أكدت مسؤولة في وزارة الخارجية الجزائرية، يوم الاثنين، أن الجزائر تقدمت بطلب رسمي للانضمام إلى مجموعة “بريكس”. في مواكبة عاجلة للنظام الدولي المتعدد الأقطاب.
وقالت المبعوثة الخاصة المكلفة بالشراكات الدولية الكبرى بوزارة الشؤون الخارجية ليلى زروقي، في “فوروم الإذاعة”، إن الجزائر قدمت طلبا رسميا للانضمام إلى مجموعة بريكس”.
وأضافت: “كانت لنا فرصة للمشاركة في القمة الأخيرة لمجموعة “بريكس” في الصين، التي دعي الرئيس الجزائري للمشاركة فيها”، علما أنها عقدت أواخر يونيو الماضي، عبر تقنية الفيديو كونفرانس.
وأفادت بأن هذه القمة خرجت بالانفتاح على ضم دول أخرى إلى المجموعة، مشيرة إلى أن الجزائر قدم الطلب وقد رحبت كل من روسيا والصين بالانضمام.
وكشفت زروقي أن بقية دول “بريكس” تدرس ملف الجزائر قبل البت فيه، ويتعلق الأمر بكل من جنوب إفريقيا، الهند، والبرازيل.
وفي 19 تشرين الأول/ أكتوبر 2022، أعربت السعودية عن اهتمامها بالانضمام إلى مجموعة “بريكس”، حسب ما كشف عنه رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا، الذي أجرى زيارة دولة للمملكة.
وقال رامافوزا حسب ما نقلته وسائل إعلام محلية حينها: “لقد أعرب ولي العهد السعودي عن رغبة المملكة في الانضمام إلى مجموعة بريكس”.
و… مصر والسعودية إلى بريكس أيضاً
ويعتبر نشوء مجموعة دول بريكس من ديناميات إنشاء النظام الدولي الجديد المتعدد الأقطاب بدلاً من النظام الأحادي القطب الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة. وتواكب مصر هذا النظام، وتخطط للانضمام إلى مجموعة بريكس، التي يسيطر أعضاؤها على ربع الاقتصاد العالمي.
وأعلنت رئيسة المنتدى الدولي لدول مجموعة “بريكس” بورنيما أناند، في الأسبوع الماضي، أن مجموعة من الدول منها مصر قد ينضمون قريباً إلى المجموعة، وسط اهتمام عالمي كبير بالإنضمام لهذا التحالف السياسي ـ الاقتصادي الدولي.
وأضافت أناند في حديث مع صحيفة “إزفيستيا” الروسية، أن انضمام الأعضاء الجدد سيجري بسرعة، موضحة أنه قد لا يتم في وقت واحد.
يأتي ذلك في وقت تستهدف فيه مصر زيادة الصادرات إلى 100 مليار دولار سنويا بحلول عام 2025 كجزء من خطة الحكومة لزيادة دور القطاع الخاص في الاقتصاد.
ومن المقرر أن تناقش طلبات عضوية البلدان الجديدة في قمة المجموعة العام المقبل بجنوب إفريقيا.
وكانت بورنيما أناند قد كشفت في تموز الماضي، عن مناقشات بين الصين وروسيا والهند موضوع انضمام مصر والسعودية ودول أجنبية إلى مجموعة بريكس. وقالت إن ذلك قد يحدث قريباً جداً.
وقالت أناند في حديثٍ لصحيفة “إزفيستيا”: إنّ “الصين وروسيا والهند ناقشت هذا الموضوع، خلال قمة قادة مجموعة بريكس الرابعة عشرة، التي عُقدت بشكلٍ افتراضي في الفترة من 23 إلى 24 حزيران/ يونيو.
وأضافت: “لقد أبدت كل هذه الدول اهتمامها بالانضمام وتستعد لتقديم طلب العضوية. أعتقد أن هذه خطوة جيدة، نظراً لأنه يتم دائماً النظر بشكلٍ إيجابي إلى مثل هذا التوسع، ومن الواضح أنه سيزيد من تأثير بريكس في كل العالم”.
وأعربت أناند عن أملها في أن تتم عملية انضمام هذه الدول إلى المجموعة بشكلٍ سريعٍ جداً، “لأنّ جميع ممثلي الدول النواة للتجمع يبدون اهتماماً بتوسيع المنظمة”.
وشددت على أنّ “انضمام مصر والسعودية” وغيرهما “سيجري بسرعة”، موضحةً أنّ “الانضمام قد لا يتم في وقتٍ واحد”. وفي وقت سابق، أفاد رئيس إدارة الشؤون الاقتصادية الدولية بوزارة الخارجية الصينية، لي كيكسين، بأنّ دولاً عدّة “تطرق أبواب” المنظمة.
وذكرت وكالة “تسنيم” الإيرانية، في وقتٍ سابق، أنّ إيران تقدّمت بطلبٍ للانضمام إلى مجموعة دول “بريكس”. وتأسس تحالف “بريكس” من قبل البرازيل وروسيا والهند والصين عام 2006، وانضمت جنوب إفريقيا إلى التحالف عام 2010.
ويُعد منتدى بريكس منظمة دولية مستقلة تعمل على تشجيع التعاون التجاري والسياسي والثقافي بين الدول المنضوية بعضويته.
وتمثل البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا ما يقرب من ربع الاقتصاد العالمي وساهمت بأكثر من نصف النمو العالمي في عام 2016، وتنتج تلك الدول 30% من ما يحتاجه العالم من السلع والمنتجات فيما يمثل تعداد مواطنيها 40% من تعداد العالم.
تبنت دول البريكس العديد من المبادرات لدعم التعاون فيما بينها في المجالات المختلفة، منها تأسيس بنك للتنمية برأسمال 100 مليار دولار لتمويل مشاريع التنمية في الدول الأعضاء. وتمثل مجموعة بريكس أكبر اقتصادات خارج منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
وعقدت أول قمة بين رؤساء الدول الأربع المؤسسة في ييكاتيرينبرغ بروسيا في 2009 حيث تضمنت الإعلان عن تأسيس نظام عالمي ثنائي القطبية.
مركز الحقول للدراسات والنشر
الثلاثاء، 14 ربيع الثاني، 1444 الموافق 08 تشرين الثاني، 2022