اللواء
انتخابات أيار بلا أقطاب السنة.. والملف قيد المتابعة الدولية
السنيورة آخر العازفين والمرشحون فوق الألف.. وربط أميركي للكهرباء بالحرب الأوكرانية!
انتهت عند منتصف الليلة الماضية مرحلة الترشيحات للانتخابات النيابية، التي أكد وزير الداخلية والبلديات بسام المولوي إجراءها في موعدها على 1043 مرشحاً، بينهم ١٥٥ مرشحة أي ما نسبته ١٥بالمئة، وكان آخر من قدّم طلب ترشيحه فرينا العميل عن دائرة المتن الشمالي، وسبقها الزميل علي مهدي عن دائرة زحلة، على أن تبدأ المرحلة الثانية فوراً لتسجيل اللوائح في وزارة الداخلية قبل 5 نيسان المقبل.
ومع هذه الحصيلة، تكون صورة الاستحقاق الانتخابي تظهرت مع عزوف نادي رؤساء الحكومات السابقين عن الترشح، وآخرهم كان الرئيس فؤاد السنيورة، موضحاً: «عزوفي ليس من باب المقاطعة، بل على العكس لإفساح المجال أمام طاقات جديدة، وسأكون معنياً بالاستحقاق بشكل كامل، وأعلن نفسي منخرطاً في الانتخابات لآخر أبعادها دون ترشح». وقال: «أدعو للمشاركة في الانتخابات لكي لا يتاح للوصوليين تعبئة الفراغ».
وعلمت «اللواء» أن رئيس الحكومة السابق سيدعم لائحة قيد التشكيل برئاسة الوزير السابق خالد قباني، وتحدثت معلومات ان عدد المرشحين في العاصمة بلغ حتى الساعة الثامنة والنصف 175 مرشحاً.
وفي سياق المتابعة الدولية – العربية للوضع في لبنان، يرجح ان يكون الملف اللبناني على طاولة المحادثات بين المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا، والمستشار الرئاسي الفرنسي المعني بالملف اللبناني باتريك دوريل، ضمن ما يطلق عليه شراكة فرنسية – سعودية لمساعدة اللبنانيين على الصعد الحياتية والاجتماعية.
المولوي
الى ذلك، أكد وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام المولوي فور إقفال باب الترشيح أننا «جاهزون كما وعدنا ووعدت الحكومة ورئيسها، وحاضرون للإنتخابات ولنلبي توق المواطنين ليصبوا الى صناديق الإقتراع ليقيموا مصلحتهم في وطن حقيقي يراعي كل الأمور التي يفترض أن تكون بدولة سليمة».
وأوضح «نحن جاهزون لإجراء الانتخابات النيابية ونعدكم أنه في الفترة الفاصلة من الليلة وحتى 25 أيار وانتخابات المغتربين سنكون جاهزين لكلّ تفصيل من أجل إنجاز الإستحقاق بنجاح وديمقراطية وسلاسة بشكلٍ «يُبيّض» وجه لبنان في الداخل وأمام المجتمع الدولي».
وأردف مولوي: «ندعو المجتمع المحلي والدولي للمشاركة بمراقبة الإنتخابات للتأكد من شفافيتها ونزاهتها، وأدعو إلى مواكبتنا بمراقبة العمليّة الإنتخابية للتأكد من الشفافية والحياد الكامل والعمل بكلّ مصداقيّة وكلّ مهنيّة ولا توجد معوقات لوجستيّة ونعمل من أجل تأمين كلّ شيء».
وتوجه مولوي للمنتشرين: «توجّهوا إلى صناديق الإقتراع في البعثات في الخارج بكلّ حرية وديمقراطية من دون أيّ خوف وتأكّدوا من أنّ صوتكم سوف يصل».
وأضاف: «تأمين إعتمادات هيئة الإشراف على الإنتخابات من مهمة وزارة الداخلية وقد وافقت عليها الحكومة «وأنا مش قلقان انتو ما تقلقو».
ميقاتي في عين التينة
وسجلت زيارة قام بها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي التقى ايضا عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب وائل ابو فاعور والوزير السابق غازي العريضي.
عزوف وترشيحات
الى ذلك، إنضم الرئيس فؤاد السنيورة الى قائمة رؤساء الحكومة غير المرشحين للإنتخابات، واعلن في مؤتمر صحافي عقده امس، عزوفه عن الترشح. وقال: عزوفي ليس من باب المقاطعة بل على العكس لافساح المجال أمام طاقات جديدة وسأكون معنياً بالاستحقاق بشكل كامل وأعلن نفسي منخرطا في هذه الانتخابات النيابية إلى آخر أبعادها من دون ترشح، وذلك لمصلحة جميع المواطنين اللبنانيين الذين هم الاصحاب الحقيقيون لهذه الانتخابات والذين عليهم الانخراط فيها كمرشحين ومشاركين ومقترعين. ومن أجل أن يكونوا بذلك حريصين على تصويب بوصلة العمل الوطني والسياسي، وعبر المواجهة السلمية من اجل العمل على استرجاع الدور والسلطة الحصرية للدولة اللبنانية العادلة والقادرة والمتمسكة بالحفاظ على قرارها الحر، وهي الدولة التي يجب في عملها أن تحترم وتحفظ حقوق المواطنين اللبنانيين في يومهم وغدهم، وفي تحقيق عيشهم الكريم.
واضاف: أدعو للمشاركة في الانتخابات لكي لا يُتاح للوصوليين والطارئين تزوير التمثيل وتعبئة الفراغ الذي يمكن ان ينجم عن الدعوة لعدم المشاركة في هذا الاستحقاق الوطني. كما أحضهم على التشديد على أهمية أن ينبثق عن المجلس النيابي الجديد نواة إدارة حكومية رشيدة تكون على قدر المهمات الإصلاحية المطلوبة في كافة المجالات لقيادة هذه المرحلة الجديدة الحافلة بالتحديات والمصاعب على اختلاف أنواعها.
اما ابرز العازفين عن الترشيح ايضاً الوزير الاسبق زياد بارود ومعلناً انه «سيخوض الانتخابات كمواطن وكناخبٍ مسؤول».
وبخصوص ابرز الترشيحات، اعلن رئيس كتلة الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب اسعد حردان امس، عن ترشيحات الحزب في معظم الدوائر، وهم: غسان غصن عن دائرة بيروت الثانية، حسان العاشق عن بعلبك الهرمل ـ دائرة البقاع الثالثة، أنطوان سلوان عن البقاع الغربي راشيا، دائرة البقاع الثانية، جوزيف كساب عن بعبدا ـ دائرة جبل لبنان الثالثة، عبد الباسط عباس وسلفادور مطر عن عكار ـ دائرة الشمال الأولى، أسعد حردان عن مرجعيون حاصبيا ـ دائرة الجنوب الثالثة.وأعلن حردان دعم سليم سعادة ولائحته في الكورة ـ دائرة الشمال الثالثة، وبرنامج الحزب الانتخابي السياسي والانمائي، مركزا على وجوب تطبيق البنود التي لم تطبق في اتفاق ودستور الطائف وابرزها انتخاب برلمان خارج القيد الطائفي وتشكيل مجلس للشيوخ وتطبيق اللامركزية الادارية الانمائية.
كما أعلن الوزير السابق أشرف ريفي على حسابه عبر تويتر ترشيحه الى الانتخابات النيابية المقبلة. وكتب: أخوضها ماداً اليد لجميع السياديين والتغييريين كي نحرر لبنان من وصاية مشروع إيران التي دمّرت الدولة وتحالفت مع المنظومة الفاسدة. مشروعنا الدولة الحقيقية التي تليق باللبنانيين وبمستقبل الأجيال.
واعلن النائب المستقيل نديم الجميل ترشيحه عن المقعد الماروني في دائرة بيروت الأولى. في مؤتمر صحافي عقده في بيت الكتائب في الأشرفية – ساسين، وأعلن فيه برنامجه الانتخابي. وأكد أن المطلوب أن تتوحّد كل القوى السيادية لتحقيق التغيير، وأوضح أنه قبل إقفال باب الترشيحات لن ندخل في موضوع التحالفات، وأردف: هناك نواة لائحة متقدّمة وشبه منتهية ونعمل وفق كل الاحتمالات ويدنا ممدودة إلى كل من لديه الروحية نفسها.
سياسياً عُقد لقاء امس، بين رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ورئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب، برعاية وحضور رئيس بلدية بحمدون وليد خيرالله، صديق الطرفين كما ضم الوزيرين السابقين غسان عطالله وسيزار ابي خليل. وجرى خلال اللقاء تأكيد التحالف بين « التيار الوطني الحر» ورئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان ووهاب، في دائرة عاليه – الشوف. مع الاشارة أن طارق وليد خيرالله سيكون مرشحاُ على هذه اللائحة عن المقعد الارثوذوكسي في عاليه.
وتضم اللائحة حتى الان إضافة الى خير الله: طلال ارسلان عن المقعد الدرزي في عاليه. غسان عطالله عن المقعد الكاثوليكي في الشوف ، فريد البستاني عن المقعد الماروني في الشوف ، سيزار ابي خليل عن المقعد الماروني في عاليه، وئام وهاب عن المقعد الدرزي في الشوف، علماً ان ترشيح الوزير الاسبق ناجي البستاني عن المقعد الماروني الثاني في الشوف ومرشحي المقعدين السنيين والمقعد الارثوذوكسي الثاني في عاليه سيتقرر في ضوء الترشيحات الرسمية وفي ضوء الاتصالات التي تجري وستجري من الان وحتى إنتهاء فترة تشكيل اللوائح في 5 نيسان المقبل.علما ان العقبات التي تحول دون التفاهم مع ناجي البستاني قذ ذُللت بنسبة 70 او 80 في المئة حسب ما تقول مصادر اللائحة. كما يتم انتظار موقف اللواء علي الحاج المرغوب ضمه الى اللائحة عن احد المقعدين السنيين.
وقدّم عضو كتلة لبنان القوي النائب الدكتور ماريو عون ترشيحه رسمياً عن دائرة الشوف برغم قرار رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل عدم ترشيحه.
كما قدّم نقيب المحامين السابق ملحم خلف ترشيحه للإنتخابات عن المقعد الأرثوذكسي في دائرة بيروت الثانية.
وما يزال دوي المفاجأة الانتخابية في صيدا مستمراً، وبخلاف قرار تيار المستقبل وعدم موافقة النائب بهية الحريري، تقدم كل من يوسف النقيب وحسن شمس الدين بطلبي ترشيح عن المقعدين السنيين في صيدا.
وليلاً، استكملت المفاجآت مع تقديم النائب جميل السيّد طلب ترشيحه قبيل اقفال باب الترشيحات.
توفير مستلزمات الانتخابات
وفي آليات العملية الانتخابية،عقد وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي اجتماعاً مع المحافظين والقائمقامين، تحضيراً للانتخابات النيابية المقبلة. وتمت مناقشة كل الامور الادارية واللوجستية لتسهيل العملية الانتخابية المقررة في 15 ايار المقبل وإنجاحها.
وأكد مولوي العمل «على تأمين الكهرباء خلال عملية الاقتراع حتى إغلاق المحضر في آخر اليوم».
واشار إلى ان «مراكز القيد الابتدائية ستكون حسب الدوائر الصغرى 26 لجنة ابتدائية و15 لجنة قيد عليا و7 آلاف قلم اقتراع، من هنا سنعاود الاجتماع مع المحافظين والقائمقامين خلال عشرة ايام بعد ان يدرسوا واقع كل قلم اقتراع وكيفية تأمين الكهرباء له».
وطمأن مولوي المواطنين ان «الانتخابات حاصلة في موعدها والاعتمادات ستعرض على الهيئة العامة في مجلس النواب بعد اقرارها من اللجان، وستكون متوافرة لتأمين الانتخابات وكل ما يلزم لتأمين الكهرباء سنؤمن لها الاعتمادات اللازمة»، وطلب من الموظفين «البقاء على الجهوزية اللازمة لحسن سير العملية الانتخابية، مع حفظ حقوقهم وتعويضاتهم.»
أوضح وزير الداخلية أنّه يتمّ العمل على «مُعالجة كلّ الأمور المتعلقة بالمديرية العامة للأحوال الشخصية ضمن الإمكانات لتأمين الهويات وإخراجات القيد وتأمين حاجات المُقترعين».
وأعلن عن صدور مرسوم يقضي بالسماح للبعثات في الخارج بتجديد جوازات السفر ببدل قدره 200 ألف ليرة فقط للانتخابات.
و قدّم الاتحاد الاوروبي 1770 عازلا للاقتراع، كما حصل لبنان على 7 آلاف علبة حبر سرّي مقدّمة أيضاً عبر هبة دولية وأصبحت موجودة في مستودعات وزارة الداخلية.
مجلس الوزراء
يعقد مجلس الوزراء جلسة عند الساعة الرابعة من بعد ظهر اليوم في السراي الحكومي برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي ،وعلى جدول أعماله 31 بندا إجرائياً، ابرزها:مشروعا مرسومين يرميان إلى:
– تعديل بعض مواد وملحقي المرسوم رقم 43 تاریخ 19/1/2017 (دفتر الشروط الخاص بدورات التراخيص في المياه البحرية اللبنانية ونموذج اتفاقية الاستكشاف والإنتاج) وتعديل بعض مواد وملحقي المرسوم رقم 4918 تاریخ 31 أيار 2019 (تعديل بعض مواد وملحقي المرسوم رقم ٤٣ تاریخ 19/1/2017 (دفتر الشروط الخاص بدورات التراخيص في المياه البحرية ونموذج إتفاقية الاستكشاف والإنتاج).
– تعديل المادة 16 من المرسوم رقم 10289 تاریخ 30/4/2013 (الأنظمة والقوات المتعلقة بالأنشطة البترولية تطبيقا للقانون رقم 132 تاریخ 28/8/2010 ( الموارد البترولية في المياه البحرية).
– متابعة البحث في الحملة الوطنية للنهوض المستدام بقطاع الكهرباء في لبنان.
وعشية الجلسة زار الرئيس نجيب ميقاتي عين التينة، والتقى رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وعلمت «اللواء» ان الرئيس ميقاتي بحث مع الرئيس بري في تأليف الهيئة الناظمة للكهرباء، كشرط لأن تسير خطة الكهرباء بصورة متكاملة.
مصرف لبنان والسيولة بالليرة
صدر عن مصرف لبنان بيان قال فيه: نود تذكير المصارف انها تستطيع ان تستحصل على الليرة اللبنانية نقداً على ان تقوم ببيع الدولار الاميركي الورقي على سعر «Sayrafa» لدى مصرف لبنان. ولذا باستطاعتها تأمين حاجات المودعين لديها بالليرة اللبنانية من دون التقيد بالكوتا التي يمنحها لها مصرف لبنان.
ولذا على المصارف الا تخفض سقوفات السحوبات لزبائنها شهرياً بالليرة اللبنانية نقداً طالما لديها الامكانيات عبر تأمين السيولة بالليرة اللبنانية عن طريق Sayrafa.
كما ستقوم لجنة الرقابة على المصارف من التأكد ميدانياً من وضع السيولة لدى المصارف.
الأمن الغذائي
وحضر الأمن الغذائي على طاولة الاجتماع الذي ترأسه ميقاتي عصر امس في السرايا الحكومية، للجنة الوزارية المكلفة متابعة ملف الأمن الغذائي.
وشارك في الاجتماع وزراء الاقتصاد والتجارة أمين سلام، الصناعة جورج بوشيكيان، الزراعة عباس الحاج حسن، الثقافة محمد وسام المرتضى، الدفاع الوطني العميد موريس سليم، الأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية ومدير مكتب الرئيس ميقاتي جمال كريم.
وكشف الوزير سلام ان البحث تطرق الى المعطيات التي جمعتها اللجنة المكلفة متابعة موضوع الأمن الغذائي خلال الأسبوعين الماضيين، وفي مقدمها تأمين المواد الغذائية الأساسية، وتحديدا المعطيات المتعلقة بتأمين كميات القمح من دول عدة تواصلنا معها. لذا، نعيد ونؤكد أن القمح موجود، والاتفاق جار على هذا الموضوع، وهناك موافقة لشراء 50 ألف طن من القمح من قبل الدولة اللبنانية، وهي في المراحل الأخيرة، وسنحصل على هذه الموافقة خلال الأيام المقبلة من وزارة المالية لفتح باب المناقصة على هذه الكمية. كما لدينا الكثير من العروض بدأ عدد من الدول بتقديمها، وستتم دراستها بشكل سريع لضرورة الطوارىء في هذا الموضوع كي لا يحدث أي تأخير، وستتخذ قرارات مستعجلة لها طابع استثنائي، ففي بقية دول العالم يتم سحب كميات كبيرة، وبالتالي علينا تأمين الكميات المطلوبة للبنان».
أضاف: «كما تباحثنا في موضوع المواد الغذائية الأخرى مثل السكر والزيوت. ووردتنا بعض التطمينات من عدد من الدول، في طليعتها الجزائر التي يمكن أن تعيد فتح باب تصدير مادة السكر. وأخذنا تطمينات أيضا من الهند عن كميات كافية من السكر لمساعدة السوق اللبنانية. وبالنسبة إلى مادة الزيت، عقدت سلسلة اجتماعات مع أصحاب السوبرماركت والمستوردين والصناعيين المعنيين بموضوع الزيوت، وأكدوا وجود كميات تكفي حاجة السوق. ولذا، على المستهلك اللبناني عدم تخزين كميات كبيرة من غالونات الزيت وشراء كميات أكثر من حاجته، فهو يأخذها من أمام عائلات تحتاج اليها، وهذا يخلق نوعا من الأزمة في السوق، فالمواد لا تزال موجودة».
لا تسهيلات اميركية للكهرباء
على ان عقدة التسهيلات الاميركية لجهة قانون قيصر والعقوبات على سوريا، حضرت بين السفيرة الاميركية دوروثي شيا ووزير الطاقة وليد فياض، حيث وصفت شيا الملف المعقد بـ«الوثائق الطويلة والعقود، التي تحتاج الى محامين يحتاجون الى ساعات من المراجعة، ومن جنسيات عدة، فضلاً عن طبيعة المشاورات المعقدة مع البنك الدولي الجهة المخولة بتمويل الحكومة اللبنانية، الى ارشادات تتعلق بالهيئة الناظمة وتحصيل الفواتير، وصولاً الى تعقيدات الاسعار في اسواق الطاقة العالمية، الناجمة عن الحرب الروسية – الاوكرانية او «الغزو الروسي لأوكرانيا» على حد تعبيرها، وأسباب اخرى، لم تشأ السفيرة الكشف عنها، لتخلص الى الطلب الى الشعب اللبناني بالصبر، لأن الاستفادة من «كهرباء مستدامة» ليست بالأمر السهل «لا سيما في الوقت الحالي».
وكشفت مصادر متابعة لملف الكهرباء ان اللقاء الذي جرى بين الوزير فياض والسفيرة شيا على كل ما يتعلق بالتسهيلات المطلوبة لاستجرار الطاقة الكهربائية من الاردن، وضخ الغاز المصري الى لبنان لزيادة توليد الكهرباء والعوائق التي لا تزال تعترض انجاز هذه العملية برمتها، والمباشرة بالخطوات التنفيذية.
وقالت المصادر ان السفيرة الاميركية ابلغت الوزير فياض بأن بلادها ملتزمة باتخاذ الخطوات لاصدار الاعفاءات المطلوبة بموجب قانون قيصر، لتسريع الخطى للمباشرة بوضع خطة استجرار الكهرباء وضخ الغاز، كما تم الاتفاق عليها مع الحكومة اللبنانية والسلطات بالاردن ومصر، الا ان كل ذلك يبقى مرتبطا بقيام الحكومة اللبنانية قبل كل شيء، بإقرار خطة الكهرباء بالكامل، ونهائيا وبكل مكوناتها الاصلاحية، ليتسنى قيام البنك الدولي بتمويل الجانب المتعلق فيه، ولا سيما تمويل ثمن وتكاليف عملية استجرار الطاقة للجانب الاردني و ضخ الغاز للجانب المصري.
واشارت المصادر الى ان السفيرة شيا، ابلغت الوزير فياض، بأن الحكومة اللبنانية تتحمل مسؤولية تأخير انجاز خطة النهوض العامة بالكهرباء، ما تسبب بتأخر المباشرة باستجرار التيار الكهربائي من الاردن وضخ الغاز المصري الى لبنان، وكلما سرعت الحكومة اللبنانية الخطوات لاقرار الخطة المذكورة، كلما تسارعت خطى استجرار الطاقة الكهربائية وضخ الغاز المصري الى لبنان.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأخبار
انطلاق المعركة على الصوت السني
مع إقفال باب الترشيحات، وتركز الأنظار على أسماء المرشحين عن المقاعد السنية في كل لبنان، أثبتَ سعد الحريري قدرته على إلزام الأنصار بالمقاطعة، وإحراج الحلفاء بالعزوف عن الترشح، تاركاً الجميع في مهبّ معركة تستهدف الحصول على أصوات من تركته. أما المتمردون على قراره فلا يزالون يعانون من صعوبة نسج التحالفات، ما يجعل خريطة المقاعد السنية غير واضحة.
وفيما تنشط ماكينات سياسية حليفة لخصوم الحريري من نفس فريقه السياسي لتركيب تحالفات، تبين أن معظمها سيؤدي إلى تشتت الصوت السني المعارض لحزب الله وحلفائه، يسود الإحباط الطائفة السنية، وسط مؤشرات على تدنّي نسبة المشاركة في الاقتراع، الأمر الذي استدعى مشاورات على صعيد خارجي. إذ كثّف فريق من المكوّنات الأساسية لـ 14 آذار، من الرئيس فؤاد السنيورة إلى سمير جعجع ووليد جنبلاط ومجموعات من المجتمع المدني، اتصالاتهم مع الأميركيين والفرنسيين طالبين دعمهم لإقناع السعودية بالتدخل، منعاً لما يسمونه اجتياح حزب الله للشارع السني.
وقبلَ شهر بالتمام على موعد الانتخابات، يتقدّم صوت إجراء الاستحقاق في 15 أيار المقبل على الهمس باحتمال «تطييره»، ربطاً بالأزمة التي تدفع لبنان في اتجاه الانفجار الاجتماعي والكلام عن عدم حماسة بعض الدول الإقليمية والدولية لانتخابات لن يترتّب عليها حالياً أي تغيير في موازين القوى. لذلك، تحولت وزارة الداخلية قبل ساعات قليلة من إقفال باب الترشيحات منتصف ليل أمس إلى خلية نحل بفعل تهافت المرشحين الراغبين إلى الترشح، والذين بلغَ عددهم لدى إقفال باب الترشيح 1043، بينما وصل عدد المرشحين عام 2018 إلى 976، بينهم 111 مرشحة.
ومع إغلاق باب الترشيحات، ينتقل التركيز إلى توقعات النتائج أو التحالفات التي قد تنشأ. فلبنان الذي يقف على حافة الانتخابات، تتحضر القوى السياسية فيه لخوض معارك وجودية على قاعدة «يا ربّ نفسي» بعدَ أن قلبت التطورات السياسية والاقتصادية والأمنية الأولويات، فضلاً عن تبدّل خريطة الاهتمام العربي والدولي التي تتصل بمفاوضات فيينا وصولاً إلى انفجار الميدان في شرق أوروبا. كل هذه العوامل مجتمعة، جعلت الجميع من دون استثناء مأزوماً انتخابياً ويواجه صعوبة في هندسة التحالفات. غير أن العامل الرئيسي الداخلي الذي ساهمَ في إرباك القوى السياسية، هو إعلان الحريري قبلَ أشهر قليلة من الاستحقاق النيابي قراره بتعليق عمله السياسي وعزوفه عن المشاركة في الانتخابات، هو وعائلته وكل تياره السياسي، إذ شدد أكثر من بيان وتعميم صدر عن قيادة التيار على أن على كل «الذين يريدون خوض الاستحقاق عدم استخدام اسم التيار أو شعاراته، والتقدم بالاستقالة من المستقبل». انسحاب الحريري أربكَ الجميع، حلفاء وخصوماً، بخاصة أنه تركَ الساحة فارغة من أي بديل للتعاون معه، وهذا الفراغ جعل تركته عرضة للتناتش والتقاسم، ما دفع كل طرف داخل الطائفة وخارجها إلى العمل على أن تكون له حصة فيها.
على ضفة السنة، لا تزال المعلومات متضاربة. صحيح أن باب الترشيحات قد أقفل لكن باب التحالفات لا يزال مفتوحاً وهنا العقدة. وهذه العقدة مرتبطة بعوامل عدة:
أولاً، لا يزال تيار المستقبل، رغمَ انسحابه، موجوداً في العملية الانتخابية، ويدفع باتجاه مقاطعتها سنياً. لكن ذلك لا يعني خروجه من المشهد، ما يحصل حالياً أن الحريري يعمل جاهداً على أن تكون نسبة التصويت السنية في كل المناطق متدنية جداً، بهدف تكريس زعامته وربط السنة بشخصه والقول للداخل والخارج إنه الممثل الوحيد للطائفة. ولأجل هذه المهمة جنّد الحريري الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري ورئيس جمعية بيروت للتنمية أحمد هاشمية اللذين التقاهما في الإمارات قبل أيام، لعقد اجتماعات مع شخصيات فاعلة والعائلات.
ثانياً، محاولة قطع الطريق على كل الذين قرروا التمرد على قرار الحريري وشنّ حملات تخوين وتهويل، كما حصل مع الرئيس السنيورة والنائب مصطفى علوش وآخرين أبدوا رغبة في خوض المعركة وعملوا ولا يزالون على دفع الناس إلى صناديق الاقتراع بحجة اجتياح حزب الله للشارع السني، وضرورة مواجهة الاحتلال الإيراني.
ثالثاً، وجود جو من الخيبة والاستياء لدى الجمهور السني من كل الطبقة السياسية، ومن المملكة العربية السعودية، إذ يشعر هذا الجمهور بأنه مهزوم، وأن مقاطعة الانتخابات ستكون عقاباً لكل من تسبب بخروج الحريري من الحياة السياسية، وهذا الشعور هو ما يمنع نسبة كبيرة من التفاعل مع المرشحين السنة.
وعليه، لا تزال اللوائح غير محسومة حتى الآن والجميع يواجه مشاكل في نسج التحالفات. وهذه الصعوبة لا تشمل فريق ما يسمى 14 آذار، بل أيضاً فريق حزب الله وحلفائه الذي لا يبدو من المعطيات المتوافرة حتى الآن، أنه حجز حصة سنية إضافية عن حلفائه المعروفين. ففي بيروت، مثلاً، لم يستطع ثنائي حزب الله وحركة أمل حتى الآن الاتفاق مع أي مرشح سني ليكون على لائحتهما، علماً أن هناك حوالي 10 أسماء يجري التفاوض معها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البناء
موسكو تخضع صادراتها إلى دول «العقوبات» للتقييم… والبداية بوقف تصدير اليوريا واليورانيوم
الترشيحات تجاوزت الـ 1000 مرشح… وطلال المرعبي أبرز المرشحين والسنيورة أبرز المنسحبين
حردان أعلن ترشيحه و6 قوميّين… ودعم سليم سعادة ولائحته في الكورة
في اليوم العشرين للحرب الروسية الأميركية على أوروبا من بوابة أوكرانيا، تبدو الصورة على محاور الحرب أنها تقدم عسكري روسي ثابت ومدروس يبدو بطيئاً، لكنه يتناسب مع حجم الأهداف السياسية التي ترتبط بالعواصم الغربية وليس بالقرار الأوكراني الممسوك من التحالف الأميركي الأوروبي، والذي لا تنضجه المعارك العسكرية بقدر ما ينضجه اليأس الغربيّ من مفاعيل إحكام قبضة العقوبات المالية على عنق موسكو من جهة، وتصاعد تأثير النتائج العكسية للعقوبات على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي داخل أوروبا خصوصاً، وفقاً للحسابات الروسية، التي تقول إن الصدمة الأولى التي كان يتمناها الغرب من حزمة عقوبات ضخمة وقاسية بضربة واحدة، تمكنت روسيا من احتوائها، فلم يقع الانهيار الدراماتيكي في النظام المصرفي الروسي ولا وقعت الدولة بالعجز عن الإنفاق، بينما تتحقق واشنطن كل يوم من محدودية قدرتها على جر الشركاء الفاعلين الى الخطوات المؤلمة لروسيا، فلا أوروبا حليف أميركا الأول في الحرب تتجرأ على التصعيد في العقوبات لتشمل وقف مشتريات النفط والغاز من روسيا، وهي تعلم أن ذلك دمار شامل على أوروبا وليس على روسيا، ومحاولات الضغط والترغيب والترهيب نجحت بجعل إيران تشتري اتفاقاً نووياً على حساب تحالفها مع روسيا، كما أوضحت زيارة وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان الى موسكو، ولا الصين أبدت الاستعداد للدخول طرفاً في الضغط المالي والاقتصادي على روسيا رغم التهديدات الأميركية الفجة، التي لاقت رداً صينياً قاسياً، وحتى حلفاء واشنطن الإقليميين في آسيا على وجه الخصوص يستجيبون للطلبات الأميركية، وهم يرون ما يحلّ بأوكرانيا التي صدقت الوعود والإغراءات الأميركية والأوروبية، بينما مصالحهم الوجودية على المحك، كحال باكستان وتركيا و«إسرائيل» والإمارات ومصر والسعودية، الذين أقاموا حسابات المصالح وتوصلوا الى الوقوف في منتصف الطريق، بل محاولة اصطياد أموال روسية هاربة من العقوبات، وتقديم إغراءات للطيران الروسي لمعاملة متميزة في مطاراتها، أو تقديم عروض جاذبة للسياح الروس الى منتجعاتها، لكن بالمقابل بدأت تظهر أعراض الجنون الذي ضرب أسواق الطاقة والغذاء على أوروبا، وتنتظر موسكو المزيد من التأثير، خصوصاً أن المصادر الروسية تؤكد أن إعلان لائحة دول القائمة السوداء، هو خطوة أولى للبدء بتنفيذ عقوبات تتمثل بما هو أبعد من لوائح أشخاص ومؤسسات وشركات يحظر التعامل معها، بل سيتضمن حظر تصدير بضائع ومنتجات الى هذه الدول وأسواقها. وتقول المصادر إن لا شيء يمنع أن يأتي وقت نسمع فيه قراراً روسياً بوقف تصدير الغاز والنفط الى الدول الأوروبية او بعضها، كحال بريطانيا، ولكن البداية ليست بعيدة وستكون مع وقف تصدير اليوريا التي تمثل أهم الأسمدة في الأسواق الزراعية العالمية وتشكل روسيا موردها الأهم عالمياً، ومثلها وقف تصدير اليورانيوم المستخدم في المفاعلات النووية للعديد من دول الغرب.
في لبنان حسم للسير نحو الإنتخابات لم يعد ثمة ما يعطله، ومع إقفال باب الترشيحات منتصف ليل أمس، تجاوزت الترشيحات الألف مرشح، يفتح الباب لتشكيل اللوائح والتحالفات الانتخابية، وكان الأبرز في ملف الترشيحات إعلان الرئيس فؤاد السنيورة حسم أمر ترشيحه سلباً لصالح العزوف استجابة لتحذيرات الرئيس سعد الحريري، بينما جاءت عودة النائب السابق طلال المرعبي للترشح بدلاً من ابنه الذي شغل مقعده على لوائح تيار المستقبل في الدورة السابقة، مدخلا لتشكيل لائحة يترأسها ربما تكون لها حظوظ ترك بصمة في المشهد الانتخابي في عكار، وكان أكبر عدد من المرشحين لحزب واحد قد سجله حزب مواطنون ومواطنات في دولة الذي قدّم 65 ترشيحاً.
رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان أعلن ترشيحه عن دائرة النبطية ومرجعيون وحاصبيا، وترشيح ستة قوميين عن دوائر بيروت الثانية وبعلبك الهرمل وعكار والبقاع الغربي – راشيا وبعبدا، ودعم ترشيح النائب سليم سعادة ولائحته في دائرة الكورة والبترون وبشري وزغرتا، مؤكداً على «التعامل بجدية كبيرة مع المشهد الانتخابي وفقاً لمقتضيات المصلحة الوطنية التي يجب أن تكون فوق كل المنافع الضيقة والحسابات الصغيرة».
وأعلن رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان، عن أسماء مرشحي الحزب للانتخابات النيابية في لبنان، خلال لقاء عُقد في قاعة الشهيد خالد علوان ـ البريستول.
والمرشحون هم:
غسان غصن عن دائرة بيروت الثانية.
حسان العاشق عن بعلبك الهرمل ـ دائرة البقاع الثالثة.
أنطوان سلوان عن البقاع الغربي – راشيا، دائرة البقاع الثانية.
جوزيف كسّاب عن بعبدا ـ دائرة جبل لبنان الثالثة.
عبد الباسط عباس عن عكار ـ دائرة الشمال الأولى.
سلفادور مطر عن عكار ـ دائرة الشمال الأولى.
دعم النائب سليم سعادة ولائحته في الكورة ـ دائرة الشمال الثالثة.
أسعد حردان عن مرجعيون حاصبيا ـ دائرة الجنوب الثالثة.
ورأى حردان أن «ما نشهده من توتير وشحن عشية الانتخابات، هو انعكاس للهجمة الخارجية على لبنان. وليس خافياً أن بعض الأطراف الداخليّة تتماهى عن قصد أو غير قصد مع أجندات القوى الخارجيّة، وتنخرط في معركتها للقضاء على عناصر قوة لبنان بهدف إعادته إلى مربع الضعف والهوان»، واعتبر أن «الانتخابات النيابية المقبلة فضلاً عن كونها استحقاقاً دستورياً، فهي محطة مهمة وأساسيّة تستوجب حشد كل الطاقات لتثبيت هوية لبنان وانتمائه القوميّ، والتعامل بجدّية كبيرة مع المشهد الانتخابي وفقاً لمقتضيات المصلحة الوطنية التي يجب أن تكون فوق كل المنافع الضيّقة والحسابات الصغيرة».
وأكد حردان «تمسّكنا بالقواعد الضامنة للتفاهمات مع الحلفاء، وبأننا سنخوض الانتخابات النيابية، في أطار تحالفاتنا مع القوى التي نلتقي وإياها في المواقف على تحصين لبنان وتثبيت معادلة الشعب والجيش والمقاومة».
وأكد حردان على التالي:
إن كل كلام تحريضيّ يستهدف المقاومة وسلاحها، يصب في خدمة أعداء لبنان والمتربّصين به تقسيماً وتفتيتاً، لذا، نؤكد التمسك بحقنا في المقاومة لتحرير أرضنا التي لا تزال تحت الاحتلال وبالمعادلة الردعيّة بوجه العدوانية الصهيونية، والتشبث بحق لبنان في ثرواته وموارده في المياه والنفط والغاز، والقيام بكل ما تقتضيه حماية السيادة الوطنية.
التمسك باتفاق الطائف مدخلاً لبناء الدولة المدنية الديمقراطية، وتطبيق مندرجاته الإصلاحية وإلغاء الطائفية، وإنشاء مجلس شيوخ وسن قانون جديد للانتخابات خارج القيد الطائفيّ يوحّد اللبنانيين، بما يعزز ثقافة الوحدة، ويحرّر المواطنين من كونهم رعايا طوائف ومذاهب، إلى رحاب المواطنة في دولة القانون حيث تتحقق المساواة في الحقوق والواجبات.
التصدّي بحزم لكل طروحات التقسيم المقنّعة بعناوين اللامركزية المالية وغيرها، مع التأكيد على تطبيق اللامركزية الإدارية وفق ما نص عليها اتفاق الطائف، ربطاً بقانون انتخابي على أساس لبنان دائرة واحدة وبالتوازي مع تحقيق الإنماء المتوازن.
تفعيل معاهدة الأخوة والتعاون والتنسيق مع الشام وتطبيق الاتفاقيات المشتركة كما نصّت وثيقة الوفاق الوطني، بما يصبّ في مصلحة الدولتين وضرورة التنسيق بين الجانبين في سبيل عودة أهلنا النازحين إلى قراهم وبيوتهم معززين مكرّمين، بما ينزع أحد فتائل الضغوط التي تمارسها القوى الخارجيّة، والتي تستثمر في النزوح السوري كورقة ضغط على بيروت ودمشق في آن.
ضرورة وضع سياسات اقتصاديّة ترتكز على تعزيز اقتصاد الإنتاج، ووضع روزنامات لدعم الزراعة والصناعة، وتأمين الأسواق المطلوبة، عبر البوابة الدمشقيّة. وإننا في هذا الصدد سنبذل كل جهد ممكن لقيام مجلس تعاون مشرقيّ، يحقق التساند والتآزر الاقتصادي بين دول المنطقة، وهو المشروع الذي تقدّمنا به منذ سنوات.
إيجاد حلول قانونيّة ومنطقية سليمة تكفل استعادة المودعين لودائعهم في المصارف اللبنانية، والقيام بكل ما هو مطلوب لتحديد المسؤوليات على كل من تسبب بوصول الوضع الاقتصادي إلى ما وصل إليه من تردٍ وانهيار، ودور بعض المجموعات المرتبطة بأجندات خارجية في تسريع الانهيار.
تعزيز ثقافة المقاومة والتشدّد بتطبيق القانون ضد كل من يرتكب جرم العمالة للعدو الصهيوني، والتشهير بالمطبّعين ومرتكبي الجرائم المنصوص عنها في قانون «مقاطعة العدو الإسرائيلي» والتشدد في تطبيق العقوبات عليهم.
ولفتت مصادر قوميّة لـ»البناء» الى أن تحالفات الحزب ثابتة مع الثنائي أمل وحزب الله ومع تيار المردة في مختلف المناطق اللبنانيّة، ولم يتم تحديد التحالفات مع التيار الوطني الحر حتى الساعة والمشاورات مستمرة، لكن التحالف سيكون بعد الاتفاق مع التيار في دوائر عكار والمتن الشمالي وبعبدا والشوف وعاليه أما في البقاع الغربي فسيكون حسب التركيبة. وهذا مرتبط بنتيجة المشاورات». في المقابل لفتت أوساط التيار الوطني الحر لـ»البناء» الى أن «بعد حسم الترشيحات فإن المشاورات انطلقت لصياغة التحالفات الانتخابية مع مختلف القوى والمحسوم التحالف مع حزب الله، ومع حركة أمل في الدوائر المشتركة باستثناء بعض التباينات في دوائر معينة، ومع الحزب السوري القومي الاجتماعي في دوائر معينة، ولم تحسم التحالفات مع بقية القوى السياسية وتحتاج الى مزيد من الوقت والدراسة مع الأخذ بعين الاعتبار المستجدات والأحداث التي قد تحصل خلال الشهرين الفاصلين عن الانتخابات».
وبعد إعلان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عزوفه عن الترشح للانتخابات، أعلن الرئيس فؤاد السنيورة عزوفه عن الترشح أمس، ما يعني خروج نادي رؤساء الحكومات السابقين من المشهد النيابي ما سيترك فراغاً هائلاً على الساحة السنية وخلط الأوراق الانتخابية، ما يفتح الباب على احتمالات عدة في التحالفات والنتائج. وقال السنيورة في مؤتمر صحافي عقده في مكتبه: «عزوفي ليس من باب المقاطعة بل على العكس لإفساح المجال أمام طاقات جديدة وسأكون معنياً بالاستحقاق بشكل كامل وأعلن نفسي منخرطاً في الانتخابات لآخر أبعادها دون ترشّح». وأضاف: «أدعو للمشاركة في الانتخابات لكي لا يُتاح للوصوليين تعبئة الفراغ».
ولفتت مصادر «البناء» الى أن السنيورة اتخذ هذا القرار بعد رسالة تهديد تلقاها من الرئيس سعد الحريري بأن الأخير سيصدر بياناً تصعيدياً ضد السنيورة في حال ترشحه وسيدعو جمهور تيار المستقبل الى عدم المشاركة في الانتخابات وعدم الاستجابة لدعوات السنيورة للتصويت له وللوائحه. وكشفت المصادر أن السنيورة فضل عدم الصدام مع الجمهور المستقبلي والسني عموماً ما يستفيد منه حلفاء حزب الله السنة، وبالتالي سيدعم السنيورة مرشحين ضمن لوائح في دوائر عدة والعمل على تأليف كتلة نيابية سنية يترأسها هو يستخدمها في المواجهة مع حزب الله في مجلسي النواب والوزراء، ولذلك سيخوض السنيورة الانتخابات تحت عنوان سلاح حزب الله ودوره الإقليميّ ووضع قرار الحرب والسلم بيد الدولة وتطبيق القرارات الدوليّة، وذلك لحشد الناخبين السنّة للتصويت ضد حزب الله لصالح اللوائح المدعومة من السنيورة».
وانتهت منتصف ليل أمس المهلة المُحدّدة لتقديم طلبات الترشيح، إذ تمّ تسجيل ٨٧٥ مرشحًا حتى بعد ظهر أمس، من بينهم١٣٠ مرشحًا قدّموا طلباتهم. وأفيد أن الاتحاد الأوروبي قدّم ١٧٧٠ عازلاً للاقتراع، كما حصل لبنان على 7 آلاف علبة حبر سرّي مقدّمة أيضاً عبر هبة دوليّة وأصبحت موجودة في مستودعات وزارة الداخلية.
في المقابل أكد وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي العمل «على تأمين الكهرباء خلال عملية الاقتراع حتى إغلاق المحضر في آخر اليوم»، مضيفاً في مؤتمر صحافي عقده في الوزارة «هناك ٧٠٠٠ قلم اقتراع في لبنان وسنعاود الاجتماع بعد عشرة أيام لمعرفة الطلبات والانتخابات ستحصل في موعدها». وأوضح وزير الداخليّة أنّه يتمّ العمل على «مُعالجة كلّ الأمور المتعلقة بالمديرية العامة للأحوال الشخصية ضمن الإمكانات لتأمين الهويات وإخراجات القيد وتأمين حاجات المُقترعين». كاشفاً عن «صدور مرسوم يقضي بالسماح للبعثات في الخارج بتجديد جوازات السفر ببدل قدره 200 ألف ليرة فقط للانتخابات».
وفيما حسمت كافة القوى السياسيّة مرشحيها وتستكمل مشاوراتها لحسم اللوائح والتحالفات الانتخابية، تبدي مصادر مطلعة مخاوفها من احتمال تأجيل الانتخابات في ربع الساعة الأخير لأسباب سياسية أو تقنية ومالية، وربما أمنية، وحذرت المصادر عبر «البناء» من أن «الولايات المتحدة الأميركية قد تعمد الى عرقلة إجراء الاستحقاق الانتخابي عبر حلفائها بافتعال أحداث أمنية وفوضى اقتصادية واجتماعية كالتلاعب بسعر صرف الدولار بالتعاون مع مصرف لبنان والمصارف، وبالتالي رفع أسعار المحروقات والمواد الغذائية ما يبرر القول إن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية لا تسمح بإجراء الانتخابات لتعذر انتقال المواطنين الى قراهم ومناطقهم للإدلاء بأصواتهم بسبب كلفة الانتقال في حال ارتفعت صفيحة البنزين الى 700 ألف ليرة». وخلصت المصادر للإشارة الى أن واشنطن تدرس الخيارات وجدوى إجراء الانتخابات من عدمها لا سيما في حال تأكّدت من نيل حزب الله وحلفائه ما بين الأكثرية النيابية وثلثي مجلس النواب وفشل الفريق الأميركي – الخليجي من نيل ثلث المجلس».
وأشار رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد الى أن «مؤسسات الأميركي في لبنان تدمّرت خلال سعيه لتحقيق هدفه في تدمير مؤسسات حزب الله، وهو يعلم أن جماعته لا تقدر على التحمّل فيما بقيت مؤسسات حزب الله». وأكد رعد، خلال لقاء سياسي في بلدة الشرقية، أن «الأميركي حاول الضغط بلقمة العيش لكن جماعته هي التي بحاجة لمن يدفع لها المساعدات، أمّا نحن فتكفلنا بمساعدة بعضنا البعض»، مشدداً على «أنّ المقاومة ملتزمة بأهلها شرعًا وأخلاقًا وإنسانيًا». ولفت الى أن «المقاومة لا تقدر أن تقوم مكان الدولة بخدمتهم وببناء المشاريع اللازمة لهم، لأنّ كلفتها كبيرة جدًا، لكن المقاومة تقدر على الأقل أن تكون إلى جانبهم لتساعدهم وتغلق الثغرات الموجودة، وتعمل على رفع معنوياتهم، وتجعلهم قادرين على أن يصمدوا لأطول أمد حتى يكملوا المشوار مع بعضهم».
وشدد رعد على أن «التطبيع مشروعٌ يُريده الأميركي لمصلحة «إسرائيل»، ويريد من كل المنطقة العربيّة أن تعترف بها، وتصالحها لتصبح «إسرائيل» كياناً شرعياً رغم أنّها محتلة لفلسطين بالقوّة، وأن نتعاطى معها وكأنّ شيئًا لم يكن، ولينسى المسلمون تاريخ فلسطين ومقدّساتها، وهذا العنوان الكبير للمعركة الانتخابية القائمة الآن».
وعشية جلسة عادية لمجلس الوزراء في السراي الحكومي، أشار مكتب نائب رئيس مجلس الوزراء الدكتور سعادة الشامي أن «المفاوضات مع صندوق النقد الدولي تسير في الاتجاه الصحيح وأحرزت تقدماً مهماً حتى الآن، وإن لم تصل الى خواتيمها بعد»، ولفت الى أن «هناك اجتماعات متواصلة ويومية مع الصندوق، ويخيم على المفاوضات الطابع التقني المحترف، كما يدخل النقاش في صلب الإصلاحات الماكرو – اقتصادية والبنيوية المطلوبة لوضع لبنان على سكة التعافي الاقتصادي والمالي».
وفيما السياسيّون منشغلون بالانتخابات النيابية كان اهتمام المواطنون بالأزمة الاقتصادية والمالية وسط استياء شعبي واسع من الحكومة والطبقة السياسية التي تقف مكتوفة اليدين إزاء ارتفاع أسعار الدولار والمحروقات والمواد الغذائية من قمح وزيت ولحوم وخضار على أبواب شهر رمضان، بالتوازي مع أزمة كهرباء ومياه واتصالات وإنترنت وغيرها، ما يحوّل المواطن وخصوصاً الشرائح الشعبية الفقيرة الى الحلقة الأضعف وعلى طريق الفقر المدقع والجوع بعد فقدان الليرة اللبنانية قيمتها وتذويب رواتب الموظفين وسرقة أموالهم في المصارف.
واجتمع ميقاتي، في السراي مع نائبة الأمين العام للأمم المتحدة أمينة محمد بحضور المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في لبنان ومنسقة الشؤون الانسانية نجاة رشدي ووكيل الأمين العام للأمم المتحدة والأمينة التنفيذية للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا «الإسكوا» رولا دشتي. وخلال الاجتماع، طلب ميقاتي «دعم لبنان في ملف الأمن الغذائي، وفق مخطط الأمم المتحدة لمواجهة تداعيات الحرب في اوكرانيا على الدول كافة، وخصوصاً دول المنطقة بما فيها لبنان». كما طلب من الأمم المتحدة «دعم لبنان لمواجهة التحديات المتعددة الناتجة عن وجود النازحين السوريين في لبنان».
وفيما لاحظت مصادر اقتصادية أن المواد الغذائية الاساسية تفقد تدريجياً من الأسواق لا سيما الطحين والزيت الذي ازداد الطلب عليه بشكل كبير مع ارتفاع أسعارها وتحوّلها الى سوق سوداء، أكد رئيس تجمع أصحاب المطاحن أحمد حطيط «أنّ التعاون قائم والاتصالات مستمرة بيننا وبين وزارة الاقتصاد، وهناك اجتماعات متواصلة للجنة الوزارية المعنية في السرايا الحكومية، والهدف الأساسي هو تسريع آلية الدفع من مصرف لبنان من أجل تسهيل تفريغ البواخر الموجودة في المياه اللبنانية، وبذلك يصبح المخزون لدينا كافياً لنحو شهر ونصف الشهر».
وفي اتصال مع «البناء» أشار حطيط إلى «أنّ وزير الاقتصاد أمين سلام يتواصل مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة لحلّ مسألة التأخير في الدفع، التي تسبّب لنا الكثير من المشاكل، خاصة أنّ تأخير تفريغ البواخر لا يؤدّي فقط إلى نقص المخزون، بل يكبّد المستوردين المزيد من التكاليف التي نحن بغنى عنها في هذه الفترة الصعبة»، ولفت حطيط إلى أنّ المساعي القائمة لتعزيز كميات القمح تتركز مع الجانبين الألماني والفرنسي من أجل تعويض النقص الذي سيطرأ لأنّ الاستيراد من أوكرانيا توقف بطبيعة الحال».
أما عن الاستيراد من روسيا، وهو ما كان قائماً من قبل، فشدّد حطيط على أن لا مشكلة أبداً مع روسيا، لكن العقوبات التي فُرضت عليها تحول دون ذلك، لأنّ القمح مدعوم ولذلك يقول مصرف لبنان إنه لا يستطيع تغطية الاستيراد منها وفتح اعتمادات وتحويل الأموال لشراء القمح الروسي.