خاص ـ الحقول / تتوالى التسريبات عن اللقاء الذي جمع رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية قطر حمد بن جاسم آل ثاني مع رئيس الوزراء “الإسرائيلي” في قصر الإليزيه. آخر المعلومات عما دار في الاجتماع وصلت من مصادر موثوقة في باريس، وقالت إن حمد بن جاسم شرح لنتنياهو الوضع الإيراني الصعب خصوصا بعد التدخل العسكري السعودي في البحرين، حيث تجد طهران نفسها الآن في موقع الدفاع بعدما نقلتها حرب اليمن وأحداث لبنان وغزة إلى موقع الهجوم. وطلب رئيس وزراء قطر من نظيره “الإسرائيلي” أن تبقى “إسرائيل” خارج الصورة حتى لا تستغل سوريا أي موقف من تل أبيب لصرف الأنظار عن الاحتجاجات الداخلية فيها. وطمأن حمد بن جاسم آل ثاني نتنياهو بأن سقوط النظام السوري لن يغير الوضع في الجولان، وأن هناك وعدا وطمأنة بعدم فتح جبهة الجولان من جانب قيادة الإخوان المسلمين في سوريا قد أبلغ إلى تركيا كما أبلغ لقطر.
وتضيف المصادر أن نتنياهو تحدث عن تعديل مهمة قوات اليونيفل في جنوب لبنان بحيث تستطيع لجم حزب الله إذا ما حاول فتح جبهة الجنوب في سعي من (السيد) حسن نصرالله لمساعدة بشار الأسد. فيما قال حمد بن جاسم إن المهم الآن هو استمرار المظاهرات في سوريا، ونحن نسعى عبر “الجزيرة” لتوسيع رقعة التحرك لتصل إلى دمشق. كما وأبلغ ساركوزي وحمد بن جاسم رئيس وزراء “إسرائيل” أن الربيع العربي لن يكون ضد مصلحتها، ولكن يجب أن تقبل “إسرائيل” دون تأخير فكرة إقامة دولة فلسطينية.
وكانت أسبوعية “لوكانار أشينيه” القريبة من دوائر استخبارية فرنسية قد ذكرت في عددها الصادر نهار الأربعاء الواقع في العاشر من الشهر الجاري أن اجتماعا عقد في قصر الإليزيه نهار الثلاثاء ضم كلاً من رئيس وزراء قطر حمد بن جاسم آل ثاني ورئيس الوزراء “الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو بحضور رئيس الجمهورية الفرنسية نيكولا ساركوزي من دون أن تذكر تفاصيل.
وقد بدأت تسريبات عن فحوى الاجتماع تخرج في أوساط الصحفيين في باريس تؤكد حصوله، وهذه ليست المرة الأولى التي يلتقي فيها حمد بن جاسم بمسؤولين “إسرائيليين”، كما انه لا ينفي هو عادة حصول اجتماعات كهذه.
وتلعب قطر دورا محوريا هذه الفترة في علاقات الغرب وتدخلاته في أكثر من بلد عربي خصوصا في ليبيا التي تشارك الدوحة عسكريا في الحرب الجوية التي يقودها حلف شمال الأطلسي ضد نظام معمر القذافي، كما إن قناة الجزيرة القطرية تلعب دوراً تحريضياً كبيراً في الأحداث التي تشهدها سوريا منذ شهرين. وتخشى قطر من انتقام سوريا بعدما تبين قوة النظام في دمشق واقتراب الأزمة في سوريا من الحل لمصلحة النظام. وقد أبلغ القطريون حليفهم الجديد نيكولا ساركوزي بمخاوفهم من صعود النفوذ السعودي في دول الخليج ومن الموقف الحاد الذي تتخذه القيادة السورية من حكام قطر.
ومن المعروف أن لدى قطر حساسية شديدة من السعودية التي تعتبر قطر جزءا من أراضيها نظرا للترابط العشائري والمذهبي بين البلدين، حيث يتبع غالبية أهل قطر المذهب الوهابي المتبع في السعودية.
خطوط “إسرائيل” و”المعارضة السورية”
وكانت وكالات الأنباء قد بثت تقريرا عن اجتماع عقد مساء أمس الثلاثاء في فيينا، بين نائب الوزير الاسرائيلي المكلف شؤون التنمية في النقب والجليل أيوب قرا، و”معارضين للنظام السوري”. وقالت إن متحدثا باسم حزب اليمين المتطرف النمساوي أعلن عن انعقاد هذا الإجتماع برعاية من حزبه.
نضال حمادة، باريس
وكالات، 18-05-2011
COMMENTS