تعتزم الجزائر، وقيادتها السياسيّة التخلّص من “غنائم حرب” فرنسا، وهو توصيف استخدمه الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في سياق حديثه عن استخدام اللغة الفرنسيّة في المؤسسات والمدارس في الجزائر. واعتبرها لغة غير عصريّة لا تصلح للعلم والعلوم، وهو ما دفعه لإقرار تدريس اللغة الإنجليزيّة في الصفوف الأولى المدرسيّة.
وطرحت حكومة الجزائر ورقة نقديّة جديدة، عشيّة الاحتفال بمرور 68 عاماً على حرب التحرير. وغضب الفرنسيون من العملة الجديدة، حيث كتبت قيمتها باللغة العربية والإنجليزيّة فقط، من دون الفرنسيّة.
وأعلن بنك الجزائر المركزي على حسابه في “تويتر”، أن إصدار الورقة ذات ألفي دينار “يأتي تخليداً لانعقاد قمة الدول العربية بالجزائر، وإحياءً للذكرى الـ68 لاستقلال الجزائر عن فرنسا”.
ويبدو أن الجزائر قد تعمّدت اختيار المُناسبة الوطنيّة لاستقلال الجزائر عن فرنسا، لإصدار عملتها دون استخدام اللغة الفرنسيّة، وتلك رسالة واضحة من الحكومة الجزائريّة لفرنسا بشأن الحقبة الكولونيالية.
ساسة فرنسا، الذين لا يزالوا يعتقدون بأن بلادهم لا تزال تستعمر الجزائر، أزعجتهم الخطوة، وانتقد المرشح الرئاسي اليساري جان لوك ميلونشون، سياسة الحكومة الفرنسية تجاه الجزائر.
وقال ميلونشون في تغريدة على تويتر: “هذه ورقة نقدية جزائرية. اللغة المشتركة لم تعد قائمة، يا له من حزن! لقد فشل ماكرون وبورن، فشلا في كل شيء”.
ويرى الجزائريون أن العلاقة بفرنسا يجب أن تكون علاقة نديّة، لا علاقة تبعيّة، يلفت مُغرّد جزائري.
ومع غضب الفرنسيين من عملة الجزائر الجديدة، عبّر الجزائريّون عن سعادتهم بعملتهم الجديدة، واستحسانهم لإصدارها وبدء تداولها، دون وجود اللغة الفرنسيّة، وهي المرّة الأولى في تاريخ الجزائر الحديث التي تُصدر أوراق نقديّة بدون اللغة الفرنسيّة.
وتأتي خطوة الجزائر هذه، ضمن سلسلة من القرارات التي تنفذها الحكومة الجزائريّة منذ ثلاث سنوات للتخلّص من الهيمنة اللغويّة الفرنسيّة على العديد من المجالات في الإدارة، والتعليم، والثقافة، ما يعني إلقاء الجزائر للغة الكولونيالي في سلّة المُهملات وفق أحد المُعلّقين الجزائريين.
وتميّزت العملة الجديدة من فئة 2000 دينار جزائري تساوي 14 دولارًا بأنها ذات جودة عالية، وتحمل صورة مسجد الجزائر العظيم الذي يعد ثالث أكبر مسجد في العالم من حيث المساحة بمساحة قدرها 200 ألف متر مربع.
وعلى الجهة الثانية من الورقة النقديّة، جرى وضع صورة لنصب مقام الشهيد، الذي يعتبر رمز الجزائر العاصمة، وهو المعلم الذي تم تشييده في سنة 1982.
خالد الجيوسي، موقع “رأي اليوم”
8 تشرين الثاني/ نوفمبر، 2022