“Libanisation”/ “اللبننة”
نحشد الراي العام ضد الطبقة الحاكمة من أجل تطبيق الدستور. المواطنون يطالبون بتطبيق الدستور دائماً. يفتشون باستمرار عن حل أزمات النظام السياسي اللبناني من الباب الدستوري. والسفير السعودي يحشد جمعاً سياسياً محلياً وعربياً وأجنبياً في قصر الأونيسكو يوم السبت الماضي، تحت عنوان حماية الدستور. نحن نحشد والسفير يحشد، لكن “بعيد الشبه” ما بين الحشدين. نحن نعود إلى نصوص الدستور لتقرير مصيرنا السياسي وضمانه. فنرى، مثلاً، علامَ نصَّ من حلول بشأن إلغاء الطائفية السياسية ـ المذهبية، أو قانون الإنتخابات الوطني، أو شروط الوظيفة العامة وغيرها. هناك أسباب عميقة، لم يختبرها سعادة السفير، تفرض تمسكنا بدستور الطائف، وأن نعود إليه كمواطنين يحرصون على وحدة الوطن والشعب والدولة كأساس للسيادة. نحن “تعلمنا من جلدنا” الحرص على هذه الوحدة. عرف اللبنانيون قيمة هذه الوحدة بعدما فقدوها في الحرب الأهلية الكبرى (1975 ـ 1989). بعدما رأوا كيف انتهى الإقتتال الطائفي ـ المذهبي وتبعاته، مفردة في متن القاموس الفرنسي “لاروس / Larousse” تصوَّر حالنا. فقيل : Libanisation / “اللبننة”. هذا المفهوم اختزل تحلل الدولة والمجتمع في لبنان، وإنشاء الكانتونات الطائفية ـ المذهبية على أنقاضهما عبر خطوط التماس، إلى جانب دويلة عملاء “إسرائيل” في الجنوب. نحن مواطنون نريد تطبيق الدستور باباً إلى حل أزماتنا. أما الجمع الذي حشده سفير المملكة العربية السعودية، وإن انتحل صفة حماية دستور الطائف، فإنه ضد الدستور. حشد السفير يذكرنا بأيام “اللبننة”. وقانا الله شرورها وخزى الله من بقي حياً من “أبطالها”.
هيئة تحرير موقع الحقول
الثلاثاء، 14 ربيع الثاني، 1444 الموافق 08 تشرين الثاني، 2022
اللواء
مؤتمر الطائف يفتح أبواب التفاهم على مرشح رئاسي
جنبلاط يتفق مع برّي على مقاربة مختلفة للاستحقاق .. وباسيل يفترق عن حزب الله في اختيار المرشّح
بقيت اصداء منتدى الطائف الذي انعقد في الاونيسكو، لمناسبة 33 عاما على توقيع اتفاقية الطائف في المملكة العربية السعودية، سواء بالمشاركة الوطنية، المتعددة، او المداخلات والكلمات التي عكست مدى الحاجة الملحة للتقيد بالدستور الذي انبثق عنه، «للحفاظ على صيغة العيش المشترك» لأن بلا التمسك بمضمون هذا الاتفاق سيكون البديل الاَّ مزيداً من الذهاب الى المجهول، على حد ما قال في كلمته سفير المملكة العربية السعودية في بيروت وليد بخاري، الذي وجه الدعوات للمنتدى الذي تحول الى مؤتمر وطني، بحضور رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وممثل عن الرئيس نبيه بري النائب كريم كبارة، والرئيس السابق للحكومة فؤاد السنيورة، ومفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان والرئيس السابق للجمهورية ميشال سليمان، والنائب السابق وليد جنبلاط والنائب السابق سليمان فرنجية والمرشح الرئاسي النائب ميشال معوض، ووزير خارجية الجزائر السابق الاخضر الابراهيمي الذي لعب دوراً حاسماً في التوصل الى الاتفاق.
والابرز، ما كشفه السفير بخاري ان لا نية لفرنسا لدعوة القادة الى لقاء وحوار وطني، ولا نية فرنسية في طرح لدعوة او نقاش طائف او تعديل الدستور.
وحسب الاوساط السياسية المعنية ان المنتدى كان بمثابة خطوة لقطع الطريق على اية محاولة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، لا ينبثق ولاؤه او برنامجه من مندرجات الطائف على المستويات كافة.
وقال مصدر رفيع شارك في المنتدى لـ«اللواء» ان مؤتمر الاونيسكو فتح الباب على مصراعيه للتفاهم اللبناني- العربي- الدولي على مرشح رئاسي.
ومع بداية الاسبوع، حيث تعقد اللجان المشتركة جلسة لمناقشة عدة مشاريع قوانين، ابرزها الكابيتال كونترول، بقي ملف انتخابات الرئاسية في الواجهة.
وتوقعت مصادر سياسية أن ترسم جلسة انتخاب رئيس الجمهورية يوم الخميس المقبل، مسار عملية الانتخاب بعد فترة من الجمود، بفعل تمنع قوى الثامن من آذار ،من تسمية مرشحها للرئاسة والاقتراع بورقة بيضاء، في مواجهة مرشح قوى المعارضة ميشال معوض، بسبب تبدل محتمل بموقف كتلة التيار الوطني الحر، باتجاه تسمية مرشح للرئاسة، بدلا من خيار الورقة البيضاء، ما يؤدي عمليا الى انكشاف في انتقال الاستحقاق الرئاسي الى مرحلة جديدة.
وقالت المصادر ان انفراد كتلة التيار الوطني الحر، بتسمية مرشح رئاسي بمعزل عن الاتفاق مع حليفه حزب الله وحلفاء الحزب، لم يحصل صدفة، وانما اتى بعد لقاء رئيس التيار النائب جبران باسيل مع الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله مؤخرا، والذي تناول النقاش خلاله موضوع الانتخابات الرئاسية، ولم يكن كما تمناه باسيل، الذي رفض نصيحة نصرالله بتأييد ترشيح خصمه السياسي، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، كما رفض الالتقاء به، للتفاهم على موضوع الانتخابات الرئاسية والاتفاق بينهما على المرشح المقبول من كليهما، واصر رئيس التيار الوطني الحر على ان يكون هو شخصيا المرشح الوحيد للرئاسة، باعتباره يمثل اكبر كتلة نيابية مسيحية، في حين يفتقد فرنجية الذي خسرت كتلته بالانتخابات النيابية الماضية ولا يحوز على الحيثية الشعبية التي تؤهله للترشح للرئاسة الاولى.
ولاحظت المصادر نقلا عن اوساط بالتيار الوطني الحر، ان رئيسه الذي لم يكشف عن اسم المرشح الذي سيقترع له في جلسة الخميس المقبل، يتصرف بانفعال لم يعد خافيا على احد، بعد فشل فرض شروطه على الرئيس المكلف ميقاتي بتشكيل حكومة جديدة، وانتهاء عهد الرئيس ميشال عون، وشددت على ان اعلانه عن زيارته قريبا لدمشق، ولقائه الرئيس السوري بشار الاسد، لن يحسن حظوظه بالترشح للرئاسة او بدعم اي من المرشحين المحسوبين على التيار، باعتبار ان هذه الزيارة ليست في محلها في هذا الظرف بالذات، وتزيد من عزلة باسيل وتياره عن باقي الاطراف السياسيين، لان ما يتمناه منها من عوامل الاستقواء والدعم ليست كما كانت سابقا.
وتوقعت المصادر ان يعقد التيار الوطني الحر اجتماعا يوم غد الثلاثاء، لبلورة الموقف النهائي الذي سيعتمده بجلسة الانتخاب الخميس وتسمية المرشح الذي سيصوت له، والذي بقي قيد الكتمان، في حين استبعدت ان يطرح باسيل نفسه مرشحا لرئاسة الجمهورية منذ الان، قبل أن يضمن الحد الادنى من التأييد والتعاطف من حليفه حزب الله، وهذا ليس متوافرا بعد، بل سيعمد الى تسمية مرشح يختاره من أصدقاء التيار، لتقصي ردة الفعل عليه وتحديدا من حليفه، وبعدها يحدد خياره النهائي.
وهذا ما سيتحدد في اجتماع تكتل لبنان القوي غداً.
وفي دردشة مع الصحافيين قال الرئيس قال رئيس مجلس نبيه بري حاولت استمزاج اراء جميع الكتل قبل توجيه الدعوات بشكل رسمي. وبعد ان اوضحت كتلتان اساسيتان هما القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر رفضهما لفكرة الحوار تراجعت عن الموضوع حيث وضعت القوات اللبنانية شرطا تعجيزيا وهو دعوة ١٢٨ نائب الى جلسة الحوار فيما تحفظ التيار عن الطرح.
واضاف: التراجع عن فكرة الحوار لا يعني نعي التوافق السياسي وقد أعلنت انه سيكون هناك جلسة انتخابية كل أسبوع وعلى الأطراف ان تتشاور خلال الفترة الفاصلة بين الجلسة والأخرى للوصول الى التوافق.
وردا على سؤال حول اسم مرشح كتلة التنمية والتحرير قال: اجدد التأكيد على المواصفات التي حددتها في خطاب ذكرى تغييب الأمام الصدر في صور من دون نقصان وهذه المواصفات هي؛ ان يكون الاسم صاحب حيثية اسلامية ومسيحية ووطنية وان يكون عامل جمع وليس تفرقة.
وعن موضوع احياء منتدى الطائف قال: لم نتغيب عن المنتدى وكان هناك ممثلا عني وعن كتلة التنمية والتحرير لكن عريف الحفل هو من غيبنا.
بدوره، اعلن نائب رئيس المجلس الياس بوصعب: سأصوت لمرشح، ولم احسم امري بعد بالنسبة لاسم، لكنني لن اصوت بورقة بيضاء، وهذا امر ناقشناه في تكتل لبنان القوي.
إذاً، عاد المجلس النيابي ليملأ الفراع الرسمي في ظل الشغور الرئاسي ووجود حكومة تصريف الاعمال، التي بالكاد تتابع وتعالج بعض القضايا الاساسية، حيث تعقد اللجان النيابية المشتركة جلسة لها اليوم لدرس ثمانية اقتراحات ومشاريع قوانين، ابرزها واولها مشروع قانون «الكابيتال كونترول»، الذي ما يزال موضع درس واراء مختلفة بين الكتل النيابية لا سيما لجهة كيفية حماية اموال المودعين وتنظيم السحوبات وليس التحويلات فقط ، مع العلم انه من ابرز مطالب صندوق النقد الدولي، والتي منها ايضاً قانون اعادة هيكلة المصارف وقانون التوازن المالي، وقد اثار التأخير في اقرارها استياء الصندوق والدول المانحة التي تعوّل على اقرار هذه المشاريع لتتمكن من تحديد حاجات لبنان من الدعم وفي اي قطاعات.
لذلك ما زالت مسألة اقرار المشروع في الجلسة غير محسومة، حيث تربط بعض الكتل الاساسية إقراره بالتوازي مع إقرار خطة التعافي الاقتصادي التي ما زالت ايضاً موضع تجاذب سياسي وحكومي. ورجحت بعض المصادر ان يتم تشكيل لجنة فرعية لمتابعة درسه اذا لم تتمكن اللجان من الاتفاق عليه.
وقال مصدر نيابي بارز متابع للموضوع لـ «اللواء»: ان الحكومة اعادت مشروع خطة التعافي الاقتصادي الى النواب بعدما سحبته وجرى تعديله بناء لملاحظاتهم. وبالتالي لم يعد هناك حجة لهم لعدم درس المشروع ومناقشته وتعديل ما يرونه مناسباً في اللجان المشتركة. لكن يبدو ان هناك قوى سياسية تسعى لإفشال اي مشروع اصلاحي للحكومة لأسباب سياسية داخلية وخارجية من باب الضغط السياسي على الوضع اللبناني. بينما هناك قوى سياسية اخرى مهتمة بمناقشة المشروعين بمعزل عما يريده صندوق النقد الدولي. ومع ذلك لا نعلم مصير المشروع في جلسة اليوم، وما هي توجهات القوى السياسية حياله، هل يؤجل البحث فيه لمزيد من الدرس، ام تتم إحالته الى لجنة نيابية فرعية مع ما يعنيه ذلك من مزيد من المماطلة؟
وفي الحراك السياسي، وفيما لم يظهر جديد حول الاستحقاق الرئاسي، زار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط امس، رئيس المجلس النيابي نبيه بري عشية جلسة اللجان المشتركة، وقبيل ايام من جلسة انتخاب رئيس الجمهورية الخميس المقبل.
وقال جنبلاط بعد لقائه بري: التواصل مستمر مع الصديق والحليف والتاريخ، وأخيراً بإمكاننا تهنئة الرئيس بري على جهوده بالترسيم بعد 9 سنوات.
اضاف: اتفقنا أن لا يكون هناك مرشح تحدٍّ، والرئيس بري لم يتراجع عن الحوار إنما بعض الفرقاء رفضوه وهذا خطأ. لكن أهم شيء أن نصل إلى الاستحقاق الرئاسي ونستعرض الأسماء، ومرشحنا هو ميشال معوّض وثمّة فرقاء آخرين، فليتم التداول بأسماء أخرى وقد يكون معوّض أحدها.
وكان جنبلاط قد اكد على هامش مشاركته في احياء الذكري الثالثة والثلاثين لإتفاق الطائف، انه ضد انتخاب رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية ومع انتخاب النائب ميشال معوض.
وفي المواقف، أكّد البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، أنّه يجب إنتخاب رئيس للجمهورية حفاظاً على الكيان». وفي عظة قداس الأحد من بكركي، توجّه الراعي إلى النواب، قائلاً: تريدون لبنان واحداً انتخبوا رئيساً، ما قيمة نيابتكم اذا كنتم لا تملكون حرية القرار في انتخاب رئيس؟.
واضاف: ليكن واضحاً أن الأولوية على الأولويات هي انتخاب رئيس الجمهورية.
وحذّر الراعي، من أنّه «مع غياب رئيس الجمهورية، يتعذّر الإتفاق مع صندوق النقد الدولي«. وقال: لا… ليس رئيس الجمهورية لزوم ما لا يلزم، بل هو حاكم الجمهورية والمشرف على مؤسساتها.
ميقاتي في القاهرة
الى ذلك، وصل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى مصر قبل ظهر امس، للمشاركة في «مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ «COP27»، الذي سيُعقد على مدى يومين في شرم الشيخ، بدعوة مشتركة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والامم المتحدة.
ويضم الوفد اللبناني الى المؤتمر وزير البيئة ناصر ياسين وسفير لبنان لدى مصر علي الحلبي.
وستكون للرئيس ميقاتي مداخلة في جلسات عمل المؤتمر، كما سيعقد سلسلة لقاءات واجتماعات مع عدد من القادة والرؤساء والمسؤولين العرب والاجانب المشاركين في المؤتمر.
وهذا المؤتمر السنوي تحضره 197 دولة من أجل مناقشة تغير المناخ، وما تفعله هذه البلدان، لمواجهة هذه المشكلة ومعالجتها. وهذه هي المرة الثانية التي يشارك فيها رئيس الحكومة في المؤتمر، بعد المؤتمر السابق الذي انعقد في31 تشرين الاول من العام الفائت في مدينة غلاسكو في اسكتلندا.
ذكرى الطائف
وكانت المملكة العربية السعودية قد احيت يوم السبت، المؤتمر الوطني في الذكرى الـ 33 لتوقيع اتفاق الطائف بدعوة من السفير السعودي لدى لبنان وليد البخاري في قصرالأونيسكو، بحضور حشد كبير من الشخصيات النيابية والوزراية والسياسية والقوى الحزبية من مختلف التيارات، تقدمهم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وممثل للرئيس نبيه بري.
وشدّد السفير البخاري في كلمته على أن «مؤتمر اتفاق الطائف يعكس اهتمام السعودية وقيادتها بالحفاظ على أمن لبنان ووحدته واستقراره والميثاق الوطني».
وقال: نعوّل على حكمة القادة اللبنانيين وتطلعات الشعب الذي يسعى للعيش باستقرار. نحن بأمس الحاجة الى تجسيد صيغة العيش المشترك والحفاظ على هوية لبنان وعروبته. محذرا من ان «البديل عن «الطائف» لن يكون إلّا المزيد من الذهاب نحو المجهول».
واعلن السفير السعودي ان «فرنسا أكدت لنا أنه لن يكون هناك أي نية أو طرح لتغيير اتفاق الطائف»، مشيرا الى ان الاتفاق محط اجماع دولي ويؤكد نهائية الكيان اللبناني.
وقال وزير خارجية الجزائر الاسبق الأخضر الإبراهيمي الذي كان من رعاة وعرابي اتفاق الطائف: أن أول هدف لاتفاق الطائف كان إنهاء الحرب في لبنان. متوجها بالتحية «لكل من ساهم في إتمام هذا الاتفاق قبل 33 عاما.
وتحدث عن «أهمية اتفاق الطائف الذي يساهم في صون لبنان بعد الحرب التي عصفت به»، لافتا إلى أن «وثيقة الوفاق الوطني جاءت بمساع سعودية وعربية وبإجماع لبناني على إرساء السلم».
وقال: لقد أوقفت حرب الخليج عمل اللجنة الثلاثية، التي كانت تريد أن تستمر في مواكبة تنفيذ الطائف وهذا لم يحصل.
وتحدث الرئيس فؤاد السنيورة قائلاً: أن الدروس والعبر التي يمكن استخلاصها من التجربة، تفيد بأن لبنان يقوم على قوة التوازن المستدام، الذي يحقق الاستقرار.
واضاف: لا حل طائفيا أو فئويا، بل هناك حل واحد، فلبنان يقوم بالجميع أو لا يقوم، ويكون للجميع أو لا يكون.
وختم: حسن النوايا هو المبدأ الذي يجب ان تبدأ به أي مبادرة أو حل، والأهم اليوم الوصول الى رئيس للجمهورية يؤمن باتفاق الطائف ويرعى العودة إليه ويسعى الى تثبيته والالتفات إلى الممارسة الصحيحة لتطبيقه.
من جانبه، شدد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط «على أن الأهم اليوم انتخاب رئيس للجمهورية».
وقال: المعركة الكبرى الآن ليست في صلاحيات الرئاسية الواضحة دستوريا وسياسيا، بل المشكلة في انتخاب الرئيس ولاحقا تشكيل حكومة ذات مصداقية، تطلق الإصلاحات المطلوبة للبدء بالإنقاذ الاقتصادي والمالي.
أضاف: الطائف أساسي جدا لأنه كرس إنهاء الحرب التي شهدها لبنان على مدى 15 عاما. وقبل البحث في تعديل الطائف، علينا تطبيقه أولا للوصول الى إلغاء الطائفية السياسية. ومن قال انني كوريث لكمال جنبلاط أعارض إلغاء الطائفية السياسية.
وختم: «في بنود الطائف المتعددة، هناك بند ينص على إنشاء مجلس الشيوخ الذي لم يطبق حتى الآن. هذا المطلب ورد في مذكرة الهيئة العليا للطائفة الدزرية إلى الرئيس السابق أمين الجميل، لكننا اصطدمنا مع النظام السوري برفض قاطع، لأن النظام لا يريد إعطاء الدروز في لبنان امتيازاً إضافياً قد ينعكس على دروز سوريا.
اضاف: تفضلوا شكلوا هذه اللجنة، وصولا إلى أن نحدث التغيير النوعي والكمي على الطائف في لبنان. مؤكدا «ضرورة السير بـالاصلاحات الأخرى التي وردت في الطائف ولم تطبق كاللامركزية الإدارية وغيرها، ولا مانع من أن تناقش بهدوء بعيدا عن التوترات الطائفية الآنية والتي تهدف لحرف المسار عن إنتخاب الرئيس».
واعتبر المطران بولس مطر في كلمته أن «المسيحيين والمسلمين أمة واحدة في اتفاق الطائف، ونحن في لبنان أخوة بالوطنية والعروبة والإنسانية، فنرجو من اللبنانيين وضع خلافاتهم تحت سقف الأخوة وليس فوقها» .
ورأى أن «عودتنا إلى الطائف فرصة للبنان، فالنظام السياسي خاضع للتبديل ضمن حوار يجب ألا يتوقف»، مشددا على أن «الحوار واجب علينا بمحبة وأخوة» .
اما المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا فدعت إلى «شحذ الهمم لتطبيق اتفاق الطائف التاريخي بما يضمن استقرار لبنان».
وأشارت إلى أن «الاتفاق وضع نظاما سياسيا جديدا يلبي طموحات اللبنانيين، من خلال تبني الإصلاحات وتنفيذها وتأسيس الانتماء الوطني».
ورأى نائب رئيس مجلس الوزراء السابق عضو تكتل الجمهورية القوية النائب (القوات اللبنانية) غسان حاصباني أن «دستورنا صالح والخلل في تطبيقه بدأ من النوايا، ومن المهم البقاء في جو الوفاق» .
وقال: أن لبنان أمام فرصة مفصلية لتثبيت تطبيق الطائف، وعلى البرلمان اتخاذ الخطوات المطلوبة لتطبيقه.
رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي قال في تصريح له على هامش الاحتفال في تصريح تلفزيوني: بأن الطائف لا يزال الإتفاق الأصلح لتطبيقه.
وأضاف :هذا اليوم رمزيته مهمة جداً، والمؤتمر ينفي ان السعودية تركت لبنان، والحضور الكبير يشير الى تثبيت مضامين الطائف.
وتابع: الدستور والقوانين ينصون على القيام بتصريف الأعمال، وسنقوم بها لأننا سنُحاكم إن لم نفعل ونحن حريصون على القيام بواجباتنا، ولا اعتقد أن أي وزير سيتقاعس عن هذا الدور الوطنيّ.
اما سليمان فرنجية الذي حضر الاحتفال فقال: كل عمرنا بهمنا الطائف، ونحن جزء منه، ولم نأتِ الى الاحتفال من أجل الرئاسة بل دُعينا ولبينا الدعوة.
اضاف ردًّا على سؤال حول تأثير حضوره المؤتمرعلى علاقته مع حلفائه : حلفائي ليسوا ضد الطائف، لذا حضوري لن يؤثر على علاقتي معهم.
وتحدث على هامش المؤتمر ثلاثة من النواب الذين شاركوا في اتفاق الطائف، فقال النائب السابق بطرس حرب في مداخلة له: إنه من السهل اليوم انتقاد الطائف، ففي حقبة الحرب، ما عاشه لبنان لم يكن سهلاً أبداً، ولهذا جاء الطائف لإنهاء الاقتتال والالتزام به ضروري ويجب تطبيق بنوده بشكل أساسي .
ووجّه النائب السابق طلال المرعبي «الشكر للسعودية التي ترعى اتفاق الطائف وترعى لبنان ومن دون مقابل»، مشيراً إلى أن «المملكة تسعى إلى فرض الاستقرار والحفاظ على السلم الأهلي».
وقال: ندعو لإنشاء مجلس الشيوخ وإلغاء الطائفية السياسية، لا العمل «بالترويكا» في الحكم.
إلى ذلك، قال النائب والوزير السابق إدمون رزق في مداخلة له: نشهد ان جوهر اتفاق الطائف هو شراكة حضارية في نظام حر، فلا اكراه في الوطنية كما في الدين.
دفعة جديدة من النازحين
واستمرت امس الاول عودة النازحين السوريين الى بلدهم، فإنطلقت السبت الدفعة الثانية من رحلة العودة الطوعية للنازحين السوريين من نقطة التجمع في وادي حميد في عرسال ضمن قافلة تضم 330 نازحاً، في اتجاه معبر الزهراني على الحدود اللبنانية السورية الى قرى القلمون الغربي. وانطلقت رحلة العودة بمواكبة أمنية من مخابرات الجيش والامن العام اللبناني وفريق من الصليب الأحمر اللبناني والمنظمات الدولية. كما انطلقت فجرا قوافل جديدة من النازحين السوريين، من سرايا طرابلس، في اتجاه بلداتهم.
وأشرف على عملية العودة الطوعية، وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الاعمال هكتور الحجار الذي دعا المجتمع الدولي الى تشجيع هذه العودة.
الكوليرا: 118 اصابة
صحياً، ذكرت وزارة الصحة العامة، في تقرير امس، أن حالات الكوليرا في لبنان سجلت 10 اصابات جديدة، ورفعت العدد التراكمي إلى436، فيما لم يتم تسجيل اي حالة وفاة وسجل العدد التراكمي للوفيات 18.
كما نشرت وزارة الصحة خريطة تظهر عدد الاصابات الموزعة على البلدات والقرى اللبنانية.
البناء
قمة المناخ في القاهرة بغياب بايدن وبوتين وبينغ «ملتقى إقليمي» …وميقاتي يلتقي الرئيس القبرصي
البخاري يرعى لقاء الأونيسكو …وحزب الله: الحديث عن الطائف لتبرير التدخل
بري يلتقي جنبلاط رئاسياً: تشاور الكتل بدل الحوار لأن شروط القوات تعجيزية والتيار تحفظ
تراجع الإهتمام من المستوى الدولي الى المستوى الإقليمي بقمة المناخ التي تستضيفها القاهرة ، والتي ثبت غياب الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الصيني شي جين بينغ ، ولن يعوض ذلك أن يطل بايدن على القمة في ختامها بعد أيام وبعدما تنتهي الإنتخابات النصفية الأميركية ، ما جعل القمة تتحول الى ملتقى إقليمي ، تطغى على هامشه اللقاءات حول قضايا المنطقة ، وفي هذا السياق كان لقاء رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مع الرئيس القبرصي للتأكيد على النوايا الإيجابية المتبادلة تجاه ترسيم الحدود البحرية .
دوليا الإهتمام مركز على مشهد الانتخابات الأميركية النصفية في ظل ترجيحات فوز الجمهوريين بأغلبية نواب مجلسي النواب والشيوخ، وأغلب مناصب حكام الولايات، ما يمنحهم قدرة شل رئاسة بايدن خلال نصفها الثاني، والتهيئة للإنتخابات الرئاسية المقبلة عام 2024 والتي يستعد الرئيس السابق دونالد ترامب لخوض غمارها بوجه سعي بايدن لولاية ثانية ، ووفقا لتصريحات قادة الحزب الجمهوري يبدو أن الدعم المالي الأميركي لحرب أوكرانيا سيكون أول ما تستهدفه الأغلبية الجمهورية المرتقبة في الكونغرس بمجلسيه.
إقليميا لا تزال ترددات فوز بنيامين نتنياهو في إنتخابات الكنيست في كيان الإحتلال الحدث الأبرز ، والتساؤلات المطروحة ليست حول شكل حكومته المعلوم سلفا انها ستضم تجمعات اليمين المتطرف ، لكن الأسئلة حول ثلاثة عناوين ، الأول هل سيمنح مناصب أمنية وعسكرية في الحكومة لرموز اليمين المتطرف وفي مقدمتهم ايتمار بن غفير ، وهو ما يعتقد المتابعون في وسائل إعلام الكيان ، أن تحفظات أميركية وأوروبية تحول دونها بالإضافة الى تحفظات المؤسسات العسكرية والأمنية، والثاني حول كيفية تعامل نتنياهو مع العجز الإسرائيلي عن خوض المزيد من الحروب ، وهو ما اختبره نتنياهو في نهاية ولايته الأخيرة أثناء معركة سيف القدس ، وإحجامه عن مواصلة الحرب وقبوله بوقف النار بأي ثمن، والسؤال الثالث كيف سيترجم نتنياهو وعوده تجاه تعطيل اتفاق ترسيم المناطق البحرية اللبنانية الذي وصفه نتنياهو بإتفاق الاستسلام لحزب الله، سواء تهديده بالانسحاب من الاتفاق او بكلامه لاحقا عن معاملته مثل اتفاق أوسلو الذي لم يحترم نتنياهو بنوده بوقف الاستيطان ، واحترام خصوصية القدس وعدم الإقدام على اجراءات احادية قبل التوصل إلى اتفاق نهائي حولها. وتجزم المصادر المتابعة لمسار الإتفاق ان نتنياهو لن يجرؤ على المساس ببنوده او انتهاكها كما فعل مع اتفاق أوسلو ، لأنه يعلم سلفا ان ذلك يعني التورط في حرب يخشاها ويعلم نتائجها الكارثية ، وهذا هو مضمون ما تبلغه من الأميركيين ، وما شكل جوهر نصيحتهم .
لبنانيا كان اللقاء الذي رعته السفارة السعودية في الأونيسكو تحت عنوان منتدى الطائف وحضرته أغلب القيادات السياسية أو تمثلت فيه ، باستثناء حزب الله ، والرئيس سعد الحريري ، بصورة طرحت أسئلة حول التناقض بين جوهر اتفاق الطائف القائم على التوافق ، ومدى قدرة السعودية على التصرف كمرجعية للطائف والتوافق في ظل موقف عدائي من مكونين سياسيين رئيسيين في طائفتين رئيسيتين، بينما بقي الجمود في الملف الرئاسي مع إعلان رئيس مجلس النواب نبيه بري العزوف عند دعوته للحوار طلبا للتوافق ، وهو ما أعلن بري أن أسبابه تعود إلى الشروط التعجيزية لحزب القوات اللبنانية بطلب دعوة ال 128 نائبا الى طاولة الحوار ، وتحفظات التيار الوطني الحر ، ودعا بري الى اعتماد التشاور بين الكتل النيابية بديلا للحوار ، طالما ستكون هناك جلسة انتخاب أسبوعية ، يتيح التشاور بين الكتل بين جلسة وأخرى ، إحراز تقدم نحو انتخاب الرئيس ، وفي هذا السياق وضعت مصادر نيابية اللقاء الذي جمع رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط بالرئيس بري ، وقال عنه جنبلاط أنه تضمن تداولا بالأسماء المرشحة لرئاسة الجمهورية .
بانتظار ما سيحمله هذا الاسبوع على الصعيد التشريعي حيث تعقد الثلاثاء جلسة للجان المشتركة للبحث في مشاريع واقتراحات قوانين ابرزها الكابيتال كونترول، في حين تعقد الخميس جلسة خامسة لانتخاب رئيس للجمهورية ستخلص الى النتيجة نفسها التي خلصت اليها سابقاتها طالما ان الحوار الذي كان يفترض ان يبدأ حول الانتخابات الرئاسية اطاح به التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية، اتجهت الانظار في عطلة الاسبوع الى الأونيسكو إلى مؤتمر إحياء الذكرى الـ الثالثة والثلاثين لتوقيع اتفاق الطائف بإشراف السفير السعودي في بيروت وليد بخاري وبمشاركة رئيس الحكومة وحشد من الوزراء والنواب والقوى السياسية والفاعليات.
واعتبر السفير السعودي وليد البخاري «أن قيادة المملكة الرشيدة تحرص على الحفاظ على أمن واستقرار ووحدة لبنان، والأهم في هذا التوقيت هو ان نحافظ على الوفاق الوطني الذي هو تجسيد لمرحلة مر بها لبنان وشعبه الشقيق». واليوم في أمس الحاجة الى ان نجسد صيغة العيش المشترك في ركائزه الأساسية التي عالجها اتفاق الطائف وخاصة في تحديد محورية الكيان اللبناني والحفاظ على هوية لبنان وعروبته. ولقد حرصت المملكة وتحرص والمجتمع الدولي الذي يتمسك بمضمون اتفاقية الطائف من منطلق الحفاظ على صيغة العيش المشترك والبديل لن يكون الا مزيدا من الذهاب الى المجهول.. واكد البخاري ليس هناك أي نية فرنسية في طرح دعوة أو نقاش طائف أو تعديل دستور.
وفيما غاب التمثيل الاميركي والفرنسي عن المنتدى حضرت الامم المتحدة عبر المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا التي دعت إلى «شحذ الهمم لتطبيق اتفاق الطائف التاريخي بما يضمن استقرار لبنان». وأشارت إلى أن «الاتفاق وضع نظاماً سياسياً جديداً يلبّي طموحات اللبنانيين من خلال تبني الإصلاحات وتنفيذها وتأسيس الانتماء الوطني».
وبحسب مصادر دبلوماسية لـ«البناء» فإن هناك تفاهما اميركيا – سعوديا على اهمية اتفاق الطائف، واعتبرت ان الغياب الاميركي عن المنتدى لا يعني ان واشنطن في صدد تغيير النظام، انما تدعم هذا الاتفاق ويجب تطبيق بنوده كاملة، ورأت المصادر ان الاهمية اليوم في لبنان تكمن في ضرورة الاسراع في الاتفاق على انتخاب رئيس وتشكيل حكومة وتطبيق الاصلاحات المطلوبة من لبنان.
ولفت عضو المجلس المركزي في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق إلى أن «أحدا لم يطرح تغيير الطائف، ونرى أن استخدام هذه القضية، هو للتغطية على التدخلات الخارجية التي تمنع الحوار بين اللبنانيين، وتمنع انتخاب رئيس توافقي، ونحن لن نسمح لأي دولة خارجية أن تمارس وصاية على لبنان، أو أن تحدد مواصفات الرئيس، الذي من المفروض أن يكون توافقيا ووطنيا بمواصفات وطنية مئة بالمئة، فهكذا نخرج من الأزمات، وغير ذلك، نزيد الأزمات تعقيداً».
الى ذلك أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري في دردشة مع الصحافيين أنه حاول استمزاج آراء جميع الكتل قبل توجيه الدعوات بشكل رسمي، وبعد أن أوضحت كتلتا القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر رفضهما لفكرة الحوار، تراجع عن الموضوع.
وقال بري: «وضعت القوات اللبنانية شرطاً تعجيزياً وهو دعوة 128 نائباً إلى جلسة الحوار فيما تحفظ التيار عن الطرح».
وأضاف: «التراجع عن فكرة الحوار لا يعني نعي التوافق السياسي، وقد أعلنت أنه سيكون هناك جلسة إنتخابية كل أسبوع، وعلى الأطراف أن تتشاور خلال الفترة الفاصلة بين الجلسة والأخرى للوصول إلى التوافق». وردا على سؤال حول اسم مرشح كتلة التنمية والتحرير قال بري: «اجدد التأكيد على المواصفات التي حددتها في خطاب ذكرى تغييب الأمام الصدر في صور من دون نقصان وهذه المواصفات هي؛ ان يكون الاسم صاحب حيثية اسلامية ومسيحية ووطنية وان يكون عامل جمع وليس تفرقة».
وقال بري لم اتغيب عن منتدى الطائف وكان هناك ممثل عني وممثل عن كتلة التحرير والتنمية لكن عريف الحفل هو من غيبنا.
وكان بري اجتمع في عين التينة مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي قال «التواصل مستمر مع الصديق والحليف والتاريخ، وأخيراً بإمكاننا تهنئة الرئيس بري على جهوده بالترسيم بعد 9 سنوات».
وكشف جنبلاط: «اتفقنا أن لا يكون هناك مرشح تحدٍّ، والرئيس بري لم يتراجع عن الحوار إنما بعض الفرقاء رفضوه وهذا خطأ».
واعتبر جنبلاط أن «أهم شيء أن نصل إلى الاستحقاق الرئاسي ونستعرض الأسماء ومرشحنا هو النائب ميشال معوض، وثمّة فرقاء آخرون في البلد فليتمّ التداول بأسماء أخرى وقد يكون معوّض أحدها».
اكد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ان رئيس الجمهورية ليس لزوم ما لا يلزم، وليس حاجب الجمهورية، بل هو حاكم الجمهورية والمشرف على انتظام عمل مؤسساتها. وتوجه الراعي خلال قداس الاحد الى النواب بالقول: «تريدون لبنان كيانا واحدا؟ انتخبوا رئيسا للجمهورية. تريدون دولة لبنان الحديث؟ انتخبوا رئيسا للجمهورية. تريدون استمرار صيغة الشراكة الوطنية؟ انتخبوا رئيسا للجمهورية. تريدون لبنان أن يلعب دوره التاريخي والمستقبلي؟ انتخبوا رئيسا للجمهورية.وأنتم أيها المسؤولون عن حصول الشغور الرئاسي، والمسؤولون اليوم عن انتخاب رئيس جديد، فلم تتأخرون وتسوّفون وتتهرّبون وتعطلون؟ ولم تحجمون وتتريثون وتتقاعسون؟ ربما لا تملكون حرية القرار، فما قيمة نيابتكم؟ وإذا كنتم أحرارا في قراراتكم، فجريمة ألا تفرجوا عن قراركم الحر، وتنتخبوا رئيسا جديدا حرا. ثم ما قيمة تمثيلكم للشعب، إذا لم يكن على رأس الجمهورية رئيس؟»
ودعا البابا فرنسيس السياسيين اللبنانيين، إلى «تنحية مصالحهم الشخصية والتوصل إلى اتفاق لملء فراغ السلطة في بلد يعيش أزمة، حيث لا يوجد رئيس حاليا. وقال البابا خلال عودته من رحلته إلى البحرين: «أدعو السياسيين اللبنانيين إلى تنحية مصالحهم الشخصية، والالتفات إلى البلد والتوصل إلى اتفاق». وأضاف: «لبنان يسبب لي الألم.. لبنان ليس بلدا، لبنان رسالة لها معنى كبير لكنه يتألم حاليا». وتابع: «لا أريد أن أقول أنقذوا لبنان، بل أقول ساندوا لبنان.. ساعدوا لبنان على وقف انهياره».
وبعد الجزائر توجه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى مصر امس للمشاركة في «مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ COP27»، الذي سيعقد على مدى يومين في شرم الشيخ، بدعوة مشتركة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والامم المتحدة. ويضم الوفد اللبناني الى المؤتمر وزير البيئة ناصر ياسين وسفير لبنان لدى مصر علي الحلبي.
وستكون للرئيس ميقاتي مداخلة في جلسات عمل المؤتمر، كما سيعقد سلسلة لقاءات واجتماعات مع عدد من القادة والرؤساء والمسؤولين، استهلها امس بلقاء
الرئيس القبرصي اناستاسيادس الذي أكد «على ضرورة متابعة ملف الترسيم البحري بين البلدين الذي توقف عام 2007». اما ميقاتي فشدد «على العمل من قبل وزير الاشغال لمتابعة نتائج زيارة الوفد القبرصي الى لبنان قبل ايام»، مشددا «على أن لا عراقيل في هذا المجال».
وأكد الرئيس القبرصي وميقاتي «اهمية تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وضرورة تطويرها في كل المجالات لا سيما في مجال الطاقة».
وعلى صعيد جلسة الثلاثاء التشريعية، تؤكد مصادر نيابية ان الامور لا تزال غير واضحة لناحية اقرار الكابيتال كونترول خاصة ان مواقف الكتل المعارضة مع النواب التغييريين تصب في خانة رفض إقرار الكابيتال كونترول من دون خطة التعافي. وقالت المصادر لـ«البناء» إن رئيس المجلس النيابي نبيه بري حريص على اقرار كل الاقتراحات والمشاريع المتصلة بالاصلاحات المطلوبة من المجلس النيابي. ورأت المصادر ان عدم اقرار الكابيتال كونترول حتى اليوم يعود الى اسباب سياسية او تجاذبات سياسية لا علاقة بمضمون الكابيتال الكونترول الذي أدخلت عليه تعديلات كثيرة ليتلاءم مع الواقع الراهن.
الأخبار
«كرنفال» البخاري: البحث عن عدوّ وهمي
غاب عرّابو الطائف وحضر منتقدوه. مع ذلك، لم تتأثر دعوة السفارة السعوديّة إلى «كرنفال» لإحياء الذكرى الـ 33 لاتفاق الطائف، بعد مضيّ 32 عاماً من دون عراضات واستعراضات. الدعوات التي وُجّهت بالمئات إلى المنبطحين لنيل رضى «مملكة الخير»، لم تحجب الغياب الشيعي التام، ولا هزال التمثيل السنّي الذي حاول البخاري الاستعاضة عنه بـ«من هبّ ودبّ». كوكتيل سياسي غير مكتمل، وشخصيات نُبشت من النسيان من أجل التحشيد في وجه عدوّ وهمي، في معركة لا يوجد على الطرف الآخر من «الجبهة» من يعنيه خوضها أساساً (تقرير لينا فخر الدين).
من خلف الكواليس، حيث كان يجلس، دخل مبعوث الجامعة العربية السابق (نهاية الثمانينيات) إلى لبنان، الأخضر الإبراهيمي، إلى مسرح الأونيسكو. مشى الرجل التسعيني بخطى متثاقلةمتّكئاً على عكّاز. لم تتغيّر ملامح الإبراهيمي المُبتعد منذ سنوات، وإن ازدادت التجاعيد على وجهه المُتعَب. يُشبه الدبلوماسي الجزائري إلى حد بعيد اتفاق الطائف المنسيّ منذ عقود؛ بعد 33 عاماً، تستحضر السعوديّة الاتفاق والإبراهيمي معاً لتُعيد التسويق لـ«منتجها» الذي يكاد يكون الوحيد في السوق الإقليميّة.
صحوة المملكة لمسح الغبار عن الاتفاق لا تعني بالضرورة أهميّته بالنسبة إليها. فهي، على مدى 32 عاماً، لم تقم عراضات له ولا هبّت يوماً لانتشاله حينما كان يُدفن على مرمى حجرٍ منها، ولا حتى منعت نفسها من المشاركة في ذلك. ودعوة سفيرها في لبنان وليد البخاري إلى «كرنفال استعراضي» لا تمحو ذاكرة لا تزال طرية بارتكابات بلاده بحق الطائف. وهذا ما لمّح إليه الإبراهيمي أساساً في مقابلة تلفزيونية أول من أمس عندما قال إنّ اللجنة السباعيّة جرى استبدالها بلجنة ثلاثية عام 1988 (السعودية والمغرب والجزائر)، مشيراً إلى أن «رؤساء الدول الثلاث كانوا يريدون تمديد مهمتهم بهدف مواكبة تنفيذ الاتفاق، لكن حرب الكويت ألغت هذا القرار».
ما قاله الإبراهيمي مواربة مدوّن في الأرشيف. إذ إنّ السعودية هي التي لزّمت الملف اللبناني، ومن ضمنه تطبيق اتفاق الطائف، إلى سوريا جائزة ترضية مقابل مشاركة القوات السوريّة في حرب «عاصفة الصحراء»، أما ما ارتكبه المسؤولون السوريون الذين كانوا مكلّفين الملف اللبناني في حق الاتفاق فقد كان كله على مرأى من العيون السعوديّة!
هذا ما يؤكّد أنّ خدعة استحضار الطائف ليست إلا لزيادة الشرخ الداخلي، ولتوجيه رسالة إلى الغرب، ولهذا أصرّ البخاري على أن يكون الحديث على مسمع الدبلوماسيين الذين حضروا كـ«شهود»، تتقدمهم المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتيسكا التي جلست على مسرح «الأونيسكو».
على هذا المسرح، كان البُخاري مُباشراً. لم يدخل في الزواريب عندما سُئل عن هدف اللقاء وعما يُحكى عن مبادرات دوليّة جديدة لإطلاق حوار لبناني – لبناني؛ استقام السفير في جلسته على الكرسي الأبيض وأرخى بعباءته المزخرفة بخيوط ذهبيّة، ليتحدّث بثقة باسم… الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. الجملة الأهم التي كان البخاري يريد قولها على الملأ ودعا من أجلها المئات: «ماكرون أكّد لنا أن لا نية فرنسيّة لدعوة (اللبنانيين) إلى نقاش (في بنود) الطائف أو تعديل الدستور. وهذا موقف نهائي ونطمئن الجميع بذلك».
رسالةٌ مبطّنة بالتهديد أرادت السعوديّة توجيهها إلى المجتمع الدولي، بعدما ربط سفيرها الطائف بأمن لبنان واستقراره وأن «البديل سيكون الذهاب باتجاه المجهول».
الاستنفار السعودي النابع من دعوة السفارة السويسريّة إلى مؤتمر حواري لبناني، سبقته موافقة فرنسيّة عبّر عنها ماكرون في زيارته الأخيرة للبنان حينما قال إن لبنان بات يحتاج إلى عقد اجتماعي جديد، يُضاف إليهما «تدهور» العلاقات الأميركية – السعوديّة، أدركه الغرب جيّداً. ولذلك، كان مفهوماً غياب السفيرة الفرنسيّة آن غريو عن المؤتمر ومعها السفيرة الأميركيّة دوروثي شيا التي «اخترعت»، لتبرير غيابها، حدثاً رياضياً بعنوان «الرياضة الأميركيّة – اللبنانيّة» في الجامعة اللبنانية الأميركية.
جيشٌ سياسي
التهليل السعودي للطائف بعد 33 عاماً على توقيعه تُريد الرياض «تقريشه» سياسياً في حال حان موعد التسوية، رغم أن قرار عودتها إلى السّاحة اللبنانيّة لم يُحسم بعد. تبدو المملكة مقتنعة بأنّ كل الذين تفتح لهم أبواب سفارتها صاروا بيادق في يدها، وأن بإمكانها أن تُساوم عليهم في أي لحظة إقليميّة؛ البعض متيقّن أنّ هذا «الجيش السياسي» الذي تعمل السعوديّة على بنائه صورياً هو «الحيلة والفتيلة» لبيْعه في الأسواق الخارجيّة. وبالتالي، كان الـ«كرنفال» مناسبة لإظهار قوّة مزيّفة ركّزت فيها السفارة على قدرتها على استقطاب القوى المسيحيّة تحت عباءتها. وهؤلاء لم يأتوا إلى «الأونيسكو» لتأدية فروض الطاعة المستجدّة للطائف، وإنّما بعنوان «نكاية بحزب الله»، على اعتبار أنّه العنوان الوحيد الذي يجمعهم بالمملكة. وهذا أيضاً ما تحفظه الرياض عن ظهر قلب، لذلك دعت كل القوى السياسيّة، باستثناء حزب الله، وركّزت على الشخصيات المسيحيّة من الصف الأوّل، ولم تستثن أحداً… حتى الياس عطا الله!
فيما غاب التمثيل الشيعي تماماً، إلا إذا كانت السعودية مقتنعة فعلاً بأن المدعو عباس الجوهري الذي نال 658 صوتاً في الانتخابات النيابيّة الأخيرة هو من يمثّل الشيعة في لبنان، ولذلك «ميّزت» العمامة التي يعتمرها بمقعدٍ أمامي وكادت تُجلسه إلى جانب الرؤساء وممثليهم!
بهذا المعنى، يصحّ في كرنفال البخاري القول بأن السحر انقلب على الساحر. فاستثناء حزب الله وكونه المستهدف الأساس من هذه «التجميعة» أدّى إلى غياب «الميثاقية» التي أراد السفير (الذي لا يتدخل في شؤون لبنان؟) أن يضفيها على المشهدية: هكذا لم يجد البخاري شخصية شيعيّة يُجلسها على المسرح إلى جانب الرئيس السني فؤاد السنيورة والزعيم الدرزي وليد جنبلاط وممثل البطريركية المارونيّة المطران بولس مطر، وذلك بعدما أربك اعتذار الرئيس حسين الحسيني عن عدم الحضور «لأسباب صحية»، فيما تشير معلومات إلى أن الأخير «يرفض إعطاء صك براءة لبعض الشخصيات والدول لتكون أمّاً وأباً للطائف». وليكتمل «النقل بالزعرور»، فإن الرئيس نبيه بري تقصّد على الأغلب أن يمثّله نائب سنّي هو عبد الكريم كبّارة بدلاً من شخصيّة شيعية، رغم أن النائبة عناية عز الدين كانت بين الحاضرين.
الغياب الشيعي لم يغيّب هزال الحضور السنّي. ورغم دعوة البخاري «كل من هبّ ودبّ» من الشخصيات السنية، بدا الـ«كرنفال» خالياً من الحضور السني الوازن في غياب الرئيس سعد الحريري وما يمثله من رمزية في الطائف، وهو ما أكده التصفيق الحار كلّما ذكر اسم الحريري الأب أو ظهرت صورته على الشاشة خلال الإعداد لفيديو عمّا قبل اتفاق الطائف وما بعده.
وبدا واضحاً أنّ البُخاري حاول «زرك» الحريري بدعوة شخصيات قريبة منه كعمّته بهية الحريري (التي بررت غيابها بانشغالها بزيارة سياسيّة) وعمّه شفيق الحريري (الذي أُجلس في المقاعد الأمامية)، ورئيس جمعية بيروت للتنمية أحمد هاشمية الذي كان أوّل الخارجين من المؤتمر. فيما سار «رفّ» من النواب المستقبليين القدامى خلف السنيورة.
وكان لافتاً حضور ممثلي التيار الوطني الحر (سليم جريصاتي وسيزار أبي خليل) اللذين جلسا في الصف الأمامي، ما أثار استهجان بعض جمهور تيار المستقبل على وسائل التواصل الاجتماعي لتغييب رئيسهم وحضور خصومه و«خصوم الطائف».
حضور التيار خطف الأنظار عن دعوة النائب السابق سليمان فرنجيّة الذي جلس في المقعد الأمامي، فيما جلس مرشّح حلفاء السعوديّة النائب ميشال معوّض في الخلف، ليبدو أن رماديّة الرياض في التعامل مع ترشيح فرنجية لرئاسة الجمهورية لا تزال على حالها.
هذه الرماديّة كاد أن يطيحها تصريح جنبلاط على باب الأونيسكو وعلى بُعد أمتار قليلة بقوله «إنّه لا يقبل بأن يكون فرنجيّة رئيساً للجمهوريّة». جنبلاط الذي جلس على مسرح الأونيسكو مستعيداً محطات تاريخيّة أدّت إلى ولادة اتفاق الطائف، كان يوجّه الرسائل المبطّنة بتأكيده أنه يرفض وضعه بالسلة مع جميع الشخصيات السياسية على قاعدة «كلن يعني كلن»، قبل أن يعلن مسؤولية قواته عن قصف مقر إقامة اللجنة الثلاثية في فندق البستان، ويقدّم اعتذاراً علنياً عن ذلك.
حفلة PR
لم تترك السفارة السعوديّة شخصيّة تعمل في الشأن العام أو «الشؤون الخاصة» وتدور في فلكها إلا دعتها إلى مؤتمر إحياء الذكرى الـ 33 لتوقيع اتفاق الطائف، حتى بدا المؤتمر أشبه بمؤتمر علاقات عامّة. بعضهم لم يكن مهتماً بالدخول أصلاً إلى القاعة بقدر اهتمامه بجلسات تصوير أمام اللافتة المعلّقة بالقرب من باب مسرح «الأونيسكو». فيما آخرون فضّلوا البقاء خارجاً للاستمتاع بـ«خيرات» المملكة من المأكولات والمشروبات. المنبطحون بالمئات انتظروا في الخارج والداخل طويلاً تدقيق أمن السفارة السعوديّة في دعواتهم قبل السماح لهم بالدخول. وفي الداخل، انتظر البعض طويلاً إلى جانب المسرح قبل أن «يظهر» البخاري ليطبع قبلاته على وجناتهم، ككمال شاتيلا الذي أصرّ على أن يجد له منظّمو الحفل مقعداً أمامياً، وإلى جانبه إبراهيم منيمنة وملحم خلف، فيما كان سلامه عابراً على وضاح الصادق الذي جلس في المقعد الأمامي. ولم يهزّ أشرف ريفي الذي جلس في المقعد الثالث نفسه عند مرور البخاري من دون أن يلقي عليه التحيّة.
«زيارة اعتذار» إلى الفاعور
إلغاء السفير السعودي وليد البخاري زيارته إلى بلدة الفاعور الأسبوع الماضي، في اللحظات الأخيرة رغم وصوله إلى مدخلها، لا تزال تتفاعل. ويجري مقربون من السفارة السعودية اتصالات مع وجهاء العشائر لإقناعهم بأن حواجز المحبّة التي أقاموها على مقربة من الخيمة التي خصصت لاستقبال البخاري والخيول التي أتوا بها وفرقة الزفة، كلها أخافت الفريق الأمني التابع للسفارة فنصح السفير بإلغاء الزيارة.
بالنسبة إلى العشائر، لا شيء ممّا قام به شبّان العرب يثير الريبة، إذ إن «هذا ما فعلوه في استقبال كثير من الشخصيات السياسيّة اللبنانية والعربية»، موضحين أن «البخاري كان قد أرسل قبل وصوله إلى المنطقة موكباً كشافاً ووفداً سعودياً نسّق مع الوجهاء كيفيّة دخوله إلى الخيمة وسط الزحمة بعدما أكد 5 مشايخ أنهم سيستقبلونه أمام الموكب وسيفتحون الطريق أمامه».
وتشير معلومات «الأخبار» إلى أن أحد كبار الموظفين في السفارة السعوديّة يتولى الاتصال ببعض وجهاء العشائر التي فوّضت الأمر إلى النائب محمد سليمان، في حين أن البخاري لم يتصل شخصياً بهم بعد. ونجح هذا التواصل في تذليل العقبات بعدما نقل الموظف أن «البُخاري لم يقصد أبداً إرجاء الزيارة بدليل وصوله إلى الفاعور». فيما رفضت العشائر طرحاً بزيارة يقوم بها وجهاؤهم إلى السفارة السعودية، مشترطين أن تسبقها زيارة السفير إلى بلدتهم.
وعليه، يُرتّب الطرفان لزيارة هي أقرب إلى زيارة اعتذار سيقوم بها البخاري إلى العشائر في الفاعور لم يحدد موعدها بعد، ويتوقع أن يتلقّى سليمان اتصالاً من البخاري في اليومين المقبلين للاتفاق على الموعد النهائي للزيارة.
وكانت لافتة زيارة رئيس جمعية بيروت للتنمية الاجتماعية أحمد هاشمية إلى الفاعور بعد ساعات قليلة من إلغاء البخاري لزيارته. وإذا كان البعض اعتبر أن هدف الزيارة هو «كب الزيت على النار» لا سيما أن علاقته متوترة مع المملكة، فإن المصادر تؤكد أن هاشمية من الذين عملوا على تهدئة النفوس بسبب قربه من بعض الوجهاء، من دون أن تُعرف أهداف خطوته.
(الأخبار)
مقاطعة سعد غير مجدية
يواجه السفير السعودي في بيروت وليد البخاري برودة من معظم الشخصيات والقيادات المنتمية الى تيار المستقبل ممن يتعاطون معه في اللقاءات والاتصالات من باب اللياقات فقط. فيما لم يوفق السفير السعودي بعدد من الناشطين الذين يخرجون على الجمهور من خلال برامج مسبقة الدفع عبر مواقع ومحطات إعلامية، إذ غالباً ما يترك هؤلاء انطباعاً سلبياً لدى أنصار التيار الأزرق.
ونقل عن مرجعية دينية في بيروت أن أحد أسباب التوتر الذي تتسم به حركة السفير السعودي في الفترة الأخيرة، يعود إلى نتائج استطلاع للرأي العام في الطائفة السنية في لبنان بعد الانتخابات النيابية، أظهرت أن الرئيس سعد الحريري لا يزال يحتل المرتبة الأولى سنياً، ويتقدم كثيراً على من يأتون خلفه. كما أظهر الاستطلاع أن الشخصيات السنية القريبة من السعودية لا تتميز بفارق عن الشخصيات السنية القريبة من فريق 8 آذار. وقال مطلعون إن السفير السعودي تلقى نصيحة بأن يتولى شخصياً التواصل مع الجمعيات الأهلية في المناطق لتوزيع المساعدات وليس عبر شخصيات محلية، كما نصحه سفراء في بيروت بالانفتاح على كل النواب والقوى السنية بما فيها الشخصيات التي ترتبط بعلاقة مع حزب الله.
ad
وقد كان لافتاً غياب النائبة السابقة بهية الحريري عن مؤتمر الأونيسكو، السبت، واقتصار تمثيل العائلة على رجل الأعمال شفيق الحريري الذي لا يقوم بأي دور سياسي، وكذلك استثناء عدد من القيادات والنواب السابقين، ومنهم النائب البقاعي عاصم عراجي الذي غرد مستنكراً الإبعاد والاتكال على منتفعين.