شهدت القاهرة هذا الأسبوع فعاليات المؤتمر الخامس عشر لجمعية لسان العرب لرعاية اللغة العربية، الذي عقد تحت شعار: محنة اللغة العربية وعلاقتها بتقليد المغلوب للغالب.
وقد رعى المؤتمر عبد المقصود خوجة صاحب منتدى الإثنينية الأدبي بجدة في المملكة العربية السعودية، وترأسه عبد المحسن القحطاني رئيس نادي جدة الأدبي, وذلك بحضور عدد كبير من المتخصصين والباحثين من مختلف الدول العربية.
افتتح المؤتمر بكلمة الوفود التي ألقتها طيبة صالح الشذر من الكويت, فأكدت على ضرورة تبني الفكر الواعي للغة العربية، كأساس لهويتنا, وعنصر لتأكيدها. كما ركزت على حاجة الأمة العربية إلي ترسيخ مفاهيم اللغة العربية في مجتمعاتنا. وقالت الشذر، إن قضية اللغة العربية يجب أن تكون في قمة اهتماماتنا الآن، باعتبارها أهم دعامة للوحدة، ولكونها الوعاء الثقافي الصحيح للأمة لكي تتكامل.
وفي كلمته حذر سامي نجيب رئيس جمعية لسان العرب، من أن اللغة العربية تعاني من كوارث ومؤامرات تحاك ضدها من الداخل والخارج, ولم تعد هذه المؤامرات لغوية فقط, بل أيضا ثقافية وسياسية. ولفت إلى أن أغلب دول العالم قد اتخذت قرارات هامة، وفاعلة للحفاظ على لغاتها القومية, بينما نحن العرب نعاني من سبات عميق في هذا الأمر.
وأشار سامي نجيب إلى أن مجامع اللغة مهمتها الأولى، منذ عقود، هي إصدار المعاجم وتعريب المصطلحات, متسائلا أين دور هذه المجامع في العملية التعليمية؟. وأكد أنه ليس لها دور لأنه ليس لها قرار في هذا الأمر, وشدد على أن اللغة العربية تهرول نحو كارثة بكل المقاييس, بفضل أهلها, وأنه لا بد لهذه الأمة من هبة لنجدة اللغة العربية, ملقيا بالمسؤولية في هذا الشأن على الإعلام العربي, أولا، وعلى مؤسسات التعليم العربي، ثانيا.
ثم ألقى عبد المحسن القحطاني رئيس المؤتمر كلمته، فقال أنه ليس من المتشائمين بالنسبة لمستقبل العربية, وأبدى تفاؤله, لأننا كنا قبل خمسين عاما لا نجد من يقرأ القرآن الكريم جيدا, أما الآن فهناك مئات الآلاف ممن يجيدون قراءة القرآن قراءة سليمة، ما يعني أن اللغة العربية بخير. ودعا القحطاني المجامع اللغوية إلي الاجتماع تحت مظلة واحدة لكي لا تتشرذم.
واعتبر أن اللغة العربية هي التي تميز هويتنا وهي التي تجمعنا جميعا, وهي القاسم المشترك بيننا, لهذا فلا يجب أن ندخر جهدا لخدمتها.
وخلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر تم تكريم بعض الشخصيات التي خدمت اللغة العربية, ومنهم عبد المحسن القحطاني رئيس المؤتمر, وعبد المقصود خوجة راعي المؤتمر، بالإضافة إلى صابر عبد الدايم عميد كلية اللغة العربية بجامعة الازهر/فرع الزقازيق.
وقد ناقش جدول المؤتمر أربع محاور هامة، هي :
1 ـ اللغة العربية بين التيسير والتعسير تعليما وتعلما.
2 ـ المجامع العربية ومدى فاعليتها في المناهج التعليمية.
3 ـ إلهام القرآن الكريم في علاج اللسان العربي الصحيح.
4 ـ قضايا العربية في واقعنا العربي.
وفي ختام أعماله أصدر المؤتمر عددا من التوصيات، أهمها :
ـ توجيه الشكر إلى الرئيس المصري حسني مبارك على إصداره قرارا بإعادة هيكلة مجمع اللغة العربية, وأن يأخذ المجمع مسؤوليته كاملة في رعاية اللغة العربية.
ـ التأكيد على ضرورة إلغاء تعليم اللغات الأجنبية في الصفوف الثلاثة الأولى من التعليم الابتدائي حتي يتقن الطفل العربي لغته الأم.
ـ مطالبة جميع القنوات الفضائية التي تهتم بالعلوم القرآنية والإسلامية بضرورة تخصيص أوقات معينة من ساعات البث، من أجل تعليم اللغة العربية ونشر قواعدها بين عموم المشاهدين.
ـ توحيد الجهود لتفعيل دور الجمعيات الأهلية مع مجامع اللغة العربية والوزارات الحكومية المعنية في نشر وتيسير استخدام اللغة العربية في الحياة العلمية والعملية.
ـ ضرورة الاهتمام والعناية بالتدريب المستمر لمعلمي اللعة العربية لرفع مستواهم العلمي من ناحية اللغة والمناهج وطرق التدريس.
ـ التأكيد على أن الأسرة هي اللبنة الأولي في مؤسسات التربية والتعليم, ودعوة الأسر العربية لتكون خط الدفاع الأول لدرء خطر التسلل اللغوي الأجنبي إلى عقول أطفالنا.
ـ الاهتمام بوضع برنامج ميسر لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، بواسطة خبراء متخصصين في العربية واللغات الأجنبية.
COMMENTS