البناء
الأرجنتين تنتزع كأس العالم من فرنسا… وماكرون إلى عمان لقمة جوار العراق
الكونغرس يغطي الفراغ الرئاسي بدعوة لجنة الخارجية لحكومة دون حزب الله
الرباعي الوزاري القضائي: فشل سياسي في التوافق الدستوري… وربط نزاع
انتهى مونديال قطر 2022 بفوز صعب للمنتخب الأرجنتيني على المنتخب الفرنسي بركلات الترجيح، ومع تتويج الأرجنتين بكأس العالم عادت للسياسة في المنطقة والعالم مساحات كانت كرة القدم قد احتلتها خلال أكثر من شهر، والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي تواجد في العاصمة القطرية لمواكبة آخر مباريات منتخب بلاده وتشجيعه في المنافسة بوجه المنتخب الأرجنتيني في المباراة الفاصلة التي جمعتهما أمس، يغادر الدوحة للإقامة على متن حاملة الطائرات شارل ديغول ليصل إلى عمان الثلاثاء ويشارك في قمة دول جوار العراق التي ينتظر أن تشهد مساعي لتحريك الجمود في ملفات المنطقة، من بوابة طهران على حلحلة في العلاقات السعودية الإيرانية، تدور حولها الكثير من التكهنات من الحديث عن اجتماع يضم الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، إلى توقع إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، فيما تشير بعض التحليلات الى فرضية تنشيط التشاور في ملفات إقليمية ساخنة، خصوصاً الملفين اليمني واللبناني. وتشير مصادر فرنسية الى ان الرئيس الفرنسي سوف يفتح البحث في كيفية الخروج من المأزق الرئاسي في لبنان مع كل من الجانبين السعودي والإيراني.
الإشارات التي سبقت قمة عمان لا توحي بأن الشروط متوافرة لصناعة تسوية حول الملف الرئاسي اللبناني، وكما فعلتها واشنطن مع ماكرون عندما أطلقت عقوباتها على كل من الوزراء جبران باسيل وعلي حسن خليل ويوسف فنيانوس، وكانت رصاصة الرحمة على المسعى الفرنسي لإنضاج تسوية حكومية في لبنان كان ماكرون يتولى هندستها، يبدو البيان الصادر عن لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي حول لبنان حدثاً مشابهاً، حيث يشكل موقف الكونغرس سقفاً سياسياً لتغطية الفراغ الرئاسي عبر جعل الأولوية اللبنانية من وجهة النظر الأميركية، بالتصعيد بوجه حزب الله وليس بانتخاب رئيس للجمهورية، وهو ما قرأته مصادر سياسية بما تضمنه البيان الأميركي من دعوة لحكومة خالية من تمثيل لحزب الله.
في الشأن الحكومي، عقدت اللجنة الوزارية الرباعية المكونة من الوزراء القضاة هنري خوري وعباس الحلبي وبسام مولوي ومحمد بسام مرتضى، اجتماعاً للتداول في مهمتها ووضع إجابات افتراضية على الأسئلة التي تم طرحها في اللقاء الوزاري التشاوري الذي عقد قبل يومين. وقالت مصادر وزارية إن اللجنة وضعت ثلاثة عناوين للبحث، هي تصريف الأعمال، والمراسيم، واجتماعات الضرورة، كي تقوم بالإجابة عن كل منها بما ينسجم مع القراءة الدستورية، رغم التباينات السياسية بين المواقع التي يمثلها الوزراء، ووفقاً للمصادر الوزارية فإن نتائج الاجتماع الأول لم تكن مشجّعة، حيث سجل وزير العدل هنري خوري رفضه المطلق لفرضية اجتماع الضرورة مقدماً صيغة المراسيم الجوالة بديلا عنها.
دخل لبنان في عطلة الأعياد، فلا جلسات لانتخاب رئيس في الأيام المتبقية من العام 2022، ولا حوار سياسياً بين الكتل السياسية مع تعذّر التفاهم بين المعنيّين حول جدوى الحوار. أما تشريعياً فمشروع الكابيتال كونترول الذي يناقش في اللجان المشتركة تمّ تأجيل جلساته الى العام الجديد لانشغال النواب بالسفر إلى الخارج لتمضية الأعياد. في هذا الوقت كان يُفترض أن يتوصّل اجتماع اللجنة الوزارية الرباعية التي انبثقت عن اللقاء التشاوريّ الذي أقامه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، الى نتيجة تفضي إلى اجتماع لمجلي الوزراء، إلا أن وزراء الثقافة محمد مرتضى والتربية عباس الحلبي والداخلية بسام مولوي تفاجأوا بموقف وزير العدل هنري خوري الذي بقي طيلة الاجتماع متمسكاً بموقفه بأنه لا يجوز لمجلس الوزراء الانعقاد وأن تسيير الأعمال يجري عبر المراسيم الجوالة بتوقيع 24 وزيراً. وفيما انتهى الاجتماع من دون اتخاد أي قرار فإن لا لقاء تشاورياً جديداً بين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي والوزراء في السراي الحكومي اليوم..
الى ذلك، لم تتوقف الاتصالات السعودية – الفرنسية في شأن لبنان، وبحسب مصادر مطلعة على الأجواء الفرنسية لـ”البناء” فإن اجتماعاً عُقد في الأيام الماضية للجنة الفرنسية – السعودية تم خلاله البحث في الاستحقاق الرئاسي اللبناني وطرح مجدداً اسم قائد الجيش العماد جوزاف عون، الا ان المصادر أشارت الى ان الرياض لا تزال على موقفها بضرورة التفاهم على رئاستي الجمهورية والحكومة في حين أن الفرنسيين يتطلعون راهناً الى انتخاب رئيس. هذا وأفادت المصادر أن هذا الملف (الرئاسي) حضر أيضاً خلال لقاء الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في الدوحة في الأيام الماضية أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الذي سيزور واشنطن في اليومين المقبلين حاملاً معه إضافة الى ملفات تعني قطر، ملف لبنان. وأشارت المصادر في الوقت نفسه الى ان ماكرون سيبحث الملف اللبناني يوم الثلاثاء على هامش قمة بغداد 2 التي تعقد في الأردن.
وفيما وصل الى لبنان مساء أمس الفريق الايرلندي المولج التحقيق بحادث العاقبية التي ذهب ضحيتها جندي ايرلندي بعدما أعلنت ايرلندا عدم ثقتها بالتحقيق الذي يجري لبنان، نقلت أمس جثة الجندي الايرلندي الى بلاده عبر مطار بيروت الدولي.
ودعا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي لأن «تضعَ الدولةُ يدَها على كلِّ سلاحٍ مُتفلِّتٍ وغيرِ شرعيٍّ وتطبّق القرارِ 1701 نصًا وروحًا لأن تطبيقَه حتى الآن هو انتقائيّ واعتباطيّ ومُقيّد بقرارِ قوى الأمر الواقع، فيما الدولةُ تَعَضُّ على جُرحها وعلى تقييد قدراتها لصالح غيرها.»
واعتبر الراعي أنّ كلّ ما يجري على الصعيدِ الرئاسي والحكومي والنيابي والعسكري في الجنوب وعلى الحدود، وتآكلِ الدولةِ يؤكّد ضرورةَ تجديدِ الدعوة إلى الحيادِ الإيجابيّ الناشطِ، وإلى عقدِ مؤتمرٍ دُوَليٍّ خاصٍّ بلبنان، يعالج القضايا التي تعيد إليه ميزته وهويّته.
وأكد عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق أن العلاقة “بين حزب الله وقوات الطوارئ الدولية علاقة تعاون وتنسيق. وهذه العلاقة مستقرة ومستمرة، لأن حزب الله يحترم القرار 1701”.
وأشار إلى أن “جماعة منطق التحدي والمواجهة، أدخلوا البلد في نفق مظلم، ولا سبيل للخروج منه إلا بالتوافق، وأما الذين ينتظرون وساطات الخارج، فهم ينتظرون الحل الأبعد، لا سيما أن هذه الوساطات خجولة ولا تزال قاصرة عن إنتاج حلّ لأزمة انتخاب رئيس للجمهورية”.
على خط آخر، استقبل الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله سفير الجمهورية العربية السورية في بيروت علي عبد الكريم علي في لقاء وداعي. وشكر السيد نصر الله للسفير جهوده “الكريمة خلال إقامته المديدة في لبنان خصوصاً لجهة المساهمة في تحسين وترتيب العلاقات بين البلدين، رغم الضغوط الخارجية والداخلية”.
وأشاد بـ”حضوره الدائم والفاعل الى جانب كل المقاومين والوطنيين اللبنانيين في هذه السنوات الصعبة والظروف المعقدة التي عاشها اللبنانيون. وكذلك برعايته الجادة لكل السوريين في لبنان”، سائلاً المولى أن “يوفق البلدين والشعبين اللبناني والسوري للوصول الى أفضل العلاقات الأخوية والمميزة على كل صعيد”.
الى ذلك جرت أمس، الانتخابات المحلية لمفتي المناطق وفاز كل من الشيخ محمد طارق إمام مفتي طرابلس بنسبة 66،40 بالمئة، الشيخ زيد محمد بكار زكريا مفتي عكار بنسبة 45،56 بالمئة، الشيخ علي الغزاوي مفتي زحلة بنسبة 56،60 بالمئة، الشيخ وفيق حجازي مفتي راشيا بنسبة 85،70 بالمئة، الشيخ أيمن الرفاعي مفتي بعلبك الهرمل بنسبة 65 بالمئة، الشيخ حسن دلي مفتي حاصبيا مرجعيون بنسبة 80،95 بالمئة. واعتبر مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريانان «ما حصل من انتخابات للمفتين رسالة واضحة لكل القوى السياسية في لبنان أن تسارع الى انتخاب رئيس للجمهورية يجمع بين اللبنانيين ويلتزم الدستور والميثاق الوطني، خصوصاً وثيقة الوفاق الوطني المعروفة باتفاق الطائف التي أخرجت لبنان من نفق النزاعات الى رحاب الوطن».
بعد انقطاع في الانترنت وأعطال في شحن الخطوط نتيجة الاضراب، يستأنف موظفو ألفا وتاتش أعمالهم من جديد اليوم. وأوضحت نقابة موظفي ومتعهدي شركتي ألفا وتاتش أنها حصلت من مجالس إدارتي الشركتين على عدة تعهدات موضوعها ضمان الحقوق، وتنفيذ الالتزامات والتعهدات لناحية تطبيق عقد العمل الجماعي، خصوصاً لناحية الزيادات المستحقة والترقيات ابتداء من بداية كانون الثاني 2023”.
الأخبار
«غزوة» مفتي المناطق: دريان يُعوّم نفسه سعودياً… والحريري «كش ملك»
لم تكن انتخابات مفتي المناطق أمس معركةً بعناوين دينيّة، بل خاضها المرشحون بـ«زنود السياسيين». علماً أن الدعوة إلى الانتخابات أصلاً هي بأهدافٍ سياسية. كان مفتي الجمهوريّة الشيخ عبد اللطيف دريان يُريد تقليص نفوذ الرئيس سعد الحريري في المؤسسة، وفعلها. وبذلك، قدّم خدمة للسعوديّة مقابل أن يحظى بدعمها المالي والمعنوي (تقرير لينا فخر الدين).
ما كان يريده مفتي الجمهوريّة الشيخ عبد اللطيف دريان حصل عليه في أقل من 3 ساعات. «عوّم» نفسه كـ«رجل المهمّات الصعبة» القادر على جمع قيادات الطائفة السنيّة ونوابها ولو حول صندوق اقتراع. رسائل الانتقاد لدريان على وسائل التواصل الاجتماعي والمجموعات الخاصة بالمشايخ على «واتس اب»، تحوّلت إلى رسائل إطراء له بعدما نجح في تنظيم «مهرجان ديموقراطي» لم يجرؤ أي مفتٍ سابق على إجرائه خلال 50 عاماً. بالتالي، صار «حلالاً» عليه الاستفادة من هذه اللحظة «التاريخيّة»، وتقديم أوراق الاعتماد إلى السفارة السعوديّة بهدف الحصول على الثقة المفقودة.
ورغم أنّ المملكة، بحسب المعلومات، لم تكن متحمّسة للدعوة، وإن لم تعلن رفضها لها على عكس الرئيس فؤاد السنيورة الذي جاهر بوقوفه في وجه المفتي ونجح في إقناعه في عدم فتح معركة في صيدا، إلا أنّ دريان كان يريد «جرّها» إلى دعمٍ واضح للحصول على «غطائها الشرعي». وهو مقتنع في قرارة نفسه بأن ما أقدم عليه أمس «تشتهيه» المملكة، فقدّم دار الفتوى لها على «طبقٍ من فضّة». إذ لم يسبق، منذ عام 2005، أن نجح أحد في توجيه «صفعات» إلى الرئيس سعد الحريري كما فعل دريان. فأخرج الأخير رجالات الأول من الدار من دون «ضربة كف» وقلّل بذلك نفوذه في المؤسسة الدينيّة والمناطق. ونصّب السعودية فائزاً أول في انتخابات المفتين كونها «تمون» على كلّ مفتي المناطق الذين يدورون جميعاً في فلكها وغير بعيد عن سفارتها، وإن قالوا عكس ذلك في مجالسهم المغلقة.
أعطى دريان هدية مجانيّة إلى المملكة التي تعيش «عصر انفتاحها» على الشخصيات السنيّة المقربّة منها أو تلك التي كانت تكنّ لها الخصومة، خصوصاً أن سفيرها وليد البخاري يُردّد أنّه يُريد العمل في الأشهر المقبلة داخل المناطق السنيّة. وعليه، صار للبخاري «موطئ قدم» بمعيّة دريان. هذا كلّه يؤشر إلى أنّ الحريري خسر معركته، فيما المعلومات تؤكّد أنّه لم يتدخّل لا من قريب ولا من بعيد في الاستحقاق رغم دخول كوادره والمقربين منه في زواريبه.
طرابلس: صفعة ريفي
أمس، ظهر تيار المستقبل وكأنّه الحلقة الأضعف. كيانٌ خائر القوى غير قادر على إيصال أي مفتٍ واحد إلى أي من معاقله. حتّى أن مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمّد إمام الذي نال دعماً واضحاً من الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري، وصل إلى المنصب بمساعدة خصوم المستقبل التاريخيين، ولم يتمكّن من مدّه بالأصوات سوى في المنية. بالتالي، لم يعد دعم المستقبل لأي من المرشحين هو الكلمة الفصل والميزان المرجّح.
وبغض النظر عن موقف المستقبل من إمام، فإنّ الخسارة الكُبرى في طرابلس كانت من حصة النائب أشرف ريفي الذي كان أوّل الداعمين العلنيين لبارودي، ثم الرئيس نجيب ميقاتي الذي حاول كعادته اللعب على الحبال بين إمام والشيخ بلال بارودي. ويقول البعض إنّ ميقاتي وزّع أصواته بالتساوي بينهما حتى يُطبق مقولته إنّ «إمام عيْن وبارودي عيْن»، فيما البعض الآخر يجزم بأنه كان يدرك فوز إمام الحتمي فسلّف من تحت الطاولة بارودي، وجيّر له أصواتاً لينال 28 صوتاً مقابل 82 لإمام.
وإذا كان يُعرف عن إمام أنّه «رجلُ دينٍ وخلق، وكفّه نظيف» ما جهّز له أرضية كافية في الهيئة الناخبة، إلا أنّ دعم النائب جهاد الصمد له ساعده أيضاً إذ إنّه كان من الأوائل الذين أعلنوا تأييداً واضحاً لاسمه، بالإضافة إلى دعمٍ من الناشط السياسي خلدون الشريف الذي حاول أن «يهوّن» عليه معركته في الكثير من المفاصل. أمّا النائب فيصل كرامي فـ«لحّق حاله» في الدقائق الأخيرة، وذلك بعدما انسحب المرشّح المقرب منه سمير كمال الدين قبل ساعاتٍ قليلة من فتح صناديق الاقتراع (ليل السبت)، ما جعله يُسارع إلى الانضمام إلى داعمي إمام.
المستقبل يفوز في شبعا… ولكن
وباستثناء منطقة حاصبيا – مرجعيون، لم يُحقّق المستقبل أي انتصار يُذكر في الانتخابات. فيما كانت المعركة محسومة وأقرب إلى التزكية لصالح المفتي حسن دلّي الذي كان الأقوى في الهيئة النّاخبة (17 صوتاً من أصل 21) بسبب علاقاته القوية لكونه كان مفتياً بالتعيين على مدى سنوات إضافة إلى نيْله مباركة تيار المستقبل وبقية القوى السياسيّة التي لا يُعد دلي بعيداً منها، ما جعل المرشحين الباقين غير قادرين على منافسته. وهذا أيضاً ما دفع المرشح السابق على لائحة الحريري، عماد الخطيب، إلى التراجع عن خوضه المعركة في وجه دلي بعدما كان غير مقتنع به.
في حين كان الضياع يُسيطر على «المستقبليين» في عكّار، بعد اجتهاد من النائب وليد البعريني في دعم الشيخ أسامة الرفاعي في وجه الشيخ زيد بكّار زكريّا، ما «نخر» في عظام «المستقبليين» الذين لم يثبتوا على رأيٍ موحّد بل كانوا متشرذمين وخاضوا المعركة في وجه بعضهم البعض. بالتالي، توزّعت أصواتهم على المرشحين من دون أن يكون هناك «ضوء أخضر» سياسي واضحاً لصالح أحدهم. وهذا ما ظهر بشكلٍ واضح في عدد الأصوات المتقارب التي نالها المرشحَين مقارنةً مع بقية المناطق، إذ نال بكار 96 صوتاً مقابل 66 صوتاً للرفاعي.
البقاع: الخسارة الأكبر!
أما في قضاء زحلة – البقاع، فكانت الضربة الأقوى التي تلقّاها «الحريريون» على الإطلاق بعدما خسر مرشّحهم الشيخ طالب جمعة الذي كان قد حصل على وعدٍ من الرئيس سعد الحريري، قبل أكثر من عامٍ ونصف عام، بأن يخلف والد زوجته الراحل مفتي زحلة والبقاع خليل الميْس في الإفتاء، وذلك قبل أن يخرج رئيس المستقبل من الحياة السياسيّة.
انطلاقاً من هذا الوعد، حاول بعض كوادر تيار المستقبل وعلى رأسهم الوزير السابق محمّد رحّال «كسر شوكة» الشيخ علي الغزاوي المدعوم من الوزير السابق عبد الرحيم مراد. وأطلقوا له ماكينة انتخابية كانت بصمات منسّق عام تيار المستقبل في البقاع الأوسط سعيد ياسين واضحةً عليها، وتمكّنت من استقطاب النائب بلال حشيمي.
وأوحى هؤلاء أن عملهم جاء نتيجة غطاء حصلوا عليه من الحريري نفسه. ورغم أنّ هذا الأمر غير صحيح خصوصاً أنّ الحريري لم يتدخّل، إلا أنّ ما عزّز قولهم الجولة التي قام بها الأمين العام للمستقبل منذ أسابيع إلى البقاع والتي سوّق البعض أنّ هدفها هو تقديم الدّعم لجمعة.
وتقول الرواية التي انتشرت في البقاع إن رحّال ورفاقه استحصلوا على دعمٍ مالي من الوزير السابق محمّد شقير الذي زار المنطقة أخيراً والتقى ببعض المرشحين في دار الفتوى في البقاع، فنال هو أيضاً حصّته من الخسارة في أوّل دخول سياسي له على المناطق. إذ لم يتمكّن من إقناع بعض «المستقبليين» في الهيئة الناخبة ورؤساء البلديّات المحسوبين على التيّار في دعم ترشيح جمعة الذي فشل في نيْل نصف أصوات الناخبين، ونال 15 صوتاً فقط من أصل 53.
فيما كانت النتيجة مُخيّبة للقاضي عبد الرحمن شرقيّة بحصوله على 4 أصوات فقط؛ الشيخ الذي كان لا يفوّت مناسبة أو منبراً يعتليه ليُجاهر بـ«حريريته»، بدّدت كوادر المستقبل فرصته في الحصول على دعمها بل نفضت يدها منه، خصوصاً أن اتصالاتهم به كانت محصورة بمحاولة إقناعه
بالانسحاب لمصلحة جمعة!
أما الغزاوي الذي نال 30 صوتاً فهو ليس بعيداً من السفارة السعودية ويتردّد أنّه في آخر زيارة للبخاري إلى البقاع توجّه إليه بالقول: «نبارك لك من اليوم أو ننتظر حتى يوم الأحد»، ما أوحى بدعمٍ واضح لاسمه. ومع ذلك، فإنّ فوزه يُعد «ربحاً صافياً» لآل مراد المعروف بأنه قريب منهم منذ سنوات، ولو أنّ كثيرين يقولون عنه إنه مُحايد.
حزب الله لم يتدخل في بعلبك
في المقابل، لم يكن المستقبل لاعباً أساسياً في معركة بعلبك – الهرمل، رغم تدخّلات الكثير من المحسوبين عليه في تقديم الدعم للشيخ أيمن الرفاعي المعروف ببكر الرفاعي، الذي يحظى بحيثيّة كبيرة في الهيئة الناخبة، وهو ما ظهر في عدد الأصوات التي حصل عليها: 13 صوتاً مقابل 7 أصوات للشيخ سامي الرفاعي.
ولعبت العائليّة دوراً في المعركة وتحديداً من جانب آل صلح. إلا أن الرواية التي انتشرت هي أن حزب الله دعم الشيخ سامي في وجه الشيخ بكر رغم العلاقة الممتازة التي تربطه بالأخير. هذا الأمر تم تسويقه بعدما لمس متابعون أن نائبي كتلة الوفاء للمقاومة ينال الصلح وملحم الحجيري وجمعية المشاريع الخيريّة صبّوا أصواتهم لمصلحة الشيخ سامي من دون سابق إنذار، فيما رجّح آخرون أنّ الحجيري صوّت لمصلحة الشيخ بكر.
النائب ينال الصلح أكّد لـ«الأخبار» أن «لا تدخلات سياسية جرت في انتخابات مفتي بعلبك – الهرمل أقلّه من جانب حزب الله، خصوصاً أنه شأن يخص الطائفة السنيّة. وهذا قرار صادر من أعلى المستويات في الحزب الذي أكّد أنه على مسافة واحدة من الجميع وسيتعامل مع المفتي المُنتخب أيّاً تكن هويته»، موضحاً أنّه لو كان الأمر عكس ذلك لكانت اختلفت النتيجة بوضوح في الأرقام. ويضيف: «نحن كنواب سنة في كتلة الوفاء للمقاومة نتعاطى مع أي استحقاق سني من دون خلفية أو توجيه من حزب الله، وهذا الأمر متفق عليه قبل الانتخابات وبعدها»، لافتاً إلى أن «الهيئة الناخبة المكوّنة من عائلات وشخصيات دينية وسياسية هي ابنة بيئتها، صوّتت بتوجهات شخصية بعيداً من السياسة، وأنا منهم».
أما في راشيا، فكانت الانتخابات أشبه بتزكية بعدما توافقت جميع القوى في المنطقة على انتخاب الشيخ وفيق حجازي الذي حصل على 18 صوتاً مقابل 3 أصوات للشيخ جمال حمود الذي عملت بعض الشخصيات على محاولة إقناعه بالانسحاب لحجازي من دون أن تُفلح في ذلك.
من ملف : «غزوة» مفتي المناطق: دريان يُعوّم نفسه سعودياً… والحريري «كش ملك»
اللواء
طبخة الرئاسة من عمَّان إلى واشنطن.. وانتخابات المُفتين تُنهي التمديد والتعيين
وزراء «العوني» يتراجعون عن مبدأ «جلسات الحكومة» ووفد إيرلندي للتحقيق في مقتل الجندي
عاشت بيروت وباقي المحافظات والاقضية ساعات من حبس الانفاس قبل اعلان فوز المنتخب الارجنتيني ببطولة كأس العالم في كرة القدم، وكأن المباراة تجري على الأراضي اللبنانية، بصرف النظر عن الانقسام بين مؤيدين للمنتخب الارجنتيني ومؤيدين للمنتخب الفرنسي، الذي شارك رئيسه ايمانويل ماكرون في تشجيع فريقه، قبل الانتقال الى عاصمة عربية اخرى، هي عمان حيث تعقد غدا قمة دول جوار العراق العربية – الاقليمية ويشارك فيها ماكرون، وسط معلومات عن عرض الوضع في لبنان على طاولة البحث، من زاوية عودة الانتظام العام للبلد، الذي بلغ الانهيار فيه حداً غير مسبوق، والمفتوح على مزيد من التآكل مع دخول الخلو في الرئاسة الاولى السنة الجديدة، بعد ايام قليلة، وما يظهر في الافق من انسداد مع ارتفاع مثير للمخاوف لسعر صرف الدولار في السوق السوداء، الذي يسابق الوقت للقفز الى سعر الخمسين ألفاً، وربما اكثر، مع تفلت في المشكلات التي تفاقم الشرخ بين اللبنانيين من رميش الى حادث العاقبية الذي ادى الى مقتل جندي ايرلندي من قوات حفظ السلام في الجنوب (اليونيفل) وصولاً الى عدم الاتفاق بين مكونات حكومة تصريف الاعمال على مفهوم مشترك لكلمة «الضرورة» التي تفرض اباحة ما يسمى بالمحظورات في ما يعتبره التكتل الوطني الحر من تجاوز للميثاقية او العيش المشترك.
وكشفت مصادر ديبلوماسية بارزة النقاب عن اتصالات تسبق مؤتمر بغداد 2 الذي سيعقد في مدينة العقبة الاردنية بدعوة من الملك عبدالله الثاني،يومي21 و22 الجاري، بمشاركة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، لتضمين البيان الختامي فقرة عن لبنان، وصفتها بالمهمة، وتعبّر عن خلاصة المشاروات التي جرت في الدوحة بين الرئيس الفرنسي والمسؤولين القطريين، ومع الدول المؤثرة بالوضع اللبناني، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية وايران، وعدد من السياسيين اللبنانيين الذين زاروا الدوحة مؤخرا.
وعلى الرغم من عدم دعوة لبنان للمشاركة بالمؤتمر، لأسباب غير معروفة، توقعت المصادر ان يتضمن البيان الختامي الصادر عنه، تأكيداً بتأييد حل المشكلة السياسية، انطلاقا من الإلتزام بتنفيذ اتفاق الطائف والدعوة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية وتاليف حكومة جديدة، تستطيع أن تواكب وتلبي حاجات الشعب اللبناني وتطلعاته لحل الازمة الضاغطة، وتقوم باجراء الاصلاحات المطلوبة في مؤسسات الدولة والوزارات، وتعمل بكل جهد لوضع الاسس اللازمة لاعادة النهوض بالدولة، مع تجديد التزام المجتمعين بقيام المجتمع الدولي لمساعدة لبنان، وتقديم ما يلزم من مساعدات لانعاش الوضع المالي والاقتصادي المتردي.
واشارت المصادر إلى ان الاتصالات التي سبقت المؤتمر، ركزت على امكانية مشاركة إيران والمملكة العربية السعودية بوفدين بارزين، لكي يتسنى للرئيس الفرنسي مقاربة مشكلة لبنان، بواقعية مع كل منهما والتفاهم على كيفية المساعدة، الا ان منظمي المؤتمر تبلغوا بان وزير الخارجية الإيراني هو الذي سيمثل بلاده، وقد يكون التمثيل السعودي على المستوى نفسه، ما يعني الاكتفاء بالتشاور بشكل عام وتأمين البيان الختامي توجهات المؤتمرين بخصوص الازمة اللبنانية.
وعلى صعيد التحركات العربية والاقليمية، كشف النقاب عن دور قطري اكثر دينامية في الايام القليلة المقبلة، إذ ترددت معلومات عن ان امير قطر تميم بن حمد آل ثاني سيزور واشنطن حاملاً معه من ضمن الملفات الملف اللبناني، لجهة ملء الفراغ في الرئاسة الأولى.
وافادت مصادر سياسية مطلعة لـ»اللواء» ان الحراك الخارجي بشأن الاستحقاق الرئاسي لا يزال غير مضمون النتائج ومن المستبعد ان يصل الى نتيجة سريعة، ولا سيما ان هناك مراحل لا بد من قطعها، واوضحت المصادر ان ما يحكى عن بروز اسماء جديدة على لائحة المرشحين للرئاسة ليس صحيحا اقله في هذه الفترة.
وتشير الى ان التيار الوطني الحر لم ولن يحسم اسم مرشحه، ولن يسمي ايضاً الوزير السابق زياد بارود، معربة عن اعتقادها ان هناك اسماء تطرح واخرى تنسحب من التداول قبل ان تتم الطبخة الرئاسية.
انتخابات المفتين
وسط هذا الترقب، حدث تطور ديمقراطي على صعيد انتخابات المفتين في 7 مناطق لبنانية يوم امس فوسط اجواء ديمقراطية واجراءات امنية مشددة، انطلقت عند الساعة التاسعة من صباح امس الاحد، العملية الانتخابية لاختيار ستة مفتين في اقضية طرابلس، وعكار، وزحلة، وراشيا وبعلبك الهرمل، وحاصبيا مرجعيون، وذلك بناء على قرار مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، الاول من نوعه منذ اكثر من اربعين سنة في تاريخ الافتاء، وطوى بذلك مرحلة من التعيينات والتمديد، لتأتي بنخبة من المفتين المنتخبين المتناغمين الذين يمكن ان يشكلوا فريق عمل متكاملاً مع مفتي الجمهورية للنهوض بالمؤسسة الدينية في لبنان.
وفي ختام اليوم الانتخابي، فاز بنتيجة الاقتراع كل من: الشيخ زيد بكار زكريا مفتياً لعكار، والشيخ محمد امام مفتيا لطرابلس، والشيخ ايمن محمد علي الرفاعي (بكر) مفتيا لبعلبك الهرمل، والشيخ علي الغزاوي مفتيا لزحلة والبقاع الغربي، والشيخ وفيق حجازي مفتياً لراشيا، والشيخ حسن دلي مفتياً لحاصبيا ومرجعيون.
ويتوقع ان تجري الانتخابات في صور، صيدا وجبل لبنان مطلع العام المقبل وربما في شهر شباط بعد إنجاز التحضيرات اللازمة. وفي ما خصّ جبل لبنان، فإنَّ الإستثناء جاء باعتبار أنّ المفتي محمد علي الجوزو مستمرّ بمنصبه حتى الوفاة وهو أمرٌ سائد حالياً، علماً أن هناك مرشحين بارزين لخلافته هما: الشيخ محمد هاني الجوزو والشيخ رئيف عبدالله.
وأعلن المكتب الإعلامي في دار الفتوى بالجمهورية اللبنانية أن عملية الاقتراع بدأت في الدوائر الوقفية بعد التثبت من اكتمال النصاب القانوني للحضور من قبل عضو المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى لمنطقة الانتخاب مندوبا عن مفتي الجمهورية، ثم توالت عملية الانتخاب. وبعد إقفال صناديق الاقتراع، بدأت عمليات الفرز في مراكز الاقتراع كافة، وتم إعلان الفائزين.
وصادق مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان على نتائج انتخابات المفتي المحلي للمناطق التي جرت فيها الانتخابات: وفاز كل من الشيخ محمد طارق إمام مفتي طرابلس بنسبة 66،40 بالمئة، الشيخ زيد محمد بكار زكريا مفتي عكار بنسبة 45،56 بالمئة، الشيخ علي الغزاوي مفتي زحلة بنسبة 56،60 بالمئة، الشيخ وفيق حجازي مفتي راشيا بنسبة 85،70 بالمئة، الشيخ بكر (ايمن) الرفاعي مفتي بعلبك الهرمل بنسبة 65 بالمئة، الشيخ حسن دلي مفتي حاصبيا مرجعيون بنسبة 80،95 بالمئة.
وقال دريان: ندعو إخواننا وأبناءنا لمناسبة الأعياد الوطنية والدينية التي تطل على لبنان الى التمسك بالوحدة الوطنية والتعالي عن المصالح الذاتية والدخول في رحاب الوطن وتنمية ثقافة المواطنة ليعود لبنان الى جميع أبنائه سيدا حرا عربيا مستقلا واحة حوار وتنوع وثقافة وطنية هادفة لبناء دولة المؤسسات والقانون.
وأدلى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بصوته في انتخابات مفتي طرابلس والشمال. وبعدما أدلى بصوته، قال ميقاتي: اليوم مناسبة لتجديد ثقتنا بالقيمين على هذه الدار، وقد مارست حقي بالتصويت واتمنى كل الخير للمرشحين، وبإذن الله ستبقى هذه الدار هي الدار الجامعة، ونحن نلتقي من اجل جمع الكلمة، والتنافس هو من أجل الخير حتماً.
وردا على سؤال، أكّد ألا تدخلات سياسية ولا اصطفافات في هذه الانتخابات بأي شكل من الاشكال، وجميع المرشحين لهم منا كل المحبة والاحترام.
الراعي يجدد دعوته للحياد
وجدد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الدعوة الى الحياد لايجاد وعقد مؤتمر دولي خاص بلبنان.
وقال في عظكة الاحد ان «كلّ ما يجري على الصعيدِ الرئاسيِّ والحكوميِّ والنيابيِّ والعسكريِّ في الجنوب وعلى الحدود، وتآكلِ الدولةِ رأساً وجسماً، يؤكّد ضرورةَ تجديدِ دعوتنا إلى الحيادِ الإيجابيّ الناشطِ، وإلى عقدِ مؤتمرٍ دُوَليٍّ خاصٍّ بلبنان، يعالج القضايا التي تعيد إليه ميزته وهويّته فلا يَفقِدَ ما بنيناه في مئة سنة من نظامٍ وخصوصيّةٍ وتعدّديةٍ وحضارةٍ وثقافةٍ ديمقراطيّةٍ وشراكةٍ وطنيّة، جعلت منه «صاحب رسالة ونموذج في الشرق كما في الغرب».
وجدد دعوته الى النواب للكف ومن وراءهم عن هذه السلسلة من الإجتماعات الهزليّة في المجلس النيابيّ، والمحقّرة في آن لكرامة رئاسة الجمهوريّة من جهة، وللإستفادة من شغورها من أجل مآرب سياسيّة ومذهبيّة من جهة أخرى، فضلًا عن السعي إلى تفكيك أوصال الدولة والمؤسّسات. عودوا إلى نفوسكم واعلموا أنّ جماعة سياسيّةً، حاكمةً بالأصالةِ أو بالوكالة، ومعارضةً بالأصالةِ أو بالوكالة، لا بَّد من أن تَسقطَ مهما طالت السنواتُ ما دامت تُهمِلُ إرادةَ الشعبِ وتَعتبره كميّةً لا قيمة لها وحرفًا ساقطًا. لقد أرسَلَكم الشعبُ إلى البرلمانِ لتَنتخِبوا رئيساً لا لتُحْدِثوا شغوراً رئاسيّاً. واللهُ أعْطاكم مناسبة تَجَلٍ لتَنتخِبوا رئيساً في الـمُهلةِ الدُستوريّةِ، فحَوَّلتُموها زمن تَخَلٍ لا نَعرف متى يَنتهي، ووسيلة إهمال جديد لرغبة الشعب الذي يريد رئيساً يَحمي ظهرَ لبنان وصدَره لا ظهر هذا أو ذاك».
الخلاف الوزاري على حاله
وكانت البلاد انشغلت خلال اليومين الماضيين بعدة تطورات بينها عدم توصل لجنة الوزراء القضاة الرباعية الى تفاهم حول آلية عمل مجلس الوزراء وتوقيع المراسيم، نتيجة موقف وزير العدل هنري خوري السلبي من الموضوع. وانتخابات مفتي بعض المناطق، وتطورات قضية حادثة العاقبية التي توفي فيها جندي ايرلندي واصيب ثلاثة اخرون مع اثنين لبنانيين بجروح. فيما مضى الدولار في مسيرته العالية وارتفع سعرة مائة ليرة عصر امس حيث تراوح سعر صرف الدولار في السوق الموازية ما بين 44100 و 44200 ليرة للدولار الواحد. بينما افتتح سعر صرف الدولار صباح أمس في السوق الموازية ما بين 44000 و 44100 ليرة للدولار الواحد.
خوري يتراجع
افادت المعلومات بأنّ اللجنة الوزارية الرباعية المنبثقة عن اللقاء الوزاري الذي عقد يوم الجمعة في السراي الحكومي، عقدت اجتماعها الأول في وزارة التربية يوم السبت، وإن «اللجنة تفاجأت بموقف وزير العدل هنري خوري خلافاً لأجواء الجمعة. وأن خوري أصرّ على أنه لا يمكن لمجلس الوزراء الانعقاد وأن تسيير الأعمال يجري عبر المراسيم الجوالة بتوقيع ٢٤ وزيراً. مشيرة الى ان الاجتماع كان سلبيا ولم يتم خلاله اتخاذ اي قرار. ولم تتمكن اللجنة التي التأمت على مدى ساعتين في السراي، من اتخاذ اي قرار وهي ستنقل حصيلة مداولاتها الى ميقاتي في الساعات المقبلة.
وكشفت المعلومات من مصادر لجنة الوزراء عن سجال في بداية الاجتماع بين الوزيرخوري وبين الوزراء عباس الحلبي ووسام مرتضى وبسام مولوي، حيث ان الوزير خوري لم يرفض بالمطلق انعقاد جلسات لمجلس الوزراء لكنه اعتبر «ان عقد جلسة هو الاستثناء وعدم انعقادها هو المبدأ، فدور حكومة تصريف الاعمال هوتيسير الاعمال العادية اليومية اما توسيع الصلاحيات وانعقادها لأمور غير ملحة سيؤدي الى قيامها بأعمال غير مسؤولة وهي غير مسؤولة، وغيرخاضعة لمراقبة مجلس النواب، وبالتالي لا يجوز انعقادها الا في الحالات الطارئة التي لا يمكن حلها الا بانعقاد مجلس الوزراء، واذا جرى الطعن بالمراسيم الصادرة عنها فتكون الرقابة من صلاحية مجلس شورى الدولة، الذي يدرس مدى استثنائية انعقاد الجلسة وما اذا راعى الظرف متطلبات الضرورة».
فرد الوزيرمرتضى لماذا نكمل النقاش اذا اصبح البحث غير مجدٍ طالما رفضتم من الاساس عقد جلسات لمجلس الوزراء. واكد الوزراء الثلاثة الحلبي ومرتضى ومولوي «ان حكومة تصريف الاعمال مُلزمة بموجب الدستور بتصريف الاعمال وليست مخيرة، انطلاقا من مبدأ استمرارية المرفق العام، وعند الشغور الرئاسي تنتقل الصلاحيات الى مجلس الوزراء ولم يقل الدستور تنتقل الى الوزراء، فيمارس مجلس الوزراء كل صلاحياته ويأخذ قراراته بالاكثرية اما اذا نقلنا الصلاحية الى كل وزير فيستطيع الوزير تعطيل الجلسة والمراسيم ويصبح الوزير الواحد اقوى من كل الوزراء».
كما ان آلية اصدار المراسيم كانت مدار انقسام حيث تمسك خوري بتوقيع 24 وزيراً انطلاقا من مبدأ دستوري مفاده انه لا يمكن لجزء من الوزراء ان يمثل رئيس الجمهورية كون الدستور اناط الصلاحيات بمجلس الوزراء مجتمعاً. فكان رأي الوزيرمرتضى «ان تمثيل رئيس الجمورية بأربع وعشرين وزيراً يعطي لكل وزير قوة توقيع رئيس الجمهورية وقوة تعطيل الجلسة، والمراسيم توقع من قبل الوزراء الحاضرين». فلم يقتنع وزير العدل..
وبقي كل فريق متمسك برأيه لذلك فشلت اللجنة في التوصل الى اي تفاهم.
توصية أميركيةبفر ض عقوبات
على صعيد آخر،بعثت لجنةُ العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي برسالة إلى وزيرِ الخارجية أنطوني بلينكين ووزيرة الخزانة جانيت يلين ،تدعو إلى «مساءلة أولئك الذين يقوضون المؤسسات وسيادة القانون في لبنان، بما في ذلك فرضُ العقوبات عليهم».
وبحسب تقرير نشرته قناة «العربية»، فقد حثت اللجنةُ إدارةَ بايدن على «إبداءِ الدعم القوي لسيادةِ لبنان وللمؤسسات وسيادة القانون بالتعاون مع الحلفاء الأوروبيين».
واتهم رئيسُ اللجنةِ والعضو بها «حزبَ الله وآخرين على الساحة السياسية اللبنانية بالفشل في إعطاء الأولوية لاحتياجات الشعب اللبناني بدلاً من مصالحهم الضيقة».
مع هذا، فقد أكّدت اللجنة حاجة لبنان إلى حكومةٍ منتخبة قوية لا تخضع للتأثير الأجنبي وتعطي الأولوية لاحتياجات شعبها.
وحثت لجنةُ العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي الإدارةَ الأميركية «على استخدام كل الوسائل بما فيها التهديد بالعقوبات لدفعِ المشرعين اللبنانيين لانتخاب رئيس جديد وتشكيل حكومة بأسرع ما يمكن».
وفي سياق سياسي آخر،اعرب السفیر الإیرانی لدى لبنان مجتبى أماني خلال لقائه فی مقر السفارة في بیروت، مجموعة من الإعلامیین اللبنانیین، عن «حرص الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة على احترام إرادة الشعب اللبناني الشقییة».
وعن مصیر المفاوضات النوویی الإیراني «إستعداد الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة الدائم للوصول إلى اتفاق جید، مستدام وقوي»، مشدداً في الوقت نفسه على أن بلاده «لن تتراجع عن خطوطها الحمراء، المتمثلة بضمان مصالح الشعب الایراني».
تحقيق إيرلندي ووداع للجندي
من المفترض أن يكون قد وصل إلى لبنان فريق إيرلندي متخصص من 8 أشخاص، من بينهم 3 محققين من الشرطة العسكرية، لفحص ملابسات الحادثة التي وقعت مع دورية الـ»يونيفل» في بلدة العاقبية، وتقديم الدعم للضحايا، وفق ما قال متحدث باسم وزارة الدفاع الإيرلندية.
وقال سايمون كوفيني وزير الخارجية والدفاع الإيرلندي، إنه «لا يتقبل تأكيدات جماعة حزب الله بأنها ليست ضالعة في الأمر. لا نتقبل أياً من تلك التأكيدات لحين الانتهاء من إجراء تحقيق شامل للوقوف على الحقيقة الكاملة.
واقامت قيادة الـ«يونيفيل» في مطار رفيق الحريري الدولي، مراسم وداع جثمان العنصر الإيرلندي شون روني، الذي قُتل قبل أيام في إشكال العاقبية، حيث من المفترض أن يُنقل جثمانه إلى إيرلندا لدفنه.
ووصل القائد العام للـ»يونيفيل» الجنرال ارولدو لاثاردو، الى القاعدة الجوية في المطار، للمشاركة في جنازة الجندي الايرلندي وسط مراسم خاصة يجري تحضير لها في القاعدة الجوية في المطار، بالتنسيق بين قيادة الجيش وقوات «يونيفيل».
وتم تسليم جثمان الجندي الإيرلندي في مستشفى حمود في صيدا، بحضور عناصر من قوات «يونيفيل» ومن مديرية مخابرات الجيش، مع انتشار كثيف للجيش.
وكانت عمليّة نقل جثمان الجندي الإيرلندي من مستشفى حمود في صيدا والتي كانت مقرّرة عند الساعة 12 ظهراً تأخرت نحو ساعتين، بعدما تبيّن أنّ التابوت الذي سيوضع فيه الجثمان لا يستوفي الشّروط المطلوبة والمناسبة لوضعه في الطائرة ونقله إلى وطنه.
كوليرا: صفر
كورونا: 67
صحياً، اعلنت وزارة الصحة العامة في تقرير نشرته مساء امس، عن حالات الكوليرا في لبنان عدم تسجيل اي اصابة جديدة، وعليه استقر العدد التراكمي للحالات المثبتة على 663، كما لم يتم تسجيل اي حالة وفاة، وسجل العدد التراكمي للوفيات 23.
وفي تقرير منفصل، اعلنت الصحة عن حالات كورونا تسجيل 67 اصابة جديدة رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 1221696 كما لم يتم تسجيل اي حالة وفاة.
قطر تُتوِّج الأرجنتيني ميسي على عرش الكرة العالمية
اوفت قطر بوعدها وكانت على الموعد، بتنظيم أحد أفضل نسخ بطولات كأس العالم، على مر التاريخ، واختتمت فعالياته أمس بنجاح مبهر، بتتويج منتخب الارجنتين ونجمه ليونيل ميسي بلقب المونديال للمرة الثالثة بتاريخه، عقب الفوز على حامل اللقب الفرنسي بركلات الحظ الترجيحية 4-2، والتي تم اللجوء إليها بعد التعادل في الوقت الأصلي 2-2 والإضافي 3-3، على استاد لوسيل بحضور نحو 90 الف متفرج.
وبلقطة مميزة، بادر امير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، لالباس اللاعب ميسي «البشت»، الذي يرتديه أهل البادية العربية في اعراسهم وعند مناسبات تخرجهم، ليحتفل قائد التانغو بالكأس بالزي الخليجي، وبانعكاس رائع لصورة هذا المونديال، الذي كان عربيا بامتياز، حاملا للعالم رسالة عن حضارتنا وسمو المبادىء التي تربينا عليها وننشىء عليها اجيالنا، خاصة بعد الغزوة الغريبة عن اخلاقنا، والتي حاول بعض الواهمين، استغلال الحدث المونديالي للتسلل عبره إلى بئتنا.
وجرت مراسم التتويج بحضور امير قطر مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون إلى جانبهم رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني انفانتينو، حيث تسلم «راقصو التانغو» كأسهم الثالثة بعد عامي 1978 و1986، في الوقت الذي حرم الفرنسيون من الاحتفاظ باللقب للمرة الثانية تواليا والثالثة بتاريخهم.
ولأن للبنانيين «في كل عرس قرص»، ورغم أن منتخبيهم المفضلين، البرازيل والمانيا، ودعوا المنافسة بوقت سابق، إلا أنهم ابوا عدم متابعة المونديال رغم حرمانهم متابعته عبر شاشتهم الوطنية، فاحتشدوا في المقاهي كما الساحات لمواكبة النهائي الحابس للانفاس، ولم يفوتوا الفرصة كما عادتهم للخروج إلى الشوارع عقب المواجهة، للاحتفال بتظاهرات سيارة وباطلاق المفرقعات النارية، معبرين عن فرحهم بتتويج المنتخب البطل، وان كان كـ«بديل» لمنتخباتهم المفضلة، ولكنهم مع طي صفحة كأس العالم، سيعودون لهمومهم الحياتية، لا سيما في ظل الارتفاع الجنوني لسعر صرف الدولار الأمريكي مقابل عملتنا الوطنية.
وسجل أهداف المباراة النهائية الفرنسي كيليان مبابي بثلاثية «هاتريك» رفع عبرها رصيده إلى 8 اهداف ليتوج بالحذاء الذهبي، مقابل ثنائية للأرجنتيني ميسي الذي اختير أفضل لاعب في النسخة الـ22، وهدف وحيد لأنخل دي ماريا، كما أحرز الأرجنتيني إنزو فيرنانديز لقب أفضل لاعب شاب وفاز مواطنه الحارس ايميليانو مارتينيز بالقفاز الذهبي.
وتقدم منتخب الارجنتين الى المركز الرابع في لائحة الدول الاكثر فوزا باللقب، بعد البرازيل 5 وكل من ايطاليا والمانيا 4، فيما بقي الفرنسي متساويا مع اوروغواي بلقبين لكل منهما.
ولم تشهد النهائيات الحالية انضمام دولة جديدة الى لائحة الثمانية المتوجين بالكأس، وكانت آخرهم اسبانيا عام 2010، في جنوب أفريقيا.
وهذه المباراة النهائية الثالثة بتاريخ المونديال تحسم بركلات الترجيح، بعد 1994 و2006، والثانية تخسرها فرنسا بهذه الركلات بعد عام 2006 أمام ايطاليا يوم نطحة زين الدين زيدان ضد ماتيراتزي الشهيرة.
وبات ميسي اللاعب الأكثر خوضا للمباريات في نهائيات كأس العالم بـ26 مباراة، كما وصل الى رقم قياسي آخر متمثل بعدد كؤوس العالم التي خاضها (5)، متساويا مع غريمه البرتغالي كريستيانو رونالدو وماتيوس أيضا.
اما الفرنسي مبابي فبات ثاني لاعب في تاريخ كأس العالم، يسجل في نهائيين متتاليين، بعد البرازيلي فافا في نسختي 1958 و1962، كما انه بعمر (23 عاما و363 يوما)، اصبح أصغر لاعب بالتاريخ يصل إلى 10 أهداف في كأس العالم، منها 8 في قطر، وهو أعلى رصيد يصل إليه أي لاعب منذ مونديال كوريا الجنوبية واليابان 2022 (الظاهرة رونالدو 8 أهداف).
ad
كما وضع مبابي اسمه بجانب 4 أساطير فقط بتاريخ اللعبة، سجلوا 3 أهداف أو أكثر في المباريات النهائية لكأس العالم، وهم: الفرنسي زيدان والبرازيليان فافا وبيليه والإنكليزي جيوف هورست.
COMMENTS