الاخبار
لا صندوق مشترك، لا تراجع عن الـ 23، لا تنقيب إسرائيلي قبل الاتفاق: موقف لبناني موحّد وراء عون
مع وصول الوسيط الأميركي في ملف ترسيم الحدود البحرية مع فلسطين المحتلة عاموس هوكشتين إلى بيروت، تنطلق الجولة الجديدة من المفاوضات الفعلية مع الولايات المتحدة بشأن معالجة مشكلة ترسيم الحدود البحرية مع العدو. وبحسب ما هو مؤكد على لسان مرجعيات كبيرة معنية، فإنّ آلية التواصل ومقاربة الملف باتت مختلفة تماماً عن المرحلة السابقة. وقد بات واضحاً أن المسار يقوم على الآتي:
أولاً، اتفاق على ترك الإدارة العليا للملف للرئيس ميشال عون، وهناك تفاهم واضح بين قيادتَي أمل وحزب الله على السير خلف الرئيس عون، وهو الموقف نفسه الذي أكده رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي. وبناءً عليه، تم الاتفاق على إعادة تنظيم العمل، بحيث يكون هناك تشاور مباشر ومفتوح بين عون وميقاتي، وتشاور غير مباشر مع الرئيس نبيه بري وحزب الله من خلال نائب رئيس المجلس إلياس بوصعب والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، على أن يصار في اليومين المقبلين الى إعادة تنظيم العلاقة مع قيادة الجيش، لتحديد دورها التقني، والسعي الى عدم صدور أي مواقف ذات بعد سياسي من قبل ضباط حاليين أو سابقين أو شخصيات قريبة أو محسوبة على قائد الجيش، وخصوصاً أن المواقف التي تُعلن تظهر كأن هناك في الحكم من يريد التفريط بحقوق لبنان.
ثانياً، تم التفاهم على سقوف تشكل خطاً أحمر لا يقبل لبنان تجاوزه تحت أي اعتبار، وهي تشمل رفض أي اقتراح أميركي بتكليف شركة أميركية أو من جنسية أخرى أعمال التنقيب في المناطق المتنازع عليها، وبالتالي رفض مطلق لفكرة الصندوق الاستثماري المشترك بين لبنان والعدو، وكذلك رفض فكرة الخط المتعرج، بينما المطلوب الاتفاق تقنياً على نقطة برية يجري على أساسها رسم الخط المستقيم داخل البحر. ولبنان يتصرّف على أن الخط 29 هو خط تفاوضي لكن بما لا يقود أبداً الى التراجع عن الخط 23.
ثالثاً، التفاهم على إبلاغ الجهة الأميركية الوسيطة والجهات الغربية والشركات العاملة في هذا الملف أن هناك عواقب كبيرة ومخاطر جدية لأي محاولة لبدء العدو في استخراج النفط قبل الاتفاق مع لبنان الذي لا يمكن أن يقبل بحرمانه من التنقيب، فيما يحقّ لإسرائيل ذلك، سواء في المنطقة المتنازع عليها أو غيرها.
وبحسب مصادر مطّلعة، فإن مشاورات مكثفة جرت الأسبوع الماضي معظمها بعيد عن الأضواء، واتفق على أن يقود الرئيس عون المهمة من دون الخضوع لكل أشكال الابتزاز أو المزايدات أو محاولات حشر لبنان لجرّه الى تنازلات أو الى مواجهات غير محسوبة، فيما أكّدت قيادة المقاومة للجهات المعنية في لبنان أنها جاهزة لتحمّل المسؤولية ربطاً بالموقف الذي يصدر عن الحكومة.
وعليه، أكّدت أوساط معنيّة بالملفّ أن هوكشتين «سيستمع إلى موقف لبناني موحّد» على اقتراح الخط 23 معدلاً الذي قدّمه الى لبنان في شباط الماضي. وأوضحت أن الردّ اللبناني على اقتراح هوكشتين يستند في جوهره إلى تقييم رئيس مصلحة الهيدروغرافيا في الجيش اللبناني المقدم عفيف غيث الذي كُلّف من قيادة الجيش، بعد إحالة رئيس الوفد المفاوض العميد بسام ياسين إلى التقاعد، حضور الاجتماع الفني – التقني في قصر بعبدا في آذار الماضي لدرس اقتراح هوكشتين. وأكّدت أن أحداً لم يعرف بعد ما في جعبة هوكشتين الذي تبلّغ قبل حضوره بأن على العدو وقف العمل في حقل كاريش.
وكان بري قد غاب عن اجتماع القصر الجمهوري السبت بين عون وميقاتي، في حضور بوصعب وإبراهيم. المصادر أكّدت أن موقف رئيس المجلس «مطابق» لموقف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بالوقوف وراء أيّ قرار يتخذه رئيس الجمهورية، وأنّ أحد المعنيين بالتنسيق تواصل معه بعد الاجتماع لوضعه في أجواء ما دار فيه «والتنسيق يتم خطوة بخطوة». فيما قالت مصادر عين التينة إن عدم حضور بري سببه عدم حصول أي تطور إضافي على ما تم التوافق عليه سابقاً بين أركان الدولة، سواء حيال ملف الترسيم البحري وضرورة اعتماد اتفاق الإطار كـ«نقطة ارتكاز»، أو لجهة ثوابت لبنان في نيل كل حقوقه. وأشارت إلى أن لبنان يتقدم باتجاه تحصيل حقوقه، وأحد وجوه التقدم حصول «شبه إقرار» من الجانب الأميركي بالخط 23 كمرتكز للحق اللبناني، وأن لبنان «قفز فوق خط هوف». فيما دعت مصادر رسمية في الوفد المفاوض إلى إدراج بدء العدو الإسرائيلي خطوات لإطلاق دورة التراخيص الرابعة في البلوكات الغازية في مياه المتوسط كبند على جدول أعمال لقاءات الوسيط الأميركي، كون جزء من هذه البلوكات يقع في المياه المتنازع عليها.
إسرائيل تهوّل رداً على تهديدات نصرالله
عشية وصول الوسيط الأميركي في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية مع فلسطين المحتلة، اختارت إسرائيل أن توجه رسائل تهويلية إلى لبنان، وأوكلت المهمة إلى رئيس أركان جيشها أفيف كوخافي الذي كرّر، إلى حدّ كبير، التهديدات التي أطلقها مطلع السنة الماضية أمام مؤتمر معهد أبحاث الأمن القومي, في رد يومها على كلام للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله.
ولعل أبرز ما تكشفه رسائل كوخافي هو أن إسرائيل – إلى جانب محاولة الضغط على المسؤولين اللبنانيين لتقديم تنازلات للمبعوث الأميركي – تدرك جدية المقاومة وتصميمها على منع كيان العدو من فرض وقائع في ما تحدّده الدولة اللبنانية مناطق متنازع عليها، وتسعى إلى إنتاج قدر من التوازن في الصورة بعد كلام نصرالله الخميس الماضي وتحذيراته للعدو، والتي أظهرت أن لبنان الرسمي يستند إلى عناصر قوة لا تقل أهمية عما تملكه إسرائيل، خصوصاً أن إسرائيل والولايات المتحدة والعالم الغربي أكثر من يحتاج إلى الاستقرار الأمني في هذه المنطقة من البحر المتوسط لتوفير البيئة الملائمة لاستخراج ثرواته الطبيعية. ويبدو أن ما تخشاه إسرائيل هو أن يتمسك المسؤولون اللبنانيون بحقوق لبنان البحرية بالاستناد إلى التوازن الذي أحدثته المقاومة في المعادلة.
وتقاطعت مواقف كوخافي مع رسائل لرئيس شعبة العمليات اللواء عوديد بسيوك، في مؤتمر الجبهة الداخلية، تحدث فيها عن حجم الدمار في لبنان في حال نشوب حرب، متغافلاً عن حقيقة أن المقاومة أصبحت قادرة على إحداث دمار مشابه وبنسب أكثر خطورة ضد المنشآت الاستراتيجية في إسرائيل. وهو ما تقرّ به كل التقارير والقيادات الإسرائيلية. وتشكل هذه المواقف مؤشراً على ما قد تشهده وسائل الإعلام الإسرائيلية في الأيام المقبلة من تقارير تنطوي على رسائل مشابهة انسجاماً مع الخط الذي حدده كوخافي وبسيوك.
البناء
كوخافي يستقبل هوكشتاين بتهديد لبنان بقصف مدمِّر إذا وقعت الحرب… دون التعليق على السفينة
باسيل يكشف عن تفاهم عون وميقاتي وعلاقة العقوبات بملف الغاز… «إسرائيل» عاجزة عن الحرب
فرنجيّة: نحن والمقاومة متفقون على وحدة لبنان وعروبته… وحزب الله لا يحتاج إلى غطاء
المقاومة لا تحتاج الى غطاء، ليست مجرد كلمات قالها الوزير السابق سليمان فرنجية في ذكرى مجزرة إهدن، بل هي معادلة صارت اليوم عنوان ملف الغاز والنفط، بعدما حولت المصالح والرؤى الأميركية والإسرائيلية القضية من مناقشة خطوط الترسيم، التي تقف فيها المقاومة خلف الدولة، الى قضية وقف الاستخراج من جانب كيان الاحتلال كشرط لأي تفاوض حول الترسيم. وهو أمر يقع في قلب قضية وجود المقاومة ولا يحتاج إلى غطاء او تفويض، فهو كما قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يشبه قضية تحرير الشريط الحدودي المحتل قبل العام 2000.
بين المقاومة وجيش الاحتلال تدور حرب صامتة حتى الآن، فقد قالت المقاومة كلمتها ورسمت معادلتها، على السفينة أن ترحل فوراً، ومنع الاحتلال من الاستخراج من حقل «بحر عكا» المسمّى بـ «كاريش»، وأمس حاول جيش الاحتلال بلغة التهديد أن يرسم معادلة مقابلة، فتحدث رئيس أركانه أفيف كوخافي عن التهديد بدمار واسع في لبنان إذا نشبت حرب، واضعاً التهديد في سياق تمهيدي لوصول الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين الذي يبدأ اليوم اجتماعاته في بيروت ويلتقي غداً برئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، بعد أن يبدأ اللقاءات بعشاء على مأدبة يقيمها على شرفه نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب.
التهديد الذي أطلقه كوخافي لتسخين الأجواء والإيحاء بأن هوكشتاين لا يأتي تحت تهديدات المقاومة باستهداف سفينة استخراج الغاز من حقل «بحر عكا»، بل أيضاً تحت وطأة التهديد الإسرائيلي بالدمار، بقي ناقصاً الجواب الذي يمنحه المصداقية. فالسؤال الذي طرحه تهديد المقاومة لا يزال ينتظر، هل ستبقى السفينة أم سترحل، هل ستبدأ الاستخراج أم ستمتنع؟ فإن امتنعت ورحلت لا خطر حرب، ولا مبرّر لكل التهديد الذي يصير لفظياً، والتهرّب من الجواب على السؤال الذي يقرر مصير الحرب، والمرتبط مباشرة بتهديد المقاومة للسفينة وتمسكها بشرط وقف الاستخراج ربما يكون من قبيل إعلان يرفع المعنويات، لكنه يبقي الباب مفتوحاً لهوكشتاين للوصول الى تسوية تقوم على وقف استخراج الغاز من «بحر عكا» بانتظار التوصل الى حل تفاوضي حول خطوط الترسيم.
في الموقف اللبناني الذي ينتظر هوكشتاين قال رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، إن هناك توافقاً تمّ بين الرئيسين عون وميقاتي على مقاربة موحدة للحوار مع هوكشتاين. وكشف باسيل أن العقوبات الأميركية التي استهدفته كانت في جزء أساسيّ منها بسبب موقفه من ملف التنقيب عن الغاز وتمسكه بالمصالح اللبنانية السيادية في هذا الملف، معلقاً على خطر نشوب حرب بالقول، إن «إسرائيل» ليست في وضع يسمح لها بشن حرب.
الموقف اللبناني كما لخصته مصادر متابعة للملف سينحصر في قضيتي، رحيل السفينة ووقف الاستخراج من حقل «بحر عكا»، والعودة للتفاوض حول الترسيم، بهذا التسلسل، انسحاب السفينة أولاً ثم التفاوض، وإلا ستنتقل المنطقة إلى مجهول خطير، قد تخرج فيه الأمور عن السيطرة.
على الصعيد السياسي أحيـا تيار المردة ذكرى اغتيال الوزير السابق طوني فرنجية، ومجزرة إهدن التي أودت بحياته وحياة زوجته وابنتهما، وتحدّث الوزير السابق سليمان فرنجية في المناسبة مخاطباً القوات اللبنانيـة، التي نفذت المجزرة بتأكيد بقاء المردة على خياراتها برفـض التقسيم، والتمسك بوحدة لبنان وعروبته، واعتبار ذلك مضمون التلاقي مع المقاومة، التي لا تحتاج الى غطاء من أحد، مضيفاً لـ«القوات» ان المردة غفرت ولم تنسَ، وأن محاولة الاغتيال السياسي فشلت كما الاغتيال الجسدي فشل في إسقاط القضيـة، قائلاً، بيننا وبينكم الزمن طويل.
يصل مساء اليوم الوسيط الأميركي اموس هوكشتاين في زيارة تستمر ليومين، يلتقي خلالها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وسط توجه لإعادة إحياء جولات المفاوضات غير المباشرة بين لبنان و»إسرائيل» حول ترسيم الحدود البحرية. واعلنت الخارجية الأميركية ان الزيارة من أجل مناقشة أزمة الطاقة في البلاد، كذلك بحث إمكانية توصل بيروت و»إسرائيل» إلى قرار بشأن ترسيم حدودهما البحرية.
وذكرت الخارجية الأميركية في بيان لها، أن الولايات المتحدة ترحب بالروح التشاورية والصريحة للطرفين من أجل التوصل إلى قرار نهائي بشأن الحدود، من شأنه أن يؤدي إلى قدر أكبر من الاستقرار والأمن والازدهار لكل من لبنان و»إسرائيل» والمنطقة.
وبحسب المعلومات، فإن الرئيس عون والرئيس بري والرئيس ميقاتي اتفقوا على مقاربة موحدة للملف قبل التفاوض مع هوكشتاين.
واشارت مصادر مطلعة لـ«البناء» الى ان لبنان الرسمي متمسك بحقل قانا كاملاً، وسينقل الرؤساء الى الوسيط الأميركي الموقف اللبناني الموحد ان لبنان لن يقبل بتقاسم حقل قانا وعلى ضوء موقف هوكشتاين يكون البحث في ملف الترسيم وعودة المفاوضات فلبنان لن يقبل أن تشاركه «اسرائيل» في حقوقه وثرواته في هذا الحقل. وتشير المصادر الى أن غياب رئيس المجلس النيابي نبيه بري عن اجتماع بعبدا مردّه عدم ارتياح الرئيس بري الى ما يجري على خط الترسيم، معتبرة أن بري متمسك باتفاق الاطار وهي الآلية التي يمكن الركون اليها لإنجاز الترسيم.
ولفت البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي إلى أن وحدها الدولة مسؤولة عن حسم الترسيم ووحدها مؤتمنة على قضايا السيادة والاستقلال وعلى ثروات النفط والغاز. ووحدها الدولة مسؤولة عن إدارة المفاوضاتِ مع الجهات الأجنبية، وتحديد دور الوسطاء، واتخاذ القرارات، وعقد المعاهدات، وتقرير الحرب والسلم. وشدّد على أنه يجب الإسراع في إجراء الاستشارات النيابية لتكليف رئيس حكومة وطني وذي صفة تمثيلية، ولتأليف حكومة كاملة الصلاحيات تشارك في المفاوضات الحدودية، لا يجوز دستوريًا وميثاقيًا تغييب مجلس الوزراء.
وأشار السفير الإيراني لدى بيروت محمد جلال فيروزنيا، إلى أنه «لا بدّ من الإشارة إلى حق لبنان المشروع والعادل في استثمار ثرواته النفطية والغازية في مياهه، والجمهورية الإسلامية الإيرانية مستعدة للتعاون مع لبنان في هذا المجال، الذي يشكل بارقة أمل لخروجه من المصاعب الاقتصادية التي يعانيها حالياً».
وفي ملف الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس جديد للحكومة، أكدت مصادر مطلعة لـ« البناء» ان الامور لا تزال على حالها في ظل غياب التوافق الأمر الذي ينعكس في عدم تحديد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لموعد الاستشارات بعد. ورأت المصادر أن كل ما يطرح من اسماء هو في إطار الوقت الضائع، معتبرة ان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي هو الأوفر حظاً نظراً الى الواقع الراهن الذي يفترض شخصية كميقاتي لديها علاقات مع المجتمع الدولي فضلاً عن علاقته الجيدة مع الفرنسيين، هذا فضلاً عن أن المرجعيات السنية تدعم عودة ميقاتي كذلك الأمر بالنسبة الى الثنائي الشيعي والحزب الاشتراكي. واعتبرت المصادر أن شروط رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل للسير بتكليف ميقاتي لا يمكن لأي رئيس سيكلف لتأليف الحكومة المرتقبة أن يقبل بها، وبالتالي فإن مطالبة باسيل بحقائب الخارجية (له شخصياً) والطاقة والعدل فضلا عن ملفات لها علاقة بالتعيينات الإدارية وإقالة حاكم مصرف لبنان هي وضع العصي في دواليب التأليف ولا يمكن ان يقبل بها أحد. ورجحت المصادر بقاء هذه الحكومة وأن تذهب الى تفعيل عملها خلال فترة تصريف الأعمال بما يقتضيه الدستور في القضايا الوطنية، وان تعقد اجتماعات إذا استدعت الحاجة لذلك.
وكشف رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل أنه: «لن نسمّي ميقاتي لرئاسة الحكومة المقبلة ورأى باسيل ان «على الرئيس عون مسؤولية ان يتشاور مع الناس والنواب ليرشحوا أحداً او يترشحوا لرئاسة الحكومة حتى يجري استشارات نيابية وهناك شخصيات جيدة بين النواب وخارج البرلمان».
وقال: «لا أكون مرشحاً لرئاسة الجمهورية إلا عندما أقول ذلك واختصرت الموضوع بأنها ليست «أكلة طيبة» لأننا اختبرنا بأن الموقع استعمل لإفشال المشروع، ولكن لن نقبل بأن يفقد الموقع ميثاقيته وقوته التمثيلية والمشروع هو الأهم».
ولفت باسيل في إطلالة تلفزيونية امس»، الى أن الشعب اللبناني الذي أعطاني الكتلة الأكبر في البرلمان، والجانب الذي يلينا هو القوات والانتخابات أفرزت بعض القوى ذات التمثيل الهزيل على المستوى المسيحي».
وحول ملف الحدود البحرية، اعتبر أن «الخط 23 رسمه الجيش اللبناني وأجمع لبنان بأكمله عليه ورفع ذلك للأمم المتحدة. وهذا لا يعني أن لبنان لا يمكنه تغيير الخط، ومُنعنا من السير بمراسيم التنقيب عن النفط منذ سنوات وهناك إرادة خارجية تسعى ليبقى لبنان ضعيفاً. ودائماً هناك مجموعة لبنانيين غير مستعدين لإقرار المراسيم».
وشدد على أن «قصة ترسيم الحدود قصة حياة أو موت وسوف نواجه جميعاً وفي حال فشلت المفاوضات، الخط 29 سيكون فوق الطاولة، وعلينا توحيد المعادلة لا غاز من كاريش مقابل لا غاز من قانا».
واكد أنه يكون اليوم حدنا الأدنى الخط 23 وما فوق وما هو اهم ان نبدأ باستخراج النفط والغاز. وهكذا يجب ان يكون الاتفاق، والأهم من رسم الخط هو البدء باستخراج ثرواتنا النفطية والغازية ووقف المنع المفروض علينا، وارسال مرسوم الخط 29 في التوقيت الخطأ هو موقف غير مسؤول وعدم إرساله في التوقيت الصحيح هو تخاذل… والقصة ليست شعارات».
في ذكرى مجزرة إهدن، أوضح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية أن «حزب الله لا يحتاج الى غطاء ونحن مع العروبة ووحدة لبنان والعيش المشترك. وكل ما يوحد هذا البلد ونلتقي مع المقاومة على هذا المشروع».
وتطرق في كلمته الى الانتخابات، صحيح أنه قد تحصل هفوة او غلطة في الانتخابات ولكن الأيام والمستقبل امامنا، نحن لم نخسر وكنّا «عكس السير» في الانتخابات والأسهل كان السير مع الموجة، ولكننا سرنا عكس الموجة. وتوجه الى من يحاول «الغاءه»، بحسب تعبيره، بالقول: «نحن وإياكم والزمن طويل وسنواجه بالإيجابية وليس بالسلبية فمشاريعهم وهميّة وطروحاتهم وهمية ونحن نتطلع الى التطور مع القيم والأخلاق والتاريخ».
ويصل الممثل الدائم الجديد لصندوق النقد الدولي في لبنان فريديركو ليما إلى بيروت في الـ21 من حزيران الحالي، وبحسب موقع الصندوق فإن ليما هو اقتصادي عمل على عدد من السياسات في الأسواق الناشئة في الاقتصادات ذات الدخل المنخفض.
وأكد وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال الدكتور علي حمية في بيان أن «إعادة إعمار مرفأ بيروت عمل إصلاحي لا رجعة عنه وسيتخطى صداه حدود لبنان بأسره». وأكد أن دولًا وشركات كبرى عدة أبدت استعدادها بالمشاركة، مشيرًا إلى أن استحقاق إعادة إعماره على الأبواب ودوره الفريد والمتميّز قرار مبرم، مرحبًا بكل من يريد الاستثمار من الشرق والغرب، إنما تحت سقف السيادة والمصلحة الوطنية الخالصة.
اللواء
أجوبة هوكشتاين اليوم تفتح باب مجلس الوزراء لاعتماد الخط 29
باسيل يُقدِّم أوراق اعتماده للرئاسة.. والمودعون يحاولون اقتحام منزل صفير
ما لم تحدث مفاجآت أو معيقات، فالمسؤول الأميركي على ملف الطاقة في الخارجية آموس هوكشتاين، والوسيط المطلوب في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل سيكون في بيروت مساء اليوم: في مهمة ذات طبيعة ثلاثية الابعاد:
1 – فمن جهة هو آتٍ لسحب فتيل التصعيد على خلفية الباخرة اليونانية على مقربة من الخط 29، وفي حقل كاريش المتنازع عليه بين لبنان وإسرائيل، وامتداداً للبحث في إمكان استئناف المفاوضات في الناقورة، كبديل للتهديد والوعيد..
2 – ينتظر من لبنان جواباً على ما سبق واثاره من خط التفاوض أو خط التنازع من هوف إلى الـ29 مروراً بـ23.. وسط تباين رئاسي حول هذه المسألة..
3 – بالمقابل لبنان، ينتظر من هوكشتاين إعلان ما لديه حول النزاع الناشئ، وما يمكن القيام به، والخيارات البديلة للتهديدات أو استخراج الطاقة من النقاط المتنازع عليها.
وبات بحكم المؤكد انه في ضوء أجوبة هوكشتاين قد يدعى الحكومة المستقيلة، إلى عقد جلسة خاصة لاعتماد الخط 29 كخط للحدود اللبنانية البحرية وتسجيله في الأمم المتحدة.
وأشارت مصادر ديبلوماسية إلى اتصالات عدة، قامت بها سفيرة الولايات المتحدة الأميركية مع كبار المسؤولين اللبنانيين الاسبوع الماضي، لاستيعاب مخاطر وصول سفينة التنقيب اليونانية الى حدود المياه المتنازع عليها بين لبنان وإسرائيل، والعمل على منع تفاقم الاوضاع وتطورها نحو الأسوأ، ولكن تصاعد حدة التهديدات، من جانب حزب الله وإسرائيل في الايام الاخيرة، أثار مخاوف جدية من تدهور الاوضاع باتجاه مواجهة عسكرية، في حال تعثرت مهمة الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين في التوصل الى اتفاق نهائي بين لبنان وإسرائيل.
واعتبرت المصادر ان نتائج مهمة الوسيط الاميركي في بيروت،هي التي ستحدد مسار الامور بخصوص ملف ترسيم الحدود البحرية باتفاق أو بدون اتفاق، بتصعيد سياسي، أو تهدئة، ووصفت تصاعد التهديدات من حزب الله وإسرائيل، بانها لا تساعد في التهدئة، بل تؤدي إلى تأجيج الاجواء، وزيادة التعقيدات في المفاوضات بين لبنان وإسرائيل، ولاحظت في التهديدات التي اطلقها رئيس الأركان الاسرائيلي بالامس، تطورا سلبيا خطيرا، يؤشر إلى نوايا وتوجهات إسرائيلية مقلقة تجاه لبنان في الايام المقبلة.
واعترف رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ان لا موقف موحد من ترسيم الحدود. وقال: إذا الرئيس نجيب ميقاتي غير موافق على خط الـ29، فعليه ان يزيح. واشار: توقيع الخط 29 يستخدم كورقة ضغط وتفاوض وتوقيعه يحصل عند الوصول إلى «الخطة»، وعندما نوقع الخط الـ29 يعني هناك مواجهة سياسية إعلامية وقد تكون عسكرية، موضحا ان هناك أخطاء حصلت في ملف النفط، مثل منعنا من السير بالمراسيم عام 2013 والبدء بالاستكشاف والتنقيب اثر خلاف مع الرئيس برّي.
ودعا إلى حل دبلوماسي، وليس مواجهة، لاستخراج الغاز، وتساءل: ماذا يمنع ان تأتي شركة وتستخرج الغاز وتعطينا اياه، ثم تعطي الطرف الآخر (اسرائيل)، مكرراً معادلة: حقل قانا مقابل حقل كاريش.. واعتبر ان الحل الآن، هو البدء باستخراج الغاز والنفط الآن، كاشفاً عن اتفاق بين الرئيسين عون وميقاتي حول جواب واحد يعطى للوسيط الأميركي.
واعتبر ان الرد على بقاء الحفارة في المياه القريبة من كاريش يجب ان يستمر أكثر من أيام، وعلى الحكومة ان تجتمع وتعتمد الخط 29، وتسجله في الأمم المتحدة، معتبرا ان وضع اسرائيل غير مريح، واعجز من ان تشن حرباً على لبنان، وهي بحاجة إلى حقل كاريش.
وعشية وصول هوكشتاين، هددت اسرائيل على لسان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي لبنان بقصف مدنه.. ونقلت عنه «العربية» انه إذا وقعت الحرب في لبنان، سنعطي تحذيراً مسبقاً لسكان الحدود اللبنانية للمغادرة قبل اندلاع أي حرب، وان القصف سيكون مدمراً.. وعلى خط الوساطات، كشفت وكالة «مهر» الإيرانية، ان موفدا فرنسيا زار الضاحية الجنوبية، والتقى مسؤولين في حزب الله.
وحسب «مهر» فالموفد الفرنسي تحدث عن السفينة اليونانية التي وصلت قرب الخط 29 المتنازع عليه بين لبنان وإسرائيل بهدف التنقيب عن الغاز. وقالت الوكالة ان «الفرنسي» أبلغ الحزب ان الباخرة لم تصل إلى خط الـ29.. موضحاً انه لم يقم بمهام وساطة، وسمع كلاماً مؤداها: ان المقاومة لن تسمح لإسرائيل من استخراج الغاز من النفط، وهي قادرة على ذلك..
وفي السياق، بدأ لبنان الرسمي التشاور المكثف حول الموقف الذي سيخرج به بعدما يستمع الى ما يحمله الموفد الذي يلتقي رئيس الجمهورية غدا الثلاثاء، فيما يُرتقب ان يدخل البلد بعد انتهاء زيارته مرحلة الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس للحكومة، والمفروض ان يدعو اليها الرئيس ميشال عون هذا الاسبوع لتكون ما بين الاربعاء والجمعة حسبما علمت «اللواء».
واعلنت وزارة الخارجية الأميركية رسمياً «إن الولايات المتحدة سترسل مبعوثا إلى لبنان الأسبوع المقبل لمناقشة أزمة الطاقة في البلاد، وتأكيد أمل واشنطن في أن تتمكن بيروت وإسرائيل من التوصل إلى قرار بشأن ترسيم حدودهما البحرية«.
وأضافت في بيان: إن آموس هوكشتاين كبير مستشاري وزارة الخارجية لأمن الطاقة، سيزور لبنان يومي 13 و14 حزيران. وإن الادارة ترحب بالروح التشاورية والصريحة للطرفين للتوصل الى قرار نهائي، من شأنه أن يؤدي الى قدر أكبر من الاستقرار والأمن والازدهار لكل من لبنان وإسرائيل والمنطقة.
ويحل هوكشتاين عند وصوله ضيفاً الى مائدة عشاء يقيمها له نائب رئيس المجلس الياس بو صعب، على ان يباشر لقاءاته الثلاثاء مع الرؤساء ميشال عون ونبيه بري ونجيب ميقاتي كلٌّّ على حدة.
وقد بحث الرئيس عون قبل ظهر السبت، مع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي. حسب المعلومات الرسمية، «الموقف اللبناني من موضوع ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، عشية زيارة الوسيط الأميركي في المفاوضات غير المباشرة السفير اموس هوكشتاين المقررة يوم الأثنين(اليوم) الى بيروت والتي تستمر يومين» .
وحسب المعلومات المتوافرة لـ «اللواء»عن الاجتماع، فهو كان «لتنسيق موقف موحد وقد استمر لأكثر من ساعة، وتم عرض مراحل المفاوضات والخرائط وخطوط الحدود التي حملها ميقاتي بملف اسود الى بعبدا. ووصف الاجتماع بأنه تقني بإمتياز، وان لا تباين بالموقف بين الاطراف اللبنانية، ولكن لن يصدر اي موقف رسمي حول الموقف بانتظار ما يحمله الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين». لكن عُلم ان الموقف الرسمي لن يخرج عن اطار الدعوة الى استئناف المفاوضات غير المباشرة انطلاقاً من الخط 23 وما يُمكن ان يحصل عليه لبنان لاحقاً خلال المفاوضات من حقوق اضافية لا تفريط فيها اذا كانت من حقه.
وسيبقى الموضوع مدار تشاور بين الرئيسين عون وميقاتي وبالتنسيق مع الرئيس نبيه بري، الذي لم يحضر الاجتماع لأنه مقرر اصلاً بين عون وميقاتي بإعتبارهما المعنيين بالعملية التنفيذية بعدما حدد رئيس المجلس الاطار العام للمفاوضات.
وحول عدم مشاركة الرئيس نبيه بري في اجتماع رئيسي الجمهورية والحكومة، قال عضو كتلة التنمية والتحرير النائب محمد خواجة: أن «الإعلان عن اللقاء لم يصدر بشكل رسمي، ويبقى حضور الرئيس بري موضع تقدير من قبله، مع تمسكه باتفاق الإطار وعدم التنازل عن اي كوب ماء من حقنا. فالأمر واضح والموقف الذي أعلنه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله تشجيعي وايجابي وبمثابة قوة دعم للمفاوض اللبناني».
وافادت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن لقاء رئيس الجمهورية مع رئيس حكومة تصريف الأعمال السبت الفائت شهد عرضا تاريخيا لمفاوضات ترسيم الحدود والتطورات التي سجلت كما جرى البحث في عرض الوسيط الأميركي والموقف اللبناني الواضح الذي سيحضر في اللقاء مع هوكشتاين. وقالت المصادر أنه تم التواصل مع رئيس مجلس النواب.
ولفتت إلى أن سبب عدم حضور بري هو أنه لم يكن أصلا مدعوا إلى الاجتماع الذي جرى بين رئيس الجمهورية ورئيس حكومة تصريف الأعمال وهما معنيان بالتفاوض في هذا الملف وسبق أن حضر بري الاجتماع الذي عقد في آذار الفائت وتم اتخاذ موقف يدعو هوكشتاين إلى معاودة مساعيه التفاوضية وبالتالي فإن الرئيس بري اصبح في جو ما ناقشه عون وميقاتي السبت الفائت ولا أشكال في ذلك.
وأكدت انه سيكون هناك موقف موحد وسيبلغ لهوكشتاين يوم الثلاثاء وهو ينطلق من ثلاثة اعتبارات أولا أن لبنان متمسك بالحصول على حقل قانا كاملا وليس كما كان في عرض هوكشتاين لجهة بقاء ثلث منه في الأرض المتنازع عليها والثلثين في لبنان، وأوضحت أن الموقف واحد لجهة أن حقل قانا كله للبنان. اما الاعتبار الثاني فهو أن الخط ٢٣ هو الخط المعترف به في الأمم المتحدة في العام ٢٠١١ وفي المرحلة الأولى أن لبنان متمسك بالحصول على هذا الخط كاملا لأن عرض هوكشتاين قضى بنيل قطعة من الخط ٢٣ ، ولفتت هنا إلى أن الاعتبار الثالث يقوم على ان التفاوض يكون على اساس التمسك بحق قانا والخط ٢٣ ومن ثم تتم معرفة ماهية المرحلة الثانية وما ستكون عليه ردة الفعل الإسرائيلية . اما بالنسبة إلى باخرة انيرجان باور اليونانية، فإن لبنان يعتبر أن نجاح المفاوضات يقوم على انتفاء وجود أي عامل يؤدي إلى فركشتها أو يؤثر عليها سلبا أو وجود ضغط معنوي وبالتالي فإنه لا بد من إعادة النظر بعمل هذه الباخرة طالما أن التفاوض سائر إلى أن تحل المشكلة عندها تعود الأمور إلى طبيعتها. وهذه النقطة ستبحث مع الوسيط الأميركي لمعرفة الموقف الإسرائيلي وما يملك من معطيات ومدى استعداد إسرائيل للتعاون مع الوسيط الأميركي في ما خص عمل الباخرة انيرجان باور. وقالت إن هذه النقاط ستبحث مع هوكشتاين على أن الجانب اللبناني سيطلع منه على ما يملك معطيات وأجواء مشددة على التمسك بحقل قانا كاملا.
وقفة في الناقورة
وقد نفذ نواب «قوى التغيير» يوم السبت، ممثلين بالنواب ملحم خلف،حليمة قعقوروفراس بو حمدان، وبمشاركةالحزب الشيوعي وجمعية «حق وعدل» وأعداد من المواطنين، وقفة تضامنية في الناقورة عند اقرب نقطة من الحدود اللبنانية – الفلسطينية المواجهة للعلامات المائية البحرية، وذلك للمطالبة بتعديل المرسوم 6433 وباعتمادالخط 29.
وتلا بو حمدان بيان «تكتل نواب قوى التغيير»، ومما جاء فيه: نحن، نواب قوى التغيير، نقف هنا في الناقورة على الحدود اللبنانية- الفلسطينية، لنقول جهارا لكل العالم، إننا متمسكون بحدودنا البحرية الجنوبية وفقا للخط الـ29؛ هذا الخط الشرعي القانوني والمثبت بالمستندات والقوانين الدولية المكرسة للاعراف الدولية وحسن النية، لاسيما احكام المادتين 74 و83 من اتفاقية قانون البحار. نحن، كممثلات وممثلين للشعب اللبناني وللأمة جمعاء، لا نقبل بأي شكل من الأشكال التفريط بثرواتنا البحرية المملوكة من كل المواطنين على حد سواء.
وتوجه الى المسؤولين المعنيين، «من رئيس الجمهورية والحكومة، لنطلب منهم مجدداً وتكراراً، المبادرة فورا الى تعديل المرسوم 2011/6433 وإلحاق ذلك بكل الإجراءات الدولية- التي عددناها في مؤتمرنا الصحافي الإثنين الماضي- الحامية لهذه الحقوق السيادية، مع الإصرار على هؤلاء المسؤولين بمصارحة الناس بأي تفاوض حاصل- اذا كان هناك من تفاوض- وهل هذا التفاوض على الحقوق السيادية، مقبول قبل إتخاذ الموقف الإجرائي المثبت للخط 29؟ وهل إتبع هذا التفاوض الإستراتيجية المنتجة الضامنة للحقوق والمنطلقة من موقع قوة القانون، ومن موقع الندية؟ أو إنه تفاوض منطلق من موقع ضعف، لا يعرفها لبنان ولا يقبل به اللبنانيون؟ السلطة التنفيذية بكل أركانها وكل من تعاقب على مواقعها مسؤولون عن هدر الوقت وعن عدم وصولنا لحقوقنا. وهل نسكت عن ذلك»؟
وعلى خطٍ موازٍ، افادت بعض المعلومات ان وزارة الطاقة بالتعاون مع هيئة قطاع البترول،قد تعمد الى تمديد المهلة المتعلقة بتقديم الشركات العالمية عروضها لدورة التراخيص الجديدة للإستكشاف والتنقيب عن النفط في ما تبقى من بلوكات لبنانية في المنطقة الاقتصادية البحرية.
وذكرت المعلومات، إنه حتى الآن لا عرض من اي شركة مختصة بالتنقيب عن النفط والغاز، مما يؤشر الى ضغوط دولية تمنع شركات التنقيب من القدوم الى المياه اللبنانية والقيام بعملها. واشارت المعلومات الى ان مهلة تقديم الطلبات للشركات العالمية للتنقيب عن النفط تنتهي في 15 حزيران ويمكن تمديدها تلقائيا حتى نهاية الشهر كمرحلة اولى.
الحاج حسن ودوكان
وفي باريس، إلتقى وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال عباس الحاج حسن، منسق المساعدات الدولية من أجل لبنان السفير بيار دوكان، وكان تأكيد «حول دعم فرنسا المستمر للبنان على كافة الأصعدة. وطرح منطلقين يجب تكريسهما في ملف ترسيم الحدود البحرية: «الأول تحديد حقوق لبنان، وثانيا المباشرة بالتنفيذ الفعلي عبر الذهاب الى التطبيق والتواصل مع شركة مستعدة لمباشرة التنقيب جنوباً.
وتحدث الحاج حسن عن «قرار بمنع اللبنانيين من الافادة من ثرواتهم النفطية وبمحاصرة أميركية للبنان، معتبراً ان الحل عبر الاستعانة بشركات روسية لانقاذ الوضع».
موقف روسي وايراني
وفي المواقف السياسية الخارجية من الوضع اللبناني، رأى السفير الروسي لدى لبنان ألكسندر روداكوف «أنّ السياسة الأنانية والرعناء للولايات المتحدة وتابعيها قد جلبت الكثير من المعاناة الحقيقية لشعوب العديد من البلدان، وإن الأزمة الاقتصادية الحادة التي يعيشها لبنان جزء كبير منها نتاج عوامل وتأثيرات خارجية».
وقال روداكوف خلال الحفل الذي أقيم في بيروت، السبت، في مناسبة العيد الوطني لروسيا، بحضور عدد من الشخصيات السياسية اللبنانية والسلك الدبلوماسي: إننا مصممون على مواصلة تقديم كل الدعم الممكن لأصدقائنا اللبنانيين، وتدرس الهيئة الحكومية الروسية اللبنانية للتعاون التجاري والاقتصادي، آفاق تفعيل الشراكة الثنائية ذات المنفعة المتبادلة والمصالح المشتركة في عدة مجالات مهمة، كالطاقة والطب والزراعة والنقل والتعاون الجمركي وتكنولوجيا المعلومات.
كما أكدت طهران «وقوف إيران بكل ما أوتيت من قوة إلى جانب لبنان حكومة وشعباً، واضعة إمكاناتها العلمية والتقنية والعمرانية المتطورة في خدمة أي مشروع حيوي بربوع هذا البلد الشقيق».
وأعلن السفير الإيراني لدى بيروت محمد جلال فيروزنيا، خلال حفل بمناسبة مرور 40 عاما على تأسيس مستشفى “دار الحكمة” في لبنان، استعداد إيران الدائم للتعاون الثنائي البنّاء في المجالات الصحية والعلاجية والاستشفائية وفي سائر المجالات الحيوية الأخرى التي تهم لبنان في هذه المرحلة»
وقال: أن هذا الأمر يستدعي بطبيعة الحال عملاً دؤوباً وجهداً مشتركاً لبلوغ الأهداف المرجوة. وأضاف فيروزنيا: الجمهورية الإسلامية الإيرانية وقفت على الدوام إلى جانب لبنان الصديق والشقيق في كافة الظروف داعمة ومؤازرة له، حكومة وشعباً وجيشاً ومقاومة، بكل طاقاتها وإمكاناتها، لأنها لطالما اعتبرت أن الدول والشعوب التي تنتمي لنسيج هذه المنطقة يجب أن تكون على قلب رجل واحد لتكون قادرة على حماية أمنها وأمانها واستقرارها في وجه العدو المشترك الذي يتربص بها ويحاول النيل من ترابها، تمهيداً لفرض إرادته عليها.
واشار «إلى حق لبنان المشروع والعادل في استثمار ثرواته النفطية والغازية في مياهه، وان الجمهورية الإسلامية الإيرانية مستعدة للتعاون مع لبنان في هذا المجال، الذي يشكل بارقة أمل لخروجه من المصاعب الاقتصادية التي يعانيها حاليا».
على صعيد آخر، أعلن المتحدث الإعلامي باسم صندوق النقد الدولي جيري رايس، عن تعيين ممثل دائم للصندوق في لبنان، حيث يصل فريديركو ليما الممثل الدائم الجديد للصندوق في لبنان إلى بيروت 21 حزيران الحالي، وبحسب موقع الصندوق، فإن ليما هو اقتصادي عمل على عدد من السياسات في الاسواق الناشئة في الاقتصادات ذات الدخل المنخفض.
الاستشارات النيابية
وفيما لم يتبلور بعد موعد الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس للحكومة، ولم تتبلور بشكل نهائي اتجاهات القوى السياسية والكتل السياسية، بسبب الانشغال بزيارة الوسيط هوكشتاين وترقب نتائجها، انصرفت هذه القوى والكتل الى عقد اجتماعات ومشاورات لتحديد الموقف النهائي مع بداية الاسبوع، وفيما يبدو الاتجاه واضحاً لدى بعض الكتل السياسية التقليدية بتسمية الرئيس ميقاتي، اكدت مصادر نواب قوى التغيير لـ «اللواء» انها اجتمعت مساء امس للتشاور وستجتمع اليوم الاثنين لإتخاذ القرار، لكنها تركز على المعايير «بحيث لن تسمي احداً من القوى التقليدية، وان يكون مرشحها من اصحاب الاختصاص والثقة الكافية ومُلمّا بالعمل الاداري والأهم ليس محسوباً على مافيا السلطة».
وجاهر النائب باسيل بأنه لن يسمي الرئيس ميقاتي لرئاسة الحكومة، واتهمه بأنه لا يحمي رياض سلامة، بل يحمي حاله، والدفاع عن المنظومة التي ينتمي إليها، متسائلاً: كيف يرتفع الدولار 10 آلاف ليرة، ثم ينكفئ إلى الوراء، وإذا كان ميقاتي برئاسة الحكومة فليعلن ذلك، وقال انه خسر شرعيته الشعبية، إذ رشح لائحة ولم تنجح في طرابلس.
وطالب النائب باسيل بتعديل دستوري يقضي بانتخاب الرئيس الجمهورية من الشعب مباشرة. مشيرا إلى انه من الممنوع ان يأتي رئيس جمهورية غير قوي، ولا نريد الفراغ الرئاسي وأنا ضد التمديد..
وفي اضطراب في الموقف قال باسيل: لا أكون مرشحا لرئاسة الجمهورية الا عندما اقول ذلك، واختصرت الموضوع بأنها ليست «أكلة طيبة» لأننا اختبرنا الموقع، استعمل لإفشال المشروع، ولكن لن نقبل ان يقفد الموقع ميثاقيته وقوته التمثيلية، والاهم المشروع.
المودعون يدكون مضاجع أصحاب المصارف
وبالانتظار، حدّد المودعون، خط سير جديد لتحركهم، إذ نفذت «صرخة المودعين» و «تحالف يتحدون» تحركاً على الأرض، لمطالبة أصحاب المصارف بإعادة الأموال المودعة لأصحابها.
بدأ التحرك بتجمّع أمام جامع الأمين في وسط بيروت لينطلق بعدها موكب السيارات ويجول في شوارع بيروت، رافعاً لافتات تحمل صوراً لأصحاب المصارف ولحاكم مصرف لبنان رياض سلامة ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، كُتب عليها «مطلوب»، وتوقف المحتجّون أمام منزل رئيس جمعية المصارف سليم صفير في محلة سن الفيل، محاولين اقتحام المنزل ومضرمين النار أمام مدخله الرئيسي، وسط وجود محدود لعناصر الجيش وقوى الأمن.
وقال رئيس الجمعية علاء خورشيد: «إنّ السياسيين جميعهم شركاء ومسؤولون أمام عدم محاسبة رياض سلامة حتى الآن، حتى بات المصرف المركزي أشبه بسوبر ماركت، فيما النواب في حفلة تكاذب لا تنتهي ظهرت بشكل واضح في انتخابات اللجان النيابية، حيث اجتمع الكل وكانوا متوافقين وانتخبوا بعضهم البعض رغم تراشق الاتهامات في ما بينهم بالفساد وأمور أخرى، ومنهم النواب الذين يسمون أنفسهم نواب الثورة والتغيير».
اضاف: «المهزلة ما زالت مستمرة حيث يقوم رياض سلامة بصرف الاحتياطي المتبقي على علاوات في معاشات القضاة والنواب والدرك والجيش وموظفي الإدارات العامة، فيما هذا المال هو مال الناس».
المحطات تهدّد بالاقفال
على الصعيد المعيشي اليومي، وبعد الارتفاع المتواصل في اسعار المحروقات، عقد موزعو المحروقات اجتماعاً للبحث في المستجدات على صعيد الاسعار.
اثر الاجتماع، تلا ممثل موزعي المحروقات فادي ابو شقرا بياناً باسم المجتمعين، عبر فيه «عن قلق الموزعين من الارتفاع الجنوني لاسعار المحروقات بسبب ارتفاع اسعار النفط عالمياً بنسبة كبيرة اضافةً الى ارتفاع سعر الدولار على منصة صيرفة وفي السوق السوداء».
وقال ابو شقرا: بعد ملامسة سعر صفيحة البنزين الـ700000 لم يعد بمقدور المواطن تحمل اعباء هذا الارتفاع، كما ان الموزعين يتكبدون الكثير من الخسائر ولم يتوانوا يوماً عن تأمين المحروقات الى المواطنين. وان عدداً من اصحاب المحطات لم يعد لديهم القدرة على الاستمرار وتأمين اسعار المحروقات سلفاً.
واكد ان «السياسة المتبعة منذ فترة طويلة مع اصحاب المحطات ادت الى افلاسهم، وان الموزعين طلبوا موعداً عاجلاً مع وزير الطاقة وليد فياض للتشاور في اوضاع القطاع في ظل الصعوبات التي يعاني منها الموزعون واصحاب المحطات، الذين يتوجهون الى الافلاس». وطالب ابو شقرا بأن «يكون هناك وقت محدد لجدول الاسعار لأنهم يتكبدون خسائر كبيرة بسبب تقلب الاسعار».
238 إصابة جديدة
صحياً، سجلت وزارة 238 إصابة جديدة بفارويس كورونا، وحالة وفاة واحدة، ليرتفع العدد التراكمي إلى 1101109 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.