تشتد أزمة النظام الرأسمالي العالمي. واليوم، الثلاثاء، تنبأ الرئيس التنفيذي لبنك “جي بي مورغان تشيس وشركاه”، جيمي ديمون، بأن الرياح المعاكسة “الخطيرة”، قد تدفع الاقتصاد الأميركي والعالمي إلى الركود بحلول منتصف العام المقبل.
وأوضح الرئيس التنفيذي لأكبر بنك أميركي، أنه بينما يعمل الاقتصاد الأميركي بشكل جيد في الوقت الحالي، هناك عدد من المؤشرات والقضايا العالمية تدق جرس الإنذار، من بينها، تأثير ارتفاع التضخم وارتفاع أسعار الفائدة أكثر مما كان متوقعاً وتأثيرات مجلس الاحتياطي الفيدرالي الذي أنهى التيسير الكمي، فضلا عن الحرب الروسية الأوكرانية.
ويرى ديمون، أن الاحتمالات كثيرة، والمكان الذي سيشهد ظهور صدع كبير، وربما المزيد من الذعر، قد يكون أسواق الائتمان، أو أحد صناديق الاستثمار المتداولة، وقد تكون دولة، وقد تكون شيئاً مستبعداً لا تشك فيه.
وقال: “إذا قمت بإعداد قائمة بجميع الأزمات السابقة، فلن نتوقع هنا من أين أتت، على الرغم من أنني أعتقد أنه يمكنك التنبؤ هذه المرة باحتمال حدوث ذلك”. ونصح ديمون “إذا كنت بحاجة إلى المال، فحاول جمعه الآن”.
وذكر ديمون أن “الـ20% القادمة ستكون مؤلمة أكثر بكثير من الأولى”، مضيفا أن “ارتفاع أسعار الفائدة بمقدار 100 نقطة أساس أخرى، هو أكثر إيلاماً بكثير من أول 100 نقطة لأن الناس لم يعتادوا ذلك”.
فى انتقاد شديد اللهجة، اتهم الخبير الاقتصادى الأمريكى من أصل مصرى محمد العريان أمس الاحتياطى الفيدرالى الأمريكى بارتكاب أخطاء سيذكرها التاريخ لتسببها فى دفع الولايات المتحدة نحو ركود اقتصادى كان من الممكن جدا تجنبه.
وفى تصريحات لشبكة « سي. بي. إس» الإخبارية الأمريكية، قال العريان، كبير المستشارين الاقتصاديين لشركة أليانز، إن أحد أخطاء الاحتياطى الفيدرالى الأمريكى كانت سوء تقدير التضخم واعتباره «مؤقتا» والترويج بأنه لا داعى للقلق بشأنه.
أما الخطأ الثاني، فهو عندما أدرك الفيدرالى الأمريكى أن التضخم متواصل ومرتفع، لم يقدم المركزى الأمريكى على التصرف كما يجب.
وتابع أنه فى الوقت الحالى يخاطر الفيدرالى الأمريكى بارتكاب الخطأ الثالث، وهو أنه بعد أن تباطأ فى احتواء التضخم العام الماضى يأتى الآن ليكبح جماحه وهو ما يقودنا إلى ركود، وهو ما سيعد خطأ فى السياسة النقدية للاحتياطى الفيدرالى سيسجل فى كتب التاريخ.
وأضاف أن جيروم باول رئيس الاحتياطى الفيدرالى نفسه بدأ يتحول من الحديث عن الهبوط الناعم للاقتصاد الأمريكى إلى الحديث الآن عن الألم الاقتصادي”. وتابع « وهذه هى المشكلة، إنها ثمن تباطؤ الاحتياطى وتأخره فى التحرك”.
وتعني تنبؤات ديمون والعريان انتشار إفلاس الشركات وارتفاع أعداد العاطلين عن العمل، كما أن تباطؤ الإستثمارات وتوقفها سيعيق النشاط الإقتصادي في دول الغرب الرأسمالي الغنية، ما يؤدي إلى تفشي الإفقار في المجتمع.
في هذا السياق، كشفت صحيفة” غارديان” البريطانية أن رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس تلقت تحذيرات من نواب حزبها المحافظ، تدعوها إلى التراجع عن خططها المالية بعد بينت دراسة جديدة، أنها ستدفع بأكثر من 450 ألف شخص إضافيين إلى الفقر. وقالت الصحيفة إن تراس قد تخسر منصبها إذا اصرت على هذه الخطط التي تؤجج الإضطراب الإجتماعي.
وكالات وصحف، 11. 10. 2022