياً، اعلنت وزارة الصحة العامة تسجيل 132 اصابة كورونا جديدة رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 3882. وكشف تقرير مستشفى الحريري ان عدد المرضى المصابين داخل المستشفى 68 حالة وان عدد الحالات المشتبه بها بلغ 18 حالة.
وأعلنت إدارة مستشفى فتوح-كسروان الحكومي عن أول وفاة لديها لمريض مصاب بفيروس الكورونا في العقد السادس من العمر، وهو كان يعاني من مشاكل صحية سابقة مما أدى إلى تدهور حالته الصحية وتسبب بوفاته.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البناء
الحكومة اليوم تعود للإقفال وتستثني المطار… ومطالبات بفتح باب التحويلات بدلاً منه
المقاومة تربح الجولة من دون أن تطلق رصاصة.. وصورة الكيان وجيشه في الحضيض
باسيل: لن نفرّط بأسباب القوة بوجه «إسرائيل»… و«القومي»: ردّ المقاومة آتٍ حكماً
من المتوقع أن يصدر عن مجلس الوزراء قرار العودة للإقفال في محاولة للحدّ من تفشي وباء كورونا الذي بدأ يدق ناقوس الخطر، لكن في القرار الحكومي وفقاً للخبراء نقاط ضعف ستشكل مصدر فشل محاولة الاحتواء المنشودة، أهمها تقسيم فترة الإقفال على قسمين بينهما فسحة عودة لثلاثة أيام، ستُفقدها قيمتها، لأن مدة الحجر الطبية للمصابين هي أربعة عشر يوماً متصلة ومجرد قطع المدة سيعني فتح المجال لانتقال العدوى، والثاني إبقاء المطار مفتوحاً ولو تم حصر الوافدين بالدول التي تجري فحص الـ pcr ذلك أن شوائب كثيرة ظهرت في دقة الفحص الأول في لبنان، وفي الخارج، ولا بديل عن حجر الوافدين وهو ما أثبتت التجربة استحالة ضمانه مع حالات التفلّت وحول الاعتبار المالي وما يحمله الوافدون تصاعدت المطالبات بفتح الباب للتحويلات بالدولار مجدداً وتحريرها من يد مصرف لبنان الذي يدفع لأصحابها نصف قيمتها بالليرة اللبنانية ما حوّل المطار إلى نافذة وحيدة لإرسال التحويلات إلى لبنان.
بالرغم من حجم الخطر الذي أظهرته أرقام مصابي كورونا والاهتمام بمتابعة الإجراءات الحكومية، انشغل لبنان والمنطقة والعالم أمس، بالوضع على الحدود الجنوبية، بعدما أعلنت قوات الاحتلال عن عملية للمقاومة في منطقة مزارع شبعا قدّم جيش الاحتلال لها روايات عدة متناقضة، متحدثاً مرة عن إطلاق صاروخ كورنيت على دبابة ميركافا، ومرة عن تسلل مجموعة من ثلاثة مقاتلين تمت تصفيتهم، وأخيراً عن اقتراب من خطوط انتشار جيش الاحتلال تم التعامل معه بالنار وأجبر المقاتلون على التراجع، بينما كان تفاعل قيادة الكيان وقادة أركان جيشها مع الحدث في بداياته على مستوى أنه حالة حرب، في ظل أخبار عاجلة تتحدّث عن اشتباكات ومواجهات مستمرة لساعتين، فقطعت الاجتماعات وأعلن الاستنفار، وسجلت حالة تأهب سياسي وعسكري لحدث كبير، ليصدر عن المقاومة في المساء بيان يؤكد أن إطلاق النار كان من طرف واحد هو جيش الاحتلال، وأن المقاومة العازمة على الرد على استشهاد أحد مجاهديها لم تردّ بعد، وردّها آتٍ بالتأكيد، فتظهر صورة جيش الاحتلال الكرتونية ويتحول إلى مصدر للسخرية في التعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي، وتبدأ القنوات العبرية باستضافة المحللين العسكريين والضباط المتقاعدين، الذي كان أبرز من علق بينهم وزير الدفاع السابق أفيغدور ليبرمان الذي قال إن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله جعل الكيان يقف على قدميه، وجاء المؤتمر الصحافي لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه بني غانتس ليظهر الارتباك والتشوّش والضعف، والعجز عن تقديم رواية مقنعة، بينما كان الدمار قد أصاب تحصينات جيش الاحتلال المهجورة في مزارع شبعا المحتلة خوفاً من الاستهداف، بعدما انهمرت عليها قذائف مصدرها وحدات جيش الاحتلال في الجولان المحتل، وبعدما انتشرت الأنباء عن سقوطها بيد مجموعات المقاومة، وفي ظل تأكيد المقاومة لعزمها على الرد، والصورة المتهالكة التي ظهر عليها حال الكيان وجيشه وقيادته توقعت مصادر متابعة لمسار المواجهة بين الكيان والمقاومة أن نكون قريباً مع جولة ساخنة من المواجهة، حيث المقاومة ستكون معنيّة بردّ بحجم التحدّي لتثبيت معادلة الردع، والكيان سيكون بحاجة لإثبات صورة القدرة والمهابة والسيطرة التي فقدها أمس، بعدما كانت بالأصل مصابة.
رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل تحدث في حوار تلفزيوني عن التمسك بالمقاومة كمصدر قوة للبنان أمام الأطماع «الإسرائيلية»، خصوصاً في مجال النفط والغاز، رافضاً توظيف دعوات الحياد لمحاصرة حزب الله، مشدداً على التمسك بالدعوة للحوار الوطني حول الاستراتيجية الدفاعية، وتوقع باسيل تفاهماً أميركياً إيرانياً، قائلاً إن على لبنان الصمود والسير بالإصلاح والانفتاح على الجميع شرقاً غرباً.
من جهته الحزب السوري القومي الاجتماعي علّق على الأحداث الجنوبية ببيان دعا فيه للتمسك بالمقاومة وحقها المشروع بتثبيت معادلة الردع التي تحمي لبنان، معتبراً أن رد المقاومة آتٍ لا محالة، لأنه جزء من قواعد الاشتباك المكرّسة.
وفيما تركز الانشغال الرسميّ قبل ظهر أمس على الملف الصحي بعد ارتفاع كبير بعدد الإصابات بوباء كورونا، بموازاة استكمال الاجتماعات المالية المتواصلة في السراي الحكومي، خطفت الجبهة الجنوبية الأضواء مجدداً مع سلسلة تطورات عسكرية شهدتها تبين لاحقاً أنها «معركة داخليّة» بين قوات الاحتلال الإسرائيلي نفسها بعكس ما ادعت حكومة العدو بأن ما جرى ردّ على عملية نفّذها حزب الله في مزارع شبعا.
وفيما تضاربت المعلومات بين حكومة العدو وقادته العسكريين والسياسيين، تحدّثت مصادر جيش الاحتلال في البداية عن تبادل لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله في مزارع شبعا الحدودية، وأصدر جيش الاحتلال تعليمات لسكان المناطق القريبة من الحدود مع لبنان بالبقاء في منازلهم.
كما أعلن إعلام العدو عن إطلاق صاروخ كورنيت من قبل حزب الله تجاه دبابة إسرائيلية بالإضافة إلى إطلاق نار على سيارة إسرائيلية في منطقة جبل الشيخ شمال فلسطين المحتلة، مضيفاً أن اشتباكاً مسلحاً بين قوة إسرائيلية وعناصر من حزب الله قرب منطقة كفرشوبا اللبنانية شمال فلسطين المحتلة.
وقد عكس تضارب المعطيات والأخبار في كيان الاحتلال حالة الإرباك والخوف والقلق التي تسود على الحدود منذ استهداف مركز لحزب الله في سورية منذ أيام.
وبعد صمت ساعات زاد في منسوب الضياع والقلق في صفوف الاحتلال وقادته العسكريين وجبهته الداخلية، أكد حزب الله أنه «لم يحصل أي اشتباك أو إطلاق نار من طرفنا وإنما كان من طرف العدو الخائف والقلق والمتوتر».
وأكدت المقاومة الإسلامية في بيان أن «كل ما تدعيه وسائل إعلام العدو عن إحباط عملية تسلل من الأراضي اللبنانية إلى داخل فلسطين المحتلة، وكذلك الحديث عن سقوط شهداء وجرحى للمقاومة في عمليات القصف التي جرت في محيط مواقع الاحتلال في مزارع شبعا هو غير صحيح على الإطلاق، وهو محاولة لاختراع انتصارات وهمية كاذبة».
وأكدت أن «ردّنا على استشهاد الأخ المجاهد علي كامل محسن الذي استشهد في العدوان الصهيوني على محيط مطار دمشق الدولي آتٍ حتماً، وما على الصهاينة إلا أن يبقوا في انتظار العقاب على جرائمهم». كما شدّدت على أن «القصف الذي حصل على قرية الهبارية وإصابة منزل أحد المدنيين لن يتم السكوت عنه على الإطلاق وإن غداً لناظره قريب».
ورغم بيان حزب الله الذي يتمتع بمصداقية وثقة لدى مستوطني كيان الاحتلال أكثر من قادته وحكومته، استكمل رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو «مسرحيته العسكرية» في شبعا، وعقد مؤتمراً صحافياً أعلن خلاله أن «السيد حسن نصرالله يورط دولة لبنان». وادعى أن «مجموعة من حزب الله قدمت إلى إسرائيل وجيشنا أحبط محاولة التسلل». وشدّد على أن «هذا الأمر خطير ويجب على حزب الله والدولة اللبنانية تحمّل المسؤولية». وحذر حزب الله من أنه «يجب عليه أن يعلم أنه يلعب بالنار وأي هجوم ضدنا سيواجه برد كبير»، معلناً «أننا مستعدون للرد على أي هجوم وبقوة».
ثم عاد وردّ مصدر أمني إسرائيلي على بيان حزب الله وقال: «لدينا توثيق لما حدث في مزارع شبعا».
وتفاعل الحدث على المستوى السياسي والشعبي في كيان الاحتلال، وسط انتقادات لاذعة للحكومة الاسرائيلية ورئيسها فوصف محللون إسرائيليون الحكومة بأنها أسوأ حكومة في تاريخ «إسرائيل»، فيما كان كلام وزير الدفاع الأسبق افيغدور ليبرمان أبلغ دليل بقوله «أثبت نصر الله مع الأسف أن الكلمة عنده كلمة والعين بالعين والسن بالسن فقتل عنصر واحد من الحزب في دمشق والآن الشمال كله مشلول».
وأشارت معلومات «البناء» الى أن المنطقة شهدت مساء أمس، استقراراً بعد الاتصالات التي اجرتها قوات اليونيفيل مع قيادة الجيش وقيادة الاحتلال الاسرائيلي لتهدئة الوضع، فيما قال خبراء عسكريون لـ«البناء»: «من الممكن أن يكون ما حصل مناورة إسرائيلية لجس نبض حزب الله ووسيلة لردعه عن القيام بأي رد عسكري، في المقابل يمكن ان يكون خدعة نفسية أمنية قام بها حزب الله لضرب معنويات جيش الاحتلال ورفع منسوب الرعب». وشدّد الخبراء على ان «ما حصل يكشف هشاشة جيش الاحتلال وقدرته على السيطرة على الميدان اذ أنه وفي ذروة استعداده وجهوزيته ومعرفته بأن المقاومة سترد لم يستطع ضبط نفسه او كشف ما حصل على مقربة من تمركزه». ولفت الخبراء الى أن «ما حصل لن يمنع حزب الله من تنفيذ قراره بالرد لتثبت قواعد الاشتباك على الارض».
وكانت قوات الاحتلال قصفت مرتفعات مزارع شبعا بعدد من القذائف سقطت احداها في منزل ببلدة الهبارية لم تؤد الى وقوع اصابات.
واذ قطع رئيس مجلس الوزراء الدكتور حسان دياب اجتماعاته، وأجرى سلسلة اتصالات برئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس المجلس النيابي نبيه بري وبوزيرة الدفاع زينة عكر وقائد الجيش العماد جوزاف عون وناقش معهم التطورات جنوباً. وأكد وزير الخارجية والمغتربين ناصيف حتي «أننا نعوّل على المجتمع الدولي والدور العربي لحفظ أمن لبنان وأؤيّد سياسة الحياد الإيجابي ولا نريد الدخول في محاور هنا وهناك ولا نتدخل في شؤون دول أخرى». وقال في مقابلة مع سكاي نيوز «تصريحات لودريان عن لبنان تأتي في إطار المصارحة بين الأصدقاء». ورأى أن «تاريخ إسرائيل في المنطقة عدواني ونحن متمسكون بقوات اليونيفيل في جنوب لبنان وسندافع عن أرضنا ضد أي عدوان».
ورأى الحزب السوري القومي الاجتماعي أنّ كل عمل عدواني يقوم به الكيان الصهيوني ضد المقاومة ومحورها وكل انتهاك للسيادة الوطنية، لن يبقى دون ردٍّ، وأنّ الردّ يقع في إطار قواعد الاشتباك التي فرضتها المقاومة وفي أولويات معادلة الردع. وأكد أنّ الردّ على أي عدوان صهيوني هو حق مشروع، وهذا الحق لا يخضع لأية اعتبارات سياسية. فالاعتبار الوحيد هو تثبيت وترسيخ معادلة الردع التي تحمي لبنان. وعلى العدو أن يفهم جيداً بأنه لن يستطيع الإفلات من الردّ المحتم. ولفت الحزب، إلى أن التعامل مع أي حدث أو تطور على جبهة الصراع مع العدو، سيكون وفقاً لحجمه وخطورته، ولا يلغي على الإطلاق ما سبق واتخذ قرار الردّ بشأنه. وشدد على ضرورة تعزيز عناصر قوة لبنان المتمثلة بثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، والالتفاف حول خيار المقاومة كخيار وحيد في مواجهة العدو الصهيوني الذي لا يزال يحتلّ أرضاً لبنانية ويشكل خطراً مصيرياً على لبنان والأمة.
وسبقت تطوّرات الجنوب، زيارة قام بها السفير الإيراني محمد جلال فيروزنيا الى دار الفتوى حيث التقى المفتي عبد اللطيف دريان، وأكد السفير الايراني بعد اللقاء أن «الكيان الصهيوني هو في موقع لا يسمح له ارتكاب الحماقات. ونحن اليوم نعيش ذكرى حرب تموز ونعتقد ان العدو لا يمكن أن ينسى الضرر والهزيمة التي لحقت به من جراء هذه الحرب. واذا أقدم العدو الصهيوني على ارتكاب حماقة كهذه، فهو يدرك ان الردّ أقسى». وأضاف «نحن على ثقة تامة ان هناك المزيد من الانتصارات تنتظر محور المقاومة في لبنان». وأضاف: «إننا نقف بكل ما أوتينا إلى جانب لبنان الشقيق في هذه المرحلة الحساسة ولن نبخل في أي مؤازرة او دعم يطلب منا»، معتبراً أن «المساعدات لا تنحسر بفئة خاصة من أبناء الشعب اللبناني بل تشمله كله». معتبراً «اننا أحوج ما نكون إلى ترسيخ الوحدة الإسلامية ونحن منفتحون تماماً قلباً وقالباً لترسيخها في مختلف المستويات».
وتحضر التطورات العسكرية والاعتداءات الاسرائيلية المتكررة على لبنان على طاولة مجلس الوزراء في جلسته اليوم. وتناقش الجلسة أيضاً ملفات مالية، أبرزها عرض وزير المال لمشروع العقد مع شركة Marsal & Alavarez للقيام بمهمة التحقيق الجنائي. اقتراح قانون يرمي الى تعديل المادة الثانية من المرسوم رقم 14969 تاريخ 30/12/1963 (قانون المحاسبة العمومية). اقتراح قانون يرمي إلى رفع السرّية المصرفية. مشروع قانون يرمي الى إعفاء كافة المركبات الآليّة من رسوم السير السنوية ورسم اللوحات المميزة للعام 2020 او العام 2021 حصراً والغرامات المرتبطة بها.
على صعيد آخر، وعشية انعقاد مجلس الدفاع الأعلى ومجلس الوزراء في جلسة ستكون حاسمة على صعيد مواجهة كورونا، رأس رئيس مجلس الوزراء الدكتور حسان دياب، أمس في السرايا الحكومية، اجتماعاً للجنة الوزارية لمتابعة فيروس كورونا. وأعلن وزير الداخلية والبلديات محمد فهمي إعادة إقفال بعض القطاعات ابتداء من الثلثاء 28-7-2020 ولغاية 10-8-2020 ضمناً وسلسلة إجراءات مشددة أبرزها إقفال الحانات والملاهي الليلية، إلغاء السباقات الرياضية، إقفال مراكز المؤتمرات والصالات وحدائق المناسبات ومراكز الألعاب الداخلية على أنواعها، إقفال الأسواق الشعبية، وإجراءات وقائية في المرافق الحدودية والمطار والمؤسسات العامة والشركات الخاصة.
وأصرّ وزير الصحة حمد حسن خلال الاجتماع بحسب معلومات «البناء» على إقفال البلد لمدة أسبوعين كاملين من صباح الخميس المقبل الى مساء الاثنين في 10 الشهر المقبل، وخلال هذه الفترة تكون وزارة الصحة قد كثفت حملاتها الميدانية وأعادت تقييم الواقع الوبائي ويصار حينها بحسب المعطيات لاتخاذ القرار المناسب، إلا أن عدداً من الوزراء عارضوا هذا الأمر بسبب الضائقة المعيشية والاوضاع الاقتصادية الصعبة وتسهيل عودة المغتربين لإدخال دولارات نقدية تساهم في ضبط سعر صرف الدولار.
وأوضح وزير الصحة لـ«البناء» الى إجراءات الإقفال تعود لسببين: الأول لدينا تراكم فحوصات لم ننفذها بعد وتأخرنا بذلك، فالإقفال يخفض عدد الوافدين من الخارج والمسافرين وبالتالي ينخفض عدد الفحوصات ونتفرغ للمسح الميداني للمقيمين وثانياً نكون قد وفرنا عدد الأسرة في المستشفيات»، وتحدث وزير الصحة عن 13 الف عينة موجودة في برادات المختبرات لم ننفذ نتائجها، أما السبب الآخر فهو ان السوريين الذين سمح لهم بالعودة الى سورية سارعوا الى إجراء الفحوصات، وبالتالي شكلوا ضغطاً كبيراً على المستشفيات والمختبرات الذين يفضلون إجراء الفحوصات للسوريين لأنهم يقبضون ثمنها بالدولار النقدي بعكس فحوصات شركة الميديل ايست في المطار التي تدفع خلال شهر»، واوضح حسن أن «هدف فتح البلد في 1 تموز الماضي له بعدين: بعد انساني وبعد اقتصادي، الثاني تبين من الاحصاءات أن نسبة السياح من الاجانب والعرب ضئيلة، أما البعد الإنساني فلم يحصل التزام من المجتمع المقيم والمغترب».
وعن سبب ارتفاع عدد الإصابات لفت حسن الى وجود أسباب عدة أهمها «عدم التزام الناس والتفلت المجتمعي من 1 تموز حتى الآن لا سيما من الوافدين من الخارج»، وتساءل حسن: لماذا نجري الفحوصات الميدانية في المناطق وفي المطار اذا كان صاحب الفحص لا يلتزم بالإجراءات؟ فالأفضل حينها ان نوقف الفحوصات في هذا الوضع».
وسجل تضارب في المعلومات حول بعض الحالات وحقيقة نتائج الفحوصات، فتبين امس أن النائب جورج عقيص ليس مصاباً بالكورونا، وعلمت «البناء» أن «وزير الصحة أعاد فحص بي سي آر للنائب عقيص أمس الاول، وجاءت نتيجته سلبية، موضحة أن الفحص الذي أجراه عقيص هو الفحص الاولي ولا تعلنه وزارة الصحة عادة ولا مستشفى بيروت الحكومي لأنه غير مؤكد ولهذه الغاية وجه وزير الصحة تعليمات مشدّدة لمختبر مستشفى بيروت والطبيب لعدم إعلان أي نتيجة قبل اجراء الفحص الثاني والتثبت من الإصابة لعدم احداث اي بلبلة تكلف معنوياً ومادياً».
الى ذلك، أطلق رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل سلسلة مواقف، في حوار على قناة أل بي سي، أكد خلالها أننا «نتشارك مع اللبنانيين الرغبة في الانتفاضة ضد الفساد، لكن جزءاً من الحراك كان موجهاً ضدنا على عكس الفئة الصادقة التي عبرت عن رأيها». وأوضح بأنه «حين تكون ضد الفساد ستواجه قسماً من المعارضين ونحن خارج المنظومة السياسية والمالية السائدة في البلد حتى لو نحن في البرلمان والحكم».
وشدد باسيل على أن «قوتنا الوحيدة هي الناس، فليس عندنا مال ولا دعم خارجي، وفي النهاية الاحتكام يكون للانتخابات وثقة اللبنانيين، وفي النظام الحالي لا يمكن تحقيق نتيجة الا بأكثرية نيابية، سواء من طرف واحد او من تحالف على أساس برنامج وهذا امر ليس قائماً، فعلى سبيل المثال هناك اختلافات كثيرة بيننا وبين حزب الله حول مواضيع داخلية، وكذلك مع غيره». ولفت الى أن الأكثرية ليست معنا ولو كانت لأصبحت الكهرباء اليوم 24/24.
وعن اتهامه بموضوع الانحياز خلال توليه وزارة الخارجية، أجاب «انا كوزير خارجية مارست سياسة إبعاد لبنان عن المشاكل مئة في المئة وجميع المواقف التي اتخذتها كانت تصب في مصلحة لبنان، واتهامي بتنفيذ سياسة حزب الله لأننا متحالفون في السياسة غير صحيح، فأنا بالكاد تشاورت معهم في أي شأن حول سياسة لبنان الخارجية يوم كنت في موقع المسؤولية».